إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

مواعظ الإمام الحسين عليه السلام .

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • منى محمد
    عضو مميز
    • 09-10-2011
    • 3320

    مواعظ الإمام الحسين عليه السلام .

    (مواعظ الامام الحسين عليه السلام )

    قال عليه السلام في مسيره إلى كربلاء : إن هذه الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها، فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الاناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون أن الحق لا يعمل به وأن الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقا، فإني لا أرى الموت إلا سعادة ولا الحياة مع الظالمين إلا برما.

    إن الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم (١)يحوطونه ما درت معائشهم فإذا محصوا بالبلاء (٢) قل الديانون.


    (١) في بعض النسخ [لغو على ألسنتهم].
    (٢) محص الرجل: اختبر.
    ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
    أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
    كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
    هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).
  • منى محمد
    عضو مميز
    • 09-10-2011
    • 3320

    #2
    رد: مواعظ الإمام الحسين عليه السلام .

    قال عليه السلام: أوصيكم بتقوى الله وأحذركم أيامه، وأرفع لكم أعلامه، فكأن المخوف قد أفل بمهول وروده، ونكير حلوله، وبشع مذاقه، فاعتلق مهجكم، وحال بين العمل وبينكم، فبادروا بصحة الأجسام، ومدة الاعمار، كأنكم نبعات طوارقه، فتنقلكم من ظهر الأرض إلى بطنها، ومن علوها إلى أسفلها، ومن آنسها إلى وحشتها، ومن روحها وضوئها إلى ظلمتها، ومن سعتها إلى ضيقها، حيث لا يزار حميم، ولا يعاد سقيم، ولا يجاب صريخ، أعاننا الله وإياكم على أهوال ذلك اليوم، ونجانا وإياكم من عقابه، وأوجب لنا ولكم الجزيل من ثوابه، عباد الله فلو كان ذلك قصر مرماكم، ومدى مظعنكم، كان حسب العامل شغلا يستفرغ عليه أحزانه ويذهله عن دنياه، ويكثر نصبه لطلب الخلاص منه، فكيف وهو بعد ذلك مرتهن باكتسابه، مستوقف على حسابه، لا وزير له يمنعه، ولا ظهير عنه يدفعه، ويومئذ لا ينفع نفسا إيمانها، لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيرا، قل انتظروا، انا منتظرون، أوصيكم بتقوى الله فإن الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره إلى ما يحب، ويرزقه من حيث لا يحتسب، فإياك أن تكون ممن يخاف على العباد من ذنوبهم، ويأمن العقوبة من ذنبه، فإن الله تبارك وتعالى لا يخدع عن جنته، ولا ينال ما عنده، إلا بطاعته إن شاء الله .

    وفي وصية موسى بن جعفر عليهما السلام لهشام، قال: وقال الحسين بن علي عليهما السلام: إن جميع ما طلعت عليه الشمس في مشارق الأرض ومغاربها، بحرها وبرها، وسهلها وجبلها، عند ولي من أولياء الله وأهل المعرفة بحق الله، كفئ الظلال، ثم قال عليه السلام: ألا حر يدع هذه اللماظة لأهلها - يعني الدنيا - ليس لأنفسكم ثمن إلا الجنة، فلا تبيعوها بغيرها، فإنه من رضي من الله بالدنيا فقد رضي بالخسيس.

    ونقل السيد الاجل السيد علي خان، من كتاب خلق الإنسان، للفاضل النيسابوري إنه قال: كان الحسين بن علي سيد الشهداء عليه السلام كثيرا ما ينشد هذه الأبيات، وتزعم الرواة أنها مما أملته نفسه الطاهرة على لسان مكارمه الوافرة:

    لئن كانت الا فعال يوما لأهلها * كمالا فحسن الخلق أبهى وأكمل
    وإن كانت الأرزاق رزقا مقدر ا * فقلة جهد المرء في الكسب أجمل.
    وإن كانت الدنيا تعد نفيسة * فدار ثواب الله أعلى وانبل
    وإن كانت الأبدان للموت أنشئت * فقتل امرئ بالسيف في الله أفضل
    وإن كانت الأموال للترك جمعها * فما بال متروك به المرء يبخل .


    وروي انه عليه السلام لما نزل كربلاء أقبل على أصحابه، فقال: الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم، يحوطونه ما درت معائشهم، فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون .

    فصل في استشهاد الإمام الحسين وفضل زيارته عليه السلام قال شيخنا المفيد رضي الله عنه في الإرشاد:
    مضى الحسين عليه السلام في يوم السبت العاشر من المحرم، سنة إحدى وستين من الهجرة بعد صلاة الظهر، منه قتيلا مظلوما، ظمآن صابرا محتسبا على ما شرحناه، وسنه يومئذ ثمان وخمسون سنة، أقام منها مع جده رسول الله صلى الله عليه وآله سبع سنين، ومع أبيه أمير المؤمنين عليه السلام سبعا وثلاثين سنة، ومع أخيه الحسن عليه السلام سبعا وأربعين سنة، وكانت مدة خلافته بعد أخيه إحدى عشرة سنة.
    وكان عليه السلام يخضب بالحناء والكتم، وقتل عليه السلام، وقد نصل الخضاب من عارضيه، وقد جاءت روايات كثيرة، في فضل زيارته عليه السلام بل في وجوبها.
    فروي عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام، أنه قال: زيارة الحسين بن علي عليهما السلام، واجبة على كل من يعتقده ويقر للحسين عليه السلام بالإمامة من الله عز وجل.

    إذا جادت الدنيا عليك فجد بها * على الناس طرا قبل أن تتفلت
    فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت * ولا البخل يبقيها إذا ما تولت
    هذا في الحث على الجود.
    أما في الاستغناء بالله تعالى عن الناس، فقد قال عليه السلام:

    إغن عن المخلوق بالخالق * تغن عن الكاذب والصادق
    واسترزق الرحمن من فضله * فليس غير الله من رازق
    من ظن أن الناس يغنونه * فليس بالرحمن بالواثق
    أو ظن أن المال من كسبه * زلت به النعلان من حالق .
    وقال عليه السلام في اللجوء إلى الله تعالى:
    إذا ما عضك الدهر * فلا تجنح إلى الخلق
    ولا تسأل سوى الله * تعالى قاسم الرزق
    فلو عشت وطوفت من * الغرب إلى الشرق
    لما صادفت من يقدر * أن يسعد أو يشقي .

    ولما زار مقابر الشهداء بالبقيع، قال عليه السلام:

    ناديت سكان القبور فأسكتوا * فأجابني عن صمتهم ندب الحشا
    قالت أتدري ما صنعت بساكني * مزقت جثمانا وخرقت الكسا
    وحشوت أعينهم ترابا بعد ما * كانت تأذى باليسير من القذا
    أما العظام.. فإنني مزقتها * حتى تباينت المفاصل والشوى قطعت ذا
    من ذا ومن هذا كذا * فتركتها مما يطول بها البلى .

    خطب الإمام الحسين عليه السلام يوما فقال:
    يا أيها الناس! نافسوا في المكارم، وسارعوا في المغانم
    واعلموا أن حوائج الناس إليكم، من نعم الله عليكم
    فلا تملوا النعم فتحور نقما.
    واعلموا أن المعروف مكسب حمدا، ومعقب أجرا، فلو رأيتم المعروف رجلا، رأيتموه حسنا جميلا، يسر الناظرين
    ولو رأيتم اللؤم رأيتموه سمجا مشوها، تنفر منه القلوب، وتغض دونه الأبصار.
    أيها الناس ! من جاد ساد
    ومن بخل رذل
    وإن أجود الناس من أعطى من لا يرجوه
    وإن أعفى الناس من عفا عن قدرة
    وإن أوصل الناس من وصل من قطعه
    والأصول على مغارسها بفروعها تسمو
    فمن تعجل لأخيه خيرا وجده إذا قدم عليه غدا
    ومن أراد الله تبارك وتعالى بالصنيعة إلى أخيه كافأه بها في وقت حاجته
    وصرف عنه من بلاء الدنيا ما هو أكثر منه
    ومن نفس كربة مؤمن فرج الله عنه كرب الدنيا والآخرة
    ومن أحسن أحسن الله إليه، والله يحب المحسنين .

    وجاء في قصار الجمل هذه الحكم الجميلة:
    الصدق عز
    والكذب عجز
    والسر أمانة
    والجوار قرابة
    والمعونة صدقة
    والعمل تجربة
    والخلق الحسن عبادة
    والصمت زين
    والشح فقر
    والسخاء غنى
    والرفق لب .

    وشر خصال الملوك: الجبن من الأعداء، والقسوة على الضعفاء، والبخل عند الإعطاء .
    وقال عليه السلام لرجل اغتاب عنده رجلا: يا هذا ! كف عن الغيبة فإنها أدام كلاب النار.
    إياك وما تعتذر منه، فإن المؤمن لا يسئ ولا يعتذر، والمنافق كل يوم يسئ ويعتذر .
    وقال لابنه علي بن الحسين عليهما السلام: أي بني ! إياك وظلم من لا يجد عليك ناصرا إلا الله جل وعز .
    وقال له رجل ابتداء: كيف أنت عافاك الله؟
    فقال عليه السلام له: السلام، قبل الكلام، عافاك الله.
    ثم قال عليه السلام: لا تأذنوا لأحد حتى يسلم .
    وقال سلام الله عليه: البخيل من بخل بالسلام .
    وقال رجل عنده: إن المعروف إذا أسدي إلى غير أهله ضاع
    فقال الحسين عليه السلام: ليس كذلك، ولكن تكون الصنيعة مثل وابل المطر، تصيب البر والفاجر .
    وقال سلام الله عليه: من قبل عطاءك، فقد أعانك على الكرم .
    وقال صلوات الله عليه: صاحب الحاجة لم يكرم وجهه عن سؤالك، فأكرم وجهك عن رده .

    و قال عليه السلام :
    لا تتكلف ما لا تطيق
    ولا تتعرض ما لا تدرك
    ولا تعد بما لا تقدر عليه
    ولا تنفق إلا بقدر ما تستفيد
    ولا تطلب من الجزاء إلا بقدر ما صنعت
    ولا تفرح إلا بما نلت من طاعة الله
    ولا تتناول إلا ما رأيت نفسك له أهلا .

    وقال صلوات الله عليه: أوصيكم بتقوى الله، فإن الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره إلى ما يحب
    ،ويرزقه من حيث لا يحتسب
    فإياك أن تكون ممن يخاف على العباد من ذنوبهم
    ويأمن العقوبة من ذنبه
    فإن الله تبارك وتعالى لا يخدع عن جنته
    ولا ينال ما عنده إلا بطاعته، إن شاء الله .

    جاء سنان بن أنس فرأى الإمام الحسين عليه السلام مطروحا على رمال كربلاء يشخب دما مما أصابه من السهام والأحجار والسيوف، فطعنه في بواني صدره الشريف ، ودعا عمر بن سعد: ألا من ينتدب إلى الحسين فيوطئ الخيل صدره وظهره ، فقام عشرة فداسوا بخيولهم جسد ريحانة الرسول!
    وقطع الرأس الشريف قبل ذلك، ولم ترع للنبي صلى الله عليه وآله وسلم حرمة.

    أروحك أم روح النبي تصعد * من الأرض للفردوس والحور سجد؟!
    ورأسك أم رأس الرسول على القنا * بآية (أهل الكهف) راح يردد؟!
    وصدرك أم مستودع العلم والحجى * لتحطيمه جيش من الجهل يعمد؟!
    وأي شهيد أصلت الشمس جسمه * ومشهدها من أصله متولد؟!
    وأي ذبيح داست الخيل صدره * وفرسانها من ذكره تتجمد؟!
    فلو علمت تلك الخيول كأهلها * بأن الذي تحت السنابك " أحمد " لثارت على فرسانها وتمردت * عليهم كما ثاروا بها وتمردوا .

    وقال عليه السلام: من دلائل علامات القبول: الجلوس إلى أهل العقول.
    وقال سلام الله عليه: إن قوما عبدوا الله رغبة، فتلك عبادة التجار. وإن قوما عبدوا الله رهبة، فتلك عبادة العبيد. وإن قوما عبدوا الله شكرا، فتلك عبادة الأحرار وأهل الفضل .

    وكتب إليه رجل: عظني بحرفين. فكتب عليه السلام إليه: من حاول أمرا بمعصية الله كان أفوت لما يرجو، وأسرع لما يحذر .
    وسأله أحدهم: لم افترض الله على عبيده الصوم؟
    فقال عليه السلام له: ليجد الغني مس الجوع، فيعود بالفضل على المساكين .

    وكتب إليه رجل من الكوفة: يا سيدي ! أخبرني بخير الدنيا والآخرة.
    فكتب الإمام الحسين عليه السلام: بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد، فإن من طلب رضى الله بسخط الناس كفاه الله أمور الناس، ومن طلب رضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس. والسلام.
    وسأله نافع بن الأزرق - وهو من رؤساء الخوارج - قال له: صف لي إلهك الذي تعبد.
    فقال الإمام عليه السلام: يا نافع ! إن من وضع دينه على القياس، لم يزل الدهر في الارتماس، مائلا عن المنهاج، ظاعنا في الاعوجاج، ضالا عن السبيل، قائلا غير الجميل.
    يا ابن الأزرق ! أصف إلهي بما وصف به نفسه، وأعرفه بما عرف به نفسه، لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس، قريب غير ملتصق، وبعيد غير متقص، يوحد ولا يبعض، معروف بالآيات، موصوف بالعلامات، لا إله إلا هو الكبير المتعال.
    فبكى ابن الأزرق، وقال: ما أحسن كلامك ! وتمضي وصايا الإمام الحسين عليه السلام ومواعظه وحكمه عبرا خالدة.

    قال الفرزذق " الشاعر ": لقيني الحسين عليه السلام في منصرفي من الكوفة فقال: ما وراءك يا أبا فراس؟
    قلت: أصدقك؟
    قال: الصدق أريد.
    قلت: أما القلوب فمعك، وأما السيوف فمع بني أمية، والنصر من عند الله.
    قال: ما أراك إلا صدقت، الناس عبيد المال، والدين لغو على ألسنتهم، يحوطونه ما درت به معايشهم، فإذا محصوا للابتلاء قل الديانون .

    فحينما أراد أن يخرج إلى كربلاء وقف في مكة وخطب الناس قائلا:
    ... خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخير لي مصرع أنا لاقيه.
    كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء، فيملأن مني أكراشا جوفا، وأجربة سغبا، لا محيص عن يوم خط بالقلم...
    ألا ومن كان فينا باذلا مهجته، موطنا على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا، فإني راحل مصبحا إن شاء الله ، ومن قبل ذلك..

    كانت له عليه السلام جوابات صريحة مع من خشي عليه القتل، فحين رجته (أم المؤمنين - أم سلمة - رضوان الله عليها) أن يدع السفر قائلة له: لا تحزني بخروجك إلى العراق. أجابها سلام الله عليه قائلا: يا أماه!
    وأنا أعلم أني مقتول مذبوح ظلما وعدوانا، وقد شاء الله - عز وجل - أن يرى حرمي ورهطي مشردين، وأطفالي مذبوحين مأسورين مقيدين، وهم يستغيثون فلا يجدون ناصرا .
    وكذلك أجاب أخاه محمد بن الحنفية بقوله: شاء الله أن يراني قتيلا، وأن يرى النساء سبايا .
    وفي بطن العقبة قال لمن معه: ما أراني إلا مقتولا، فإني رأيت في المنام كلابا تنهشني، وأشدها علي كلب أبقع .
    ولما أشار عليه عمرو بن لوذان بالانصراف عن الكوفة إلى أن ينظر ما يكون عليه حال الناس، قال عليه السلام: ليس يخفى علي الرأي، ولكن لا يغلب على أمر الله، وإنهم لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي .

    وكتب إلى بني هاشم: من لحق بنا منكم استشهد، ومن تخلف لم يبلغ الفتح .

    وفي الطريق إلى العراق، وإلى كربلاء، خير أصحابه بين الاستمرار أو الرجوع، فقال لأصحاب الإبل حينما مر ب‍ " التنعيم " : من أحب منكم أن ينصرف معنا إلى العراق أوفينا كراءه، وأحسنا صحبته، ومن أحب المفارقة أعطيناه من الكراء على ما قطع من الأرض. ففارقه بعضهم، ومضى من أحب صحبته .

    وعندما جاءه خبر شهادة مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وهو في زرود، أخرج كتابا وقرأ على الناس:
    بسم الله الرحمن الرحيم: أما بعد، فإنه قد أتانا خبر فظيع، قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وعبد الله بن يقطر، وقد خذلنا شيعتنا، فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف في غير حرج، وليس عليه ذمام .

    وفي خبر آخر أنه عليه السلام قال: فمن كان منكم يصبر على ضرب السيوف وطعن الأسنة، فليقم معنا، وإلا فلينصرف عنا.
    فجعل القوم يتفرقون ولم يبق معه إلا الذين خرجوا من مكة.

    وصارح عليه السلام ابن الحر في قصر بني مقاتل قائلا له: يا ابن الحر ! إن أهل مصركم كتبوا إلي أنهم مجتمعون على نصرتي، وسألوني القدوم عليهم وليس الأمر على ما زعموا ، وإن عليك ذنوبا كثيرة، فهل لك من توبة تمحو بها ذنوبك؟
    قال: وما هي يا ابن رسول الله؟
    فقال: تنصر ابن بنت نبيك، وتقاتل معه .
    وقرب المساء، قبل مقتله عليه السلام بليلة، جمع الحسين أصحابه فقال: أثني على الله أحسن الثناء، وأحمده على السراء والضراء، اللهم إني أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة، وعلمتنا القرآن، وفقهتنا في الدين، وجعلت
    لنا أسماعا وأبصارا وأفئدة ولم تجعلنا من المشركين.
    أما بعد، فإني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عني جميعا .
    وقد أخبرني جدي رسول الله صلى الله عليه وآله بأني سأساق إلى العراق فأنزل أرضا يقال لها عمورا وكربلا، وفيها أستشهد، وقد قرب الموعد .
    ألا وإني أظن يومنا من هؤلاء الأعداء غدا، وإني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم مني ذمام.
    وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا، وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، فجزاكم الله جميعا خيرا، وتفرقوا في سوادكم ومدائنكم، فإن القوم إنما يطلبونني، ولو أصابوني لذهلوا عن طلب غيري.
    فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه، وأبناء عبد الله بن جعفر: لم نفعل ذلك؟
    لنبقى بعدك! لا أرانا الله ذلك أبدا.
    بدأهم بهذا القول العباس بن علي وتابعه الهاشميون.
    والتفت الحسين إلى بني عقيل وقال: حسبكم من القتل بمسلم، اذهبوا قد أذنت لكم.
    فقالوا: إذا ما يقول الناس، وما نقول لهم؟
    إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الأعمام، ولم نرم معهم بسهم ولم نطعن برمح ولم نضرب بسيف، ولا ندري ما صنعوا!
    لا والله لا نفعل، ولكن نفديك بأنفسنا وأموالنا
    وأهلينا، نقاتل معك حتى نرد موردك، فقبح الله العيش بعدك.
    وقال مسلم بن عوسجة: أنحن نخلي عنك؟
    وبماذا نعتذر إلى الله في أداء حقك؟!
    أما والله لا أفارقك حتى أطعن في صدورهم برمحي، وأضرب بسيفي ما ثبت قائمه بيدي، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة حتى أموت معك.

    وقال سعيد بن عبد الله الحنفي: والله لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسوله فيك.
    أما والله لو علمت أني أقتل ثم أحيا، ثم أحرق حيا، ثم أذرى.. يفعل بي ذلك سبعين مرة لما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك، وكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة، ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا؟!
    وقال زهير بن القين: والله وددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل كذا ألف مرة، وأن الله عز وجل يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك.
    وتكلم باقي الأصحاب بما يشبه بعضه بعضا، فجزاهم الحسين خيرا .

    وفي الحال قيل لمحمد بن بشير الحضرمي: قد أسر ابنك بثغر الري، فقال: ما أحب أن يؤسر وأنا أبقى بعده حيا، فقال له الحسين عليه السلام:
    أنت في حل من بيعتي، فاعمل في فكاك ولدك.
    قال: لا والله، لا أفعل ذلك، أكلتني السباع حيا إن فارقتك.
    فقال عليه السلام: إذا أعط ابنك هذه الأثواب الخمسة ليعمل في فكاك أخيه.
    وكان قيمتها ألف دينار .
    لقد تعلم هؤلاء من الحسين السبط دروس الوفاء والتضحية، والإخلاص والإباء، فأبوا أن يخذلوا إمامهم، أو يخونوا رسول الله صلى الله عليه وآله في ولده، أو يخلوا بينه وبين عدوه العازم على قتله وإن سلموا بالفرار. أجل، فتقدموا زرافات ووحدانا، وجاهدوا دون الحق باذلين المهج الشريفة بين يدي سيدهم وإمامهم أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه حتى استشهدوا جميعا، ولسان الواقع والحال منهم يقول: أوفيت يا ابن رسول الله؟
    فقد قام الحسين عليه السلام إلى الصلاة يوم العاشر من المحرم، فوقف أمامه سعيد بن عبد الله يحفظه، فاستقبل السهام بجسمه، حتى إذا أثخن بالجراح سقط إلى الأرض وهو يقول: اللهم العنهم لعن عاد وثمود، وأبلغ نبيك مني السلام، وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح، فإني أردت بذلك ثوابك في نصرة ذرية نبيك صلى الله عليه وآله وسلم .
    والتفت إلى الحسين قائلا: أوفيت يا ابن رسول الله؟
    قال: نعم، أنت أمامي في الجنة . وقضى نحبه.
    ولما عرف الحسين عليه السلام منهم صدق النية والإخلاص في المفاداة دونه أوقفهم على غامض القضاء فقال: إني غدا أقتل، وكلكم تقتلون معي ولا يبقى منكم أحد .
    وكانوا كلهم قد أشربوا حب الحسين، وأخلاق الحسين، فتقدموا لا يطلبون إلا نصرته، يضربون بذلك الأمثال الرائعة في الإخلاص والتضحية والمواساة.. فحين قصد العباس عليه السلام الفرات ضاما إليه عشرين راجلا، تقدم نافع بن هلال الجملي رضوان الله عليه باللواء، فصاح عمرو بن الحجاج:
    من الرجل؟
    قال: جئنا لنشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه.
    فقال عمرو: اشرب هنيئا ولا تحمل إلى الحسين منه.
    قال نافع: لا والله، لا أشرب منه قطرة والحسين ومن معه من آله وصحبه عطاشى .
    ووقف عابس بن شبيب الشاكري رضوان الله عليه أمام الحسين عليه السلام وقال: ما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعز علي منك، ولو قدرت أن أدفع الضيم عنك بشئ أعز علي من نفسي لفعلت، السلام عليك، أشهد أني على هداك وهدى أبيك. ومشى نحو القوم مصلتا سيفه وبه ضربة على جبينه، فنادى: ألا رجل! فأحجموا عنه، لأنهم عرفوه أشجع الناس.
    فصاح عمر بن سعد: ارضخوه بالحجارة. فرمي بها، فلما رأى ذلك ألقى درعه ومغفره وشد على الناس، وإنه ليطرد أكثر من مئتين، ثم تعطفوا عليه من كل جانب فقتل .
    ووقف جون، مولى أبي ذر الغفاري أمام الحسين يستأذنه، فقال عليهالسلام: يا جون ! إنما تبعتنا طلبا للعافية، فأنت في إذن مني. أي انصرف عن ساحة المعركة، فوقع على قدميه يقبلهما ويقول: أنا في الرخاء ألحس قصاعكم، وفي الشدة أخذلكم !.. لا والله، لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم. فأذن له الحسين، فقتل خمسة وعشرين وقتل .

    وقتل جميع أصحابه.. وهم متأثرون بمواعظه الشريفة، وصراحته الطيبة. فالأخلاق الحسينية أبت أية مخادعة، فلم يمن سلام الله عليه أحدا بدنيا، وإنما قال لأصحابه: إني راحل إلى القتل، إلى الشهادة.. فمن أحب أن يختار الرحيل معي فليوطن نفسه على لقاء الله بين السيوف والأسنة.
    واختبر إخلاصهم وصفاهم حتى اصطفاهم الله تعالى للشرف التأريخي الشامخ، أن يستشهدوا مع سيد الشهداء، الإمام الحسين صلوات الله عليه، وهم أباة أوفياء، فزعوا إلى مضاجع العز، وختموا حياتهم مرضيين، لأنهم نصروا إمامهم، وذبوا عنه..

    وكان الإمام الحسين عليه السلام قد شد على قلوب أهل بيته بالصبر والرضى بقضاء الله، فلما رأى النساء يبكين عليه ليلة عاشوراء، وسمع أخته أم كلثوم تنادي: " وا ضيعتنا بعدك يا أبا عبد الله! " عزاها عليه السلام وقال لها:
    يا أختاه! تعزي بعزاء الله، فإن سكان السماوات يفنون، وأهل الأرض كلهم يموتون، وجميع البرية يهلكون.
    ثم قال: يا أختاه! يا أم كلثوم، وأنت يا زينب، وأنت يا فاطمة (ابنته) وأنت يا رباب (زوجته) انظرن إذا أنا قتلت.. فلا تشققن علي جيبا، ولا تخمشن علي وجها، ولا تقلن هجرا .
    وكان درسا في الصبر، وفي العزة والإباء أمام أعداء الله.
    وفي الوداع الثاني لعياله أمرهم بالصبر، وقال: استعدوا للبلاء، واعلموا أن الله تعالى حاميكم وحافظكم، وسينجيكم من شر الأعداء، ويجعل عاقبة أمركم إلى خير، ويعذب عدوكم بأنواع العذاب، ويعوضكم عن هذه البلية بأنواع النعم والكرامة.فلا تشكوا، ولا تقولوا بألسنتكم ما ينقص من قدركم .

    وقد أخذت هذه الموعظة طريقها إلى قلوب العيال، فكان منهم الثبات والصبر والإباء، والعزة والشموخ.. فهذه " سكينة " ابنته (لم يتضعضع صبرها، ولا وهي تسليمها للقضاء الجاري، ولم يتحدث المؤرخون عما ينافي ثباتها على الخطوب في الكوفة والشام مع ما لاقته من شماتة ابن مرجانة وابن ميسون ونكته بالعود رأس الحسين..
    وهذه أم كلثوم تقف في الكوفة فتخطبهم قائلة: " يا أهل الكوفة! سوأة...

    ولقد كانت أخلاق الإمام الحسين عليه السلام من السمو أن نصح أعداءه، ووعظ قاتليه في عاشوراء، وبعد أن صف ابن سعد أصحابه للحرب، دعا الحسين عليه السلام براحلته فركبها، ونادى بصوت عال يسمعه جلهم:

    أيها الناس! اسمعوا قولي، ولا تعجلوا حتى أعظكم بما هو حق لكم علي، وحتى أعتذر إليكم من مقدمي هذا وأعذر فيكم، فإن قبلتم عذري وصدقتم قولي، وأعطيتموني النصف من أنفسكم كنتم بذلك أسعد ولم يكن لكم علي سبيل ثم قال: الحمد لله الذي خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال، متصرفة بأهلها حالا بعد حال.. فالمغرور من غرته، والشقي من فتنته. فلا تغرنكم هذه الدنيا فإنها تقطع رجاء من ركن إليها، وتخيب طمع من طمع فيها، وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم، وأعرض بوجهه الكريم عنكم، وأحل بكم نقمته، وجنبكم رحمته. فنعم الرب ربنا، وبئس العبيد أنتم، أقررتم بالطاعة، وآمنتم بالرسول محمد صلى الله عليه وآله، ثم إنكم زحفتم إلى ذريته وعترته تريدون قتلهم. لقد استحوذ عليكم الشيطان، فأنساكم ذكر الله العظيم، فتبا لكم ولما تريدون، إنا لله وإنا إليه راجعون، هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم فبعدا للقوم الظالمين.

    أيها الناس! انسبوني من أنا، ثم ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها، وانظروا هل يحل لكم قتلي، وانتهاك حرمتي؟
    ألست ابن بنت نبيكم، وابن وصيه وابن عمه، وأول المؤمنين بالله، والمصدق لرسوله بما جاء من عند ربه؟!
    أو ليس حمزة سيد الشهداء عم أبي؟!
    أو ليس جعفر الطيار عمي؟
    أو لم يبلغكم قول رسول الله صلى الله عليه وآله لي ولأخي: " هذان سيدا شباب أهل الجنة "؟!
    فإن صدقتموني بما أقول وهو الحق، فوالله ما تعمدت الكذب منذ أن علمت أن الله يمقت عليه أهله، ويضر به من اختلقه، وإن كذبتموني فإن فيكم من إذا سألتموه عن ذلك أخبركم، سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري، وأبا سعيد الخدري، وسهل بن سعد الساعدي، وزيد بن أرقم، وأنس بن مالك، يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله صلى الله عليه وآله لي ولأخي. أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟...
    ثم قال عليه السلام: فإن كنتم في شك من هذا القول، أفتشكون في أني ابن بنت نبيكم؟...
    ويحكم! أتطلبوني بقتيل منكم قتلته؟
    أو مال لكم استهلكته؟
    أو بقصاص جراحة؟!
    فأخذوا لا يكلمونه. بل أجابوه بالغدر، وأرسلوا له سهامهم خبيثة، بعد أن أرسل لهم الحكمة والموعظة الحسنة.

    وهذا عمر بن سعد.. رأس الخيانة يجند الجند ليتقدم على ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله يقتل رجالهم، ويسبي نساءهم، ويرعب أطفالهم، والحسين سلام الله عليه يعلم بنيته، ولكن الأخلاق الحسينية تسدي الخير إلى كل أحد.

    وقد علمنا أنه سمع رجلا عنده يقول: إن المعروف إذا أسدي إلى غير أهله ضاع، فقال له الحسين عليه السلام: ليس كذلك، ولكن تكون الصنيعة مثل وابل المطر، تصيب البر والفاجر، وقد بقي الإمام الحسين عليه السلام وبعد سنين طويلة عند كلمته تلك.. فيوم عاشوراء استدعى عليه السلام عمر بن سعد ، فدعي له وكان كارها لا يحب أن يأتيه، فقال: أي عمر! أتزعم أنك تقتلني ويوليك الدعي بلاد الري وجرجان، والله لا تهنأ بذلك، عهد معهود، فاصنع ما أنت صانع، فإنك لا تفرح بعدي بدنيا ولا آخرة، وكأني برأسك على قصبة يتراماه الصبيان بالكوفة ويتخذونه غرضا بينهم، فصرف بوجهه عنه مغضبا .

    لقد وعظه الإمام الحسين عليه السلام فأبلغ، وأخبره بما نوى، وما عليه حاله، وما هو إليه في الغد مآله.. إلا أن الموعظة البالغة لا تنفع من شرح بالكفر صدرا، وعميت عينه عن الآخرة فلم يعد يرى إلا الدنيا، ومات ضميره وقسى قلبه، واستبد به الطمع إلى حد فقد عاطفته.
    فمن أجل أمنية لا يدري تتحقق أم لا، لا يتورع عن قتل الأولياء والأبرياء، وهتك الحرمات، وقد أخبره السبط الحسين عليه السلام أنه لن يحصل على ما أملوه.
    وعمر بن سعد يعلم يقينا أن ابن رسول الله صلى الله عليه وآله لم ولن يكذب، ولكن نفسه الشرهة لم تمهله ساعة يتدبر فيها فيرجع عما أقدم عليه.
    أما الحسين سلام الله عليه فقد أوقفه على المحجة البيضاء، هو ومن معه، ذلك (ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة، وإن الله لسميع عليم)

    وذاك الشمر بن ذي الجوشن.. رأس البغض على آل الرسول صلى الله عليه وآله، يأتي بفتنة ليشق صف معسكر الحسين عليه السلام، فيصيح بأعلى صوته: أين بنو أختنا؟
    أين العباس وإخوته؟
    وقد جاء لهم بالأمان من عبيد الله بن زياد إذا هم تركوا أخاهم الحسين عليه السلام وانصرفوا، وكان له رحم بهم، إلا أن العباس وإخوته أعرضوا عن الشمر.
    وهنا يظهر الخلق الحسيني، فيعطي الفرصة لعدوه كيما يقول ما يريد، فيقول عليه السلام للعباس وإخوته:
    أجيبوه ولو كان فاسقا، فقالوا لشمر: ما شأنك وما تريد؟
    قال: يا بني أختي أنتم آمنون، لا تقتلوا أنفسكم مع الحسين، والزموا طاعة... يزيد، فقال العباس - وهو الذي تعلم الإباء والوفاء من إمامه وأخيه الحسين عليه السلام: لعنك الله ولعن أمانك، أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له!
    وتأمرنا أن ندخل في طاعة اللعناء وأولاد اللعناء؟!
    وكان نصيب سيد شباب أهل الجنة سلام الله عليه من القوم الذين وعظهم، أن قال عمر بن سعد لأصحابه: ويحكم! اهجموا عليه..
    فحملوا عليه يرمونه بالسهام حتى تخالفت بين أطناب المخيم، فدهشت النساء وأرعبن، فحمل عليهم كالليث الغضبان فلا يلحق أحدا إلا بعجه بسيفه فقتله، والسهام تأخذه من كل ناحية وهو يتقيها بصدره ونحره.
    ثم رجع إلى مركزه يكثر من قول " لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم ".

    حتى إذا اشتد به العطش، ورماه أبو الحتوف الجعفي بذلك السهم المشؤوم في جبهته الشريفة، وقف يستريح بعد أن ضعف عن القتال، فرماه رجل بحجر على جبهته المقدسة، ورماه آخر بسهم محدد له ثلاث شعب وقع على قلبه، فقال: بسم الله وبالله، وعلى ملة رسول الله.
    ثم هوى على الأرض وبقي مطروحا مليا، فأخذ القوم، كل قبيلة تتكل على غيرها وتكره الإقدام على قتله ، هنا صاح الشمر: ما وقوفكم؟
    وما تنتظرون بالرجل وقد أثخنته السهام والرماح؟ احملوا عليه.
    وكان هذا هو نصيب السبط الحسين عليه السلام من القوم الذين دلهم على مرضاة الله، وبالغ في وعظهم
    فما أن قال الشمر: احملوا عليه، حتى أسرع زرعة بن شريك فضربه على كتفه الأيسر، ورماه الحصين في حلقه ، وضربه آخر على عاتقه، وطعنه سنان بن أنس في ترقوته ثم في بواني صدره، ثم رماه بسهم في نحره ، وطعنه صالح بن وهب في جنبه .
    وكان ما كان فيما بعد على يد ذلك الثعلبي - الشمر

    مقتبس عن كتاب جعفر البياتي
    ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
    أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
    كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
    هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎