إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة18ربيع الثاني1437، 29 1 2016(من علم الامام ع–لباس المصلي)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • hmdq8
    عضو نشيط
    • 10-08-2011
    • 450

    جانب من خطبة الجمعة18ربيع الثاني1437، 29 1 2016(من علم الامام ع–لباس المصلي)

    الخطبة الاولى:
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله، الحمدلله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
    رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله

    في يوم من الأيام كان مجموعة من زملائي من أهل السنة جالسين يتكلمون بأمور في الدين، فقلت لهم لدي أية اريد أن أعرف إن تعرفون ماذا تعني، فقرأت لهم الأيات...

    (فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ * قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ * قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ * قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ * قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ * قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ * فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) [سورة يوسف 70 - 76]

    كيف يتهم النبي يوسف ع أخوته بأنهم سارقون وهو من وضع السقاية في رحلهم ويقول أنه زعيم بذلك ؟ طبعا لم يجب أحد ، وبين أحدهم أنه لماذا تتعمق بهذه الامور ومن هذه الكلمات. نقرأ ان شاء الله كيف بينها الامام عليه السلام.

    اضاءات من دعوات المرسلين ج3 ق2 [ ﴿فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ﴾.
    في هذه الآية اتهم يوسف أخوته بالسرقة وعلى رؤوس الأشهاد ﴿أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ﴾، ويمكن القول إنه أراد أنهم سرقوه هو من أبيه، إلا أنه يجب الالتفات إلى أنهم أخذوا يوسف من أبيه بإذنه ﴿أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾، فإنه وإن كان يوسف أراد بتآمر أخوته لإبعاده عن أبيه بأنه سرقة، ولكنه أراد مع هذا سرقة أعظم وأخطر من هذه.
    ثم إن يوسف (ع) حدد المسروق ﴿قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ * قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ﴾، فالمسروق إذن محدد (صواع الملك)، والمتهم: (إخوة يوسف (ع))، والسؤال هنا: كيف يتهم يوسف (ع) إخوته بسرقة صواع الملك، وهو يعلم أنهم لم يسرقوه، بل هو من وضعه في رحل أخيه بنيامين ؟ ويوسف لا يقف عند هذا الحد، بل يؤكد بأنه هو من يتكفل أمر اتهامهم بالسرقة ﴿وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ﴾، ثم يدافع إخوة يوسف عن أنفسهم أنهم لم يأتوا أرض مصر للسرقة، ولم يكونوا سارقين فيما مضى أو معروفين بهذا الخُلق السيء ﴿قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ﴾.
    ويعود يوسف (ع) إلى التعريض بهم ويتهمهم هذه المرة بالكذب، فإن لم تكونوا جئتم هذه المرة للسرقة، فأنتم فيما مضى (كنتم سارقين)، فماذا أراد يوسف (ع) بـ (صواع الملك لا السقاية) !؟ ومن هو الملك صاحب الصواع ؟
    الحقيقة أنّ يوسف (ع) لم يتهمهم، بل هو متيقن أنهم سارقون، وبالتحديد كما قال هو (ع): صواع الملك، بل وكما بيَّن في قوله: ﴿كُنْتُمْ كَاذِبِينَ﴾ رداً على قولهم: ﴿وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ﴾، والآن نعود إلى ما تقدم من مسيرة يوسف (ع) لنعرف ماذا أراد يوسف (ع) بالصواع، ومن هو الملك صاحب الصواع، وكيف أن يوسف هو المخوَّل بالصواع والكيل به للناس دون غيره ﴿وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ﴾، أو لو كان السؤال هكذا: ماذا سرق إخوة يوسف (ع) فيما مضى من مسيرته ؟
    ربما لا يصعب الآن معرفة أن الصواع هو الولاية، أو قل خلافة الله في أرضه التي هي مقام أو منصب يوسف (ع) كونه وصي يعقوب (ع)، فقد سرقوا مقام يوسف (ع) ومنعوه أن يكيل للناس الهداية إلى الحق ومعرفة الحقيقة، أما صاحب الكيل الذي استخلف يوسف (ع) فهو الله سبحانه (الملك).
    إذن، فاتهام يوسف (ع) لإخوته كان في مكانه، فهم سارقون وبالتحديد صواع الملك سبحانه وتعالى، وبالتحديد من يوسف (ع) المستخلف عليه.
    وكلام الأنبياء (ع) والملائكة (ع) وهم ينظرون إلى ملكوت السماوات فهم يريدون بكلامهم ما في ملكوت السماوات، فكلامهم عن الحقائق وما هو معتبر عند الله سبحانه وتعالى، فالناس ينظرون إلى الدنيا والأنبياء ينظرون إلى الآخرة، لأنها محط نظر الله، فكلامهم في هذه الدنيا في كثير من الأحيان يريدون به الآخرة وما يتعلق بها، لأنها محط نظر الله (وإن الله لم ينظر إلى عالم الأجسام منذ خلقه). ]

    وفي إحدى مجالس العزاء جلست بقرب أحد اقاربي، فأخزت جزء من ختمة القرأن وقرأتها، ومن ضمن الأيات حادثة ال99 نعجة، فقرأتها له، فقلت له هل تعرف ما هذه الأيات وماهي قضيتها ؟ فلم يعرف الجواب، فبدأت اقول له جواب الامام ع، ثم سألني من أين لك هذا الكلام هذا كلام جميل، فقلت له هذا كلام رسول ووصي الامام المهدي ع الامام أحمد الحسن ع. نقرأ لكم الايات وبيانها من الامام ع...

    اضاءات من دعوات المرسلين ج3 ق2 [ وإذا انتقلنا إلى حادثة أخرى ربما تتوضح الصورة أكثر في مسيرة يوسف (ع).
    قال تعالى في قص حادثة امتحان داود (ع): ﴿وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ * إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ * قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ * فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ * يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ﴾.
    وهنا يجب الالتفات إلى أن التسوّر أي عبور الجدار لا يصح على من يقف في المحراب، لأنه ليس سوراً بل داخل بيت العبادة.
    ثم إنّ مكان داود (ع) كان عليه حراسة شديدة، فلا يمكن اجتيازها؛ لأنه من ضمن الحرس ملائكة الله. ولذا فداود (ع) فزع منهم وهم طمئنوه ﴿قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ﴾. وكون المحراب (مكان الصلاة) هو مكان ظهور الخصمين، يدل على أنهما أتيا من جهة الله سبحانه وتعالى، أي من الغيب فهما ملكان وليسا إنسانين. فتسورهما من الآخرة إلى الدنيا من جهة العبادة (المحراب).
    فالسؤال: كيف يدَّعي ملك أنه يملك نعاجاً، ومال الملائكة ومال النعاج ؟ ولماذا اختصما وما هي خصومتهما ؟
    إذن، القضية ليست قضية نعاج، كما يتوهم من يسمع قصة الملكين مع داود (ع)، فالملائكة معصومون ولا يمكن أن يكون كلامهم فيه كذب، كما أنهم من عالم الملكوت فلا يمكن أن يكونوا رعاة أغنام ويختصمون في نعجة.
    والحقيقة، أن الملكين جاءا لامتحان داود (ع)، كما أمرهم الله سبحانه وتعالى وأحدهما خُلِق من تسعة وتسعين اسماً من أسماء الله سبحانه وتعالى، (إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة)، فالملائكة خُلقوا من أسماء الله، كما قدمت فيما مضى من المتشابهات، وكل اسم جناح ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، والثاني خُلق من اسم واحد من أسماء الله غير التسعة والتسعين، وتحت كل من هذين الملكين ملائكة، فهما قادة لملائكة دونهم، فصاحب التسعة والتسعين اسماً يقود تسعة وتسعين نوعاً من الملائكة، لأنه يعرف أسماءهم، ولا أقصد بالاسم هنا اللفظ أو المعنى، بل حقيقة الاسم الممكنة للمخلوق. وهذا الملك طلب من الملك الآخر أن يعلمه ويعرفه حقيقة اسم الملك الذي يقوده هو، وهذا يستلزم معرفة اسم الله الذي خلق منه الملك، وبما انه - أي الملك صاحب التسعة والتسعين اسماً - لم يكن مخلوقاً من هذا الاسم، فهو غير قادر على معرفته، لأن فطرته لم يودع فيها هذا الاسم. إذن، فهو غير قادر على قيادة الملك الذي يقوده الملك الثاني والذي خُلق من اسم يجهله الملك الأول.
    وقد طلب الملك الأول من الملك الثاني تعريفه الاسم بأمر الله ﴿لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ﴾.
    وعبّر الملك عن الملائكة التسعة والتسعين وعن الملك الذي يقوده بالنعاج؛ لأن الأغنام هي أكثر الحيوانات المرعية سلاسة في القيادة وطاعة لراعيها وقائدها، كما أن الملائكة سلسو القيادة ولا يعصون قائدهم، وهذا هو أسلوب إيصال العلم من الملكوت إلى هذا العالم الجسماني، وهو عملية التمثل بما هو موجود في هذا العالم، ليسهل فهم المعلومة والخبر الملكوتي، كما هو حال الرؤيا التي يريها الملائكة (ع) لإنسان، فهم يستخدمون هذه الأمور النعاج للتعبير عن الرعية والأتباع، والشمس والقمر للتعبير عن الهادي، والشاي للتعبير عن الهم، وهكذا يستخدمون رموزاً من هذا العالم الجسماني لبيان المعاني، فالنعاج ترمز إلى ملائكة يقودهم هذان الملكان.
    هذا بالنسبة لكلام الأنبياء والملائكة، أما القرآن فهو كلام الله سبحانه وتعالى والله ليس كمثله شيء، فكلامه سبحانه ليس ككلام البشر ولا تجري عليه قواعد كلام البشر، بل كلامه سبحانه ليس كمثله كلام كما أنه ليس كمثله شيء. ]

    هذا والحمدلله رب العالمين
    (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [سورة الناس : 6-1]


    ***


    الخطبة الثانية:
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمدلله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله

    في الخطبة السابقة انتهينا من بيان المقدمة الثالثة في كتاب الصلاة في شرائع الاسلام، والتي كانت في القبله وبينا (القبلة – في المستقبل – ما يستقبل له – أحكام الخلل)، ان شاء الله اليوم ندخل في المقدمة الرابعة وهي (لباس المصلي)، فيقسمها الامام ع لثمان نقاط أو امور (احكام جلد الميتة ـ احكام ما لا تحله الحيا ـ احكام الفرو ـ احكام الحرير- احكام الثوب المغصوب ـ احكام لبس الحذاء في الصلاة ـ باقي احكام لباس المصلي ـ مسنونات لباس المصلي)، نبدأ ان شاء الله ببيان بعضها...

    شرائع الاسلام [ المقدمة الرابعة: في لباس المصلي وفيه مسائل:
    الأولى: لا يجوز الصلاة في جلد الميتة ولو كان مما يؤكل لحمه (1)، سواء دبغ أو لم يدبغ (2). وما لا يؤكل لحمه - وهو طاهر في حياته مما يقع عليه الذكاة (3) - إذا ذكي كان طاهراً، ولا يستعمل في الصلاة. ولا يفتقر استعماله في غيرها (4) إلى الدباغ، ولكن يكره استعماله قبل الدباغ. (5)
    الثانية: الصوف والشعر والوبر والريش مما يؤكل لحمه طاهر، سواء جز (6) من حي أو مذكى أو ميت، ويجوز الصلاة فيه. ولو قلع (7) من الميت غسل منه موضع الاتصال، وكذا كل ما لا تحله الحياة (8) من الميت إذا كان طاهراً في حال الحياة. وما كان نجساً في حال حياته (9) فجميع ذلك منه نجس، ولا تصح الصلاة في شئ من ذلك إذا كان مما لا يؤكل لحمه ولو أخذ من مذكى، إلا الخز الخالص (10) فتجوز الصلاة فيه، ولا تجوز في المغشوش منه بوبر الأرانب والثعالب.
    الثالثة: تجوز الصلاة في فرو السنجاب، ولا تجوز في فرو الثعالب والأرانب.
    الرابعة : لا يجوز لبس الحرير المحض للرجال ولا الصلاة فيه إلا في الحرب، فإنه يستحب وضع قطعة حرير على الصدر، وعند الضرورة كالبرد المانع من نزعه (11)، ويجوز للنساء مطلقاً (12). وفيما لا يتم الصلاة فيه كالتكة والقلنسوة (13) لا يجوز كذلك، ويجوز الركوب عليه (14) وافتراشه. ويكره الصلاة في ثوب مكفوف به. وإذا مزج بشيء مما يجوز فيه الصلاة (15) حتى خرج عن كونه محضاً جاز لبسه والصلاة فيه، سواء كان أكثر من الحرير أو أقل منه على كراهية. ]

    أحكام الشريعة
    (1) - (الحوزة) 1_الحيوان الذي فارق الحياة من دون ان يذبح
    2_الحيوان المذبوح على غير الطريقة الاسلامية
    ـ سواء كان ماكول اللحم كالغنم او غير ماكول اللحم كالاسد والنمر ـ فالصلاة في جلده لا تجوز , ومن صلى في جلد الميتة تكون صلاته باطلة.
    (2) - س/ وما معنى الدباغة ؟
    ج/ دَبَغَ الجلد: أي ليّنه بمادة معينة وأزال ما به من رطوبة ونتن وهيّأه للاستعمال.
    (الحوزة) فوائد الدباغة : تستعمل مادة في الدباغة , هذه المادة وظيفتها :
    ـ تساعد على جفاف الجلد وتمنع الرطوبة عنه
    ـ ازالة الرائحة الكريهة منه
    ـ تهيئته للاستعمال
    (3) - الذكاة (أي الذبح بالنحو المقرر شرعاً) كالأسود والنمور، إذا ذُكّي كان طاهراً، ولا يستعمل في الصلاة.
    (4) - كالجلوس عليه أو لبس ما هو مصنوع منه في غير الصلاة
    (5) - (الحوزة) بالنسبة للجلود المستوردة من بلدان اوروبية او الصين مثلا يحكم بنجاستها سواء اكانت مما يؤكل لحمه ام لا , ولا تجوز الصلاة فيها, الا اذا علمنا انها ذبحت على الطريقة الشرعية التي بينها يماني ال محمد ع .
    ينبغي التحرز عنها في غير الصلاة , لانها في حال وجود رطوبة فان النجاسة تسري منها الى بدن الشخص الذي يلامسها.
    (الاجوبة الفقهية صلاة س25) س/ وإذا كان الجلد الملبوس في الصلاة بنحوٍ لا تتم الصلاة فيه، كأن يكون ساعة أو حزام أو ما شابه، وكان من جلد الميتة أو من الحيوان غير المأكول اللحم، فهل يجوز الصلاة به ؟
    ج/ لا يجوز.
    (الاجوبة الفقهية صلاة) س24/ ما حكم نجاسة ما لا تتم فيه الصلاة كالجورب والحزام وغير ذلك ؟
    ج/ موجود الجواب في الشرائع: (ويجوز الصلاة فيما لا يتم الصلاة فيه منفرداً، وإن كان فيه نجاسة لم يعف عنها في غيره).
    (6) - جز (قص) من حي أو مذكى أو ميت، ويجوز الصلاة فيه.
    (7) - (الحوزة) ان اقتلع مع اصله اي موضع الحياة بين الشعرة والبدن من الميتة : ينبغي غسل الجزء الذي يصل الشعرة بالبدن وينقل لها الحياة , وازالة ما علق به من بدن الحيوان .
    (8) - كالقرن والسن وغيرها إذا كان الحيوان طاهراً في حال الحياة تجوز الصلاة فيه بعد غسل موضع الاتصال
    (9) - (الحوزة) كالكلب والخنزير : لا يحكم بطهارتها : لا تجوز فيها الصلاة
    (10) - (الاجوبة الفقهية صلاة س28) الخز هو: فراء حيوان القندس وفراء حيوان ثعلب الماء النهري وثعلب الماء البحري (قندس البحر)، ويمكن لبس فرائها (الخز) في الصلاة وإن لم تكن مذكاة، ويجوز لبس فرائها مع الجلد في الصلاة إن كانت مذكاة، وذكاتها كذكاة غيرها من الحيوانات ذات النفس السائلة.
    (الحوزة) الخز الخالص : نوع من الوبر يكسو جلد القندس وثعلب البحر والنهر : يجوز الصلاة فيه , ولا يجوز الصلاة فيه ان كان مغشوشا بوبر الارانب والثعالب لانها حيوانات غير ماكولة اللحم وبالتالي لا تجوز الصلاة في شيء منها.
    (الاجوبة الفقهية صلاة س26)س/ وإن شك في أنّ اللباس هل هو من شعر وصوف - وغير ذلك مما لا تحله الحياة - الحيوان المأكول اللحم أو من الحيوان غير المأكول، فهل يجوز الصلاة فيه ؟
    ج/ لا تجوز.
    (الاجوبة الفقهية صلاة س27)س/ وإذا لم يعلم أصل الفرو هل هو من السنجاب أو من غيره، فهل يجوز الصلاة فيه ؟
    ج/ لا يجوز.
    (11) - المحض (الخالص) للرجال، ولا الصلاة فيه إلا في الحرب، فإنه يستحب وضع قطعة حرير على الصدر، وعند الضرورة كالبرد المانع من نزعه.
    (12) - (الحوزة) عند الضرورة : مثال , اذا كان الرجل يلبس ثوب حرير وليس لديه غيره والجو بارد جدا , يجوز له لبسه ان لم يتمكن من نزعه.
    (12) - مطلقاً، في الصلاة وغيرها.
    (13) - كالتكة والقلنسوة (التي تغطي الرأس، كالقبعة في زماننا)
    (14) - جعله على السرج للركوب عليه
    (الحوزة) يجوز ركوب وافتراش الحرير كوضعه على سرج الدابة او مقاعد السيارة مثلا.
    (15) - كالقطن
    (الاجوبة الفقهية صلاة س30) س/ وهل يجوز أن يحمل الرجل الحرير في الصلاة ؟
    ج/ يجوز.
    (الاجوبة الفقهية صلاة س31) س/ وبالنسبة إلى الصبي: فهل تصح صلاته بلباس من حرير ؟
    ج/ تصح.
    (الاجوبة الفقهية صلاة س29) س/ وبمناسبة الحرير هناك سؤال يتعلق بالذهب: فهل يجوز للرجل أن يلبسه داخل الصلاة أو خارجها ؟
    ج/ لا يجوز.

    نتوقف عند هذا القدر، وفي الخطبة القادمة نكمل النقاط الأربع البقية بإذن الله، نختم بهذا الدعاء... هي مناجات الزاهدين استشهد بها الامام ع في كتاب التيه أو الطريق إلى الله وقال قبلها [ أورد هنا هذه المناجاة لعل الله يجعل فيها نجاتنا من مكائد الدنيا وخدعها ويوفق البعض لتدبّر معانيها أو لحفظها والدعاء بها على كل حال. ]

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( اِلـهي اَسْكَنْتَنا داراً حَفَرَتْ لَنا حُفَرَ مَكْرِها، وَعَلَّقَتْنا بِاَيْدِي الْمَنايا في حَبائِلِ غَدْرِها، فَاِلَيْكَ نَلْتَجِيءُ مِنْ مَكائِدِ خُدَعِها، وَبِكَ نَعْتَصِمُ مِنَ الاْغْتِرارِ بِزَخارِفِ زينَتِها، فَاِنَّهَا الْمُهْلِكَةُ طُلاّبَهَا، الْمُتْلِفَةُ حُلاّلَهَا، الْمحْشُوَّةُ بِالاْفاتِ، الْمَشْحُونَةُ بِالنَّكَباتِ، اِلـهي فَزَهِّدْنا فيها، وَسَلِّمْنا مِنْها بِتَوْفيقِكَ وَعِصْمَتِكَ، وَانْزَعْ عَنّا جَلابيبَ مُخالَفَتِكَ، وَتَوَلَّ اُمُورَنا بِحُسْنِ كِفايَتِكَ، وَاَوْفِرْ مَزيدَنا مِنْ سَعَةِ رَحْمَتِكَ، وَأجْمِلْ صِلاتِنا مِنْ فَيْضِ مَواهِبِكَ، وَاَغْرِسْ في اَفْئِدَتِنا اَشْجارَ مَحَبَّتِكَ، وَاَتْمِمْ لَنا اَنْوارَ مَعْرِفَتِكَ، وَاَذِقْنا حَلاوَةَ عَفْوِكَ، وَلَذَّةَ مَغْفِرَتِكَ، وَاَقْرِرْ اَعْيُنَنا يَوْمَ لِقائِكَ بِرُؤْيَتِكَ، وَاَخْرِجْ حُبَّ الدُّنْيا مِنْ قُلُوبِنا كَما فَعَلْتَ بِالصّالِحينَ مِنْ صَفْوَتِكَ، وَالاْبْرارِ مِنْ خاصَّتِكَ، بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ وَيا اَكْرَمَ الاْكْرَمينَ . ) مناجات الزاهدين

    هذا والحمدلله رب العالمين واستغفر الله لي ولكم
    (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) [سورة النصر 1 – 3]
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎