إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة عيد الفطر 1437، 6 7 2016(خطبة المكتب الموحدة–التغسيل2)‬‬‬‬

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • hmdq8
    عضو نشيط
    • 10-08-2011
    • 450

    جانب من خطبة عيد الفطر 1437، 6 7 2016(خطبة المكتب الموحدة–التغسيل2)‬‬‬‬

    الخطبة الاولى:

    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله، الحمدلله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
    رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله، [ كل عام وأنتم بخير وعافية ومبارك لكم عيد الفطر المبارك أسال الله أن يتقبل اعمالكم باحسن القبول ] الامام أحمد الحسن ع في الفيسبوك بتاريخ 29 7 2014. ان شاء الله اقرأ لكم خطبة الجمعة الموحدة التي أرسلها مكتب النجف الاشرف لقرائتها في عيد الفطر المبارك...

    خطبة عيد الفطر الموحدة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله الأئمة والمهديين وسلم تسليماً
    السلام عليكم ورحمة الله وبركات
    جاء في دعاء الإمام السجاد علي بن الحسين (ع) في وداع شهر رمضان:

    {.... وقَدْ أَقَامَ فِينَا هَذَا الشَّهْرُ مُقَامَ حَمْدٍ، وصَحِبَنَا صُحْبَةَ مَبْرُورٍ، وأَرْبَحَنَا أَفْضَلَ أَرْبَاحِ الْعَالَمِينَ، ثُمَّ قَدْ فَارَقَنَا عِنْدَ تَمَامِ وَقْتِه، وانْقِطَاعِ مُدَّتِه، ووَفَاءِ عَدَدِه. فَنَحْنُ مُوَدِّعُوه وِدَاعَ مَنْ عَزَّ فِرَاقُه عَلَيْنَا، وغَمَّنَا وأَوْحَشَنَا انْصِرَافُه عَنَّا، ولَزِمَنَا لَه الذِّمَامُ الْمَحْفُوظُ، والْحُرْمَةُ الْمَرْعِيَّةُ، والْحَقُّ الْمَقْضِيُّ، فَنَحْنُ قَائِلُونَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا شَهْرَ اللَّه الأَكْبَرَ، ويَا عِيدَ أَوْلِيَائِه. السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَكْرَمَ مَصْحُوبٍ مِنَ الأَوْقَاتِ، ويَا خَيْرَ شَهْرٍ فِي الأَيَّامِ والسَّاعَاتِ. السَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْرٍ قَرُبَتْ فِيه الآمَالُ، ونُشِرَتْ فِيه الأَعْمَالُ. السَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ قَرِينٍ جَلَّ قَدْرُه مَوْجُوداً، وأَفْجَعَ فَقْدُه مَفْقُوداً، ومَرْجُوٍّ آلَمَ فِرَاقُه.
    السَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ أَلِيفٍ آنَسَ مُقْبِلًا فَسَرَّ، وأَوْحَشَ مُنْقَضِياً فَمَضَّ السَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ مُجَاوِرٍ رَقَّتْ فِيه الْقُلُوبُ، وقَلَّتْ فِيه الذُّنُوبُ. السَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ نَاصِرٍ أَعَانَ عَلَى الشَّيْطَانِ، وصَاحِبٍ سَهَّلَ سُبُلَ الإِحْسَانِ السَّلَامُ عَلَيْكَ مَا أَكْثَرَ عُتَقَاءَ اللَّه فِيكَ، ومَا أَسْعَدَ مَنْ رَعَى حُرْمَتَكَ بِكَ ! السَّلَامُ عَلَيْكَ مَا كَانَ أَمْحَاكَ لِلذُّنُوبِ، وأَسْتَرَكَ لأَنْوَاعِ الْعُيُوبِ ! السَّلَامُ عَلَيْكَ مَا كَانَ أَطْوَلَكَ عَلَى الْمُجْرِمِينَ، وأَهْيَبَكَ فِي صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ ! السَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْرٍ لَا تُنَافِسُه الأَيَّامُ.
    السَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْرٍ هُوَ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ السَّلَامُ عَلَيْكَ غَيْرَ كَرِيه الْمُصَاحَبَةِ، ولَا ذَمِيمِ الْمُلَابَسَةِ السَّلَامُ عَلَيْكَ كَمَا وَفَدْتَ عَلَيْنَا بِالْبَرَكَاتِ، وغَسَلْتَ عَنَّا دَنَسَ الْخَطِيئَاتِ السَّلَامُ عَلَيْكَ غَيْرَ مُوَدَّعٍ بَرَماً ولَا مَتْرُوكٍ صِيَامُه سَأَماً. السَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ مَطْلُوبٍ قَبْلَ وَقْتِه، ومَحْزُونٍ عَلَيْه قَبْلَ فَوْتِه. السَّلَامُ عَلَيْكَ كَمْ مِنْ سُوءٍ صُرِفَ بِكَ عَنَّا، وكَمْ مِنْ خَيْرٍ أُفِيضَ بِكَ عَلَيْنَا السَّلَامُ عَلَيْكَ وعَلَى لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتِي هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ السَّلَامُ عَلَيْكَ مَا كَانَ أَحْرَصَنَا بِالأَمْسِ عَلَيْكَ، وأَشَدَّ شَوْقَنَا غَداً إِلَيْكَ. السَّلَامُ عَلَيْكَ وعَلَى فَضْلِكَ الَّذِي حُرِمْنَاه، وعَلَى مَاضٍ مِنْ بَرَكَاتِكَ سُلِبْنَاه....}.
    اخوتي أنصار الله .. أنصار الإمام المهدي (ع) .. هذه بعض فضائل شهر رمضان وبركاته أشار إليها زين العابدين (ع) في ما تقدم من دعائه المبارك .. ولا يخفى عليكم أحبتي مدى الألم الذي يعتصر قلب الإمام السجاد (ع) وهو يودع هذا الشهر الفضيل .. يودعه بكلمات تترجم مدى الحسرة والشوق واللهفة على أيام شهر رمضان وساعاته المباركة .. وكأنه يودع أخاً حبيباً شفيقاً .. فيعتذر منه ويعترف له بالفضل وحسن المصاحبة والمعاشرة.
    نعم .. هي كلمات تبين لنا عظمة هذا الشهر الفضيل، وكذلك تبين لنا شيئاً من عظمة أئمة أهل البيت (ع) وعظمة الإمام علي بن الحسين (ع) .. ومدى تعلقهم واستئناسهم بعبادة الله تعالى وحرصهم على أداء فرائض الله تعالى على أكمل وجه ...
    فهذا الشهر الفضيل قد تصرمت أيامه وتمت عدته .. ونسأل الله سبحانه أنْ يكتبنا فيه وبه من السعداء ومن الثابتين على ولاية آل محمد والمجاهدين في نصرتهم ونشر منهجهم .. وأنْ لا يستبدل بنا غيرنا .. وأنْ يكتب الفرج والتمكين لآل محمد (ع) عاجلاً عاجلاً عاجلاً .. إنّه سميع مجيب.
    وها نحن في عيد الفطر المبارك .. وهو يوم عظيم عند الله سبحانه .. يجب مراعاة حقه وحفظ حرمته، وقد قيل إنَّ من معاني العيد:
    • سمى بذلك لأنَّ كل إنسان يعود إلى ما وعد الله له في ذلك اليوم.
    • وقيل: سمي بذلك لأنَّ كل إنسان يعود فيه إلى الله بالتوبة والدعاء والرب يعود عليهم بالمغفرة والعطاء.
    أذن فلنحرص على العودة الى الله تعالى في عيد الفطر المبارك، بالطاعات من صيام مقبول وقيام ودعاء وموالاة ونصرة لآل محمد، وعطف ومودة ومؤاخاة للمؤمنين، لكي يعود الله علينا بما هو أهله في يوم العيد، ويجازينا بالإحسان وهو الجواد الواسع جل جلاله.
    وقد بيَّن أمير المؤمنين (ع) حقيقة العيد بقوله:
    {إِنَّمَا هُوَ عِيدٌ لِمَنْ قَبِلَ اللَّهُ صِيَامَه وشَكَرَ قِيَامَه - وكُلُّ يَوْمٍ لَا يُعْصَى اللَّه فِيه فَهُوَ عِيدٌ}.
    إذن فيوم العيد هو يومُ شكرٍ وحمدٍ وعبادةٍ وفرحٍ وسرورٍ لمن تقبل الله صيامه لشهر رمضان وتقبل قيامه واستجاب لدعائه .. لا أنه عيد للعصاة والمتمردين على الله تعالى بالمعاصي والموبقات .. وهو ليس يوم معصية لكي يَهرع الناس الى المحرمات من غناء وطرب ومجالس شيطانية.
    فالإمام علي بن أبي طالب (ع) يقول: {وكُلُّ يَوْمٍ لَا يُعْصَى اللَّه فِيه فَهُوَ عِيدٌ}، بينما نجد الأمر قد انقلب عند البعض رأساً على عقب - للأسف الشديد – فجعلوا من يوم العيد يوماً لممارسة المعاصي - والعياذ بالله – وجعلوا منه يوماً لمجرد اللهو والأكل والشرب والزينة.
    فإنْ كان حال الصائمين القائمين في شهر رمضان هو الخوف والوجل والتضرع الى الله عسى أنْ يجعلهم من أهل العيد؛ المقبول صيامهم وقيامهم والمرضي عنهم في هذا الشهر الفضيل، فما هو حال العاصين المتمردين في هذا الشهر المبارك – والعياذ بالله – وهل يمتُ لهم عيدُ اللهِ بِصِلة، أو يَعنيهم في شيء ؟!
    أحبتي المؤمنين .. نحن لسنا بصدد صَد الناس عن الزينة والفرح والأكل والشرب في عيد الله سبحانه، ولكن نقول ينبغي للمؤمن والعاقل أنْ يكون فرحه وسروره تابعاً ونابعاً عن رضا الله تعالى عليه، وقبول الله تعالى لطاعاته وحسن سيرته عند الله .. وإلا إذا كان الحال غير ما تقدم فأيّ فرح وأيّ سرور يا ترى ؟! أليس هو حالٌ يدعو للويل والثبور ؟!
    وقد أشار الإمام زين العابدين (ع) الى هذا الأمر بقوله:
    (يتزين كل منكم يوم العيد إلى غسل وإلى كحل .... ولا يكونن أحدكم أحسن هيأة وأرذلكم عملاً).
    نعم فما فائدة حسن الهيئة والمظهر عندما تكون السريرة خبيثة والأعمال رذيلة والعياذ بالله ؟!
    إذن فعلينا أنْ نعرف حقيقة ومعنى العيد والغاية والهدف من العيد .. لكي نكون فعلاً من أهل العيد المرضيين عند الله تعالى. ولكي يعود الله علينا بالرحمة والمغفرة والعطاء الجزيل كما في الحديث الآتي عن رسول الله (ص):
    قال (ص): {.... فإذا كانت ليلة الفطر سميت تلك الليلة ليلة الجائزة، فإذا كانت غداة الفطر بعث الله عز وجل الملائكة في كل البلاد فيهبطون إلى الأرض ويقفون على أفواه السكك فينادون بصوت يسمعه جميع من خلق الله إلا الجن والأنس فيقولون يا أمة محمد اخرجوا إلى ربكم رب كريم يعطي الجزيل ويغفر العظيم فإذا برزوا إلى مصلاهم يقول الله عز وجل: يا ملائكتي ما جزاء الأجير إذا عمل عمله ؟
    فتقول الملائكة إلهنا وسيدنا جزاؤه أن توفيه أجره.
    قال: فيقول عز وجل: فإني أشهدكم ملائكتي أني قد جعلت ثوابهم عن صيامهم شهر رمضان وقيامهم رضائي ومغفرتي ويقول جل جلاله: يا عبادي سلوني فوعزتي وجلالي لا تسألوني اليوم شيئاً في جمعكم لآخرتكم إلا أعطيتكم ولدنياكم إلا نظرت لكم. وعزتي لأسترن عليكم عثراتكم ما راقبتموني وعزتي لا أخزينكم ولا أفضحنكم بين يدي أصحاب الخلود انصرفوا مغفوراً لكم قد أرضيتموني فرضيت عنكم.
    فتعرج الملائكة وتستبشر بما يعطي الله عز وجل هذه الأمة إذا أفطروا من شهر رمضان}.
    فشهر رمضان مضمار وسباق الى الطاعات وتنافس في الخيرات، والجوائز تعطى يوم العيد.
    فعن محمد بن يزيد النحوي، قال: خرج الحسن بن علي (عليهما السلام) في يوم فطر والناس يضحكون، فقال: (إنَّ الله عز وجل جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه، يستبقون فيه إلى طاعته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا، والعجب من الضاحك في هذا اليوم الذي يفوز فيه المحسنون، ويخسر فيه المبطلون، والله لو كشف الغطاء لشغل محسن بإحسانه، ومسيء بإساءته عن ترجيل شعره، وتصقيل ثوبه).
    فسبحان الله.. ما أخطر الموقف .. وما أشد الغفلة ... نسأل الله سبحانه العفو والعافية والمعافاة في الدنيا والآخرة.
    أحبتي المؤمنين .. يا أنصار الله .. في يوم العيد نستقبل عاماً جديداً من عمرنا .. لأنَّ السنة تبدأ من ليلة القدر في الثالث والعشرين من شهر رمضان .. فلنحرص على أنْ يكون هذا العام عاماً مختلفاً عن أعوام عمرنا المنصرمة .. فليكن عاماً مملوءاً بالعمل والنصرة بين يدي القائم (ع) .. فليكن عاماً للعلم والمعرفة والجد والاجتهاد .. فليكن عاماً مملوءاً بالمودة والحب والعطف على المؤمنين وعلى الفقراء واليتامى والمساكين .. فليكن عاماً للإقبال على الله تعالى وعلى أوليائه وخلفائه .. فلنجعله عامَ كفارةٍ عن تقصيرنا في أعوام عمرنا السالفة، لكي لا تتساوى أعوام حياتنا ولا أيامها.
    فقد جاء في الحديث عن الصادق (ع):
    {من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان آخر يوميه خيرهما فهو مغبوط، ومن كان آخر يوميه شرّهما فهو ملعون، ومن لم يرَ الزيادة في نفسه فهو إلى النقصان، ومن كان إلى النقصان فالموت خير له من الحياة}.
    وعنه (ع) أيضاً:
    {من ختم صيامه بقول صالح أو عمل صالح يقبل الله منه صيامه.
    فقيل له: يا بن رسول الله ما القول الصالح ؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله، والعمل الصالح اخراج الفطرة}.
    فالقول الصالح شهادة التوحيد وهي لا تقبل من غير شرطها، وشرطها مولاة ونصرة خليفة الله وحجته على خلقه، فالله الله في نصرة خليفة الله في أرضه والنصح له وتقديمه على الأهل والولد والعشيرة.
    والله الله في الفقراء واليتامى والمساكين .. تفقدوهم في عيد الله قبل أنْ تتفقدوا عيالكم وأطفالكم .. هل سيلبسون كما يلبس الناس ؟ هل سيأكلون كما ستأكل الناس ؟ هل سيفرحون كما ستفرح الناس ؟
    ادخلوا الفرح الى بيوتهم وقلوبهم .. فهي والله العمل الصالح الذي سَيُكفِّر به الله عنكم سيئاتكم، ويعفو عن تقصيركم .. ويدخلكم جنة عرضها السماوات والارض مع محمد آل محمد (عليهم السلام).
    وأخيراً ... نسأل الله بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها .. أن يجعل هذا العام الجديد عامَ خيرٍ وأمنٍ وأمانٍ لأمة محمد (ص) ولكل أهل الأرض .. وأن يجمع الله فيه العباد على مولاة محمد وآل محمد .. وعلى الحق والهدى .. وأن يُميت أسباب الافتراق والفتن التي عصفت وتعصف بالأمة.
    ونسأله سبحانه أن ينزل غضبه ونقمته وعذابه على أعداء الدين وأعداء الإنسانية النواصب السفيانيين المجرمين .. وأن يجعل الأرض مقبرة لهم أين ما حلوا .. آمين رب العالمين.
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا. مكتب السيد أحمد الحسن النجف الأشرف 1437 هـ



    ***



    الخطبة الثانية:

    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
    اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَاَمينِكَ، وَصَفِيِّكَ، وَحَبيبِكَ، وَخِيَرَتِكَ مَنْ خَلْقِكَ، وَحافِظِ سِرِّكَ، وَمُبَلِّغِ رِسالاتِكَ، اَفْضَلَ وَاَحْسَنَ، وَاَجْمَلَ وَاَكْمَلَ، وَاَزْكى وَاَنْمى، وَاَطْيَبَ وَاَطْهَرَ، وَاَسْنى وَاَكْثَرَ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ، وَتَحَنَّنْتَ وَسَلَّمْتَ عَلى اَحَد مِن عِبادِكَ وَاَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ، وَصِفْوَتِكَ وَاَهْلِ الْكَرامَةِ عَلَيْكَ مِن خَلْقِكَ، اَللّـهُمَّ وَصَلِّ عَلى عَليٍّ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ، عَبْدِكَ وَوَليِّكَ، وَاَخي رَسُولِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَآيَتِكَ الْكُبْرى، وَالنَّبأِ الْعَظيمِ، وَصَلِّ عَلَى الصِّدّيقَةِ الطّاهِرَةِ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى سِبْطَيِ الرَّحْمَةِ وَاِمامَيِ الْهُدى، الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ اَهْلِ الْجَّنَةِ، وَصَلِّ عَلى اَئِمَّةِ الْمُسْلِمينَ، عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ ابْنِ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَر، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ، ومحمد بن الحسن ، وأحمد بن محمد والمهديين من ولده ، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ، وَاُمَنائِكَ في بِلادِكَ صَلَاةً كَثيرَةً دائِمَةً...

    في الخطبة السابقة ابتدأنا في الفصل الخامس الذي هو (في أحكام الأموات) من كتاب الطهارة في شرائع الإسلام، وبينا أمور (في الإحتضار) مثل: ما هو الواجب في الإحتضار وما هو المستحب والمكروه. وكذلك بينا الأمر الثاني (في التغسيل)، واليوم نكمل ما توقفنا عنده (في التغسيل) ان شاء الله...

    شرائع الإسلام ج1 [ ...وإذا وجد بعض الميت فإن كان فيه الصدر أو الصدر وحده غسل وكفن وصلي عليه ودفن، وإن لم يكن وكان فيه عظم غسل ولف في خرقة ودفن، وكذا السقط (1) إذا ولجته الروح أو كان له أربعة أشهر فصاعداً. وإن لم يكن فيه عظم اقتصر على لفه في خرقة ودفنه، وكذا السقط إذا لم تلجه الروح. وإذا لم يحضر الميت مسلم ولا كافر ولا محرم من النساء فلا تقربه الكافرة، وتصب المسلمة عليه الماء صباً من وراء ثيابه فوق سرته وتحت ركبتيه، ويحنط بالكافور ويدفن. أما الميتة فيصب عليها المسلم من غير المحارم الماء على وجهها ويديها وقدميها فقط، وتحنط بالكافور وتدفن.
    ويجب: إزالة النجاسة (2) من بدنه أولاً، ثم يغسل بماء السدر يبدأ برأسه، ثم بجانبه الأيمن ثم الأيسر، وأقل ما يلقى في الماء من السدر ما يقع عليه الاسم (3) . وبعده بماء الكافور على الصفة المذكورة (4) ، وبماء القراح (5) أخيراً كما يغسل من الجنابة. ووضوء الميت مستحب وليس بواجب. ولا يجوز الاقتصار على أقل من الغسلات المذكورة إلا عند الضرورة (6) . ولو عدم الكافور والسدر غسل بالماء القراح (7) مرة واحدة، والثلاث أفضل. ولو خيف من تغسيله تناثر جلده كالمحترق والمجدور (8) يتيمم بالتراب كما يتيمم الحي العاجز.
    وسنن الغسل: أن يوضع على ساجة (9) مستقبل القبلة، وأن يغسل تحت الظلال (10) ، وأن يجعل للماء حفيرة، ويكره إرساله في الكنيف (11) ولا بأس بالبالوعة، وأن يفتق قميصه وينزع من تحته، وتستر عورته، وتلين أصابعه برفق، ويغسل رأسه برغوة السدر (12) أمام الغسل، ويغسل فرجه بالسدر والحرض (الإشنان) أو الصابون الخالي من العطر ويغسل يداه، ويبدأ بشق رأسه الأيمن، ويغسل كل عضو منه ثلاث مرات في كل غسلة، ويمسح بطنه في الغسلتين الاولتين، إلا أن يكون الميت المرأة حاملاً. وأن يكون الغاسل منه على الجانب الأيمن، ويغسل الغاسل يديه مع كل غسلة، ثم ينشفه بثوب بعد الفراغ.
    ويكره: أن يجعل الميت بين رجليه، وأن يقعده، وأن يقص أظفاره، وأن يرجل شعره (13) ، وأن يغسل مخالفاً، فإن اضطر غسله غسل أهل الخلاف. ]

    أحكام الشريعة بين السائل والمجيب (للشيخ علاء السالم) ج1 :
    (1) - (من درس الحوزة في المنتدى) السقط، وهو الحمل الذي لم يتم فترة الحمل ويسقط من أمّه، إذا ولجته الروح، أو كان له أربعة أشهر فصاعداً غسل ولف في خرقة ودفن، وإذا لم تلجه الروح اقتصر على لفه في خرقة ويدفن.
    (2) - يجب إزالة النجاسة (كالبول أو المني أو الدم)
    (3) - وأقل ما يلقى في الماء من السدر ما يقع عليه الاسم (بحيث يطلق عليه الناس ماء سدر).
    (4) - الصفة المذكورة (أي: بما يقع عليه الاسم بحيث يطلق عليه الناس ماء كافور)
    (5) - وبعده بماء القراح (أي الماء العادي)
    (6) - إلا عند الضرورة (كعدم وجود الماء مثلاً).
    (7) - غُسِّل بالماء القراح (الذي لم يخالطه شيء)
    (8) - المجدور (الذي به مرض الجدري)
    (9) - على ساجة (لوحة خشب تتخذ من خشب الساج أو الصاج بحسب تعبير الناس اليوم)
    (10) - تحت الظلال (السقوف التي تكون ستراً بينه وبين السماء)
    (11) - الكنيف (مجمع البول والغائط)
    (12) - برغوة السدر (أي الوغف الذي يعلو ماء السدر)
    (13) - وأن يرجل شعره (أي يمشطه)

    الأجوبة الفقهية (صلاة):
    س98/ ورد في تغسيل الميت أنه يغسل رأسه ثم الجانب الأيمن ثم الأيسر، هل هذا الترتيب بين الجانبين أمر واجب، أم الترتيب الواجب فقط بين الرأس والبدن ؟
    ج/ الواجب فقط الترتيب بين الرأس والبدن.

    بهذا نكون قد غطينا التغسيل، وفي الخطبة القادمة سنتطرق (في التكفين)، نختم بهذا الدعاء...

    اللهم إني عبدك وابن عبديك، هارب منك إليك، أتيتك وافدا إليك، تائبا من ذنوبي إليك زائرا، وحق الزائر على المزور التحفة، فاجعل تحفتي منك وتحفتك لي رضاك والجنة.
    اللهم إنك عظمت حرمة شهر رمضان، ثم أنزلت فيه القرآن، أي رب، وجعلت فيه ليلة خيرا من ألف شهر، ثم مننت علي بصيامه وقيامه فيما مننت علي، فتمم علي منك ورحمتك.
    أي رب، إن لك فيه عتقاء، فان كنت ممن أعتقتني فيه، فتمم علي، ولا تردني في ذنب ما أبقيتني، وإن لم تكن فعلت يا رب لضعف عمل، أو لعظم ذنب، فبكرمك وفضلك ورحمتك، وكتابك الذي أنزلت في شهر رمضان ليلة القدر، وما أنزلت فيها، وحرمة عظمت فيها، وبمحمد وعلي عليهما السلام وصلواتك، وبك يا الله.
    أتوجه إليك بمحمد، وبمن بعده، صلى الله عليه وعليهم، أتوجه بكم إلى الله، يا الله أعتقني فيمن أعتقت. الساعة، بمحمد صلى الله عليه وآله. اقبال الاعمال ج1 ص494

    هذا والحمدلله رب العالمين، وأستغفر الله لي ولكم...
    (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) [سورة النصر 1 – 3]
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎