إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

اليماني والديمقراطية

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • ناظم العقيلي
    عضو جديد
    • 04-02-2009
    • 1

    اليماني والديمقراطية

    اليماني والديمقراطية

    بقلم: الشيخ ناظم العقيلي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الأئمة والمهديين
    صار من المألوف جداً أن يُقنِع الإنسان نفسه بالباطل على انه حق وبالحق على انه باطل، ثم يتمادى في ذلك الغي ليدعو إليه الناس ويتخذه شعاراً ينخر في آذان المغفلين والبسطاء من الناس.
    والذي يؤدي بالإنسان إلى هذا المنحدر السحيق هو حب الدنيا الذي هو رأس كل خطيئة، بحيث تجد الناس منقادة انقياد الحمل الوديع نحو كل ما يجر عليهم نفعاً دنيوياً وإن كان باطلاً محضاً، ويأتي دور الأقلام الكاسدة والأفواه النتنة لتروج ذلك الباطل ولتضفي عليه صورة الحق لتُصدِّره إلى الناس على انه وحي سماوي لا يُناقِش فيه إلا من سفه نفسه !!!
    وتلك الأقلام والأفواه تسعى جاهدة لتنسل من عارها وضلالها وترمي به غيرها، أو قل ترمي به كل من يقف أمام تحقيق مآربها الدنيوية الرخيصة، فتراها لا تتوانى في اتهام من يعترضها بالضلال والجهل والتخلف والعمالة .... الخ، وبأسلوب الترغيب والترهيب، مستغلة جهل الناس وسلاسة انقيادهم نحو ما يظنون به لعقة عسل.
    ففي الوقت الذي كانت الحوزة العلمية تلهج بمبدأ ( حاكمية الله ) انعطفت بسلاسة منقطعة النظير نحو نقيض المبدأ وهو ( حاكمية الناس )، بل الأدهى من ذلك زعمهم ان حاكمية الناس ( الانتخابات ) أمر شرعي مستند إلى الدين الإلهي !!!
    ولا يخفى أن هؤلاء ( أصحاب العمائم المتأمركة ) اكتسبوا كل تلك الوجاهة والمال والأتباع بفضل مبدأ ( حاكمية الله )، فقد اتبعهم الناس على أنهم يمثلون مذهب أهل البيت (ع) المعروف باسم ( الرافضة ) أي الرفض لكل طاغوت غير منصب من الله تعالى والثبات على تنصيب الله تعالى رغم كل الصعاب والعقبات.
    وهم لا تخفى عليهم عشرات أو مئات الآيات والروايات التي تؤكد على أن الحكم لله تعالى وانه لا يمكن للناس أن تختار الإمام أو القائد لان أكثرهم لا يعقلون ولا يشكرون ولا يتقون ... بنص القرآن الكريم، ولكن ( من أحب شيئاً أعشى بصره )، و ( حليت الدنيا في عيونهم وراقهم زبرجها )، فتجاهلوا حكم الله تعالى وحكم رسوله (ص) والأئمة الأطهار (ع) وانتهجوا منهجاً سفك أصحابه دماء الأنبياء والمرسلين والأئمة والصالحين (ع)، منهجاً قد أهلك من كان قبلهم من الطواغيت والجبابرة عندما تكبروا على أنبياء الله ورسله واغتصبوا منهم الحكم بالقهر والتجبر والتسفيه.
    فجاءوا اليوم بنفس قلوب أولئك الطواغيت أمثال فرعون ونمرود ( لع ) متسربلين بلباس الدين وشعائره ليَّدعوا أنهم امتداد لنهج محمد وآل محمد ! جاءوا يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب الضارية كما قال نبي الله عيسى (ع)!
    وعندما جاء ممثل آل محمد الحقيقي وهو يماني آل محمد السيد أحمد الحسن، انّقضّت عليه ذئاب الضلال والخداع لتشوه صورته بالكذب والبهتان والانحطاط، مستغلين دنيا أمريكا وجبروتها، وعندما رأوا أنفسهم قد عجزوا عن مقارعة حق السيد أحمد الحسن لجئوا إلى سلاح العاجزين وهو القوة والقهر والسجن والتعذيب والتشريد وحرق المساجد والمصاحف ... الخ .
    نعم جاء السيد أحمد الحسن ليردعهم عن ضلالهم وخداعهم، وليحيي المبدأ الإلهي ( حاكمية الله ) فارتفعت أصوات فقهاء الضلالة متسقة مع أصوات الطواغيت : اقتلوا أحمد الحسن ولا تبقوا لأتباعه باقية لأنه يريد أن يغير دينكم ويظهر في الأرض الفساد !
    عجيب ... وهل الدين هو غير ( حاكمية الله ) ؟!
    وهل سيدعو الإمام المهدي (ع) إلى حاكمية الله أم إلى حاكمية الناس ؟!
    وهل سيهادن أمريكا ويسير في ركابها أم انه يعلن الجهاد ضدها وبشتى السبل ؟!
    وهل سيسعى ليكون رئيساً أم مرؤوساً للنصارى وأتباعهم من العمائم الرقطاء ؟!
    وهل يمكن أن يَعْتَق الحق فينقلب إلى نقيضه ؟! أي هل يمكن أن تنقلب ( حاكمية الله ) ـ وبسبب توالي الدهور عليها ـ إلى باطل، ليحل محلها ( حاكمية الناس ) ؟!
    لا ادري هل قُلبت المقاييس ! أم إن العقول والقلوب قُلبت بحيث أمست ترى الحق باطلاً والباطل حقاً، والحسن قبيحاً والقبيح حسناً ؟!
    إلى متى يُقتل الحسين (ع) على انه خارجي ( وحاشاه ) ويُبجل يزيد (لع) على انه خليفة رسول الله (ص) ؟!
    إلى متى يُقتل الحسين (ع) على انه طالباً للدنيا وحب الرئاسة ويريد أن يفرق عصا المسلمين ويثير الفتنة ( وحاشاه )، ويعتبر يزيد (لع) حاكماً شرعياً لان الناس أجمعت على بيعته ترغيباً وترهيباً إلا ثلة قليلة ؟!
    إلى متى يُعتبر الحق باطلاً لأنه قلة وإن كان الإمام الحسين أو الإمام المهدي (ع) هو من يمثله ، ويعتبر الباطل حقاً لأنه كثرة وان كان يزيد أو السفياني هو من يمثله ؟!
    في حين نجد أن رسول الله (ص) وأهل بيته (ع) قد عرَّفوا أهل الحق وجماعة الإسلام تعريفاً لا ريب فيه، بقولهم:
    عن رسول الله (ص): ( جماعة أمتي أهل الحق وان قلوا ).
    وعن عبد الله بن يحيى بن عبد الله العلوي رفعه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه واله: (ما جماعة أمتك) ؟ قال: ( من كان على الحق وان كانوا عشرة ).
    وعن عاصم ابن حميد رفعه قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين (ع) فقال: ( اخبرني عن السنة والبدعة وعن الجماعة وعن الفرقة ) ؟ فقال أمير المؤمنين (ع): ( السنة ما سن رسول الله (ص) والبدعة ما احدث من بعده، والجماعة أهل الحق وان كانوا قليلاً ، والفرقة أهل الباطل وان كانوا كثيراً ).
    وعن محمد بن منصور،عن عبد صالح، قال سألته عن قول الله: ( وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آبائنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون ) فقال: ( أ رأيت أحداً يزعم إن الله أمرنا بالزنا وشرب الخمر وشيء من هذه المحارم ؟ فقلت: لا. فقال: ما هذه الفاحشة التي يدّعون أن الله أمرنا بها ؟ فقلت: الله اعلم ووليه ؟. فقال إن هذا من أئمة الجور ادعوا أن الله أمرهم بالايتمام بهم، فرد الله عليهم ذلك فاخبرنا انهم قد قالوا عليه الكذب فسمى ذلك منهم فاحشة ).
    إلى متى نتبع الطغاة ونقتل أولياء الله ثم بعد ذلك نلطم عليهم الصدور ونذرف الدموع ؟!
    النتيجة الآن هي أن حجة الله على الناس مركون ومشرد ومحكوم عليه بالضلال والانحراف ... وحاشاه، والطواغيت هم أولو الأمر والرؤساء لأنهم يملكون المال والأتباع والدعاية السوداء !
    نعم ... ربما الآن غلب على الناس سكرهم بالملذات وزخرف الحياة ... ، ولكن يقيناً بعد حين سيرون قبح ما جنت أيديهم وفظاعة ما أقدموا عليه من فساد وإفساد، وأي حرمة لله انتهكوا، وأي عدو لله اتبعوا وبايعوا ! ولكن هيهات أن ينفعهم الندم، وسيلعنون أنفسهم ويلعنهم الناس جيلاً بعد جيل كما لُعن من كان قبلهم من أتباع الطواغيت وعلماء السوء المترفين غير العاملين.
    وقبل الختام انقل حديثاً للإمام المهدي (ع) عسى أن يكون موضع تأمل لمن استحمره فقهاء آخر الزمان:
    عن سعد بن عبد الله القمي في خبر طويل مع الإمام الحسن العسكري (ع) نأخذ منه مقدار الحاجة : ((……نظر إلينا مولانا أبو محمد (ع) فقال :ما جاء بك يا سعد ؟ فقال :شوقني احمد بن إسحاق إلى لقاء مولانا. قال :فالمسائل التي أردت أن تسأل عنها قلت على حالها يا مولاي. قال فسل قرة عيني _ واومى بيده إلى الغلام _عما بدا لك منها (أي أشار إلى أن يسأل الإمام المهدي (ع) وهو غلام آنذاك) فقلت له مولانا وابن مولانا …. إلى أن قال : قلت : فاخبرني يا مولاي عن العلة التي تمنع القوم من اختيار إمام لأنفسهم؟ قال (ع) : مصلح أو مفسد ؟ قلت : مصلح. قال : فهل يجوز أن تقع خيرتهم على المفسد بعد أن لا يعلم احد بما يخطر ببال غيره من صلاح أو فساد ؟ قلت : بلى. قال : فهي العلة أوردتها لك ببرهان يثق به عقلك، اخبرني عن الرسل الذين اصطفاهم الله وانزل الكتب عليهم وأيدهم بالوحي والعصمة، وهم أعلى الأمم وأهدى إلى الاختيار منهم مثل موسى وعيسى، هل يجوز مع وفور عقلهما وكمال علمهما إذا همّا بالاختيار أن تقع خيرتهما على المنافق وهما يظنان انه مؤمن ؟ قلت : لا. قال (ع) : فهذا موسى كليم الله مع وفور عقله وكمال علمه ونزول الوحي عليه اختار من أعيان قومه ووجوه عسكره لميقات ربه سبعين رجلا ممن لا يشك في أيمانهم واخلاصهم فوقعت خيرته على المنافقين، قال الله عز وجل (وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقَاتِنَا) إلى قوله (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمْ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ) البقرة/55. فلما وجدنا اختيار من قد اصطفاه الله للنبوة واقعاً على الأفسد دون الأصلح ويظن انه الأصلح دون الأفسد، علمنا أن لا اختيار إلا لمن يعلم ما تخفي الصدور وتكن الضمائر وتتصرف عليه السرائر، وان لا خطر لاختيار المهاجرين والأنصار بعد وقوع خيرة الأنبياء على ذوي الفساد لما أرادوا أهل الصلاح ……)) الزام الناصب ج 1 ص310 - 312 .

    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسيعلم الذين ظلموا آل محمد أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎