إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

• جانب من صلاة الجمعة في حسينية انصار لامام المهدي ع في الكاظمية المقدسة بتاريخ 25 ربيع الثاني 1437 هجري قمري تحت عنوان الهدف من خلق الانسان الحلقة 2 هل خلقنا

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • شيخ نعيم الشمري
    عضو جديد
    • 05-03-2013
    • 94

    • جانب من صلاة الجمعة في حسينية انصار لامام المهدي ع في الكاظمية المقدسة بتاريخ 25 ربيع الثاني 1437 هجري قمري تحت عنوان الهدف من خلق الانسان الحلقة 2 هل خلقنا


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين وصلي اللهم على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

    تكلمنا في الجمعة السابقة عن الهدف من خلق الانسان وما هي الغاية التي يجب ان يصار اليها وسبب طرحنا لهذا الموضوع هو ما نشهده من افهام عند اصحاب الدين الواحد التي كان سببها تضييع الغاية التي يجب ان يصار اليها .
    واشرنا في الجمعة السابقة الى امرين مهمين وهما هل ان الله خلق الخلق عبثا وحاشاه بمعنى ان الخلق لاهدف له ولا غاية والامر الاخر ما صوره البعض بان الله خلقنا للدنيا أي لجمع المال وامتلاك العقار .
    وفي هذه الجمعة سنسلط الضوء على الفهم الثالث وهو ان الله خلقنا لاجل اشباع الغرائز وملئ المعدة أي ان سعيه للشهوات فقط فلا هدف ولا غاية من الخلق.
    طبعا مما يؤسف له ان تجد الانسان الذي قال فيه تعالى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً {70} الإسراء
    وقال تعالى {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ...(سورة إبراهيم:34-34)

    فقد كرم الله جل جلاله بني آدم وسخر لهم وحملهم في البر والبحر ورزقهم من الطيبات وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا. واذا بهذا الانسان الذي فضله الله وكرمه يلهث وراء شهواته ونزواته لا فرق بينه وبين البهائم فالبهائم لاهم لها الا اشباع غرائزها من الاكل والشرب والجماع.

    السؤال بماذا فضل الله الانسان وكرمه على غيره ؟؟؟
    وما هو سبب تكريم و تفضيل بني ادم على سائر المخلوقات؟؟؟؟
    هل تفضيل الانسان وتكريمه على غيره لانه ياكل بيده وسائر الحيوانات بالفم كما يقول البعض ام كرّمهم بالنطق كما صور البعض الاخر ام كرّمهم بتعديل القامة وامتدادها، ام بحسن الصورة الظاهرية ام بتسليطهم على سائر الخلق، وتسخير سائر الخلق لهم)
    فعلى العاقل ان يسال نفسه بماذا كرمنا الله وفضلنا على سائر المخلوقات؟؟؟
    وما هو سبب التكريم والتفضيل ؟؟؟

    هل يعقل ان سبب التفضيل والتكريم والتسخير هو تعديل القامة او النطق او الاكل باليد ام ان هناك سبب اخر لتفضيل بني ادم على سائر المخلوقات.

    فالسبب الحقيقي هو ان الله كرم وفضل هذا المخلوق البشري على كثير من خلقه كرّمه بخلقته على تلك الهيئة، بهذه الفطرة التي تجمع بين الطين والنفخة، فتجمع بين الأرض والسماء في ذلك الكيان وكرمه بالاستعدادات التي أودعها في فطرته، ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ الروم : 30.

    والتي استأهل بها ( أي الفطرة ) الخلافة في الأرض، قال تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ) الاعراف 11


    وبما أنّ فطرة آدم، أو الإنسان بشكل عام تؤهّله لمعرفة أسماء الله بمقام أعظم بكثير من مقام الملائكة، وبأفق أبعد، كان لآدم ع أفضلية على الملائكة،

    قال تعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33))البقرة

    فكان انقياد الملائكة وطاعتهم لآدم، واعتباره قبلة لهم يعرفون منها ما يمكنهم من أسماء الله أمراً حتمياً، بسبب أفضليته التي لا تتغير، إلا إذا أزرى الإنسان بنفسه فان ازرى بنفسه اصبح دون البهائم .
    لان الحق سبحانه اودع الانسان مؤهلات دون سائر المخلوقات، وأودع الغرائز والحاجات العضوية في الإنسان والحيوان، فإن غلّب الإنسان عقله على غرائزه ارتقى لأرقى من درجة الملائكة، وإن غلّب غرائزه على عقله انحط لأسفل من البهائم،
    قال تعالى: ﴿أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾ [الفرقان: 44] .

    ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾ [الأعراف: 179] .

    دعونا نتفكر قليلا في الآيات العظيمة أعلاه، والتي يبين الله جل جلاله فيها الفرق بين من يعقلون ويفقهون بقلوبهم وأبصارهم وآذانهم... وبين الآخرين ممن لا يفقهون ولا يبصرون ولا يسمعون صورهم الله جل جلاله بأنهم كالأنعام بل هم أضل سبيلا من الأنعام!!!

    ولوا قارنا بين الانعام وبين الذين لايسمعون ولا يعقلون لوجدنا ان الانعام خلقها الله ولم يكلفها لكنها تسبح الله.
    اما الانسان الذي فطره الله على معرفته واودعه المؤهلات للمعرفة والرقي وكرمه وفضله وسخر له كل شئ واذا به يضيع حضه ويلهث وراء شهواته كالبهائم بل اضل منها لان البهائم تسبح الله وصاحب المؤهلات ضيع حظه لذاوصفهم سبحانه (أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾ [الأعراف: 179] .
    فالانعام تمتلك ثلاثة ارواح ( روح الحياة وروح القوة وروح الشهوة )

    ومن تتوفر فيه هذه الارواح الثلاثة فهو حيوان قادر على التعاطي مع محيطه بذكاء بحسب حال دماغه الجسماني ويشترك الانسان مع الحيوان بهذه الارواح الثلاثة ( روح الحياة وروح القوة وروح الشهوة )
    لكن ما يميز الانسان عن الحيوان هو روح الايمان او الروح الانسانية التي بثها الله في نبيه ادم ع وحث الانسان على تحصيلها فمن سعى وحصل على روح الايمان كان انسانا يفقه ويعي ويعقل ومن سلبت منه روح الايمان بسبب انغماسه بالشهوات فلا فرق بينه وبين الحيوان بل ان الحيوان افضل منه لان الحيوان غير مكلف وغير مؤهل ويسبح الله
    عن الحسن بن جهم عن ابى عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام قال في الانبياء والاوصياء خمسة ارواح روح البدن وروح القدس وروح القوة و روح الشهوة وروح الايمان وفى المؤمنين اربعة ارواح .......روح البدن وروح الشهوة وروح القوة وروح الايمان وفى الكفار ثلاثة ارواح روح البدن وروح القوة وروح الشهوة ثم قال روح الايمان يلازم الجسد ما لم يعمل بكبيرة فإذا عمل كبيرة فارقه الروح .وروح القدس من سكن فيه فانه لا يعمل بكبيرة ابدا. (بصائر الدرجات محمد بن الحسن الصفار ص467

    عن جابر قال: سألت أبا جعفر ع عن الروح قال يا جابر ان الله خلق الخلق على ثلث طبقات وأنزلهم ثلث منازل وبيّن ذلك في كتابه حيث قال: " فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ "، فأما ما ذكر من السابقين فهم أنبياء مرسلون وغير مرسلين جعل الله فيهم خمسة أرواح، روح القدس، وروح الإيمان، وروح القوة، وروح الشهوة، وروح البدن وبين ذلك في كتابه حيث قال {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) البقرة253 ثم قال في جميعهم وأيدهم بروح منه فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين وغير مرسلين، وبروح القدس علموا جميع الأشياء، وبروح الإيمان عبدوا الله ولم يشركوا به شيئّا، وبروح القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معايشهم، وبروح الشهوة أصابوا لذة الطعام ونكحوا الحلال من النساء، وبروح البدن يدب ويدرج، وأما ما ذكرت من أصحاب الميمنة فهم المؤمنون حقّا جعل فيهم أربعة أرواح: روح الإيمان، وروح القوة، وروح الشهوة، وروح البدن، ولا يزال العبد ..... ﺑﻬذه الأرواح الأربعة حتى يهمّ بالخطيئة فإذا همّ بالخطيئة زين له روح الشهوة وشجعه روح القوة وقاده روح البدن حتى يوقعه في تلك الخطيئة،فإذا لامس الخطيئة انتقص من الإيمان وانتقص الإيمان منه، فإن تاب تاب الله عليه، وقد يأتي على العبد تارات ينقص منه بعض هذه الأربعة وذلك قول الله تعالى: " {وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا‏}‏ ‏[‏سورة الحج‏:‏ آية 5‏]‏ "
    فتنتقص روح القوة ولا يستطيع مجاهدة العدو ولا معالجة المعيشة، وينتقص منه روح الشهوة فلو مرت به أحسن بنات آدم لم يحن إليها، وتبقى فيه روح الإيمان ورح البدن فبروح الإيمان يعبد الله وبروح البدن يدب ويدرج حتى يأتيه ملك الموت، وأما ما ذكرت أصحاب المشئمة فمنهم أهل الكتاب، قال الله تبارك وتعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }البقرة146
    عرفوا رسول الله والوصي من بعده وكتموا ما عرفوا من الحق بغيّا وحسدّا فيسلبهم روح الإيمان، وجعل لهم ثلاثة أرواح:
    روح القوة، وروح الشهوة، وروح البدن، ثم أضافهم إلى الأنعام فقال إ(ِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً }الفرقان44 لان الدابه انما تحمل بروح القوة وتعتلف بروح الشهوه ويسير بروح البدن ) بصائر الدرجات محمد بن الحسن الصفار ص465

    هذا هو حال الانسان الذي فضله الله تبارك وتعالى اذا ازرى بنفسه وانكب على الشهوات يكون كالانعام وهناك اية في كتاب الله بينت هذا الامر باوضح بيان
    قال تعالى ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6 في سورة {التين

    تدبر في قوله تعالى (( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) ومن (ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ) واستثنى الذين امنوا وعملوا الصالحات بل وجازاهم سبحانه (فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ)
    فخلق الانسان في احسن تقويم لا تعني الشكل الجسماني أي الصورة الظاهرية ولا تعني اعتداله واستواء شبابه كما قال البعض خلق كل ذي روح مكبا على وجهه إلا الإنسان فإنه تعالى خلقه مديد القامة

    قال الامام احمد الحسن ع في كتابه وهم الالحاد ص 140

    في بيان قوله تعالى ((( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)
    احسن تقويم لا يعني الشكل والقدرة الجسمانية احسن تقويم أي ان الانسان خلق على صورة الله وصورة الله ليست صورة جسمانية او مثالية صورة الله أي تجلي اسماء الله فمعنى ان الانسان مخلوق على صورة الله أي انه مفطور ليظهر اسماء الله في الخلق ويكون الله في الخلق كل انسان مؤهل ليكون كذلك اهلته روح القدس المتجلية في النفس الانسانية ولكن هناك من يضيعون حظهم فيعودون الى اصلهم باختيارهم

    (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ ۚ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ( .المائدة 60
    هذه هي الحقيقة الله اعطى الانسان كل انسان المفتاح الرئيسي الذي يفتح كل الابواب والذي يثبت انسانيته فيمكنه ان يفتح الابواب واحدا بعد الاخر لينتقل من نور الى نور اعظم منه حتى يصل الى مواجهة النور الذي لا ظلمة فيه .

    ويمكنه ايضا بكل بساطة ان يلقي المفتاح الى الارض ويعود الى حيوانيته وبهيميته والتي بها يمسي يساوي القرد كما في النص القراني (وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ)
    لا ظلم في ساحة الله فالنار هي الدنيا لمن اختاروها وطلبوا الخلود فيها ...........من طلب الخلود الدنيوي سيعطى امنيته ويبقى حيث اراد فقط سيكشف عنه الغطاء ليرى الحقائق كما هي (لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُو)الانبياء 13

    الله عادل في كل شئ بل هو محسن وكريم الى درجة لا يمكننا ان نفهما وليس عادلا فقط لهذا فهو لا يؤذي احدا بل اشد عقوبته هي ان يعطي الانسان اختياره الذي عادة يكون فيه هلاكه الابدي فمعنى قوله تعالى( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ(البقرة 65
    وقوله تعالى (((قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ ۚ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ( .المائدة60
    وقوله تعالى ( فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ الاعراف 166
    أي انهم القوا المفاتيح من ايديهم وخسروا الروح الانسانية التي بثها الله في ابيهم ادم ع وحثهم على تحصيلها ولم تبق لهم الا الروح الحيوانية فعادوا الى اصولهم حيوانات وبهائم لا يكادون يفقهون قولا .
    عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن علم العالم، فقال لي: يا جابر إن في الانبياء والاوصياء خمسة أرواح: روح القدس وروح الايمان وروح الحياة وروح القوة وروح الشهوة، فبروح القدس يا جابر عرفوا ما تحت العرش إلى ما تحت الثرى، ثم قال: يا جابر إن هذه الاربعة أرواح يصيبها الحدثان إلا روح القدس فإنها لا تلهو ولا تلعب.) الكافي ج1 ص 272
    فمن ليس فيه روح الايمان او من تسلب منه روح الايمان تبقى له ثلاثة ارواح او ثلاثة جهات للروح وهذه هي نفس جهات انفس الحيوانات فلا تكون له ميزة على القردة والخنازير والحقيقة ان مسخهم هو عبارة عن عودتهم الى اصولهم وحقائقهم التي لم يرغبوا الانتقال عنها واختاروا البقاء فيها بارادتهم فخاطبهم الله في القران ابقوا كما انتم قردة :
    (فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ(البقرة 65
    (وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ) المائدة60
    وقال تعالى ﴿أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾ [الفرقان: 44] .

    هذه الايات يمكنك ان تفهم منها ان بعضا من الذين لهم جسم انسان يقول الله عنهم انهم قردة وخنازير وانعام بل اضل سبيلا وان اردت تفسيرا لمعنى ( اضل سبيلا ) بمصاديق حيوانية يمكن ان اقول لك مثلا ديدان بدائية وصراصر وخنافس وعقارب فهناك اذن تطور روحي او نفسي فهذا الكائن الذي له جسم انسان ممكن ان يرتقي ويتطور روحيا حتى يكون انسانا وتكون له روح الايمان وروح القدس.

    وممكن ان يتردى حتى تكون له فقط ارواح حيوانية كالقرد بل ربما في ادنى مستوايتها كالديدان التي ربما لا تتعدى ادراكاتها الفتحات الموجودة في اجسامها فتحة للطعام وفتحة للخروج وفتحة للجنس وهكذا يمكن ان يكون الانسان في بعض الاحيان وللاسف)) . كتابه وهم الالحاد ص 140

    لذا فمن احسن تقويم الى اسفل سافلين (ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ) لماذا لانه تخلى عن انسانيته وعاد الى حيوانيته فالانسان الذي يكون همه بطنه وفرجه لا فرق بينه وبين البهائم اجلكم الله لان البهائم هما بطنها وفرجها والله سبحانه وتعالى وصفهم بذلك قال تعالى (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ)محمد آية 12.
    -قال الإمام علي (عليه السلام): أمقت العباد إلى الله سبحانه من كان همته بطنه وفرجه) غرر الحكم: 3294، 9642.

    -
    عنه (عليه السلام): ما أبعد الخير ممن همته بطنه وفرجه ().غرر الحكم: 3294، 9642.
    قال امير المؤمنين عليٌّ عليه السلام : من كانَت هِمَّتُهُ ما يَدخُلُ بَطنَهُ ، كانَت قِيمَتُهُ ما يَخرُجُ مِنهُ . غرر الحكم : 8830
    والحمد لله وحده
    الشيخ نعيم الشمري

Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎