Tweet
لخطبة الاولى:
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم صل الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
الحمد لله الذي خلق الخلق وأرسل لهم الرسل، وجعل العلم بكتب السماء دليلاً عليهم يعرفهم به من خلصت نيته وشحذ لمعرفة الحق همته.
الحمد لله الذي جعل علم الكتاب مختصاً بمن أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، وجعل لمن ينتحل مقامهم جهنم يصلاها ملوماً مخذولاً.
الحمد لله الذي جعل محمداً وآل محمد لنا وسيلة لرضاه، ولم يجعل في غيرهم سبيلاً للنجاة، الحمد لله الذي جعل ولايتهم حسنة لا تضر معها سيئة، وجعل نكرانهم سيئة لا تنفع معها حسنة.
الحمد لله الذي جعلهم ترجماناً للكتاب، وجعله من غيرهم مغلقاً بلا باب، فهم عدل القرآن وترجمانه، خلفاء الرسول وآذانه، كهف الورى شموس الدجى ليوث الوغى، من حاد عنهم خف ميزانه.
اللهم فصلِّ عليهم كلما طلعت شمس وغربت، وكلما هبَّت ريح وسكنت، اللهم صلِّ عليهم بعدد رمال البر وقطرات المطر وعدد أوراق الشجر وما يحويه البر والبحر، اللهم صلِّ عليهم بعدد أنفاس الخلائق، من ناطق وغير ناطق، صلاة دائمة نامية زاكية يصعد أولها، ولا ينفد آخرها، وأجعلها ذخراً لنا يوم نلقاك، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتاك بولايتهم والكفر بولاية غيرهم اللهم اجعل كل صلواتك على جدهم المصطفى أولاً وعليهم ثانياً، ولا تفارق بيننا وبينهم دائماً أبداً برحمتك يا أرحم الراحمين.
نتشرف بذكر بعض العلوم والمعارف التي تفظل بها علينا اليماني الموعود السيد احمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ...والتي هي من اسرار وجواهر الامام المهدي محمد ابن الحسن العسكري ع ومنها هذا السؤال
سؤال/ 57: في دعاء ليلة الجمعة: (وهب لي الغداة رضاك)، هل هو فقط في الجمعة، أو يصح في بقية الأيام، أو أن ينوي الإنسان طول حياته طالما يطلع الفجر؟
الجواب: لا مانع أن يقرأ المؤمن هذا الدعاء كل يوم، أو أن ينوي بطلب الرضا طول حياته طالما طلع الفجر، ولكن في الحقيقة أن معنى (هب لي الغداة رضاك) ([158])، أي هب لي عند طلوع الفجر رضاك، وطلوع الفجر: هو ظهور الإمام المهدي (ع) ([159])، ولذا خص هذا الدعاء ليوم الجمعة، وهو يوم ظهوره (ع).
******
سؤال/ 58: ورد في الدعاء عنهم (ع): (وارزقني شرف التوحيد) ([160])، فإذا كان توحيد فهل يكون توحيد له شرف، وآخر بهيئة أخرى؟
الجواب: شرف لي وليس للتوحيد، أي: ارزقني أنا الشرف بأن أكون موحداً. ثم إنّ الإمام يطلب أعلى درجات التوحيد وهو الإخلاص في التوحيد، أي: عبادة الكنه والحقيقة والتوجه إليها لا إلى الذات، وعند من وصل إلى هذه المرتبة الشريفة بقية الموحدين الذين يتوجهون الى الذات مشركين؛ لأنّ عبادتهم لا تخلو من طمع في تحصيل كمال وسد نقص.
******
سؤال/ 60: في دعاء ليلة الجمعة: (واسكن قلبي خوفك، واقطعه عمن سواك حتى لا أرجو ولا أخاف إلا إياك) ([161]). وقال السيد الشهيد محمد الصدر (رحمه الله): (إنّ الخوف من غير الله هو شرك خفي). فهل يجوز أن يخاف الإنسان من الدابة المؤذية كالعقرب والأسد، وهل هذا الخوف هو شرك خفي؟
الجواب: الخوف من غير الله سبحانه وتعالى لا يجتمع مع التوحيد أكيداً، وهو شرك خفي كما قال تعالى: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾ ([162]).
ولكن يمكن أن يخاف الإنسان المؤمن الموحد من العقرب والأسد إذا اعترضا طريقه أو رآهما أو رأى أي دابة وظن إنها ستؤذيه، من غير أن يكون خوفه هذا شرك خفي، وهذا يتحقق إذا خاف أن تتسلط عليه الدابة بمشيئة الله وبحول وقوة الله وتؤذيه؛ لأنه مقصر مع الله سبحانه وتعالى، ويستحق العقوبة الدنيوية فضلاً عن الأخروية.
وإذا كان الخوف بهذا الشكل فهو ممدوح؛ لأنه خوف من عقاب الله سبحانه وتعالى الدنيوي، بل إن الذي لا يخاف ويظن أنّ هذه الدابة لا تسلط عليه ولا تؤذيه لكرامته على الله ولفضله أو لدينه أو لخلقه أو لعبادته فهو مشرك، وعابد لنفسه ومعجب بها: (وإنّ العبد تفوته صلاة الليل فيستيقظ عند الفجر فيلوم نفسه لتقصيرها، فيعطيه الله من الثواب أعظم مما لو صلى صلاة الليل)، هذا ما ورد عنهم (ع).
******
سؤال/ 65: ما معنى قوله تعالى: ﴿لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ ([179]) ؟
الجواب: الإنذار للكل وهذا أكيد، ولكن من يستمع الإنذار هو الحي، أما الأموات فلا يسمعون: ﴿وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً﴾ ([180]). وهؤلاء الأموات هم الكافرون الذين يحق القول عليهم.
قال تعالى: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ﴾ ([181])، وهؤلاء المتقون هم الأحياء، أي: إن لهم حظاً في السماوات الملكوتية، ﴿وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ ([182]).
ومن لم يكتب اسمه في سجل الحياة يوم القيامة فهو من الأموات، أهل النار الذين هم فيها خالدون، قال تعالى: ﴿أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ﴾ ([183])
هذا والحمدلله رب العالمين واستغفر الله لي ولكم
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) [سورة النصر 1 – 3]
الخطبة الثانية :
بسم الله الرحمان الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم اللهم صلي على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا ..
ياالله يارحمان يا رحيم يامن اذا تضايقة الامور فتح لها بابا لم تذهب اليه الاوهام .يا من اذا تضايقة الامور فتح لها بابا لم تذهب اليه الاوهام .يا من اذا تضايقة الامور فتح لها بابا لم تذهب اليه الاوهام .صلي على محمد وآل محمد وافتح لامورنا المتضايقة بابا لم يذهب اليه وهم والحمد لله وحده اولا وآخرا وضاهرا وباطنا وصل اللهم على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا ....
كتب الإمام احمد الحسن عليه السلام ...
على صفحته الشريفة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المهام التي يؤديها المكتب في النجف متعددة ومنها تعيين أئمة صلاة الجمعة .
تعيين وكلاء للمكتب في مختلف المناطق حول العالم .
اصدار بيانات في مختلف القضايا التي تحتاج بيان رأي احمد الحسن فيها .
اجابة الاسئلة الشرعية استقبال الناس والتواصل معهم والمساعدة في حل بعض مشاكل الناس .
وإعانة من يحتاجون المعونة سواء المادية أم غيرها ما أمكن ذلك .
الاشراف على بعض المؤسسات التابعة للدعوة .
ويمكنكم سؤال المسؤلين عن ادارة المكتب عن مهام المكاتب الاخرى وتفاصيل عملهم وصلاحياتهم ولاأعتقد أنهم سيتأخرون بإجابتكم إن شاء الله.
وبالنسبة للبيانات أو التوجيهات التي تصدر عن ادارة المكتب فهي كما بيّنت لابد أن تكون مستندة الى نص شرعي
فإن حصل خلاف حول ذلك معهم يمكن للمعترض كتابة سؤال لي ويطلب من المكتب إيصاله.
وعموماً نصيحتي لكل انسان عاقل متزن أن لايفكر منفرداً ولايتخذ قراره منفرداً .
وقد دعا الله في القرآن الحاكم الالهي المعصوم المنصَّب من الله للمشورة قبل اتخاذ القرار فما بالك بغيره قال تعالى :
( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ).
والرسول محمد ص شاور المؤمنين في أمور كثيرة تخص ادارة حياة المجتمع والدفاع عنه
وقد رويت قصة مشورة سلمان الفارسي بحفر الخندق للدفاع عن المدينة
وأيضا يمكنكم الرجوع لماقاله خلفاء الله السابقين صلوات الله عليهم في الحث على المشورة.
عندما تحتاج اتخاذ قرار اسمع ما يقوله الأخرون عن المشروع أو القضية المطروحة وكن مستمعاً جيداً يستفيد مما يسمع الى أبعد حد ممكن .
وإياك والاغترار بنفسك فأنت مثلاً قد تكون ذكياً جداً بالحدود الاكاديمية ولكنك لاتمتلك الذكاء العملي .
فقد تكون حاملاً لشهادة الدكتوراه في الهندسة وأستاذاً جامعياً ولكنك قد لاتنجح في إيجاد الحل العملي لمشكلة في مشروع معين في حين إن مهندساً تخرج بدرجات متدنية من كلية الهندسة ينجح وبتفوق بإيجاد الحل العملي.
أما بالنسبة للعمل في الدعوة فأولاً وقبل كل شيء من غير المقبول أن يقصّر إنسان بعمله المجتمعي بحجة أنه يعمل للدعوة أو يقوم بالتبليغ .
فمثلاً بالنسبة للدكتورة علياء شريف والدكتور علي الغريفي حفظهم الله من غير المقبول أن يصدر منهم تقصير في مجال الطب وزيادة المعلومات الطبية أو علاج مريض مثلاً ويتعللون بالعمل للدعوة أو التبليغ
وإن شاء الله هم أكبر وأكثر حكمة واتزاناً من أن يتصرفوا بهذه الصورة العبثية .
فالدعوة للحق وتعريف الناس بالحق يمكن لأي إنسان أن يعطيها جزءا من وقته وحياته ولكن لايقصّر في زيادة قدرته المعرفية والثقافية والاستزادة والقراءة والاطلاع على جلّ مايستجد إن أمكن .ولايقصّر في عمله المجتمعي ولايقصّر مع عائلته (الزوج أو الزوجة والاطفال) حتى من ناحية ترفيه أطفاله أو أخذهم الى أماكن علمية أو طبيعية لزيادة أفق تفكيرهم ومعرفتهم.
كما أن العمل للدعوة لاتوجد عليه قيود ويمكن لأي انسان أن يعمل مايشاء ومايراه هو مناسبا أو يسهل عليه القيام به.
وحتى إن كان احمد الحسن لايراه مناسبا فهذا لايعني أن هذا الشخص قد ارتكب معصية أو أنه لن يحصل على حسنات
فإنما الأعمال بالنيات والله من وراء القصد .
نعم إن نهيته شخصيا فعليه أن ينتهي .
ولكن عموماً وفي أي عمل وكنصيحة من خادمكم احمد حاولوا دائما أن تستمعوا لكل الاراء .
وأيضاً فلتكن طريقة طرح الاراء بينكم وفي اجتماعاتكم (حتى في مجال عملكم) بصورة متوازية وليس متعارضة .
كي تعينوا أنفسكم واخوتكم على سماع الرأي المخالف .
فمثلاً بدل أن نجلس ونتجادل ويقول أحدنا هذا المشروع فاشل لانه كذا والآخر يقول هذا المشروع ناجح لانه كذا فلنجلس جميعاً ونقول ماهي الايجابيات لهذا المشروع ونقوم جميعاً بطرح الايجابيات .
كل فرد منا مثلاً يطرح شيئاً إيجابياً للمشروع وفق تصوره هو ثم نقول ماهي السلبيات ونقوم جميعاً بطرح السلبيات .
وأيضاً نذهب للحلول المقترحه والتعديلات الممكنة .... الخ .
ونفعل نفس الشيء، وبالنتيجة سيكون هذا الاجتماع والمباحثة عوناً لنا في اتخاذ القرار الصحيح والمنتج .
ويجب أن يتعلم كل فرد منا أن يفكر ويطرح الايجابيات عندما يكون الكلام عن الايجابيات وأن يفكر ويطرح السلبيات عندما يكون الكلام عن السلبيات .
وهكذا بالنسبة لبقية الجوانب المطروحة ولايكتفي الفرد بجانب واحد .
وبهذه الطريقة يمكننا أن نصل لنتيجة جيدة ونحقق عملاً جيداً .
أما أن يبقى الفرد جامداً ومنغلقاً على طريقة تفكير واحدة والنظر للأمور من جانب واحد فهذا للأسف يوصله الى قرارات كثير منها خاطئ .
وبالنتيجة حتى وإن نجح في عمله .
فأنا أستطيع أن أؤكد لكم بأنه كان سيكون أكثر نجاحاً ويحقق أكثر مما تحقّق بالفعل بكثير لو أنه استمع للآخرين وانتفع من أراءهم ووجهات نظرهم وطريقة تفكيرهم.
وبالنسبة لدكتور علي ودكتورة علياء إذا كان لديكم برنامج حول موضوع الإلحاد أو يتناول كتاب وهم الإلحاد أم غيره من الكتب
فليكن من أهدافكم أن يعرض بالقنوات الإعلامية المتاحة لكم كالقناة الفضائية
وأعتقد بإمكانكم أن تجعلوه برنامجا مفيداً للجميع وناجحاً باستماع النقد الموجه لبرنامجكم .
فمثلاً اعرضوا الحلقات المتاحة لديكم حتى الان على أخرين كاخوتكم في القناة الفضائية أو الحوزة العلمية أو المكتب أو غيرهم
واطلبوا منهم أن يوجهوا كل النقد الممكن للبرنامج سواء علمياً أم فنياً وأيضاً أن يبينوا بحسب أراءهم الإيجابيات المتوفرة في البرنامج .وأيضاً ماهي الحلول التي يقترحونها وحاولوا أن تبدأوا من جديد إن كانت بدايتكم فيها عيوب لايمكن اصلاحها
حتى وأن كانت عيوباً فنية مثلاً تعود لغيركم كالمونتاج أو الاخراج .
وأيضا ليس ضروريا أن تأخذوا بأراءهم أو بكل أراءهم فقد تكون أراءهم خاطئة أو بعضها خاطئ .
ولكن استمعوا النقد الموجه لكم ولعملكم دائماً بأذان صاغية وبقلوب مفتوحة وعقول منفتحة على الرأي المخالف وحاولوا أن تصلوا للكمال في كل عمل تتوجهون لاداءه.
واخيرا أرجو أن لايكن النقص في العمل حاجزاً يمنعكم من أداء العمل فبصورة عامة أن أعمل حتى وأن كان عملي فيه بعض النقص أفضل من أن أتوقف عن العمل نهائيا.
أرجو أن تكون نصيحتي نافعة بفضل الله سبحانه أن فضله عليَّ عظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المذنب المقصر
أحمد الحسن 11 / رجب الرحمة والمغفرة / 1435 هـ ق
هذا والحمدلله رب العالمين واستغفر الله لي ولكم
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) [سورة النصر 1 – 3]
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم صل الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
الحمد لله الذي خلق الخلق وأرسل لهم الرسل، وجعل العلم بكتب السماء دليلاً عليهم يعرفهم به من خلصت نيته وشحذ لمعرفة الحق همته.
الحمد لله الذي جعل علم الكتاب مختصاً بمن أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، وجعل لمن ينتحل مقامهم جهنم يصلاها ملوماً مخذولاً.
الحمد لله الذي جعل محمداً وآل محمد لنا وسيلة لرضاه، ولم يجعل في غيرهم سبيلاً للنجاة، الحمد لله الذي جعل ولايتهم حسنة لا تضر معها سيئة، وجعل نكرانهم سيئة لا تنفع معها حسنة.
الحمد لله الذي جعلهم ترجماناً للكتاب، وجعله من غيرهم مغلقاً بلا باب، فهم عدل القرآن وترجمانه، خلفاء الرسول وآذانه، كهف الورى شموس الدجى ليوث الوغى، من حاد عنهم خف ميزانه.
اللهم فصلِّ عليهم كلما طلعت شمس وغربت، وكلما هبَّت ريح وسكنت، اللهم صلِّ عليهم بعدد رمال البر وقطرات المطر وعدد أوراق الشجر وما يحويه البر والبحر، اللهم صلِّ عليهم بعدد أنفاس الخلائق، من ناطق وغير ناطق، صلاة دائمة نامية زاكية يصعد أولها، ولا ينفد آخرها، وأجعلها ذخراً لنا يوم نلقاك، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتاك بولايتهم والكفر بولاية غيرهم اللهم اجعل كل صلواتك على جدهم المصطفى أولاً وعليهم ثانياً، ولا تفارق بيننا وبينهم دائماً أبداً برحمتك يا أرحم الراحمين.
نتشرف بذكر بعض العلوم والمعارف التي تفظل بها علينا اليماني الموعود السيد احمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ...والتي هي من اسرار وجواهر الامام المهدي محمد ابن الحسن العسكري ع ومنها هذا السؤال
سؤال/ 57: في دعاء ليلة الجمعة: (وهب لي الغداة رضاك)، هل هو فقط في الجمعة، أو يصح في بقية الأيام، أو أن ينوي الإنسان طول حياته طالما يطلع الفجر؟
الجواب: لا مانع أن يقرأ المؤمن هذا الدعاء كل يوم، أو أن ينوي بطلب الرضا طول حياته طالما طلع الفجر، ولكن في الحقيقة أن معنى (هب لي الغداة رضاك) ([158])، أي هب لي عند طلوع الفجر رضاك، وطلوع الفجر: هو ظهور الإمام المهدي (ع) ([159])، ولذا خص هذا الدعاء ليوم الجمعة، وهو يوم ظهوره (ع).
******
سؤال/ 58: ورد في الدعاء عنهم (ع): (وارزقني شرف التوحيد) ([160])، فإذا كان توحيد فهل يكون توحيد له شرف، وآخر بهيئة أخرى؟
الجواب: شرف لي وليس للتوحيد، أي: ارزقني أنا الشرف بأن أكون موحداً. ثم إنّ الإمام يطلب أعلى درجات التوحيد وهو الإخلاص في التوحيد، أي: عبادة الكنه والحقيقة والتوجه إليها لا إلى الذات، وعند من وصل إلى هذه المرتبة الشريفة بقية الموحدين الذين يتوجهون الى الذات مشركين؛ لأنّ عبادتهم لا تخلو من طمع في تحصيل كمال وسد نقص.
******
سؤال/ 60: في دعاء ليلة الجمعة: (واسكن قلبي خوفك، واقطعه عمن سواك حتى لا أرجو ولا أخاف إلا إياك) ([161]). وقال السيد الشهيد محمد الصدر (رحمه الله): (إنّ الخوف من غير الله هو شرك خفي). فهل يجوز أن يخاف الإنسان من الدابة المؤذية كالعقرب والأسد، وهل هذا الخوف هو شرك خفي؟
الجواب: الخوف من غير الله سبحانه وتعالى لا يجتمع مع التوحيد أكيداً، وهو شرك خفي كما قال تعالى: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾ ([162]).
ولكن يمكن أن يخاف الإنسان المؤمن الموحد من العقرب والأسد إذا اعترضا طريقه أو رآهما أو رأى أي دابة وظن إنها ستؤذيه، من غير أن يكون خوفه هذا شرك خفي، وهذا يتحقق إذا خاف أن تتسلط عليه الدابة بمشيئة الله وبحول وقوة الله وتؤذيه؛ لأنه مقصر مع الله سبحانه وتعالى، ويستحق العقوبة الدنيوية فضلاً عن الأخروية.
وإذا كان الخوف بهذا الشكل فهو ممدوح؛ لأنه خوف من عقاب الله سبحانه وتعالى الدنيوي، بل إن الذي لا يخاف ويظن أنّ هذه الدابة لا تسلط عليه ولا تؤذيه لكرامته على الله ولفضله أو لدينه أو لخلقه أو لعبادته فهو مشرك، وعابد لنفسه ومعجب بها: (وإنّ العبد تفوته صلاة الليل فيستيقظ عند الفجر فيلوم نفسه لتقصيرها، فيعطيه الله من الثواب أعظم مما لو صلى صلاة الليل)، هذا ما ورد عنهم (ع).
******
سؤال/ 65: ما معنى قوله تعالى: ﴿لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ ([179]) ؟
الجواب: الإنذار للكل وهذا أكيد، ولكن من يستمع الإنذار هو الحي، أما الأموات فلا يسمعون: ﴿وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً﴾ ([180]). وهؤلاء الأموات هم الكافرون الذين يحق القول عليهم.
قال تعالى: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ﴾ ([181])، وهؤلاء المتقون هم الأحياء، أي: إن لهم حظاً في السماوات الملكوتية، ﴿وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ ([182]).
ومن لم يكتب اسمه في سجل الحياة يوم القيامة فهو من الأموات، أهل النار الذين هم فيها خالدون، قال تعالى: ﴿أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ﴾ ([183])
هذا والحمدلله رب العالمين واستغفر الله لي ولكم
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) [سورة النصر 1 – 3]
الخطبة الثانية :
بسم الله الرحمان الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم اللهم صلي على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا ..
ياالله يارحمان يا رحيم يامن اذا تضايقة الامور فتح لها بابا لم تذهب اليه الاوهام .يا من اذا تضايقة الامور فتح لها بابا لم تذهب اليه الاوهام .يا من اذا تضايقة الامور فتح لها بابا لم تذهب اليه الاوهام .صلي على محمد وآل محمد وافتح لامورنا المتضايقة بابا لم يذهب اليه وهم والحمد لله وحده اولا وآخرا وضاهرا وباطنا وصل اللهم على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا ....
كتب الإمام احمد الحسن عليه السلام ...
على صفحته الشريفة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المهام التي يؤديها المكتب في النجف متعددة ومنها تعيين أئمة صلاة الجمعة .
تعيين وكلاء للمكتب في مختلف المناطق حول العالم .
اصدار بيانات في مختلف القضايا التي تحتاج بيان رأي احمد الحسن فيها .
اجابة الاسئلة الشرعية استقبال الناس والتواصل معهم والمساعدة في حل بعض مشاكل الناس .
وإعانة من يحتاجون المعونة سواء المادية أم غيرها ما أمكن ذلك .
الاشراف على بعض المؤسسات التابعة للدعوة .
ويمكنكم سؤال المسؤلين عن ادارة المكتب عن مهام المكاتب الاخرى وتفاصيل عملهم وصلاحياتهم ولاأعتقد أنهم سيتأخرون بإجابتكم إن شاء الله.
وبالنسبة للبيانات أو التوجيهات التي تصدر عن ادارة المكتب فهي كما بيّنت لابد أن تكون مستندة الى نص شرعي
فإن حصل خلاف حول ذلك معهم يمكن للمعترض كتابة سؤال لي ويطلب من المكتب إيصاله.
وعموماً نصيحتي لكل انسان عاقل متزن أن لايفكر منفرداً ولايتخذ قراره منفرداً .
وقد دعا الله في القرآن الحاكم الالهي المعصوم المنصَّب من الله للمشورة قبل اتخاذ القرار فما بالك بغيره قال تعالى :
( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ).
والرسول محمد ص شاور المؤمنين في أمور كثيرة تخص ادارة حياة المجتمع والدفاع عنه
وقد رويت قصة مشورة سلمان الفارسي بحفر الخندق للدفاع عن المدينة
وأيضا يمكنكم الرجوع لماقاله خلفاء الله السابقين صلوات الله عليهم في الحث على المشورة.
عندما تحتاج اتخاذ قرار اسمع ما يقوله الأخرون عن المشروع أو القضية المطروحة وكن مستمعاً جيداً يستفيد مما يسمع الى أبعد حد ممكن .
وإياك والاغترار بنفسك فأنت مثلاً قد تكون ذكياً جداً بالحدود الاكاديمية ولكنك لاتمتلك الذكاء العملي .
فقد تكون حاملاً لشهادة الدكتوراه في الهندسة وأستاذاً جامعياً ولكنك قد لاتنجح في إيجاد الحل العملي لمشكلة في مشروع معين في حين إن مهندساً تخرج بدرجات متدنية من كلية الهندسة ينجح وبتفوق بإيجاد الحل العملي.
أما بالنسبة للعمل في الدعوة فأولاً وقبل كل شيء من غير المقبول أن يقصّر إنسان بعمله المجتمعي بحجة أنه يعمل للدعوة أو يقوم بالتبليغ .
فمثلاً بالنسبة للدكتورة علياء شريف والدكتور علي الغريفي حفظهم الله من غير المقبول أن يصدر منهم تقصير في مجال الطب وزيادة المعلومات الطبية أو علاج مريض مثلاً ويتعللون بالعمل للدعوة أو التبليغ
وإن شاء الله هم أكبر وأكثر حكمة واتزاناً من أن يتصرفوا بهذه الصورة العبثية .
فالدعوة للحق وتعريف الناس بالحق يمكن لأي إنسان أن يعطيها جزءا من وقته وحياته ولكن لايقصّر في زيادة قدرته المعرفية والثقافية والاستزادة والقراءة والاطلاع على جلّ مايستجد إن أمكن .ولايقصّر في عمله المجتمعي ولايقصّر مع عائلته (الزوج أو الزوجة والاطفال) حتى من ناحية ترفيه أطفاله أو أخذهم الى أماكن علمية أو طبيعية لزيادة أفق تفكيرهم ومعرفتهم.
كما أن العمل للدعوة لاتوجد عليه قيود ويمكن لأي انسان أن يعمل مايشاء ومايراه هو مناسبا أو يسهل عليه القيام به.
وحتى إن كان احمد الحسن لايراه مناسبا فهذا لايعني أن هذا الشخص قد ارتكب معصية أو أنه لن يحصل على حسنات
فإنما الأعمال بالنيات والله من وراء القصد .
نعم إن نهيته شخصيا فعليه أن ينتهي .
ولكن عموماً وفي أي عمل وكنصيحة من خادمكم احمد حاولوا دائما أن تستمعوا لكل الاراء .
وأيضاً فلتكن طريقة طرح الاراء بينكم وفي اجتماعاتكم (حتى في مجال عملكم) بصورة متوازية وليس متعارضة .
كي تعينوا أنفسكم واخوتكم على سماع الرأي المخالف .
فمثلاً بدل أن نجلس ونتجادل ويقول أحدنا هذا المشروع فاشل لانه كذا والآخر يقول هذا المشروع ناجح لانه كذا فلنجلس جميعاً ونقول ماهي الايجابيات لهذا المشروع ونقوم جميعاً بطرح الايجابيات .
كل فرد منا مثلاً يطرح شيئاً إيجابياً للمشروع وفق تصوره هو ثم نقول ماهي السلبيات ونقوم جميعاً بطرح السلبيات .
وأيضاً نذهب للحلول المقترحه والتعديلات الممكنة .... الخ .
ونفعل نفس الشيء، وبالنتيجة سيكون هذا الاجتماع والمباحثة عوناً لنا في اتخاذ القرار الصحيح والمنتج .
ويجب أن يتعلم كل فرد منا أن يفكر ويطرح الايجابيات عندما يكون الكلام عن الايجابيات وأن يفكر ويطرح السلبيات عندما يكون الكلام عن السلبيات .
وهكذا بالنسبة لبقية الجوانب المطروحة ولايكتفي الفرد بجانب واحد .
وبهذه الطريقة يمكننا أن نصل لنتيجة جيدة ونحقق عملاً جيداً .
أما أن يبقى الفرد جامداً ومنغلقاً على طريقة تفكير واحدة والنظر للأمور من جانب واحد فهذا للأسف يوصله الى قرارات كثير منها خاطئ .
وبالنتيجة حتى وإن نجح في عمله .
فأنا أستطيع أن أؤكد لكم بأنه كان سيكون أكثر نجاحاً ويحقق أكثر مما تحقّق بالفعل بكثير لو أنه استمع للآخرين وانتفع من أراءهم ووجهات نظرهم وطريقة تفكيرهم.
وبالنسبة لدكتور علي ودكتورة علياء إذا كان لديكم برنامج حول موضوع الإلحاد أو يتناول كتاب وهم الإلحاد أم غيره من الكتب
فليكن من أهدافكم أن يعرض بالقنوات الإعلامية المتاحة لكم كالقناة الفضائية
وأعتقد بإمكانكم أن تجعلوه برنامجا مفيداً للجميع وناجحاً باستماع النقد الموجه لبرنامجكم .
فمثلاً اعرضوا الحلقات المتاحة لديكم حتى الان على أخرين كاخوتكم في القناة الفضائية أو الحوزة العلمية أو المكتب أو غيرهم
واطلبوا منهم أن يوجهوا كل النقد الممكن للبرنامج سواء علمياً أم فنياً وأيضاً أن يبينوا بحسب أراءهم الإيجابيات المتوفرة في البرنامج .وأيضاً ماهي الحلول التي يقترحونها وحاولوا أن تبدأوا من جديد إن كانت بدايتكم فيها عيوب لايمكن اصلاحها
حتى وأن كانت عيوباً فنية مثلاً تعود لغيركم كالمونتاج أو الاخراج .
وأيضا ليس ضروريا أن تأخذوا بأراءهم أو بكل أراءهم فقد تكون أراءهم خاطئة أو بعضها خاطئ .
ولكن استمعوا النقد الموجه لكم ولعملكم دائماً بأذان صاغية وبقلوب مفتوحة وعقول منفتحة على الرأي المخالف وحاولوا أن تصلوا للكمال في كل عمل تتوجهون لاداءه.
واخيرا أرجو أن لايكن النقص في العمل حاجزاً يمنعكم من أداء العمل فبصورة عامة أن أعمل حتى وأن كان عملي فيه بعض النقص أفضل من أن أتوقف عن العمل نهائيا.
أرجو أن تكون نصيحتي نافعة بفضل الله سبحانه أن فضله عليَّ عظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المذنب المقصر
أحمد الحسن 11 / رجب الرحمة والمغفرة / 1435 هـ ق
هذا والحمدلله رب العالمين واستغفر الله لي ولكم
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) [سورة النصر 1 – 3]