إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبتي صلاة الجمعة المباركة في البصرة بتاريخ 3 جمادي الاولى 1437 تحت عنوان اخلاص موسى ع وصفات انصار الامام المهدي ص

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • القطراني
    عضو جديد
    • 25-02-2016
    • 8

    جانب من خطبتي صلاة الجمعة المباركة في البصرة بتاريخ 3 جمادي الاولى 1437 تحت عنوان اخلاص موسى ع وصفات انصار الامام المهدي ص

    اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين
    اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها والارض وعمارها وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها ، اللهم صلى على محمد وال محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة يامن من ركبها ويغرق من تركها المتقدم لهم مارق والمتأخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق وصلي يارب عليهم وسلم تسليما كثيرا
    عباد الله وصيكم ونفسي بتقوى الله ولزوم طاعته والاخلاص في الطاعة فلا خير في طاعة بلا اخلاص وقد ورد عن امير المؤمنين ص « العمل كلّه هباء إلاّ ما اُخلص فيه »
    فلولا الاخلاص لما عرف موسى بن عمران ع العبد الصالح ع الذي امر بأن يبلغه ويتعلم منه قال السيد ع في كتاب رحلة موسى الى مجمع البحرين :
    (إن موسى (ع) خرج ليبلغ مجمع البحرين، ولكن هناك احتمالاً أن لا يبلغ مجمع البحرين، فلا يوجد أمر مقطوع لموسى(ع) أنه سيبلغ مجمع البحرين، وكان بلوغ موسى (ع) إلى مجمع البحرين يعتمد على إخلاص موسى (ع) ، أي إنّ امتحان موسى(ع) لم يبدأ عندما التقى العبد الصالح، بل هو بدأ منذ أن وجّهه الله إلى أن يجد العبد الصالح ويتبعه ليتعلم منه، وهذا يفسر لنا بوضوح الحدث الأول في الرحلة وهو: إن موسى(ع) مر بالعبد الصالح أو بمجمع البحرين وتجاوزه ثم عاد إليه، ومع أنّ العبد الصالح كان يعرف موسى (ع) وينتظره في هذا المكان ولكنه لم يصرح له بأنه هو عندما مرّ بقربه، بل تركه يتجاوزه دون أن يتكلم معه؛ لأن موسى(ع) ممتحن بمسألة الوصول إلى العبد الصالح (ع) ومعرفته، ولهذا كان قول موسى(ع) عندما حصلت الآية: ﴿نَسِيَا حُوتَهُمَا﴾ التي دلته على العبد الصالح(ع) ﴿ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ﴾، فكان الذي دل موسى (ع) على العبد الصالح (ع) هو إخلاصه الذي أهّله لسماع كلمات الله حتى في فقد سمكة، إخلاصه الذي ظهر جلياً قبل ذلك بقوله (ع): ﴿أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ﴾.

    السيد ص يبين ان موسى بإخلاصه وصل الى معرفة العبد الصالح بعد ان ضيعه مر بقربه ولم يعرفه ثم بسبب اخلاصه توصل الى معرفته
    نصيحـــة:
    موسى ضيع مجمع البحرين (العبد الصالح) مع أنه كان مستعداً أن ينفق عمراً طويلاً في البحث عنه.
    موسى ضيع هدفه ولم يعرفه مع أنه جلس بقربه.
    موسى (ع) تجاوز هدفه مع أنه مر به، وفي هذا عبرة وعظة بالغة لموسى(ع) ولكل سائر في طريق الله سبحانه.
    أما موسى فقد أخذ عظته في حينها وعلم أن تضييع الهدف ممكن حتى مع المبالغة في طلبه وشدة الاهتمام به، ولهذا كان منكسراً عندما عاد للعبد الصالح الذي ضيعه وربما يمكن أن نقول: إنه لما مر بقرب هذا الإنسان لم يتصور أنه هو الهدف الذي يطلبه وكان هذا هو الدرس الأول لموسى(ع) حيث بقدر التفاته إلى نفسه وانشغاله بها ضيعه، ولهذا عندما عاد خاطب العبد الصالح بلغة المذنب (هل تقبل بعد أن ضيعتك مع اقترابي منك أن أرافقك وأتعلم منك) .. ﴿هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً﴾.
    أما نحن فلابد أن نعتبر ونتعظ بما حدث لموسى (ع) مع العبد الصالح فإذا كان موسى(ع) مع شدة طلبه للعبد الصالح حتى إنه جعل إمضاءه الحقب في البحث عنه أمراً طبيعياً بالنسبة له أي إنه قرر أن لقاءه بالعبد الصالح أمر عظيم يهون معه إمضاء الدهور بحثاً عنه، مع هذا مر بقربه ولم يعرفه، فهل يمكن أن يضيعوا هدفهم من يطلبون العبد الصالح اليوم؟ مع أنهم ليسوا كموسى(ع) لا من جهة الإخلاص ولا من جهة الاهتمام الذي جعل موسى(ع) يرى أن إمضاء الدهور سائحاً هائماً على وجهه أمراً قليلاً إن كانت نتيجته لقاءه بالعبد الصالح، هل يمكن أن يسأل كل إنسان عاقل يخاف سوء العاقبة نفسه هذا السؤال؟
    *اذا كان موسى ع المخلص لله سبحانه عانى كل هذا العناء حتى استطاع مسايرة العبد الصالح مع انه فشل في التحمل لما لا يعلم لكن الله سبحانه نجاه لإخلاصه فما حال من ليس له اخلاص كإخلاص موسى ع ؟؟
    فما حال من لم يهتم بلقاء العبد الصالح كما كان موسى ع مهتم حتى انه يرى ان افناء عمره في البحث عن العبد الصالح يهون عليه ؟
    هل نعلم نحن مع من نعمل ؟ لان العمل دائما يكون على قدر المعرفة فهل نعلم نحن مع من نعمل ؟؟؟
    هل نعلم اننا نعمل مع امل الانبياء والمرسلين والاولياء الصالحين ؟؟
    هل نعلم اننا نعمل مع من تمناه وتمنى انصاره لوط ع حين هجم القوم على ضيوفه وقال والحسرة تملأ قلبه (لو ان لي بكم قوة او آوي الى ركن شديد) وهو يتمنى انه في من الركن الشديد وقوته اي انصاره ؟؟
    هل نعلم اننا نعمل مع من تمنى موسى بن عمران ان يكون هو بمكانه فاخبره الله ان هذا المقام لا يمكن ان يكون لك لأنك لا تحتمل ما يتحمل هذا الرجل فتمنى ان يكون من انصاره الثلاث مائة وثلاث عشر وكذلك تبين له انه لا يمكن ان يكون منهم ؟؟
    حتى من الثلاث مائة وثلاث عشر ؟
    فلنسمع لذكر الامة التي يجب ان نكون نحن هي ووصفها على لسان قائم ال محمد ص
    الأمة التي تمناها جميع الأنبياء (ع) ، الأمة التي يفرح بها نوح النبي (ع) ويتذكر أيامه وهو يصنع تلك السفينة المباركة وكلما مر به فوج يستهزؤون ، والأمة التي يفرح بها إبراهيم الخليل (ع) وهو يرى فأسه المبارك من جديد يهوي على رؤوس أصنام الضلالة الخونة ، يفرح بهذه الأيدي الزاكية المباركة التي اختارت أن تحمل فأس إبراهيم وتعرض عما تواضع عليه أهل الدنيا ، وأمة يفرح بها موسى الكليم (ع) وهي تذكره بطور سيناء وبتلك الكلمات المباركة التي طرقت إذنيه الكريمتين وهمست في قلبه (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)(القصص:30) لأن هذه الأمة أختارت كما اختار موسى (ع) أن تسمع كلمات الله وان تؤمن بكلمات الله ، وان تخضع للحكمة .
    والأمة التي طالما انتظرها عيسى المسيح (ع) ليعود إلى هذه الأرض وليصرخ بوجه الرومان عبدة المادة ، عبدة الطين والحجارة ، كلا لديمقراطية روما الوثنية (العلمانية) كلا لقيصر ، كلا ليس المحراب للأنبياء والملك لقيصر ، بل المحراب والملك للأنبياء والأوصياء .
    الأمة التي كل ما قلت هو قطرة في بحر كرمها وإحسانها وفضلها على سائر الأمم منذ أن خلق الله آدم (ع)

    *هل نعلم باننا نعمل مع من تمنى الصادق ع ان يدرك زمانه ليخدمه ايام حياته ؟؟
    ان كنا نعلم ونحن نعلم بذلك فعلينا ان نعمل ونعمل ونعمل بقدر هذه المعرفة والا فلا خير فيمن يعلم ولا يعمل كما بين يماني ال محمد
    اذا كنا نعلم بما نحن فيه فعلينا ان نعي المسؤولية الملقاة على عواتقنا فليس قول اننا انصار للامام المهدي ص شيء هين او بسيط او كلمة قليلة بل هي كلمة تهتز لها الجبال فانصار الامام المهدي تعني التواضع والحكمة والعلم والعمل
    كلمة انصار الامام المهدي تعني الشدة في ذات الله والرأفة والرحمة بالمؤمنين .
    انصار الامام المهدي تعني وضع الشيء في محله ، انصار الامام المهدي تعني الحق الكامل المطلق الذي ليس فيه محاباة او تقديم احد على الاخر ، انصار الامام المهدي تعني المساواة بين المؤمنين .
    انصار الامام المهدي تعني حمل المؤمنين على سبعين محمل بل الف محمل كما بين يماني ال محمد ص .
    انصار الامام المهدي تعني فليرحم كبيركم صغيركم وليوقر صغيركم كبيركم ، وقدموا علماءكم العاملين فانهم وفدكم إلى الله ، اتخذوا الشيطان عدوا كما اتخذكم أعداء ، يريد إضلالكم(إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ)(فاطر)
    انصار الامام المهدي تعني
    لا تقابلوا الإساءة بالإساءة ، احسنوا إلى المسيء ألا تحبون أن يقابل الله إساءتكم بالإحسان كذلك كونوا مع الناس ، أما إساءة أحد الأنصار لكم فهي إحسان فالمؤمن المسيء بحقك سيحمل عنك وزرك الذي أنقض ظهرك .
    كما تكيلون يكال لكم ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) (الحشر).
    انصار الامام المهدي تعني
    أن تتعاملوا بينكم بالرحمة والرأفة الصادقة النابعة من الإيمان بالله سبحانه وتعالى ، ابتعدوا عن الرياء والمماراة وحب الظهور والفخر والكذب والحرص … ، تجنبوا الأخلاق الذميمة كما تتجنبون النجاسة ، وتحلوا بالصدق والوفاء والرحمة والكرم والشجاعة والعفة … ، كما تتعطرون بالريح الطيبة . فليعامل الصغير منكم والكبير كما فرض الله على الابن أن يعامل والده وليعامل الكبير منكم الصغير كما يعامل ابنه بغاية العطف والرحمة .
    عرفوا الناس بالحق برحمة ، وعاملوهم كما تحبون أن تعاملوا ، اقتلوا الشيطان الذي في بواطنهم بالكلمة الطيبة ، جادلوهم بالتي هي احسن وبالحجة البالغة ولا تعاملوهم بقسوة وغلظة فتكونوا بذلك عوناً للشيطان وجهلهم عليهم . قال تعالى : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل) .
    أيها الاخوة أنصار الإمام المهدي (ع) لقد كلفني الله مالا طاقة لي على حمله إلا أن يعينني بحوله وقوته . وهو استقامتي واستقامتكم (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)(هود) .
    فأعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد وإصلاح ذات بينكم .
    واستغفر الله لكم ولي من كل ذنب أذنبناه وكل خطيئة اخطئناها . اذكروا الله يذكركم . واستغفروه يغفر لكم واستعينوه يعينكم واستنصروه ينصركم واستغيثوه يغثكم ، وليكن القرآن شعاركم ودثاركم ، ولتكن الصلاة والدعاء معراجكم إلى الله بولي الله . ولا تنسوني من دعائكم في أناء الليل وأطراف النهار .
    يجب علينا ان نعي ذلك بسرعة لان الوقت لا يسمح بالانتظار اكثر والاحداث متسارعة فيجب ان يكون عملنا متسارع بقدر سرعة الاحداث اليوم فالكل ينظر لما يحصل الان في العالم باسره ، فهل نحن نعمل بقدر هذه السرعة في الاحداث اليوم لأننا نعلم ان الخلاص بيد الامام المهدي ووصيه صلوات الله عليهم ؟؟ هل نحن نعمل لإخراج الناس مما هم فيه ؟؟ ام اننا مازلنا مشغولين بأنفسنا فاذا كانت خمسة عشر سنه غير كفيلة بان تصلحنا من الداخل فمتى اذا نبدأ بإصلاح الاخرين ؟؟ ومتى اذا يظهر صلاح داخلنا الى الناس لتعرف ما صنعه احمد الحسن بانصاره لتتوجه انظارهم اليه ( لو علم الناس بمحاسن كلامنا لاتبعونا )
    لو عجزتم عن الدليل فلتكن الاخلاق اخر دليل كما بينه السيد ص .
    نسأل الله سبحانه ان يأخذ بأيدينا لنصرة دينه وان يؤلف بين قلوبنا ويجعلنا الامة التي يصلح بها دينه وان لا يستبدل بنا غيرنا .
    اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمة تع بها الاسلام واهله وتذل بها النفاق واهله وتجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك والقادة الى سبيلك وترقنا فيها كرامة الدنيا والاخرة برحمتك يا ارحم الراحمين
    والحمد لله رب العالمين .
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎