إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبتي صلاة الجمعة المهدوية المباركة في قضاء ام قصر في 15جماد الاخرى 1437

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • الشيخ حسنين البارون
    عضو جديد
    • 26-02-2016
    • 7

    جانب من خطبتي صلاة الجمعة المهدوية المباركة في قضاء ام قصر في 15جماد الاخرى 1437

    الخطبة الاولى:
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمدلله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
    الحمد لله الذي خلق الخلق وأرسل لهم الرسل، وجعل العلم بكتب السماء دليلاً عليهم يعرفهم به من خلصت نيته وشحذ لمعرفة الحق همته.
    الحمد لله الذي جعل علم الكتاب مختصاً بمن أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، وجعل لمن ينتحل مقامهم جهنم يصلاها ملوماً مخذولاً.
    الحمد لله الذي جعل محمداً وآل محمد لنا وسيلة لرضاه، ولم يجعل في غيرهم سبيلاً للنجاة، الحمد لله الذي جعل ولايتهم حسنة لا تضر معها سيئة، وجعل نكرانهم سيئة لا تنفع معها حسنة.
    الحمد لله الذي جعلهم ترجماناً للكتاب، وجعله من غيرهم مغلقاً بلا باب، فهم عدل القرآن وترجمانه، خلفاء الرسول وآذانه، كهف الورى شموس الدجى ليوث الوغى، من حاد عنهم خف ميزانه.
    اللهم فصلِّ عليهم كلما طلعت شمس وغربت، وكلما هبَّت ريح وسكنت، اللهم صلِّ عليهم بعدد رمال البر وقطرات المطر وعدد أوراق الشجر وما يحويه البر والبحر، اللهم صلِّ عليهم بعدد أنفاس الخلائق، من ناطق وغير ناطق، صلاة دائمة نامية زاكية يصعد أولها، ولا ينفد آخرها، وأجعلها ذخراً لنا يوم نلقاك، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتاك بولايتهم والكفر بولاية غيرهم اللهم اجعل كل صلواتك على جدهم المصطفى أولاً وعليهم ثانياً، ولا تفارق بيننا وبينهم دائماً أبداً برحمتك يا أرحم الراحمين.
    قال الله (عز وجل): ﴿هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ﴾ ([1]).
    وقد نص الرسول محمد (ص) وآل بيته (ع) على أن متشابه القرآن لا يعلمه إلا الرسول (ص) والأئمة من ذريته (ع)، ولا يعرف إلا عن طريقهم وبابهم (ع).
    عن أبي جعفر (ع): (نحن الراسخون في العلم، ونحن نعلم تأويله) ([2]).
    وعن أبي عبد الله (ع)، قال: (الراسخون في العلم: أمير المؤمنين (ع) والأئمة من ولده (ع)) ([3]).
    وعن أبي جعفر في قوله: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ ([4])، قال: (هم الأئمة المعصومون (ع)) ([5]).
    والأحاديث كثيرة جداً في هذا الباب، ومنها يتبين أن تفسير أو تأويل متشابه القرآن علم قد خُص به الأئمة من أوصياء الرسول (ص) إلى يوم القيامة، ولا يوجد عند غيرهم أبداً إلا أن يكون مأخوذاً عنهم (ع).
    بل إن القرآن كله محكم عند الأئمة (ع) فلا يوجد متشابه عندهم (ع)؛ لأن المتشابه ما تشابه على صاحبه، وأهل البيت (ع) لا يشتبه عليهم القرآن فهم ترجمانه بعد الرسول محمد (ص).
    عن هرول بن حمزة، عن أبي عبد الله (ع)، قال: سمعته يقول: ﴿بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾ ([6])، قال: هم الأئمة خاصة) ([7]).
    وعن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر (ع) قال: قلت له: قول الله: ﴿بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾ أنتم هم؟ قال: (من عسى أن يكونوا غيرنا؟!) ([8]).
    إذن، فالقرآن كله آيات بينات عند الأئمة (ع) لا يوجد فيه متشابه، ولذلك انحصر تفسير القرآن في الأئمة (ع)؛ لأن غيرهم لا يعرف ما تشابه من القرآن ولا يفقه تأويله، وفاقد الشيء لا يعطيه. وقد نبه الأئمة (ع) على هذه الحقيقة مرات عديدة في رواياتهم، وحذروا عن تفسير القرآن بالرأي، ونبهوا كذلك على أن كلام الله تعالى لا يشبه كلام البشر فلا يمكن قياسه عليه، ولنطلع على بعض كلامهم (ع) في هذا الموضوع لتتضح المسألة:
    عن الصادق (ع)، قال: (إن الله بعث محمداً، فختم به الأنبياء، فلا نبي بعده، وأنزل عليه كتاباً، فختم به الكتب، فلا كتاب بعده - إلى أن قال: فجعله النبي (ص) علماً باقياً في أوصيائه، فتركهم الناس، وهم الشهداء على أهل كل زمان حتى عاندوا من أظهر ولاية ولاة الأمر، وطلب علومهم، وذلك أنهم ضربوا القرآن بعضه ببعض واحتجوا بالمنسوخ وهم يظنون أنه الناسخ، واحتجوا بالخاص وهم يقدرون أنه العام، واحتجوا بأول الآية، وتركوا السنة في تأويلها، ولم ينظروا إلى ما يفتح الكلام، وإلى ما يختمه، ولم يعرفوا موارده ومصادره، إذ لم يأخذوه عن أهله، فضلوا وأضلوا).
    ثم ذكر (ع) كلاماً طويلاً في تقسيم القرآن إلى أقسام وفنون ووجوه، تزيد على مائة وعشرة، إلى أن قال (ع): (وهذا دليل واضح على أن كلام الباري سبحانه لا يشبه كلام الخلق، كما لا تشبه أفعاله أفعالهم، ولهذه العلة وأشباهها لا يبلغ أحد كنه معنى حقيقة تفسير كتاب الله تعالى إلا نبيه وأوصياؤه (ع) ... إلى أن قال: ثم سألوه (ع) عن تفسير المحكم من كتاب الله، فقال: أما المحكم الذي لم ينسخه شيء فقوله عز وجل: ﴿هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ﴾ ([9]) الآية. وإنما هلك الناس في المتشابه لأنهم لم يقفوا على معناه ولم يعرفوا حقيقته، فوضعوا له تأويلاً من عند أنفسهم بآرائهم، واستغنوا بذلك عن مسألة الأوصياء، ونبذوا قول رسول الله (ص) وراء ظهروهم ... الحديث) ([10]).
    عن جابر بن يزيد، قال: سألت أبا جعفر (ع) عن شيء من التفسير، فأجابني ثم سألته عنه ثانية فأجابني بجواب آخر، فقلت: كنت أجبتني في هذه المسألة بجواب غير هذا، فقال: (يا جابر، إن للقرآن بطناً [وللبطن بطناً] وله ظهر، وللظهر ظهر، يا جابر وليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن، وإنّ الآية يكون أولها في شيء وآخرها في شيء، وهو كلام متصل متصرف على وجوه)





    عن المعلى بن خنيس، قال: قال أبو عبد الله (ع) في رسالة: (فأما ما سألت عن القرآن، فذلك أيضا من خطراتك المتفاوتة المختلفة، لأن القرآن ليس على ما ذكرت وكل ما سمعت فمعناه [على] غير ما ذهبت إليه، وإنما القرآن أمثال لقوم يعلمون دون غيرهم، ولقوم يتلونه حق تلاوته، وهم الذين يؤمنون به ويعرفونه، وأما غيرهم فما أشد إشكاله عليهم وأبعده من مذاهب قلوبهم، ولذلك قال رسول الله (ص): [إنه] ليس شيء أبعد من قلوب الرجال من تفسير القرآن، وفي ذلك تحير الخلائق أجمعون إلا من شاء الله، وإنما أراد الله بتعميته في ذلك أن ينتهوا إلى بابه وصراطه وأن يعبدوه وينتهوا في قوله إلى طاعة القوام بكتابه، والناطقين عن أمره، وأن يستنبطوا ما احتاجوا إليه من ذلك عنهم، لا عن أنفسهم، ثم قال: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾. فأما عن غيرهم فليس يعلم ذلك أبداً، ولا يوجد، وقد علمت أنه لا يستقيم أن يكون الخلق كلهم ولاة الأمر؛ لأنهم لا يجدون من يأتمرون عليه ومن يبلغونه أمر الله ونهيه، فجعل الله الولاة خواص ليقتدى بهم، فافهم ذلك إن شاء الله، وإياك وإياك وتلاوة القرآن برأيك، فان الناس غير مشتركين في علمه، كاشتراكهم فيما سواه من الأمور، ولا قادرين على تأويله، إلا من حده وبابه الذي جعله الله له فافهم إن شاء الله، واطلب الأمر من مكانه تجده إن شاء الله) ([12]).
    وقد بيّن الأئمة (ع) تكليف الأمة تجاه القرآن، وما عليهم وما لهم:
    عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (ع) - في حديث كلامه مع عمرو بن عبيد - قال: (وأما قوله: ﴿وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى﴾ ([13])، فإنما على الناس أن يقرؤوا القرآن كما انزل، فإذا احتاجوا إلى تفسيره فالاهتداء بنا وإلينا يا عمرو!) ([14]).
    عن علي (ع)، قال: (اتقوا الله ولا تفتوا الناس بما لا تعلمون - إلى أن قال: - قالوا: فما نصنع بما قد خبرنا به في المصحف؟ فقال: يسأل عن ذلك علماء آل محمد (ع)) ([15]).
    وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع)، قال: ( من فسر القرآن برأيه، إن أصاب لم يؤجر، وإن أخطأ خرّ أبعد من السماء) ([16]).
    وعن موسى بن عقبة أن معاوية أمر الحسين (ع) أن يصعد المنبر فيخطب، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ( نحن حزب الله الغالبون، وعترة نبيه الأقربون، أحد الثقلين اللذين جعلنا رسول الله ثاني كتاب الله، فيه تفصيل لكل شيء، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والمعول علينا في تفسيره، لا نتظنى تأويله، بل نتبع حقائقه، فأطيعونا، فان طاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة الله ورسوله مقرونة، قال الله: ﴿أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ﴾ ([17])، وقال: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ ... الحديث) ([18]).
    وكذلك نلاحظ كيف منع الأئمة (ع) بعض الذين كانوا يفتون الناس ويفسرون القرآن برأيهم أمثال أبي حنيفة:
    عن شعيب بن أنس، عن بعض أصحاب أبي عبد الله (ع)، قال: (كنت عند أبي عبد الله (ع) إذ دخل عليه غلام كندة فاستفتاه في مسألة فأفتاه فيها، فعرفت الغلام والمسألة فقدمت الكوفة فدخلت على أبي حنيفة، فإذا ذاك الغلام بعينه يستفتيه في تلك المسألة بعينها فأفتاه فيها بخلاف ما أفتاه أبو عبد الله (ع)، فقمت إليه فقلت: ويلك يا أبا حنيفة إني كنت العام حاجاً فأتيت أبا عبد الله (ع) مسلماً عليه فوجدت هذا الغلام يستفتيه في هذه المسألة بعينها فأفتاه بخلاف ما أفتيته. فقال: وما يعلم جعفر بن محمد أنا أعلم منه، أنا لقيت الرجال وسمعت من أفواههم، وجعفر بن محمد صحفي، فقلت في نفسي: والله لأحجن ولو حبواً، قال: فكنت في طلب حجة فجاءتني حجة فحججت فأتيت أبا عبد الله (ع) فحكيت له الكلام فضحك ثم قال: عليه لعنة الله أما في قوله: إني رجل صحفي فقد صدق، قرأت صحف إبراهيم وموسى، فقلت له: ومن له بمثل تلك الصحف؟
    قال: فما لبثت أن طرق الباب طارق وكان عنده جماعة من أصحابه، فقال للغلام: انظر من ذا؟ فرجع الغلام، فقال: أبو حنيفة. قال: أدخله، فدخل فسلّم على أبي عبد الله (ع)، فردّ (ع)، ثم قال: أصلحك الله أتأذن لي في القعود فأقبل على أصحابه يحدثهم ولم يلتفت إليه. ثم قال الثانية والثالثة فلم يلتفت إليه، فجلس أبو حنيفة من غير إذنه، فلما علم أنه قد جلس التفت إليه فقال: أين أبو حنيفة ؟ فقال: هو ذا أصلحك الله، فقال: أنت فقيه أهل العراق؟ قال: نعم. قال: فبما تفتيهم؟ قال: بكتاب الله وسنة نبيه. قال: يا أبا حنيفة تعرف كتاب الله حق معرفته، وتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال: نعم، قال: يا أبا حنيفة ولقد ادعيت علماً ويلك ما جعل الله ذلك إلا عند أهل الكتاب الذين أنزل عليهم ويلك ولا هو إلا عند الخاص من ذرية نبينا (ص)، وما ورثك الله من كتابه حرفاً، فإن كنت كما تقول - ولست كما تقول - فأخبرني عن قول الله عز وجل: ﴿سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ﴾ ([19]) أين ذلك من الأرض؟ قال: أحسبه ما بين مكة والمدينة، فالتفت أبو عبد الله (ع) إلى أصحابه فقال: تعلمون أن الناس يقطع عليهم بين المدينة ومكة فتؤخذ أموالهم ولا يأمنون على أنفسهم ويقتلون؟ قالوا: نعم. قال: فسكت أبو حنيفة، فقال: يا أبا حنيفة أخبرني عن قول الله عز وجل: ﴿َمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً﴾ ([20])، أين ذلك من الأرض؟ قال: الكعبة. قال: أفتعلم أن الحجاج بن يوسف حين وضع المنجنيق على ابن الزبير في الكعبة فقتله كان آمنا فيها؟ قال: فسكت، ثم قال: يا أبا حنيفة إذا ورد عليك شيء ليس في كتاب الله، ولم تأت به الآثار والسنة كيف تصنع؟ فقال: أصلحك الله أقيس وأعمل فيه برأيي. قال: يا أبا حنيفة إن أول من قاس إبليس الملعون، قاس على ربنا تبارك وتعالى فقال: أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين. فسكت أبو حنيفة. فقال: يا أبا حنيفة أيما أرجس البول أو الجنابة؟ فقال: البول. فقال: الناس يغتسلون من الجنابة ولا يغتسلون من البول، فسكت. فقال: يا أبا حنيفة أيما أفضل الصلاة أم الصوم؟ قال الصلاة. فقال: فما بال الحائض تقضي صومها ولا تقضي صلاتها؟ فسكت ..... الحديث) ([21]).
    وعن زيد الشحام، قال: (دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر (ع) فقال: يا قتادة أنت فقيه أهل البصرة؟ فقال: هكذا يزعمون، فقال أبو جعفر (ع): بلغني أنك تفسر القرآن؟ فقال له قتادة: نعم فقال له أبو جعفر (ع): فإن كنت تفسره بعلم فأنت أنت، وأنا أسألك .. إلى أن قال أبو جعفر (ع): ويحك يا قتادة! إن كنت إنما فسرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت، وإن كنت قد فسرته من الرجال، فقد هلكت وأهلكت ويحك يا قتادة! إنما يعرف القرآن من خوطب به) ([22]).
    عن عبد الرحمن السلمي أن علياً (ع) مر على قاض، فقال: (أتعرف الناسخ من المنسوخ؟ قال: لا، فقال: هلكت وأهلكت تأويل كل حرف من القرآن على وجوه) ([23]).
    عن أبي الصلت الهروي، عن الرضا (ع) - في حديث - أنه قال لابن الجهم: (اتق الله، ولا تؤوّل كتاب الله برأيك، فانّ الله يقول: ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾) ([24]).
    ومن هذه القصص وما سبقها من روايات ينتج اليقين بألّا يمكن لأحد أن يفتي الناس أو يفسر القرآن برأيه إن لم يكن من الذين يعلمون محكم القرآن من متشابهه وناسخه من منسوخه، وإنّ هذا العلم خاص بالذرية المعصومة وهم خلفاء الرسول (ص) إلى يوم القيامة الأئمة والمهديون (ع).
    وإنّ من حكمة اختصاص علم متشابه القرآن بالحجج المعصومين هو معرفة المعصوم والاضطرار إلى طاعته لعدم وجود باب إلى معرفة القرآن غيره، ولئّلا يدعي الإمامة كل من هب ودب؛ لأنّ من يفعل ذلك سيجد نفسه في بحار من الأمواج المتلاطمة، وسيظهر تناقضه واضطرابه في تفسير القرآن كنار على علم لمن لهم قلوب يفقهون بها.
    عن أمير المؤمنين (ع) في احتجاجه على زنديق سأله عن آيات متشابهة من القرآن، فأجابه - إلى أن قال (ع) -: (وقد جعل الله للعلم أهلاً وفرض على العباد طاعتهم بقوله: ﴿أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ﴾، وبقوله: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾، وبقوله: ﴿اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ ([25])، وبقوله: ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾، وبقوله: ﴿وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا﴾ ([26])، والبيوت هي بيوت العلم التي استودعها الأنبياء، وأبوابها أوصياؤهم، فكل عمل من أعمال الخير يجري على غير أيدي الأوصياء وعهودهم، وحدودهم وشرائعهم، وسننهم، ومعالم دينهم مردود غير مقبول، وأهله بمحل كفر وإن شملهم صفة الإيمان، ثم إن الله قسم كلامه ثلاثة أقسام : فجعل قسماً منه يعرفه العالم والجاهل، وقسماً لا يعرفه إلا من صفا ذهنه ولطف حسه وصح تمييزه ممن شرح الله صدره للإسلام، وقسماً لا يعلمه إلا الله وملائكته والراسخون في العلم. وإنما فعل ذلك لئلا يدعي أهل الباطل المستولين على ميراث رسول الله (ص) من علم الكتاب ما لم يجعله الله لهم، وليقودهم الاضطرار إلى الائتمام بمن ولي أمرهم فاستكبروا عن طاعته .. الحديث) ([27]).
    بل روي أن هناك تأويلاً للقرآن في كل زمان، ولا يعرف هذا التأويل إلا الإمام الحجة المنصب من الله تعالى:
    عن إسحاق بن عمار، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: (إن للقرآن تأويلاً، فمنه ما قد جاء ومنه ما لم يجيء، فإذا وقع التأويل في زمان إمام من الأئمة عرفه إمام ذلك الزمان) ([28]).
    وبهذا يتبين أن تأويل القرآن ومعرفة المحكم من المتشابه مختص بالإمام المعصوم من أوصياء الرسول محمد (ع)، ولا يمكن أن يعرف عن غيره أبداً.
    ويتبين أيضاً من الرواية السابقـة أنّ تأويل القرآن في عصر الظهور لا يعرفه إلا الإمـام المهدي (ع) أو من اتصل به اتصالاً مباشراً وتحمل ذلك العلم منه (ع)، وبهذا نعرف أن الإمام المهدي (ع) أو من اتصل به يعرف عن طريق إفحامه لجميع العلماء في معرفة علم متشابه القرآن وإحكامه، كما اثبت أجداده إمامتهم عن طريق ذلك العلم الخاص بهم (ع).
    فعلى المتصدين والذين يدعون المرجعية مناقشة السيد أحمد الحسن في هذا العلم المقدس، فإن عجزوا عن ذلك أو لم يستجيبوا لذلك يثبت حق السيد أحمد الحسن، وإنه وصي ورسول الإمام المهدي (ع)؛ لأن هذا العلم لا يكون إلا عند أوصياء الرسول محمد (ص) كما صرحت به الروايات المتواترة.
    والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الأئمة والمهديين.
    الشيخ ناظـم العقـيلي
    1429 هـ . ق
    هذا والحمدلله رب العالمين واستغفر الله لي ولكم
    (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) [سورة النصر 1 – 3]

    الخطبة الثانية:

    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمدلله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله
    عباد الله اوصيكم ونفسي بتقوى الله وطاعته بالسر والعلن . والعمل بين يدي قائم آل محمد ص والاخلاص في العمل ليكون ضخرا لنا يوم القيامة لنيل رضى الله ورحمته سبحانه وتعالى ..
    نتطرق لبعض كلمات النبي واهل بيته عليه السلام في فضائل الشيعة والمؤمنين بامامهم في كل زمان جعلنا الله منهم .
    الحديث الثلاثون *****وبهذا الاسناد عن الحسن بن علي عن عاصم بن حميد
    عن إسحاق النحوي قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن الله أدب نبيه صلى الله عليه وآله وسلم على محبته
    (انك لعلى خلق عظيم ١) ثم فوض إليه فقال (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم
    عنه فانتهوا ٢) وقال (من يطع الرسول فقد أطاع الله ٣) وان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوض
    إلى علي عليه السلام فأتمنه فسلمتم وجحد الناس فوالله لنحبكم ان تقولوا إذا قلنا وتصمتوا
    إذا صمتنا ونحن فيما بينكم وبين الله والله ما جعل لاحد من خير في خلاف امره.
    الحديث الحادي والثلاثون****** وبهذا الاسناد عن الحسن بن علي بن علاء
    عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال إن ذنوب المؤمنين مغفورة لهم فليعمل
    المؤمن لما يستأنف اما انها ليست الا لأهل الايمان.
    الحديث الثاني والثلاثون****** وبهذا الاسناد عن أبي جعفر عليه السلام قال إن الله
    عز وجل يعطى الدنيا من يحب ويبغض ولا يعطى الآخرة الا من أحب وان المؤمن
    ليسال ربه موضع سوط من الدنيا فلا يعطيه ويساله الآخرة فيعطيه ما شاء ويعطى
    الكافر من الدنيا قبل أن يسأله ما شاء ويساله موضع سوط في الآخرة فلا يعطيه إياه.

    الحديث الثالث والثلاثون***** وبهذا الاسناد عن الحسن بن علي بن فضال عن
    محمد بن الفضل عن أبي حمزة قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول أنتم للجنة والجنة لكم
    أسماءكم الصالحون والمصلحون وأنتم أهل الرضا عن الله برضاه عنكم والملائكة
    اخوانكم في الخير إذا اجتهدوا.
    الحديث الرابع والثلاثون***** وبهذا الاسناد قال أبو عبد الله عليه السلام دياركم لكم
    جنة وقبوركم لكم جنة للجنة خلقتم والى الجنة تصيرون.
    الحديث الخامس والثلاثون***** وبهذا الاسناد قال سمعته يقول إذا قام المؤمن
    في الصلاة بعث الله الحور العين حتى يحدقن به فإذا انصرف ولم يسال الله منهن شيئا
    تفرقن وهن متعجبات.
    الحديث السادس والثلاثون *****حدثني محمد بن الحسن الصفار عن الحارث بن
    محمد الأحول عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
    لما اسرى به قال لعلي عليه السلام يا علي انى رأيت في الجنة نهرا أبيض من اللبن وأحل
    من العسل وأشد استقامة من السهم. فيه أباريق عدد نجوم السماء على شاطئه قباب
    الياقوت الأحمر والدر الأبيض فضرب جبرئيل بجناحه إلى جانبه فإذا هو مسك أذفر، ثم قال والذي نفس محمد بيده ان في الجنة لشجرا يتصفق بالتسبيح بصوت لم يسمع
    الأولون والآخرون بأحسن منه يثمر ثمرا كالرمان وتلقى الثمرة على الرجل
    فيقشرها عن تسعين حلة والمؤمنون على كراسي من نور وهم الغر المحجلون أنت
    قائدهم يوم القيامة على الرجل نعلان شراكهما من نور يضئ امامه حيث شاء من
    الجنة فبينا هو كذلك إذا شرفت عليه امرأة من فوقه تقول سبحان الله يا عبد الله مالك
    فينا دولة فيقول من أنت فتقول انا من اللواتي قال الله عز وجل (فلا تعلم نفس ما
    اخفى لها من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ثم قال والذي نفس محمد بيده انه

    ليجيئه كل يوم سبعون الف ملك يسمونه باسمه واسم أبيه.
    بعض كلمات النور احمد ع نختم بها خطبتنا ....
    [9:52 AM 25‏/3‏/2016] لبيك ياأبن رسول الله أحمد: : أسأل الله أن يوفقكم لكل خير ويجنبكم كل شر ويرزقكم خير الخير رضاه والجنة ويجنبكم شر الشر سخطه والنار، وأن يمن عليكم بأن يجعلكم ممن ينتصر به لدينه وأن يجعلكم ممن يثبت بهم كلمته الباقية وأن يملئ بكم الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وأسأله سبحانه وتعالى أن يجعلكم من الشهداء على خلقه وأن يختم لكم ولي أنا المذنب المقصر بالخير كله قتلاً في سبيله سبحانه وتعالى نصرةً لدينه، ولا تنسوني من دعائكم واغفروا لي تقصيري بحقكم أيها الأطهار المباركون المعروفون في السماء.
    أحمد الحسن
    [9:52 AM 25‏/3‏/2016] لبيك ياأبن رسول الله أحمد: مقطع قصير من جواب السيد احمد الحسن ع لسائل سأله

    السؤال/ 817: السلام عليكم سيدي ومولاي، هل سأتشرف سيدي برؤياك يوماً، ولماذا رآني أحد الأنصار كأنني خرجت من الدعوة مع أنني متمسك بها وضحيت بكل شيء لأجلها؟

    المرسل علي: - العراق/ بغداد

    (( بالنسبة لطلبك رؤية أحمد الحسن، أسأل الله أن ييسر لنا مكناً آمناً من فضله وعدداً من المؤمنين بالحق
    تتحقق بهم المنعة من أعداء الله وصد إبليس وجنده المتسلطين على هذه الأرض لنتمكن من إقامة الصلاة
    بالمؤمنين والمؤمنات ولقائهم وبيان الحق للناس وفضح عقائد المبطلين المنحرفين عن دين الله من علماء الضلال...........)).
    __________________________________
    المصدر : الجواب المنير عبر الأثير_للسيد احمد الحسن ع ج7 س817
    والحمد لله رب العالمين (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ)
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎