إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من صلاة الجمعة في حسينية انصار لامام المهدي ع في الكاظمية المقدسة بتاريخ (10) جمادي الاول 1437 هـ. ق تحت عنوان هل خلقنا للعبادة.

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • شيخ نعيم الشمري
    عضو جديد
    • 05-03-2013
    • 94

    جانب من صلاة الجمعة في حسينية انصار لامام المهدي ع في الكاظمية المقدسة بتاريخ (10) جمادي الاول 1437 هـ. ق تحت عنوان هل خلقنا للعبادة.

    جانب من صلاة الجمعة في حسينية انصار لامام المهدي ع في الكاظمية المقدسة بتاريخ (10) جمادي الاول 1437 هـ. ق تحت عنوان هل خلقنا للعبادة.

    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلي اللهم على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

    تناولنا في الجمع السابقة عدة نقاط لها علاقة في الهدف من خلق الانسان والغاية التي يجب ان يصار اليها وناقشنا الاطروحات والافهام الموجودة التي يعتقد بها البعض وبينا باطلها اما في هذه الجمعة المباركة سوف نناقش فهم اخر وهو ما صوره البعض وتصوره البعض الاخر وهو ان الانسان خلق لاجل العبادة و التسبيح والتقديس فقط بمعنى ان الهدف من خلق الانسان هو تطبيق الفرائض ليس الا . كان الله محتاجا الى عبادتنا.
    لذا على الانسان ان يسال نفسه هل ان الله محتاج الى عبادتنا وطاعتنا ام انه غني عن العالمين ؟؟ الله سبحانه وتعالى غني عنا وعن عبادتنا وطاعتنا، لا تنفعه طاعتنا ولا تضره معصيتنا، بل نحن بحاجة إلى الله ونحن الفقراء إلى الله: ((يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَاء إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلْغَنِىُّ ٱلْحَمِيدُ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُـمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَمَا ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ)) فاطر:15-

    كما و جاء في الحديث القدسي عن النبي ص (..... ، يَا عِبَادِيْ إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوْا ضَرِّيْ فَتَضُرُّوْنِيْ وَلَنْ تَبْلُغُوْا نَفْعِيْ فَتَنْفَعُوْنِيْ، يَاعِبَادِيْ لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوْا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فَيْ مُلْكِيْ شَيْئَاً. يَا عِبَادِيْ لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوْا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِيْ شَيْئَاً،............ ، يَا عِبَادِيْ إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيْهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيْكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرَاً فَليَحْمَدِ اللهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُوْمَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ)

    ونجد امير المؤمنين ع يبين هذه الحقيقة في أوّل خطبة المتّقين : حيث قال « امّا بعد فانّ الله سبحانه وتعالى خَلَقَ الْخَلْقَ حِينَ خَلَقَهُمْ غَنِيّاً عَنْ طَاعَتِهِمْ آمِناً مِنْ مَعْصِيَتِهِمْ، لأنه لاَ تَضُرُّهُ مَعْصِيَةُ مَنْ عَصَاهُ، وَلاَ تَنْفَعُهُ طَاعَةُ مَنْ أَطَاعَهُ )بحار الانوار ج64 ص315 ) رواه الكلينى في الكافى ج 2 ص 226 باب المؤمن وعلاماته وصفاته مع اختلاف

    فلم يكن غرضه تعالى من الخلق والإيجاد جلب المنفعة له ودفع المضرّة عنه كما هو شأن البشر حيث يعملون ما يفتقرون إليه ويرفعون به ما بهم من نقص وحاجة، وأمّا اللّه الحيّ القيّوم فهو الغنىّ الكامل المطلق في ذاته وصفاته وأفعاله:قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾1


    قال أمير المؤمنين عليه السلام )والله تعالى لم يخلق ما خلقه لتشديد سلطان ولا تخوّف من عواقب زمان ولا استعانة على ندّ مثاور ولا شريك مكائر ولا ضدّ منافر ....)

    و جاء في الزيارة الجامعة : « فنطقت شواهد صنعك فيه بانّك أنت الله الذي لا إله إلاّ أنت ابتدعته لا من شيء ولا على شيء ولافي شيء ولا لوحشة دخلت عليك إذ لا غيرك ولا حاجة بدت لك في تكوينه ولا لاستعانة منك على الخلق بعده ... ».
    فالله تبارك وتعالى هو الغني المطلق ونحن الفقراء اليه فمن تصور او صور ان الله خلق الانسان وفضله على جميع المخلوقات وسخر له كل شئ لاجل تسبيحه وعبادته فقط فهو متوهم لان السموات والارضين ومن فيهن يسبح الله قال تعالى

    (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ سورة الحشر: 24

    ﴿ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ*وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ﴾ سورة الرحمن: 6-7

    ﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴾ سورة الإسراء: 44

    ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴾ سورة النور: 41

    فالنجم يسبح الله والشجر يسبح الله والطير يسبح الله وما من شئ الا ويسبح الله لكن لا نفقه تسبيحهم (كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ) اذن السماوات والارضين وما فيهن وما بينهن يصلي ويسبح الله ولوا كان الهدف من خلق الانسان هو التسبيح والتقديس فكل شئ يسبح الله بل ولا يفتر عن تسبيحه سبحانه فالملائكة كانت وما زالت تسبح الله وتقدسه وتنزهه(وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ) الشورى 5
    رغم هذا خلق ادم ع وامر الملائكة بالسجود له قال تعالى : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ، قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ، قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) ..

    فالملائكة ايضا تصوروا ان الانسان خلق لاجل التسبيح والتقديس والعبادة فقط فكان منهم ما كان من الاعتراض على خلافة ادم ع لانهم لا يعلمون.
    فاعتراض الملائكة على المخلوق الجديد كمن قال ان الله خلق الانسان ليعبده ويسبحه ويقدسه فقط .
    فلا يتصور الانسان الذي فضله الله على الموجودات ان الهدف من خلقه هو التسبيح والعبادة اقصد بذلك الحركات الظاهرية التي يؤديها الانسان في صلاته بين قائم وقاعد وراكع وساجد وهو لا يعلم حقيقة ما يفعل وما هو حقيقة الصلاة او من يصوم شهر رمضان وهو لا يعلم حقيقة الصوم او من يحج بيت الله وهو لايعلم حقيقة الحج فكل هذه الفرائض التي فرضها الله على الانسان المسلم وامره ان يؤديها بعلم ومعرفة لا ان تكون حركات فقط
    ولو كانت هذه الحركات هي الهدف من خلق الانسان وبها يصل الانسان الى الغاية التي خلق من اجلها لما ورد عن رسول الله ص ذما لمن طبق فرائض الله بهواه او دون معرفة
    قال رسول الله (ص): - كم من قائم ليس له من قيامه إلا العناء. والله لنوم على يقين أفضل من عبادة أهل الارض من المغترين.)خصائص الائمةص87

    فالرسول الاكرم الذي لا ينطق عن هوى قال ان هناك قائم يصلي بين يدي الله لكن ليس له من قيامه الا العناء وفي حديث اخر بين ص ان هناك اخر صائم لكن ليس له من صيامه الا الجوع والعطش

    قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ): رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر).وسائل الشيعةص10

    وقال رسول الله (ص): - كم من صائم ليس له من صيامه إلا الظمأ.) خصائص الائمةص87
    فمثل هذا الشخص هو صائم في نظر الناس لكن عند الله ليس له حظ من صيامه الا الظما اما فريضة الحج فالكثير اليوم يذهبون الى حج بيت الله لكن الله يصف حجهم بانه مكاءا وتصدية (وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواالْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ﴾(الانفال 35
    وقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه واله وسلم: ‏يأتي على الناس زمان يحج أغنياء أمتي للنزهة وأوسطهم للتجارة وقراؤهم للرياء والسمعة وفقراؤهم للمسألة "

    لانهم ذهبوا الى حج بيت الله بدون معرفة فحالهم كحال من كان في زمن الجاهلية فاهل الجاهلية كانوا يحجون ويلبون لكن تلبيتهم لم تعدُ التصفيق والتصفير(وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواالْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ﴾(الانفال 35
    فالقائم بين يدي الله وليس له من قيامه الا العناء اما ان يكون قيامه رئائا او عجبا فالمرائي يقف بين يدي الله بجسده لكن قلبه ونيته لغير الله فهو ممن يخادع الله والله خادعه
    روي عن النبي ص انه قال :إنّما النجاة في أن لا تخادعوا الله فيخدعكم، فإنّهُ من يخادع الله، يخدعه ويخلع منه الايمان، ونفسه يخدع لو يشعر فقيل له: وكيف يخادع الله؟ قال صلى الله عليه وآله وسلّم : «يعمل بما أمر الله ثمَّ يريد به غيره(.
    فالعبادات لا تقبل إلا إذا كانت خالصة لله تعالى سواء كانت صلاة أوغير ذلك، لأن الإخلاص ركن من أركان قبول العمل الصالح، قال الله تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ {البينة: من الآية5}،

    واعلم أن العمل لغير الله أقسام فتارة يكون الرياء محضا بحيث لا يراد به سوى مراءاة المخلوقين لغرض دنيوي كحال المنافقين في صلاتهم كما قال تعالى:
    ( وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلا{اًالنساء: 142}.
    وتارة اخرى يكون العبد قد أشرك في نيتهِ مع الله غرضاً آخر لا يصح إشراكه، كمن يجيد أداء صلاته ويطيلها بمحضر الناس، ولا يفعل ذلك في خلوته.
    قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: «إنَّ أخوف ما أخاف عليكم: الشرك الأصغر» قالوا: وما الشرك الأصغر؟ قال: «الرياء، يقول الله عزّ وجلّ يوم القيامة للمرائين اذا جازى العباد بأعمالهم: إذهبوا الى الذين كنتم قراؤون لهم في الحياة الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم الجزاء»( جامع السعادات، ج2 ، ص: 135.

    وقال صلى الله عليه وآله وسلّم: «لا يقبل الله تعالى عملاً فيه مثقال ذرةٍ من رياء» جامع السعادات، ج2 ، ص: 135
    وقال صلى الله عليه وآله وسلّم : «سيأتي على الناس زمان تخبث فيه سرائرهم وتحسن فيه علانيتهم طمعاً في الدنيا لا يريدون به ما عند ربهم، يكون دينهم رياء لا يخالطهم خوف، يعمهم الله بعقاب فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجيب لهم». جامع السعادات ، ج2 ص: 135.

    وقال صلى الله عليه وآله وسلّم : «أشد الناس عذاباً يوم القيامة من يرى الناس أن فيه خيراً ولا خير فيه». ميزان الحكمة ، ج4 ص:

    وقال صلى الله عليه وآله وسلّم : «إنّ الجنة تكلّمت وقالت: إنّي حرام على كل بخيل ومراء». الأخلاق والآداب الاسلامية، ص: 216.
    ـ وقال أمير المؤمنين عليه السلام : «إعلموا أن يسير الرياء شرك». ميزان الحكمة ، ج4 ، ص: 28.
    وقال عليه السلام : «كل رياء شرك، إنّه من عمل للناس، كان ثوابه على الناس، ومن عمل لله كان ثوابه على الله».

    قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : «إنّ المرائي ينادى عليه يوم القيامة، يافاجر، يا غادر، يامرائي، ضلّ عملك وحبطك أجرك، اذهب فخذ أجرك ممن كنت تعمل له».
    فالرياء اذن من حيث الظاهر يأخذ شكل العمل الصالح، لأَنه من أعمال الخير العبادية، أو غيرها، التي لا يشك في صلاحها، ومن حيث الباطن والجوهر يأخذ جوهر وباطن العمل الطالح لانه اريد به غير الله تعالى.

    روي أن عابدا في بني إسرائيل سأل الله تبارك وتعالى فقال : يارب ما حالي عندك؟ أخير فأزداد في خيري أو شر فاستعتبك قبل الموت؟ قال : فأتاه آت فقال له ليس لك عند الله خير ، قال : يارب وأين عملي؟ قال : كنت إذا عملت خيرا أخبرت الناس به ، فليس لك منه إلا الذي رضيت به لنفسك تمام الخبر.
    لذا كم من قائم ليس له من قيامه الا العناء لانه لم يعمل عملا خالصا لله .
    اما العجب
    فالعجب هو الزهو بالنفس ، واستعظام الأعمال والركون إليها ، وإضافتها إلى النفس مع نسيان إضافتها إلى المُنعم سبحانه وتعالى . وكثيراً ما يقرن الرياء بالعجب من باب الإشراك بالخلق ، فالمرائي لا يحقق قوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ } والمعجب لا يحقق قوله :{ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فمن حقق قوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ } خرج عن الرياء ومن حقق قوله : { وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} خرج عن الإعجاب )).
    لذا على المصلي ان يقولها بعلم ومعرفة لابجهل فتكون الفاظ فقط فيقول اياك نستعين وهو مستعين بنفسه لا بربه لانه معجب بعمله وصلاته فيفسد عمله وهو يحسب انه يحسن صنعا.
    عنْ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ (عَلَيهِ السَّلام) قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْعُجْبِ الَّذِي يُفْسِدُ الْعَمَلَ فَقَالَ الْعُجْبُ دَرَجَاتٌ مِنْهَا أَنْ يُزَيَّنَ لِلْعَبْدِ سُوءُ عَمَلِهِ فَيَرَاهُ حَسَناً فَيُعْجِبَهُ وَيَحْسَبَ أَنَّهُ يُحْسِنُ صُنْعاً وَمِنْهَا أَنْ يُؤْمِنَ الْعَبْدُ بِرَبِّهِ فَيَمُنَّ عَلَى الله عَزَّ وَجَلَّ وَلله عَلَيْهِ فِيهِ الْمَنُّ.) اصول الكافي ج2 باب العجب

    عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عَلَيهِ السَّلام) قَالَ أَتَى عَالِمٌ عَابِداً فَقَالَ لَهُ كَيْفَ صَلاتُكَ فَقَالَ مِثْلِي يُسْأَلُ عَنْ صَلاتِهِ وَأَنَا أَعْبُدُ الله مُنْذُ كَذَا وَكَذَا قَالَ فَكَيْفَ بُكَاؤُكَ قَالَ أَبْكِي حَتَّى تَجْرِيَ دُمُوعِي فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ فَإِنَّ ضَحِكَكَ وَأَنْتَ خَائِفٌ أَفْضَلُ مِنْ بُكَائِكَ وَأَنْتَ مُدِلٌّ إِنَّ الْمُدِلَّ لا يَصْعَدُ مِنْ عَمَلِهِ شَيْ‏ءٌ.) اصول الكافي ج2 باب العجب
    فالعجب هو الداء الذي اصاب ابليس لعنه الله حيث اغتر بعمله الطويل واعجب بنفسه وبعد ان طرد من رحمة الله وتوعد بين يدي الله حيث (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ(
    فمن اسلحته التي يردي بها بني ادم في هاوية الجحيم هو العجب
    عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عَلَيهِ السَّلام) قَالَ قَالَ رَسُولُ الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه) بَيْنَمَا مُوسَى (عَلَيهِ السَّلام) جَالِساً إِذْ أَقْبَلَ إِبْلِيسُ وَعَلَيْهِ بُرْنُسٌ ذُو أَلْوَانٍ فَلَمَّا دَنَا مِنْ مُوسَى (عَلَيهِ السَّلام) خَلَعَ الْبُرْنُسَ وَقَامَ إِلَى مُوسَى فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ مُوسَى مَنْ أَنْتَ فَقَالَ أَنَا إِبْلِيسُ قَالَ أَنْتَ فَلا قَرَّبَ الله دَارَكَ قَالَ إِنِّي إِنَّمَا جِئْتُ لأسَلِّمَ عَلَيْكَ لِمَكَانِكَ مِنَ الله قَالَ فَقَالَ لَهُ مُوسَى (عَلَيهِ السَّلام) فَمَا هَذَا الْبُرْنُسُ قَالَ بِهِ أَخْتَطِفُ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ فَقَالَ مُوسَى فَأَخْبِرْنِي بِالذَّنْبِ الَّذِي إِذَا أَذْنَبَهُ ابْنُ آدَمَ اسْتَحْوَذْتَ عَلَيْهِ قَالَ إِذَا أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ وَاسْتَكْثَرَ عَمَلَهُ وَصَغُرَ فِي عَيْنِهِ ذَنْبُهُ ) اصول الكافي ج2 باب العجب

    وقال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): قال الله (عز وجل) لداود (عليه السلام): «يا داود بشّر المذنبين وأنذر الصدّيقين، قال: كيف أبشّر المذنبين وأنذر الصدّيقين؟ قال: يا داود بشّر المذنبين أنّي أقبل التوبة وأعفو عن الذنب، وأنذر الصدّيقين ألاّ يُعجبوا بأعمالهم، فإنّه ليس من عبد أنصبه للحساب إلاّ هلك» اصول الكافي ج2 باب العجب
    لذا ورد عن النبي ص - كم من قائم ليس له من قيامه إلا العناء. والله لنوم على يقين أفضل من عبادة أهل الارض من المغترين.)خصائص الائمةص87

    ويبقى السؤال المطروح : اذا لم نخلق عبثا ولم نخلق للدنيا ولم نخلق لنعمر الارض ولم نخلق لنتكامل جسمانيا ولم نخلق لتادية الحركات الظاهرية في عبادتنا فقط فما هو الهدف الحقيقي من خلق الإنسان؟
    نترك بيان هذا الامر الى الجمعة القادمة ان شاء الله تعالى .
    والحمد لله وحده
    الشيخ نعيم الشمري
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎