إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

موقف النحاة من القراءات (واختلاف النحويين في إعراب القرآن)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • hq313
    عضو جديد
    • 10-06-2013
    • 27

    موقف النحاة من القراءات (واختلاف النحويين في إعراب القرآن)

    موقف النحاة من القراءات
    إعداد وجمع HQ313

    اختلفت الأدوات التي استخدمها النحاة في استقراء النصوص العربية من شعر وتقعيد قواعد النحو والصرف وأمثال وأقوال مثل النقل أو السماع .
    حيث النقل إشارة إلى ((الكلام العربي المنقول النقل الصحيح الخارج من حد القلّة إلى حد الكثرة)) [1]
    والسماع إشارة إلى ((أصل من أصول النحو واللغة ودليل من أدلتها)) [2] أو هو ((ما ثبت في كلام من يوثق بفصاحته فشمل كلام الله تعالى وهو القرآن ، وكلام نبيه وكلام العرب قبل بعثته وفي زمنه وبعده إلى أن فسدت الألسنة بكثرة المولدين عن مسلم أو كافر)) [3]
    وعلى اعتبار أن القواعد والأقيسة التي ثبتها النحاة هي من وضع البشر ومستوحاة من قبائل مختلفة تمثل الأفصح في وجهة نظرهم ، فمن الطبيعي أن ينشأ النزاع والخلاف وفق المباني ذات المنابع المختلفة وهذا بدوره ينعكس على قبول القراءات القرآنية بين مؤيد ورافض ومخالف وموافق ، هذا يضعف القراءة القرآنية والآخر يقويها ويقبلها ، وذلك يعتبرها مخالفة للقواعد النحوية وأنها تقع ضمن القراءات الشاذة أو تخالف الأقيسة فهي قبيحة وذلك يعتبرها من صلب القواعد العربية من لهجات العرب الأصيلة .
    يقول الدكتور حازم سليمان الحلي ((ولذلك لم يختلف النحاة واللغويون في قبوله لأنه أوثق النصوص العربية وأرقاها غير أنهم اختلفوا واستجرت آراؤهم في القراءات بين راغب فيها يقبلها ويحتج بها؛ وراغب عنها يرفضها وإن كانت من القراءات السبع متعصب للقاعدة التي قعّدها فإن اختلفت القراءة مع القاعدة وصف القراءة بالقبح أو الخطأ أو الضعف أو اللحن أو الشذوذ )) [4]
    وسيبويه وهو إمام النحاة والمتوفى (180 هــ) والذي يرى ((أن القراءة لا تخالف لأنها السنة))[5] فرغم ذلك نجده ينسب بعض القرّاء إلى التوهم والغلط .[6]
    وهذا التناقض لا يصدر إلا من متعصب أصولي لغوي للقواعد والأقيسة سواء كانوا من أعلام وأتباع المدرسة البصرية أو المدرسة الكوفية الذي خطّئوا بعض القراء الذين يخالفون في قراءتهم قواعدهم بالرغم أن هؤلاء القرّاء ((أولى بالصحة من النحاة لأنهم يعتمدون في قراءاتهم على السماع وهم ثقة، فالقرّاء أهل تلقّ وعرض فهم أدق في نقلهم اللغة ))[7]
    والناظر في كتب المدراس النحوية يجد أن المدرسة البصرية هي أشد من بقية المدارس النحوية في رفض بعض القراءات ونعتها بنعوت غير مألوفة ((عندما تتعارض مع أقيستهم وقواعدهم التي صنعوها بأنفسهم)) [8] بينما أن أغلب الكوفيين كانوا يظهرون احتراماً للقراءات .
    يقول الدكتور مهدي المخزومي ((لقد وقف البصريون من القراءات موقفهم من سائر النصوص اللغوية وأخضعوها لأصولهم وأقيستهم، فما وافق منها أصولهم قبلوه وما أباها رفضوا الاحتجاج به ووصفوه بالشذوذ
    أما الكوفيين فقد قبلوها واحتجوا بها وعقدوا على ما جاء فيها كثيرا من أصولهم وأحكامهم)) [9]
    على اعتبار أن المنهج الكوفي مبني على ((الأفشى في اللغة والأقيس في العربية بل على الأثبت في الأثر والأصح في النقل )) [10]
    في هذا البحث سوف نستعرض بعض القراءات القرآنية التي اختلف فيها البصريون فضعفوها أو ردوها أو شذّذّوها وأجازها وقبلها الكوفيون وقاسوا عليها .
    النموذج الأول
    قرأ حمزة الزيات (ت 156 هـ) (وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ ) [11] بجر الأرحامِ (الكسر) وقرأ بها كلٌ من عبدالله ابن مسعود (ت 32 هـ) وعبدالله ابن عباس(ت 68 هـ) والحسن البصري (ت 110 هـ) وهو أحد القرّاء الأربعة عشر وإبراهيم النخعي (ت 90 هـ) وقتادة (ت 117 هـ) والأعمش (147 هـ) ويحيى بن وثاب (ت 103 هـ) وطلحة (ت 112 هـ)
    ردَّ البصريون هذه القراءة لمخالفتها القاعدة البصرية التي ((لا تجيز العطف على الضمير المجرور من غير إعادة حرف الجر)) [12]
    ثم أتى المبرد (ت 285 هــ) وقال : ((لا تحل القراءة بها))[13] فرد عليه ابن جني (ت 392 هـ) قائلاً : ((ليست هذه القراءة عندنا من الإبعاد والفحش والشناعة والضعف ما رآه فيها وذهب إليه أبو العباس بل الأمر فيها دون ذلك وأقرب وأخف وألطف وذلك أن لحمزة أن يقول لأبي العباس كأني قلتُ : وبالأرحام ، ثم حذفتُ الباء لتقدم ذكرها )) [14]
    وقال الزجاج (ت 311 هـ) والقراءة الجيدة نصب الأرحام .. فأما الجر في الأرحام فخطأ في العربية لا يجوز إلاّ في اضطرار شعر؛ وخطأ أيضاً في أمر الدين عظيم )) [15]
    أما أبو جعفر النحاس (ت 238 هـ) فقد بيّن موقف البصريون من هذه القراءة قائلا ((قال البصريون هو لحن لا تحل القراءة به)) [16]
    ومن ثم يأتي العلامة الرضي (ت 676 هـ) بقوله ((والظاهر أن حمزة جوّز ذلك بناء على مذهب الكوفيين لأنه كوفي : ولا نسلم لتواتر القراءات السبع )) [17]

    ((وإذا لم يسلّم العلامة الرضي الأسترأبادي بتواتر القراءات السبع أيشك بعروبة ابن مسعود الهذلي وابن عباس القرشي وإبراهيم النخعي وهم ممن قرأ هذه القراءة والنحاة يأخذون ببيت شعر مجهول القائل أفلا يأخذون بالقرآن))[18]
    أما الكوفيون فلا يخفى قبولهم لتلك القراءة بحيث ((رتبوا عليها جواز عطف الاسم الظاهر على الضمير المجرور من غير إعادة حرف الجر ))[19]
    النموذج الثاني
    قال تعالى ((وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ))[20]
    قال أبو حيان (ت 745 هـ) قرأ الجمهور ؛ "معايش" بالياء وهو القياس ... وقرأ الأعرج (ت 117 هـ) [21]
    أما زيد بن علي عليه السلام والأعمش وخارجة (ت 148 هـ) وخارجة (ت 168 هـ) عن نافع (ت 169 هـ) وابن عامر (ت 118 هـ) في رواية : "معائـش" بالهمزة ((وليس بالقياس ولكنهم رووه وهم ثقاة )) [22]
    وجميع النحاة البصريين يزعمون أن همزها خطأ كما يذكر ابن منظور الأفريقي في كتابه لسان العرب تحت باب "عيش" 8/213
    كما يؤكد كلام ابن منظور الزجاج (ت 311 هـ) في قوله ((جميع نحاة البصرة تزعم أن همزها خطأ ... ولا ينبغي على هذه القراءة)) [23]
    أما المازني (ت 247 هـ) فيقول ((أصل هذه القراءة عن نافع ولم يكن يدري ما العربية)) [24]
    والنحاس يعتبرها من اللحن التي لا يجوز القراءة بها فيقول ((الهمزة لحن لا يجوز)) [25]
    أما ابن الأنباري (ت 577 هـ) فيعتبر هذه القراءة ضعيفة على القياس حيث يقول ((وقد قرئ معائش بالهمزة على تشبيه الأصلية بالزائدة وهي قراءة ضعيفة في القياس )) [26]
    أما أبو حيّان فلا يتعبد أساساً بآراء نحاة البصرة كما يقول ((لسنا متعبدين بأقوال نحاة البصرة)) [27]
    ويقول البغدادي في التيسير معلقاً على من أشكل على القراءة بالهمزة ((فكيف ترد قراءة رواها الثقاة مثل ابن عامر وهو عربي صراح وقد أخذ القرآن عن عثمان قبل ظهور اللحن، والأعرج وهو من كبار قُراء التابعين وزيد بن علي وهو من الفصاحة والعلم بالمكان الذي قل أن يدانيه في ذلك أحد والأعمش وهو من الضبط والإتقان والحفظ والثقة بمكان؛ ونافع وهو قد قرأ على سبعين من التابعين وهم من الفصاحة والضبط والثقة بالمحل الذي لا يجهل فوجب قبول ما نقلوه إلينا ولا مبالاة بمخالفة نحاة البصرة .))[28]
    النموذج الثالث
    قال تعالى (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ)[29]
    قرأ جمهور القرّاء بكسر الهاء أما أبو عمر بن العلاء ( ت 154 هـ) وشبعة (ت 193 هـ) وحمزة والأعمش بسكون الهاء "يؤدهْ" ولم يقبل البصريون بهذه القراءة فردوها .
    لذلك يقول أبو إسحاق الزجاج (ت 311 هـ) : ((وهذا الإسكان الذي روي عن هؤلاء غلط لأن الهاء لا ينبغي أن تجزم وإذا لم تجزم فلا يجوز أن تُسكَّن في الوصل )) [30]
    ويُعقب النحاس على هذه القراءة قائلا : ((فأما إسكان الهاء فلا يجوز إلاّ في الشعر عند بعض النحويين وبعضهم لا يجيزه)) [31]
    ويقول علماء النحو والقراء ((والعجيب رفضُ قراءة أبي عمرو بن العلاء وهو من أبرز نحاة البصرة ، ومن أعلم الناس بالقرآن والعربية مع الصدق والثقة والزهد))[32]
    ويعضد الرأي السابق قول أبو حيّان مؤيدا القراءة بإسكان الهاء وردا على الزّجّاج ((وما ذهب إليه أبو إسحاق من أن الإسكان غلط ليس بشيء إذ هي قراءة في السبعة وهي متواترة، وكفى أنها منقولة عن إمام البصريين أبي عمرو بن العلاء فإنه عربي صريح وسامع لغة ، وإمام في النحو)) [33]
    النموذج الرابع
    قال تعالى (وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ ..)[34] قرأ ابن عامر الآية (زُيّن) بالضم ، ورفع قتلُ ، ونصب (أولادَهم) وجر (شركائِهم) ((ففصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول وهو أمر منعه البصريون فرموا ابن عامر بالجهل[35] وغلطوا قراءته ووصفوها بالوهم[36] والقبح[37] والشذوذ[38] والضعف [39] .
    وذهبوا إلى أن هذه القراءة غير صحيحة وأنها من اللحن[40] فرفضوا الاحتجاج بها لأن الإجماع عندهم واقع على امتناع الفصل بين المضاف والمضاف إليه في غير ضرورة الشعر والقرآن ليس فيه ضرورة؛ وإذا وقع الإجماع على امتناع الفصل بينهما في حال الاختيار ، سقط الاحتجاج بها على حال الاضطرار ))[41]
    ويقول ابن خالويه ( ت 370 هـ) : ((هو قبيح في القرآن))[42]
    قال أبو علي الفارسي (ت 377 هـ) ((هذا قبيح الاستعمال ولو عدل عنها كان أولى))[43]
    أما الزمخشري فيزيد في حدة رأيه على قراءة ابن عامر حيث يقول ((وأما قراءة ابن عامر فشيء لو كان في مكان الضرورة لكان سمجاً مردوداً .. فكيف به في الكلام المنثور ؟ والذي حمله على ذلك أنه رأى في بعض المصاحف مكتوباً بالياء ولو قرئ بجر الأولاد والشركاء ... لوجد في ذلك مندوحة عن هذا الارتكاب ))[44]
    وتعتبر هذه جرأة من الزمخشري تجاه أحد أشهر القرّاء الثقة مما استجلب سخط النحاة مثل أبو حيان الذي قال عن رأي الزمخشري ((وأعجب لعجمي ضعيف في النحو يرد على عربي صريح محض قراءة متوتر موجود نظيرها في لسان العرب في غير ما بيت وأعجب لسوء ظن هذا الرجل بالقراء الأئمة الذي تخيرتهم هذه الأمة لنقل كتاب الله )) [45]
    أما الكوفيون فلم يردوا هذه القراءة وقبلوا بها ورتبوا عليها جواز ((الفصل بين المضاف والمضاف إليه يغير الظرف))[46]


    [1] الأغراب في جدل الأعراب : لأبي البركات عبدالرحمن الأنباري ص : 81

    [2] الشاهد وأصول النحو في كتاب سيوبيه ، الدكتورة خديجة الحديثي ص : 139

    [3] الاقتراح للسيوطي ، ص : 14

    [4] ص : 34 في كتابه القراءات القرآنية بين المستشرقين والنحاة .

    [5] الكتاب ، بولاق ، 1/74

    [6] معاني القرآن للفراء 2/76

    [7] اللهجات العربية في القراءات القرآنية ، الدكتور عبده الراجحي ص : 86

    [8] ص : 36 في كتابه القراءات القرآنية بين المستشرقين والنحاة .

    [9] مدرسة الكوفة ، للدكتور مهدي المخزومي ص : 337

    [10] النشر 1/10

    [11] النساء : 1

    [12] الإنصاف ، المسألة 2/246 ، والبسيط في شرح الكافية 1/655

    [13] شرح المفصل 2/78

    [14] الخصائص : 1/285

    [15] معاني القرآن وإعرابه للزجاج 2/2

    [16] إنباه الرواة 1/101

    [17] الكافية لشرح الرضي 1/420

    [18] القراءات القرآنية بين المستشرقين والنحّاة ، الدكتور حازم سليمان الحلي ، ص : 40

    [19] الإنصاف – المسألة 2/246

    [20] الأعراف : 10

    [21] غاية النهاية 1/381

    [22] البحر المحيط : 4/271

    [23] البحر المحيط 4/271

    [24] البحر المحيط 4/271

    [25] إعراب القرآن 1/600

    [26] البيان في غريب إعراب القرآن (الأنباري) 1/355

    [27] البحر المحيط 4/271

    [28] البحر المحيط 4/271

    [29] آل عمران : 75

    [30] البحر المحيط ، 2/499

    [31] إعراب القرآن ، 1/345

    [32] انظر في طبقات النحويين ص : 35 ، ونزهة الألباب ص : 31 ، وغاية النهاية 1/228

    [33] البحر المحيط ، 2/499

    [34] الأنعام : 137

    [35] الكشاف ، 2/54 ، والبحر المخيط ، 2/499

    [36] الإنصاف – المسألة 1/288

    [37] الحجة ، ابن خالويه ص : 151 والحجة لأبي علي الفارسي 4/101

    [38] مجمع البيان ، 8/205

    [39] البيان في غريب إعراب القرآن ص : 243

    [40] إعراب القرآن ، 1/583

    [41] الإنصاف – المسألة 1/227

    [42] الحجة لابن خالويه : 151

    [43] الحجة لأبي علي الفارسي ، 4/102

    [44] الكشاف ، 2/54

    [45] البحر المحيط ، 4/23

    [46] القراءات القرآنية بين المستشرقين والنحّاة ، الحلي ، ص : 47
  • منيرة سمير
    عضو جديد
    • 13-12-2017
    • 11

    #2
    رد: موقف النحاة من القراءات (واختلاف النحويين في إعراب القرآن)

    جزاك الله خيرا
    اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ ، عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَأَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ
    http://al3abcarsracing.com/

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎