إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

بلى قد قُهرت فاطمة بضعة محمد ص ...

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • eham13
    عضو نشيط
    • 30-06-2015
    • 647

    بلى قد قُهرت فاطمة بضعة محمد ص ...


    أهدي بضاعتي المزجاة هذه
    الى سيدة نساء العالمين الى أم أبيها ....
    الى الزكية المرضية فاطمة بنت محمد ص ........




    *هنا تكمن العبرات *

    *الذي لا ينطق عن الهوى أُتهم بالهجر على مرأى ومسمع من المسلمين*
    (أخرج البخاري بسنده: عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: (لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هلموا أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده، فقال بعضهم: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده ومنهم من يقول غير ذلك فلما أكثروا اللغو والاختلاف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوموا.
    قال عبيد الله: فكان يقول ابن عباس: إنّ الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم)(1).
    وأخرج أيضاً: عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال لما اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه قال: (ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده، قال عمر: إنّ النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا ، فاختلفوا وكثر اللغط، قال: قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع، فخرج ابن عباس يقول إنّ الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كتابه)(2).
    وأخرج أحمد في مسنده: (حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم الوفاة قال: هلم أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده، وفي البيت رجال فيهم عمر ابن الخطاب فقال عمر إنّ رسول ص قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله، قال: فاختلف أهل البيت فاختصموا فمنهم من يقول يكتب لكم رسول الله ص أو قال قربوا يكتب لكم رسول الله ص ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط والاختلاف وغم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قوموا عني، فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله ص وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم)(3).
    وأخرج البخاري بسنده، عن ابن عباس أيضاً، أنه قال: (يوم الخميس وما يوم الخميس، ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء، فقال: اشتد برسول الله وجعه يوم الخميس، فقال: إئتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: هجر رسول الله(4)، قال ص: دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه، وأوصى عند موته بثلاث: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم. قال: ونسيت الثالثة)(5).
    وأخرج مسلم بسنده: عن ابن عباس، قال: (يوم الخميس وما يوم الخميس، ثم جعل تسيل دموعه حتى رؤيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ، قال: قال رسول الله ص: إئتوني بالكتف والدواة، أو اللوح والدواة، أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، فقالوا: إنّ رسول الله يهجر)(6).
    وأخرج الطبراني في الأوسط عن عمر، قال: (لما مرض النبي قال: إئتوني بصحيفة ودواة، أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، فقال النسوة من وراء الستر: ألا تسمعون ما يقول رسول الله صلى الله عليه وآله، قال عمر: فقلت إنكن صويحبات يوسف إذا مرض رسول الله عصرتن أعينكن، وإذا صح ركبتن عنقه ! قال: فقال رسول الله: دعوهن فإنهن خير منكم)(7).
    إلى غير ذلك من النصوص المروية في كتب العامة التي ذكرت رزية الخميس.
    إنّ كثرة اللغط والاختلاف والتنازع الواقع بين الحاضرين وارتفاع الأصوات منع الرسول ص وصارت الكتابة لا تجدي نفعاً بعد وقوف الكثير إلى جانب عمر بن الخطاب وتأييدهم لموقفه الرافض لكتابة الوصية، فلو أصر النبي ص على الوصية لأصروا باتهامه - وحاشاه - بالهجر لكي يبطلوا مفعول الوصية، وسيحصل تشكيك في كل ما يقوله النبي ص، لذا فرأى النبي ص أن يحسم الموقف، فأمرهم بالخروج عنه وبلهجة شديدة لم تعهد من رسول الله ص! فقال لهم: دعوني، فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه، أو قوموا عني، ولا ينبغي عندي التنازع.
    فمن الطبيعي أن لا يوصي النبي ص لهؤلاء المطرودين الذين أرادوا إبطال وصية رسول الله ص في يوم الخميس واتهموه بالهجر المانع من الوصية.
    وهذا ما كان يريده بل ما يتمناه عمر بن الخطاب والحاضرون الذين يؤيدونه، فنجح عمر بن الخطاب ومن معه في منعهم الرسول ص من الوصية أمام الملأ، إلاّ أنه لم يستطع أن يمنعها مطلقاً، بل جاءت الروايات بنص وصية النبي ص التي أوصى بها لوصيه علي بن أبي طالب ع في ليلة وفاته....
    فكانت مؤامرة عمر بن الخطاب واضحة، وقد اعترف بها بعد ذلك في محاورة دارت بينه وبين ابن عباس.
    يقول ابن عباس: (دخلت على عمر في أول خلافته ... قال: من أين جئت يا عبد الله ؟ قلت: من المسجد، قال: كيف خلفت ابن عمك ؟ فظننته يعني عبد الله بن جعفر، قلت: خلفته يلعب مع أترابه، قال: لم أعن ذلك، إنما عنيت عظيمكم أهل البيت، قلت: خلفته يمتح بالغرب على نخيلات من فلان وهو يقرأ القرآن. قال: يا عبد الله! عليك دماء البدن إن كتمتنيها هل بقي في نفسه شيء من أمر الخلافة ؟ ... قلت: نعم، وأزيدك، سألت أبي عما يدعيه، فقال: صدق. فقال عمر: لقد كان من رسول الله ص في أمره ذرو (8) من قول لا يثبت حجة ولا يقطع عذراً، ولقد كان يربع في أمره وقتاً ما، ولقد أراد في مرضه أن يصرّح باسمه فمنعت من ذلك إشفاقا وحيطة على الإسلام! لا ورب هذه البنية لا تجتمع عليه قريش أبداً، ولو وليها لانتفضت عليه العرب من أقطارها، فعلم رسول الله ص أني علمت ما في نفسه فأمسك، وأبى الله إلاّ إمضاء ما حتم)(9).
    وروى الطبري أنّ عمر قال لابن عباس: (يا ابن عباس، ما منع علياً من الخروج معنا ؟ قلت: لا أدري، قال: يا ابن عباس، أبوك عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت ابن عمه فما منع قومكم منكم ؟ قلت: لا أدري، قال: لكني أدري يكرهون ولا يتكلم لهم، قلت لم ونحن لهم كالخير ؟! قال: اللهم غفراً يكرهون أن تجتمع فيكم النبوّة والخلافة فيكون بجحاً بجحاً لعلكم تقولون إنّ أبا بكر قفل ذلك لا والله ولكن أبا بكر أتى أحزم ما حضره ولو جعلها لكم ما نفعكم مع قربكم)(10).
    كل ذلك مؤشر واضح على المؤامرة التي حاكها عمر بن الخطاب ومن معه، لذا بادر لمنع الوصية لعلمه المسبق أنّ الرسول ص سيوصي لعلي ع، فمنع من إحضار الدواة والكتف، وإلاّ فلو علم عمر بن الخطاب أنّ الوصية به لسارع إلى الدواة والكتف كما سارع بها عند موت صاحبه أبو بكر ولم يقل حسبنا كتاب الله.
    فقد روى الطبري عن قيس، قال: (رأيت عمر بن الخطاب وهو يجلس والناس معه وبيده جريدة، وهو يقول أيها الناس اسمعوا وأطيعوا قول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه يقول إني لم ألكم نصحاً، قال ومعه مولى لأبي بكر يقال له شديد معه الصحيفة التي فيها استخلاف عمر)(11).
    فلم يقل عمر بن الخطاب إنّ أبا بكر يهجر ! ولم يختلف الحاضرون، ولا كثر اللغط، ولا تدخلت النساء ! بل أمر الناس بالاستماع والطاعة لما يقوله أبو بكر، كل ذلك دليل كاشف على المؤامرة العمرية على خلافة رسول الله ووصيه ، وإلاّ فكيف تكون لأبي بكر قيمة وقداسة عند عمر بن الخطاب وحزبه أكثر من قيمة الرسول وقداسته؟! إنّ هذا لمن عجائب الزمان !!!
    ثم إنّ عمر بن الخطاب لما حضرته الوفاة لم يمنعه أحد من الوصية وكتابة التوجيهات التي يريد بيانها، ولم يقل له أحد بأنك تهجر أو غلبك الوجع، أو حسبنا كتاب الله، بل وصى بكل ما يريد، فعهد بظاهر الحال لستة أفراد بينهم علي ع وعثمان، ولعثمان بن عفان بواقع الأمر، أفهل لعمر بن الخطاب مقاماً وقدسية أكبر من قدسية رسول الله محمد ص ؟؟!!
    اللهم إلا أن يكون الخليفة أفضل من الرسول ص، وهذا فساده واضح لا نخوض فيه.
    فلم يحدثنا التأريخ بأنّ أحداً منع أحداً من الوصية على الإطلاق؛ لأنها من حق كل إنسان، فلكل إنسان الحق بأن يوصي بما يشاء في حال مرضه وصحته. فلو أن شخصاً عادياً مريضاً أراد أن يوصي قبل موته، فجاء أحد أولاده أو أقربائه أو أصدقائه فشوش عليه، وقال عنه بأنه يهجر أو غلبه الوجع، وحال بينه وبين ما أراد الإيصاء به، أفلا يثير ذلك استنكار جميع الحاضرين، وعدم رضاهم بفعله ؟ فكيف برسول الله ص، قائد الإسلام العظيم ؟!
    ومن الغريب دفاع أهل السنة اليوم عن الصحابة وإعطائهم القدسية مع أنّ الكثير منهم وافق عمر بن الخطاب في موقفه الرافض للوصية، واتهامه للنبي ص بالهجر وغلبة الوجع !
    فأي قدسية لصحابة اتهموا النبي ص بالهجر وأنه يخرّف والعياذ بالله ! ومنعوه من أن يوصي لأمته في آخر حياته، وحرموا الأمة من الاستماع لآخر كلمات نبيها ص وهو يريد توديعها، هذا بعض ما جناه بعض الصحابة !! فأين عدالتهم التي يتشدّق بها أهل السنة ويكفروا من لم يقل بها ؟! أفلا يكون الصحابة مسؤولين عمّا جرى للمسلمين منذ تلك الرزية وإلى قيام الساعة ؟! أليس الأولى بالصحابة أن يقفوا مع نبيهم ص ؟؟!!
    وقفة مع الروايات المتقدمة:
    يلاحظ في هذه النصوص عدّة ملاحظات، منها:
    أولاً: إنّ البخاري أراد أن يهذّب العبارة التي قالها عمر، لما فيها من الجسارة على النبي ص فقال: (قال عمر: إنّ النبي غلبه الوجع). والحال أن النصوص الأخرى تثبت لفظاً آخر وهو (هجر رسول الله) كما في رواية مسلم المتقدمة، وفي البعض الآخر (يهجر) كما في رواية صحيح مسلم المتقدمة أيضاً وغيرها(12).
    ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ @ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ @ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ @ وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ﴾.
    وقوله Y: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ @ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ @ وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ @ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ.
    قوله Y: ﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى @ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى @ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى @ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى﴾.
    إلى كثير من أمثال هذه الآيات البينات المنصوص فيها على عصمة قوله ص من الهجر والهذيان حاشا المصطفى ص منهما !!
    إلا أنّ الحقيقة أنهم كانوا يثقفون الناس على اتهام النبي ص بذلك، وهذا ما رواه الحاكم في مستدركه: عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله ص وأريد حفظه، فنهتني قريش عن ذلك قالوا: تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله ص، ورسول الله ص يتكلم في الرضى والغضب! قال: فأمسكت، فذكرت ذلك للنبي ص فأشار بيده إلى فيه، فقال: (أكتب فو الذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق) (13).
    المصادر المستخدمة في هذا الموضوع :

    (1) :صحيح البخاري: ج5 ص137.
    (2) : صحيح البخاري: ج1 ص37.
    (3) : مسند أحمد: ج1 ص324
    (4) : الهجر في اللغة: هو القول السيء، وفي لسان العرب لابن منظور، الهجر برفع الهاء - القبيح من الكلام. والهجر أيضا بمعنى الهذيان. والهجر، بالضم الاسم من الاهجار وهو الإفحاش. وكذلك إذا كثر الكلام فيما لا ينبغي. وهجر في مرضه، بمعنى هذى. و هذا ما أراده عمر بن الخطاب من كلمته لا ما قالوه من توجيهات لها، ولأجل دلالة الكلمة على ذلك عمدوا لذكر توجيهات لها قد تقدم ذكرها. وقال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر في مادة هجر، ومنه حديث مرض النبي (صلى الله عليه وسلم): قالوا ما شأنه أهجر؟ أي اختلف كلامه بسبب المرض على سبيل الاستفهام، أي هل تغير كلامه واختلط لأجل ما به المرض ؟ وهذا أحسن ما يقال فيه، ولا يجعل إخبارا، فيكون إما من الفحش أو الهذيان، والقائل كان عمر، ولا يظن به ذلك.
    وحاول بعضهم صرف اللفظ عن معناه، وذلك بالتصرّف في معنى (يهجر) وإرجاعها إلى غير مصدرها المشتقة منه، حيث أرجعها إلى معنى المهاجرة، فيكون معنى قول عمر: (يهجر)، يهاجر (إن نبيكم ليهاجر) !! وهي في الحقيقة مشتقه من هجر يهجر هجراً لا مهاجرة، وعليه فلا يكون معناها إلاّ الهذيان. إلاّ أنها في الحقيقة لا تجدي نفعاً كما هو واضح لكل لبيب.
    (5): صحيح البخاري: ج4 ص31، المغني لابن قدامه: ج10 ص613، نيل الأوطار للشوكاني: ج 8 ص222. وفي صحيح البخاري: ج5 ص137: وسكت عن الثالثة أو قال نسيتها. وفي مسند أحمد: ج1 ص222 جاء ما لفظه: سعيد بن جبير يقول قال ابن عباس يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه وقال مرة دموعه الحصى قلنا يا أبا العباس وما يوم الخميس قال اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال ائتوني اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا ما شأنه أهجر قال سفيان يعنى هذى استفهموه فذهبوا يعيدون عليه فقال دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه وأمر بثلاث وقال سفيان مرة أوصى بثلاث قال اخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم وسكت سعيد عن الثالثة فلا أدرى اسكت عنها عمدا وقال مرة أو نسيها وقال سفيان مرة وأما أن يكون تركها أو نسيها.
    (6): صحيح مسلم: ج5 ص76.
    (7):المعجم الأوسط: ج5 ص288، مجمع الزوائد: ج9 ص34، كنز العمال: ج5 ص644.
    (8):ذرو: طرف.
    (9):شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج12 ص21.
    (10):تاريخ الطبري: ج3 ص288.
    (11):تاريخ الطبري: ج2 ص618.
    (12):الصراط المستقيم - للعاملي: ج3 ص7.
    (13) : المستدرك للحاكم: ج1 ص106، المصنف لابن أبي شيبة الكوفي: ج6 ص229.)*
    * كتاب فاطمة صديقة شهيدة


















    حال الأصحاب على لسان رسول الله ص من كتب العامة:
    وفي صحيح البخاري - البخاري ج5 ص240: (باب/ كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا شعبة، عن المغيرة بن النعمان شيخ من النخع، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلاً كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين، ثم إنّ أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم، ألا أنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب، أصحابي، فيقال: لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: وكنت عليهم شهيداً ما دمت إلى قوله شهيد، فيقال: إنّ هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم).(1)
    والحق أقول لكم لو ورد ت فقط هذه الرواية لكانت كافية لأثبات ما حدث بعد الرسول ص ..قال تعالى (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌۭ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ ۚ أَفَإِي۟ن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنقَلَبْتُمْ عَلَىٰٓ أَعْقَـٰبِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيْـًۭٔا ۗ وَسَيَجْزِى ٱللَّهُ ٱلشَّـٰكِرِينَ)...
    لموافقتها ومثيلتها من الروايات المتواترة في كتب العامة لما جاء في كتاب الله عز وجل.
    (1) : كتاب الجواب المنير عبر الأثير/من جواب الأخ أبو محمد الانصاري

    التيه في الأمة الإسلامية
    ضيع المسلمون الطريق بعد وفاة رسول الله محمد بن عبد الله ص، حيث قفز أبو بكر وجماعة من المنافقين إلى السلطة واغتصب خلافة رسول الله ص، وتخاذل معظم الصحابة عن نصرة وصي رسول الله ص المعيّن من الله علي بن أبي طالب (ع)، حيث نصبه رسول الله ص بأمر من الله أميراً للمؤمنين وخليفة لرسول رب العالمين ص من بعده في غدير خم في حجة الوداع، ولم يكتفوا باغتصاب حق الإمام علي (ع) وحق الإنسانية بأن تصل لها كلمة لا إله إلاّ الله محمد رسول الله ص، بل تجاوز الأمر إلى محاولة عمر بن الخطاب وجماعة من المنافقين إحراق بيت فاطمة الزهراء ع(علما تجد في هذا التقرير مناقشة لأمر احراق الدار ومحاولة بائسة لتبرير هذا الفعل ورد السيد المرتضى بالتفصيل..
    واليكم فقرة مما ذكره أحد كبار علماء العامة" وقال أيضاً: (... فأمّا ما ذكروه من حديث عمر في باب الإحراق، فلو صح لم يكن طعناً على عمر، لأنّ له أن يهدّد من امتنع عن المبايعة.")*
    وهي بنت رسول الله ص الوحيدة من صلبه، وهي والحسن والحسين وعلي ع من فرض الله مودتهم في القرآن، قال تعالى:
    ﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ﴾.
    ولما لم تنفع هذه المحاولة لإخراج الإمـام (ع) لبيعة أبي بكر كرها اقتحموا الدار على الزهراء ع وكسروا ضلعها واسقطوا جنينها ونبت المسمار في صدرها، وهي التي قال فيها رسول الله ص: (أم أبيها وبضعة مني ويرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها وسيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين)(1).
    فلم يكن المسلمون ليخطئوا التيه أو ليخطئهم بعد أن ساروا على نفس طريق بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، قال رسول الله ص: (والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لا تخطئون طريقهم ولا يخطئكم سنة بني إسرائيل)(2)
    وضيعت هذه الأمة حظها ووالت عدوها وعادت وليها وإمامها وأغضبت ربها، فبدأت تدخل في التيه والضياع منذ ذلك الوقت حتى استقرت اليوم في قلب الصحراء، فمن معاوية وزياد إلى يزيد وابن زياد ومسلم ابن عقبة إلى مروان وعبد الملك وأولاده والحجاج إلى بني العباس السفاح والمنصور الدوانيقي والهادي والمهدي والرشيد الضالين إلى الأمين والمأمون غير المأمونين إلى المتوكل على الشيطان إلى...إلى.... رحلة رهيبة مرّت بها هذه الأمة، فكم من مدينة هتكت حرمتها وقُتل خيارها واعتدي على أعراض نسائها ولم تسلم حتى مدينة رسول الله ص والكعبة المكرمة ( أرسل يزيد لعنه الله مسلم بن عقبة - والأولى أن يسمى مجرماً - فقتل في المدينة أكثر من عشرة آلاف مسلم فيهم سبعمائة صحابي، واعتدي على أكثر من ألف بكر، ولم يكتفِ بهذا حتى قصد الكعبة المشرفة ولكن الله أهلكه كما أهلك أصحاب الفيل ) (3)
    وكم عُذّب الأحرار وقُتل الأبرار وكم قضى منهم في السجون والدهاليز المظلمة التي لا يُعرف فيها الليل من النهار، ولو اطلعت على ما فعله بنو أمية وبنو العباس بالمسلمين لملئت رعباً، ولو علمت فجورهم وكفرهم وخروجهم عن الدين لازددت عجباً.
    يقول المسعودي في أحدهم، وهو الوليد بن يزيد بن عبد الملك في مروج الذهب: (غناه ابن عائشة صوتاً فطرب فقال له الوليد أحسنت والله يا امرئ أعد بحق عبد شمس فأعاد فقال: أعد بحق أمية فأعاد .. فقال الوليد إلى المغني فأكب ولم يبق عضو من أعضائه إلاّ قبله، وأهوى إلى إحليله ليقبله فضمه المغني بين فخذيه فقال له الوليد لا والله حتى أقبله, وما زال به حتى قبله, وأعطاه ألف دينار وأركبه بغلة وقال: مر بها على بساطي ففعل ووضع حوضا في بستان وملأه خمراً, فكان يسبح فيه مع الفواحش ويشرب منه حتى يبين فيه النقص ونزل يوماً على ابنته وقال من راقب الناس مات غماً) (4).
    #كتاب الطريق الى الله
    -----------------------------------------------
    1- راجع: أسد الغابة لابن الأثير: ج5 ص520،مسند أحمد: ج4 ص5، صحيح البخاري: ج4 ص210، صحيح مسلم: ج7 ص141، سنن الترمذي: ج5 ص360، فضائل الصحابة للنسائي: ص87، السنن الكبرى للبيهقي: ج10 ص210، الاستيعاب لابن عبد البر: ج4 ص1895، ذخائر العقبى: ص43، تاريخ دمشق: ج42 ص134، الإصابة: ج8 ص102، وغيرها من المصادر عند الفريقين التي جاءت فيها ذكر فضائل الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام.
    2- تفسير العياشي: ج1 ص303. ورواه أحمد في المسند: ج5 ص340، والترمذي في سننه: ج3 ص322، والهيثمي في مجمع الزوائد: ج7 ص216 باختلاف في الالفاظ مع وحدة المضمون.
    3- يشير (ع) إلى واقعة الحرّة الدامية التي حصلت في 28 ذي الحجة من سنة 64 هجرية، حيث أباح يزيد مدينة رسول الله ثلاثة أيام وحصل فيها من القتل والاعتداء على الأعراض مما يعجز اللسان عن ذكر تفاصيله، ومن أحب الاطلاع فعليه بالكتب التي فصلت الواقعة. كما ويشير (ع) أيضاً إلى ما حصل في 3 ربيع الأول من نفس العام ، حيث حاصر جيش يزيد بيت الله الحرام واحرقوا البيت والمسجد.
    4- انظر الكنى والألقاب: ج1 ص346.
    *الشافي في الإمامة: ج4 ص112.













    انظر ما قال رسول الله ص لمن يُبرر البعض الهجوم على دارها ؟!

    قال الرسول ص لفاطمة ع إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك)
    المصدر: المستدرك للحاكم النيسابوري ج3 ص153 – 154، وصححه / المعجم الكبير للطبراني ج1 ص108 ح182 / مجمع الزوائد للهيثمي ج9 ص203، وقال عنه: رواه الطبراني وإسناده حسن / كنز العمال للمتقي الهندي ج12 ص111 ح34238.

    #من كتاب الشهيد الصدر يقتل من جديد




















    *ان غضب فاطمة ع ومقاطعتها لبعضهم ليس لأجل أمر شخصي بل لأجل امام زمانها كي تفضح من غصب حقه أمام الملأ لأن الكل يعلم انها سيدة نساء العالمين وان الله يرضى لرضاها *
    يروي أحمد والبخاري: قول عائشة: (فغضبت فاطمة بنت رسول الله ص فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت،...)(1).
    ويرويان في مكان آخر: عن عائشة قالت: (فوجدت فاطمة على أبي بكر)(2).
    وقال ابن أبي الحديد: (والصحيح عندي أنها ماتت وهي واجدة على أبي بكر وعمر، وأنها أوصت ألاّ يصليا عليها) (3).
    وهنا يقف القارئ وتحضره أحاديث الرسول التي رواها البخاري وغيره في كون الله تعالى يغضب لغضب فاطمة (عليها السلام)، وللقارئ الكريم بعضاً مما رووه في ذلك:
    رورى البخاري عن رسول الله ص: (قال فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني)(4).
    وروى أيضاً عنه ص: (فإنما هي بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها)(5).

    روى النبي ص فقال: (إنها فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها) (6).
    روى مسلم في صحيحه وأحمد في المسند عن الرسول ص: (فإنما ابنتي بضعة منى يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها)(7).
    فهل جاء في غير فاطمة (عليها السلام) أنها يغضب الله لغضبها ويرضا لرضاها، ليسأل كل منّا هذا السؤال، فلن يجد جواباً سوى النفي، فما أعظم هذه المرأة التي يمثل غضبها ورضاها غضب الله تعالى ورضاه.
    وعندها ماذا يستطيع الإنسان أن يصف الذي اعتدى على هذه المرأة الطاهرة التي أذهب الله تعالى عنها الرجس وطهرها تطهيراً ؟!
    #من كتاب فاطمة صديقة شهيدة
    --------------------------------------
    (1): مسند احمد: ج1 ص6، صحيح البخاري: ج4 ص42.
    (2): مسند أحمد: ج1 ص9، صحيح البخاري: ج5 ص82.
    (3): شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج6 ص50.
    (4): صحيح البخاري: ج4 ص210، و ص219.
    (5): صحيح البخاري: ج6 ص158.

    (6): مسند أحمد: ج4 ص5.
    (7): صحيح مسلم: ج7 ص141، مسند أحمد: ج4 ص328.










    *شاء الله ان شاعر النيل وثق حادثة الاقتحام *
    حافظ إبراهيم شاعر النيل المتوفي (1351 هـ)، قال(1):
    وقولـه لعـلي قـالها عمر أكرم بسـامعها أعظم بملقيـها
    حرقت دارك لا أبقي عليك بها إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها
    ما كان غير أبي حفص يفوه بها أمام فارس عدنان وحاميها
    ------
    (1): مأساة الزهراء: ج2 ص28.
    (أقول: يعلق عبد الرحمن الدمشقية على شعر الحافظ إبراهيم بقوله: وهكذا يحتج الرافضة بحافظ إبراهيم، وهو ملحد يكذب القرآن، وينكر أن يحلّى فيه أهل الجنة بأساور من ذهب.
    ما قاله هذا الشاعر أو غيره، فهو ناجم عن انتشار الروايات الضعيفة والمكذوبة، التي يتصفحها ويمحصها أهل الخبرة بعلم الرواية والحديث الذين هم الحجة، لا الشعراء الذين قال الله عنهم: (والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون).
    لو قلت لنا: قال الترمذي، قال أبو داود، قال أحمد في المسند لما قبلنا منك إلاّ بعد تمحيص السند. أفتحتج علينا بما قاله حافظ إبراهيم ؟ موقع فيصل النور: www.fnoor.com
    أقول: إنّ شهرة واقعة حرق الدار هي التي جعلتها على لسان الباحثين وحتى الشعراء، فالشاعر إنما ذكرها لشهرتها والتسالم عليها.
    قال الشيخ الأميني بعد نقله هذه الأبيات من القصيدة العمرية: ماذا أقول بعد ما تحتفل الأمة المصرية في حفلة جامعة في أوائل سنة 1918 بإنشاد هذه القصيدة العمرية التي تتضمن ما ذكر من الأبيات ؟ وتنشرها الجرائد في أرجاء العالم، ويأتي رجال مصر نظراء أحمد أمين، وأحمد الزين، وإبراهيم الأبياري، وعلي أمين، وخليل مطران، وغيرهم ويعتنون بنشر ديوان هذا شعره، وبتقدير شاعر هذا شعوره، ويخدشون العواطف في هذه الأمة، في هذا اليوم العصيب، ويعكرون بهذه النعرات الطائفية صفو السلام والوئام في جامعة الإسلام، ويشتتون بها شمل المسلمين، ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً....إلى أن قال: وتراهم بالغوا في الثناء على الشاعر وقصيدته هذه كأنّه جاء للأُمّة بعلم جم أو رأي صالح جديد، أو أتى لعمر بفضيلة رابية تسرُّ بها الأُمّة ونبيُّها المقدَّس، فبشرى للنبي الأعظم، بأنّ بضعته الصديقة لم تكن لها أي حرمة وكرامة عند من يلهج بهذا القول، ولم يكن سكناها في دار طهّر اللّه أهلها يعصمهم منه، ومن حرق الدار عليهم. وبخ بخ ببيعة تمت بهذا الإرهاب وقضت بتلك الوصمات. الغدير: ج7 ص86.)*من كتاب فاطمة صديقة شهيدة


    شهادة الزهراء (عليها السلام):
    روى الفريقان عن أم سلمى امرأة أبي رافع، قالت: (اشتكت فاطمة شكواها التي قبضت فيه فكنت أمرضها فأصبحت يوماً كأمثل ما رأيتها في شكواها تلك قالت وخرج علي لبعض حاجته فقالت: "يا أمه، اسكبي لي غسلاً"، فسكبت لها غسلاً فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل، ثم قالت: "يا أمه، أعطيني ثيابي الجدد" فأعطيتها فلبستها، ثم قالت: "يا أمه قدمي لي فراشي وسط البيت"، ففعلت واضطجعت واستقبلت القبلة وجعلت يدها تحت خدها ثم قالت: "يا أمه، إني مقبوضة الآن وقد تطهّرت فلا يكشفني أحد"، فقبضت مكانها قالت فجاء علي فأخبرته)(1).
    وكانت وفاتها في منتصف جمادي الأول كما ذكر الإمام اليماني أحمد الحسن ع(2) من السنة الحادية عشر للهجرة.
    # كتاب فاطمة صديقة شهيدة
    -------------------------------------

    (1): مسند احمد: ج6 ص461.

    (2): الجواب المنير: ج3 في جواب السؤال الأول.






















    *انظروا لوقاحة عمر امام سيدة نساء العالمين وعلى من هو على أقل تقدير صحابي جليل من صحابة رسول الله ص *
    قال ابن قتيبة: (وإن أبا بكر رضي الله عنه تفقد قوماً تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه، فبعث إليهم عمر، فجاء فناداهم وهم في دار علي، فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها، فقيل له: يا أبا حفص إن فيها فاطمة ؟ فقال: وإن، فخرجوا فبايعوا إلا علياً فإنه زعم أنه قال: حلفت أن لا أخرج ولا أضع ثوبي على عاتقي حتى أجمع القرآن، فوقفت فاطمة رضي الله عنها على بابها، فقالت: لا عهدلي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم، تركتم رسول الله ص جنازة بين أيدينا، وقطعتم أمركم بينكم، لم تستأمرونا، ولم تردوا لنا حقاً. فأتى عمر أبا بكر، فقال له: ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة ؟ فقال أبو بكر لقنفد وهو مولى له: اذهب فادع لي علياً، قال فذهب إلى علي فقال له: ما حاجتك ؟ فقال: يدعوك خليفة رسول الله، فقال علي: لسريع ما كذبتم على رسول الله. فرجع فأبلغ الرسالة، قال: فبكى أبو بكر طويلاً. فقال عمر الثانية: لا تمهل هذا المتخلف عنك بالبيعة، فقال أبو بكر رضي الله عنه لقنفد: عد إليه، فقل له: خليفة رسول الله يدعوك لتبايع، فجاءه قنفد، فأدى ما أمر به، فرفع علي صوته فقال: سبحان الله قد ادعى ما ليس له، فرجع قنفد، فأبلغ الرسالة، فبكى أبو بكر طويلاً، ثم قام عمر، فمشى معه جماعة، حتى أتوا باب فاطمة، فدقوا الباب، فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبت، يا رسول الله، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة، فلما سمع القوم صوتها وبكاءها، انصرفوا باكين، وكادت قلوبهم تنصدع، وأكبادهم تنفطر، وبقي عمر ومعه قوم، فأخرجوا علياً، فمضوا به إلى أبي بكر، فقالوا له: بايع، فقال: إن أنا لم أفعل فمه ؟ قالوا: إذاً والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك، فقال: إذاً تقتلون عبد الله وأخا رسوله، قال عمر: أما عبد الله فنعم، وأما أخو رسوله فلا، وأبو بكر ساكت لا يتكلم، فقال له عمر: ألا تأمر فيه بأمرك ؟ فقال: لا أكرهه على شيء ما كانت فاطمة إلى جنبه، فلحق علي بقبر رسول الله ص يصيح ويبكي، وينادي: يا بن أم، إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ..)
    المصدر: الإمامة والسياسة: ج1: ص19 – 20، تحقيق الزيني.





















    رد انصار السيد أحمد الحسن ع على الكثير من المراجع الذين قالوا أنه ليس هناك دليل واضح على أن فاطمة الزهراء ع مكسورة ضلعها...

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.
    بالنسبة إلى مظلومية الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء ع والهجوم على دارها وحرقها وكسر ضلعها وإسقاط جنينها من الثوابت التي هي كالشمس في رابعة النهار ولا ينكرها إلا من سفه نفسه وخبثت سريرته.
    وروايات أهل البيت ع متواترة في ذلك نصاً ومعنى، ومن يطلع على موقف أعداء أهل البيت ع يعلم أنهم عاملوا الزهراء ع كأنها بنت أعدى أعدائهم، وكأنهم يطلبونها بثارات لا ثأر واحد !!!
    وهناك كتاب بعنوان (الهجوم على بيت فاطمة) لعبد الزهراء مهدي، تجد فيه العشرات من الروايات وآراء كل علماء الشيعة المتقدمين والمتأخرين وتأكيدهم على وقوع هذا الظلم العظيم.
    وأما من جاء اليوم ليشكك بذلك، فهدفه معروف وهو مغازلة ومداهنة السنة أو من باب خالف تعرف، وقد روي عن أهل البيت أن من أنكر مظلوميتهم فقد أُشرك في ظلمهم مع من ظلمهم، وفي الحقيقة هؤلاء لا يحسن الالتفات إليهم أو الإصغاء لهم.
    وإن كانوا يريدون أن يثبتوا أنّ أبا بكر وإخوانه بأنهم لم يسيئوا للزهراء ع فهذا دون إثباته خرط القتاد، فأوثق مصادرهم تنص على أنّ أبا بكر منع الزهراء ع من أرضها فدك وغضبت عليه الزهراء وماتت وهي غاضبة عليه ولم تكلمه.
    وأيضاً في مصادر السنة؛ بأن الله يغضب لغضب فاطمةع ، إذن فأبو بكر قد غضب الله عليه ورسوله وفاطمة الزهراء ع التي من آذاها فقد آذى الرسول محمداً ص فكيف يرتقون هذا الفتق الشنيع ؟!
    صحيح البخاري ج 4 باب دعاء النبي ص إلى الإسلام والنبوة ... ص42:
    عروة بن الزبير، أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أخبرته: (أن فاطمة ع ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت أبا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه، فقال لها أبو بكر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة، فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت).
    صحيح البخاري ج8 كتاب الفرائض، ص3:
    عن عروة، عن عائشة: (إن فاطمة والعباس (عليهما السلام) أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما حينئذ يطلبان أرضيهما من فدك وسهمهما من خيبر، فقال لهما أبو بكر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال قال أبو بكر: والله لا ادع أمراً رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيه إلا صنعته، قال: فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت).
    فليت شعري هل من شهد لها الرسول ص بالجنة وأنها روحه وبضعته تكذب وتدعي ما ليس لها (وحاشاها) ؟؟ ولماذا تبقى غاضبة ومهاجرة ومقاطعة لأبي بكر حتى ماتت، فهل تغضب من أجل الباطل أم من أجل الحق ؟؟ فمن هو الأصدق يا ترى ؟؟ سنترك الحكم في تعيين الأصدق إلى كلام عائشة لكي لا نُتهم بأننا نعتمد على مصادرنا فقط:
    المستدرك للحاكم النيسابوري ج3 ص160 – 161:
    عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت إذا ذكرت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وآله قالت: (ما رأيت أحداً كان أصدق لهجة منها إلا أن يكون الذي ولدها). وشهد الحاكم النيسابوري بصحة هذا الحديث على شرط الشيخين.
    صحيح البخاري ج7 كتاب الاستئذان ص142، صحيح مسلم ج7 باب من فضائل أم أيمن ص144:
    عن عائشة، عن الرسول محمد ص: (........ قال: يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة).
    المستدرك - الحاكم النيسابوري ج3 ص154:
    وعن عائشة أنها قالت: (ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وحديثاً من فاطمة برسول الله صلى الله عليه وآله، وكانت إذا دخلت عليه رحب بها وقام إليها فأخذ بيدها فقبلها وأجلسها في مجلسه)، وشهد الحاكم أيضاً بصحة هذا الحديث على شرط الشيخين.
    إذن ففاطمة أصدق من أبي بكر فلا يمكن أن نصدق أبا بكر ونكذبها أو نتهمها وهي التي يعجز اللسان عن ذكر فضائلها ع . فهي وزوجها أحب الناس إلى رسول الله كما روى ذلك أيضاً الحاكم النيسابوري في مستدركه:
    المستدرك - الحاكم النيسابوري ج3 ص154:
    عن جميع بن عمير، قال: (دخلت مع أمي على عائشة فسمعتها من وراء الحجاب وهي تسألها عن علي فقالت: تسألني عن رجل والله ما أعلم رجلاً كان أحب إلى رسول الله ص من علي، ولا في الأرض امرأة كانت أحب إلى رسول الله ص من امرأته) وأيضاً شهد الحاكم بصحة هذا الحديث. فغضب فاطمة ع على شخص يعني أن الرسول ص غاضب عليه وأن الله غاضب عليه.
    المستدرك - الحاكم النيسابوري ج3 ص154:
    عن علي رضي الله عنه، قال: (قال رسول الله ص لفاطمة: إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك) وشهد الحاكم أيضاً بصحة هذا الحديث.
    المستدرك - الحاكم النيسابوري ج3 ص154 – 155:
    عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ص: (إنما فاطمة شجنة منى يبسطني ما يبسطها ويقبضني ما يقبضها) وشهد الحاكم أيضاً بصحة هذا الحديث.
    وفي صحيح البخاري - كما تقدم - إن فاطمة ع غضبت على أبي بكر وماتت وهي هاجرة له، ولم ترض عنه، وهذا يعني أن الرسول ص لم يرض عن أبي بكر ولا الله جل وعلا ... فمالكم كيف تحكمون وأي ثقل بآل محمد تعدلون ؟!
    اللجنة العلمية
    أنصار الامام المهدي (مكن الله له في الارض)
    الشيخ ناظم العقيلي
    # مقتبس من كتاب الجواب المنير عبر الأثير

    كيف ودّع المسلمون رسول الله محمداً (صلى الله عليه وآله) ؟
    (توفي رسول الله يوم الاثنين حين زاغت الشمس فانشغل الناس عن دفنه حتى عصر الثلاثاء، فانشغل المسلمون بخطب السقيفة وببيعة أبي بكر الأولى ثم ببيعته العامة وخطبته وخطبة عمر حتى صلى بهم. وبعدها أقبل الناس على جهاز رسول الله يوم الثلاثاء ولم يحضر أبو بكر وعمر دفن النبي ص، قال ابن أبي شيبة: إنّ أبا بكر وعمر لم يشهدا دفن النبي(1).
    وقالت عائشة: ما علمنا بدفن الرسول حتى سمعنا صوت المساحي ((نيل الأوطار للشوكاني: ج4 ص137.) من جوف الليل ليلة الأربعاء(2).
    وهكذا ترك المسلمون رسولهم ص ونبيهم الرحيم مسجى، ولم يله ص إلا أقاربه، وانشغلوا عنه بسلب خلافته وزحزحتها عن آل بيته ع، حتى أنّهم لم يحضروا تجهيزه ولا دفنه كما تقدّم.)*
    ----------------------------------------
    * من كتاب فاطمة صديقة شهيدة
    (1) : المصنف لابن أبي شيبة: ص572.
    (2) :تنوير الحوالك للسيوطي: ص240، المغني لابن قدامة: ج2 ص417، الشرح الكبير لعبد الرحمن بن قدامة: ج2 ص418، نيل الأوطار للشوكاني: ج4 ص137.





















    *رد شبهة*
    (مناقشة السيد المرتضى على القاضي عبد الجبار المعتزلي:
    قال القاضي عبد الجبار الأسد آبادي، المتوفي سنة (415 هـ)، وهو من أعاظم المعتزلة، ردّاً على الشيعة: ومن جملة ما ذكروه من الطعن ادعاؤهم: (أنّ فاطمة (عليها السلام) لغضبها على أبي بكر وعمر أوصت أن لا يصليا عليها، وأن تدفن سرّاً منهما، فدفنت ليلاً، وادعوا برواية رووها عن جعفر بن محمد وغيره: أنّ عمر ضرب فاطمة بسوط، وضرب الزبير بالسيف. وذكروا: أنّ عمر قصد منزلها، وعلي، والزبير، والمقداد، وجماعة ممن تخلف عن أبي بكر يجتمعون هناك، فقال لها: ما أجد بعد أبيك أحب إلي منك. وأيم الله، لئن اجتمع هؤلاء النفر عندك ليحرقن عليهم، فمنعت القوم من الاجتماع، ولم يرجعوا إليها حتى بايعوا لأبي بكر إلى غير ذلك من الروايات البعيدة) ([1]).
    وقال أيضاً: (... فأمّا ما ذكروه من حديث عمر في باب الإحراق، فلو صح لم يكن طعناً على عمر، لأنّ له أن يهدّد من امتنع عن المبايعة)(2).
    فردّ السيد المرتضى علم الهدى على الكلام، فقال: (قد بينّا: أنّ خبر الإحراق قد رواه غير الشيعة ممن لا يتهم على القوم ... إلى أن قال: والذي اعتذر به من حديث الإحراق إذا صح طريف، وأي عذر لمن أراد أن يحرق على أمير المؤمنين ع، وفاطمة (عليها السلام) منزلهما؟)(3).
    وقال رحمه الله في معرض الردّ على إنكاره ضرب فاطمة (عليها السلام) والهجوم على دارها: (أمّا قولك: لا نصدّق ذلك ولا نجوزه. قال: فإنك لم تسند إنكارك إلى حجة أو شبهة فنتكلم عليها. والدفع لما يروى بغير حجة لا يلتفت إليه)(4).
    وحين ادعى القاضي عبد الجبار: إنّ أخبار ضرب فاطمة (عليها السلام) كروايات الحلول، أجابه السيد المرتضى رحمه الله قائلاً: ألست تعلم أنّ هذا المذهب يذهب إليه أصحاب الحلول، والعقل دال على بطلان قولهم ؟! فهل العقل دال على استحالة ما روي من ضرب فاطمة (عليها السلام) ؟! فإن قال: هما سيان. قيل له: فبيّن استحالة ذلك في العقل، كما بينت استحالة الحلول، وقد ثبت مرادك. ومعلوم عجزك عن ذلك(5).
    وقال رحمه الله: (.... وبعد، فلا فرق بين أن يهدد بالإحراق للعلة التي ذكرها، وبين ضرب فاطمة لمثل هذه العلة، فإنّ إحراق المنازل أعظم من ضربه بالسوط، وما يحسن الكبير ممن أراد الخلاف على المسلمين أولى بأن يحسن الصغير، فلا وجه لامتعاض صاحب الكتاب من ضربة سوط، وتكذيب ناقلها وعنده مثل هذا الاعتذار)(6).
    ----------------------------------------------
    1- الهجوم على بيت فاطمة: ص220.
    2- الشافي في الإمامة: ج4 ص112.
    3- الشافي في الإمامة: ج4 ص119.
    4- الشافي في الإمامة: ج4/ ص113.
    5- الشافي في الإمامة: ج4 ص117.
    6- الشافي في الإمامة: ج4 ص120.)*من كتاب فاطمة صديقة شهيدة




    عيادة أبو بكر وعمر لفاطمة (عليها السلام):
    كان الرجال والنساء من المهاجرين والأنصار بين الفترة والأخرى يعودون فاطمة (عليها السلام)، إلاّ أبا بكر وعمر؛ لأنّها قاطعتهما ورفضتهما ولم تأذن لهما بعيادتها، فلما ثقل عليها المرض واقتربت ساعاتها الأخيرة لم يجدا بُداً من عيادتها؛ كي لا تفارق الدنيا وتبقى عدم عيادتهم لحبيبة محمد وصمة عار عليهما.
    فطلبا عيادتها وطلبا استرضائها؛ لأنهما يعلمان بأهمية رضا فاطمة (عليها السلام)؛ لما سمعوه من كلام رسول الله ص في حقها، فقد سمعوا ووعوا قوله ص: (فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما انصبها)(1)، وقوله ص: (فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني)(2)، وقوله ص: (فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها)(3)، وغيرها من الروايات التي ملأت كتب السنة قبل كتب الشيعة.
    # من كتاب فاطمة صديقة شهيدة
    ----------------------
    1- مسند أحمد: ج4 ص5.
    2- صحيح البخاري: ج4 ص210.
    3- صحيح مسلم: ج7 ص141.


















    *لننظر إلى تهريج النواصب الجدد*
    - أعني الوهابيين - لنرى قول أحد تلامذتهم الذي تكفل الرد، يقول:
    (المحطة الثانية/ (3)
    يقول اليماني: "أيضاً: في مناظراتهم دائماً ركزوا على المثال في نقض الإشكال على الدليل المطروح، يعني مثلاً: تقول لهم هذا هو الدليل من كتبكم أنّ عمر اقتحم بيت الزهراء عليها السلام وأحرق باب دارها، يقولون لك: كيف وأين شجاعة علي بن أبي طالب، وكيف رضي أن تضرب الزهراء عليها السلام ويكسر ضلعها ؟ أنت هنا ركز، هم ماذا فعلوا ؟
    أولاً: لم يردوا الدليل بدليل ينقضه، إذن ثبت الدليل وقد أقرّوا الأمر ابتداءً؛ لأنهم ذهبوا إلى الإشكال عليه لا نقضه بدليل مخالف، يعني هم لو كان عندهم دليل نقض لطرحوه، وبما أنهم لم يطرحوا دليلاً للنقض فقد لزمهم الدليل وأقروا به، وهم في مرحلة رفع الشبهات عن الدليل بطرح الإشكالات عليه. ركز هنا، فأنت بهذا تحرجهم أيما إحراج؛ لأن معنى طرحهم الإشكال هو إقرارهم بالدليل، ومعنى طرحهم الإشكال هو أنهم فاقدون لدليل النقض، ومعنى طرحهم الإشكال أنهم في مرحلة تجلية الدليل ورفع الشبهات عنه").
    أقول: هذا كان كلام الامام أحمد الحسن (ع) في توضيح نقطة مهمة تتعلق بمنهج الحوار والمناظرات العلمية التي يخوض غمارها أنصار الإمام المهدي (ع) مع الوهابيين، وأزعم أنّ الاستماع إلى واحدة منها يكفي للتعرف على المنهج الذي يعتمدونه في النقاش وهو لا يعدو أن يكون مقابلة الدليل بطرح الإشكال عليه، واهمين أنفسهم أنّ هذا يكفي في نقض الدليل، هذا كل ما عندهم.
    يعلق الوهابي على هذا فيقول:
    (أقول: دس السم في العسل. هذا هو ديدن أحمد الحسن وأتباعه. شبهاتهم كثيرة لا حصر لها، وحقدهم الدفين على الفاروق فاتح دولة فارس (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه بأنه اقتحم بيت فاطمة رضوان الله عليها وكسر ضلعها (1)).
    ثم يعلق في الهامش فيقول:
    (6- قد يقول قائل إنما أراد اليماني ضرب مثال لا أكثر ولا أقل ! أقول: عليه أن يتكلم بعلميه ولا يدس سمه في العسل وينشر الشبهات بطريقة غير مباشرة).
    أقول: قدمت ذكر بعض من أشار إلى اقتحام عمر وزمرته للدار الطاهرة واعتدائه على من أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، ومن جعل الله مودتهم أجر الرسالة، فهل تراهم كلهم يحملون حقداً دفيناً على فاروقك !!
    ويكفيك اعتراف شيخك ابن تيمية - رغم كل سعيه لإطفاء معالم أهل بيت الوحي الطاهرين وطعنه فيما صح فيهم، ودفاعه وتبريره لمن آذاهم – بالهجوم على دار فاطمة (عليها السلام)، يقول في منهاج سنته: (إنّه كبس البيت لينظر هل فيه شيء من مال الله الذي يقسمه وأن يعطيه لمستحقّه، ثمّ رأى أنّه لو تركه لهم لجاز، فإنّه يجوز أن يعطيهم من مال الفيء) (2).
    ولا أعتقد أنّ نصباً لآل محمد - والعياذ بالله - يمكن أن يتصوره أحد أكثر من قول هذا الحراني الخبيث، وهل مؤمن بالله ونبيه من يتهم آل محمد بإبقاء مال لمستحق في دارهم والقرآن يصرخ في المسلمين ليل نهار في فضل من يتهمهم ابن تيمية، قال تعالى: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ، ومن يبقى طاوياً ثلاثة أيام ويطعم طعامه للمسكين واليتيم والأسير فهل يراه "شيخ إسلام الوهابيين" يُبقي في داره مالاً لمستحق لينظراه عمر وأبو بكر بهجومهم على دار الرسالة وكشفهم لها ؟!!
    على أن دس السم في العسل - يا هذا - ليس من شيمة وخلق آل محمد ع وأنصارهم، بل هو سيرة أسلافك الأمويين وتحديداً ابن هند في سمه للإمام الحسن السبط الشهيد، وكذلك ربيب علي (ع) مالك الاشتر رضوان الله تعالى عليه.
    يكمل الوهابي فيقول:
    (ثم يقول في تفنيده لطرق المناظرة يقول: (لم يردوا الدليل بدليل ينقضه)، وهذا من العجب!! أولاً: القصة المفبركة هذه كذبة مفتراه على أولئك الخلفاء رضي الله عنهم).
    القصة مفبركة ؟!! من فبركها تقصد ؟! الطبري أو ابن شيبة أو ابن قتيبة أو البلاذري أو السيوطي أو من ممن تقدم ذكرهم ؟! وما بال البخاري ومسلم وغيرهم ينقلون في صحاحهم وكتبهم غضب فاطمة ووجدها وسخطها، بل دعاءها عليهما وعدم رد السلام عليهما، وعدم إذنها بصلاتهم عليها وغير ذلك مما مر نقله ؟!! هل ترى ذلك بلا سبب ؟! أو أنك تتهم فاطمة بالهجر - وحاشاها - كما اتهم إمامك أباها بالهجر والهذيان، وحاشاه ؟! متى تفيقون وتتركون نصبكم وحقدكم على محمد وآله الطاهرين ؟!! متى ؟!!
    وقال: (ثانياً: نحن (نسلم جدلاً) ولا يعني بذلك تسليماً مطلقاً يعني الموافقة على هذه القصة المكذوبة وإنما الغاية من وراء ذلك هو أن نبين أن في القصة كذب).
    ماذا ؟؟ بالنسبة لي لم أفهم شيئاً من كلامك فهلا علمك أحد كيفية صياغته، أما إن كنت تريد تكذيب ما جرى على سيدة النساء (عليها السلام)، فما فرقه عن نقطتك الأولى إذن ؟! الحمد لله على كل حال.
    ثم يختم فيقول: (ثالثاً: أتحدى أحمد الحسن وكل أتباع اليماني بأن يأتوا بهذه القصة لكن بشروط وعند الإخلال بأحدها يثبت يعلن إفلاسه. "اسم الكتاب، مؤلف الكتاب، رقم الطبعة، سند الحديث، متن الحديث، رجال الحديث، تخريج الحديث، رقم الصفحة، رقم الحديث، رابط المصدر").
    أقول: اقرأ ما ذكرته لك ورده عليّ إن استطعت ولا تكثر التهريج، أما إن أردت أن آتيك وأفتح عوار عينك وقلة فهمك وألقمك العلم كما تلقم بطنك الثريد فاذهب إلى معالف الثيران أفضل لك من خوض غمار النقاشات والردود العلمية.
    أخيراً: أورد بعض ما جاء في خطبة فاطمة (عليها السلام) لما منعت حقها:
    روى عبد الله بن الحسن بإسناده عن آبائه ع: (إنه لما أجمع أبو بكر وعمر على منع فاطمة (عليها السلام) فدكاً وبلغها ذلك.. لاثت خمارها على رأسها، واشتملت بجلبابها، وأقبلت.. ما تخرم مشيتها مشية رسول الله ص، حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم فنيطت دونها ملاءة فجلست ثم أنّت أنّة أجهش القوم لها بالبكاء، فارتج المجلس، ثم أمهلت هنيئة حتى إذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم .. فقالت (عليها السلام) بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة على رسوله: "... لما اختار الله لنبيه دار أنبيائه، ومأوى أصفيائه، ظهر فيكم حسكة النفاق، وسمل جلباب الدين، ونطق كاظم الغاوين، ونبغ خامل الأقلين، وهدر فنيق المبطلين، فخطر في عرصاتكم، واطلع الشيطان رأسه من مغرزة هاتفاً بكم، فألفاكم لدعوته مستجيبين، وللعزة فيه ملاحظين، ثم استنهضكم فوجدكم خفافاً، وأحشمكم فألفاكم غضاباً، فوسمتم غير إبلكم ووردتم غير مشربكم هذا والعهد قريب، والكلم رحيب، والجرح لما يندمل، والرسول لما يقبر، ابتداراً زعمتم خوف الفتنة ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين، فهيهات منكم، وكيف بكم، وأنى تؤفكون .....
    أيها المسلمون، أغلب على إرثي ؟ يا بن أبي قحافة أفي كتاب الله ترث أباك ولا إرث أبي ؟ لقد جئت شيئاً فرياً ! أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم ؟ إذ يقول: "وورث سليمان داود"، وقال: فيما اقتص من خبر يحيى بن زكريا إذ قال: "فهب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب"، وقال: "وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله"، وقال: "يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين"، وقال: "إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقاً على المتقين"، وزعمتم أن لا حظوة لي ولا إرث من أبي، ولا رحم بيننا، أفخصكم الله بآية أخرج أبي منها ؟ أم هل تقولون: إن أهل ملتين لا يتوارثان ؟ أو لست أنا وأبي من أهل ملة واحدة ؟ أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي ؟ فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك، فنعم الحكم الله والزعيم محمد والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون، ولا ينفعكم إذ تندمون، ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم.
    ثم رمت بطرفها نحو الأنصار فقالت: يا معشر النقيبة، وأعضاد الملة وحضنة الإسلام، ما هذه الغميزة في حقي والسنة عن ظلامتي ؟ أما كان رسول الله ص أبي يقول: "المرء يحفظ في ولده" .. إيهاً بني قيلة أأهضم تراث أبي وأنتم بمرأى مني ومسمع .. حتى إذا دارت بنا رحى الإسلام، ودر حلب الأيام، وخضعت ثغرة الشرك، وسكنت فورة الإفك، وخمدت نيران الكفر، وهدأت دعوة الهرج، واستوسق نظام الدين فأنى حزتم بعد البيان، وأسررتم بعد الإعلان، ونكصتم بعد الإقدام، وأشركتم بعد الإيمان، بؤس القوم نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم ..) (3).
    # بضعة محمد صديقة شهيدة
    --------------------
    (1): تاريخ الطبري: ج3 ص203.
    (2) :منهاج السنة: ج8 ص291.
    (3):الاحتجاج: ج1 ص131 فما بعد.















    وأخيرا اليكم ما كتب السيد أحمد الحسن ع في صفحته الشخصية بخصوص أم أبيها:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    تصادف منتصف شهر جمادى الأولى ذكرى شهادة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها متأثرة بالجراح التي أصيبت بها اثر تعرض دار رسول الله محمد ص لهجوم عمر وجماعة معه،
    أرجو من الله ان يوفق المؤمنين لإقامة مجالس عزاء في الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من جمادى الأولى وبيان ما حصل وكيف هجم عمر على بيت رسول الله ص وهدد بإحراقه بمن فيه وهم علي وفاطمة واطفالهم صلوات الله عليهم،
    أرجو من السادة والمشايخ من طلبة الحوزة المهدوية حفظهم الله ومن بقية المؤمنين والمؤمنات حفظهم الله ان يبينوا حقيقة واقعة الهجوم على بيت فاطمة ص كما هي وكما حصلت وبالادلة والاثبات التاريخي من كتب المخالفين دون التعرض بالسب أو الشتم او اللعن للمهاجمين.
    ونترك للشرفاء من المسلمين أن ينصفوا انفسهم وان يحكموا بالعدل بين فاطمة بنت محمد ص سيدة نساء العالمين وبين من هجموا على دارها وتسببوا بأذيتها وبشهادتها.
    وأن يبحثوا عن الأسباب التي أدت لهذا الهجوم والتي كان قطبها ومدار رحاها وصية رسول الله محمد ص، التي وصفها بأنها الكتاب العاصم للأمة من الضلال حيث أراد رسول الله ص كتابتها لعامة الناس في الخميس – وهو في مرض الموت – فاعترض عمر وجماعته واتهم رسول الله ص بأنه يهجر ( أي يخرف) فكانت رزية الخميس المشهورة وأعرض رسول الله ص عن كتابة الكتاب العاصم لمن رفضوه في الخميس ، وكتبه بعد ذلك لمن قبلوه في ليلة وفاته، والحمد لله حفظ هذا الكتاب علي ع ـ كاتبه ـ وولده الائمة ص واخرجوه للأمة ووصل للشيخ الطوسي رحمه الله ونقله في كتاب الغيبة ووصف رواته بأنهم خاصة أي شيعة مؤمنين وبهذا يثبت صدقهم حيث لم يثبت أي قدح فيهم وبهذا فالوصية صحيحة السند لمن يحتج بالسند كما انها مقرونة ومتواترة معنى وبهذا يثبت صحة صدورها وبما انها موصوفة بانها كافية - وحدها - لتعصم الأمة من الضلال فيمتنع ان يدعيها غير أصحابها المذكورين فيها لانه لو امكن ان يدعيها غير أصحابها فسيكون الله سبحانه وتعالى الذي وصفها بانها كافية – لوحدها - لتعصم من الضلال متهم إما بالكذب حيث اخبر بانها عاصمة من الضلال وهي ليست كذلك او الجهل بالغيب او العجز عن حفظها من ادعاء المبطلين حتى يدعيها صاحبها وحاشاه سبحانه عما يقول المبطلون.
    طوبى لمن تمسكوا بوصية الرسول محمد ص،
    والويل لمن حاربوا وصية رسول الله محمد ص في أول الزمان وحاولوا منعه من كتابتها وقالوا انه يهجر لان فيها اسم علي ص أول الوصيين،
    والويل لمن يقتفون اثرهم اليوم في محاربة الوصية وهم يتوسلون أي محاولة بائسة يجلبها نحسهم للطعن بوصية رسول الله محمد ص لان فيها إسم أحمد أول المهديين.
    بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تصادف منتصف شهر جمادى الأولى ذكرى شهادة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها متأثرة بالجراح...


    وقال أيضاً :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    تصادف هذه الايام ذكرى شهادة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين.... عظم الله أجوركم
    للأسف بعد شهادة رسول الله فإن ابو بكر وعمر هجموا على بيت فاطمة لإجبار علي ابن ابي طالب على مبايعة ابو بكر وقد أدت هذه الحادثة الى اصابة فاطمة ص وإسقاطها المحسن وموتها بعد مدة قصيرة كما بشرها رسول الله محمد ص بأنها أول من يلحق به فكانت أول شهداء الوصية النبوية المقدسة فطوبى لمن تمسكوا ويتمسكون بوصية رسول الله ص ليلة وفاته والتي كانت فاطمة بنت محمد ص سيدة نساء العالمين وجنينها أول قرابينها، وقد روى حادثة الهجوم على بيت فاطمة بنت محمد ص حفاظ ومؤرخو السنة في كتبهم بل وروي تهديد عمر ان يحرق بيت فاطمة رغم أنها هي وأطفالها فيه وألف في حادثة الهجوم على بيت فاطمة خيرة شعراء اهل السنة فقد قال حافظ ابراهيم الملقب بشاعر النيل في قصيدته العمرية التي يمتدح بها عمر بن الخطاب:
    وقولـة لعلـي قالـهـا عـمر
    أكرم بسامعها أعظم بملقيـها
    حرقتُ دارك لا أبقي عليك بها
    إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها
    ما كان غير أبى حفص يفوه بها
    أمام فارس عدنـان وحامـيها
    واليكم ندم ابو بكر في اخر حياته على مافعله بفاطمة وأدى الى شهادتها متأثرة بالهجوم على دارها ، والحديث رواه مؤرخو ورواة الحديث من اهل السنة كالطبراني في المعجم الكبير، والطبري في تاريخه، وابن زنجويه في الاموال، والمتقي الهندي في كنز العمال، وابن عبد ربه في العقد الفريد وغيرهم كثير:
    حيث قال ابو بكر: ((.... فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته....))
    أما قول بعضهم ان الرواية ضعيفة بحجة ضعف احد رواتها وهو علوان ابن داود ففي الحقيقة ان علوان ابن داود ليس ضعيفا ابدا انما الضعف في عقولهم وهذان تسجيلان للدكتور سعد الدين الهلالي وهو من علماء السنة المعاصرين يبين فيهما وبطريقة علمية خطأهم في محاولة تضعيف علوان ابن داود او في الحقيقة يكشف فيهما لعبتهم التي لاعلاقة لها بالبحث العلمي الجاد ابدا.
    https://www.youtube.com/watch?v=NpyNH5j9l1Q
    https://www.youtube.com/watch?v=M6MNOU8keOQ

    المصدر الصفحة الرسمية للسيد احمد الحسن ع

    اليكم مقاطع اضافية مما تكلم به العبد الصالح أحمد الحسن ع بخصوص ما وقع على سيدة نساء العالمين :
    [ السؤال/ 110: بسم الله الرحمن الرحيم، السيد أحمد الحسن (ع)، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لي صديقة سنيّة وقد طرحت عليَّ بعض الإشكالات التي حيرتني وهي:
    توجد عندنا روايات عن الصادق (ع) ما مفاده إنّ الأنبياء لا يورثون فكيف نقول إنّ هذه الرواية موضوعة.
    المرسل: شيماء حسن علي
    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.
    1- الأنبياء (ع) لا همَّ لهم في الدنيا وجمع تراثها، ولكن ربما حصل لسبب ما، أن يكون شيءٌ من تراث الدنيا في حوزتهم؛ ولذا فهم في الغالب لا يتركون لورثتهم شيئاً من تراث الدنيا، فهم لا يورثون، أي: إنّهم لا يهتمون بجمع شيء من تراث الدنيا لورثتهم.
    2- إنّ ما يورثونه الأنبياء (ع) من العلم والحكمة وخلافة الله في أرضه لمن يخلفهم من أوصيائهم، لا يترك لما يورثونه من تراث الدنيا لورثتهم قيمة مهما كان كبيراً عند المقارنة.
    3- ثم هل يصح في قضية فدك أن يرث المسلمون محمداً (ص)، ولا ترثه ابنته فاطمة (ع) ؟ فإن لم تصح وراثة فاطمة بنت محمد (ع) لأبيها محمد (ص) عندهم، فبأي آية من كتاب الله وبأي رواية عن رسول الله (ص) صححوا وراثتهم بأجمعهم لرسول الله (ص) ؟ وكيف صححوا وراثة عائشة لحجرة رسول الله (ص)، وجعلوا من حقها أن تسمح بدفن أبيها وعمر فيها ، وتمنع دفن الحسن بن فاطمة (ع) بنت رسول الله (ص) فيها ؟ فإن كانت الحجرة تورث، فلفاطمة (ع) حصة فيها وللحسن (ع) حصة من أمه فاطمة (ع)، فكيف منعته وبأي حق منعته عائشة أن يدفن في ملكه ؟!
    4- قال تعالى: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ﴾.
    وقال تعالى في قصة زكريا (ع): ﴿وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً﴾.
    فماذا أراد الله بهذه الآيات ؟ ماذا ورث سليمان من داود ؟ وماذا ورث يحيى من زكريا عليهم السلام ؟
    فهل أنّ بني إسرائيل ورثوا تراث داود وزكريا دون سليمان ويحيى (ع) ؟! والله يقول: ﴿وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾.
    وإن قالوا: إنّها النبوة والعلم والحكمة وخلافة الله في أرضه فقط لا غير. إذن كيف تقمَّصوا الخلافة دون الحسن والحسين وهما ولدي رسول الله (ص) من فاطمة ؟ وقد ورث هذه الخلافة الإلهية عيسى (ع)من داود (ع)، وهو ولده من مريم (ع)، والله يقول: ﴿ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ .
    وكيف تقمصوها دون علي (ع) ؟ وقد تيقنوا أنّها في ولد هاشم خاصّة من ذرية إبراهيم (ع) بعد أن بعث محمد (ص) إن كانوا مؤمنين ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً﴾.
    وكيف تقمصوها دون علي (ع) وهو أعلمهم وأحكمهم، إن كان فيهم من يحمل شيئاً من العلم والحكمة ؟
    على كل حال فإنّ الله سبحانه بيَّن أنّ الأنبياء (ع) يوَرِّثون ويورَثون، وكيفما فسّروا هذه الوراثة تبيّن بطلان تنحيتهم لعلي والحسن والحسين (ع) وبطلان اغتصابهم لحق فاطمة (ع).
    ]
    الجواب المنير عبر الاثير ج2 سؤال110

    *

    [ ثم هم يصححون ما ورد عن رسول الله (ص): (إنّ فاطمة (ع) سيدة نساء العالمين) ثم لا يجدون حرجاً في تصحيح عمل عمر وجماعة من المنافقين في الهجوم على بيت فاطمة (ع)، حتى إنّهم يفتخرون بأشعارهم بما فعله عمر من الهجوم على دار فاطمة (ع) فلذة كبد محمد (ص)، وهذه أبيات لحافظ إبراهيم المعروف بشاعر النيل:
    وقولـه لعلي قـالها عمر أكرم بسامعها أعظم بملقيها
    حرقتُ دارك لا أبقي عليك بها إن لم تبايع و بنت المصطفى فيها
    ما كان غير أبي حفص يفوه بها أمام فارس عدنان وحاميها
    وأنا أقول لحافظ إبراهيم صدقت في هذا، ما كان أحد يجرؤ على حرق بيت فاطمة (عليها السلام)؛ لأنّه بيت محمد (ص)، إلاّ عمر أبو حفصة، وصدقت ياحافظ إبراهيم عندما وصفت عمر في صدر بيتك:
    قد كنت أعدى أعاديها فصرت لها بنعمة الله حصناً من أعاديها
    فأنت صادق في هذا، فقد كان عمر أعدى أعداء رسول الله (ص)، ولكن متى كان عمر حصناً من أعاديها ؟
    هل عندما فر في أحد وهو يصرخ بالمسلمين ويخذّلهم عن نصرة رسول الله، وترك رسول الله (ص) وعلياً (ع) في أرض المعركة ؟
    أم لما رجع عن فتح خيبر خوفاً من اليهود وهو يجبن أصحابه ؟
    أم أنّك تراه حصناً من أعاديها لما هجم على بيت فاطمة بنت محمد (ص) وعصرها خلف الباب وأسقط جنينها وضربها، وأراد حرق دارها ؟؟
    نحن لم نسمع أنّ عمر بارز الفرسان أو قتل الشجعان من كفار قريش وغيرهم، ولكننا سمعنا وأيقنا أنّ عمر قتل فاطمة بنت محمد (ص) وجنينها المحسن (ع)، والله تعالى يقول: ﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾، فهل من عاقل فينقذ نفسه من النار. ولا أقول إلا كما قال رسول الله (ص): (إنّ المفتتن ملقى حجته حتى تلقيه فتنته في النار).
    ]
    الجواب المنير عبر الاثير ج2 سؤال111

    *

    [ أبتاه لم يبقوا من الإسلام إلا اسمه ورسم من القرآن ……
    وحتى الاسم والرسم لم يسلما
    فما عاد عندهم مَنْ كَسَرَ ضلع الزهراء
    وأسقَطَ جنينها وضَرَبَها بالسوط ابن صهاك الملعون
    ولم يعد عندهم هذا اللعين يمثل الجبت والطاغوت وأصل كل فرعون
    ]
    مقدمة المتشابهات ج4

    *

    [ فهذا شبيه عيسى (ع) يلبسونه تاجاً من الشوك وهم يسخرون منه قبل صلبه، وعلي (ع) يُكسَر باب داره ويُكسَر ضلع زوجته الزهراء (ع) ويُجر من داره والسيوف مشرعة بوجهه، وموسى بن جعفر (ع) الذي حدد فدكاً بأنها الملك وخلافة الله في أرضه يسجن حتى الموت، ]
    اضاءات من دعوات المرسلين ج3 ق2 ص14

    *

    [ ونُحي وصي رسول الله (ص) علي بن أبي طالب (ع)، وأوذي هو والزهراء (عليهما السلام)، وماتت (ع) أثر اقتحام عمر وجماعة من المنافقين دارها لإجبار الإمام علي (ع) على مبايعة أبي بكر، وضربها بالسوط وضغطها بين الحائط والباب حتى كسر ضلعها ونبت المسمار في صدرها وأسقط جنينها. ووردت على أبيها مظلومة، مقهورة من قوم كانوا يسمعون النبي (ص) يقول ما معناه: (إنّ الله يغضب لغضب فاطمة).
    فتعساً للقوم لما انتهكوا من حرم الله، واستخفوا بخيرة خلقه: ﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ﴾.
    هذا والنبي (ص)لم يترك المسلمين في حياته دون أن يوجههم إلى القيادة من بعده، وإلى الأوصياء من ولده (ع)، حيث أمره الله سبحانه بذلك.
    ]
    العجل ج1 ص70

    *

    [ في ذكرى شهادة الزهراء (ع)..
    كان (ع) مريضاً بسبب ذكرى شهادة الزهراء (ع) في أحد الأعوام، فقال: (هو مرض يصيبني في بعض مصائب آل محمد (ع) وهو من نعم الله، الحمد لله رب العالمين).
    فقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، الحمد لله وقد جعل القتل لكم عادة وكرامتكم من الله الشهادة، عظم الله لك الأجر مولاي وأجزل لك العطاء بكل آهة وحسرة.
    فقال (ع): (هذه كلمة لأمير المؤمنين (ع) لم تمرّ عليّ يوماً إلا وأبكتني أنقلها لك لعلك تنتفع بها: "إنا لله وإنا إليه راجعون، قد استرجعت الوديعة، وأخذت الرهينة، واختلست الزهراء، فما أقبح الخضراء والغبراء يا رسول الله ") ]
    كتاب مع العبد الصالح ج1 ص102














    *تم بفضل الله *
    الحمد لله وحده لا شريك له الذي وفقني لكي انقل القليل مما ورد بحق فاطمة ع تلك المرأة المباركة سيدة نساء العالمين ... والحق أقول لكم انني ممن جرب وتأكد بفضل الله بأن فقط نية العمل في ما يُرضي الله سبحانه وتعالى تورث الكثير .....
    ففي الحقيقة قبل ان اتخرج بعدة سنين أي بداية دخولي الجامعة كنت قد وعدتُ ان ابحث واتحقق بنفسي بخصوص مظلومية فاطمة الزهراء ع لأن امرها واضح لكل ذي بصر ... فلاحظت ان لمجرد هذه النية الله وفقني ورزقني الايمان ببشارة رسول الله ص أحمد ...وأصبحت من انصار الامام المهدي ع من اتباع اليماني الموعود أحمد الحسن ع لمجرد نية العمل ! والحمد لله وحده ...
    اسأل الله ان يهدي الكثير من عباده لما يُحب ويرضى ..









  • eham13
    عضو نشيط
    • 30-06-2015
    • 647

    #2
    رد: بلى قد قُهرت فاطمة بضعة محمد ص ...

    السلام عليكم انصار الله ,, تم بفضل الله عمل تقرير عما جرى لسيدة نساء العالمين بالاعتماد على مصادر العامة ,,وماسطرته انامل انصار الامام المهدي ع ..
    وكان سبب عملي للتقرير هو أنني قد عاهدت ان اكتب عن مظلومية الزهراء ع وكان من ثمرات نية العمل في سبيل الله ولأجل ابراز مظلومية فاطمة بنت محمد ص ان وفقني الله للايمان ببشارة رسول الله ص المهدي الذي يولد آخر الزمان عند أهل السنة واليماني الموعود عند الشيعة ...

    اسأل الله ان يوفقني العام القادم لأن أعمل كتيب بخصوص مظلومية فاطمة الزهراء ع

    Comment

    • ثورة اليماني
      مشرف
      • 07-10-2009
      • 1068

      #3
      رد: بلى قد قُهرت فاطمة بضعة محمد ص ...

      احسنتم جزاكم الله خير الجزاء
      عظم الله اجوركم
      قال الامام أحمد الحسن (ع) : أيها الناس لا يخدعكم فقهاء الضلال وأعوانهم ، إقرؤوا ، إبحثوا ، دققوا ، تعلموا ، واعرفوا الحقيقة بأنفسكم ، لا تتكلوا على أحد ليقرر لكم آخرتكم فتندموا غداً حيث لا ينفعكم الندم ، وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ، هذه نصيحتي لكم ، ووالله إنها نصيحة مشفق عليكم ، رحيم بكم ، فتدبروها وتبينوا الراعي من الذئاب .

      Comment

      • eham13
        عضو نشيط
        • 30-06-2015
        • 647

        #4
        رد: بلى قد قُهرت فاطمة بضعة محمد ص ...

        احسن الله اليكم انصار الله , واجركم اعظم ان شاء الله ..
        نسأل الله ان يقبلنا عنده ولا يستبدل بنا غيرنا ....رَّبَّنَآ إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًۭا يُنَادِى لِلْإِيمَـٰنِ أَنْ ءَامِنُوا۟ بِرَبِّكُمْ فَـَٔامَنَّا ۚ رَبَّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّـَٔاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلْأَبْرَارِ

        Comment

        Working...
        X
        😀
        🥰
        🤢
        😎
        😡
        👍
        👎