إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

عقيدة انتظار المهدي التي تهدد عروشهم . ولكن أنى لهم ذلك ..

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • منى محمد
    عضو مميز
    • 09-10-2011
    • 3320

    عقيدة انتظار المهدي التي تهدد عروشهم . ولكن أنى لهم ذلك ..

    السلام عليك يا بقية الله في أرضه
    ***


    ها يا مهدي .... بكربلا قطعا ولا شك أنت حاضر

    * أيّها المسلمون والمسلمات، أيّها الأحبة آمنوا بالله واكفروا بالطاغوت وتمسكوا
    بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى حجة الله في أرضه المهدي ، واعلموا أنّ الإيمان بالله ملازم للكفر بالطاغوت، وهما شيء واحد كذهاب الظلمة وبزوغ النور فلا يمكن أن يفهم شيء من ذهاب الظلمة غير بزوغ النور.

    لقَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انْفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * ٢٥٦ البقرة .

    * لقد توهّم هؤلاء الطغاة كما توهم من سبقهم إنّهم يستطيعون طمس معالم دين التوحيد الحقيقية، ومسخ الإسلام وقتل العقائد الصحيحة فيه التي تهدّد عروشهم وخصوصاً
    عقيدة انتظار المهدي ، ولكن أنى لهم ذلك والقرآن بين أيدينا يهتف في أسماعنا:

    وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ* وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ* ٦ القصص.

    وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ* ١٠٦ الأنبياء

    وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون* َ ٥٥ النور

    * ولا تزال المعاني التي أطلقها رسول الله (ص) تهتف في آذاننا:
    لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لخرج من ولدي من يملئها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
    { والمهدي بيننا ينتفع به المسلمون كما تنتفع الأرض ومن عليها بالشمس إذا غيبها السحاب }

    احمد الحسن . كتابه الطريق الى الله .
    ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
    أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
    كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
    هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).
  • منى محمد
    عضو مميز
    • 09-10-2011
    • 3320

    #2
    رد: عقيدة انتظار المهدي التي تهدد عروشهم . ولكن أنى لهم ذلك ..

    السلام عليك يا بقية الله في أرضه

    ***

    أعمال القائم عليه السلام بعد قيامه


    أما بعض أعماله بعد ظهوره وقيامه (ع) فهي: عن أبي عبد الله (ع): (ما تستعجلون بخروج القائم، فو الله ما لباسه إلا الغليظ، ولا طعامه إلا الجشب، وما هو إلا السيف والموت تحت ظل السيف) (1).

    • وقال أبو جعفر (ع): (يقوم القائم بأمر جديد وكتاب جديد وقضاء جديد على العرب شديد. ليس شأنه إلا السيف، لا يستتيب أحدا ولا يأخذه في الله لومة لائم) (2) .
    والسيف إشارة إلى السلاح الموجود في زمانه (ع).

    • روي عن الصادق (ع) قال :
    (كأني أنظر إلى القائم على ظهر النجف، فإذا استوى على ظهر النجف ركب فرسا أدهم أبلق) (۳).
    والأبلق : المبقع. الشمراخ: العمود الطويل. فيكون معنى الحديث : أنه يركب دبابة، والله أعلم.

    وكيف كان فإن الأحاديث تشير إلى أنه يخوض حروب طاحنة مع أعداء الدين وأعدائه (ع)، يستشهد فيها كثير من أنصاره (4)، بل ربما يستفاد من بعض الروايات أن الإمام (ع) يتعرض للإصابة والجرح في هذه الحروب ، (5) والله أعلم.

    • عن الباقر(ع)، قال:
    (إن قائمنا إذا قام دعا الناس إلى أمر جديد كما دعا رسول الله (ص) وإنّ الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء)(6) .

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    1 ـ غيبة النعماني: ص 239، غيبة الطوسي: ص 460.
    2- غيبة النعماني: ص238، بحار الأنوار: ج 52 ص 354.
    3- كمال الدين: ص 673، غيبة النعماني: ص 322 بإضافة على ما في المتن، بحار الأنوار: ج52 ص 354 .
    4- تقدمت الإشارة منه (ع) إلى بعض هذه الروايات قبل قليل، فراجع.
    5- وربما يستفاد ذلك من الروايات الآتية:
    عن بشير النبال، قال: (قدمت المدينة وذكر مثل الحديث المتقدم، إلا أنه قال: لما قدمت المدينة قلت لأبي جعفر (ع): إنهم يقولون: إن المهدي لو قام لاستقامت له الأمور عفوأ، ولا يهريق محجمة دم، فقال: كلا، والذي نفسي بيده لو استقامت لأحد عفوا لاستقامت لرسول الله ( ص) و حين أدميت رباعيته، وشج في وجهه، كلا، والذي نفسي بيده حتى نمسح نحن وأنتم العرق والعلق، ثم مسح جبهته كتاب الغيبة للنعماني: ص 294 - 295.
    وعن بشير بن أبي أراكة النبال، ولفظ الحديث على رواية ابن عقدة قال: (....... قلت: إنهم يقولون: إنه إذا كان ذلك استقامت له الأمور، فلا يهريق محجمة دم، فقال: كلا، والذي نفسي بيده حتى نمسح وأنتم العرق والعلق، وأومأ بيده إلى جبهته) كتاب الغيبة للنعماني: ص293 - 294.
    6 - غيبة النعماني: ص336، بحار الأنوار: ج 52 ص 366.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع)، قال:
    (الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء، فقلت: اشرح لي هذا أصلحك الله. فقال (ع): يستأنف الداعي منّا دعاء جديدة كما دعا رسول الله ) (1).

    عن أبي عبد الله (ع)، قال: (
    يصنع ما صنع رسول الله ، يهدم ما كان قبله كما هدم رسول الله من أمر الجاهلية، ويستأنف الإسلام جديدة) (2).

    • وعن ابن عطا، قال: سألت أبا جعفر الباقر(ع)، فقلت:
    (إذا قام القائم القيام بأي سيرة يسير في الناس؟ فقال (ع): يهدم ما قبله كما صنع رسول الله ، ويستأنف الإسلام جدید(3).

    وقد مرّ الحديث عن رسول الله (ص)
    و إنّ في آخر الزمان لا يبقى من الإسلام إلاّ اسمه، ومن القرآن إلاّ رسمه، والمساجد عامرة بالناس ولكنها خالية من الهدى - أي هدى آل محمد (ص) -، وهذا هو حالنا اليوم فالمساجد مزخرفة والمصاحف محلاّة وملونة، والمسلمون أبعد ما يكونوا عن الإسلام.

    عن أبي عبد الله (ع)، قال:
    (أما إن قائمنا لو قد قام لقد أخذ بني شيبه وقطع أيديهم، وطاف بهم وقال هؤلاء سرّاق الله)(4).

    • وعن أبي عبد الله (ع)، قال:
    (.. وقطع أيدي بني شيبة السرّاق وعلّقها على الكعبة) (5)
    • وعنه (ع):
    (... وقطع أيدي بني شيبة وعلقها على الكعبة وكتب عليها هؤلاء سرّاق الكعبة) (6).

    وبنو شيبة هم خدم الكعبة في زمن الإمام الباقر(ع)، فالحديث يشير إلى خدم العتبات المقدّسة جميعها اليوم، وإنّ الإمام يقطع أيديهم ويشهّر بهم؛ لأنهم يقومون بسرقة العتبات المقدّسة، فهم في الغالب عبيد للطاغوت ولكن ليس جميعهم، فمنهم من يُرجى إصلاحه ولعلّ منهم بعض الأفراد المؤمنين.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    1 ـ غيبة النعماني: ص 336 ، بحار الأنوار: ج 8 ص 12، و: ج 52 ص 366.
    2- غيبة النعماني: ص 336، بحار الأنوار: ج 52 ص 352.
    3- بحار الأنوار: ج 52 ص 352، غيبة النعماني رواه عن الباقر (ع): ص 236 .
    4- الكافي: ج 1 ص 243، علل الشرائع: ج2 ص 409، بحار الأنوار: ج 52 ص 373 .
    5- غيبة الطوسي: ص472 ، بحار الأنوار: ج 52 ص 332.
    6- الإرشاد: ج2 ص383، إعلام الوری: ج2 ص 289، بحار الأنوار: ج 52 ص 338 .

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    عن الصادق (ع)، قال:
    ( دمّان في الإسلام حلال من الله لك لا يقضي فيهما أحد بحکم الله لك حتى يبعث الله القائم من أهل البيت، فيحكم فيهما بحكم الله لك، لا يريد فيه بينة، الزاني المحصن يرجمه، ومانع الزكاة يضرب رقبته) (1).

    • عن الصادق (ع) ، قال:
    (لن تذهب الدنيا حتى يخرج رجل منّا أهل البيت، يحكم بحكم داود وآل داود، لا يسأل الناس بينة) (2).

    وهذا يعني أن الله سبحانه يُطلع الإمام المهدي (ع) على بواطن الأمور ، ويأذن له أن يحكم على الباطن، كما فعل الخضر عندما خرق السفينة وقتل الغلام، وكما روى عن داود العلي أبو حمزة الثمالي، عن أبي جعفر(ع)، قال: (إن داود (ع) سأل ربه أن يريه قضية من قضايا الآخرة، فأتاه جبريل (ع) فقال: لقد سألت ربّك شيئاً ما سأله غيرك نبي من أنبيائه (صلوات الله عليهم)، یا داود إن الذي سألت لم يُطلع الله عليه أحداً من خلقه ولا ينبغي لأحد أن يقضي به غيره، فقد أجاب الله دعوتك وأعطاك ما سألت، إن أول خصمين يردان عليك غداً القضية فيهما من قضايا الآخرة.
    فلما أصبح داود وجلس في مجلس القضاء أتی شیخ متعلّق بشاب ومع الشاب عنقود من عنب. فقال الشيخ: إنّ هذا الشاب دخل بستاني، وخرب کرمي وأكل منه بغير أذني. قال : فقال داود للشاب: ما تقول؟ قال: فأقر الشاب أنه قد فعل ذلك، فأوحى الله تعالى إليه: یا داود إن كشفت لك من قضايا الآخرة فقضيت بها بين الشيخ والغلام لم يحتملها قلبك، ولا يرضى بها قومك يا داود. إنّ هذا الشيخ أقتحم على والد هذا الشاب في بستانه فقتله وغصبه بستانه وأخذ منه أربعين ألف درهم فدفنها في جانب بستانه، فادفع إلى الشاب سيف ومره أن يضرب عنق الشيخ، وأدفع إليه البستان ومره أن يحفر في موضع كذا من البستان فيأخذ ماله. قال: ففزع داود (ع) من ذلك، وجمع علماء أصحابه وأخبرهم بالخبر، وأمضى القضية على ما أوحى الله إليه) (3).
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    1 - الكافي: ج 1 ص 503، كمال الدين: ص 571، بحار الأنوار: ج52 ص 371.
    2 - شرح الأخبار: ج3 ص 561، بحار الأنوار: ج 52 ص 319.
    3- الكافي: ج 7 ص 421، الجواهر السنية: ص 85، بحار الأنوار: ج 14 ص6.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    عن الإمام الصادق (ع)، قال:
    (أوّل ما يظهر القائم من العدل، أن ينادي مناديه أن يسلم صاحب النافلة لصاحب الفريضة الحجر والطواف ) (1).

    وهذا يعني إنّ الذي يحج الحج الواجب في زمن الإمام يمنع من الحج المستحب، حتى يحج المسلمون الذين لم يحجوا الحج الواجب، وظاهرة الحج المستحب اليوم منتشرة بين الأغنياء في حين أنّ الفقراء یکاد ييأسون من الوصول إلى بيت الله الحرام ليحجوا حجة واجبة.

    فهؤلاء الأغنياء لو كانوا يريدون وجه الله سبحانه لأنفقوا هذه الأموال على الفقراء الذين يتضورون جوعاً ويموت كثير منهم؛ لأنهم لا يجدون الدواء. ولو كانوا يريدون وجه الله لأرسلوا فقير يحج بیت الله بهذه الأموال.
    والحقيقة التي يحاولون تدليسها إنهم يذهبون للنزهة، كما قال أمير المؤمنين (ع) (2) والطاقة الكبرى أنّ بعضهم يدّعون أنّهم علماء! ولو كانوا كذلك لكانوا أسوة لمتأسي.

    فعن أبي عبد الله (ع)، قال:
    (سيد الأعمال ثلاثة: إنصاف الناس من نفسك حتى لا ترضى بشيء إلاّ رضیت لهم مثله، ومواساتك الأخ في المال، وذكر الله على كل حال) (3).

    • عن الصادق (ع)، عن آبائه، عن النبي (ص) ، قال:
    (لما أسري بي أوحى إليّ ربي جلّ جلاله ... إلى أن قال: فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار علي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد وجعفر وموسی وعلي ومحمد وعلي والحسن والحجة بن الحسن (القائم) في وسطهم كأنه كوكب درّي. قلت: يا رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الأئمة، وهذا القائم يحلّل حلالي ويحرّم حرامي، وبه انتقم من أعدائي، وهو راحة لأوليائي، وهو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين، فيخرج اللاّت والعزى طريين فيحرقهما. فلفتنة الناس بهما يومئذ أشدّ من فتنة العجل و السامري (4).

    • عن بشر النبّال، عن الإمام الصادق (ع)، قال:
    (هل تدري أول ما يبدأ به القائم (ع) ؟ قلت: لا. قال: يخرج هذين رطبين غضين فيحرقهما ويذرّهما في الريح، ويكسر المسجد. ثم ..
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    1 - الكافي: ج4 ص 427، وسائل الشيعة: ج 13 ص 328، بحار الأنوار: ج 52 ص 374.
    2- قال أمير المؤمنين (ع) في إحدى خطبة: (... وتحج الناس ثلاث وجوه: الأغنياء للنزهة، والأوساط للتجارة، والفقراء للمسألة) إلزام الناصب: ج2 ص 161، وروي باختلاف عما في المتن في مستدرك الوسائل: ج 11 ص 377، جامع أحاديث الشيعة: ج 13 ص 375.
    3- الكافي: ج2/ص 144، أمالي الطوسي: ص 577، بحار الأنوار: ج66 ص 404.
    4- كمال الدين: ص 252، عيون أخبار الرضا (ع) : ج2 ص 61، باختلاف يسير، بحار الأنوار: ج 52، ص 379 .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

    قال (ع): إنّ رسول الله (ص) قال: عریش کعريش موسى (ع)
    وذكر إنّ مقدّم مسجد رسول الله (ع) كان طيناً، وجانبه جريد النخل) (1).

    وعن أبي عبد الله (ع) قال :
    (إذا قدم القائم (ع) وثب أن يكسر الحائط الذي على القبر فيبعث الله ريحاً شديدة وصواعق ورعوداً، حتى يقول الناس إنما ذا لذا. فيتفرق أصحابه عنه حتى لا يبقى معه أحد فيأخذ المعول بيده فيكون أول من يضرب بالمعول، ثم يرجع إليه أصحابه إذا رأوه يضرب بالمعول بيده، فيكون ذلك اليوم فضل بعضهم على بعض بقدر سبقهم إليه. فيهدمون الحائط ثم يخرجهما غضين رطبين، فيلعنهما ويتبرأ منهما ويصلبهما، ثم ينزلهما ويحرقهما ثم يذرهما في الريح) (2).

    قال رجل عن دور العباسين: أراناها الله خرابة أو خربها بأيدينا، فقال أبو عبد الله (ع): (لا تقل هكذا، بل يكون مساكن القائم وأصحابه، آما سمعت الله يقول: وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ

    عن ابن بكير، قال: سألت أبا الحسن (ع) عن قوله: وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (؟)، قال (ع): أنزلت في القائم (ع) إذا خرج باليهود والنصارى والصابئين والزنادقة وأهل الردة والكفار في شرق الأرض وغربها، فعرض عليهم الإسلام، فمن أسلم طوعا بالصلاة والزكاة وما يؤمر به المسلم، ويجب لله عليه. ومن لم يسلم ضرب عنقه، حتى لا يبقى في المشارق والمغارب أحد إلاّ وحّد الله. قلت له: جعلت فداك إن الخلق أكثر من ذلك؟ فقال : إن الله إذا أراد أمرا قلل الكثير وكثر القليل) (5).


    • عن الصادق (ع)، قال: (العلم سبعة وعشرون حرفا، فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين. فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة والعشرين حرفا، فبثّها في الناس وضمّ إليها الحرفين حتى يبثّها سبع وعشرين حرفا .(6) ..

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    1 ـ بحار الأنوار: ج 52 ص 386.
    2- بحار الأنوار: ج 52 ص 386.
    3- تفسير العياشي: ج2 ص 235، بحار الأنوار: ج 52 ص 347، إلزام الناصب: ج2/ص64.
    4 ـ آل عمران :83.
    5- تفسير العياشي: ج1 ص183، تفسير نور الثقلين: ج1/ص 362، بحار الأنوار: ج52 ص340، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) : ج5 ص60.
    6 ـ مختصر بصائر الدرجات: ص117، بحار الأنوار: ج 52 ص 336 ، مستدرك سفينة البحار: ج2 ص258ـ
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


    أي إنّ الإمام المهدي (ع) يبث علومه إلهيةً جديدة بين الناس، ولعل منها أسرار القرآن التي لا نكاد نعرف منها شيئا.
    قال تعالى :
    وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ ۗ بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ۗ (1)


    • وروي أن أصحاب الإمام (ع) يمشون على الماء ،(2) وإن أحدهم لو قاتل الجبال بإيمانه لهدّها.
    • وروي أنه (ع) يرقى في أسباب السماوات (3)، والله أعلم.


    وربما يُرافق هذا التقدّم في العلوم الإلهية والروحية تقدّم في العلوم المادية، بل ما أظنه إنّ التقدّم المادي يرافق التوجه والتقدم الروحي حتماً، قال تعالى : وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ (4) وقال تعالى : وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (5) .

    وروي أن العالم الفيزياوي اينشتاين اليهودي الديانة استقى نظريته النسبية، والعلاقة بين الطاقة والمادة، وتحول كل منهما إلى الأخرى من نظرية وحدة الوجود الدينية الفلسفية.

    • قال أمير المؤمنين (ع): (كأني أنظر إلى شيعتنا بمسجد الكوفة قد ضربوا الفساطيط يعلمون الناس القرآن كما أنزل، أما أن قائمنا إذا قام کسره وسوّى قبلته) (6).

    • وعن الصادق (ع)، قال:
    (كأني بشيعة علي في أيديهم المثاني يعلمون الناس المستأنف (7).

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    1 - الرعد: 31.
    2- عن محمد بن جعفر بن محمد، عن أبيه (ع)، قال: (إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض في كل إقليم رجلا يقول: عهدك في كفك، فإذا ورد عليك أمر لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه فانظر إلى كفك واعمل بما فيها، قال: ويبعث جندا إلى القسطنطينية، فإذا بلغوا الخليج كتبوا على أقدامهم شيئا ومشوا على الماء، فإذا نظر إليهم الروم يمشون على الماء قالوا: هؤلاء أصحابه يمشون على الماء، فكيف هو ؟! فعند ذلك يفتحون لهم أبواب المدينة، فيدخلونها فيحكمون فيها ما يريدون) كتاب الغيبة للنعماني: ص 334 - 335.
    3- قال رسول الله (ص) - في حديث المعراج عن الله جل جلاله - : (... وعزتي وجلالي لأظهرن بهم ديني، ولأعلين بهم كلمتي، ولأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي، ولأملكنه مشارق الأرض ومغاربها، ولأسخرن له الرياح، ولأذللن له الرقاب الصعاب ولأرقينه في الأسباب، ولأنصرنه بجندي، ولأمدنه بملائكتي حتى يعلن دعوتي ويجمع الخلق على توحيدي، ثم لأديمن ملكه ولأداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة ... ) كمال الدين وتمام النعمة: ص254 - 256.
    وعن عبد الرحيم أنه قال: ابتدأني أبو جعفر (ع) فقال: (أما إن ذا القرنين قد خير السحابين فاختار الذلول وذخر لصاحبكم الصعب. قلت: وما الصعب؟ قال: ما كان من سحاب فيه رعد وبرق وصاعقة فصاحبكم يركبه، أما انه سيركب السحاب ويرقي في الأسباب أسباب السماوات السبع خمسة عوامر واثنين خراب) بصائر الدرجات للصفار: ص 428 - 429.
    4- الأعراف : 96
    5 ـ الجن : 16.
    6- غيبة النعماني: ص333، بحار الأنوار: ج 52 ص364۳۶، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) : ج3 ص 126.
    7- غيبة النعمانی: ص333، بحار الأنوار: ج 52 ص364.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    • عن الأصبغ بن نباته : سمعت علياً (ع) يقول:
    (كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة، يعلمون الناس القرآن كما أنزل. قلت: يا أمير المؤمنين أو ليس هو كما أنزل؟ فقال: لا، محي منه سبعون، من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم، وما ترك أبو لهب إلآ إزراء على رسول الله ؛ لأنه عمه) (1).

    • وعن الصادق (ع)، قال:
    (كيف أنتم لو ضرب أصحاب القائم الفساطيط في مسجد كوفان، ثم يخرجوا إليهم المثال المستأنف أمر جديد على العرب شديد) .

    • وعن أبي جعفر (ع)، قال:
    (إذا قام قائم آل محمد (ع) ضرب فساطيط لمن يعلم القرآن على ما أنزل الله جل جلاله فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم؛ لأنّه يخالف فيه التأليف) (2).

    • وعن الصادق (ع):
    (كأني أنظر إلى القائم على منبر الكوفة وحوله أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، عدة أهل بدر وهم أصحاب الألويّة، وهم حكّام الله في أرضه على خلقه، حتى يستخرج من قبائه کتاباً مختوماً بخاتم من ذهب عهد معهود من رسول الله ، فيجفلون عنه إجفال الغنم البكم، فلا يبقى منهم إلاّ الوزير وأحدا عشر نقيباً، كما بقوا مع موسی بن عمران (ع)، فيجولون في الأرض فلا يجدون عنه مذهباً فيرجعون إليه. وإني لأعرف الكلام الذي يقوله لهم فيكفرون به) (3).


    • وعن بن أبي يعفور، قال: (دخلت على أبي عبد الله (ع) وعند نفر من أصحابه، فقال لي: یابن أبي يعفور هل قرأت القرآن؟ قال: قلت: نعم هذه القراءة. قال الليلية: عنها سألتك ليس عن غيرها. قال: فقلت: نعم، جعلت فداك، ولم؟ قال (ع): لأنّ موسى (ع) حدث قومه بحديث لم يحتملوه عنه فخرجوا عليه بمصر فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم، وأنّ عيسى (ع) حدث قومه بحديث فلم يحتملوه عنه فخرجوا عليه بتكريت فقاتلوه فقاتلهم وقتلهم، وهو قول الله لك : فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (5) .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    1 ـ غيبة النعماني: ص333، بحار الأنوار: ج 52ص 364، إلزام الناصب: ج1 ص 421.
    2- غيبة النعماني: ص334، بحار الأنوار: ج 52 ص365، معجم أحاديث الإمام المهدي)ع* : ج4 ص47.
    3- الإرشاد للمفيد: ج2 ص 386، بحار الأنوار: ج52 ص 339، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) : ج3ص 331.
    4 - كمال الدين: ص 672، بحار الأنوار: ج 2 ص 326، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) : ج4 ص 20.
    5- الصف : 14.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

    وإن أول قائم يقوم منا أهل البيت يحدثكم بحديث لا تحتملونه، فتخرجون عليه برميلة الدسكرة، فتقاتلونه فيقاتلكم فيقتلكم. وهي آخر خارجه تكون ... الخبر)(1).

    بيان من المجلسي (رحمه الله):
    (قوله - ولم - أي ولِمَ لَمْ تسألني غير تلك القراءة، وهي المنزلة التي ينبغي أن يعلم، فأجاب (ع): بأن القوم لا يحتملون تغير القرآن ولا يقبلونه، وأستشهد بما ذكر)(2).

    • وعن أمير المؤمنين (ع)، قال:
    (يعطف الهوى على الهدى إذا عطفوا الهدى على الهوى. ويعطف الرأي على القرآن إذا عطفوا القرآن على الرأي (3).

    • وعن الصادق (ع): (إن أصحاب موسی ابتلوا بنهر، وهو قول الله عز وجل :

    وإن أصحاب القائم يبتلون بمثل ذلك) (4). إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ

    • عن الصادق (ع) قال: (القائم يهدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه، ومسجد الرسول (ص): إلى أساسه، ويرد البيت إلى موضعه، وأقامه إلى أساسه وقطع أيدي بني شيبة السرّاق وعلقها على الكعبة)(5).

    • وعن أبي بصير في حديث اختصره الشيخ الطوسي، قال: (إذا قام القائم (ع) دخل الكوفة وأمر بهدم المساجد الأربعة، حتى يبلغ أساسها ويصيرها عريش كعريش موسى (ع)، وتكون المساجد كلها جماء لا شُرف لها كما كانت على عهد رسول الله (ص) ...)(6).

    • وعن أبي محمد العسكري (ع)، قال:
    (إذا قام القائم أمر بهدم المنار والمقاصير(7) التي في المساجد. فقلت في نفسي: لأي معنى هذا ؟ فاقبل عليَّ فقال (ع) : معنى هذا أنها محدثة مبتدعة، لم يبنها نبيّ ولا حجّة) (8).
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    1 ـبحارالأنوار: ج 52 ص375.
    2- بحار الأنوار: ج 52 ص375.
    3- نهج البلاغة بشرح محمد عبده: ج2 ص21، بحار الأنوار: ج 31 ص549، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع): ج3 ص127
    4- غيبة الطوسي: ص 472، بحار الأنوار: ج 52ص 332، مكيال المكارم: ج1 ص185.
    5- غيبة الطوسي: ص 472، بحار الأنوار: ج 52 ص332، جامع أحاديث الشيعة: ج 25 ص595.
    6- غيبة الطوسي: ص 475، بحار الأنوار: ج 2 ص 332، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع): ج3 ص312.
    7- المقاصير: هي المحاريب الداخلة . قال العلامة المجلسي: تبيين المشهور بين الأصحاب كراهة تطويل المنارة أزيد من سطح المسجد لئلا يشرف المؤذنون على الجيران، والمنارات الطويلة من بدع عمر، والمراد بالمقاصير المحاريب الداخلة كما مر . بحار الأنوار: ج 80 ص376
    8- غيبة الطوسي: ص206، الخرائج والجرائح: ص 1 ص 453، بحار الأنوار: ج 52ص 323.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    • وعن الصادق (ع):
    (إذا قام القائم هدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه، وحوّل المقام إلى الموضع الذي كان فيه، وقطع أيدي بني شيبه وعلقها على الكعبة وكتب عليها : هؤلاء سرّاق الكعبة) (1).

    • عن الأصبغ قال :
    قال أمير المؤمنين (ع) في حديث له حتى انتهى إلى مسجد الكوفة وكان مبنية بخزف ودنان وطين، فقال : (ويل لمن هدمك، وويل لمن سهل هدمك، وويل لبانيك بالمطبوخ المغير قبلة نوح. طوبى لمن شهد هدمك مع قائم أهل بيتي، أولئك خيار الأمة مع أبرار العترة) (2).

    • وسئل أبو عبد الله (ع)
    عن المساجد المظللة: أيكره الصلاة فيها ؟ فقال: (نعم، ولكن لا يضركم اليوم، ولو قد كان العدل لرأيتم كيف يصنع في ذلك) (3).

    • وعن عمرو بن جميع، قال:
    سألت أبا جعفر(ع) عن الصلاة في المساجد المصورة . فقال التالية: (أكره ذلك، ولكن لا يضركم اليوم، ولو قد قام العدل لرأيتم كيف يصنع في ذلك (4).

    والأحاديث تشير إلى أن الإمام المهدي (ع) يعيد المساجد إلى بساطتها في عهد رسول الله (ص) ، لتشد الناس إلى الانقطاع إلى الله. فيرفع الزخرفة والصور منها، وربما يفتح سقوفها إلى السماء. فالذي يهم أهل الدنيا الزخرفة والزينة والراحة والتبريد والتدفئة والترف، والذي يهم الأنبياء والأوصياء (ع) التوجه إلى الله والانقطاع إلى الله لا إلى الدنيا وزخرفها مع اهتمام الأنبياء والأوصياء بإعمار الأرض وترفيه الناس اقتصادياً.

    عن الفضيل بن يسار، قال :
    سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: (إن قائمنا إذا قام استقبال من جهلة الناس أشد مما استقبل رسول الله (ص) و من جهال الجاهلية. فقلت: وكيف ذلك؟ قال: إن رسول الله (ص): أتي الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله ويحتج عليه به. ثم قال (ع): أما والله ليدخلن عليهم عدله، أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحرّ والقرّ) (5).
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    1 ـ الإرشاد: ج2 ص383، إعلام الوری: ج2 ص 289، بحار الأنوار: ج 2 ص 338.
    2- غيبة الطوسي: ص ۹۷۳، بحار الأنوار: ج52 ص332، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع): ج3 ص111.
    3- الكافي: ج3 ص 368، تهذيب الأحكام: ج3 ص253، وسائل الشيعة: ج5 ص207، بحار الأنوار: ج 52 ص374.
    4 - الكافي: ج3 ص 339، وسائل الشيعة: ج5 ص215، بحار الأنوار: ج 52 ص 374.

    5- غيبة النعماني: ص307، بحار الأنوار: ج52 ص 362. والقَر: هو البرد.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    الذين يتأولون عليه القرآن ليس عامة الناس قطعاً ولكن هؤلاء علماء غير عاملين يظنون أهم بتحصيلهم للقواعد الاستقرائية والعقلية قد أحاطوا بالعلم كلّه، فهم لا يرون شيئا من العلم عند من سواهم. وهذا التكبّر يمنعهم من الانقياد للإمام المعصوم (ع) وقبول علومه الإلهية، فيردّون عليه ويتأوّلون القرآن عليه، ويتّهمونه بالجهل وربما بالسحر والجنون. التهمتان اللتّان لا تكادان تفارقان نبياً من الأنبياء عليهم السلام .

    ومن هنا فإن علم الإمام (ع) وحده لا يعالج فتنة هؤلاء العلماء غير العاملين؛ لأنهم لا يسلمون له ولا يقبلون علومه، كما هو واضح في الرواية. فيكون العلاج هو فضح هؤلاء العلماء غير العاملين على رؤوس الأشهاد وبين عامة الناس كما فعل رسول (ص) وعيسى (ع) مع علماء اليهود . وعندما يرى الناس عدالة الإمام (ع) سواء في الأمور المالية كقسمة أموال الصدقات بين الفقراء بالسوية وزهده عليه السلام في ملبسه ومأكله ومشربه، أم باهتمامه بأحوال المجتمع الإسلامي وإخلاصه في العمل لله سبحانه، ثم يُقارن الناس سيرة هذا الإمام العادل المهدي (ع) بسيرة أولئك العلماء غير العاملين، فهم على سبيل المثال يأتيهم مسكين أطفاله جياع ثيابهم مقطعة يطلب منهم دراهم ليسدّ رمقه فيقولون له: ائتنا بمُعرّف لكي نعطيك! بربّكم هل سمعتم أو قرأتم أن محمداً (ص) , أو علياً (ع) أو أحد الأئمة قال لفقير ائتني بمُعرّف لكي أعطيك ؟!.
    ثم أين هم هؤلاء المُعرّفون ؟ وكم هم ؟ ومن أين لهذا المسكين بأحدهم ؟! والحال أن طلبة الحوزة العلمية يحتاجون إلى سلسلة معرّفين، بل إن المتقي من طلبة الحوزة لا يهتدي إلى سبيل ليعرف نفسه عنده؛ لأن معظم المعرفين متكبّرون وفسقة ومستأثرون، ومن اتصل بهم بأموال الصدقات. والضلالة لا تجتمع مع الهدى، فلا يهتدي في الغالب إلى هؤلاء المعرفين إلآ متملق أو خسیس طالب دنیا، والطيور على أشكالها تقع. فبربكم كيف أمسى الخسيس الوضيع يعرف التقي الشريف؟
    وكيف أمسى الذئب راعياً للغنم ؟
    وكيف أمسى ابن آوى المؤتمن ؟
    وكيف أمسى الجاهل السفيه يعرف العالم الفقيه؟!
    أ الله أذن لكم بهذا أم على الله تفترون ؟! .

    بربكم هذه هي سيرة السجاد (ع) ، الذي كان يحمل الطعام في ظلام الليل ويدسّه تحت رأس المُؤالف والمُخالف، أم هي سيرة محمد (ص) والأئمة (ع) الذين كانوا يعطون حتى المُؤلفة قلوبهم وكانوا يرحمون الفقراء واليتامى، وربما سقطت الدمعة من عيني علي (ع) قبل أن تسقط من عين أرملة أو يتيم، وربما خرجت الزفرة والحسرة من صدر محمد (ص) و قبل صدر الفقير . كان محمد (ص) وعلي والأئمة (ع) يجوعون ليشبع الفقراء، ويعطون البعيد قبل القريب.

    لقد انتشر الإسلام بأخلاق هؤلاء القادة العظام لا بالمصطلحات الفلسفية. عندما جاءت الخلافة للإمام علي (ع) أول ما قام به هو التسوية في العطاء، وإلقاء دواوين التمييز التي أجراها من كان قبله، ولهذا ثارت ثائرة القوم عليه وانتفض طلحة والزبير وأشباههما .

    أما أنتم اليوم فقد أعدتم دواوين التمييز، وأعدتموها عثمانية تغدقون على من يعبدكم من دون الله، وآثرتم هذا بزعمكم لعلمه وفضّلتم فلان بادعائكم لفضله، وهذا وفلان لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر.
    ومن جهة أخرى تمنعون الأرملة؛ لأنها مجهولة الحال، واليتيم لأنه بلا مُعرّف وتُقتّرون على معظم طلبة الحوزة، بل وتمنعون من لا يُواكب مسيرتكم المّخزية سواء العلمية أم العملية التي من أجلى مظاهر انحرافها هو الابتعاد عن كتاب الله ودراسته ومدارسته. وإهمالكم إرشاد الناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. واستسلامكم للدعة والراحة حتى أمسيتم قوماً مُترفين لا تتحملون حرارة الشمس فضلاً عن شظف العيش، وأذى الطواغيت في سبيل إعلاء كلمة لا اله إلا الله.

    ورد في بعض الروايات التي تصف معركة يخوضها المهدي
    (ع) لفتح مدينة النجف وتطهيرها من المنافقين الذين سيقفون ضده ويقاتلونه، أن أصحاب الإمام المهدي (ع) يحوطون به وثيابهم ممزقة ! نعم ممزقة؛ لأهم لا يشترون ثياباً بأموال الأرملة واليتيم والمريض.

    عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع)، قال في قول الله : فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (1). قال (ع): (هم قوم وَصَفوا عدلاً بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره) (2).

    • وعن خيثمة، قال: قال لي أبو جعفر (ع): (أبلغ شيعتنا أن لن ينال ما عند الله إلا بعمل، وأبلغ شيعتنا إن أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلاً ثم يخالفه إلى غيره) (۳).

    • وعن أبي عبد الله (ع)، قال: (أتقو الله واعدلوا فأنكم تعيبون على قوم لا يعدلون) (4).
    • وعن أمير المؤمنين (ع) ، قال: (ألا إنه من ينصف الناس من نفسه لم يزده الله إلا عزا).
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    1ـ الشعراء : 94.
    2 - الكافي: ج1 ص 47، بحار الأنوار: ج 2ص 35.
    3- الكافي: ج2 ص 300، وسائل الشيعة: ج1 ص93.
    4 - الكافي: ج2 ص147 ، وسائل الشيعة: ج1 ص 293
    5- الكافي: ج2 ص 144، وسائل الشيعة: ج15 ص 283.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    بربكم بقي شيء نمیزكم به عن الطواغيت المتسلّطين على الأمة الإسلامية؟
    أنتم وهم تغدقون على من يعبدكم من دون الله ويبيع آخرته بدنياكم وتتركون الفقراء والمساكين يتضورون جوعاً، والمرضی يعانون الآلام حتى الموت.
    أنتم وهم تأمرون بالمنكر فهم المطرقة وأنتم السندان، هم يهينون كتاب الله وأنتم تستقبلون فعلتهم الشنيعة بصمت وهدوء خبيث (1).
    فالويل لكم، تدعون أنكم شيعة علي (ع) وتُخالفونه، کلا ثم كلا.
    أنتم شيعة عثمان؛ لأنكم توافقونه، وعلي يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين، ويكفيكم هذا التفاوت، وكل أناء بالذي فيه ينضح.

    أنتم قادة عميان، أجل أنتم قادة عميان، وأعمى منكم من يَسير خلفكم، وحسبنا الله ونعم الوكيل وإلى الله المشتکی.
    فليس كلما يُعرف يُقال، وليس كُل ما يُقال حان وقته، وليس كل ما حان وقته حضر أهله.

    قال أبي الحسن الثالث (ع):
    (إذا رفع علمكم من بين أظهركم فتوقعوا الفرج من تحت أقدامكم) (2).

    فالفرج قريب إن شاء الله، والحمد لله الذي يُؤمن الخائفين، وينجي الصالحين، ويرفع المستضعفين، ويضع المستكّبرين، ويهلك ملوكاً ويستخلف آخرين.
    والحمد لله قاصم الجبّارين، مُبير الظالمين، مدرك الهاربين، نكال الظالمين، صريخ المستصرخين، موضع حاجات الطالبين، معتمد المؤمنين.

    الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها، وترجف الأرض وعمارها، وتموج الجبال ومن يسبح في غمراتها.
    بسم الله الرحمن الرحيم قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيم * قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُون * فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ * ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ *(3).
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    1- يشيرعليه السلام إلى ما فعله طاغية العراق صدام من تنجيسه للقرآن الكريم، وقد تقدمت الإشارة في الهامش في الجزء الأول من هذا الكتاب فراجع.
    2 - الكافي: ج1 ص 341، كمال الدين: ص 381، غيبة النعماني: ص193، بحار الأنوار: ج51 ص 155.
    3- الأنبياء: .59 ـ63.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


    احمد الحسن .كتابه ( العجـــل )

    ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
    أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
    كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
    هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎