إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من صلاة الجمعة في حسينية انصار لامام المهدي ع في الكاظمية المقدسة بتاريخ العاشر من شوال 1437 هجري قمري حزب الله كالبنيان المرصوص

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • شيخ نعيم الشمري
    عضو جديد
    • 05-03-2013
    • 94

    جانب من صلاة الجمعة في حسينية انصار لامام المهدي ع في الكاظمية المقدسة بتاريخ العاشر من شوال 1437 هجري قمري حزب الله كالبنيان المرصوص

    جانب من صلاة الجمعة في حسينية انصار لامام المهدي ع في الكاظمية المقدسة بتاريخ العاشر من شوال 1437 هجري قمري نحن عنوان حزب الله كالبنيان المرصوص


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
    اللهم اجعلنا من جندك فإن جندك هم الغالبون، واجعلنا من حزبك فإن حزبك هم المفلحون، واجعلنا من أوليائك فإن أوليائك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
    اللهم ثبتنا على دينك ما احييتنا ولا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب اللهم واسكن في قلوبنا من اليقين حتى نعلم انه لن يصيبنا الا ما كتبت لنا ولا تستبدل بنا غيرنا فان استبدالك بنا غيرنا عليك سهل يسير وعلينا صعب عسير.
    قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ *وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) (آل عمران: 102 - 103 .

    ان الله امر المؤمنين في هذه الآيات بمجامع الطاعات ، ومعاقد الخيرات ، فأمرهم أولا بتقوى الله وهو قوله(
    اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ) حق تقاته : أن يطاع فلا يعصى طرفة عين ، ، وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر على ما تفضل واعطى.
    وثانيا : الاعتصام بحبل الله ، وهو قوله )(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا) وحبل الله هو حجته على خلقه فهو الحبل الممدود ما بين الارض والسماء وهو سبيل الله وطريقه المستقيم.
    وثالثا : بذكر نعم الله وهو قوله ( وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ) واهم النعم واعلاها ولاية آل محمد (ع) وقد ورد في اخبار كثيرة ان اعظم النعم نعمة الولاية ويوم القيامة يسال العبد عنها قال تعالى في سورة التكاثر {ثم لتسئلُنَّ يومئذ عن النعيم} التكاثر 8 وقد ورد في روايات عديدة ان المراد بالنعيم في هذه الاية ولاية آل محمد (ص)
    ومعنى الولاية (في كتاب مجمع البحرين من كتب اللغة ) :
    الولاية) بالفتح (محبة اهل البيت عليهم السلام واتباعهم في الدين وامتثال اوامرهم ونواهيهم والتأسي بهم في الاعمال والاخلاق ) .
    اذن الولاية هي عبارة عن المحبة والطاعة والتسليم .
    والشاهد على هذا المعنى حديث زرارة عن الامام الباقر (ع) حيث عبر عن الولاية باطاعة الامام .{ذروة الامر وسنامه ومفتاحه وباب الاشياء ورضا الرحمن والطاعة للامام بعد معرفته )
    لذا يجب ان يُعلَم انه كلما كانت النعمة اهم واعظم واكبر اثرا كانت العقوبة على الكفران بها اشد واكبر وكان اثمه اكبر .
    وكفران هذه النعمة اشد من أي ذنب اخر وكفرانها يتحقق بأنكار ولايتهم (عليهم السلام) او نسيانهم وعدم ذكرهم وعدم السير في طريق محبتهم والاعراض عن اوامرهم ونواهيهم.
    بالمقابل كلما كان شكر العبد لهذه النعمة عظيماً كان توفيق الله الذي توجه به هذا العبد لهذا الشكر أعظم فبالشكر تدوم النعم .
    قال الامام احمد الحسن ع (..... وشكر الله سبحانه وتعالى يبدأ بشكر خلقه وأداء حقهم، فالخلق عيال الله، وأحبّ الخلق إلى الله أرأفهم بعياله، كما ورد في الحديث عنهم <ع> فالعبد يسبح ربه سبحانه وتعالى عندما يكون رحمة بالمؤمنين ورأفة باليتامى والمساكين، وغلظة وشدة على الكافرين المعاندين، وحق يسير على الأرض).
    فالحق يدحض الباطل ولا يبقي له باقية فانتم حزب الله و(حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (
    فمن اراد ان يكون مع حزب الله ومن حزب الله عليه ان يعلم ويعمل بما علم كما عليه ان يعلم ان حزب الله لايوجد فيه تنازع ولا يوجد فيه اختلاف ولا فرقة بل ان كلمتهم واحدة لانهم تلك الامة التي تدعوا الى الخير وتامر بالمعروف وتنهى عن المنكر قال تعالى ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ آل عمران:١٠٤.

    قال الامام احمد الحسن ع (.....فلأننا ( حزب الله)) ولأننا كـ (( الجسد الواحد )) يكفي أن يتكلم واحد منا باسم كل الجماعة ، فنحن قلب واحد كما إن كل فرد في هذه الجماعة الإلهية لا يرى نفسه ، بل يرى جماعة تعمل لإعلاء كلمة الله في أرضه .) تفسير الفاتحة

    يا انصار الله يا انصار الانبياء والمرسلين يا انصار الامام المهدي ع طهروا قلوبكم وطهروا انفسكم فان امامكم لا يمسه الا المطهرون واتركوا الجدال والمراء والتنازع والاختلاف كونوا إخوانًا متحابين في الله، وعلى نور من الله، وليكن رائدكم الأول والأعلى إرضاء ربكم ونصرة وليكم وإعلاء دينكم،

    فمن اتصف بهذه الصفات فهو مؤهل لرفقة قائم ال محمد ع ونصرته ويكون اهلا ان يحشر مع عدة القائم ع وخيرة انصاره الذين ينتظر اكتمالهم ليملا الارض بالقسط والعدل بعد ان ملئت بالظلم والجور.

    قال أبو عبد الله(ع)أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة و بضعة عشر كان الذي تريدون) .الغيبة للنعماني ص 203
    سؤال مالذي نريده نحن كانصار نريد ان يكحل الله اعيننا برؤية الامام ع نريد ان يمكن الله لمولانا نريد ان يجمعنا الله تحت رايته نريد ان يطبق حكم الله على الارض نريد ونريد ونريد وكل هذا مشروط باكتمالنا فهو منتظرلنا ع
    وليعلم الجميع ان الامام المهدي ع منتظر وليس منتظر أي انه هو من ينتظرنا وليس نحن من ينتظره بدليل كلام الطاهرين ( لو كملت العدة الموصوفة كان الذي تريدون )
    كيف يكون اكتمال العدة هل هو اكتمال العدد فقط ام النوعية قال الامام الصادق ( لو كملت العدة الموصوفة )
    السؤال الذي يطرح ماهي صفات تلك الثلة المؤمنه التي يريدها الامام ع الثلة التي قال فيهم سبحانه وتعالى (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا))الأحزاب: 23.)
    هل يكفي ان تتصف هذه العدة بشهادتها بالمهديين ع فقط ؟؟؟
    ام ان العدة موصوفة بصفات اخرى واذا كانت هناك صفات فما هي ؟؟؟
    إذا رجعنا إلى النصوص والروايات المأثورة عن أئمة أهل البيت (ع) والتي ذكرت المواصفات التي لا بد أن تتوفر في الشخصية الانسانية اللائقة بصحبة الامام (ع) نجد أنها ركَّزت على الشروط والمواصفات التالية:
    عن جابر عن ابي جعفر (عليه السلام) قال: قال لي ياجابر ايكتفي من انتحل التشيع ان يقول بحبنا اهل البيت فوالله ماشيعتنا الا من اتقى الله واطاعه وما كانوا يعرفون ياجابر الا بالتواضع والتخشع والامانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والبر بالوالدين والتعاهد للجيران من الفقراء واهل المسكنة والغارمين والايتام وصدق الحديث وتلاوة القران وكف الالسن عن الناس الا من خير وكانوا أمناء عشائرهم في الاشياء
    قال جابر فقلت يا ابن رسول الله ما نعرف اليوم احداً بهذه الصفة
    فقال ياجابر لاتذهبن بك المذاهب حسب الرجل ان يقول احب علياً واتولاه ثم لايتبع سيرته ولايعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئا فاتقوا الله واعلموا لما عند الله ليس بين احد قرابة احب العباد الى الله عزوجل واكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته ياجابر والله مايتقرب الى الله تبارك وتعالى الا بالطاعة وما معنا براءة من النار ولا على الله لأحد من حجة من كان لله مطيعاً فهولنا ولي ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدوّ وماتنال ولايتنا الا بالعمل والورع) الكافي ج2ص75
    من خلال كلام الامام ع نستطيع ان نتعرف على صفات تلك الثلة فمن صفاتهم :
    اولا: المعرفة والانقياد والتسليم لخليفة الله ومن نصبه
    ثانيا : اليقين والعمل بين يدي الامام ع
    ثالثا: توحيد القلوب و الصفوف وتناسي الخلافات
    رابعا: التمسك باوثق عرى الايمان وهو الحب في الله والبغض في الله
    خامسا: الشجاعة والاستعداد للتضحية في سبيل الامام ع
    ---------------------
    اما اولا: المعرفة والانقياد والتسليم لخليفة الله ومن نصبه
    على المؤمن ان يعرف خليفة الله معرفة نوارانية لا معرفة سطحية فالمعرفة السطحية لا تجلب لصاحبها نفعا ولا تدفع عنه ظرا.
    كما على المؤمن ان لا يجد في نفسه حرجا مما قضى خليفة الله بل يسلم تسليما
    كما على المؤمن ان يعمل على تمكين خليفة الله وتمكين خليفة الله ليس برايي و رايك ولا اجتهادي و اجتهادك بل لا يكون الا بالطاعة والتسليم لما صدر منه ع
    فالتمكين الحقيقي لخليفة الله نوعان :
    النوع الاول: تمكينه ع من قلوب وعقول المؤمنين اي ان اوامر حجة الله تطبق بالحرف ولابد ان يكون المؤمن مسلما لما وصله من حجة الله سواء مباشرة او عن طريق من نصبه فاوامره ونواهيه قد تاتينا مباشرة منه ع وقد تصلنا عن طريق من نصبهم فلا نعترض لان اعتراضنا سيكون كاعتراض ابليس لعنه الله ( انا خير منه ) فيكون لسان الحال كيف يكون هو الواسطة ولست انا.
    اعلموا سددكم الله ان المؤمنين ممتحنين فقد يكون امتحانهم واختبارهم فيما بينهم ((وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ۗوَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا )....
    والنوع الثاني: هو التمكين من الحكم اي على المؤمنين ان يسعوا لتمكين خليفة الله من الحكم لان حكمه حكم الله وهم عباد الله وحزب الله الذين يعملون لتهيئة القاعدة لخليفة الله والقاعدة لابد ان تكون رصينة متماسكة قد بنيت على اساس صلب لا تزعزعه الفتن ولا المغريات الدنيوية من مناصب وشهوات ومقامات وبالتاكيد تحتاج هذه المرحلة الى تضحيات بالغالي والنفيس وتحتاج الى تماسك حقيقي ما بين المؤمنين وتحتاج الى عمل جاد لانه وقوف عكس التيار .
    قال الامام احمد الحسن ع (فالوقوف عكس التيار ليس بالأمر اليسير ولكنه حال جميع الأنبياء والمرسلين ومن اتبعهم من المؤمنين، فلم يستقبل قوم نبياً بالأحضان كما هو بين في القرآن والكتب السماوية، ولم ينهض معه قومه للقتال وإعلاء كلمة الله ولكن آمن معه قليل، ونصره قليل، أو كما يعبر عنهم العلماء غير العاملين:

    ﴿فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ﴾

    فمع طالوت ع يعبر النهر فقط (313) رجلاً، وهم أيضاً العدّة التي مع رسول الله <ص> في بدر، وهم أصحاب القائم ....) كتاب الجهاد باب الجنة

    ثانيا : اليقين والعمل بين يدي الامام ع
    قال الامام احمد الحسن ع ( أيها الاخوة الأعزاء، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، تواضعوا في الأرض تعرفوا في السماء، واعلموا أنّ الخلق عيال الله، وأحبّ الخلق إلى الله أرأفهم بعياله.

    كونوا رحماء بينكم ، أشداء على الكفار، قال تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ .................﴾).[1]- يوسف : 21.

    تعلموا تعاليم الأنبياء، واعملوا بها، فسيرى الله عملكم ورسوله والأئمة والأنبيـاء والمرسلون وعباد الله الصالحون، ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى﴾ (.[1]- النجم : 39 – 41.

    وتيقنوا ، فباليقين يأخذ ابن آدم ويغترف من رحمة الله، هكذا قال نوح النبي وإبراهيم الخليل وموسى الكليم وعيسى المسيح ومحمد عبد الله والأئمة الأطهار [IMG]file:///C:/Users/faas/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.jpg[/IMG]: (خذ على قدر يقينك) وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، فباليقين أولياء الله يُحيون الموتى ويُشفون المرضى.

    واعلموا أيها الأحبة أنّ اليقين مفتاح باب الله الأعظم، فمن تيقن أن لا قوة إلا بالله أصبح في عينه الفراعنة - أمريكا وأذنابها الأراذل - أهون من الذبابة وأحقر، وكيف لا تكون كذلك في عين من ينام في كهف الله الحصين.

    وزنوا أنفسكم واعرضوها على الحق، لتعلموا مدى اليقين الذي توصلتم له، انظروا هل أنتم على استعداد لأنْ تعرضوا أنفسكم وأموالكم للتلف مع الحسيـن بن علي ع اليوم، أم أنتم مترددون في غياهب ظلمات الدنيا الدنية من حب الحياة والجاه والمال والولد. ( المتشابهات ج3 ص 122

    اذن علينا ان نجد ونجتهد في العمل بل نعمل حتى ينقطع النفس كما اوصانا مولانا احمد ع لعل الله يتقبل منا ويرزقنا صحبة ورفقة قائم ال محمد ع وهذا الامر يحتاج الى معرفة والى عمل واخلاص ونية صادقة وليكن حبنا في الله وبغضنا في الله وان نتراحم فيما بيننا ليرحمنا الله ونختبر انفسنا ونحاسبها قبل ان تحاسب لننظر لانفسنا ونسالها ماذا قدمنا لله ولامامنا كيف هو تعاملنا مع اخواننا كيف هي مولاتنا لاولياء الله وكيف نتعامل مع اعداء الله

    ثالثا: توحيد القلوب و الصفوف وتناسي الخلافات
    اعلموا أيها المؤمنون أن دينكم دين الحنيفية السمحاء، دين الإسلام والسلام والمحبة والإخاء والتودد والتراحم والاتحاد على الحق والوحدة في الله وعلى دين الله، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات:١٠]، وقال تعالى: ﴿ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا ﴾ [الأنفال:٤٦].

    فيجب أن توحدوا كلمتكم، وأن توحدوا صفوفكم، وأن تكونوا يدًا واحدة تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، وأن يحب كل واحد منكم لأخيه مثل ما يحب لنفسه، قال ص ((والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)).
    فيجب أن تُشْعِرُوا أنفسكم بالوحدة، وأن تتحابُّوا وتتناصحوا حتى تكونوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا قال ص ((المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص، يشدّ بعضه بعضًا)
    لقد نهاكم الله عن التنازع والتباغض، وحلف رسول الله ص أنه لا يكون المؤمن مؤمنًا حقيقيًّا حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، قال تبارك وتعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران:١٠٣]، وقال تعالى: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا ﴾ [الأنفال:٤٦]، وقال ص ((لا تباغضوا، ولا تنافروا، وكونوا عباد الله إخوانًا)).
    فمن الواجب شرعاً وعقلاً الحفاظ على وحدة الصف واجتماع الكلمة وتناسي الخلافات ،
    فالوحدة ضرورية لاي مجتمع ايماني فان الفرقة والاختلافات نتيجتها الهزيمة لا محالة فان لم تكن الوحدة فيما مضى متحصلة فالمطلوب إذاً وحدة مجموعة معتد بها والتفافهم حول الحق.

    رابعا: التمسك باوثق عرى الايمان وهو الحب في الله والبغض في الله
    قال تعالى ((﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُون)) سورة المجادلة،الآية22
    ورد عن النبيّّ الأعظم ص قال: "أوثق عرى الإيمان الحبّ في الله والبغض في الله((مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 12، ص 219.
    وعن أبي عبد الله الصادق ع أنّه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم لأصحابه: أخبروني بأوثق عرى الإسلام, فبعضهم قال: الصلاة, وبعضهم قال الزكاة, وبعضهم قال الجهاد.. فقالوا: يا رسول الله, فأخبرنا, قال صلى الله عليه وآله وسلم: "الحبّ في الله والبغض في الله)). مستدرك الوسائل ج 12، ص 220.
    نقل جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات: عن النبيّّ ص أنّه قال: أيّ الأعمال أفضل؟ قالوا: الصلاة. فقال: "إنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر, وما هي بالصلاة". قالوا: الزكاة. قال: "إنّ الزكاة تمحيص, وما هي بالزكاة". قالوا: الحجّ. قال: "إنّ الحجّ كفارة, وما هو بالحجّ".قالوا: الجهاد. قال: "إنّ الجهاد جُنَّة, وما هو بالجهاد". قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "الحبّ في الله والبغض في الله)) مستدرك الوسائل ج 12، ص 221.
    وروي: "أنّ الله تعالى قال لنبيّه موسى ع: هل عملت لي عملاً قطّ؟ قال: صلّيت لك وصمت وتصدّقت. قال الله تبارك وتعالى له: أمّا الصلاة فلك برهان, والصوم جنّة, والصدقة ظلّ, والزكاة نور, فأيّ عمل عملت لي؟ قال موسى عليه السلام: دلّني على العمل الّذي هو لك. قال: يا موسى, هل واليت لي ولياً؟ فعلم موسى أنّ أفضل الأعمال الحبّ في الله والبغض في الله((.مستدرك الوسائل ج 12، ص 220.
    فالحب في الله هو حب من يحب الله وحب المؤمن من أجل دين الله وطاعته وامتثال أوامره لا لمصلحة دنيوية أو قرابة، والبغض عكسه، فهو بغض العاصي بسبب معصيته بقدر معصيته وبغض الكافرين والبراء منهم.
    قال أمير المؤمنين ع :من أعطى في الله, ومنع في الله, وأحبّ في الله, وأبغض في الله, فقد استكمل الإيمان((.
    وغاية الإيمان هو الحب في الله والبغض في الله
    قال أمير المؤمنين ع :: "غاية الإيمان الموالاة في الله, والمعاداة في الله, والتباذل في الله((.غرر الحكم، الآمدي، ج 2، ص 505.

    وفي الدعاء: "اللّهم ارزقني حبّك وحبّ من يحبّك".
    عن النبيّّ ص قال: "إنّ من عباد الله لأُناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء لمكانهم من الله, فقيل: من هم يا رسول الله؟ قال: الّذين يتحابّون بروح الله من غير أرحام بينهم, ولا أموال يتعاطون بينهم, وإنّ على وجوههم لنوراً, وإنّهم لعلى منابر من نور, لا يخافون إذا خاف الناس, ولا يحزنون إذا حزنوا, ثمّ تلا هذه الآية:﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾
    (( مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج12، ص224.
    فالمقياس لدى المؤمن من حزب الله في حبّه وبغضه, وولايته وعداوته، هو رضا الله تعالى وطاعته, وليس القرابة والنسب، ولا القبيلة والعائلة، ولا العنصر والعرق. طبعا لا يمكن بحال من الأحول اجتماع إيمان في قلب عبد مع وجود مودة لأعداء الله،
    خامسا: الشجاعة والاستعداد للتضحية في سبيل خليفة الله
    الشجاعة والاستعداد للتضحية في سبيل الامام ع والانقياد والتسليم له وطلب الشهادة في سبيل الله بين يديه وهذه الخصال لاتكون الا عند العارفين الموقنين
    كاصحاب الامام الحسين ع فتجداحدهم كالجبل لا تزعزعه الرياح ويكون قلبه كزبر الحديد بهذا وصفهم الامام الصادق ع:
    عن الامام الصادق (ع) قال: "رجال كأن قلوبهم زبر الحديد، لا يشوبها شك في ذات الله، أشد من الجمر، لو حملوا على الجبال لأزالوها، لا يقصدون براية بلدة إلا خربوها، يتمسحون بسرج الامام (ع) يطلبون بذلك البركة، ويحفون به، يقونه بأنفسهم في الحروب ويكفونه ما يريد، فيهم رجال لا ينامون الليل، لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل، يبيتون قياماً على أطرافهم ويصبحون على خيولهم، رهبان بالليل ليوث بالنهار.هم أطوع له من الأمة لسيدها، كالمصابيح، كأن قلوبهم القناديل، وهم من خشية الله مشفقون، يدعون بالشهادة، ويتمنون أن يقتلوا في سبيل الله. شعارهم: يا لثارات الحسين(ع) إذا ساروا سار الرعب أمامهم مسيرة شهر. بهم ينصر الله إمام الحق".)) بحار الأنوار 52: 307.
    يدعون بالشهادة، ويتمنون أن يقتلوا في سبيل الله. لانهم عارفون بالله فتجد احدهم قد ملئ قلبه حبا لله وثقة به حتى صار كالحجر بيد الله لا يهمه اينما القاه وفي اي موضع وضعه ومع من تواجه لانه يعلم انه مع من يسير ومن الذي امره ومن الذي كلفه وهو ذاهب بامر من حتى لو امره بعدم شرب الماء وهو قاطع صحراء قاحلة ( كما هو حال جيش طالوت )( كيف لايكون كذلك وهو ممن دخل كهف الله الحصين .
    اللهم نسالك وندعوك بحرمة محمد وال محمد ان توحد كلمتنا وترص صفوفنا وتطهر قلوبنا وان ترزقنا موالات اوليائك ومعادات اعدائك وان تمن علينا بخدمة ونصرة وليك انك حميد مجيد
    والحمد لله وحده
    الشيخ نعيم الشمري
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎