إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

الشورى و التسيير الذاتي في اتجاه الهاوية

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • بنور الله اهتديت
    مشرف
    • 24-09-2008
    • 220

    الشورى و التسيير الذاتي في اتجاه الهاوية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليما

    هل توقف التدخل الإلهي لنصرة أوليائه كما حدث على مر العصور؟ أحقا زمن المعجزات ولى؟ هل تركت امة محمد (ص) في يد الإنسان الخطاء الغافل المملوء بالتخاصم والتشاكس والشهوات؟ ألا يدعوا البعض إلى الديمقراطية لكي يسيروا أنفسهم بأنفسهم؟ فأي تسيير هذا الذي نتج عنه هذا الفشل في أوج نمو البلاد الإسلامية التي كانت مملوءة بالتقوى والإيمان, ليس إيمان عامة الناس وتقواهم بل إيمان وتقوى رسول الله (ص), ومع ذلك استطاع الشيطان أن يسلب الناس هذا التأثير ويوقع بينهم العداوة والبغضاء, فكيف بمن تلاهم وتابعيهم إلى يومنا هذا ! فهل التسيير الذاتي هو الأمثل لهذه الأمة؟ إذا كان الجواب نعم, فهل طبق يوما على أرض الواقع؟ وإذا كان الجواب لا فما البديل إذن؟ يقول العلماء أن أهل الحل والعقد هم فقط من يحق لهم الاختيار وهذا حصر لا يوجد ما يبرره من كتاب الله وسنة رسوله (ص), ولو سلمنا بهذا الحصر فان تطبيقه من الأمور المستحيلة كما بينت أحداث سقيفة بني ساعدة حيث أهمل وزن الهاشميين كما هو معروف وما أدراك من هم الهاشميون؟ وفي كل حدث من هذا النوع يتساءل الطرف المهمل عن سبب إهماله, ولو سلمنا مرة أخرى بإمكانية التطبيق فواقعنا الحالي يفرض صعوبات عديدة حيث أن الأمة الإسلامية مقسمة وكل قسم مستقل بذاته وبأهل الحل والعقد لديه, واجتماع أهل كل بلد على رجل منهم لو كان ممكنا ليس مرآة حقيقية لهذا التسيير الذاتي, فمعظم البلدان الإسلامية لا تعدو أن تكون دويلات صغيرة لا تستطيع إحداث أي تغيير في الخريطة العالمية بل لا تستطيع أن تستقل بذاتها ككيان اقتصادي على الأقل ناهيك عن مواجهة الأخطار وخصوصا الاستعمارية منها, فهذه نظرية فاشلة على كل الأصعدة, لا وجود لتسيير ذاتي, لا إمكانية لاجتماع أهل الحل والعقد كلهم, لا مجال لاتفاق علماء كل بلد على حدة, إنما هي مجرد وسيلة لتسييس الأمور وإخماد النفوس الغاضبة وحجب التفاصيل عن عامة الناس..هي نتيجة لم تستنبط من فراغ بل عكستها الوقائع التاريخية, والأمر الأكثر خطرا هو أن فقهاء عصرنا منهم شر فقهاء على وجه الأرض, فقهاء مسيرون من الحكومات أو صامتون بمحض إرادتهم للمنكر مؤيدين بصمتهم, وهم جاهزون للانقضاض على كل طالب حق يريد التغيير, فلم نسلمهم زمام أمورنا لتسييرها؟
    ما الذي جاء به الأنبياء والرسل (ع)؟ أكان دعوة لحاكمية الله أم دعوة للناس لكي يسيروا أمورهم بأنفسهم؟ كيف كانوا (ع) يقررون في أمور أممهم؟ أبوحي من الله أم باجتهادات شخصية؟ بل الرسل عليهم السلام والذين هم من أعظم الناس لم يكونوا ليقضوا أمرا ذا طابع عام إلا بأمر من الله. فلم لا نأخذ بالحسبان قصصهم ومسيراتهم؟ من كان يعارضهم ويشنع عليهم, ما كان موقف السياسيين والتجار والعلماء؟ تختلف الأسماء من زمن لآخر لكن الجوهر لا يتغير, ما إن يشكل الرسول ع خطرا على مصالحهم حتى تبدأ محاولات القضاء عليه وعلى دعوته رغم أنها تتسم بالإصلاح, لكن المفسدين وعلى مر العصور من ملوك وعلماء مضلين لا يهمهم الإصلاح بقدر ما تهمهم مصالحهم.

    من كلام للامام احمد الحسن عليه السلام في كتاب التيه او الطريق الى الله :

    وجدير بنا أن نتذكر أ ّ ن حب الذات والتكبر آفة أخلاقية أهلكت بني آدم وأردت الكثير
    منهم في هاوية جهنم وكم حقق الشيطان وعده بغواية بني آدم من خلال التكبر، وكم كان
    التكبر العائق الرئيسي الذي يمنع الناس من طاعة الأنبياء وتصديقهم، وأكثر الناس تكبرًا
    على الأنبياء والأوصياء هم الأغنياء والمترفون ورؤساء القوم، قال تعالى
    :

    وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ



Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎