●۩۝۩●معراج نحو الخلود●۩۝۩●

[Be Ahmad Ehtadait]

بسم الله الرحمن الرحیم

اللهم صل علی محمد وال محمد الائمه والمهدیین وسلم تسلیما

"مِعْراجٌ نَحْو الخُلود "


حَمَلَتْ أَطْواق اليَاسَمِين وَ قَلْبُها يَهْفوا حَنِيناً لِارْتِشافِ أَقْداح النَّقاءْ .
.
وَقَفَتْ عِنْدَ مِحْرابِ الصَّلاة وَأَهْدَتْ مَوْلاتها قَلْب الرَّبِيعْ ..

كُلُّ اِرْتِعاشات الفُؤادِ تُسَبِّحُ النُّور العَظِيم بِحُرْقَةٍ قَاتِلَة ..

سَيِّدَتِي !!

أَتيْتُكِـ مُلْتَحِفة بِخُرْقَةِ الأَحْزانِ ..

مَخْنوقَةُ الأَحْلامِ .. خَائِرةُ القُوى ..

قَدْ هَدَّنِي صَوْتُ الضُّلوعِ وَ كَسْرُها فَذَوتْ على تِلْكَ الخُطوب حُقولِي الخَضْراء ..

لازِلْتُ أَسْمعُ نايَ الأَنِين كُلَّ مَساء يَنْبَثِقُ مِن مَناراتِ السَّماء..

يَسْرِي بَيْن خَرائِبُ الأحْزان لِيُوقِظ الدُّموع مِن مَحاجِرها فَتَسِيل كَـ الحِمم على خَدِّ الأَسى ..

أَنا ياسَيِّدَتِي أَتيْتُكِ عِنْدَ مَنْزِل الأَحْزان أتَّكِأُ على بَابُكِ المُلْتَهِبُ بِشَواظٍ مِن أَحْقادٍ عَبَثتْ بِـ آياتِ النُّبوة ..

اِكْتوتْ أَضْلاعِي لِطول مُكوثِي فَـ أَحْنَيْتُها لِتَضُمَّ ناصِية المِسْمارِ الذِي أبى إلا أنْ يُخضِّبَ رأسَهُ بِدِماءِ الحُور ..

وَ تَضَرَّجَتْ وَجناتُ اليَاسَمِينْ وَغَفتْ كُلُّ أَحْلام السِّنِين فَهُنا تَضوَّع المَكانُ حُزْناً على عَبَقِ الجِنان ..

أَخْطوا إليكِـ وَمدامِعي تَرْسُم للطَرِيق حِكاية عُنوانُها دُمٌ تَناثَر فِي المَدى يَشْكوا سِياطَ الضَّالمِين ..

ضَاعتْ خَرائِطي فَلمْ أَجِدْ غَيْر بابكِ مَلْجأً أُكَفِّنُ بِغبارِه القُدْسِي ضائِع أَنْفاسِي ..

هُنا

سَأقُصُّ للمُحْسِن حِكايَة العَطَشِ الذِي أَفْنى الطُّفولة ذَاتَ حِين ..

هُنا وَحْدِي سَأهُزُّ مَهْدَ الرَّاحِلينَ بِغُنْوَةٍ تَبْكِي ضَياعَ العالَمِين .
.
يَـ فِضَّةٌ هَيَّا اِدْرِكِيني بِشَرْبَةٍ مِن عَلْقَمِ الأَحْزانِ والكُروب ..

باللهِ كَيْف رَأيْتِها حِينَ استغاثَت مِن جوى الظُّلْمِ العَظِيمْ ..

رَحَلتْ وأَنْفاسُ الياسَمِين تَقُودُها نَحْو القُبَّة الخَضْراء ..

وَ ابْيَضَّتْ مَحاجِرُنا و عَاثّ الشَّيْبُ بِهامِ قُلوبِنا فَلا رَبِيعٌ يَحلُ بَعْدها ..

لَمْ يُكْمِلُ القلْبُ بَعْدُ ضَخَّ الأَحْزان ..

جَفَّتْ أَوْرِدَةُ الإنْتِظارْ ..

وَ سرى السُّمُّ فِي عروقِ الفَرَح ..

سَيِّدِي صَرْخَةٌ فِي الأعْماقِ تَدْعوك لِانْتِشالنا مِن غَمْرة الألم ..

مَتى سَتثْأر لِقَتْلِ الرَّبِيعْ !!

فِي كُلِّ صَباحٍ تتوغَّلُ رائِحة الغُرْبَة فِي أنْفاسِي ..

أُمازِجُ الصَّمْت بالصَّمْت ..

أَبْحَثُ عَنْكَ بِنَظَراتٍ شَارِدةٍ هُنا وحَيْثث لا أَحدٍ هُناكْ ..

تتناسَلُ السَّاعاتُ بِبُرودٍ عَقِيمْ ..

يَتقَاطَرُ الصَّمْتُ مِن يَنابِيعُ الشُّعور ..

لأنْهَض مِن مَأتَمِي حَامِلَة عَناقِيد الصَّبْر و مَآزِرُ الإيمَانْ ..

أُوَزِّعُ على أبْناءِ شُعورِي خُبْزاً مِن دُموعٍ سَواجِم ..

أَقْسَمْتُ أن لاتَجُفَّ عَبْرَتِي حتى الظُّهورْ !!