إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

دفاعا عن ابي طالب

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • ابن الطف
    عضو جديد
    • 23-09-2009
    • 61

    دفاعا عن ابي طالب

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمدالائمة والمهديين وسلم تسليما
    كثيرا ما اثيرت شبهة تكفير ابي طالب عليه السلام وما يثيرها الفوم الا حقدا لعلي ابن ابي طالب وما يشككون في اسلام ابو طالب الا لانه ابا لعلي عليه السلام فتعالوا معي لنرى الادلة على ايمان هذا الرجل الطاهر
    1ـ حماية أبو طالب لرسول الله(صلى الله عليه واله وسلم)
    ولما رأت قريش أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يتزايد أمره ويقوى ، ورأوا ما صنع أبو طالب به . مشوا إليه بعمارة بن الوليد . فقالوا : يا أبا طالب ، هذا أنهد فتى في قريش وأجمله . فخذه وادفع إلينا هذا الذي خالف دينك ودين آبائك فنقتله فإنما هو رجل برجل . فقال بئسما تسومونني ، تعطوني ابنكم أربيه لكم وأعطيكم ابني تقتلونه ؟ فقال المطعم بن عدي بن نوفل : يا أبا طالب قد أنصفك قومك ، وجهدوا على التخلص منك بكل طريق . قال والله ما أنصفتموني ، ولكنك أجمعت على خذلاني . فاصنع ما بدا لك .
    وقال أشراف مكة لأبي طالب إما أن تخلي بيننا وبينه فنكفيكه . فإنك على مثل ما نحن عليه أو أجمع لحربنا . فإنا لسنا بتاركي ابن أخيك على هذا ، حتى نهلكه أو يكف عنا ، فقد طلبنا التخلص من حربك بكل ما نظن أنه يخلص . فبعث أبو طالب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يا ابن أخي ، إن قومك جاءوني ، وقالوا كذا وكذا ، فقال صلى الله عليه وسلم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ، ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك في طلبه فقال امض على أمرك ، فوالله لا أسلمك أبدا ودعا أبو طالب أقاربه إلى نصرته فأجابه بنو هاشم وبنو المطلب ، غير أبي لهب ، وقال أبو طالب
    والله لن يصلوا إليك بجمعهم
    حتى أوسد في التراب دفينا
    فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة
    وأبشر وقر بذاك منك عيونا
    ودعوتني ، وعرفت أنك ناصحي
    ولقد صدقت ، وكنت ثم أمينا
    وعرضت دينا قد عرفت بأنه
    من خير أديان البرية دينا
    لولا الملامة أو حذار مسبة
    لوجدتني سمحا بذاك مبينا

    2ـ الحوادث التاريخية:
    يذكر الشهرستاني صاحب "الملل والنحل" وغيره من علماء السنة أن سماء مكة قد جست بركتها عن أهلها سنة من السنين، فواجه الناس سنة جفاف شديد،

    فأمر أبو طالب أن يأتوه بابن أخيه محمد صلى الله علية و اله

    فأتوه به وهو رضيع في قماطه، فوقف تجاه الكعبة، وفي حالة من التضرع والخشوع أخذ يرمي بالطفل ثلاث مرات إلا أعلى ثم يتلقفه وهو يقول: يا رب بحق هذا الغلام اسقنا غيثاً مغيثاً دائماً هطلاً


    فلم يمض إلا بعض الوقت حتى ظهرت غمامه من جانب الأفق وغطت سماء مكة كلها وهطل مطر غزيز كادت معه مكة أن تغرق

    فأنشد أبو طالب هذه الابيات بتلك المناسبة

    وأبيض يستسقى الغمام بوجه **** ثمال اليتامى عصمة للأرامل
    يلوذ به الهلاك من آل هاشم **** فهم عنده في نعمة وفواضل
    وميزان عدل لا يخيس شعيرة **** ووزان صدق وزنه غير عائل


    3ـ حبّه للنبيّ(صلى الله عليه وآله)

    كان أبو طالب يحبّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) حبّاً شديداً، وفي بعض الأحيان إذا رأى النبيّ(صلى الله عليه وآله) كان يبكي ويقول: «إذا رأيته ذكرت أخي» شرح نهج البلاغة 14/64. ، وكان عبد الله أخاه لأبويه. ولمّا أدخلت قريش بني هاشم الشعب إلّا أبا لهب وأبا سفيان بن الحرث، فبقي القوم بالشعب ثلاثة سنين، وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله) إذا أخذ مضجعه وعرف مكانه، جاءه أبو طالب فأنهضه عن فراشه وأضجع ابنه أمير المؤمنين(عليه السلام) مكانه.
    فقال له أمير المؤمنين(عليه السلام) ذات ليلة: «يا أبتاه إنّي مقتول»، فقال:
    إصبرن يا بني فالصبر أحجى ** كلّ حيّ مصيره لشعوب
    قد بذلناك والبلاء شديد ** لفداء الحبيب وابن الحبيب
    لفداء الأغرّ ذي الحسب الثاقب ** والباع والكريم النجيب
    إن تصبك المنون فالنبل يُرمى ** فمصيب منها وغير مصيب
    كلّ حيّ وإن تملي بعيش ** آخذ من خصالها بنصيب
    فأجابه أمير المؤمنين(عليه السلام):
    أتأمرني بالصبر في نصر أحمد ** ووالله ما قلت الذي قلت جازعا
    ولكنّني أحببت أن ترى نصرتي ** وتعلم إنّي لم أزل لك طائعا
    وسعيي لوجه الله في نصر أحمد ** نبيّ الهدى المحمود طفلاً ويافعا. الفصول المختارة: 58.
    4 ـ روايات أهل البيت(عليهم السلام)، نذكر منها:
    1ـ روي عن الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) أنّه قال: «ما مات أبو طالب حتّى أعطى رسول الله(صلى الله عليه وآله) من نفسه الرضا» . شرح نهج البلاغة 14/71.
    وواضح أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) لا يرضى إلّا عن المؤمنين.
    2ـ روي عن الإمام الصادق(عليه السلام) قوله: «إنّ مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف, أسرّوا الإيمان وأظهروا الشرك، فآتاهم الله أجرهم مرّتين» . الكافي 1/448
    3ـ روي عن الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) أنّه قال: «كان والله أبو طالب بن عبد المطّلب بن عبد مناف مؤمناً مسلماً، يكتم إيمانه مخافةً على بني هاشم أن تنابذها قريش» . الصحيح من سيرة النبيّ 3/255، ينقله عن تاريخ الخميس 1/301.

    4ـ روي عن الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) أنّه قال: «والله ما عبد أبي ولا جدّي عبد المطّلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قطّ»، قيل له: فما كانوا يعبدون؟ قال: «كانوا يصلّون إلى البيت على دين إبراهيم متمسّكين به» . كمال الدين وتمام النعمة: 174
    5ـ روي عن الإمام الصادق(عليه السلام) قوله: «نزل جبرئيل(عليه السلام) على النبيّ(صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمّد، إنّ ربّك يقرؤك السلام ويقول: إنّي قد حرّمت النار على صلبٍ أنزلك، وبطنٍ حملك، وحجرٍ كفلك؛ فالصلب صلب أبيك عبد الله بن عبد المطّلب، والبطن الذي حملك آمنة بنت وهب، وأمّا حجر كفلك فحجر أبي طالب» . الكافي 1/446.
    6ـ عن محمّد بن يونس، عن أبيه، عن أبي عبد الله(عليه السلام) أنّه قال: «"يا يونس ما تقول الناس في أبي طالب"؟ قلت: جُعلت فداك يقولون: هو في ضحضاحٍ من نار، وفي رجليه نعلان من نار تغلي منهما أُمّ رأسه!
    فقال: "كذب أعداء الله! إنّ أبا طالب من رفقاء النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أُولئك رفيقا"» بحار الأنوار 35/111.
    7ـ عن عليّ بن حسّان، عن عمّه عبد الرحمن بن كثير قال: «قلت لأبي عبد الله(عليه السلام): إنّ الناس يزعمون أنّ أبا طالب في ضحضاحٍ من نار! فقال: "كذبوا، ما بهذا نزل جبرئيل على النبيّ(صلى الله عليه وآله)".
    قلت: وبما نزل؟ قال: "أتى جبرئيل في بعض ما كان عليه فقال: يا محمّد، إنّ ربّك يقرؤك السلام ويقول لك: إنّ أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان وأظهروا الشرك، فآتاهم الله أجرهم مرّتين، وإنّ أبا طالب أسرّ الإيمان وأظهر الشرك فآتاه الله أجره مرّتين، وما خرج من الدنيا حتّى أتته البشارة من الله تعالى بالجنّة".
    ثمّ قال(عليه السلام): "كيف يصفونه بهذا وقد نزل جبرئيل ليلة مات أبو طالب فقال: يا محمّد، أخرج من مكّة فما لك بها ناصر بعد أبي طالب"»؟ . بحار الأنوار 35/111.
    8ـ عن أبي بصير ليث المرادي قال: «قلت لأبي جعفر(عليه السلام): سيّدي، إنّ الناس يقولون: إنّ أبا طالب في ضحضاحٍ من نار يغلي منه دماغه!
    فقال(عليه السلام): "كذبوا، والله إنّ إيمان أبي طالب لو وضع في كفّة ميزان وإيمان هذا الخلق في كفّة لرجح إيمان أبي طالب على إيمانهم".
    ثمّ قال: "كان والله أمير المؤمنين يأمر أن يحجّ عن أب النبيّ وأُمّه(صلى الله عليه وآله) وعن أبي طالب في حياته، ولقد أوصى في وصيّته بالحجّ عنهم بعد مماته"» . بحار الأنوار 35/111.
    5ـ وجود روايات عن الصحابة تثبت إيمانه، منها:
    1ـ عن حمّاد بن سلمة، عن العباس بن عبد المطّلب قال: قلت لرسول الله(صلى الله عليه وآله): يا بن أخي، ما ترجو لأبي طالب عمّك؟ قال: "أرجو له رحمة من ربّي وكلّ خير"» أعيان الشيعة 8/117
    2ـ ما رواه ابن عمر في إسلام أبي قحافة يوم الفتح بقول أبي بكر: «والذي بعثك بالحقّ لإسلام أبي طالب كان أقرّ لعيني من إسلامه» . تاريخ مدينة دمشق 66/327.
    6ـ أشعاره(رضي الله عنه) التي تنبئ عن إسلامه، والتي يقول عنها ابن أبي الحديد المعتزلي: إنّ كلّ هذه الأشعار قد جاءت مجيء التواتر من حيث مجموعها.
    ونحن نذكر هنا أحد عشر شاهداً من شعره، وهي:
    1ـ ألم تعلموا أنّا وجدنا محمّداً ** نبيّاً كموسى خطّ في أوّل الكتبِ
    2ـ نبيّ أتاه الوحي من عند ربّه ** ومن قال لا يقرع بها سنّ نادمِ
    3ـ يا شاهد الله عليّ فاشهدِ ** إنّي على دين النبيّ أحمدِ
    4ـ يا شاهد الوحي من عند ربّه ** إنّي على دين النبيّ أحمد
    5ـ أنت الرسول رسول الله نعلمه ** عليك نزل من ذي العزّة الكتب
    6ـ بظلم نبيّ جاء يدعو إلى الهدى ** وأمر أتى من عند ذي العرش قيم
    7ـ لقد أكرم الله النبيّ محمّداً ** فأكرم خلق الله في الناس أحمد
    8ـ وخير بني هاشم أحمد ** رسول الإله على فترة
    9ـ والله لا أخذل النبيّ ولا ** يخذله من بني ذو حسب
    10ـ قال(رضي الله عنه) يخاطب ملك الحبشة ويدعوه إلى الإسلام:
    أتعلم ملك الحسن أنّ محمّداً ** نبيّاً كموسى والمسيح ابن مريم
    أتى بالهدى مثل الذي أتيا به ** فكلّ بأمر الله يهدي ويعصم
    وإنّكم تتلونه في كتابكم ** بصدق حديث لا حديث الترجم
    فلا تجعلوا لله ندّاً فأسلموا ** فإنّ طريق الحقّ ليس بمظلم
    11ـ وقال مخاطباً أخاه حمزة(رضي الله عنه):
    فصبراً أبا يعلى على دين أحمد ** وكن مظهراً للدين وفّقت صابرا
    وحطّ من أتى بالحقّ من عند ربّه ** بصدقٍ وعزم لا تكن حمزة كافرا
    فقد سرّني أن قلت إنّك مؤمن ** فكن لرسول الله في الله ناصرا
    وباد قريشاً في الذي قد أتيته ** جهاراً وقل ما كان أحمد ساحرا. الصحيح من سيرة النبيّ 3/230
    7ـ موقف النبي صلى الله عليه واله عندوفاته(رضي الله عنه)

    لم يُمهل القدر سيّد قريش ورئيس مكّة الذي ساد بشرفه لا بماله، فتُوفّي في 7 شهر رمضان 10 للبعثة النبوية الشريفة، وكان عمره آنذاك 86 سنة، وقيل: 90 سنة، وقيل: تُوفّي في 26 رجب 10 للبعثة النبوية الشريفة.
    وحينما علم النبيّ(صلى الله عليه وآله) بوفاته، قال لابن عمّه: «امضِ يا علي فتولّ غسله وتكفينه وتحنيطه، فإذا رفعته على سريره فأعلمني».
    ففعل ذلك، فلمّا رفعه على السرير اعترضه النبيّ(صلى الله عليه وآله) وقال: «وصلتك رحم، وجزيت خيراً يا عمّ، فلقد ربّيتَ وكفلتَ صغيراً، وآزرت ونصرت كبيراً».
    ثمّ أقبل على الناس وقال: «أنا والله لأشفعنّ لعمّي شفاعةً يعجب لها أهل الثقلين» . إيمان أبي طالب: 25.
    كلمات أبي طالب.. عند الوداع
    حين يحضر المرءَ أجلُه.. يكون مشغولاً عن كلّ شيء إلاّ عن نفسه وماسيؤول إليه مصيرها، وإلاّ عن أمرٍ استولى اهتمامُه على قلبه وضميره. فأهل الدنياينظرون من طَرْف خفيٍّ إلى ما يتركونه فيمتلئون حسرةً وأسفاً، وأهل الآخرة ينظرونإلى عالَمٍ يقْدمون عليه وصدورهم ممتلئةٌ خشيةً ولسانُ حالهم: يا حَسْرتا علىما فرَّطْتُ في جَنْبِ الله..
    أمّا أصحاب المهامّ الدينيّةفهم أحرص الناس على أن يثبّتوا حقائق الرسالة، فيخلّفون في الناس وصايا خاصّة فيها: الدعوة إلى الإيمان والتقوى، والحثّ على التحلّي بمكارم الأخلاق، والتحذير منالمهالك. وبهذا يرحلون إلى رحمة الله وقد تركوا علاماتِ خيرٍ دالّة على سبيل الصلاحوالفلاح.
    وكان من هؤلاء: أبو طالب بن عبدالمطّلب رضوان الله تعالى عليه.. حيثأخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى: أنّ أبا طالب لمّا حضرتْه الوفاةُ دعا بنيعبدالمطّلب فقال لهم: لن تزالوا بخيرٍ ما سمعتُم من محمّد واتّبعتُم أمرَه،فاتّبِعوه وأعينوه ترشدوا.
    وفي خبرٍ آخر قال: يا معشرَ بني هاشم، أطيعوا محمّداًوصدِّقوه تُفلحوا وترشدوا
    هذه كانت وصيّة أبي طالب عليهالسّلام في ساعاته الأخيرة من حياته الطيّبة. وقد ذُكرت هذه الوصيّة في:
    1.
    تذكرة خواص الأُمّة، لسبط ابن الجوزيّ، ص 5.
    2.
    السيرة الحلبيّة، للحلبيّ 372:1، 375.
    3.
    السيرة النبويّة، لزَيني دحلان ـ في هامش السيرة الحلبيّة 92:1، 293.
    4.
    أسنى المطالب، لزَيني دحلان، ص 10.
    5.
    الخصائص الكبرى، للسيوطيّ 87:1.
    وهنا يرى البرزنجيّ ـ وهو من علماء أهل السُّنّة ـ أنّ هذا الحديث هودليلٌ على إيمان أبي طالب، ونِعمّا هو.. ثمّ قال مستدِلاًّ: بعيدٌ جِدّاً أن يعرف ( أبو طالب ) أنّ الرشاد في اتّباع النبيّ صلّى الله عليه وآله، وأن يأمرَ غيرَهبذلك، ثمّ يتركه هو!
    بعده يأتي الشيخ الأمينيّ مدوِّناً تعليقته البرهانيّةفيقول:
    ـ ليس في العقل السليم مَساغ للقول بأنّ هذه المواقف كلَّها لم تنبعث عنخضوع أبي طالب للدِّين الحنيف، وتصديقهِ للصادع به صلّى الله عليه وآله وسلّم،وإلاّ.. فماذا الذي كان يحدو أبا طالب إلى مخاشنة قريش ومقاساة الأذى منهم وتعكيرالصفو من حياته ؟! لا سيّما أيّامَ كان هو والصفوةُ من فئته في الشِّعب.. فلا حياةًهنيئة، ولا عيشاً رغَداً، ولا أمناً يُطمأنّ به، ولا خطراً مَدْروءً، فيتحمّلالجفاء والقطيعة والقسوة المؤلمة من قومه!
    ما الذي أقدمَه على هذا كلّه ؟! وماالذي حصره وحبسه في الشِّعب عدّة سنين تجاه أمرٍ لا يقول بصدقه ولا يخبت إلى حقيقته؟! لا ها الله! لم يكن كلُّ ذلك إلاّ عن إيمان ثابت، وتصديقٍ وتسليم وإذعان بما جاءبه نبيُّ الإسلام صلّى الله عليه وآله وسلّم
    ومافَتئ أبو طالب رضي الله عنه يؤكّد ما جاء به الوحي وما بُعث به رسول الله صلّى اللهعليه وآله وما نزل من التشريع.. يبلّغ به قومه ويحرص على أن يَعُوا ذلك ويأخذوابه.
    يذكر ابن حجر العسقلانيّ في ( الإصابة في تمييز الصحابة 116:4 ) من طريقإسحاق بن عيسى الهاشمي، عن أبي رافع أنّه قال:
    ـ سمعتُ أبا طالب يقول: سمعتُ ابنأخي محمّدَ بن عبدالله يقول أنّ ربَّه بعثَه بصِلة الأرحام، وأن يُعبَدَ اللهُ وحدهولا يُعبدَ معه غيرُه. ثمّ قال أبو طالب: ومحمّدٌ الصدوق الأمين.
    ولم ينفرد ابنحجر العسقلانيّ بهذا الخبر، فقد ذكره السيّد زَيني دحلان في (أسنى المطالب ص 6 ) ثمّ قال: أخرجه الخطيب البغداديّ. وكذا أخرجه السيّد فخّار بن معد في كتابه ( الحجّة ص 26 ) من طريق الحافظ أبي نعيم الإصبهانيّ، بإسناد آخر من طريق أبي الفرجالإصبهانيّ.
    وروى الشيخ إبراهيم الحنبليّ في ( نهاية الطلب ) عن عروة الثقفيّقولَه: سمعتُ أبا طالب رضي الله عنه يقول: حدّثني ابن أخي الصادقُ الأمين، وكانواللهِ صدوقاً.. أنّ ربّه أرسله: بصلة الأرحام، وإقام الصلاة، وإيتاءالزكاة.
    فهذه هي القيم الإسلاميّة التي جاء بها خاتَم الأنبياء والمرسلين صلّىالله عليه وآله وسلّم، وقد صدّقه عليها أبو طالب عليه السّلام وآزرَه وناصَرَه،وخاطبه بالقول الصريح، والبيان الفصيح:
    واللهِ لـن يَصـِلوا إليك بجمعِهـم
    حـتّى أُوَسَّدَ في التراب دفـيـنـا
    فاصدعْ بأمرِك ما عليك غضاضةٌ
    وابـشِـرْ بـذاك وقَرَّ منك عُيونا
    ودعوتَني.. وعلمتُ أنّـك ناصحي
    ولـقـد دعـوتَ وكنـتَ ثَمّ أمينا
    ولـقـد علـمتُ بأنّ دين محمّدٍ
    مِـن خـيـرِ أديانِ البريّة دِينا
    ولم يكتفِ أبو طالب أن جعل نصرة الإسلام همَّه الأكبر، وأعدّ نفسهالشريفة درءً لرسول الله صلّى الله عليه وآله.. إنّما أخذ يُعبّئ ذويه ومُقرَّبيهإلى مؤازرة الحقّ.
    أخرج ابن الأثير في ( أُسد الغابة في معرفة الصحابة 287:1 ): إنّ أبا طالب رأى النبيَّ صلّى الله عليه وآله وعليّاً يصلّيان، وعليٌّ على يمينه،فقال لولده جعفر رضي الله تعالى عنه: صِلْ جناحَ ابن عمك، وصَلِّ عن يساره. وكانإسلام جعفر بعد إسلام أخيه عليٍّ بقليل. وقال أبو طالب ( لحمزة أخيه ):
    فـصبراً أبا يَعلى على ديـن أحـمـدٍ
    وكـن مُظـهراً للدِّين وُفِّقـتَ صابرا
    وحُطْ مَن أتى بالـحـقّ مِن عند ربِّه
    بصدقٍ وعزمٍ لا تـكنْ حَمْزُ كـافـرا
    فقد سرّني إذ قـلتَ أنـك مـؤمـنٌ
    فـكـنْ لـرسـول الله في الله ناصرا
    وبـادِ قـريـشاً بـالذي قـد أتيتـَه
    جهاراً.. وقلْ: ما كان أحمدُ ساحرا
    ويأتي زيني دحلان فينقل تلك الأبيات في ( أسنى المطالب ص 6 ) ثمّيقول: قال البرزنجيّ: تواترت الأخبار أنّ أبا طالب كان يحبّ النبيَّ صلّى الله عليهوآله ويحوطه وينصره، ويُعينه على تبليغ دينه، ويصدّقه فيما يقوله، ويأمر أولادهكجعفرٍ وعليٍّ باتّباعه ونصرته... والأخبار صريحة في أن قلبه طافح وممتلئ بالإيمانبالنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم.
    أجل ـ أيّها الأخوة ـ على هذا مضى أبو طالب،وعليه تُوفّي مؤمناً صابراً صادقاً مصدِّقاً.. حتّى قال ابن أبي الحديد: رُويبأسانيد كثيرة، بعضها عن العبّاس بن عبدالمطّلب وبعضها عن أبي بكر بن أبي قُحافة،أنّ أبا طالب ما مات حتّى قال: لا إله إلاّ الله، محمّدٌ رسول اللههذاما اشتهر في الأخبار أنّ أبا طالب رضي الله عليه قالها جهاراً؛ إذ رأى أن لا تقيّةَبعد، وقد أصغى إليه أخوه العبّاس فسمع الشهادتين من فمه يتمتم بها والحمد لله رب العلمين


  • الحاج الصفار
    عضو نشيط
    • 05-09-2010
    • 234

    #2
    رد: دفاعا عن ابي طالب

    بسمِ الله الرَّحمــن الرَّحيم
    والحمدُ للهِ ربَّ العالمين
    الحمدُ للهِ وصلى اللهُ على محمّد وآله الأئمةَ والمهديين وسلم تسليماً كثيراً



    ومن قال لكم إنّ آباء النّبي ليسوا بمسلمين

    *وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ *

    قل لي بربّك من آوا ونصر في مكه غير أبوطالب عليه السلام


    نذكر جمله شواهد من شعره في النّصره ، وهي :

    1-ألم تعلموا أنّا وجدنا محمّداً ** نبيّاً كموسى خطّ في أوّل الكتبِ
    2ـ نبيّ أتاه الوحي من عند ربّه ** ومن قال لا يقرع بها سنّ نادمِ
    3ـ يا شاهد الله عليّ فاشهدِ ** إنّي على دين النبيّ أحمدِ
    4ـ يا شاهد الوحي من عند ربّه ** إنّي على دين النبيّ أحمد
    5ـ أنت الرسول رسول الله نعلمه ** عليك نزل من ذي العزّة الكتب
    6ـ بظلم نبيّ جاء يدعو إلى الهدى ** وأمر أتى من عند ذي العرش قيم
    7ـ لقد أكرم الله النبيّ محمّداً ** فأكرم خلق الله في الناس أحمد
    8ـ وخير بني هاشم أحمد ** رسول الإله على فترة
    9ـ والله لا أخذل النبيّ ولا ** يخذله من بني ذو حسب


    الحاج الصفّار
    sigpic

    الحاج الصفّار

    Comment

    • الحاج الصفار
      عضو نشيط
      • 05-09-2010
      • 234

      #3
      رد: دفاعا عن ابي طالب

      *وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ *


      قل لي بربّك من آوا ونصر في مكه غير أبوطالب عليه السلام




      الّذي لم تفهمه هو أنّ كل المسلمين في ذلك الوقت بعد أن فرض عليهم قريش المقاطعه

      حصروا جميعاً في ... شعب أبوطالب عليه السلام

      وكان هو فقط المحامي بإذن الله والناصر

      فإفهم يا ذكي هداك الله ؟




      كفاكم عناداً وحقداً ... أرجو من الله أن أدخل الجنّه على يدي أبوطالب عليه السلام

      آمين رب العالمين ... اللهم إحشرني معه بإذنك وتوفيقك ... يا كريم يا رب



      الحاج الصفّار
      sigpic

      الحاج الصفّار

      Comment

      • نرجس
        مشرف
        • 04-01-2010
        • 1167

        #4
        رد: دفاعا عن ابي طالب

        بسم الله الرحمن الرحيم
        اللهم صلي على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        [warning]
        قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
        (أهون أهل النار عذابا أبو طالب و هو منتعل بنعلين من نار يغلي منهما دماغه)
        [/warning]

        الله اكبر من اين لك هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


        من القران او من العترة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

        عندكم ابو سفيان في الجنه وابو طالب في النار .

        مالكم كيف تحكمون ؟؟؟

        والحمد لله رب العالمين .
        كلام النور احمد ع كونوا كالماء يطهر النجاسة ولكن يتخللها ويسير معها حتى يزيلها عن البدن برقة وبدون اذى للبدن لاتكونوا سكين تقطع اللحم مع النجاسة فتسببوا الم للبدن ربما يجعله يختار النجاسة على طهارتكم من شدة الالم

        Comment

        Working...
        X
        😀
        🥰
        🤢
        😎
        😡
        👍
        👎