إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة 11 صفر1438، 11 11 2016(الانتخابات التشريعية وحاكمية الله)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • hmdq8
    عضو نشيط
    • 10-08-2011
    • 450

    جانب من خطبة الجمعة 11 صفر1438، 11 11 2016(الانتخابات التشريعية وحاكمية الله)

    الخطبة الاولى:

    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله، الحمدلله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
    رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله، عودتكم على عدة خطب أن نقرأ كتاب عقائد الإسلام، لكن هناك أمر ملتبس على بعض الأنصار وواجب علينا بيان الاعتقاد الصحيح الذي يرتضيه محمد وآله.
    تعرفون نحن في أيام الحسين ع، نذكر الحسين ومصابه وسبب خروجه ، وسبب خروجه هو أهم ما في الموضوع، فالحسين خرج لبيان حاكمية الله، قال الامام أحمد الحسن (ع) [ فالذي يريد إحياء ذكرى عاشوراء حقاً عليه أن يُحيي هدفها (حاكمية الله سبحانه وتعالى). ] الأجوبة الفقهية المتفرقة ج1 س1
    فأعظم أجر يحصل عليه المؤمن هو في إحياء حاكمية الله. لكن هناك سؤال، ما هي الحاكمية لله ؟ ماذا تعني الحاكمية لله ؟ فإن شاء الله خطبتنا اليوم لبيان حاكمية الله كما بينها يماني آل محمد (ص)...

    عقائد الإسلام ص99 [ ثالثاً: الدعوة إلى حاكمية الله ...
    والمقصود بحاكمية الله ليس على مستوى التشريع فقط، بل على مستوى التنفيذ أيضاً، مع أنه لا يمكن بحال القول بحاكمية الله على مستوى التشريع دون المستوى التنفيذي؛ حيث إنّ التشريع متجدّد فلابد إذن من منفّذ متصل بالله ليوصل حكم كل مستحدث ومستجد، وليس ضرورياً أنْ يباشر خليفة الله الحكم بنفسه، بل الضروري أنْ يكون مسلّطاً على نظام الحكم وبالخصوص الدماء، أي مثلاً ما يخص قرار الحرب والسلم، أو القصاص أي كأحكام الإعدام. ]

    لعل شخص يقول أن التشريع ربما مخصوص بالعبادات فقط وغير مشمول به قوانين التجارة والاقتصاد وتسيير أمور الدنيا والبلاد ؟، ولنعرف هل هذا القول صحيح أم لا ؟ نقرأ كلمات الامام ع...

    تفسير شيء من سورة الفاتحة [ ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾: ... تتميم
    إذا اختار العبد الله سبحانه وتعالى وعبادته، وطاعة خليفته في أرضه، والكفر بالطاغوت، والعمل على إزالة دولته الشيطانية، فعليه أن يتم هذه العبادة والطاعة التي هي أصل لفروع كثيرة، هي العبادات والمعاملات، من صلاة وصيام وزكاة وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وقبول حكم الله وقوانينه في التجارة والاقتصاد والاجتماع، والحرب والسلم والسياسة عموماً، قال تعالى: ﴿إليهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾.
    بل على العبد أن يوصل هذه القوانين الإلهية للناس، ويعمل بكل قواه على تطبيقها وإقرارها في المجتمع الإسلامي، على أقل تقدير. وهكذا تردّد روحه وكل عضو في جسده: إياك نعبد وإياك نستعين. بالاعتقاد الصحيح والعمل الصالح لا باللسان فقط.
    ولعل كثيرين يردّدون: (إياك نعبد وإياك نستعين)، ولكن بألسنتهم وهم يعبدون شهواتهم ويستسلمون للطاغوت ويعبدونه، عندما ينصاعون لأوامره ونواهيه وقوانينه الشيطانية التي لم ينزل الله بها من سلطان، وهؤلاء تلعنهم هذه الكلمات الكريمـة: (فكم من قارئ للقرآن والقرآن يلعنه) ([ بحار الأنوار : ج89 ص185.]). ]

    - فكما قال الامام ع يجب أن تنشر قوانين الله بين الناس وهذا على أقل تقدير، فما بالك من يدعوا الناس للإنتخابات ! كما أنت لا تشارك في الانتخابات لإختيار حاكم لأن الحكم لله، كذلك لا تشارك في انتخابات تشريعية لأن التشريع لله.
    - الامام ع يقول أن القرأن يلعنهم عندما ينصاعون للطاغوت ولأوامره وقوانينه الشيطانية ! فما بالك بمن يشارك في تشريع هذه القوانين ؟! ومن يشارك بإنتخابات لتشرع هذه القوانين ؟! أعاذنا الله وإياكم من ذلك.

    مع العبدالصالح ج2 ص28 { هل ينسجم القانون الوضعي مع فطرة الإنسان ؟
    يروق لبعض النافرين من الدين، ويبدو لي أنّ السبب أحياناً يكمن في رجاله، أن يصل بهم الحال إلى تقديس القانون الوضعي وادعاء صلاحيته المطلقة لقيادة المجتمع الانساني في شتى جوانبه، بخلاف القانون الديني.
    لمثل هؤلاء كان (ع) يقول:
    [ ضمن القانون الوضعي: هل حقوق المجتمع محفوظة، أم لا ؟ وكيف وازن القانون الوضعي بينها وبين حقوق الفرد ؟ وهل حقوق الله محفوظة ؟ وهل حقوق البيئة محفوظة ؟ وهل حقوق الحيوان محفوظة ؟ وهل حقوق النبات محفوظة ؟ وغيرها.
    ثم كيف تمت الموازنة بين هذه الحقوق في القانون الوضعي، وهل يقولون إنها موازنة مثالية وعادلة، وكيف حكموا، وما هو ميزانهم للحكم ؟
    الآن القانون الوضعي يرتكب أكبر جريمة في التاريخ بحق كل الإنسانية، وهي النتيجة التي وصلت لها الأرض من الاحتباس الحراري الذي يهدد بإبادة الجنس البشري ككل ! ]. }

    العجل ج1 [ الأحكام: أمّا الأحكام، فهي مجموع التشريعات التي يأتي بها الأنبياء والمرسلون منه سبحانه، والتي يكلف بها العباد وربما نسخ بعضها، أو زيدت تشريعات أخرى خلال مرور الزمن وفق علم الحكيم الخبير بما يصلح حال العباد والبلاد في كل زمن، ولا يصح النسخ والتغير والزيادة إلاّ ببعث نذير معصوم ناطق عن الله وعامل بأمره، ومن ابتغى وراء ذلك فقد ضل ضلالاً بعيداً، ولو نظرنا في الشرائع السماوية والأحكام الإلهية لوجدنا تطبيقها هو، وهو فقط المصلح للأرواح والأبدان والبلاد والاقتصاد، فمن شرّع أو غيّر ونسخ أو زاد في الشريعة من غير أولئك المعصومين الناطقين عن الله فقد ادّعى أنّه إله وعلى الخلق أن يعبدوه، وإن لم يصرح بهذا في قوله، فقد صرح القرآن أن اليهود كانوا يعبدون أحبارهم ورهبانهم من دون الله؛ لأنّهم كانوا يحلّون لهم الحرام ويحرمون الحلال فيطيعونهم، عن أبي جعفر (ع) في تفسير قوله تعالى: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾([48])، قال (ع): (وأمّا أحبارهم ورهبانهم فإنّهم أطاعوهم وأخذوا بقولهم واتبعوا ما أمروهم به، ودانوا بما دعوهم إليه، فاتخذوهم أرباباً بطاعتهم لهم، وتركهم ما أمر الله وكتبه ورسله فنبذوه وراء ظهورهم، وما أمرهم به الأحبار والرهبان اتبعوه وأطاعوهم وعصوا الله، وإنّما ذكر هذا في كتابنا لكي نتعظ بهم …) ([49]).
    إذن فكل عقيدة يعتقدها الإنسان إن لم يأخذها من معصوم جاء بها من الله فهي عبادة من دون الله، وكل حكم شرعي يتعبد به الإنسان إن لم يأخذه من معصوم جاء به من الله فهو عبادة لذلك الشخص الذي أفتى وشرّع؛ لأنّه ادعى أنه إله، حيث إن المعصومين أنفسهم ليس لهم إلاّ نقل الحكم الشرعي عن الله. ... ]

    - فكما أن الأحكام إذا أخذت من عند غير الله يكون صاحبها عابدا لمن صدرت منه، كذلك القوانين فأنت عندما تنتخب شخصا فأنت تختار أله مع الله ليضع لكن قوانينك ودستورك ! لأن القوانين والتشريع لله وتأخذ من خليفته.
    نتوقف عند هذا القدر ونكمل في الخطبة الثانية ان شاء الله
    هذا والحمدلله رب العالمين
    (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [سورة الناس : 6-1]



    ***



    الخطبة الثانية:

    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَاَمينِكَ، وَصَفِيِّكَ، وَحَبيبِكَ، وَخِيَرَتِكَ مَنْ خَلْقِكَ، وَحافِظِ سِرِّكَ، وَمُبَلِّغِ رِسالاتِكَ، اَفْضَلَ وَاَحْسَنَ، وَاَجْمَلَ وَاَكْمَلَ، وَاَزْكى وَاَنْمى، وَاَطْيَبَ وَاَطْهَرَ، وَاَسْنى وَاَكْثَرَ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ، وَتَحَنَّنْتَ وَسَلَّمْتَ عَلى اَحَد مِن عِبادِكَ وَاَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ، وَصِفْوَتِكَ وَاَهْلِ الْكَرامَةِ عَلَيْكَ مِن خَلْقِكَ، اَللّـهُمَّ وَصَلِّ عَلى عَليٍّ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ، عَبْدِكَ وَوَليِّكَ، وَاَخي رَسُولِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَآيَتِكَ الْكُبْرى، وَالنَّبأِ الْعَظيمِ، وَصَلِّ عَلَى الصِّدّيقَةِ الطّاهِرَةِ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى سِبْطَيِ الرَّحْمَةِ وَاِمامَيِ الْهُدى، الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ اَهْلِ الْجَّنَةِ، وَصَلِّ عَلى اَئِمَّةِ الْمُسْلِمينَ، عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ ابْنِ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَر، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ، ومحمد بن الحسن ، وأحمد بن محمد والمهديين من ولده ، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ، وَاُمَنائِكَ في بِلادِكَ صَلَاةً كَثيرَةً دائِمَةً...

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنصار الله، نكمل ان شاء الله خطبتنا التي هي عن بيان حاكمية الله، وأنها تنقسم لتنفيذا وتشريعا، والتشريع ينقسم إلى عبادات ومعاملات، فكلا القسمين يجب أن يكون من الله سبحانه، نقرأ كلمات أخرى للامام ع يوضح فيها هذا الأمر بجلاء أكثر...

    حاكمية الله لا حاكمية الناس [ 4- قال تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُون﴾([19])، وقال تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾([20])، وقال تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
    من البديهي أنّ الحاكم يواجه مشاكل مستجدة في كل زمان، ولابد له من تسديد وعلم خاص من الله يعلم به حكمه سبحانه وتعالى فيما أستجد من الأحداث فمن أين لغير خليفة الله أن يحكم بما أنزل الله، فالثابت أنّه لا يتسنّى لأحد أن يحكم بما أنزل الله إلاّ خليفة الله في أرضه.
    أمّا ما ينقض حاكمية الناس والانتخابات فكثير جدّاً، وهذه حادثة واحدة لمن ألقى السمع وهو شهيد. ...

    المصلح المنتظر لماذا ؟
    1- الدين : ...

    2- الدنيا : المصلح المنتظر كما يقول جميع أصحاب الديانات السماوية هو الذي يملؤها قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً (أي الدنيا)، وهذا الحديث مشهور عند المسلمين فقد ورد عن رسول الله وعن أهل بيته ورواه السنة والشيعة ([1]).
    فما هي الأمور التي تحتويها حاكمية الله حتى تكون سبباً لامتلاء الأرض قسطاً وعدلاً ؟ ...

    بماذا تمتلئ قسطاً وعدلاً ؟
    وهذا ما أريد الشروع في بيانه، وطياً أسطر بعض ما في حاكمية الله سبحانه وتعالى من أمور تجعلها سبباً لملء الأرض عدلاً.
    1 - القانون (الدستور العام وغيره): الذي يضع القانون هو الله سبحانه وتعالى وهو الخالق لهذه الأرض ومن عليها ويعلم ما يصلح أهلها وسكانها من إنس وجن وحيوانات ونباتات وغيرهم من المخلوقات التي نعلمها والتي لا نعلمها، ويعلم الماضي والحاضر والمستقبل وما يصلح الجسم والنفس الإنسانية وما يصلح الجنس الإنساني ككل، فالقانون يجب أن يراعي الماضي والحاضر والمستقبل والجسم والنفس الإنسانية ومصلحة الفرد ومصلحة الجماعة ومصلحة باقي المخلوقات، بل يجب أن يراعي حتى الجماد كالأرض والماء والبيئة ...الخ، ومن أين لغير الله سبحانه وتعالى أن يعرف تفاصيل كل هذه الأمور مع أنّ كثيراً منها غائب عن التحصيل والإدراك أي لا يمكن العلم به ومعرفة صفاته ..الخ.
    ثم لو فرضنا أنّ أحداً ما عرف كل هذه التفاصيل فمن أين له أن يضع قانوناً يراعي كل هذه التفاصيل مع أنّ بعضها يتناقض في أرض الواقع فأين تكون المصلحة ؟ وفي أي تشريع ؟
    من المؤكد أنها لن تكون إلاّ في القانون الإلهي والشريعة السماوية؛ لأنّ واضعها خالق الخلق وهو يعلم السر وأخفى وهو قادر أن يجري الأمور كيف يشاء سبحانه وتعالى عما يشركون.

    2- الملك أو الحاكم: ...
    فالإنسان عادة يستمع للقيادة المتمثلة بالحاكم ولن تكون القيادة إلاّ أحد أمرين أمّا ولي الله وحجته على عباده وهو الحاكم المعين من الله سبحانه وتعالى، وإمّا غيره سواء كان دكتاتوراً متسلطاً بالقوّة الغاشمة أم منتخباً انتخابات ديمقراطية حرة، والحاكم المعيّن من الله سبحانه وتعالى ينطق عن الله؛ لأنه لا يتكلم إلاّ بأمر الله ولا يقدّم ولا يؤخّر شيئاً إلاّ بأمر الله.
    أمّا الحاكم المعيّن من الناس أو المتسلط عليهم فهو لا ينطق عن الله سبحانه وتعالى قطعاً، وقد قال رسول الله (ص) ما معناه: (من أستمع إلى ناطق فقد عبده فإن كان الناطق ينطق عن الله فقد عبد الله وإن كان الناطق ينطق عن الشيطان فقد عبد الشيطان) ([33]).
    فلا يوجد إلاّ ناطق عن الله وناطق عن الشيطان لا ثالث لهما، وكل حاكم غير ولي الله وحجته على عباده ناطق عن الشيطان بشكل أو بآخر وكل بحسبه وبقدر الباطل الذي يحمله.
    وقد ورد عنهم (ع) هذا المعنى: (إنّ كل راية قبل القائم هي راية طاغوت) ([34])، أي كل راية صاحبها غير مرتبط بالقائم (ع).
    إذن فالحاكم المعيّن من الله سبحانه وتعالى ينطق عن الله، والحاكم غير المعيّن من الله سبحانه وتعالى ينطق عن الشيطان، ومن المؤكد أنّ الناطق عن الله يصلح الدين والدنيا والناطق عن الشيطان يفسد الدين والدنيا.
    بقي أنّ الله سبحانه وتعالى يعلم ما في النفوس ويعلم الصالح من الطالح، فهو يختار وليه وخليفته ويصطفيه ولا يكون إلاّ خيرته من خلقه وأفضل من في الأرض وأصلحهم وأحكمهم وأعلمهم ويعصمه الله من الزلل والخطأ ويسدده للصلاح والإصلاح.
    أمّا الناس فإذا عارضوا تعيين الله سبحانه وتعالى فلن يقع اختيارهم إلاّ على شرار خلق الله، بل إنّ في اختيار موسى (ع) وهو نبي معصوم لسبعين رجلاً من قومه أعتقد صلاحهم ثم ظهر وبان له فسادهم عبرة لمعتبر، وذكرى لمدكر، وآية لمن ألقى السمع وهو شهيد ([35]).
    3- بما أنّ القانون والحاكم في حاكمية الله سبحانه يتمتعان بالكمال والعصمة
    فعلى هذا يترتب صلاح أحوال الناس السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهذا لأنّ جميع هذه الجوانب في حياة الناس تعتمد على القانون والحاكم؛ لأنّ القانون هو الذي ينظمها والحاكم هو الذي ينفذ، فإذا كان القانون من الله سبحانه كان التنظيم لهذه الجوانب هو الأفضل والأكمل، وإذا كان الحاكم هو ولي الله وخليفته في أرضه وخيرته من خلقه كان التطبيق للقانون الإلهي كاملاً وتاماً وفي أحسن صورة.
    وبالنتيجة فإنّ الأمة إذا قبلت حاكمية الله في أرضه فازت بخير الدين والدنيا وسعد أبناؤها في الدنيا والآخرة، وبما أنّ الأمة التي تقبل حاكمية الله في أرضه يرتفع من أبنائها خير ما يرتفع من الأرض إلى السماء، وهو تولي ولي الله والإخلاص له فإنه ينزل عليها خير ما ينزل من السماء إلى الأرض وهو التوفيق من الله سبحانه وتعالى، وتكون هذه الأمة من خير الأمم التي أخرجت للناس؛ لأنها قبلت ولي الله وخليفته في أرضه،
    ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾([36]).
    وتتفاضل الأمم على قدر قبولها لخليفة الله في أرضه والانصياع لأوامره. ومن هنا كانت الأمة التي تقبل الإمام المهدي (ع) هي خير أمة أخرجت للناس:
    ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر﴾([37])،
    وهؤلاء هم الثلاث مائة وثلاثة عشر أصحاب القائم ومن يتبعهم.
    أمّا إذا رفضت الأمة ولي الله وخليفته في أرضه فإنها تكون ارتكبت أكبر حماقة وخسرت الدنيا والآخرة، ففي الدنيا ذل وهوان، وفي الآخرة جهنم وبئس المهاد.
    وما أريد أن أؤكد عليه أخيراً هو أني لا أعتقد أنّه يوجد من يؤمن بالله سبحانه وتعالى ثم إنه يعتقد أنّ القانون الذي يضعه الناس أفضل من قانون الله سبحانه وتعالى، وأنّ الحاكم الذي يعينه الناس أفضل من الحاكم الذي يعينه الله سبحانه وتعالى. والحمد لله وحده. ... ]

    - قال أبو عبد الله (ع): (من فسر القرآن برأيه فأصاب لم يؤجر، فإن أخطأ كان إثمه عليه) (تفسير العياشي: ج1 ص17).
    وعن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله (ع): ترد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب الله ولا سنّة فننظر فيها، قال: (لا، أما إنّك إن أصبت لم تؤجر، وإن أخطأت كذبت على الله عزّ وجل)([79]). عن الصادق، عن أبيه، عن علي (ع) (من كتاب العجل)
    - [ وأيضاً: فيه بيان لمعنى ما ورد في أنّ كل راية قبل القائم هي راية طاغوت ([66])، ذلك لأنها رايات في زمن الفترة التي تسبق الظهور، وبالتالي فهي رايات تحمل بعض الباطل وإن خلطته ببعض الحق. إذن، فالإمام المهدي في الحقيقة مُغيَّب مرفوض لعدم وجود القابل ] عقائد الإسلام ص61

    نختم بهذا الدعاء ان شاء الله...

    اللهم وأحي بوليك القرآن، وأرنا نوره سرمدا لا ظلمة فيه، وأحي به القلوب الميتة، واشف به الصدور الوغرة، واجمع به الأهواء المختلفة على الحق وأقم به الحدود المعطلة، والأحكام المهملة، حتى لا يبقى حق إلا ظهر، ولا عدل إلا زهر، واجعلنا يا رب من أعوانه، وممن يقوي سلطانه، والمؤتمرين لأمره والراضين بفعله، والمسلمين لأحكامه، وممن لا حاجة به إلى التقية من خلقك. أنت يا رب الذي تكشف السوء، وتجيب المضطر إذا دعاك، وتنجي من الكرب العظيم، فاكشف الضر عن وليك، واجعله خليفتك في أرضك كما ضمنت له. اللهم ولا تجعلنا من خصماء آل محمد، ولا تجعلنا من أعداء آل محمد، ولا تجعلني من أهل الحنق والغيظ على آل محمد، فاني أعوذ بك من ذلك، فأعذني وأستجير بك فأجرني. اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعلني بهم فائزا عندك في الدنيا والآخرة ومن المقربين.

    هذا والحمدلله رب العالمين، وأستغفر الله لي ولكم

    (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) [سورة النصر 1 – 3]
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎