إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

عيسى ع مرفوع اين وكيف ؟ ما معنى الرفع ؟ ما معنى ان عيسى ع مرفوع ؟

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • المتعلم
    عضو جديد
    • 23-09-2008
    • 49

    عيسى ع مرفوع اين وكيف ؟ ما معنى الرفع ؟ ما معنى ان عيسى ع مرفوع ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما


    انقل بعض الكلمات من كتاب مع العبد الصالح وهو اجوبة الامام احمد الحسن اليماني وصي ورسول الامام المهدي ع لاحد انصاره جمعها ورتبها في كتاب عسى ينتفع بها من يطلب الحق وهي في معنى الوفاة ومعنى الرفع :

    ( الوفاة ليس معناها الموت دائماً ، بل هي فقط إشارة للموت باعتباره استيفاء منه سبحانه ، ﴿ إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ ﴾ ([1])، هل عيسى ميت ؟!

    إذن ، الرفع يسمى وفاة كما أنّ الموت يسمى وفاة باعتبار أنّ كليهما استيفاء ، والذين يجادلونكم يكفيكم الأمثلة السابقة ([2]) لبيان باطلهم ) .


    [1] - آل عمران : 55.

    [2] - اي مثال : لوط وابراهيم ، محمد وعلي ، داود وسليمان ، موسى وهارون ، صلوات الله عليهم أجمعين .




    وأما بخصوص الرفع وبيان معناه ، وهو الأمر الثاني الذي تبقّى من السؤال الذي تقدم حيث سألت العبد الصالح (ع) فيه ، وقلت : إننا لا نوفق في بيان الرفع ، أو لا أقل غير واضح جيداً عند بعضنا .
    فأجابني (ع) :( بالنسبة للرفع أعطيك مثالاً ، ولكن هل تعرف التفاضل والتكامل في الرياضيات ؟ لأن المثال يعتمد عليه نوعاً ما ) .
    فقلت : ما أعرف ذلك .
    فقال (ع) : ( الحمد لله ، تعرف المستقيم ، تعرف ( غير متناهي ) ماذا تعني في الرياضيات ؟
    على كل حال ، سأحاول أن أجعله في أبسط صورة ممكنة ، افرض أنك لديك عصا ضعها عمودية ، أعلى موضع فيها هو نفس إنسانٍ ما ، أو أعلى مقام لذلك الإنسان ، وأوطأ موضع فيها هو الجسد ، ولكن أرجو أن تلتفت أنه مثال وليس الواقع كما هو .
    الآن ، قسّم هذه العصا إلى شرائح في ذهنك ، ولكن لكي تكون الحالة أفضل ما يكون لابد أن تكون هذه الشرائح أصغر ما يمكن ،
    الآن انظر للشرائح كم عددها ؟ لكي تعرف ذلك لابد من أن تقسّم طول العصا على طول الشريحة ، فإذا كان مثلاً طول العصا 1 ، وطول الشريحة أصغر ما يمكن ، هل تعرف أصغر رقم كم يساوي ؟ أصغر رقم يعبّر عن وجود ، هو ليس صفراً ولكنه أقرب ما يكون إلى الصفر ، وبما أنّ الأعداد غير متناهية ، فهو لا يمكن حصره ولكن يمكن تصوره ، فهو ليس واحداً بالعشرة ؛ لأن واحداً بالمائة أصغر ، وهكذا واحد بالألف أصغر ، وهكذا يمكنك إضافـة أصفار إلى ما لا نهاية ؛ لأن الأعداد غير متناهية ، فيكون تصورنا للنتيجة من خلال نتيجة التقسيم على صفر .
    فنتيجة تقسيم طول العصا على صفر يساوي ما لا نهاية ، غير متناهي ، وبما أنّ الرقم ليس صفراً بل قريب منه تكون النتيجة كما قال تعالى : ﴿ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا ﴾ ([1]) يعني ممكن العد ، من جهة الإمكان ممكن العد ولكن في الواقع هل يمكن عده ؟ لا ، ﴿ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا ﴾ .
    الآن ، هذه الآية أيضاً تبيّن لك معناها ، ربما سابقاً سألت نفسك : كيف لا تعد نعم الله عليّ كيف لا أحصيها ، مع أنها بحسب الظاهر معدودة ، أليس كذلك ؟ كم هو عدد النعم ، فليكن أي رقم فإنه معدود ، ولكن تبيّن لك لماذا هي غير قابلة للإحصاء ، أو أنّ إحصاءها غير ممكن في الواقع ؛ لأنها في الحقيقة مفاضة على كل وجود الإنسان ، على كل تجلياته ، وتجليات الإنسان إن أردت عدها هل يمكنك إحصاءها ؟ قد وضحت في المثال أنّ هذا غير ممكن ، هل هذا واضح الآن ؟ ) .
    فقلت : نعم .
    فقال (ع) : ( لا تقل : " نعم " إن كان هناك شيء مبهم ) .
    وفعلاً كان هناك أمر مبهم غير واضح ، أوضحته في سؤالي فقلت : هل أنّ تجليات الإنسان تعني حالاته المختلفة التي يمرّ بها كالقيام والجلوس و .. و .. .
    فقال (ع) : ( لا ، الآن أضرب لك مثالاً آخر : لنفرض أنّ الإنسان عبارة عن ضوء اُريد له أن يصل إلى مكان ، وفتحت أنت مصدر الضوء في مكانٍ ما ، فانتقال الضوء من المصدر ومن مكانه إلى المكان الآخر كيف يحصل ؟ يحصل بتجليه خطوة خطوة باتجاه الهدف ، هذه الخطوات - خطوات الحركة - هي تجليات الإنسان ، وفي الحقيقة أنها باقية كخطوات دائماً ومتجددة دائماً ؛ لأن المصدر دائم البث ، ولو انقطع البث لفني الإنسان وعاد عدماً .
    الآن ، لو أرجعتك كم خطوة إلى الوراء لا يتغير فيك شيء ، فقط تكون غير مرئي في العالم الجسماني ، وسيكون لديك جسد أكثر نورانية وغير مثقل بالظلمة ، هذا هو الرفع وهو مراتب . لو أردتك أن تعود أقدمك كم خطوة فتكون تُرى وتحتاج ما يحتاج أهل ذلك العالم الجسماني مما يبقيهم فيه ، فالمرفوع هو في الناس وليس فيهم ([2]).
    ولأنّ الإنسان عبارة عن وجود تجلياته التي عددها قريب من لا متناهي ، فانّ النعم الإلهية عليه لا تعد ، فالإنسان ( فطرة الإنسان ) قريب من اللامتناهي وهو الله سبحانه وتعالى ، فهو صورة اللاهوت ، ولذا قال علي (ع) في وصف حال الإنسان : " تحسب نفسك جرماً صغيراً وفيك انطوى العالم الأكبر " ([3]). قد أتعبتك ربما أو أزعجتك فاعذرني ) .
    وحريٌ بالمؤمن الصمت وهو يقرأ هذا التوضيح الذي لو كان وحده لكفى يماني آل محمد السيد أحمد الحسن (ع) دليلاً على صدق دعوته الإلهية ، فسنين مرت وأدعياء العلم يقرأون قوله تعالى : ﴿ إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ ([4]) ولا يعرفون معنى ذلك ، وكيف يكون عيسى (ع) متوفى ومرفوعاً ، وفي الوقت نفسه حياً لم يمت ويضرب به المثل للاستشهاد على طول حياة الإمام المهدي (ع) ، فماذا يعني الرفع وكيف يجتمع مع الوفاة وعدم الموت ؟ أسئلة بقيت بلا إجابة عندهم ، أو التخبط كحاطب ليل كما حصل عند المفسرين .
    بل لو كان بيانه لمعنى قوله تعالى : ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) لكفى العبد الصالح أيضاً ، إذ المعروف أنّ المعدود قابل للاحصاء ولكن أن يكون أمراً ما معدوداً كنعم الله ، ولكنه غير قابل للاحصاء في نفس الوقت كما في الآية ، فهو ما يحتاج الى البيان ، فلماذا لم يوضح معناها أدعياء العلم ، وليس غريباً بعد أن كان للقرآن أهله ، ولكن لماذا لم ينظروا إلى قول داعي الله بدل انتهاج نهج إبليس وجنده بالتكبر على حجج الله واتهامهم والاستهزاء بهم وتكذيبهم ومحاربتهم بلا دليل ؟!!
    * * *

    · ( ما يترتب على الرفع ) ..
    وبعد أن بين العبد الصالح (ع) معنى الرفع راح - روحي فداه - يوضح ما يترتب عليه ، فقال :( قد بينت لك الرفع فيما سبق ، والآن أبين لك ما يترتب على البيان الذي تقدم :
    ومما تقدم تبين أنّ كل روح متصل بجسد هو متجلي في العوالم السفلية أي التي هي دونه وأكثر ظلمة ، كما يتضح أنه لا يمكن لروح متعالٍ أن يصل للاتصال مباشرة بالعالم الجسماني دون تجليه في كل عوالم الخلق أسفل منه حتى يصل إلى عالم الأجسام ليتصل به ، وبالتالي فلا يمكن أن يكون محرك الجسد غير نور وظلمة ، بل وأقرب ما يكون للعالم الجسماني ، وهو حتماً مخلوق فلا يمكن أن يكون نوراً محضاً ( نوراً لا ظلمة فيه ) ؛ لأنه تجلى في الظلمة ، فلا يمكن إذن اعتبار أنّ الله ( وهو نور لا ظلمة فيه ) يحرك جسداً في هذا العالم السفلي مباشراً له ماساً له ، تعالى الله عما يشركون .
    بل ويتضح أنّ وجوده سبحانه في عوالم الخلق هو وجود نوره الذي به ظهرت الموجودات في عوالم الظلمة ، لا أنه هو سبحانه وتعالى - وهو نور لا ظلمة فيه - موجود في عوالم الخلق وهي نور مختلط بالظلمة ، فإنّ هذا مستحيل وغير ممكن ؛ لأن معناه فناء عوالم الخلق وبقاءه هو سبحانه دون غيره من خلقه .
    وفهم هذا المعنى وهذه الحقيقة مهم جداً في العقيدة والتوحيد ؛ لأنه يوضح أن معنى قولك : " إن الله موجود في كل مكان " ليس معناه وجود اللاهوت المطلق في كل مكان ، وإلا لأصبح معنى قولك هذا حلول اللاهوت المطلق في المخلوقات والموجودات وهو محال كما تبين مما سبق ، بل الحقيقة أنّ وجوده في عوالم الخلق هو تجليه في الموجودات لما أظهرها بنوره .
    ولما كانت عوالم الخلق متعددة وبعضها فوق بعض ، وبعضها أقرب إلى اللاهوت من بعض وبعضها أكثر نوراً وإشراقاً من بعض ، قال تعالى : ﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ﴾ ([5])، أي إنه في السماء والأرض هو هو وهو غيره ، فأكيد أن السماء أكثر نوراً وإشراقاً بنور الله من الأرض التي هي عالم أسفل منها ، فتجلي اللاهوت في السماء أكثر ظهوراً منه في الأرض ، فمرادي بغيره أي إن قابل النور تبدل وأمسى اقل إمكانية لاستقبال نور الله سبحانه وتعالى ، لا أنّ النور تبدل فالنور هو هو لم ولن ولا يتبدل ؛ لأنه نوره سبحانه وتعالى، بل إن القابل هو الذي تغير ويتغير دائماً ، فيكون ظهور تجلي اللاهوت في السماء غيره في الأرض ولذا قال تعالى : ﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ ﴾ ) .
    فقلت : هل ظهور نور الله تعالى في عوالم الخلق بحجته على خلقه في كل العوالم ، وليس في هذا العالم فحسب .
    فقال (ع) :( ظهور أكمل بالحجة نعم ، ولكن الأمر لا يقتصر عليه ، الحجة ليس حجة على أهل الأرض فحسب ، هو في العالم الجسماني حجة على العالم الجسماني والخلق فيه ، وهكذا في بقية العوالم ، والخلق في العالم الجسماني لستم أنتم فقط ) .
    فقلت : ومن يزاحم الحجة في ظهور نور الله به للعوالم " ولكن الأمر لا يقتصر عليه " .
    فقال (ع) :( كل الموجودات هي ظاهرة بنور الله وبها تجلى الله ، الكل حتى إبليس لعنه الله وحتى أهل الشر ) .

    · ( الرفع وجسد المرفوع ) ..
    ما زلنا مع العبد الصالح (ع) ومسألة الرفع .
    سألته فقلت : في كتاب المتشابهات / الجزء الأول ، وفي قضية بيان رفع آدم رفع تجلٍ بينت مولاي أنّ بدنه له وجود في الأرض وإلا لكان ميتاً ، والإمـام المهدي (ع) أيضاً مرفوع رفع تجلٍ ، فهل أنّ بدنه المادي الجسماني موجود في الأرض كآدم (ع) ، أو في المسألة شيء آخر ؟
    فأجابني (ع) :( نعم له وجود بصورةٍ ما ، وليس موجوداً كغيره من الناس ، آدم المرفوع له وجود وكذا غيره من المرفوعين . هناك شيء ربما يوضح لك شيئاً من الأمر ، هل تعرف ما هو الحسد ، وكيف يكون أثره ، ولماذا الحسد من الكبائر ويحاسب صاحبه إن لم يكن فعلاً فعله بنفسه وبيديه ؟
    الآن ، فلننظر في الإنسان وفي وجوده في العالم الجسماني أولاً ، فالعالم الجسماني في حقيقته هو تكثف قوة أو قدرة ، ولهذا التكثف مدى يتراوح بين أعلى قيمة وأدنى قيمة ، وهذا أظنك تراه بوضوح من خلال المواد الجسمانية المختلفة التي تعرفها ، مع أنها تقع متقاربة في المستوى والاختلاف بينها ليس كبيراً ، فأنت أكيد تصنف الغاز الذي يحيط بالأرض بتصنيف يختلف عن الماء وأيضاً الحجر وهكذا ، وأنت لا ترى الهواء أو الغاز المحيط بالأرض ، وعدم رؤيتك له لا تنفي وجوده في هذه الأرض .
    الآن ، الإنسان - أي إنسان - يمتد وجوده من السماء الأولى أو نهايتها السفلى وهذه هي نفسه حتى أكثف ما في هذا العالم الجسماني ، ولذا تجد في تركيب جسم الإنسان المعادن ، فهناك في الحقيقة نفس وجسم مادي مرئي وجسم مادي غير مرئي ، ولكي أسهل عليك الأمر أقول جسم واحد غير مرئي ، ولكن الحقيقة أنّ هناك تجليات كثيرة جداً وظهورات كثيرة جداً وبعددها توجد أجسام للإنسان ، ولذا قال تعالى : ﴿ إِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ ([6])، فالعد ممكن ولكن الإحصاء غير ممكن ، والسبب : أنّ عدد وجودات الإنسان المفاض عليها النعم يساوي امتداد وجوده تقسيم تجليه ([7])، وبما أنّ التجلي لابد أن يكون أقل ما يمكن لكي يتم الاتصال بين وجودات الإنسان ، أي إنه يكون كشريحة تكامل، فيكون أقرب ما يكون للصفر .
    فالآن ، أي رقم تقسمه على صفر ما هو الناتج ؟ الناتج ما لا نهاية ، والما لا نهاية لا تعد ولا تحصى ، ولكن نحن ليس لدينا صفر ، بل رقم هو أقرب ما يمكن للصفر ، وناتج قسمة أي رقم على أقرب رقم للصفر ما هو ؟ الناتج يكون رقماً كبيراً جداً ، هو ضمن دائرة الأعداد ولكنه غير قابل للإحصاء ، كبير فوق القدرة على الإحصاء .
    لأقرب لك الصورة : تصور أنّ هذا الرقم عبارة عن واحد وأمامه عدد من الأصفار تحتاج أنت مليار سنة ضوئية لتحصيها ، فلو كانت نعم الله عشر نعم أو مئة أو ألف فهي تعد وتحصى ، وإن قلت لك : عدّد لي نعم الله عليك ، فمهما عددت لن تصل لمليون بل أشك أنك تستطيع أن تعد ألف نعمة ، فكيف إذن يقول تعالى أنها لا تحصى ، وكيف يقول مع أنها ممتنعة على الإحصاء ولكنها واقعة ضمن المعدود ؟
    هذه الأمور والتناقضات تحلها معرفتك أنّ الإنسان له تجليات ووجودات كثيرة كما بينت بحيث إنها تعد ولكن لا يمكن إحصاؤها ، فكل نعمة من نعم الله مفاضة على كل هذه التجليات وبالتالي تكون نعمة واحدة كافية لأن تسمى لا تحصى . الآن جسم واحد من هذه الأجسام أو التجليات يكفي ليكون وجوداً ثالثاً ويؤثر كما يؤثر هذا الجسم في هذا العالم الجسماني .
    فالآن نعود للحسد : شخص يتمنى مثلاً سيارة شخص آخر ، ويتمنى أن تزول منه وتصير عنده ، فهذه السيارة وهي تسير في الطريق تنقلب وتتحطم ، أليس هذا هو نوع من الحسد ؟ لماذا هو حرام ولماذا يعاقب عليه الشخص الحاسد إذا لم يكن هو فعلاً قد قلب السيارة بيديه ؟
    نعم قلبها بجسمه الثالث أو وجوده الجسماني غير المرئي ، ولكنه مؤثر بهذا العالم الجسماني . فهناك مراتب من هذه التجليات التي ذكرتها سابقاً هي غير مرئية ، ولكنها تمتلك من الكثافة ما يكفيها لتكون مؤثرة بهذا العالم الجسماني وما فيه ، فالله سبحانه امتحن الإنسان بأن جعل له القدرة على التأثير على الغير بهذا التجلي أو الجسم الغير مرئي ، وأمره أن لا يفعل الشر بهذه القدرة ، فإن فعل الشر يحاسب ؛ لأنه فعله بيده وليس الحسد فقط أمراً نفسياً كما يتوهم الناس .
    الآن وجود المرفوع هو نوع من هذه التجليات والوجودات ، فله جسم من هذا النوع .
    فقلت : هل هذه المراتب كلها دون النقطة المرفوع إليها أم هي أيضاً مرتبة من مراتب الرفع .
    فقال (ع) :( الرفع هو أن لا يكون له جسم مادي كهذا الجسم ، ولكنه يبقى له تجلٍ وجسم في مرتبة فوق وجود هذا الجسم المادي ، يعني الآن إذا مسكت ورقة بيدك لها أعلى ولها أسفل ، افرض أنّ أعلى نقطة في الورقة هي نفس الإنسان وأسفل نقطة في الورقة هي جسم الإنسان المرئي في هذا العالم الجسماني ، وهذه الورقة هي وجود الإنسان ، وتخيل أنّ هناك شرائح متوازية صغيرة جداً وعدداً هائلاً تتكون منها هذه الورقة ، هذه الشرائح هي تجليات الإنسان الأخرى غير ( المرئية ) وغير ( النفس ) في نهاية السماء الأولى .
    الآن ، الرفع هو عبارة عن إلغاء وجود الإنسان في أسفل الصفحة يعني تجعله متجلياً إلى فوق الأسفل بسنتمتر مثلاً ، ومن هذا السنتمتر إلى أسفل الصفحة لا وجود له ، تلغي وجوده في هذه المرتبة ، هذا مثال ضربته لك لتتوضح لك الصورة أكثر ) .







    [1] - إبراهيم : 34.

    [2] - قال أمير المؤمنين u بعد أن ضرب : ( .. أنا بالأمس صاحبكم واليوم عبرة لكم ، وغدا مفارقكم .. وإنما كنت جاراً جاوركم بدني أياماً ، وستعقبون مني جثة خلاء ، ساكنة بعد حركة ، وكاظمة بعد نطق ، ليعظكم هدوي وخفوف إطراقي ، وسكون أطرافي ، فإنه أوعظ لكم من الناطق البليغ .. ) الكافي : ج1 ص299 ح6.

    [3] - انظر : أعيان الشيعة : ج1 ص552.

    [4] - آل عمران : 55.

    [5] - الزخرف : 84.

    [6] - ابراهيم : 34.

    [7] - أي لكي نحصل على عدد وجودات الانسان من السماء الأولى حتى هذا العالم الجسماني ، فنحن بحاجـة الى أن نقسّـم ( امتداده من السماء الاولى إلى هذا العالم ) على ( تجليه ) الذي لابد أن يكون بأفضل صورة ، ونعني بالافضل أن يسمح بترشح النور إلى ما بعده من تجلي وظهور ، ولا يكون كذلك الا إذا كان بنحو من الرقة وأقل ما يمكن بنحو يبدو فيه ذلك الامتداد عموداً واحداً متصلاً ، رغم أنه في الحقيقة عبارة عن ضم تجلي الى تجلي وظهور إلى ظهور .
    Last edited by حجج الله; 22-05-2011, 11:34.
    sigpic
  • Be Ahmad Ehtadait
    مشرف
    • 26-03-2009
    • 4471

    #2
    رد: عيسى ع مرفوع اين وكيف ؟ ما معنى الرفع ؟ ما معنى ان عيسى ع مرفوع ؟

    بسم الله الرحمن الرحیم

    اللهم صل علی محمد وال محمد الائمه والمهدیین وسلم تسلیما

    احسنتم ... فی میزان حسناتکم

    لاتقصروا فی نصره قائم آل محمد علیه السلام ... والحمدلله رب العالمین



    متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

    ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

    أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

    كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

    ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

    خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم

    Comment

    • نجمة الجدي
      مدير متابعة وتنشيط
      • 25-09-2008
      • 5278

      #3
      رد: عيسى ع مرفوع اين وكيف ؟ ما معنى الرفع ؟ ما معنى ان عيسى ع مرفوع ؟

      احسنتم ... فی میزان حسناتکم
      قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن (ع) ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء . حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار

      Comment

      Working...
      X
      😀
      🥰
      🤢
      😎
      😡
      👍
      👎