لعبة دولة القانون
لعل المتتبع لشؤون السياسة في العراق يظن ان من الغريب ان قائمة ائتلاف دولة القانون التي شكلت الحكومة العراقية بقيادة المالكي تدعو الى التظاهر بل و تلوح بان من الممكن ان تعود الاختلافات الطائفية و العنف و على لسان زعيمها المالكي في حال عدم فرز الاصوات بصيغة العد اليدوي و الحال وكأن المالكي حريص على وحدة العراق و مستقبل ابناء شعبه و ليس حريصاً على منصبه الذي بدونه سيكون في مهب الريح تماماً كما كان سلفه اياد علاوي في السنين الاربعة الماضية فكلا الرجلين لا يمتلكون القاعدة الشعبية التي تمثلهم فخرب الدعوة في العراق لا يتعدى المئات في عموم محافظات الجنوب و الوسط و التي هي ثقله ناهيك عن المحافظات الغربية لذلك ترى المالكي لعب لعبة دولة القانون في ظروف كان المجتمع العراقي بحاجة ماسة الى القانون نظراً للاحوال التي كانت سائدة في حينها في انعدام الامن و تحطم البنى التحتية للبلاد و نتيجة للسلب و النهب التي كانت سائدة انذاك و خلال تلك الفترة التي عمل فيها كرئيس للوزراء حاول و بكل امكاناته ان يجعل من الناس الذين انتخبوه في الفترة السابقة قاعده له لتقريب هذا واقصاء ذاك بيد ان محاولاته تلك لم تنجح لأن الذين انتخبوه لم يكون لاعتقاد به و لم يكونوا من قاعدته اصلاً بل جمعتهم حوله المصلحة الآنية التي تحلقوا بها فتراه حين لم تتحقق لهم تلك المصالح انفرط العقد فيه الى مقدار الثلث رغم تقديمه الهدايا و الولائم للكثير من الشخصيات و لرؤساء العشائر لذا تراه خائف اشد الخوف من خسارة منصبه معتقداً انه و بعد اربع سنوات سيكون صفراً على الشمال و الحال هذه هي حقيقة مرة يعاني منها المالكي كما يعاني منها علاوي فهو الآخر ليس له قاعدة و كان يُنَسّب لحزب البعث المنحل و الذي هو الآخر وجد في محافظات الغرب ضالته ليدخل معهم في تحالفات ليجعل منهم قاعدة له ليوازي المالكي في الترشيح و هؤلاء ايضاً غير مضمونين لعلاوي في حال فوز المالكي لرئاسة جديدة و لذا ترى الرجلين في شد و جذب على ان القائمة الوحيدة التي يمكن ان يقال بأنها قد فازت في الاصوات هي قائمة الائتلاف العراقي الموحد بالرغم من فارق الاصوات بينهم وبين القوائم الاخرى!!!
ذلك بأن تلك القائمة اعتمدت على قواعدها الشعبية و أذكر بالخصوص ( التيار الصدري – كتلة الاحرار ) الذين حازوا على غالبية الاصوات في قائمة الائتلاف العراقي الموحد في حين ان المجلس الاعلى لم يحصل الا على القليل شأنه شأن الرجلين السابقين ( المالكي ، علاوي ) لذا نرى ان الرجلين في سباق محموم لكسب تلك القائمة لأن لها قاعدة شعبية و ان كانت صغيرة و للدلالة على عدم وجود القاعدة الشعبية للمالكي هي دعوته للمظاهرات التي لم يلبيها الا اعداد قليلة من اولئك المنتفعين على ان علاوي من الممكن ان تخرج له المحافظات الغربية بحشود كبيرة فيما لو دعى الى التظاهرات لاسباب سياسية لا تخفى على كل لبيب و في خضم هذه المساجلات يبقى المتتبع يترقب ما تتمخض عنه العملية السياسية و قد تأتي النتيجة لما لا يحمد عقباه ، ذلك لآن ليس في السياسة صداقة دائمة ولا عداوة دائمة و ان هناك مصالح دائمة .
بقلم
منذر المؤيد
Comment