إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة 5 محرم1438، 7 10 2016(يا ليتنا كنا معكم–قضاء الصلوات)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • hmdq8
    عضو نشيط
    • 10-08-2011
    • 450

    جانب من خطبة الجمعة 5 محرم1438، 7 10 2016(يا ليتنا كنا معكم–قضاء الصلوات)

    الخطبة الاولى:
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله، الحمدلله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
    رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله، اَعْظَمَ اللهُ اُجُورَنا بِمُصابِنا بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهَ السَّلامُ وَجَعَلْنا وَاِيّاكُمْ مِنَ الطّالِبينَ بِثارِهِ مَعَ وَلِيِّهِ الاِمامِ الْمَهْدىِّ مِنْ آلِ مُحَمَّد عَلَيْهِمُ السَّلامُ.

    يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما، هل فعلا نحن نعني هذه الجملة و معناها ؟ فلنعيش موقف الحسين ع في ذلك الزمان لكي نعرف ماذا تعني هذه الكلمة.

    الحسين ع كان متوجها إلى الحج، واغلبنا قد انتهى من حج أو عمرة التمتع التي تسبق الوقوف بعرفة، وفي يوم ال8 من ذي الحجة يوم التروية، قال الامام الحسين ع:
    ( روي أنه صلوات الله عليه لما عزم على الخروج إلى العراق، قام خطيبا فقال: الحمد لله، وما شاء الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله وصلى الله على رسوله وسلم خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخير لي مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصالي يتقطعها عسلان الفلوات، بين النواويس وكربلا، فيملآن مني أكراشا جوفا وأجربة سغبا لا محيص عن يوم خط بالقلم، رضى الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه، ويوفينا أجور الصابرين، لن تشذ عن رسول الله لحمته، وهي مجموعة له في حظيرة القدس تقربهم عينه، وتنجز لهم وعده، من كان فينا باذلا مهجته، موطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فاني راحل مصبحا إنشاء الله ) بحار الانوار

    طبعا بعد هذه الخطبة أغلبنا سوف يذهب مع الامام ع، لأن جميعنا قلنا ياليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما، لكن هناك فئات لن ترحل وممكن أن تتعذر بهذه الاعذار...

    1 الامام لم يبين لزوم الخروج معي، فالخروج ليس بإلزامي، فلن أخرج مع الحسين ع.
    2 يقول انا هذه هي حجة الاسلام الاولى لي وهي واجبة، فلو خرجت وقتلت فحتما سيحاسبني الله، الحج واجب، لن أخرج مع الحسين ع !!
    3 لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكه (مخالفة محكم القرأن والعقل)، فخروجي في هذا الطريق ومواجهة يزيد حتما هذه تهلكه ولن أخرج مع الحسين ع !!!
    4 خرق سفينة الحجاج وجعل الاعداء يلحقون به لكي يحج بقية الناس، فعلينا أن نبقى لكي نحج، ولا نذهب مع الحسين ع، هذا ما اراده بخروجه في يوم الترويه !!!

    وممكن أن اسطر اعذار ممكن ان يتخذها اصحابها لعدم الخروج مع الحسين كما حصل معه ع، وللرد على هؤلاء بشكل مختصر( لأن موضوعنا ليس هؤلاء).

    1 نقول في الزيارة (لعن الله امتا سمعت بذلك فرضيت به) وسمعتم في الخطبه السابقه ماذا خاطبة السيدة زينب ع من كانوا يبكون على الحسين واعدتهم بالنار والعذاب لأنهم بايعوه وخذلوه ولم ينصروه.
    2 الحج هو عرض الولاية على حجة الله وخليفته [ فعلى من سيعرض المعرضون عن قائم آل محمد ولايتهم ونصرتهم ] خطاب الحج الصوتي للإمام أحمد الحسن ع
    3 [ ولا يجوز الفرار إذا كان العدو على الضعف من المسلمين، أو أقل إلا لمتحرف كطالب السعة، أو موارد المياه، أو استدبار الشمس، أو تسوية لامته. أو لمتحيز إلى فئة قليلة كانت أو كثيرة. ولو غلب عنده الهلاك لم يجز الفرار، والفرار هو الهلكة في قوله تعالى: ﴿وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ البقرة: 195، بل يجب الثبات لقوله تعالى: ﴿إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ﴾ ] كتاب شرائع الاسلام ج2 للإمام أحمد الحسن ع.
    4 واما الفئة الرابعة رددنا عليهم في النقطة الثانية.

    تقبلون هذه الكلمات وستبقون معهم ؟ سيأتي اخرون ويقولون هل ستتركون عائلتكم وتذهبون ؟ هل ستتركون عملكم وتجارتكم وتذهبون ؟ كيف تخرجون بهذا العدد القليل فحتما سوف تهلكون !
    وحينها يضطر أن يجيب الحسين ع (شاء الله أن يراني مقتولا وشاء الله أن يراهن سبايا) ! لكن أين لهذه العقول الذي لا تعرف إلا الماده وهذا العالم الجسماني أن تحرك هذه الكلمات بهم شعره !!

    فالنرحل مع الحسين ع ونتركهم...
    ونترك هؤلاء ليحجوا وليجلسوا مع أهلهم ولعملهم وليحافظوا على أنفسهم إلى أن يأتي يزيد بجيشه إلى المدينة في واقعة الحرة ويقتلهم وينتهك أعراضهم ، ويقتلهم وهم في الكعبه !! (من لحقني استشهد ومن لم يلحقني لم يدرك الفتح)

    نذهب مع الحسين ع نتوجه في الطريق... في طريق مقفر لا يوجد فيه كهرباء ولا شيء، فقط نور وجه الحسين والعباس قمر بني هاشم يكفي أم لا يكفي بدل الكهرباء ؟ نعم يكفي و يغني عن كل شيء.

    تخيل مع كل عناء الطريق ويقطع عنك الماء لمدة 3 أيام، وأنت محاط بجيوش تريد قتلك وتتربص بك، وأطفالك يصيحون بأنهم عطاشا، وأنت مع كل هذا عطشان، فماذا سيكون حالك ؟ نحن فقط نصوم الصيام الواجب وفي الجو العادي أو منازلنا وإلى المغرب ولا نستطيع التحمل، فما بالك وأنت في وضع كوضع كربلاء ؟!

    هم القوم أن يقاتلوا الحسين ع يوم 9من محرم، اوقفهم جيش الحسين ع ونقلوا للحسين ع ماذا أرادوا فعله...

    (فجاء العباس إلى الحسين عليه السلام وأخبره بما قال القوم، فقال: ارجع إليهم فان استطعت أن تؤخرهم إلى غد، وتدفعهم عنا العشية لعلنا نصلي لربنا الليلة وندعوه ونستغفره، فهو يعلم أني كنت قد أحب الصلاة له، وتلاوة كتابه، وكثرة الدعاء والاستغفار. ... ) بحار الانوار

    (....دخل الحسين خيمة زينب ووقف نافع بإزاء الخيمة ينتظره فسمع زينب تقول له: [ هل استعلمت من أصحابك نياتهم فإني أخشى أن يسلموك عند الوثبة ].
    فقال لها: [ والله لقد بلوتهم فما وجدت فيهم إلا الأشوس الأقعس يستأنسون بالمنية دوني استئناس الطفل إلى محالب أمه ]. ... وقال هلموا معي لنواجه النسوة ونطيب خاطرهن، فجاء حبيب ومعه أصحابه وصاح: يا معشر حرائر رسول الله هذه صوارم فتيانكم آلوا ألا يغمدوها إلا في رقاب من يريد السوء فيكم وهذه أسنة غلمانكم أقسموا ألا يركزوها إلا في صدور من يفرق ناديكم.
    فخرجن النساء إليهم ببكاء وعويل وقلن: أيها الطيبون حاموا عن بنات رسول الله وحرائر أمير المؤمنين. فضج القوم بالبكاء حتى كأن الأرض تميد بهم) الدمعة الساكبة: ص325.

    قال الامام الحسين ع لأصحابه : (... أما بعد فاني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي، ولا أهل بيت أبر فجزاكم الله عني خيرا، ألا وإني لأظن يوما لنا من هؤلاء ألا وإني قد أذنت لكم، فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم حرج مني ولا ذمام هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا.
    فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبد الله بن جعفر: لم نفعل: ذلك لنبقى بعدك؟ لا أرانا الله ذلك أبدا، بدأهم بهذا القول العباس بن علي وأتبعته الجماعة عليه فتكلموا بمثله ونحوه، فقال الحسين عليه السلام: يا بني عقيل حسبكم من القتل بمسلم بن عقيل فاذهبوا أنتم فقد أذنت لكم، فقالوا: سبحان الله ما يقول الناس؟ نقول إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الأعمام، ولم نرم معهم بسهم، ولم نطعن معهم برمح، ولم نضرب معهم بسيف، ولا ندري ما صنعوا، لا والله ما نفعل ذلك ولكن نفديك بأنفسنا وأموالنا وأهلنا، ونقاتل معك حتى نرد موردك فقبح الله العيش بعدك.
    وقام إليه مسلم بن عوسجة، فقال: أنحن نخلي عنك، وبما نعتذر إلى الله في أداء حقك؟ لا والله حتى أطعن في صدورهم برمحي، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة، والله لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسول الله فيك، أما والله لو علمت أني اقتل ثم أحيى ثم أحرق ثم أحيى ثم أذرى، يفعل ذلك بي سبعين مرة، ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتله واحدة، ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا.
    وقام زهير بن القين فقال: والله لوددت أني قتلت نشرت ثم قتلت حتى اقتل هكذا ألف مرة، وأن الله يدفع بذلك القتل عن نفسك، وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك. ) بحار الانوار

    مقدمة كتاب المتشابهات ج3 للإمام أحمد الحسن ع [... وزنوا أنفسكم واعرضوها على الحق، لتعلموا مدى اليقين الذي توصلتم له، انظروا هل أنتم على استعداد لأنْ تعرضوا أنفسكم وأموالكم للتلف مع الحسيـن بن علي (ع) اليوم، أم أنتم مترددون في غياهب ظلمات الدنيا الدنية من حب الحياة والجاه والمال والولد.
    اعلموا أيها الأحبة أنّ الحسين (ع) ذبيح الله وطريق الحسين (ع) هو كهف الله الحصين.
    أيها الأحبة، كثيرون راسلوا الحسين (ع) في هذا الزمان وقالوا أقدم يا بن رسول الله على جند لك مجندة، فلما جاءهم وامتحنهم الله بقليل من تراث الدنيا والخوف من الدجال الأكبر (أمريكا) قالوا: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾، وقالوا ﴿لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ﴾، وأعاد أهل الكوفة في هذا الزمان الكرة فتعساً لهم بما قدمت أيديهم ونطقت ألسنتهم من الباطل، وهم ذراري قتلة الحسين بن علي (ع).
    وأقسم بالله ما قدمنا عليهم إلا بعدما دعونا صباحاً ومساءً وهم يئنّون من وطأة الظالمين والفراعنة، فلما حللنا بين أظهرهم عَدْوا علينا يقاتلوننا، وسلّوا علينا سيفاً لنا في أيمانهم، وأمسوا ظهيراً لأعدائهم على أوليائهم، فويل لمن كان أولياؤه أعداءه يوم القيامة، وخصمهم جدّي رسول الله (ص)، رضينا بالله حكماً والموعد القيامة ومن ورائهم جهنم يصلونها وبئس الورد المورود.
    يا أنصـار الله. يا أنصـار الأنبياء والمرسلين. يا أنصـار الحسين (ع). يا أنصـار الإمام المهدي (ع). اتقوا الله وتيقنوا وانظروا كيف تخلفون الإمام المهدي (ع) في أمانته عندكم ﴿قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ * قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ﴾.
    والحمد لله وحده. ﴿إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ * وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ﴾. المذنب المقصر أحمد الحسن ]

    أنصحكم وأنصح نفسي [اتقوا الله وتيقنوا وانظروا كيف تخلفون الإمام المهدي (ع) في أمانته عندكم]

    هذا والحمدلله رب العالمين
    (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [سورة الناس : 6-1]



    ***



    الخطبة الثانية:
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَاَمينِكَ، وَصَفِيِّكَ، وَحَبيبِكَ، وَخِيَرَتِكَ مَنْ خَلْقِكَ، وَحافِظِ سِرِّكَ، وَمُبَلِّغِ رِسالاتِكَ، اَفْضَلَ وَاَحْسَنَ، وَاَجْمَلَ وَاَكْمَلَ، وَاَزْكى وَاَنْمى، وَاَطْيَبَ وَاَطْهَرَ، وَاَسْنى وَاَكْثَرَ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ، وَتَحَنَّنْتَ وَسَلَّمْتَ عَلى اَحَد مِن عِبادِكَ وَاَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ، وَصِفْوَتِكَ وَاَهْلِ الْكَرامَةِ عَلَيْكَ مِن خَلْقِكَ، اَللّـهُمَّ وَصَلِّ عَلى عَليٍّ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ، عَبْدِكَ وَوَليِّكَ، وَاَخي رَسُولِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَآيَتِكَ الْكُبْرى، وَالنَّبأِ الْعَظيمِ، وَصَلِّ عَلَى الصِّدّيقَةِ الطّاهِرَةِ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى سِبْطَيِ الرَّحْمَةِ وَاِمامَيِ الْهُدى، الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ اَهْلِ الْجَّنَةِ، وَصَلِّ عَلى اَئِمَّةِ الْمُسْلِمينَ، عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ ابْنِ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَر، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ، ومحمد بن الحسن ، وأحمد بن محمد والمهديين من ولده ، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ، وَاُمَنائِكَ في بِلادِكَ صَلَاةً كَثيرَةً دائِمَةً...

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنصار الله، في الخطبة السابقة انتهينا من الفصل الأول الذي هو (الخلل الواقع في الصلاة) تحت الركن الرابع في كتاب الصلاة من كتاب شرائع الإسلام للإمام أحمد الحسن ع، وبين فيه الامام ع الخلل الواقع في الصلاة عن (عمد – شك – سهو)، وكذلك سجدتي السهو، فاليوم ندخل في الفصل الثاني الذي هو في (قضاء الصلوات)...

    شرائع الإسلام ج1 [الفصل الثاني: في قضاء الصلوات
    والكلام في: سبب الفوات، والقضاء ولواحقه.
    أما السبب: فمنه ما يسقط معه القضاء وهو سبعة: الصغر، والجنون، والإغماء والحيض، والنفاس ، والكفر الأصلي ، وعدم التمكن من فعل ما يستبيح به الصلاة من وضوء أو غسل أو تيمم (1) . وما عداه يجب معه القضاء كالإخلال بالفريضة عمداً أو سهواً عدا الجمعة والعيدين (2) ، وكذا النوم ولو استوعب الوقت. ولو زال عقل المكلف بشيء من قبله كالسكر وشرب المرقد وجب القضاء، لأنه سبب في زوال العقل غالباً. ولو أكل غذاء مؤذياً فآل إلى الإغماء لم يقض، وإذا ارتد المسلم أو أسلم الكافر ثم كفر وجب عليه قضاء زمان ردته.
    وأما القضاء: فإنه يجب قضاء الفائتة إذا كانت واجبة، ويستحب إذا كان نافلة مؤقتة استحباباً مؤكداً وإن فاتت لمرض لا يزيل العقل. ويستحب أن يتصدق عن كل ركعتين بمد، فإن لم يتمكن فعن كل يوم بمد (3) . ويجب قضاء الفائتة وقت الذكر ما لم يتضيق وقت حاضرة، بترتيب السابقة على اللاحقة كالظهر على العصر، والعصر على المغرب، والمغرب على العشاء، سواء كان ذلك ليوم حاضر أو صلوات يوم فائت، فإن فاتته صلوات لم تترتب على الحاضرة لم يجب تقديمها (4) . ولو كان عليه صلاة فنسيها وصلى الحاضرة لم يعد، ولو ذكر في أثنائها عدل إلى السابقة (5) ، ولو صلى الحاضرة مع الذكر أعاد (6) . ولو دخل في نافلة وذكر في أثنائها أن عليه فريضة استأنف الفريضة (7). ويقضي صلاة السفر قصراً ولو في الحضر، وصلاة الحضر تماماً ولو في السفر.
    وأما اللواحق، فمسائل:
    الأولى: من فاتته فريضة من الخمس غير معينة قضى صبحاً ومغرباً وأربعاً عما في ذمته (8) . ولو فاتته من ذلك مرات لا يعلمها قضى حتى يغلب على ظنه أنه وفى (9) .
    الثانية: إذا فاتته صلاة معينة ولم يعلم كم مرة كرر من تلك الصلاة حتى يغلب عنده الوفاء، ولو فاتته صلوات لا يعلم كميتها ولا عينها صلى أياماً متوالية حتى يعلم أن الواجب دخل في الجملة. ]

    أحكام الشريعة بين السائل والمجيب (للشيخ علاء السالم) ج2 :
    (1) - (أي فاقد الطهورين: الماء والتراب).
    (2) - فإنها لو فاتت لا تقضى، كما تقدم.
    (3) - مد (3/4 كغم)
    (4) - سواء كان ما يريد قضاءه ليوم حاضر (كما لو فاتته صلاة الصبح لهذا اليوم وأراد صلاة الظهر فانه يقضي الصبح أولاً)، أو صلوات يوم فائت (كما لو فاته صلاة يوم فانه يقضيه مرتباً). فإن فاتته صلوات لم تترتب على الحاضرة (كما لو حضر وقت صلاة الظهر وقد فاتته صلاة المغرب والعشاء ليوم مضى) لم يجب تقديمها، بل يمكنه أن يصلي الظهرين ثم يقضي ما فاته.
    وكذلك لو كانت عليه فرائض متفرقة من عدة أيام، كما لو فاتته صلاة الصبح والعصر والعشاء من عدة أيام، فيمكنه أن يقضي العشاء قبل الصبح والعصر أو قضاء العصر قبلهما.
    (5) - س/ وما هو الحكم لو ذكر في أثناء الصلاة أنّ عليه فريضة سابقة ؟
    ج/ عدل بنيته إلى السابقة إن كان العدول ممكناً، كما لو فاته صلاة الصبح وبدأ بالظهر، فإنه إذا تذكر في الركعة الأولى أو الثانية فيمكنه أن يعدل بنيته إلى الصبح ثم يصلي الظهر بعدها. وإذا لم يمكنه العدول فيقضي الفائتة بعدها.
    (6) - س/ ولو صلى الحاضرة مع تذكر أنّ عليه فريضة فائتة ؟
    ج/ أعاد، بمعنى أنه يقضي الفائتة ثم يصلي الحاضرة.
    (7) - بمعنى أنه لا يعدل من النافلة إلى الفريضة الفائتة وإنما يتم نافلته ثم يصلي الفريضة الفائتة بعدها.
    (8) - وأربعاً عما في ذمته (أي يصلي صلاة رباعية ولا ينويها ظهراً أو عصراً أو عشاءاً، وإنما ينويها عما في ذمته). هذا إذا كان في الحضر، ولو كان في السفر قضى مغرباً، وثنائية عما في ذمته.
    (9) - قضى بالنحو الذي تقدم (أي صبح ومغرب وأربع عما في ذمته) حتى يغلب على ظنه أنه وفى بما في ذمته.

    الأجوبة الفقهية (صلاة):
    س131/ هل يصح أداء صلاة نافلة مستحبة لمن عليه قضاء صلاة واجبة، وما هي النافلة التي لو دخل فيها وذكر في أثنائها أن عليه فريضة استأنف الفريضة ؟
    ج/ يجوز أن يصلي نافلة إذا كان عليه قضاء صلاة واجبة غير مترتبة على الحاضرة، أما إذا كان عليه قضاء صلاة واجبة مترتبة على الحاضرة فيجب عليه قضاءها قبل أن يصلي النافلة أو الواجبة الحاضرة. ولو صلى الحاضرة وفي أثنائها ذكر الفائتة المترتبة عليها عدل إليها، أما لو صلى نافلة وذكر الفائتة لم يعدل بل يتم النافلة ثم يستأنف الفريضة الفائتة فيقضيها.
    س132/ إذا كنت في سفر والصلاة فيها قصر ولم أصلِّ صلاة الظهر والعصر بسبب السفر وعندما وصلنا إلى البيت كان الوقت غروباً، فكيف أقضي الصلاة قصراً أو تماماً ؟
    ج/ ما فات يقضى كما فات، فلو أن وقت المغرب حل في السفر أي قبل الوصول تقضي ما فات قصراً ولو أن وقت المغرب حل بعد الوصول وقبل أداء الصلاة تقضى تماماً.
    س133/ مطلوب صيام كثير، أيام كان في عافية وكذا الصلاة، والآن هو في غير عافية لأخذه العقاقير كعلاج، فما حكم القضاء أو الكفارة ؟
    ج/ المريض الذي في ذمته قضاء صلاة وصيام أيام كان في عافية إذا كان يرجو الشفاء من مرضه يتربص حتى يشفى ويقضي ويُكفّر، وإذا كان يُكفّر بإطعام مساكين فيجب عليه المبادرة حتى قبل الشفاء بإطعام المساكين، وإذا كان مرضه مزمناً ولا يستطيع الصيام فيدفع الفدية المعلومة عن كل يوم (3/4 كغم) من الطعام. أما الصلاة فيقضيها بما يتمكن من جلوس أو غيره بحسب ما يسمح حاله أو مرضه.
    س134/ المريض الذي قد يسلب مرضه فكره ويسبب له اختلاطاً في معرفة أوقات الصلاة والأحكام، هل تبقى الصلاة واجبة عليه ويقضي هو عن نفسه إن شُفي أو ابنه الأكبر إن مات وهو على حالته المذكورة ؟
    ج/ إذا كان يعي وجوب الصلاة عليه فيجب عليه أن يصلي ضمن الحدود التي يتمكن الصلاة بها وقد بينتها في الشرائع وغيرها، أما إذا كان المرض قد غلب عليه بحيث فقد الوعي ولم يعد يميز حتى إن كان مستيقضاً أنّ الصلاة واجبة عليه فهذا يكون حاله كالمجنون والمغمى عليه من جهة سقوط الأداء والقضاء عنهما.

    صلاة الإجارة:
    س136/ أعطاني احد المؤمنين مبلغاً قدره (10) آلاف فقط، عن بدل استئجار الصلاة عن والده المتوفى، فما حكم هذه الأمانة ؟
    ج/ أخذ الأجرة مقابل الصلاة والصيام نيابة عن الميت باطل، حيث لا توجد نية قربة إلى الله سبحانه في هكذا صلاة أو صيام، فهو لولا الأجرة لما صلى ولما صام نيابة عن هذا الميت، فصلاته وصيامه قربة للمال لا لله سبحانه، وإذا لم يوجد الابن الأكبر الذي يجب عليه قضاء ما في ذمة الوالدين، أو كان موجوداً ولم يستطيع قضاء ما في ذمتهما ولم يوجد متبرع لأداء ما في ذمة الميت من صلاة وصيام، يتصدق عن الميت عن كل يوم صيام بمُد من الطعام، وعن صلاة اليوم والليلة بمُد من الطعام، فهذا المبلغ يعمل به بحسب ما تقدم من التفصيل، والحمد لله.
    س137/ وما مضی من هذا العمل والمال مقابله کيف هو ؟
    ج/ لا شيء عليكم فيما أديتم من صوم وصلاة مقابل أجر فيما مضى إن كنتم تجهلون أنها بدعة ولم تشرع في قرآن أو سنة عن النبي وأهل بيته .
    أما ما قبضتم عنه أجر من صوم وصلاة عن الأموات (الذين ماتوا على ولاية حجة الله في زمانهم أو من تجهل حالهم) ولم تؤدوه فيمكنكم التصدق عن الميت بالمبلغ كما تقدم.
    ويمكنكم أيضاً قضاء الصلاة والصوم عن الأموات الذين قبضتم أجراً عن القضاء عنهم فيما مضى (إن كنتم تجهلون أن الصلاة والصوم مقابل الأجر بدعة)، ولكن الآن تنوي القضاء عنهم قربة إلى الله لا لأجل الأجر الذي قبضته فيما مضى.
    وبالنسبة لقضاء الصلاة فالقضاء في ليلة ثلاث وعشرين من رمضان يعدل ألف شهر، فلو كان في ذمة شخص مثلاً سنة قضاء أو عشر سنين أو حتى ألف شهر يكفيه قضاء يوم واحد في ليلة القدر.
    س138/ ماذا إذا لم يكن المكلف يعلم بالحكم وكان قد صرف الأموال التي استلمها عن الميت سواء كانت عن صوم أو صلاة ؟
    ج/ إذا كان فقيراً ومحتاجاً للمال وقد صرفه على طعامه وطعام عياله فهو صدقة عن الميت بقضاء ما في ذمته من صلاة أو صيام، وإن كان غنياً فعليه أن يتصدق بالمال عن الميت كما هو مبين في أجوبة سابقة.
    س139/ وهل أخذ الأجرة مقابل قراءة القرآن كذلك ؟
    ج/ أخذ الأجر على قراءة القرآن بصوت (جهراً) جائز حتى وإن لم يحضرها أحد من الإنس فإنه يحضرها من لا ترونه من مؤمني الجن.

    بهذا نكون قد انتهينا من الفصل الثاني الذي هو (قضاء الصلوات)، وفي الخطبة القادمة نبتدأ في الفصل الثالث الذي يكون (في الجماعة)، نختم بهذا الدعاء ان شاء الله...

    اللهم وأحي بوليك القرآن، وأرنا نوره سرمدا لا ظلمة فيه، وأحي به القلوب الميتة، واشف به الصدور الوغرة، واجمع به الأهواء المختلفة على الحق وأقم به الحدود المعطلة، والأحكام المهملة، حتى لا يبقى حق إلا ظهر، ولا عدل إلا زهر، واجعلنا يا رب من أعوانه، وممن يقوي سلطانه، والمؤتمرين لأمره والراضين بفعله، والمسلمين لأحكامه، وممن لا حاجة به إلى التقية من خلقك. أنت يا رب الذي تكشف السوء، وتجيب المضطر إذا دعاك، وتنجي من الكرب العظيم، فاكشف الضر عن وليك، واجعله خليفتك في أرضك كما ضمنت له. اللهم ولا تجعلنا من خصماء آل محمد، ولا تجعلنا من أعداء آل محمد، ولا تجعلني من أهل الحنق والغيظ على آل محمد، فاني أعوذ بك من ذلك، فأعذني وأستجير بك فأجرني. اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعلني بهم فائزا عندك في الدنيا والآخرة ومن المقربين.

    هذا والحمدلله رب العالمين، وأستغفر الله لي ولكم

    (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) [سورة النصر 1 – 3]
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎