جانب من صلاة الجمعة في حسينية انصار الامام المهدي ع في الكاظمية المقدسة بتاريخ( 12) محرم الحرام 1437 هـ. ق تحت عنوان.العلاقة بين ثورة الامام الحسين وثورة الاما

[شيخ نعيم الشمري]

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما واللعنة الدائمة على مخربي شرائعهم إلى يوم الدين
سؤال :هل لثورة الامام الحسين ع علاقة بثورة الامام المهدي ع وما هو وجه الربط بين الثورتين ؟؟
العلاقة بين ثورة الامام الحسين ع وثورة الامام المهدي ع علاقة وثيقة فالامام الحسين ع ثار من اجل ترسيخ وتثبيت حاكمية الله وفدا نفسه وعياله واصحابه ونسائه من اجل ذلك فهو ذبيح الله وهو الفداء لدولة العدل الالهي الفداء لدولة حاكمية الله التي يقيمها ولده المهدي ع
قال الامام احمد الحسن ع ((......فلولا دماء الحسين (ع) التي سالت على ارض كربلاء لذهبت جهود الأنبياء والمرسلين ، وجهود محمد (ص) وعلي (ع) وفاطمة (ع) والحسن (ع) سدى ، ولما استطاع الأئمة من ولد الحسين (ع) ترسيخ قواعد الدين الإلهي ، والولاية الإلهية وحاكمية الله سبحانه وتعالى ....)انتهى كلامه ع

والذي يطبق حاكمية الله هو الامام المهدي ع وهو الذي ادخره الله سبحانه ليقيم دولة الحق والعدل دولة حاكمية الله وهو الذي ياخذ بثار جده الامام الحسين عليه السلام وقد جاء في دعاء الندبة (اين الطالب بدم المقتول بكربلاء)
هذا المقطع من دعاء الندبة الذي طالما علق على الجدران ولهجت به الامة الاسلامية وهم لا يعلمون حقيقته ومعانيه فهم يقراونه كدعاء ليس الا و يرددونه ويعلق كشعارا لا اكثر ولو تدبرنا هذا المقطع من الدعاء ومعانيه لوجدنا هنالك عدة تساؤلات تدور حول هذ ه الكلمات المباركة ومنها
1- ماهو سبب ثورة الحسين (ع) ؟؟؟
2- ماهو سبب قتل الحسين (ع) ومن قاتله الحقيقي ؟؟؟
3- من هو الطالب بدم الحسين (ع) وهل الثار لدم الحسين (ع) فقط ام هناك امر اخروماهو الامر الاخروممن يطلب الثآر ؟؟؟
اولا :ماهو سبب ثورة الحسين (ع) ؟؟؟
فسبب الثورة الحسينية الخالدة التي قام بها الامام الحسين بن علي (ع) ضد الطاغية يزيد (لع) بعدما رآى دين جده رسول الله (ص) بدآ بالاندثار وترك العمل باركان الدين الاسلامي ونبذ ما جاهد من اجله رسول الله (ص) من حروب ضد الطغاة والظلمة لاعلاء كلمة لا اله الا الله ونشر التوحيد والاقرار بحاكمية الله سبحانه لاجل ذلك كان الحسين ع يصرخ بالقوم وهو في مسيره إلى كربلاء:
( إن هذه الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل ألا ترون أن الحق لا يعمل به وأن الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله محقا فإني لا أرى الموت إلا سعادة ولا الحياة مع الظالمين إلا برما إن الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون)
وقال ع (واني لم اخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدّي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، واسير بسيرة جدي صلى الله عليه واله وسلم وأبي علي بن أبي طالب عليه السلام فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن رد علي هذا اصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين .)
فخروج الحسين (ع) كان لاصلاح الامة التي انحرفت عن الصراط المستقيم بتغييرهم احكام الله باحكام وضعية وتبديلهم سنة رسول الله (ص) فاراد ان يشهد ان الحكم لله ولكن باعظم شهادة بدمه الطاهر وبعياله ومن امن به حيث ضحى باعز ما يملك لاجل حاكمية الله فالذي يبكي على الحسين ع ويقيم الشعائر الحسينية وهو يسير عكس مسير الحسين ع فليعلم ان مسيره وسرعته لا تزيده الا بعدا عن الحسين ع ونهجه.

2_ماهو سبب قتل الحسين (ع) ومن قاتله الحقيقي ؟؟؟
هنالك عدة امور تسببت بقتل الامام الحسين ع السبب الاول هو الحرص والسبب الثاني هوالحسد والكبر والسبب الثالث هو الجهل .
فهذه النقاط الثلاث هي اهم اسباب قتل الانبياء والمرسلين وهي ذاتها الاسباب التي قتلت الامام الحسين ع.
اما القاتل الاول وهو الحرص :
دائما وعلى مر العصور نجد الطغاة احرص الناس على الملك الدنيوي فلوا نازعهم اقرب الناس اليهم لقتلوه خوفا على دنياهم وملكهم فالملك عقيم فحرب الطاغية يزيد لعنه الله ضد الامام الحسين ع خوفا ان يسلبه سلطانه.
اما القاتل الثاني فهو الحسد والكبر :
وهو داء ابليس لعنه الله الذي يصاب به كبراء القوم امثال علماء اليهود الذين افتوا بقتل عيسى وامثال علماء النصارى واليهود الذين افتوا بقتل محمد ص وامثال شريح القاضي الذي افتى بقتل الحسين ع كل ذلك حسدا لما اتاهم الله من فضله قال تعالى ((أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً ))النساء : 54
اما القاتل الثالث هو الجهل :
فجهل الامة اكبر واعظم سببا في قتل الانبياء والمرسلين فالذي تسبب بقتل الانبياء والمرسلين على مر العصور هو خذلان اممهم التي بعثوا فيها فلوا ان الامة وقفت مع النبي او الوصي في زمانهم ونصروه لما نحي عن منصبه ولما قتل.
فعندما تجتمع هذه الخصال الثلاث بامة ما يقتل او ينحى خليفة الله لا محال وذلك لان الطغاة لا يستطيعون قتل خليفة الله الا من خلال الاستعانة بكبراء القوم لانهم السلطة التي تعطيهم الشرعية بالقتل كفتوى شريح القاضي التي استغلها يزيد وعبيد الله بن زياد بقتل الامام الحسين ع.
بالاضافة الى جهل الامة والطاعة العمياء لشريخ القاضي وامثاله من قتلت الانبياء والمرسلين والا اسالكم بالله كم هو الفارق الزمني ما بين دعوة اهل الكوفة لمولانا الحسين ع وما بين محاربته اليس عدة ايام الم يراسلوا الامام الحسين ع طالبين منه القدوم على جند مجندة الم يبعثوا رسلهم ورسائلهم الى الامام ع حتى وصله اكثر من خمسه وعشرين الف رساله من اهل الكوفة,
يقولون فيها ان اقدم يا ابن بنت رسول الله على جند مجندة فارسل اليهم رسوله مسلم بن عقيل (ع) وفعلوا ما فعلوا بمسلم ع بعد ان صل خلفة في اول يوم الاف من الشيعة لكنهم بمجرد ان سمعوا فتوى كبيرهم شريح القاضي بقتل الامام الحسين ع خذلوا امام زمانهم الذي دعوه ليلا ونهارا للقدوم اليهم ومن بقي منهم متحيد بمجرد ان سمع ان يزيد لعنه الله بعث اليهم جيش جرار تركوا مسلم ع لانهم عبيد للدنيا كما قال الحسين ع ( النَّاسَ عَبِيدُ الدُّنْيَا، وَالدِّينُ لَعْقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُونَ(" حتى قال لهم (ع) :- ويلكم يااهل الكوفة دعوتمونا لتنصرونا وعدوتم علينا تقاتلونا فتعسا لكم ياشيعة آل ابي سفيان )
فالسبب الاساس في قتل الامام الحسين ع هو جهل الناس والخوف من الطواغيت والتسليم المطلق لكبراء القوم النتيجة تحولت الجند المجندة للحسين ع جند مجندة ضده وقتلوه .

3- من هو الطالب بدم الحسين (ع) وهل الثار لدم الحسين (ع) فقط ام لامر اخروماهو الامر الاخروممن يطلب الثآر ؟؟؟
الطالب بدم الامام الحسين (ع) هو الامام المهدي (ع) .
اما طلب الثآر فهو ليس لدم الحسين (ع) فقط فالحسين (ع) من اهل بيت القتل لهم عادة وكرامتهم من الله الشهادة و هو ثآر الله وابن ثآره فالثآر يكون لاجل قتل حاكمية الله وما ضحى من اجله انبياء الله ورسله من اجل ما تحمله رسول الله ص لترسيخ الدين الالهي من اجل ما تحمله امير المؤمنين ع من الم وعناء من اجل ضلع الزهراء ع المكسور من اجل كبد الامام الحسن ع المفتوت من اجل تعديهم على بنات رسول الله ص وحملهن سبايا من اجل ومن اجل ....
) اما الذين ياخذ منهم الامام المهدي (ع) ثآر الحسين (ع) فهم من ارادوا اخماد الثورة الحسينية بتغيير نهجها من عدة طرق اولها بدخولهم بالشورى ( حاكمية الناس ) بل وبتوجيبهم لها وهي التي كسرت ظلع الزهراء(ع) ونحت امير المؤمنين (ع) عن منصبه وفتت كبد الامام الحسن (ع) والتي غرست حربة في صدر الحسين(ع) وبسببها سبيت زينب الكبرى ع
لاجل كل هذا ياتي قائم آل محمد (ع) طالب الثآر من هؤلاء الخونة الذين بدلوا احكام الله باحكام وضعية ما انزل الله بها من سلطان وغيروا سنة رسول الله (ص) وكل ذلك خوفا من يزيد زمانهم وطمعا بالمناصب الدنيوية وحسدا لآل محمد (ع)فاذا كان شريح القاضي لعنه الله افتى بقتل الامام الحسين ع فهؤلاء افتوا بقتل نهج الحسين ع وما ضحى من اجله الحسين ع وهو حاكمية الله بتوجيبهم للشورى سقيفة بني ساعدة في هذا الزمان فما هو فرقهم عن فقهاء الكوفة في ذلك الزمان ولاجل كل هذا ورد
عن الصادق عليه السلام انه قال :- اذا خرج القائم قتل ذرارى قتلة الحسين عليه السلام بفعال آبائها ؟
فقال عليه السلام هو كذلك .
فقلت قول الله تعالى ( ولاتزر وازرة وزر اخرى ) ما معناه ؟
قال : صدق الله تعالى في جميع أقواله ولكن ذرارى قتلت الحسين عليه السلام يرضون بفعال آبائهم ويفتخرون بها
ومن رضى شيئا كان كمن أتاه ولوان رجلا قتل بالمشرق فرضى بقتله رجل في المغرب لكان الراضى عندالله عزوجل شريك القاتل وانما يقتلهم القائم عليه السلام اذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم.
قال: قلت له: بأي شئ يبدء القائم منكم إذا قام ؟
قال: يبدء ببني شيبة فيقطع أيديهم لانهم سراق بيت الله عزوجل )
نور الثقلين ج1 ص378 , بحار الانوار ج 45 / ص 295,عيون اخبار الرضا (ع) 248 , وسائل الشيعة ج16 ص131

تدبر كلام الامام ع (لانهم سراق بيت الله وهل بيت الله يسرق وهل فيه الا الاحجار؟؟؟
اذن الذي يسرق هو مقام خليفة الله منصب خليفة الله فبني شيبة سرقوا مقامات حجج الله سرقوا القاب من نص عليهم الله
ولو تدبرنا التاريخ وما جرى على اهل البيت بعد وفاة رسول الله ص بل ومنذ أول يوم بعد وفاته عندما أُغتصبت الخلافة من أمير المؤمنين (ع) في سقيفة بني ساعدة ورافق غصب الخلافة مظالم عديدة ومريرة على الإمام علي (ع) وعلى فاطمة الزهراء (ع) وأيضا على الحسن والحسين ريحانتا رسول الله (ص)، واستمرت المظالم على بيت النبوة إلى يومنا هذا وإلى يوم القيامة.
فبالإضافة إلى القتل والسم والسجن والتشريد لهذه الشجرة المباركة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء وتؤتي أكلها كل حين، قام أعداء الله وأعداء رسوله (ص) بانتحال فضائل وألقاب أمير المؤمنين وعترته الطاهرة ليظهروا أمام الناس بمظهر الشرعية والقدسية التي تساعد على جمع الناس حولهم وخفق النعل خلفهم وقبول قولهم بدون مناقشة، مما يسهل عليهم تحقيق غرضهم الدنيوي الرخيص.
وتقريباً أول لقب سُرق من أمير المؤمنين (ع) هو [أُمرة المؤمنين] الذي خص الرسول محمد (ص) به الإمام علي (ع)، ولا يتسمى به غير الإمام علي (ع) إلاّ كذاب. والروايات عن المصطفى (ص) تشهد بذلك. وأما تحريف الأحاديث وتأويل الآيات فحدث ولا حرج، فقد حاول أعداء آل محمد (ص) تحريف أو تأويل كل حديث أو آية تنص على فضل وكرامة العترة الطاهرة ومنع الرواة من ذكر الأحاديث النبوية التي تصرح بأرجحية الإمام علي (ع) وفضله على غيره. ومن أجل ذلك ضربت كثير من الأعناق وقطعت الأيدي والأرجل ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.
ولم تقف مسألة سرقة الألقاب على أعداء آل محمد، بل ترقّت إلى من يدّعي التشيّع لهم ومحبتهم ، فظهر بعض من يدّعي العلم لينتحل ألقاب وصفات الأئمة من آل محمد (ص) التي سمّاهم الله تعالى بها وخصّهم الرسول (ص) بها ونفاها عن غيرهم. ومع الأسف فقد استطاع هؤلاء المنتحلين من إقناع الكثير من عامة الناس، مستغلين غفلتهم وعدم إطلاعهم على روايات الأئمة المعصومين (ع)
ومن هذه الألقاب والصفات المنتحلة هي (ورثة الأنبياء) و (الراسخون في العلم) و (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل) و (آية الله العظمى)(واهل الذكر)( وغيرها الكثير. مدّعين أن هذه الصفات للعلماء من غير الأئمة المعصومين من آل محمد (ص)، وفي الحقيقة أن هذا ظلم لآل محمد (ع) يضاف إلى مظالمهم السابقة. فمن اعتقد بذلك عن جهل وعدم إطلاع على حقيقة الأمر، فنحن ننبهه ونسأل الله تعالى له الهداية، ومن اعتقد بذلك عن علم وتعمد لانتحال صفات الأئمة الأطهار (ع)، فهو مشمول بلعنة
الإمام الصادق (ع) في زيارة عاشوراء، إذ قال (ع): (ولعن الله أمة دفعتكم عن مقامكم وأزالتكم عن مراتبكم التي رتبكم الله فيها).
فالسقيفة الاولى نحت امير المؤمنين ع عن منصبه والسقيفة الثانية نحت نظيره قائم ال محمد ع عن منصبه السقيفة الاولى ضيعت جهد رسول الله ص بل وجهود الانبياء السابقين والسقيفة الثانية ضيعت جهود الائمة الاطهار وما ضحى من اجله الحسين ع .
من هنا نفهم قول الامام الصادق ع ان القائم يقتل ذراري قتلة الحسين ع لانهم رضوا بفعل ابائهم.
فالامام الحسين ع ضحى بدمه الشريف وقتل اهل بيته وسبيت نسائه كي لا يندثر دين المصطفى ص وتذهب جهود الانبياء والاوصياء .
والامام المهدي ع يقتل من اراد تضييع هدف الثورة الحسينية فالامام المهدي ع واصحابه هم من يطلبون بثائر الامام الحسين ع او قل يطلبون الثائر ممن ضيع جهد الحسين ع وضيع ما سبية من اجله بنات الرسالة وهو حاكمية الله وترسيخ الدين الحقيقي بتمكين خليفة الله.
والارتباط الوثيق بين نهضة الامام الحسين ع ونهضة الامام المهدي ع لان النهضتين لتثبيت حاكمية الله لذا سمع راس الامام الحسين ع يكرّر هذه الآية: ﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا منْ آيَاتِنَا عَجَباً﴾ )الكهف : 13.
وسُمع يقرأ منها فقط: ﴿أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً﴾ الكهف : 16.
قال الامام احمد الحسن ع (وذلك لأنّ أصحاب الكهف - وهم أصحاب القائم ع - هم الذين يأخذون بثأر الحسـين ع، وينتقمون من الظالمين، ويقلبون أمر الظالمين رأساً على عقب، ولهذا سُمع رأس الحسين ع أيضاً يقرأ: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾
وكذلك أصحاب القائم ع قوم عابدون مخلصون لله سبحانه وتعالى، لا يرون القوة إلا بالله، يؤمنون بالله وعليه يتوكلون
ويقارعون أكبر قوى الظلم والاستكبار على الأرض، وهي المملكة الحديدية التي أكلت وداست كل الممالك على الأرض
كما أخبر عنها دانيال وهي متمثلة الآن بأمريكا دولة الشيطان ولهذا سُمع رأس الحسين u يقرأ أيضاً: ﴿لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾ ⁽لأنه لن يأخذ بثأره إلا من كانوا مصداقاً لهذه الآية الكريمة: ﴿لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾.
وفي رواية: (أنهم لما صلبوا رأسه على الشجر سُمع منه: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾) مستدرك سفينة البحار : ج4 ص11.
و (سُمع أيضاً صوته بدمشق يقول : ﴿لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾، وسُمع أيضاً يقرأ: ﴿أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً﴾، فقال زيد بن أرقم: أمرك أعجب يا بن رسول الله)
وروى الشيخ المفيد (رحمه الله) أنّ زيد بن أرقم سمع الرأس الشريف ينطق بآية سورة الكهف⁽
وروى عن المنهال بن عمرو أنه سمع رأس الحسين يقول: (أعجب من أصحاب الكهف قتلي وحملي) بحار الأنوار : ج45 ص188.
أما ما روي أنّ أصحاب الكهف الذين يبعثون مع القائم u هم بعض المخلصين من أصحاب رسول الله <ص>، وأصحاب أمير المؤمنين علي u كمالك الأشتر، فليس المقصود هم أنفسهم، بل المراد في هذه الروايات هو نظائرهم من أصحاب القائم u، أي إنّ هناك رجلاً من أصحاب القائم u هو نظير مالك الأشتر في الشجاعة والحنكة والقيادة والشدة في ذات الله وطاعة الله
والأخلاق الكريمة وكثير من الصفات التي امتاز بها مالك الأشتر، فلذلك يصفه الأئمة بأنه مالك الأشتر.
وهذا ليس ببعيد عن الفصحاء والبلغاء وساداتهم أهل البيت <ع>، كالشاعر الحسيني يصف نزول علي الأكبر إلى ساحة المعركة فيقول ما معناه: إن محمداً <ص> نزل إلى ساحة المعركة؛ وذلك لشدة شبه علي الأكبر خَلقاً وخُلقاً برسول الله محمد <ص>، )

عن رسول الله <ص>: (قال ينـزل عيسى ابن مريم ع عند انفجار الصبح مابين مهرودين وهما ثوبان أصفران من الزعفران، أبيض الجسم، أصهب الرأس، أفرق الشعر، كأن رأسه يقطر دهناً، بيده حربة، يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويهلك الدجال ويقبض أموال القائم ويمشي خلفه أهل الكهف، وهو الوزير الأيمن للقائم وحاجبه ونائبه، ويبسط في المغرب والمشرق الأمن من كرامة الحجة بن الحسن ع) ⁽- غاية المرام - السيد هاشم البحراني : ج7 ص93.
الختام اقول ان لكل زمان حسين وفي كل زمان يزيد وعبيد الله بن زياد وشريح القاضي الذي يفتي لهم بقتل الحسين في زمانه فالحذر ان نقع بما وقعت به الامم السالفة فالامة راسلت الامام الحسين ع ليخلصهم من بطش معاوية ويزيد لعنهم الله واليوم نحن نراسل الامام المهدي ع ليخلصنا من بطش طغاة هذا الزمان فلنحذر من خذلانه كما فعل اهل الكوفة من قبل خوفا من الطغاة وتسليما لفتوى شريح القاضي .
والحمد لله وحده
الشيخ نعيم الشمري