إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة 28 صفر 1437، 11 12 2015 (النبي محمد ص – مواقيت الصلاة 1)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • hmdq8
    عضو نشيط
    • 10-08-2011
    • 450

    جانب من خطبة الجمعة 28 صفر 1437، 11 12 2015 (النبي محمد ص – مواقيت الصلاة 1)

    الخطبة الاولى:
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله، الحمدلله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
    رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله

    عظم الله اجوركم بإستشهاد ال[ساجد الأول والعابد الأول والمسلم الأول والناطق إذا خرست الألسن في عرصات القيامة] (مع العبد الصالح ج1) محمد صلوات الله وسلامه عليه وآله، اسأل الله سبحانه وتعالى بحق هذه الفاجعة أن يعجل في هلاك دولة الظالمين وأن يمكن لقائم آل محمد ص.
    بذكرى استشهاد النبي محمد ص نقرأ ما قاله الامام ع في حياة النبي ص...

    اضاءات من دعوات المرسلين ج1 [ دعوة محمد (ص) دعوة شمولية عامة، فكأن فيها ما في دعوات جميع الأنبياء وزيادة، وهذا المعنى ورد في الحديث، فما في التوراة والإنجيل والزبور كله في القرآن، قال تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ﴾.
    فنجد الرسول (ص) وقف يقارع علماء ثلاث ديانات إلهية محرَّفة، هي الحنفية والمسيحية واليهودية، ومن الواضح أن الوقوف بوجه عالم إلهي منحرف سواء في العقيدة أو في التشريع وفق هواه، أصعب بكثير من الوقوف بوجه وثني أو ملحد لا يؤمن بوجود الله، وذلك لأن العالم الإلهي الضال يتأول كلام الله وفق هواه ويرسم العقائد الإلهية وفق هواه ويضع الحجج والمغالطات ليثبت أن باطله حق، فصاحب الفتنة مُلَقّى حجته، كما قال (ص): (كل مفتتن ملقى حجته إلى انقضاء مدته، فإذا انقضت أحرقته فتنته في النار).
    ومن هنا أقول: لو لم ينهض محمد (ص) بالدعوة الإسلامية، لما استطاع نبي غيره النهوض بها، فتحمل بأبي وأمي ما لم يتحمله بشر غيره، وقام بالدعوة يقارع علماء الضلالة والطواغيت المتسلطين على الناس، مرة بعلمه الذي لم يتحمله غيره سوى علي (ع) بابه، كما وصفه هو: (أنا مدينة العلم وعلي بابها)، ومرة أخرى يقارعهم بالقوة التي استمدها من توكله على الله الذي لم يعرف له مثيلاً، وقف في الطائف ممتلئاً بالألم على أحجار أدمت بدنه الشريف يناجي ربه بكلمات لا تزال ترتعش قلوب المؤمنين عند سماعها وتفيض أعينهم من الدمع: (إلهي إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، إلى من تكلني يارب المستضعفين وأنت ربي، إلى عدو ملكته أمري، أم إلى بعيد فيتجهمني، إن لم تكن غضبت عليَّ فلا أبالي …).
    محمد (ص) لا يبالي عندما يغري هؤلاء السفهاء صبيانهم ليرموه بالحجارة وتسيل من بدنه الدماء ويهان في سبيل الله، ولا يبالي إن كذبه الناس، ولكنه يتألم عندما لا يؤمنون، لأنه يرى جهنم مستقرة في نهاية الطريق الذي يسلكونه.
    وهكذا نهض محمد (ص) مرة يدعو إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ومرة يجادل بالتي هي أحسن، ومرة يقاتل الكفار والمنافقين ويغلظ عليهم ثلاثة وعشرين سنة، لم يعرف فيها رسول الله (ص) راحة ولا هوادة .. مواعظ وجدال وقتال ودعوة إلى الله حتى النفس الأخير، وفي أخر أيامه يخرج متكئاً على علي (ع) والعباس (ع)، ليحث الناس على القتال والخروج مع أسامة بن زيد، وفي نفس الوقت طاعة لربه وعبادة بالغ فيها حتى خاطبه الجليل: ﴿طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى﴾. وكرم وزهد في الدنيا، حتى قال (ص) للمسلمين: (والذي نفسي بيده لو كان لي مثل شجر تهامة نعماً لقسمته بينكم، ثم لا تجدوني كذوباً ولا جباناً ولا بخيلاً).
    ولم يأخذ من أموال الغنائم على كثرتها إلا القليل والكفاف، حتى اشتكتا حفصة وعائشة لضيق المعيشة، فنـزلت آيات الاستبدال المعروفة في القرآن، وياليت لنا اليوم مسلمين يقتدون ولو بمعشار سيرة محمد (ص)، إذن لظهر الإسلام على الدين كله.
    ودعوة الرسول محمد (ص) فيها كل ما في دعوات الأنبياء السابقين، فالدعوة بلين ورحمة، ثم الهجوم بشدة وقسوة، تكسير الأصنام، قتل أعداء الله، توعدهم بالأذى الدنيوي والأخروي. كان الرسول (ص) في غاية اللين والرحمة والرقة مع المؤمنين، وفي غاية الشدة والغلظة والقسوة مع الكافرين، وهذا الميزان الحق الإلهي لا يمكن أن تحتمل تناقضاته الظاهرية إلا نفس عظيمة كنفس محمد (ص)، نفس تحمل الجنة في يد والنار في اليد الأخرى، لتعرضها على الناس فتبشر المؤمنين وتنذر وتزجر وتهدد الكافرين، ﴿وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً﴾.
    وقال تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا * قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً﴾. ... ]

    بحار الانوار ج9 ص120 [ وفي قوله: " وقالوا لن نؤمن لك " قال ابن عباس: إن جماعة من قريش ... اجتمعوا عند الكعبة، وقال بعضهم لبعض: ابعثوا إلى محمد وكلموه وخاصموه، فبعثوا إليه أن أشراف قومك قد اجتمعوا لك، فبادر - عليه وآله صلوات الله وسلامه - إليهم ظنا منه أنه بدا لهم من أمره، وكان حريصا على رشدهم، فجلس إليهم فقالوا: يا محمد إنا دعوناك لنعتذر إليك، فلا نعلم قوما أدخل على قومه ما أدخلت على قومك، شتمت الآلهة، وعبت الدين، وسفهت الأحلام، وفرقت الجماعة، فإن كنت جئت بهذا لتطلب مالا أعطيناك، وإن كنت تطلب الشرف سودناك علينا، وإن كانت علة غلبت عليك طلبنا لك الأطباء! فقال صلى الله عليه وآله: ليس شئ من ذلك، بل بعثني الله إليكم رسولا وأنزل كتابا، فإن قبلتم ما جئت به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه أصبر حتى يحكم الله بيننا، قالوا: فإذا ليس أحد أضيق بلدا منا، فاسأل ربك أن يسير هذه الجبال ويجري لنا أنهارا كأنهار الشام والعراق، وأن يبعث لنا من مضى، وليكن فيهم قصي فإنه شيخ صدوق لنسألهم عما تقول أحق أم باطل؟ فقال: ما بهذا بعثت، قالوا: فإن لم تفعل ذلك فاسأل ربك أن يبعث ملكا يصدقك، ويجعل لنا جنات وكنوزا وقصورا من ذهب، فقال: ما بهذا بعثت وقد جئتكم بما بعثني الله تعالى به فإن قبلتم وإلا فهو يحكم بيني وبينكم، قالوا فأسقط علينا السماء كما زعمت أن ربك إن شاء فعل ذلك، قال: ذاك إلى الله إن شاء فعل، وقال قائل منهم: لا نؤمن لك حتى تأتي بالله والملائكة قبيلا، فقام النبي صلى الله عليه وآله وقام معه عبد الله بن أمية المخزومي ابن عمته عاتكة بنت عبد المطلب فقال: يا محمد - صلى الله عليه وآله - عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله، ثم سألوك لأنفسهم أمورا فلم تفعل، ثم سألوك أن تعجل ما تخوفهم به فلم تفعل، فوالله لا أؤمن بك أبدا حتى تتخذ سلما إلى السماء ثم ترقى فيه وأنا أنظر، وتأتي معك نفر من الملائكة يشهدون لك وكتاب يشهد لك. وقال أبو جهل: إنه أبى إلا سب الآلهة وشتم الآباء، وإني أعاهد الله لأحملن حجرا فإذا سجد ضربت به رأسه، فانصرف رسول الله صلى الله عليه وآله حزينا لما رأى من قومه فأنزل الله سبحانه الآيات. " حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا " ]
    ( ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا ( 89 ) وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا ( 90 ) أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا ( 91 ) أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا ( 92 ) أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا ( 93 ) وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا ( 94 ) قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا ( 95 ) قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم إنه كان بعباده خبيرا بصيرا ( 96 ) ) سورة الإسراء

    في ذكرى يوم رزية الخميس، من على صفحة الإمام أحمد الحسن (ع) على الفيسبوك بتاريخ 18.3.2013 [ ...وصية رسول الله محمد ص، التي وصفها بأنها الكتاب العاصم للأمة من الضلال حيث أراد رسول الله ص كتابتها لعامة الناس في الخميس – وهو في مرض الموت – فاعترض عمر وجماعته واتهم رسول الله ص بأنه يهجر (أي يخرف) فكانت رزية الخميس المشهورة وأعرض رسول الله ص عن كتابة الكتاب العاصم لمن رفضوه في الخميس ، وكتبه بعد ذلك لمن قبلوه في ليلة وفاته، والحمد لله حفظ هذا الكتاب علي ع ـ كاتبه ـ وولده الائمة ص واخرجوه للأمة ووصل للشيخ الطوسي رحمه الله ونقله في كتاب الغيبة ووصف رواته بأنهم خاصة أي شيعة مؤمنين وبهذا يثبت صدقهم حيث لم يثبت أي قدح فيهم وبهذا فالوصية صحيحة السند لمن يحتج بالسند كما انها مقرونة ومتواترة معنى وبهذا يثبت صحة صدورها وبما انها موصوفة بانها كافية - وحدها - لتعصم الأمة من الضلال فيمتنع ان يدعيها غير أصحابها المذكورين فيها لانه لو امكن ان يدعيها غير أصحابها فسيكون الله سبحانه وتعالى الذي وصفها بانها كافية – لوحدها - لتعصم من الضلال متهم إما بالكذب حيث اخبر بانها عاصمة من الضلال وهي ليست كذلك او الجهل بالغيب او العجز عن حفظها من ادعاء المبطلين حتى يدعيها صاحبها وحاشاه سبحانه عما يقول المبطلون.
    طوبى لمن تمسكوا بوصية الرسول محمد ص، والويل لمن حاربوا وصية رسول الله محمد ص في أول الزمان وحاولوا منعه من كتابتها وقالوا انه يهجر لان فيها اسم علي ص أول الوصيين،
    والويل لمن يقتفون اثرهم اليوم في محاربة الوصية وهم يتوسلون أي محاولة بائسة يجلبها نحسهم للطعن بوصية رسول الله محمد ص لان فيها إسم أحمد أول المهديين. ]

    نختم بهذه الابيات ان شاء الله...
    دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ
    عرج إلى ربه حتى خرق السماوات العلى
    عرج من غير معونةٍ أو مساعدةٍ من أحدِ
    ولم يدنُ منه جنٌ أو إنس أو حتى ملكِ
    عرج بإذن ربه وبلا حول ولا قوة إلا بهِ
    سبحانه من عظيمٍ ورحيمٍ ومن مصورِ
    لكن عندما واجه حبيبهُ محمدِ
    بأن يا محمد ( سبقت رحمتي غضبي )
    ( عفوك عفوك ) كان جواب المذنب المقصرِ
    نعم طلب العفو عندما سمع كلمات ربهِ
    ونحن كل يوم نذنب ونقصرِ
    ونرجوا من الله أعلى الرتبِ
    ولا نطلب عفوا ولا صفحا في مواجهتهِ
    يا عبدالله...
    يا عبدالله...
    يا واصفا نفسك وناسبها للعبودية له
    متى يكون فعلك كفعل محمدِ (ص) ؟!
    متى يكون فعلك كفعل محمدِ (ص) ؟!

    هذا والحمدلله رب العالمين
    (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)


    ***


    الخطبة الثانية:
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمدلله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله

    في الخطبة السابقة بدأنا في كتب الصلاة من كتاب شرائع الاسلام، وبينا المقدمة الاولى وهي أعداد الصلاة وبين ع أن المفروض منها ]صلاة اليوم والليلة، والجمعة، والعيدين، والكسوف، والزلزلة، والآيات، والطواف، والأموات، وما يلتزمه الإنسان بنذر وشبهه، وما عدا ذلك مسنون.[ وبينا الصلوات اليومية المفروضة ونوافلهما. واليوم ان شاء الله نتطرق للمقدمة الثانية وهي في مواقيت الصلاة.

    شرائع الاسلام [ المقدمة الثانية: في المواقيت والنظر في: مقاديرها، وأحكامها.
    أما الأول: فما بين زوال الشمس إلى غروبها وقت للظهر والعصر، وتختص الظهر من أوله بمقدار أدائها، وكذلك العصر من آخره، وما بينهما من الوقت مشترك. وكذا إذا غربت الشمس دخل وقت المغرب، وتختص من أوله بمقدار ثلاث ركعات، ثم تشاركها العشاء حتى ينتصف الليل للمختار والى طلوع الفجر للمضطر. وتختص العشاء من آخر الوقت بمقدار أربع ركعات. وما بين طلوع الفجر الثاني - المستطير في الأفق - إلى طلوع الشمس وقت للصبح.
    ويعلم الزوال بزيادة الظل بعد نقصانه، والغروب باستتار القرص، وانتظار ذهاب الحمرة من المشرق أفضل لحصول الاطمئنان بسقوط القرص. وخير الأعمال الصلاة في أول وقتها، وصلاة العشاء الأفضل تأخيرها حتى ذهاب الحمرة المغربية وصلاة العصر ساعة أو ساعتين عن زوال الشمس بحسب طول النهار وقصره.
    ووقت النوافل اليومية: للظهر من حين الزوال إلى نصف ساعة، وللعصر إلى ساعة ونصف أو ساعتين ونصف بحسب طول النهار، فإن خرج الوقت وقد تلبس من النافلة ولو بركعة زاحم بها الفريضة مخففة (1)، وإن لم يكن صلى شيئاً بدأ بالفريضة ثم يأتي بالنافلة. ولا يجوز تقديمها على الزوال إلا يوم الجمعة. ويزاد في نافلتها أربع ركعات اثنتان منها للزوال. ونافلة المغرب بعدها إلى ذهاب الحمرة المغربية بمقدار أداء الفريضة (2)، فإن بلغ بذلك ولم يكن صلى النافلة أجمع بدأ بالفريضة. وركعتان من جلوس بعد العشاء ، ويمتد وقتهما بامتداد وقت الفريضة، وينبغي أن يجعلهما خاتمة نوافله.
    وصلاة الليل بعد انتصافه، وكلما قرب من الفجر كان أفضل. ولا يجوز تقديمها على الانتصاف إلا لمسافر يصده جده، أو شاب يمنعه رطوبة رأسه (3) وقضاؤها أفضل (4)، وآخر وقتها طلوع الفجر الثاني. فإن طلع ولم يكن تلبس منها بأربع بدأ بركعتي الفجر قبل الفريضة حتى تطلع الحمرة المشرقية، فيشتغل بالفريضة (5). وإن كان قد تلبس بأربع تممها مخففة ولو طلع الفجر. ووقت ركعتي الفجر بعد طلوع الفجر الأول (6)، ويجوز أن يصليهما قبل ذلك، والأفضل إعادتهما بعده، ويمتد وقتهما حتى تطلع الحمرة، ثم تصير الفريضة أولى.(7)
    ويجوز أن يقضي الفرائض الخمس في كل وقت ما لم يتضيق وقت الفريضة الحاضرة، وكذا يصلي بقية الصلوات المفروضات (8)، ويصلي النوافل ما لم يدخل وقت فريضة، وكذا قضاؤها. ]

    (1) (أي يكمل صلاة النافلة بشكل مخفف بأن يكتفي بقراءة الفاتحة أو الفاتحة وسورة قصيرة معها ولا يطيل في قنوته)
    (2) س/ ووقت نافلة المغرب ما هو ؟
    ج/ بالنسبة إلى نافلة المغرب: فوقتها يمتد ما بعد صلاة المغرب إلى ما قبل ذهاب الحمرة المغربية بمقدار أداء الفريضة (أي صلاة العشاء)، فلو فرض أنّ وقت ذهاب الحمرة المغربية هو الساعة 7 مساء، وكان يحتاج إلى خمس دقائق لأداء صلاة العشاء، فهذا يعني أنّ وقت نافلة المغرب يمتد ما بعد صلاة المغرب إلى الساعة (6:55 مساء).
    س/ فإن بلغ ذلك الوقت ولم يكن قد صلى نافلة المغرب أو صلى بعضها، فما هو الحكم ؟
    ج/ إن لم يكن صلى نافلة المغرب كلها بدأ بالفريضة (أي صلاة العشاء) ثم أتى بنافلة المغرب بعدها، وإن كان قد صلى من النافلة ولو ركعة أكملها ثم أتى بالفريضة بعدها.
    (3) لمسافر يصدّه جده (أي المشي في الطريق ليلاً)، أو شاب يمنعه رطوبة رأسه (أي ثقل نومه).
    (4) س/ وهل الأفضل قضاء صلاة الليل بعد وقتها، أم تقديمها على منتصف الليل ؟
    ج/ قضاؤها أفضل من تقديمها على المنتصف.
    (5) س/ وبماذا يبتدئ لو أراد صلاة الليل وقد طلع الفجر الثاني (أي الصادق) ؟
    ج/ إن طلع الفجر الصادق ولم يكن قد تلبّس وصلى أربع ركعات من صلاة الليل، بدأ بنافلة الفجر (ركعتين) قبل الفريضة، ثم يأتي بالفريضة، وإن شاء قضى صلاة الليل بعدها. ويبقى حاله هكذا (أي يبدأ بنافلة الفجر قبل الفريضة) حتى تطلع الحمرة المشرقية، فإذا طلعت وأراد الصلاة فإنه يبدأ بالفريضة قبل النافلة، ثم إن أراد أتى بالنافلة وصلاة الليل بعدها.
    وإن كان قد صلى أربع ركعات من صلاة الليل تممها مخففة (أي يكتفي بقراءة الفاتحة أو الفاتحة وسورة قصيرة معها ولا يطيل في قنوته) ولو طلع الفجر، ثم أتى بالفريضة بعدها، وإن أراد الإتيان بالنافلة قبلها فيمكنه ذلك ما دام لم تطلع الحمرة المشرقية.
    (6) وأما الفجر الأول فليس كذلك وإنما هو صاعد في السماء وغير متصل ومنتشر بالأفق، ويسمى أيضاً بـ (الكاذب)؛ لأنّ الظلمة سرعان ما تعود بعده.
    (7) بمعنى أنه إذا طلعت الحمرة المشرقية يصلي الفريضة أداء ومن ثمَّ يصلي نافلة الفجر أداء إذا لم تشرق الشمس، أما إذا أشرقت الشمس بعد أن صلى الفريضة فيصلي نافلة الفجر قضاء إذا أراد.
    (8) كصلاة الآيات والأموات ما لم تتضيق الفريضة الحاضرة

    احكام الشريعة
    س/ وكيف يستطيع المكلف أن يميز بين الفجر الأول والثاني (الذي تترتب عليه بعض الأحكام كمعرفة دخول وقت صلاة الفجر والإمساك في الصيام) ؟
    ج/ الفجر الثاني هو المنتشر في الأفق والمتصل به، ويسمى أيضاً بـ (الصادق)؛ لأنه يُصدق ناظره عن الصبح بعده، وأما الفجر الأول فليس كذلك وإنما هو صاعد في السماء وغير متصل ومنتشر بالأفق، ويسمى أيضاً بـ (الكاذب)؛ لأنّ الظلمة سرعان ما تعود بعده.

    نتوقف عند مقادير المواقيت وفي الخطبة القادمة نتطرق لأسئلة من كتاب الاجوبة الفقهية تخص مقادير مواقيت الصلاة.
    نختم بهذا الدعاء ان شاء الله...

    اللهم وأحي بوليك القرآن، وأرنا نوره سرمدا لا ظلمة فيه، وأحي به القلوب الميتة، واشف به الصدور الوغرة، واجمع به الأهواء المختلفة على الحق وأقم به الحدود المعطلة، والأحكام المهملة، حتى لا يبقى حق إلا ظهر، ولا عدل إلا زهر، واجعلنا يا رب من أعوانه، وممن يقوي سلطانه، والمؤتمرين لأمره والراضين بفعله، والمسلمين لأحكامه، وممن لا حاجة به إلى التقية من خلقك. أنت يا رب الذي تكشف السوء، وتجيب المضطر إذا دعاك، وتنجي من الكرب العظيم، فاكشف الضر عن وليك، واجعله خليفتك في أرضك كما ضمنت له. اللهم ولا تجعلنا من خصماء آل محمد، ولا تجعلنا من أعداء آل محمد، ولا تجعلني من أهل الحنق والغيظ على آل محمد، فاني أعوذ بك من ذلك، فأعذني وأستجير بك فأجرني. اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعلني بهم فائزا عندك في الدنيا والآخرة ومن المقربين.

    هذا والحمدلله رب العالمين واستغفر الله لي ولكم
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (1) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ واسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3).
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎