إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

في اثبات الوصية

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • منتظر
    عضو نشيط
    • 15-10-2008
    • 150

    في اثبات الوصية

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين ،وصلى الله على محمد وآله الأئمة و المهديين.


    لا يختلف اثنان مستقيمان الفكر على أن اختيار الخليفة في الأرض بيد الله تعالى، وأنه أعلم حيث يجعل رسالته و لا يمكن أن يكل هذا الأمر إلى الناس

    لقصورهم عن الاختيار و الإطلاع على بواطن البشر وحقائقهم ،فأول ما خلق الله تعالى آدم(ع) قال :
    -
    ((إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)) ثم بعد آدم أصبحت الخلافة تنتقل عن طريق الوصية ،بتعيين من الله

    تعالى، فأوصى آدم(ع) الى ابنه هبة الله وهكذا حتى وصلت الوصية الى نبي الله نوح (ع) ثم من بعده

    إلى إبنه سام(ع) وهكذا هلم جراً الى نبي الله هود (ع) وإبراهيم(ع) والى موسى(ع) وعيسى(ع)

    حتى وصلت الوصية الى نبينا محمد(ص).

    ففي خبر عن أبي عبد الله(ع)قال))....إلى أن قال :- فلم تزل الوصية في عالم بعد عالم حتى دفعوها الى

    i محمد ،فلما بعث الله محمد (ص) أسلم له العقب من المستحفظين وكذبه بنو أسرائيل ...)) إثبات الهداة ج1 ص151.
    وحين حضرت الوفاة الرسول محمد(ص) أوصى وصيته لعلي ابن أبي طالب

    وبين فيها خلفائه الى يوم القيامة ،و أصبحت هذه الوصية تنتقل من إمام الى إمام حتى انتهت الى الإمام المهدي(ع).
    فعن أبي عبد الله في الحديث : أن رسول الله (ص) قال لعلي عليه السلام: وأنت تدفعها- يعني الوصية –

    إلى وصيك ويدفعها وصيك إلى أوصيائك من ولدك واحداً بعد واحد حتى تدفع إلى خير أهل الأرض

    بعدك...)) أثبات الهداةج1 ص259 .
    فأصبحت الوصية التي أملاها الرسول (ص) وكتبها أمير المؤمنين (ع) تنتقل من إمام إلى إمام حتى

    سلمت للإمام المهدي(ع) ومن بعده إلى ذريته المهديين ،وأمست هي أوضح دليل لمعرفة الأوصياء (ع) فمن لا توجد عنده الوصية ولم تنص عليه فليس بوصي .
    عن أبي عبد الله (ع) في خبر طويل قال : ((...يعرف صاحب هذا الأمر بثلاث لا تكون في غيره : هو أولى

    الناس بالذي هو قبله ، وهو وصيّه وعنده سلاح رسول الله و وصيته...))الكافي ج1 ص428 .
    وأيضا عن أبي عبد الله(ع)في خبر طويل قال ((...وقال عز ذكره (واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله

    خمسه وللرسول ولذي القربى) ثم قال وآت ذي القربى حقه) وكان علي عليه السلام وكان حقه الوصية...)) إثبات الهداة ج1ص444.
    وفي احد مناجات الإمام الصادق (ع)قال((يا من خصنا بالكرامة ووعدنا الشفاعة وحملنا الرسالة وجعلنا

    ورثة الانبياء وختم بنا الامم السالفة وخصنا بالوصية ...))مستدرك الوسائل ج1ص231//ثواب الاعمال ص95
    ورغم كل هذا التأكيد والأهمية لوصية الرسول (ص) جاء اليوم بعض من الذين لا يتورعون عن رد كلام

    الرسول(ص) وأهل بيته ، ليشككوا بتلك الوصية وأنها غير صحيحة وسندها غير معتمد ، و غيرها من

    الأباطيل التي ما أنزل الله بها من سلطان ،والتي لا دافع لها سوى الهوى والتعصب والعناد ضد الحق لا غير.
    وهؤلاء بكلامهم هذا قد أعادوا سنة عمر بن الخطاب في التشكيك في نفس تلك الوصية عندما أراد

    الرسول (ص) كتابتها ،فقال عمر حسبنا كتاب الله أن محمداً يهجر) وحاشاه فهو الذي لا ينطق عن الهوى

    ،وكذلك يعتبرون من أصحاب سقيفة آخر الزمان الذين يرومون الى غصب الخلافة عن أهلها وجعلها

    شورى لمن غلب. فان عمر بن الخطاب عندما أدرك ان هذه الوصية ستنسف اماله في الخلافة حاول

    التشكيك في سندها الى الله تعالى ، فاتهم الرسول (ص) بالهذيان ليقطع إتصال الوصية بالله تعالى وان محمداً يتكلم بلا وعي ليرفع الحجية من كلام الرسول (ص) .
    والتجأ عمر الى التشكيك بالسند لأنه الطريق الوحيد لسلب حجية وصية الرسول (ص) لأن الناس تعلم

    ان الرسول (ص) لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى من الله تعالى وعلى هذا فكلام الرسول

    (ص) نافذ وحجة لأنه صادر من الله تعالى وليس من رأي الرسول (ص) نفسه فطعن عمر في صحة

    اتصال هذه الوصية بالله تعالى ، وكما هو واضح ان عمر شكك في صحة سند الوصية الى الله تعالى

    ، وأتباعه اليوم يشككون في صحة سند الوصية الى رسول الله (ص) ليسلبوها الحجية لأنها خالفت أهوائهم ودنياهم ، سنة الله ولن تجد لسنته تبديلاً .
    ومن أجل سد أفواه هؤلاء كتبت هذه الأسطر ،لأثبات صحة الوصية ،ولإثبات أن هؤلاء جهلاء حتى في

    قواعد الحديث التي يعتمدونها ،وتعمدت ذكر و تفاصيل بعض قواعد الدراية لإلزامهم بما ألزموا به أنفسهم ،و ليفتضحوا بجهلهم المخزي.
    ومن الله أستمد العون والتوفيق وله الحمد في الأولى والآخرة ،والصلاة والسلام على محمد وآله الأئمة والمهديين ..

    الشيخ ناظم العقيلي


    والحمد لله رب العالمين
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎