إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

إضاءة السجن لماذا ؟؟

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • امل الشعوب احمد
    عضو جديد
    • 19-09-2008
    • 62

    إضاءة السجن لماذا ؟؟

    إضاءة
    السجن لماذا ؟!


    (قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلِيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ * قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ * فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ) يوسف (ع) الآن محاصر من أعداء الله فأما الفاحشة وأما السجن وهم الذين حددوا هذين الطريقين ، ويوسف لم يخرج عن هذين الخيارين ولكنه اختار ما يضره دنيويا وماديا وهو السجن دون ما يضره أخرويا وروحيا وهو الفاحشة خيار طبيعي ولا احد يتوقع سواه من وصي يعقوب (ع) النبي الرسول يوسف (ع).

    قال أمير المؤمنين علي (ع) (......... و لي بيوسف عليه السلام أسوة، إذ قال رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ فإن قلتم إنّ يوسف دعا ربّه و سأله السجن بسخط ربّه فقد كفرتم، و إن قلتم إنّه أراد بذلك لئلّا يسخط ربّه عليه فاختار السجن، فالوصيّ أعذر.........)

    ولكن السؤال هل عند الله نجاة يوسف من كيدهن محصورة بالسجن أم انه توجد سبل متعددة لنجاته من كيدهن دون أن يقع عليه أذى السجن ؟!.

    اعتقد أن جواب هذا السؤال بسيط على من يعتقد أن السماوات والأرض لو كانتا على عبدٍ رتقا واتقى الله لجعل له الله منهما مخرجا.

    ولو كان يوسف غفل عن هذه الحقيقة ( ......وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ) ولم يلتفت أن عند الله سبيل آخر بل أكثر من سبيل غير السجن لنجاته من كيدهن ، عن أبي الحسن الرضا (ع) قال (قال السجان ليوسف إني لأحبك فقال يوسف ما أصابني بلاء إلا من الحب إن كانت عمتي أحبتني فسرقتني و إن كان أبي أحبني فحسدوني إخوتي و إن كانت امرأة العزيز أحبتني فحبستني، قال و شكا يوسف في السجن إلى الله فقال يا رب بما ذا استحققت السجن فأوحى الله إليه أنت اخترته حين قلت رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ هلا قلت العافية أحب إلي مما يدعونني إليه)
    أوَ ليس الله بقادر على أن يُذكِّر يوسف (ع) بهذه الحقيقة ويجعله يدعو بهذا الدعاء (العافية أحب إلي مما يدعونني إليه) بدل أن يقول (السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) .
    وهل يعتقد احد أن يوسف لم يكن يعرف هذه الحقيقة وهو الذي وكل أمره من قبل عندما كان في الجب إلى اله إبراهيم ولم يختر هو الخروج أو البقاء.
    عن أبي عبد الله (ع) قال ( لما طرح إخوة يوسف يوسف في الجب دخل عليه جبرائيل و هو في الجب فقال يا غلام من طرحك في هذا الجب فقال له يوسف إخوتي لمنـزلتي من أبي حسدوني و لذلك في الجب طرحوني قال فتحب أن تخرج منها فقال له يوسف ذاك إلى إله إبراهيم و إسحاق و يعقوب قال فإن إله إبراهيم و إسحاق و يعقوب يقول لك قل اللهم إني أسألك بأن لك الحمد كله لا إله إلا أنت الحنان المنان بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ صل على محمد و آل محمد و اجعل لي من أمري فرجا و مخرجا و ارزقني من حيث أحتسب و من حيث لا أحتسب فدعا ربه فجعل الله له من الجب فرجا و من كيد المرأة مخرجا و أعطاه ملك مصر من حيث لم يحتسب) .
    فلماذا غفل الآن عن أن يقول (ذاك إلى إله إبراهيم و إسحاق و يعقوب ) .
    وهل يعتقد احد أن يوسف (ع) لا يستحق أن يذكره الله أو انه (ع) ليس أهلا لذلك ، أم هل يعتقد احد أن في ساحته سبحانه وتعالى بخل عن ان يتفضل بتذكير وتعليم يوسف نبيه الكريم أن يدعو بهذا لينجُ من المكر والسجن معا ، الم يرسل سبحانه وتعالى جبرائيل (ع) ليُذكِّر يوسف ويعلمه الدعاء لينجُ من الجب ، لماذا الآن الله سبحانه وتعالى الكريم الرؤوف الرحيم يترك يوسف (ع) في حيرته ولا يذكره ولا يعلمه دعاء ينجو به من المكر والسجن معا ، لماذا الآن يوسف لا يجد أمام عينيه سبيل لنجاته من المكر إلا السجن ولا يجد إلا هذا الدعاء ( السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ) .

    ان هذا السؤال وغيره من الأسئلة في مسيرة يوسف (ع) يجيبه تعالى في آية عظيمة من آيات سورة يوسف فيبين فيها تعالى ان كل سكنة وحركة وغفلة وذكرى وعلم وجهل هي ضرورية في مسيرة تمكين وتعليم يوسف (ع) ، يقول تعالى في هذه الآية أنا امسك بمعصم يوسف (ع) وأقوده إلى التمكين والعلم والمعرفة ( كَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) .
    إذن فمن هذه الآية (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) نعرف ان دخول يوسف(ع) السجن واقع ضمن حكمة إلهية وأكيد انه يصب في تمكين يوسف وتعليمه بل واداءه لرسالته الإلهية .

    اما تعلق السجن بتمكين يوسف وتعليمه فقد تبين فيما مضى من الإضاءات.

    واما تعلق دخول يوسف إلى السجن باداءه لرسالته فهو ما أريد بيانه ، ويتلخص في أمور منها :

    1-أنَّ يوسف (ع) إن كان قد صدع برسالته من الله خارج السجن ولم يتحصل إيمان أي شخص به فلابد من إيجاد محيط آخر لتبليغ الرسالة.

    2-يوسف (ع) خارج السجن عبد مملوك ولاشك ان حال العبد المملوك في داخل السجن أكثر حرية منه وهو في خارج السجن وتحت سلطة مولاه فان قيد العبودية أعظم من قيود السجن . فالسجن وفر ليوسف وقت أكثر وجو أكثر حرية ليصدع بدعوة التوحيد.

    3-في السجن الكل سواسية العبد المملوك والحر فلا احد ينظر إلى يوسف على انه عبد مملوك ولا يستحق السماع منه .

    4-تقبُّل الإنسان للدين والدعوة لطاعة الله سبحانه وهو في ضيق يكون اكبر بكثير منه مما لو كان في يسر وراحة ولذا نجده تعالى يقول (وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) أي يرجعون إلى الحق والى الله سبحانه. ولاشك ان السجن ضيق وعسر وشدة بالنسبة لأي إنسان ولذا نجد ان دعوة يوسف إلى التوحيد ورسالته من الله سبحانه شقت طريقها إلى قلوب من كانوا في السجن فتعاطف معه كثير منهم وامن به السجين الذي نجا كما تقدم في الإضاءات ، فلو لم يكن من دخول يوسف السجن إلا إيمان هذا السجين لكفى .

    5-دعوة يوسف إلى التوحيد شاملة لمن خارج السجن ومن في السجن ولم يكن هناك طريق لإيصال دعوته (ع) إلى داخل السجن وبالصورة الصحيحة إلا دخول يوسف بنفسه إلى داخل السجن.

    وأخيراً أقول ان دعوة يوسف إلى التوحيد لم تجد لها موضع في المجتمع الذي كان فيه وهو خارج السجن ولكنها شقت طريقها إلى قلوب الناس لما دخل يوسف (ع) السجن وبدأت الدعوة إلى التوحيد من السجن بداية حقيقية ولها من يؤمن بها وينتصر لها ، وهذا السجين الذي امن انتصر لدعوة يوسف الإلهية لما وجد الفرصة الملائمة من خلال رؤيا الملك ، وهذا المؤمن عرض نفسه للخطر بحساب أهل المادة وهو يخالف ملا الملك في رأيهم حيث (قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعَالِمِينَ) ثم يذكر يوسف في محضر الملك وملأه (وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ) واخيرا ذهب إلى السجن وخاطب يوسف (ع) المتهم والذي سجنه عزيز مصر وبمحضر السجانين بهذا الخطاب (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ) ليس فقط يعلمون تأويل الرؤيا بل يعلمون أيضا بصدقك ورسالتك من الله ويعلمون بالظلم الذي وقع عليك ، لقد اضطر الإيمان هذا السجين إلى ذكر يوسف (ع) رغم الخطر المحتمل.

    والنتيجة فان السجن كان المكان والظرف الذي شقت منه دعوة يوسف إلى التوحيد طريقها إلى قلوب كثير من الناس في مصر ليؤمنوا بها ويوحدوا الله بل وامن بها بعض من كانوا في قصر الملك واستمر الإيمان بالتوحيد الذي صدع به يوسف (ع) في مصر بل وفي قصر ملك مصر حتى زمن رسالة موسى (ع) وهذا مؤمن آل فرعون في زمن موسى (ع) يذكر يوسف (ع) كرسول من الله يؤمن به وبرسالته (وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ) .


    ......................................إضاءات من دعوات المرسلين - الجزء الثالث القسم الثاني
    Last edited by الأئمة من ولده; 06-06-2011, 03:20.
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ :

    مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْتَكْمِلَ الْإِيمَانَ كُلَّهُ فَلْيَقُلِ

    الْقَوْلُ مِنِّي فِي جَمِيعِ الْأَشْيَاءِ قَوْلُ آلِ مُحَمَّدٍ فِيمَا أَسَرُّوا وَ مَا أَعْلَنُوا


    وَ فِيمَا بَلَغَنِي عَنْهُمْ وَفِيمَا لَمْ يَبْلُغْنِي
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎