إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

قصة من الواقع للاستاذ ابو حسين الانصاري

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • فداء زينب
    عضو نشيط
    • 29-12-2009
    • 348

    قصة من الواقع للاستاذ ابو حسين الانصاري

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما

    انقل اليكم هذه القصة الحقيقيه التي سمعتها من والدي مباشرة والتي دارت احداثها في حقبة السبعينيات من القرن العشرين في بلدي العراق عسى ان تكون عبرة لمن اعتبر.كان والدي يؤدي الخدمة العسكرية في الحقبة المذكوره اعلاه في احدى تشكيلات الجيش العراقي في صنف الدروع وشاء القدر يوما ما ان تتحرك كتيبتهم المدرعة الى مدينة البصرة جنوب العراق ضمن باقي التشكيلات التي التحقت بهم من وحدات عسكرية اخرى حيث ان التكتيك العسكري يقضي بعدم ابقاء نفس التشكيل في منطقة واحده لاسباب لوجستية على اية حال اية حال وبعد استقرار الوحدات العسكرية التي تضم ضباط وجنود من مختلف المحافظات العراقية وتم نصب الخيام في معسكر بري يقع بين البصرة وذي قار في المنطقة الصحراويه استعدادا لاجراء تمارين تعبوية التقى الجنود القادمين من شتى المحافظات وحصل تعارف بينهم وكما هو معلوم فان الغالبيه العظمى من الجنود جلهم شباب في العقد الثاني من السن والشباب يستغلون فترات الاستراحه بالمزاح او الحديث او اشياء شخصيه كممارسة هوايات او ماشابه الا ان والدي من الرجال الذين يكرهون المزاح ويفضلون الصمت والعزله على المزاح السخيف لكونه رجل متدين وهاديء بنفس الوقت لذا قرر الابتعاد عن الجنود قدر الامكان كي لاتحصل مشاجرات
    او مزاح لافائده منه وبعد مضي بضعة ايام لفت انتباهه وجود شاب معتزل حسن الهيئة تدل ملامحه انه ذو وقار ومتدين وهاديء الى ابعد الحدود فراق لي وقررت ان اتعرف عليه وبعد ان ابتدرته بالسلام رد علي السلام بصوت هاديء وسالته عن اسمه ومن اي محافظه فاطرق الشاب مليا في وجهي ثم تنحى جانبا ولاذ بالصمت فشعرت حينها بالخجل وانصرفت ولمت نفسي على هذا الفضول الذي لامبرر له وبعد ايام في ذلك المعسكر رايت ان بعض الجنود يستفزون الشاب بالمزاح وهو لايرد عليهم فخيل لي ان الشاب معتوه او ليس لديه شخصية او من هذا القبيل فقررت صرف النظر عن مسئلة التعرف عليه وبعد فتره صادف ان والدي شعر بضيق في صدره فانطلق مشيا في عمق الصحراء ليروح عن نفسه الهموم في الهواء الطلق حيث ان فصل الربيع حل في تلك الايام واذا به يتفاجأ بوجود الشاب في عمق الصحراء جالسا لوحده فاخذ ابي يراقبه وقال في نفسه لابد انه شعر بضيق بصدره ففعل مثلي او ربما هو مجنون فاقترب منه والدي وقرر ان يفاجئه ليرى رد فعله وتعجب والدي لان الرجل لم يتفاجأ ولم يتحرك له ساكن وكانه صخرة فدنا والدي منه وسلم عليه فرد الشاب التحيه بافضل ماتكون ثم سئله ماسبب جلوسك منفردا في الصحراء ؟
    فرد الشاب لنفس السبب الذي جاء بك ولم افهم كلامه ثم هم بالانصراف فقلت له هلا تخبرني عن اسمك فقال عبد الله فقلت ومن اي منطقه فقال من نينوى ثم انصرف عني ولم يسألني شيئا .
    مرت الايام والشهور واتفق يوما اني كنت اصلي في الخيمه فدخل ذلك الشاب علي وبقى ساكتا فلما اتممت صلاتي ابتدرني قائلا لم تسرع في صلاتك؟ فقلت له ان صلاتي هكذا فقال لي لاتنقر كما ينقر الغراب فانه من مات هكذا مات كافرا كان يعني انني اسجد وارفع راسي بسرعة من السجود كما يفعل الغراب فقلت له انا لااعرف غير هذا لاني مستعجل في كل شيء حتى في الصلاه احب ان انهيها بسرعه فلم يعقب على كلامي واكتفى قائلا اجمع اغراضك فقد صدرت الاوامر بن نكون انا وانت واثنان من الجنود في الجهه الغربيه للمعسكر لغرض واجبات الحراسه ثم انصرف عني
    اصبحنا نحن الاربعه في خيمه واحده وبدات اتعرف اكثر على هذا الشاب فلم ارى منه الا الصمت وان نطق بشيء فما ينطق الا بذكر الله اولا وكان صاحب نفس كريمة وعزيزه واخلاق لم ارى مثلها وكان شديد التواضع كثير الحياء فكنت انجذب اليه يوما بعد اخر حتى اصبحت لاافارقه الا انه كان كتوم لايتكلم عن احواله الشخصيه والعائليه توالت الايام وبدء الشاب يثق بي وفي احد الايام رايت رؤيا فاخبرته بها ففسرها على احسن وجه ثم قال لي انت رجل صالح ولكنك لست متعلما بما يكفي فقلت له اذن اتعلم منك فقال لي لابأس سافعل مابوسعي .
    : بدات اتعلم من الشاب اشياء تخص العبادات ثم اكتشفت ان الشاب اكبر مني سنا حيث كان يبلغ من العمر خمسة وعشرين عاما وقد فهمت انه تاخر عن اقرانه في الالتحاق للخدمة الالزاميه في الجيش لاسباب لم يتطرق لها اتضح في مابعد ان هذا الرجل يخفي سرا خطيرا حاولت بمرور الايام ان اكتشفه ولكن دون جدوى.
    وردت بعض الاشاعات تفيد ان التشكيلات سوف تعود الى ثكناتها الاصليه حيث اننا قضينا مايقرب من عام في تلك المنطقه الصحراويه وبالتالي فاننا سنفترق فقال لي عبدالله انه يحتاجني في مسئله مهمه عند انتصاف الليل او اذا خلونا لبعضنا بعيدا عن زملائنا الجنود فقلت له بالتاكيد وانا طوع امرك اخي ثم انصرف.
    جن علينا الليل ونام رفاقنا في الخيمه فغمزني عبد الله باشارة منه يود فيها ان نبتعد عن الخيمه كي لايسترق احد السمع فانطلق امامي ثم تبعته وبعد ان وصلنا مسافه تكفي ان لايستمع احد لحديثنا قال لي عبد الله اسمع اخي عباس قلت نعم قال انا اثق بك واريد ان اسرك بشيء فهلا تعدني انك لن تخبر احدا طالما نحن في هذا المعسكر؟ فقلت له اعدك فقال لي وانت في حل من العهد ان تفرقنا فبامكانك ان تتحدث بالامر لمن تثق بهم شريطة عدم تعريف هويتي فاجبته قائلا اتفقنا اذن فقال اذن على بركة الله اليك قصتي.انا من اهل نينوى قضاء تلعفر وابن لشيخ قبيله معروفه وندين بالديانه اليزيديه التي تقول ان ابليس هو الاله وانه طاووس الملائكه وكتابنا اسمة الجلوه وان الديانات الابراهيميه الثلاثه اليهوديه والمسيحيه والاسلام هي ضلاله وان من يدين بتلك الديانات فهو كافر وعدو للاله ابليس وان كل ماجاء من قصص في القران حول ابليس فهي اكاذيب وان ابليس عمره نصف مليون عام واقدم اله في العراق واننا نحج الى قبر عدي بن مسافر الاموي ونمارس طقوسنا والتعليم حرام علينا والخ العقيدة اليزيديه فحاولت مقاطعته وطلب مني ان
    اكمل قصته ثم اسئله مااشاء ثم استرسل بالكلام قائلا كنت يومها صغير السن ابلغ حوالي خمسة عشر عام وكنت احب اللعب والمرح لاني ابن شيخ وكل طلباتي تلبى لان افراد قبيلتي يخشون ابي ايما خشيه لانه حاكم مطلق عليهم وهو غليظ ومتعجرف مع الناس وكان ثريا ولديه من الاراضي الزراعيه والمواشي الكثير وكان صيادا ماهرا يهيم بتربية الصقور . في احد الايام كنت اتنزه في احد المراعي وتجاوزت حدود مقاطعتنا فوجدت رعاة من المسلمين الذين طالما حذرنا ابي من التعرف عليهم او الكلام معهم اومخالطتهم لاي سبب كان باعتبارهم اعداء للاله ابليس وفق وصفه فتذكرت نصيحة ابي ثم عدت ادراجي وبعد ذلك تحرك الفضول في داخي من جديد فقررت ان اراقب المسلمين وشيئا فشيئا بدات اقترب منهم الا انني خفتهم لانهم ربما يضمرون لي شرا كونهم يعلمون من انا وابن من ولكني تفاجئت بقدوم بعض الغلمان ممن كانوا بعمري تقريبا
    يطلبون مني اشاركهم اللعب بالكرة ذهلت لاول مره ولكني خجلت ان ارد طلبهم فقررت ان العب معهم ثم بعد نصف ساعه انصرفت منهم وتكررت لقاءاتي معهم فبدت اكل طعامهم ورايتهم بعد ذلك يصلون فبدات استمع لصلاتهم وانفجرت غضبا لما سمعتهم يقولون اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقررت مقاطعتهم لانهم سبوا الهي المبجل.
    عدت الى منزلي حزينا وراتني امي فقالت مابك يابني فقلت لها لاشيء ولكني متوعك قليلا فقالت لابأس عليك وضمتني الى صدرها وقالت لي اذا كان في الغد اذهب مع ابيك الى الصيد لتروح عن نفسك العناء فرفضت ذلك ثم قلت لها امي اريد ان اسئلك سؤال فقالت بلى يابني فقلت لها هلا حدثتيني عن المسلمين وعقائدهم فتغير وجه امي وقالت هل كنت تلتقي بالمسلمين؟فقلت وانا ارتجف كلا كلا ولكن من باب الفضول لااكثر فقالت حسنا يابني انهم قوم اشرار واعداء للاله ابليس العظيم وجاءت شقيقتي فانضمت للحوار وتكلمت بنفس السياق الذي تكلمت به امي ثم حان وقت العشاء وتناولنا العشاء سويه برفقة والدي الذي انضم الينا مؤخرا بعد عودته من الهوايه المحببه الصيد.
    منزلي وامتطيت احد جياد ابي وانطلقت الى المسلمين فسلمت عليهم ورحبوا بي وقالوا لي انهم افتقدوني وانهم مشتاقون لي فسررت بكلامهم وتوالت لقاءاتي معهم وبدات اثق بهم فعلموني الكثير عن العقيده الاسلاميه وعن العبادات والمعاملات واعلنت اسلامي امامهم فاذا بهم يستبشرون بي خيرا ويدعون لي بالتوفيق ولكنهم حذروني من ابي لانه مجرم بكل ماتحمل الكلمه من معنى ولكنهم صدموني ايما صدمه بفاجعة كربلاء حتى احسست ان روحي تفارق بدني من الحزن على الحسين ع وتسائلت ايعقل ان يكون هناك اناس بهذه الوحشيه يقتلون حتى الطفل الرضيع بل ويقتلون ابن رسول الله؟ عدت ادراجي وانا اخفي اسلامي واخفي حزني على فاجعة كربلاء .
    : كانت تصرفاتي في المنزل تثير ريبة امي وشقيقتي لاني امتنعت ان اتناول طعامهم او اشاركهم الحديث وكانت امي تراقب تصرفاتي عن كثب وفي احد المرات قالت لي يابني مالذي حصل لك؟فقلت لاشيء وانصرفت فلم تفعل امي شيئا واكتفت بالصمت الا انها ارسلت من يتجسس ورائي سرا فجاءها الوشاة بالاخبار حول اختلاطي بالمسلمين وانهم رواني اصلي كما يصلي كل مسلم فتفجرت امي غضبا وحزنا ونادت واويلاته اسفا على شبابك يابني ولطمت اختي وجهها لما علمت بالامر ثم تعصبت امي وضربتني على وجهي مرتين وانا الوذ بالصمت والدموع تسيل على وجنتاي بعدها قالت اختي لامي ماذا لو علم ابي بالامر ؟فردت امي قائله بكل بساطه سيذبحه كما يذبح الشاة ولن تهتز له شعره او يغمض له جفن لان ابي كان ذو قلب متحجر واذا قال فعل والناس تخشى سطوته وجبروته.

    قررت امي حبسي ومنعي من مغادرة المنزل واوصت اختي ان لاتحدث احدا بالموضوع ومرت بضعة ايام وسمعنا ان ابي يوشك ان يصل من سفر بعد يوم فاضطربت امي خوفا وجائتني وقالت لي اسمع لاتظهر امام ابيك شيئا والا ذبحك كما يذبح الكبش وامرتني ان اتصرف بصورة طبيعيه امامه بحيث لااثير الشك لديه لان ابي كان متفرسا في الوجوه ويستطيع ان يقرأ الوجه جيدا بسبب خبرته مع الاخرين.
    وصل ابي واستقبلناه جميعا وكان كالعاده يجلسني بحجره ويطعمني بيده الا اني ترددت هذه المره فانتبه لي وقال مابك ياولدي؟فردت امي بسرعه انه قد تمرض قبل بضعة ايام والان حالته الصحيه جيده نوعا ما فقبلني ابي وقال لابأس عليك يابني ستعود الامور كسابق عهدها وانت شاب قوي كما هو ابوك فتبسمت بوجهه مجاملة ولكني ارى وراء وجهه وجه ابليس اللعين بالرغم من انه ابي وشعرت بوجود حاجز بيني وبينه كنت ادرك تماما انني لايمكن ان ابوح لابي بماحصل لانه لن يسمع مني كلمة واحدة قبل ان يرديني قتيلا بسلاحه الذي لايفارقه ابدا.

    اغتمنت انشغال ابي ببعض ضيعاته فقررت المحاولة بدعوة امي وشقيقتي الى الدعوة لاني كنت التمس فيهما خيرا وتكررت المحاولات وطلبت امي مني ان ترافقني سرا لتلتقي ببعض نساء المسلمين لتسمع منهن شخصيا وقد جرت الامور على احسن مايرام وامنت امي وشقيقتي بالدعوة وكنا نمارس عبادتنا ومناسكنا سرا خشية من ابي لكن تصرفنا في الاونه الاخيره بدء يثير قلق ابي فكنت اسمعه يخاطب امي قائلا مالذي حصل لكم لماذا انتم صامتون لم لاتشاركوني الطعام لم لاتجلسون معي واخذ يكيل الاسئله واي لاترد عليه فانصرف غاضبا متوعدا الى احدى زوجاته اللواتي لاااعرفهن او احدى عشيقاته او ربما ذهب ليحتسي الخمر ولكنه بيت لنا النيه ودبر امره بليل وقرر مراقبتنا بواسطة بعض خدمه والمقربين اليه.
    كان حبي وعشقي للاسلام يكبر يوما بعد يوم وكان النبي الاعظم محمد واله ع لايفارقون مخيلتي وكاني كنت اعيش معهم او اعرفهم منذ دهر طويل بالرغم من صغر سني وكنت اذهب سرا الى بعض اخوتي المسلمين واخذ منهم شرائع الاسلام وان كانت بسيطه الا انها عظيمه ومقدسة وكان الحسين ع يعيش بداخلي وعبرته وعبرته لايفارقاني ابدا فشكرت الله على تلك النعمة وكنا نصلي انا وامي وشقيقتي في غرفتي سرا ومضت الايام وحل ماكنا نخشاه فقد تاكد ابي اننا اصبحنا مسلمين عن طريق الوشاة وقد جاءنا شخص كنا نثق به بالرغم من انه من المخلصين لابي الا انه كان يتعاطف معنا لان امي كانت تحسن اليه والى عائلته فقال لنا اهربوا بانفسكم فان الزعيم اقسم انه سيسلخ جلودكم وانتم احياء ففزعنا خوفا وارتعدنا لاننا نعلم انه سيفعلها حتما ولارادع له ثم هم الرجل بالانصراف والتفت الينا قائلا امامكم نصف نهار حتى يصل ابوكم من فشكرته امي ثم قالت لي يابني هلكنا ولامنجي لنا وبكت شقيقتي وبكينا جميعا ثم قلت لها ياامي دعينا نهرب فردت قائله الى اين؟ قلت لها سنهرب ونفوض امرنا الى الله فان نجونا فبنعمة الله وان هلكنا ففي سبيله فوافقت ثم حزمنا امتعتنا وكانت مجرد بضعة ملابس وطعام لايكفي يوما وانطلقنا اول الصباح مشيا على الاقدام كي لانثير حفيظة الحراس لانهم ان اعلموا اننا سنسافر فانهم يرافقونا لان ابي امرهم بذلك.
    : انطلقنا سيرا على الاقدام ولانعلم الى اين نلجأ لانه لااحد يستطيع ان يقف بوجه ابينا وكانت المنطقة وعره جدا ومضت ساعات ونحن نسير ولانرى غير الجبال ولادليل معنا عندها شعرت امي انها متعبة جدا وكذلك اختي وانا ايضا متعب لكني لااستطيع ان ابدي لهما ذلك لاني انا ورطهم في تلك المتاعب فجلست امي لتستريح وجلسنا ولم نفكر بطعام او ماء لان حياتنا على المحك كان وقت الزوال فصلينا صلاة الظهر بعجالة وانطلقنا نغذ السير حتى صرنا في ارض مكشوفه نوعا ما وفيها جبال متفرقة فلاحت لنا من بعيد رايات وخيل فعرفنا بما لايقبل الشك انه الموت انه ابي
    : علت اصواتنا بالبكاء والتوسل ولكن لاناصر لنا ولامعين فقد قدرنا جموع القادمين نحونا بانهم خمسين رجلا يعتلون خيلا وكأن كربلاء عادت من جديد وكأننا اولاد مسلم وبلغت القلوب الحناجر ثم تركنا مانحمل من متاع وطفقنا نجري عدوا ولكن الى اين ؟فلا يوجد سوى قفار وجبال وملنا ناحية جبل فابصرنا فارسا ملثماعلى جواد فاعتلانا الخوف لانه اما ان يكن من اتباع ابي او من
    خارت قوانا وتوقفنا فاقترب منا الفارس وهو هاديء تماما وقال لنا مابكم فلت له اننا مدركون فقال ومن يطلبكم؟ فقلت له انه ابي فقال فلم انتم خائفون منه ؟واين وجهتكم؟فقلت له اننا ماضون الى كربلاء لاننا اسلمنا وابي كافر يريد قتلنا لانه علم بامرنا فقال ان كربلاء بعيدة جدا عليكم ولن تصلوها بسهوله ولكن ان شئتم اكلم ابيكم فاني اعرفه جيدا فربما ان رددتم على دينه سيعفوا عنكم فقالت له امي كلا فان الموت اهون من ان نعود الى الكفر وكنا ننظر الى الفارس وهو يكلمنا بهدوء وننظر خلفنا الى ابي واتباعه وكان خيلهم تراوح في مكانها ولاتتقدم فاعتقدت ان ذلك حصل من ذهول الصدمة ثم التفت الى الفارس فقال لي اسمع يافتى لم لاتعود الى قومك نادما وتدخل في دينهم وسأكلم اباك واجعله يعفو عنكم؟ فرفضت ذلك رغم انه الح علينا ثم قال لي هل تعرف احدا في كربلاء؟ قلت لا فقال ان كنت محظوظا ونجوت واهلك فاذهب الى احد الاشراف هناك ستجد منزله في بستان اسمه سيد محمد وقل له انك من طرف ابو علي وهو سيتكفل بكم ان نجوتم من ابوكم .

    لم التفت الى ماقال الفارس من اخر عبارات لاننا كنا خائفون والتفت الى ابي واصحابه واذا بهم اخذوا بالاقتراب فقدرت المسافه بيننا وبينهم بمئة متر لااكثر وبنادقهم كانت مصوبه الينا فاعاد علينا الفارس قوله انه سيتوسط الى ابي ليعفوا عنا فلم نرد عليه ثم صاح بنا الفارس صيحة شديده وقال اغمضوا اعينكم والا فعلت بكم ماتخشوه فاامتثلنا لامره ثم ساد الصمت.
    فتحنا اعيننا فوالذي بعث محمدا بالحق نبيا لقد وجدنا انفسنا في بستان ولم نرى الفارس ولم نرى ابي واتباعه ولم نرى اي قفار ولاجبال فذهلنا واصابتنا حيرة من امرنا ونظر بعضنا الى بعض متعجبين مستغربين الامر وقلنا هل نحن في حلم ؟واين ذهب الجميع ثم جلسنا وكأن صاعقة اصابتنا وشلت انفاسنا وبعد دقائق تمالكت نفسي وربطت جأشي كي لاتصاب امي واختي بصدمة قد تسبب لهما عاهة مستديمه والتفت يمينا وشمالا في ذلك البستان فلم اجد سوى الاشجار والنخيل وزارد استغرابي هو ان النخيل لايتكاثر الى في مناطق الجنوب من العراق وبعض مناطق وسطه ثم قمت من مكاني عسى ان اجد احدا وسرت بضعة امتار فوجدت فلاحا في البستان وسلمت عليه فرد علي السلام فقلت له ياعم هلا تخبرني مااسم هذه المنطقة فقال مستغربا يابني اي سؤال هذا؟فقلت له انا بالفعل لااعرف تلك المنطقة فقال ان هذا البستان ملك لسيد محمد وانا اخيه فتعجبت وقلت له اخبرني ياعم ماسم تلك المدينه فرد قائلا انها كربلاء واذا بي اخر مغشيا علي ولم انتبه الا وامي وبعض الناس قد تجمهروا حولي ثم ناولوني قدح ماء فشربت الماء وانا ارتجف وطلبت من الرجل الفلاح ان ياخذني الى سيد محمد .
    وافق الفلاح ولكنه ظل يكرر السؤال من انتم ومن اين جئتم فلم ارد عليه والتزمت الصمت فلما وصلنا دار السيد محمد واذا بسيد محمد ياتي مهرولا ويحتضنني فتعجبت وقلت هل تعرفني مولاي؟ فاجاب نعم اعرفك لان جدي الحسين ع اخبرني باوصافك بالمنام وامرني بخدمتك ثم احتضنني وبكا وبكينا معه جميعا .
    سرى الخبر بين الناس كالنار في الهشيم واقبلت جموع غفيرة تنظر الي وقد هجموا علي ومزقوا ملابسي لياخذوا منها مايحتفظون به للتبرك او على سبيل الذكرى لانني تشرفت بلقاء الامام الحسين ع او ربما الامام المهدي وعشت حياتي في كربلاء متفرغا للعلم والعمل والحمد لله الذي من علي بنعمة الاسلام والايمان ورؤية ال محمد .
    قال ابي بقيت متحيرا وصامتا فلم انبس ببنت شفه لما سمعت قصة عبدالله ورميت نفسي عليه اقبل يديه فاحتضنني وقال يااخي عباس هون عليك نحن اخوه في الله ولولا اني اثق بك لما اخبرتك قصتي وارجو منك ان تدعوا لي وادعو لك بالثبات على الاسلام وولاية محمد وال محمد ع ثم رجعنا ادراجنا.
    بعد بضعة ايام صدرت الاوامر بالعودة الى معسكراتنا الاصلية فسلمت على صديقي عبدالله وودعته بحراره ونحن نبكي ولم التقي به بعد ذلك ولااعرف عن مصيره شيئا وشعرت اني فقدت اخا وصديقا عزيزا وكنزا ثمينا والحمد لله رب العالمين.

    نقلت القصة كما سمعتها من والدي عباس والحمد لله رب العالمين
    ابو حسين الانصاري


Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎