إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

بحث "سهو ونسيان المعصوم ع " -ج3 - الامام احمد الحسن ع / الملتقى الاسبوعي 22 - معهد الدراسات العليا الدينية واللغوية - النجف

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • ya fatema
    مدير متابعة وتنشيط
    • 24-04-2010
    • 1738

    بحث "سهو ونسيان المعصوم ع " -ج3 - الامام احمد الحسن ع / الملتقى الاسبوعي 22 - معهد الدراسات العليا الدينية واللغوية - النجف

    بسم الله الرحمن الرحيم ‏
    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله ‏
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ‏
    تطرقت في البحث السابق للنقل سواء كان قرآنيا أم روائيا ‏
    بقي لنا ان نتعرض لما يطرح من اشكالات واستحسانات عقلية.‏
    واعتقد فيما تقدم تبين انه لا توجد آيات ولا روايات تدل على ما يعتقدون، بل توجد آيات ‏وروايات تدل على عكس ذلك، ولهذا فهم في الحقيقة لجؤوا إلى الاشكال على القول بإمكان ‏وقوع السهو في العبادة من المعصوم. وان شاء الله سنذكر الاشكالات ونرد عليها حتى لا نبقي ‏اي مجال للتشويش وإلا ففاقد الدليل لا تنفعه الاشكالات والاستحسانات في اثبات عقيدة تحتاج ‏لإثباتها دليلا قطعيا. ‏
    أولا: اشكالات الشيخ المفيد (رحمه الله)‏
    قال الشيخ رحمه الله : « ولسنا ننكر بأن يغلب النوم الانبياء (عليهم السلام) في أوقات الصلاة ‏حتى تخرج فيقضوها بعد ذلك وليس عليهم في ذلك عيب ولا نقص، لأنه ليس ينفك بشر من ‏غلبة النوم ولان النائم لا عيب عليه، وليس كذلك السهو، لأنه نقص عن الكمال في الانسان، ‏وهو عيب يختص به من اعتراه، وقد يكون من فعل الساهي تارة كما يكون من فعل غيره، ‏والنوم لا يكون إلا من فعل الله تعالى، وليس من مقدور العباد على حالة، ولو كان من مقدورهم ‏لم يتعلق به نقص وعيب لصاحبه لعمومه جميع البشر، وليس كذلك السهو، لأنه يمكن التحرز ‏منه، ولانا وجدنا الحكماء يجتنبون أن يودعوا أموالهم وأسرارهم ذوي السهو والنسيان ولا ‏يمتنعون من إيداع ذلك من يغلبه النوم احيانا .. » إلى آخر كلام الشيخ المفيد (رحمه الله) في ‏كتابه "عدم سهو النبي".‏
    وأنا هنا اختصرت لكم كلام الشيخ المفيد في كتابه "عدم سهو النبي" في ثلاث اشكالات رئيسية ‏دار حولها كلام الشيخ المفيد. وسأذكر كل اشكال مع بيانه ثم سارد عليه.‏
    بيان اشكال الشيخ المفيد الأول: ‏
    ان السهو نقص عن الكمال في الانسان وهو عيب يختص به من اعتراه لأنه يمكن التحرز ‏منه، ومعنى الاشكال ان خليفة الله أول من يتحرز عن العيوب التي يمكن الانسان التحرز ‏منها. فكيف يمكن ان ننسب لخليفة الله أو الامام صدور عيب السهو الذي يمكن للإنسان ‏التحرز منه؟ ‏
    رد الاشكال: ‏
    كلام الشيخ المفيد غير صحيح، فالإنسان لا يمكنه التحرز من السهو مطلقا لعلة الدماغ ‏البيولوجي وقدرته المحدودة على التركيز والحفظ، والتي تنخفض كلما ازدادت الامور التي ‏يحتاج التركيز عليها، وبالنسبة للصلاة فقد يتسبب التركيز على ذكر الله والخشوع في الصلاة ‏بنسيان عدد الركعات. وبهذا فقد يكون من نسي عدد الركعات التي صلاها افضل ممن ضبط ‏عدد ركعات صلاته دون ذكر وخشوع. اذن فلا يمكن الحكم بان نسيان عدد الركعات عيب ‏يختص به من اعتراه لأنه يمكن التحرز منه كما هو الاشكال. وأيضا عقلا لا يمكن للإنسان ‏التحرز من السهو والنسيان مطلقا وإلا لكان نورا لا ظلمة فيه، اي كامل مطلق، ولكان لاهوتا ‏مطلقا – تعالى الله علوا كبيرا – ولتعدد اللاهوت المطلق، وبالتالي فكل ما بناه على ان السهو ‏أمر يمكن التحرز منه غير صحيح. اما تمثيله بان ذوي السهو لا يعتد بحديثهم ولا يودعهم ‏الحكماء الامانات فهو كلام مبني على من خرج عن الحد الطبيعي للسهو والنسيان، وهذا خلط ‏وخبط عشواء، فالكلام ليس فيه، انما في وقوع السهو والنسيان ولو مرة أو مرتين اي الحالة ‏الطبيعية التي تعتري اي انسان. فهذا أمر يقع لكثير من الناس ويعتمد غيرهم على حديثهم ‏ويودعونهم الامانات ولا يعتبر العقلاء ان من سهى في صلاته أو سهى في طوافه فدخل في ‏الشوط الثامن أو نسي شيئا خبأه ثم وجده انه ليس اهلا للأمانة أو لا يعتمد على حديثه.‏
    بيان اشكال المفيد الثاني: ‏
    ان خليفة الله قدوة يقتدي به المؤمنون. فلو جاز ان يسهو خليفة الله في الصلاة أو العبادة لانتفى ‏كونه قدوة، اي لو جاز على خليفة الله أو الامام السهو والنسيان لما صح ان يأمر الله الناس ‏الاقتداء به في جميع احواله.‏
    رد الاشكال: ‏
    هذا الاشكال غير دقيق، لان الله لم يأمر الناس الاقتداء بأفعال خليفته دون معرفة عللها، فهو قد ‏يترك الواجب وان حان وقته لعلة ما، كتركه الصلاة الواجبة التي حان وقتها لمروره في ارض ‏نزل بها عذاب من الله فيما مضى، وقد حصل هذا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومع ‏الامام علي (عليه السلام)، وقد يفعل ما لا يجوز لغيره فعله – يعني المحرم في الشريعة – ‏لاختصاصه به كإبقاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأكثر من اربع زوجات في ذمته، وقد ‏يفطر لمرض لا يراه غيره كالقرحة أو التسمم أو اي مرض طارئ مثلا. فهل على بقية ‏المؤمنين الافطار بحجة ان المعصوم قد افطر وهو قدوة؟ ام على المعصوم ان يضع لافتة ‏يكتب عليها "انا مريض اليوم واضطررت للإفطار"؟!‏
    النتيجة : المعصوم ليس قدوة مطلقا في جميع افعاله وأحواله دون فهم تلك الاحوال أو سؤاله ‏عن فعله، خصوصا إذا كان الفعل مشتبها على المشاهد.‏
    وبالنسبة للسهو والنسيان بالخصوص فلا بد ان يعرف المكلفون ان فعل المعصوم هذا نتيجة ‏سهو أو نسيان لكي يفترضوا عدم جواز الاقتداء به في هذا الفعل، والأصل في افعال الناس ‏انها صحيحة وليست سهوا ولا نسيانا حتى يتبين العكس وإلا لما صح محاسبة أحد من الناس ‏على فعله. ‏
    اذن لا يحمل اي فعل من افعال خليفة الله على انه سهو أو نسيان حتى يتبين بالدليل انه سهو أو ‏نسيان. وعقيدتنا في متابعة المعصوم ان متابعته يقين ينجي صاحبه، فلو ان رسول الله محمد ‏‏(صلى الله عليه وآله) صلى الصبح اربع ركعات أو الظهر ركعتين فمتابعته اصح واقرب ‏للهدى والرشاد والاعتراض عليه سفه وضعف في اليقين ممن فعل، فإنما الصلاة ركعة وسجدة ‏يذكر الله فيهما. ‏
    بيان اشكال الشيخ المفيد الثالث : ‏
    انه لو جاز ان يسهو خليفة الله في صلاته لجاز ان يسهو في كل طاعة وان يفعل كل محرم ‏سهوا.‏
    الرد: ومع ان هذا الاشكال مبني على مغالطة حيث انه مع السهو والنسيان لا يوجد شيء اسمه ‏معصية أو حرام، فالعصيان وارتكاب المحرمات ليتحقق يلزم توفر القصد والتعمد وهي غير ‏متوفرة في حال السهو والنسيان، وإضافة إلى ذلك فان هذا الاشكال غير صحيح لأنه مبني على ‏اساس ان خليفة الله ينسى ويسهو كأي انسان آخر وغير معصوم من المعاصي وهذا لا يقول به ‏أحد من اتباع محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم) أو ان المستشكلين يعتقدون بالعصمة ‏الذاتية المطلقة للحجة، لحجة الله من السهو والنسيان وبالتالي يعتبرون ذهاب بعضها يكون في ‏كل الاتجاهات ويشمل كل الاشياء والقول بالعصمة الذاتية بينا بطلانه حيث يلزم منه تعدد ‏اللاهوت المطلق.‏
    اذن، العصمة من السهو ليست ذاتية، بل هي عصمة بعاصم خارجي ومذكر خارجي وهي ‏ليست عبثية بل وفق حكمة الهية، فلا حاجة ان يعصم خليفة الله من السهو إلا فيما يتعلق بتبليغ ‏دين الله سبحانه وتعالى، اما بقية الامور فلا يعصم بها خارجيا بل تبقى عصمته العامة، ‏عصمته العامة الذاتية من السهو، هي المانعة من وقوع السهو وقد بينت على اي الامور تعتمد ‏هذه العصمة العامة الذاتية من السهو، ويمكنكم الرجوع لكتاب "رحلة موسى". وبينت انها ‏ليست تامة بذاتها، اي انه مثلا يكون معصوما ذاتيا من السهو بنسبة 70 في المائة أو 80 في ‏المائة أو 90 في المائة، وهذه العصمة العامة الذاتية وان كانت بنسبة معينة ولكنها قد تكون ‏كافية في امور معينة لتمنع وقوع السهو فيها اي لا يحتاج معها – مع انها غير تامة – إلى ‏عاصم خارجي من السهو لتحقق العصمة التامة من السهو في ذلك المورد. وسبب ذلك يرجع ‏إلى درجة ظهور الامر بالنسبة للإنسان، ولبيان هذا الامر الأخير اكثر لننظر إلى موضوع عدد ‏الركعات في الصلاة الذي هو موضوع النزاع بينهم، فهو في الحقيقة مدسوس بين افعال ‏الصلاة وهي الأذان، الإقامة، التكبير، القراءة، الركوع، الذكر فيه، السجود، الذكر فيه، القنوت، ‏التشهد، وهذه الافعال كثيرة وبالتالي فظهور عدد الركعات بينها ليس كظهور الامتناع عن ‏الطعام والشراب بين افعال الصيام التي لا يتعدى المبتلى به عموما هذا الفعل وربما فعل آخر، ‏لهذا فعند عامة الناس يقع السهو في الصلاة كثيرا أو في عدد الركعات ولكن نادرا ان يقع ‏السهو فيأكل أو يشرب الصائم وهو ساه. بل في الصلاة، حتى طول الانشغال بفعل من افعال ‏الصلاة يؤثر على ظهور الفعل الآخر للمصلي، فطول السجود أو الخشوع في الذكر عند ‏شخص قد يؤدي إلى عدم تذكره لعدد الركعات التي صلاها، لان دماغه انشغل بالخشوع ‏والتفكير بالله عن التركيز على حساب عدد الركعات، فالخشوع والانشغال بذكر الله يرفع من ‏نسبة احتمالية نسيان عدد الركعات التي صلاها المصلي، وأكيد ان الافضل الانشغال بالذكر ‏والخشوع حتى وان ادى إلى ارتفاع احتمالية حدوث نسيان عدد الركعات، وأكيد انه لا خير في ‏صلاة لا خشوع فيها حتى وان ضبط المصلي عدد ركعاتها. أيضًا في الطواف مثلا، شخص ‏خاشع ومنشغل بذكر الله وبالبكاء أو يطوف ببطء شديد يمكن ان يغطي خشوعه وانشغاله بذكر ‏الله أو المدة الزمنية التي يقضيها في الطواف على تذكره عدد الاشواط التي طافها، فيسهو عن ‏التوقف عند الشوط السابع فيدخل في الثامن كما مر في الرواية التي ذكرت امير المؤمنين ‏‏(صلوات الله عليه) في الملتقى السابق. ‏
    إلى هنا اعتقد اتضح تماما ان مسالة السهو متشعبة ومرتبطة بعدة متغيرات، فلا يمكن ان ‏نحكم بان السهو يدل دائمًا على تقصير الساهي في تحصيل كمال ممكن للإنسان، ولا يمكن ‏مقارنة سهو معين بآخر أو القول ان من يسهو هنا لا بد ان يسهو هناك ولا يمكن القول ان ‏شخصا لم يسهو في أمر معين افضل من آخر لأنه سهى فيه. ولو اردنا تصور مدى تعقيد ‏المسالة فلنحسب عدد المتغيرات التي بينتها حتى الآن في مسالة السهو والنسيان. فكيف اذن ‏يمكن ان نقبل عقلا من شخص ان يشكل على مسالة السهو والنسيان دون ان تكون العلاقات ‏بين هذه المتغيرات وحلها حاضرة عنده. ‏
    في الحقيقة، هذا هو حال المشكلين، فلو انهم يعون وجود كل هذه العوامل المتغيرة في المسالة ‏لما ذهبوا للإشكال. ‏
    ‏ توجد اشكالات عقلية أخرى وأيضا سأذكر بعضها. ‏
    الاشكال الأول: ‏
    انه لو جاز السهو والنسيان على خليفة الله لجاز ان ينسى ويسهو في تبليغ الشرع وبهذا نقض ‏للغرض من بعثه. ‏
    الرد: الحقيقة، لا ملازمة بين الأمرين هنا، فالمسالة ان المعصوم يعصم عن السهو والنسيان ‏في امور ولا يعصم في أخرى، لأننا قد بينا انه يعصم بمذكر خارجي. نعم الملازمة تكون لو ‏كان خليفة الله لا يسهو ولا ينسى بذاته لا بعاصم خارجي في حين اننا قد بينا بطلان القول ‏بالعصمة الذاتية المطلقة من السهو والنسيان وأنها توافق قول الغلاة وأنها تعني بالنتيجة تعدد ‏اللاهوت المطلق وهذا باطل.‏
    الاشكال الثاني: انه لو جاز على خليفة الله السهو والنسيان لنفرت الناس عنه، وفي هذا نقض ‏للغرض من بعثه وهو هداية الناس.‏
    الرد: لا يصح ان يستدل مسلم فضلا عمن يدعي انه عالم بنفور الناس لجهلهم ويعتبره نقضا ‏للغرض، لأنه بحسب هذه القاعدة العبثية يمكن ان ينقض الإسلام، وكمثال على ذلك، فالله أمر ‏الرسول قبل الهجرة وهو في مكة ان تكون قبلة المسلمين بيت المقدس في الشام وهذا فيه تنفير ‏للأحناف حيث ان قبلتهم الكعبة، فكيف يأتيهم محمد (صلى الله عليه وآله) في قعر دارهم ‏ويقول لهم: اتركوا قبلتكم التي تسجدون وتحجون لها وتوجهوا في صلاتكم إلى قبلة اليهود. ‏اليس في هذا تنفير واضح وعلى حسب القاعدة التي وضعوها ان تنفير الناس عن دين الله ‏ينقض الغرض، فيكون الله قد نقض الغرض أو يكون الإسلام ليس دينا الهيا. بل الامر لم ‏يتوقف هنا، حيث ان الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) لما هاجر إلى المدينة وحيث اليهود ‏وقبلتهم بيت المقدس بدلت قبلة الإسلام وأصبحت الكعبة ليكون هذا أيضًا منفرا لليهود عن ‏دخول دين جديد يتخذ قبلة أخرى غير قبلتهم. وعلى القاعدة المتقدمة أيضًا يكون الله هنا قد نفر ‏الناس وصدهم عن الإيمان ونقض الغرض من بعث محمد (صلى الله عليه وآله). بينما الحقيقة ‏ان نفور الناس من الحق بسبب جهلهم به ليس نقضا للغرض بحال وهذا طبعا بغض النظر ‏عن ان نفس مسالة اتخاذ قبلتين وتبديل القبلة يمكن ان يعتبرها بعضهم أيضًا منفرة، بل وحتى ‏يطعن برسالة الرسول (صلى الله عليه وآله) ويعتبره مترددا ويجهل القبلة الصحيحة وهكذا ‏يمكن ان يذهب باستنتاجات واستحسانات ويدعي نقض رسالة الرسول محمد (صلى الله عليه ‏وآله).‏
    الاشكال الثالث: انه لو جاز على خليفة الله السهو والنسيان في الصلاة كما روي ان رسول الله ‏‏(صلى الله عليه وآله) سهى في صلاته، فنقص وزاد في الركعات، لكان غير خاشع في صلاته ‏وهذا أمر قبيح لا يصدر عن خليفة الله في ارضه أو الامام أو الرسول.‏
    الرد: وهذا الاشكال يفترض ان من يغفل عن عدد الركعات غير خاشع في صلاته وغير ‏متوجه إلى الله سبحانه وتعالى لا غير، وهذا غير صحيح على اطلاقه، حيث ان العبد لو توجه ‏إلى الله بخشوع وانقطاع يمكن ان يغفل بالله وبخشوع بين يدي الله سبحانه وتعالى عن حساب ‏عدد ركعات صلاته، فكما انه يمكن ان يغفل بالتفكير بأمور الدنيا عن عدد ركعات صلاته، ‏كذلك يمكن للبكاء بين يدي الله ان يجعله يغفل عن حساب عدد ركعات صلاته. فالأمر اذن لا ‏يمكن حصره بعدم الخشوع وعدم التوجه إلى الله ليكون السهو والنسيان في الصلاة دليل عدم ‏الخشوع، وبالتالي نفي السهو عن خليفة الله بهذه الحجة الواهية.‏
    الخلاصة: تقدمت آيات دلت على سهو المعصوم في مسيرته في الحياة وأحاديث وروايات ‏كثيرة نصت على سهو المعصوم في العبادات والأصل ان المعصوم أو خليفة الله انسان ولا ‏يستثنى مما يعرض للإنسان الطبيعي إلا بدليل قطعي ومن الصفات الانسانية السهو والنسيان. ‏اذن فالأصل امكان سهو المعصوم ونسيانه كأي انسان إلا ما خرج بدليل، كامتناع نسيانه ‏وسهوه في التبليغ عن الله حيث يلزم منه نقض الغرض من ارساله فلا بد ان يذكره الله في هذا ‏الموضع ويعصمه من النسيان والسهو فيه حتى يبلغ رسالة الله سبحانه وتعالى: {إِلَّا مَنِ ‏ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا* لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ ‏وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا} ‏[‏1]‏ ومر أيضًا انه لا توجد آية تدل ‏على عدم سهو المعصوم ولا توجد روايات كذلك ولا يوجد دليل عقلي تام سوى استحسانات ‏وإشكالات تعتمد على مفهوم المغالطة وقد تم ردها والحمد لله.‏
    اذن فالخلاصة التي يمكن ان يتوصل لها اي عاقل، انه إذا لم تكن كل تلك الأدلة كافية ‏للاستدلال على امكان سهو المعصوم في الامور الحياتية والعبادة فان عدم دلالة اللاشيء الذي ‏يتوهمونه على عدم سهو المعصوم مطلقا أو في العبادة اوجب. فهم يعتقدون هذه العقيدة بلا ‏دليل من آية محكمة ولا رواية قطعية الصدور والدلالة ولا دليل عقلي تام.‏
    إلى هنا وصلت إلى ختام هذا البحث، ومن يريد الاستزادة يمكنه الرجوع إلى كتاب عقائد ‏الإسلام الذي سيصدر إن شاء الله في نهاية هذا الشهر الكريم ‏[‏2‏]‏ والحمد لله رب العالمين وصلى ‏الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين. ارجو منكم ان لا تنسوني من دعائكم في هذه ‏الليلة المباركة ‏[‏3‏]‏ وأسال الله ان يكتبنا بفضله ومنه وعطائه الابتداء من الصائمين القائمين ‏الذاكرين. هو وليي وهو يتولى الصالحين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ‏والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ‏




    ----------------------------------------------
    ‏[‏1‏]‏- الجن – 27، 28
    ‏[‏2‏]‏- شهر رمضان 1437
    ‏[‏3‏]‏- ليلة القدر - ليلة الثالث والعشرين من رمضان
    Last edited by ya fatema; 02-07-2016, 18:04.
    عن أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب وصي رسول الله محمد صلوات الله عليهما
    : ( إلهي كفى بي عزاً أن اكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب )

Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎