إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من صلاة الجمعة في حسينية انصار لامام المهدي ع في الكاظمية المقدسة بتاريخ الثالث من شوال 1437 هجري قمري التوكل على الله والثقة به

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • شيخ نعيم الشمري
    عضو جديد
    • 05-03-2013
    • 94

    جانب من صلاة الجمعة في حسينية انصار لامام المهدي ع في الكاظمية المقدسة بتاريخ الثالث من شوال 1437 هجري قمري التوكل على الله والثقة به


    بسم الله الرحمن الرحيم


    والحمد لله رب العالمين وصل اللهم على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
    قال تعالى ( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) الطلاق 3
    وقال: « قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (التوبة: 51).
    التوكل هو: الاعتماد على اللّه تعالى في جميع الأمور، وتفويضها اليه، والاعراض عمّا سواه. وباعثه قوة القلب واليقين، وعدمه من ضعفهما أو ضعف القلب، وتأثره بالمخاوف والأوهام
    درجات التوكل:
    فعن ابي الحسن الاول (ع) قال في هذه الايه ( التوكل على الله درجات, منها ان تتوكل على الله في امورك كلها فما فعل بك كنت عنه راضيا تعلم انه لا يألوك خيرا, وفضلا, وتعلم ان الحكم في ذلك له, فتوكل على الله بتفويض ذلك اليه وثق به فيها وفي غيرها ) اصول الكافي ج 2ص65
    قال رسول الله (ص) ( لا اله الا هو ما اعطي مؤمن قط خير الدنيا والاخرة الا بحسن ظنه بالله ورجاءه .......) اصول الكافي ج2ص72.
    وقال الصادق (ع): " اوحى الله إلى داود: ما اعتصم بي عبد من عبادي دون أحد من خلقي، عرفت ذلك من نيته، ثم تكيده السماوات والارض ومن فيهن، إلا جعلت له المخرج من بينهن

    يتفاوت الناس في مدارج التوكل تفاوتاً كبيراً، كتفاوتهم في درجات إيمانهم: فمنهم السباقون والمجلّون في مجالات التوكل، المنقطعون الى اللّه تعالى، والمعرضون عمن سواه، وهم الأنبياء والأوصياء عليهم السلام، ومن دار في فلكهم من الأولياء.
    جاء في دعاء السراي الوارد في كتاب مهج الدعوات ((آمنا بك يا سيدي وتوكلنا عليك وسمعنا لك يا سيدي وفوضنا أمرنا إليك))
    من هنا نفهم بأنّه لا يكتمل إيمان عبد ما لم يكن متوكّلاً على الله سبحانه وتعالى في كلّ أموره في صغيرها وكبيرها فعن الإمام الرضا (عليه السلام) ((الإيمان أربعة أركان: التوكل على الله عزوجل: والرضا بقضائه، والتسليم لأمر الله، والتفويض إلى الله))..

    فعلى المؤمن أن تكون حاله مع الله كحال الطفل مع امه، فانه لا يعرف غيرها، ولا يفزع إلا إليها، ولا يعتمد إلا عليها. فان رآها تعلق في كل حال بذيلها، وان ورد عليه أمر في غيبتها كان اول سابق لسانه يا اماه!. كما ان الصبي يفزع إلى امه، ويعدو خلفها لا يفارقها، فعلى المؤمن ان يثق بالله كثقة الطفل بامه بل عليه ان يعلم ان الله يطلبه ويحمله ويرزقه ويرعاه ويدفع عنه كما هو حال الام فالطفل وإن لم يرض بامه فالأم تطلبه، وإن لم يتعلق بذيلها فهي تحمله، وإن لم يسأل اللبن فهي تسقيه.
    ولا يصل المؤمن الى درجة التوكل الا بعد المعرفة أي معرفة الله معرفة حقيقية لا معرفة الفاظ من هنا تتولد الثقة به سبحانه فاذا وثق المؤمن بالله توكل عليه بكل قلبه حتى يمسي كالحجر بيد الله لا يهمه اينما القاه وفي اي موقف وضعه ومع من تواجه لانه يعلم انه مع من ومن الذي امره ومن الذي كلفه وهو ذاهب بامر من.
    قال الامام أحمد الحسن ع: والحق أقول لكم ، إن في في التوراة مكتوب:
    "
    توكل علي بكل قلبك ولا تعتمد على فهمك ، في كل طريق اعرفني ،
    وأنا أقوم سبيلك ، لا تحسب نفسك حكيماً ، أكرمني وأدب نفسك بقولي."
    فكيف نكرم الكريم الا بالتسليم له والانقياد له والعمل بالشريعة المنطوية تحت جنبه.
    كما على المؤمن ان يعلم ان الله يختبره ويضعه في مواقف حرجة ليرى عبده المؤمن هل ما زال معتصما به كما نطق لسانه ام ان الشيطان انساه ذكر ربه
    كما على المؤمن ان يثق بالله حتى لو امره بعدم شرب الماء وهو قاطع صحراء قاحلة ( كما هو حال جيش طالوت )
    كما على المؤمن ان يثق بالله ويعلم علم اليقين ان الله يدافع عن شعبه الذي اختاره وان الله يدافع عن الذين امنوا
    قال الامام احمد الحسن ع ما معناه( ان الاب الغيور يدافع عن ابنائه فكيف لا يدافع الرب سبحانه عن شعبه الذي اختاره )
    فهذا موسى ع الذي قتل القبطي وخرج خائفا يترقب ومن ثم جائه امر الله (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى)) فكيف يذهب موسى ع الى فرعون وهو قد قتل رجل من رجاله فجائه النداء ( يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ إِلا مَنْ ظَلَمَ )( اذْهَبَا ... إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ )
    قال الامام احمد الحسن ( فالله سبحانه وتعالى يقول لموسى u: أنت وصلت إلى ساحة القدس الإلهية، ﴿لا تَخَافُ دَرَكاً ولا تَخْشَى﴾؛ لأنّ الذي يدافع عنك هو الله، فأنت الآن في ساحة قدسه، الوادي المقدس طوى، ولم يكن في قلب موسى u بعد أن وصل إلى ساحة القدس الإلهي أي خوف من الطواغيت، ولكنْ في هذا الخطاب الإلهي تعليم من الله سبحانه وتعالى لكل إنسان يريد الوصول إلى الساحة المقدّسة (الوادي المقدّس طوى)، أنّ عليه أولاً وليكون أهلاً أن يلج هذه الساحة المقدّسة، أن ينزع من قلبه الخوف من الطواغيت كفرعون، ويوقن أن الذي يدافع عنه هو الله سبحانه وتعالى القادر على كل شيء،في مقابل من لا يقدرون على شيء.)

    وليعلم المؤمن ان الله بعد ان يرى من عبده الاخلاص والتصديق والتسليم له سبحانه وانه لا يريد من احد عون الا الله عندها يرشده سبحانه لما فيه خلاص وصلاح ونجاة
    ( مثال ابراهيم ع ونار النمرود حيث ان نبي الله ابراهيم ع القاه النمرود في النار بالمنجنيق وعندما القي وهو في الهواء جائه جبرئيل فقال له يا ابراهيم هل لك من حاجة قال اذا كانت منك فلا واذا من الله فنعم ) اسالكم بالله لو ان احدنا في موقف ابراهيم ع الا يتشبث بالقشة ؟؟؟
    اما بالنسبة لنبي الله موسى ع وجيش فرعون والبحر فان الله امر موسى ع ان يخرج ببني اسرائيل باتجاه البحر اي بمعنى لا يوجد طريق للنفاذ من فرعون لان البحر في طريقهم وفرعون من ورائهم وهنا بدات الاعتراضات على فعل موسى ع انت ماذا تفهم وهل من العقل ان نهرب باتجاه البحر وفرعون من ورائنا وهكذا لكن انظر الى اليقين قال موسى ع(كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) اي ان الله امرني بذلك وهو مخلصي ومخلصكم فلا تشكوا فمن كان عارفا بموسى ع وقيادته سلم لامر الله ومن كان شاكا حضه ضيع وربه اغضب .
    ومن اهم اسباب فشل الامة في مسايرة خليفة الله هو الجهل بحقيقته وعدم معرفته معرفة نورانية مما جعل بعضهم يعترض على قيادته وبالذات على بعض اقواله وافعاله حتى ان البعض منهم كفر به بسبب جهلهم بافعاله لانهم لم يعرفونه معرفة نورانية حقيقة بل كانت معرفتهم به معرفه ظاهرية والمعرفة الظاهرية بخليفة الله لا تجلب لصاحبها نفعا ولا تدفع عنه ضرا وهذا ما اشار اليه امير المؤمنين ع
    قال روي عن محمد بن صدقة أنه قال سأل أبو ذر الغفاري سلمان الفارسي رضي الله عنهما يا أبا عبد الله ما معرفة الإمام أمير المؤمنين بالنورانية؟
    قال يا جندب فامضِ بنا حتى نسأله عن ذلك, قال فأتيناه فلم نجده قال فانتظرناه حتى جاء قال صلوات الله عليه: ما جاء بكما؟
    قالا: جئناك يا أمير المؤمنين نسألك عن معرفتك بالنورانية قال صلوات الله عليه مرحبا بكما من وليين متعاهدين لدينه, لستما بمقصِّرَين لعمري إن ذلك الواجب على كل مؤمن ومؤمنة،
    ثم قال صلوات الله عليه: يا سلمان ويا جندب قالا لبيك يا أمير المؤمنين قال إنه لا يستكمل أحدٌ الإيمان حتى يعرفني كنه معرفتي بالنورانية فإذا عرفني بهذه المعرفة فقد امتحن الله قلبه للإيمان وشرح صدره للإسلام وصار عارفاً مستبصراً ومن قصَّر عن معرفة ذلك فهو شاكٌّ ومرتاب.
    يا سلمان ويا جندب قالا لبيك يا أمير المؤمنين قال: معرفتي بالنورانية معرفة الله عزَّ وجلّ ومعرفة الله عزَّ وجلّ معرفتي بالنورانية وهو الدين الخالص الذي قال الله تعالى عنه (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعبُدُوا اللَّهَ مُخلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ ))(البينة:5
    يقول ما أمروا إلا بنبوة محمد | وهو دين الحنيفية المحمدية السمحة وقوله {يقيمون الصلاة}
    فمن أقام ولايتي فقد أقام الصلاة وإقامة ولايتي صعبٌ مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان، فالملك إذا لم يكن مقرباً لم يحتمله والنبي إذا لم يكن مرسلاً لم يحتمله والمؤمن إذا لم يكن ممتحناً لم يحتمله،
    قلت يا أمير المؤمنين من المؤمن وما نهايته وما حده حتى أعرفه؟
    قال: يا أبا عبد الله قلت لبيك يا أخا رسول الله قال المؤمن الممتحن هو الذي لا يرِدُ من أمرنا إليه شي‏ء إلا شرح صدره لقبوله ولم يشك ولم يرتب.......... ) المصدر بحار الأنوار ج26 ص1، مشارق أنوار اليقين ص255 باختلاف في اللفظ، إلزام الناصب ج1 ص32.
    فالمؤمن الحقيقي (هو الذي لا يرِدُ من أمرنا إليه شي‏ء إلا شرح صدره لقبوله ولم يشك ولم يرتب....)
    ومن دواعي الشك والارتياب الجهل والا لماذا يشك المرء اليس سبب الشك بشخص ما هو عدم الثقة به ومن اسباب عدم الثقة بشخص ما هو الجهل بحقيقته لذا علينا ان نعرف مع من نسير هل نسير مع قائد منصب من الله ام لا هل هو خليفة لله ام لا؟؟
    اذا كان كذلك فلماذا نشك بافعاله واقواله لماذا نتردد بالمسير معه اوليس هو خليفة الله اي انه الناطق عن الله وهو اولى بنا من انفسنا واموالنا واذا كان كذلك فما هو سبب حرصنا على انفسنا واموالنا اليس الجهل؟
    وليعلم الجميع انه من شك بحكم من احكامه او عمل من اعماله او بامر من اوامره او بتشريع شرعه فهو بطبيعة الحال شاك بحجيته ومن عمل عملا قد نهاه حجة الله عنه فهو شاك بحجة الله ومن اعرض عمن نصبه حجة الله فحاله كحال ابليس الذي قال اعفني من السجود لادم واعبدك عبادة ما عبدك بها ملك مقرب ولا نبي مرسل.
    فنحن اليوم برفقة معصوم لا يدخلنا في باطل ولا يخركنا من حق دائما وابدا
    عن أحمد بن عمر، قال: قال أبو جعفر (ع): وأتاه رجل فقال له: إنكم أهل بيت الرحمة أختصكم الله تبارك وتعالى بها، فقال له: (كذلك نحن والحمد لله لا ندخل أحداً في ضلالة ولا نخرجه من هدى، إن الدنيا لا تذهب حتى يبعث الله عز وجل رجلاً منّا أهل البيت يعمل بكتاب الله، لا يرى فيكم منكراً إلاّ أنكره)
    وها قد بعث المؤمل وتفضل الله علينا وعرفنا به فما علينا الا التسليم له والعمل بالشريعة المنطوية تحت جنبه وهذه هي عبادة الله اعلموا سددكم الله ان أول خطوة للتسليم هو تفريغ القلب من هموم الدنيا الوهمية .. حتى تستطيع التوجه إلى ربك. فمن عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه.
    عن الامام الهادي (ع) عن آبائه (ع) : إنّ رسول الله (ص) كان من خيار أصحابه عنده أبو ذر الغفاري ، فجاءه ذات يوم فقال :
    يا رسول الله !.. إنّ لي غنيمات قدر ستين شاة ، فأكره أن أبدو فيها (أي يذهب بها للبادية) وأفارق حضرتك وخدمتك ، وأكره أن أكلها إلى راع فيظلمها ويسيء رعايتها ، فكيف أصنع ؟..
    فقال رسول الله (ص) : ابدُ فيها .. فبدا فيها ، فلما كان في اليوم السابع جاء إلى رسول الله (ص) ، فقال رسول الله (ص) : يا أبا ذر ، قال : لبيك يا رسول الله !.. قال : ما فعلت غنيماتك ؟.. قال : يا رسول الله !.. إنّ لها قصة عجيبة ، قال : وما هي ؟..
    قال : يا رسول الله !.. بينا أنا في صلاتي إذ عدا الذئب على غنمي ، فقلت :
    يا ربّ !.. صلاتي ، ويا ربّ !.. غنمي ، فآثرت صلاتي على غنمي . وأخطر الشيطان ببالي : يا أبا ذر !.. أين أنت إن عدت الذئاب على غنمك وأنت تصلي فأهلكتها ، وما يبقى لك في الدنيا ما تتعيّش به ؟.. فقلت للشيطان : يبقى لي توحيد الله تعالى والإيمان برسول الله (ص) ، وولاية أخيه سيد الخلق بعده علي بن أبي طالب (ع) ، ومولاة الأئمة الهادين الطاهرين من ولده ، ومعاداة أعدائهم ، وكل ما فات من الدنيا بعد ذلك سهل ، فأقبلت على صلاتي ، فجاء ذئبٌ فأخذ حملاً فذهب به وأنا أحسّ به ، إذ أقبل على الذئب أسدٌ فقطعه نصفين ، واستنقذ الحمل وردّه إلى القطيع .....
    فلما جاء أبو ذر إلى رسول الله (ص) قال له رسول الله (ص) : يا أبا ذر !.. إنك أحسنت طاعة الله فسخّر الله لك من يطيعك في كفّ العوادي عنك ، فأنت من أفاضل مَن مدحه الله عزّ وجلّ بأنه يقيم الصلاة .
    فالله يدافع عن الذين امنوا فثقوا به وتوكلوا عليه ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) وانصروا ربكم فهو ناصركم .
    والحمد لله وحده
    الشيخ نعيم الشمري



Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎