إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

قال جرائيل (عليه السلام) للنبي (صلى الله عليه واله وسلم) لا يُؤدِّي عنك إلاّّ أنت أو رجلٌ منك

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • ابن الطف
    عضو جديد
    • 23-09-2009
    • 61

    قال جرائيل (عليه السلام) للنبي (صلى الله عليه واله وسلم) لا يُؤدِّي عنك إلاّّ أنت أو رجلٌ منك

    جاء في قِصّة البراءة وقد دَفَعها النبيُّ صلّى الله عليه وآله الى أبي بكر لينْبذَ بها عَهْدَ المشركين ، فلمّا سار غير بعيدِ نَزَل جبرئيل عليه السلامَ على النبي صلّى الله عليه وآله فقال له : إنّ الله يقُرِئُك السلام ، ويقولُ لك : لا يُؤدِّي عنك إلاّّ أنت أو رجلٌ منك . فاستدعى رسولُ الله صلّى اللة عليه وآله عليّاً عليه السلام وقال له : «ارْكَبْ ناقتي العَضْباء والْحَقْ أبا بكر فخُذْ براءة من يده ، وامضِ بها إلى َمكة، فانْبِذْ عهدَ المشركين إليهم ، وخَيّرأبا بكر بينَ أن يَسيرمع رِكابك ، أو يَرْجِعَ إليّ» .
    فرَكِب أميرُ المؤمنين عليه السلام ناقَةَ رسول الله صلّى الله عليه وآله العَضْباء، وسارحتّى لَحِقَ أبا بكر، فلمّا رآه فَزِغَ من لحوقه به ، واستقبله وقال : فيمَ جئتَ يا أبا الحسن ؟ أسائرٌ معي أنت ، أم لغير ذلك ؟ فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : «إنّ رسولَ اللّه صلّى اللّه عليه وآله أمَرَني أن ألْحَقَك فاقْبضَ منك الآياتِ من براءة، وأنْبِذَ بها عهدَ المشركين إليهم ، وأمَرَني أَن أخَيِّرك بين أن تَسير معي ، أو تَرْجِع إليه» .
    فقال : بل أرجعُ إليه ، وعاد إلى النبي صلّى اللّه عليه واله ، فلما دَخَلَ عليه قال : يا رسول اللّه ، إنّك أهّلْتَني لأمرٍ طالت الأعناقُ فيه إليّ، فلما توجّهتُ له رددتَني عنه ، ما لي ، أنزل فيّ قرآنٌ ؟ .
    فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله : «لا، ولكنَّ الأمينُ هَبَطَ إليّ عن اللّه جلّ جلاله بأنّه لا يُؤَدّي عنكَ إلاّ أنتَ أو رجلٌ منك ، وعليٌّ منّي ، ولايؤَدّي عَنّي إلاّ عليّ» في حديث مشهور(1) .
    فكان نَبْذُ العهد مختصّاً بمن عَقَدَه ، أو بمن يَقوم مقامَه في فرض الطاعة ، وجلالةِ القدر، وعُلوِّ الرتبة ، وشرفِ المقام ، ومن لا يُرتابُ بفعاله ، ولا يُعْتَرَضُ في مَقاله ، ومن هو كنفس العاقد، وأمرُه أمره ، فإذا حكم بحكم مَضى واستقر به ،وأمِنَ الاعتراضُ فيه . وكان بنبذ العهد قوّةُ الإسلام ، وكمالُ الدين ، وصلاحُ أمر المسلمين ، وتمام فتح مكّة ، واتّساق أحوال الصلاح ، فأحبّ اللّه تعالى أن يَجْعَلَ ذلك على يد من ينوه اسمه ، ويُعْلِي ذكرَه ، ويُنَبّه على فضله ، ويَدُلّ على علوّ قدره ، ويبُيِنُه به ممّن سواه ، فكان ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .
    (ولم يكن ) لأحد من القوم فضلٌ يقاربُ الفضلَ الذي وصفناه ، ولا شَرِكَه فيه أحدٌ منهم على ما بيّناه .وأمثالُ ما عددناه كثيرٌ ، إن عَمِلنا على إيراده طال به الكتاب ، واتسع به الخطاب ، وفيما أثبتناه منه في الغرض الذي قصدناه كفايةٌ لذوي الألباب .

    _________
    (1) انظر-على سبيل المثال لا الحصر : تاريخ اليعقوبي 2 : 76، سيرة ابن هشام 4 : 190، مسند أحمد 1 : 3 ، المستدرك على الصحيحين 3 : 51 ، جامع البيان للطبري 10 : 46 ، الدر المنثور 3 : 209 ، تاريخ دمشق
    ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام - 2 : 376 - 0 39 ، كنز العمال 2 : 7 1 4 .

Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎