إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

معركة صفين و التحكيم برفع المصاحف صفر ١ / ١٣ صفر

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • راية اليماني
    مشرف
    • 05-04-2013
    • 3021

    معركة صفين و التحكيم برفع المصاحف صفر ١ / ١٣ صفر

    معركة صفّين و التحكيم برفع المصاحف

    بعد انتصار الامام علي (عليه السلام) على الناكثين في حرب الجمل بالبصرة، بدأ (عليه السلام) بتعزيز جيشه للتوجّه إلى الشام لتصفية الفئة الباغية التي يرأسها معاوية بن أبي سفيان (لعنه الله).

    زمان ومكان المعركة

    بدأت معركة صفّين في الأوّل من صفر 37 او 38 ه.ق، وصفّين منطقة بين الشام والعراق.

    عدد الجيش

    جهّز معاوية جيشاً عدده (130) ألف مقاتل من الشاميين، وجهّز الإمام علي (عليه السلام) جيشاً عدده (135) ألف مقاتل من الكوفيين، منهم (100) مقاتل ممّن قاتل مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) في معركة بدر الكبرى، كعمّار بن ياسر، وحزيمة بن ثابت، وسعد بن قيس، وعبد الله بن عباس وغيرهم.

    مساعي الإمام علي(عليه السلام)

    بعث أمير المؤمنين (ع) بوفد ثلاثي إلى معاوية يذكّره الله، ويدعوه إلى التقوى والورع، فكان جواب معاوية: ليس عندي إلاّ السيف.
    ثمّ دعا الإمام علي(عليه السلام) معاوية إلى المبارزة، حقناً لدماء الآخرين، ولكن معاوية رفض خشية على نفسه من بطشة الإمام(عليه السلام).

    خُلق الإمام علي(عليه السلام)

    نزل معاوية بمَن معه عند نهر الفرات في وادي صفّين الوسيع، واستولى على الماء، ونزل الإمام علي(عليه السلام) في ذلك الوادي أيضاً، وقد منع معاوية أهل العراق أن يشربوا من ماء الفرات ولو قطرة واحدة، فأضرّ بهم وبدوابهم العطش، ولمّا لم تنفع محاولات أمير المؤمنين(عليه السلام) لبلوغ الماء بالحسنى، اضطرّه الأمر إلى استعمال القوّة لإنقاذ عشرات الأُلوف ممّن كانوا معه من الموت عطشاً.
    ولمّا تمّت له السيطرة على الماء حاول بعض الأصحاب إقناع الإمام علي (عليه السلام) أن يقابلهم بالمثل، فأبى ذلك أشدّ الإباء، وأتاح لمعاوية وجيشه، الذين هددّوه قبل ساعات قليلة بالموت عطشاً، أن يردوا الماء ويشربوا أسوة بأصحابه.

    عمّار تقتله الفئة الباغية

    لقد كان لاستشهاد عمّار بن ياسر في معركة صفّين الأثر الكبير في تضعضع جيش معاوية، بعد أن علموا بأنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قائل لعمّار بن ياسر: (يا عمّار، تقتلك الفئة الباغية).
    قال خزيمة بن ثابت: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: (تقتل عمّاراً الفئة الباغية).
    وقال عبد الله بن سلمة: رأيت عمّاراً يوم صفّين شيخاً كبيراً آدم طوالا، أخذ الحربة بيده ويده ترعد ويقول: والذي نفسي بيده، لقد قاتلت هذه الراية مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) ثلاث مرّات، وهذه الرابعة.
    وقال محمّد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت: ما زال جدّي ـ يعني خزيمة ـ كافاً سلاحه يوم الجمل حتّى قتل عمّار بصفّين، فسلّ سيفه فقاتل حتّى قُتل.

    ليلة الهرير

    هي الليلة التي كان البرد فيها قارصاً إلى الحدّ الذي كان يسمع للجنود هرير كهرير الكلب، وبالإضافة إلى البرد في هذه الليلة فقد اشتدّ القتال بين الجيشين، بحيث قتل الإمام علي(عليه السلام) في يومه وليلته خمسمئة وثلاثة وعشرون رجلاً، وكان(عليه السلام) إذا قتل رجلاً كبّر.
    وكان لمالك الأشتر فيه نصيب كبير، فكان يقول: إنّ هؤلاء القوم لا يقاتلونكم إلاّ عن دينكم ليميتوا السنّة، ويحيوا البدعة، ويعيدوكم في ضلالة قد أخرجكم الله عزّ وجل منها بحسن البصيرة، فطيبوا عباد الله أنفساً بدمائكم دون دينكم، فإنّ ثوابكم على الله، والله عنده جنّات النعيم، وإنّ الفرار من الزحف فيه السلب للعزّ والغلبة على الفيء، وذل المحيى والممات، وعار الدنيا والآخرة.
    وفي ليلة الهرير كان الأشتر يضرب ضرباته بكلّ قوّة حتّى اخترق صفوف أهل الشام، وأجرى حولهم عمليات الالتفاف والتطويق، فانكشفت غالب صفوفهم، وكادوا ينهزمون، حتّى وصل الأشتر إلى قرب خيمة معاوية بن أبي سفيان (لعنه الله ) فعند ذلك رفع أهل الشام المصاحف فوق الرماح.

    رفع المصاحف و التحكيم

    كان تحكيم الحكمين في صفر في الثالث عشر منه.
    لمّا رأى معاوية بن أبي سفيان انتصارات جيش الإمام علي(عليه السلام) على جيشه، وقد قرب منه القائد مالك الأشتر مع مجموعته، دعا عمرو بن العاص إلى خطّة للوقوف أمام هذه الانتصارات.
    فقام عمرو بن العاص بخدعة، حيث دعا جيش معاوية إلى رفع المصاحف على أسنّة الرماح، ومعنى ذلك أنّ القرآن حكماً بيننا، أراد من ذلك أن يخدع أصحاب الإمام علي(عليه السلام)، ليقفون عن القتال ويدعون الإمام علي(عليه السلام) إلى حكم القرآن.
    و جاء زهاء عشرين ألف مقاتل من جيش الإمام(عليه السلام) حاملين سيوفهم على عواتقهم، وقد اسودّت جباههم من السجود، يتقدّمهم عصابة من القرّاء الذين صاروا خوارج فيما بعد، فنادوه باسمه لا بإمرة المؤمنين: يا علي، اجب القوم إلى كتاب الله إذا دُعيت، وإلاّ قتلناك كما قتلنا ابن عفّان، فو الله لنفعلنّها إن لم تجبهم.
    فقال(عليه السلام): (عباد الله، إنّي أحقّ من أجاب إلى كتاب الله، ولكن معاوية وعمرو بن العاص وابن أبي معيط ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، وإنّي اعرف بهم منكم، صحبتهم أطفالاً وصحبتهم رجالاً، فكانوا شرّ الأطفال وشرّ الرجال، إنّها كلمة حقّ يُراد بها باطل، إنّهم والله ما رفعوها، إنّهم يعرفونها ولا يعملون بها، ولكنّها الخديعة والوهن والمكيدة، أعيروني سواعدكم وجماجمكم ساعة واحدة، فقد بلغ الحقّ مقطعه، ولم يبق إلاّ أن يقطع دابر الذين ظلموا).
    ثمّ قال(عليه السلام) لهم: (ويحكم أنا أوّل مَن دعا إلى كتاب الله، وأوّل مَن أجاب إليه..ولكن قد اعلمتكم انهم قد كادوكم وانهم ليسوا العمل بالقران يريدون....)
    وجاء الاشعث بن قيس الى الامام علي عليه السلام فقال يا امير المؤمنين ما أرى الناس الا وقد رضوا وسرهم ان يجيبوا القوم الى ما دعوهم اليه من حكم القران فان شئت اتيت معاوية فسألته مايريد ونظرت مالذي يسأل .
    قال: أئتيه إن شئت فأتاه فسأله ... فقال معاوية : لنرجع نحن وانتم الى ما امر الله به في كتابه, فابعثوا منكم رجلا ترضون به ونبعث منا رجلا,ثم ناخذ عليهما ان يعملابما في كتاب الله لايعدوانه ,ثم نتبع ما اتفقنا عليه.
    فانصرف الى الامام علي عليه السلام فاخبره بالذي قال , وقال الناس قد رضينا وقبلنا ...ولما اراد الناس عليا على ان يضع حكمين
    قال لهم الامام علي عليه السلام :
    ان معاوية لم يكن ليضع لهذا الامر احد هو اوثق برأيه ونظره من عمرو بن العاص ,وانه لايصلح للقرشي الا مثله فعليكم بعبد الله بن عباس فارموه به , فان عمرو بن العاص لايعقد عقدة الا حلها عبد الله, ولايحل عقدة الا عقدها ولا يبرم امرا الا نقضه ولا ينقض امرا الا ابرمه.
    فقال الاشعث : لاوالله لايحكم فيها مضريان حتى تقوم الساعة ولكن اجعله رجلا من اهل اليمن اذ رجعوا رجلا من مضر
    فبعثو الى ابي موسى الاشعري وقد اعتزل بارض من ارض الشام واعتزل القتال ... فجاء ابو موسى حتى دخل عسكر الامام علي
    فلما رضي اهل الشام بعمرو بن العاص واهل العراق بابي موسى اخذوا في كتاب الموادعة ورضوا بالحكم حكم القران.

    فاجتمع ابو موسى الاشعري وعمرو بن العاص بدومة الجندل فقال له عمرو بن العاص : اخبرني مارايك يا ابا موسى؟ قال: ارى ان نخلع هذين الرجلين ونجعلهما شورى بين المسلمين يختارون من شاءوا فقال عمرو: الراي والله واثنى عليه, ثم قال: ان رايي وراي عمرو قد اتفق على امر نرجو ان يصلح الله به شان هذه الامة فقال عمرو: صدق ثم قال له :تقدم ياابا موسى فتكلم فقام ليتكلم فدعاه ابن عباس فقال له ويحك واني لاظنه خدعك, ان كنتما قد اتفقتما على امر فقدمه قبلك ليتكلم به ثم تكلم انت بعده فانه رجل غدار ولا امن ان يكون قد اعطاك الرضا فيما بينك وبينه, فاذا قمت به في الناس خالفك وكان ابو موسى مغفلا ,فقال : ايها عنك فقد اتفقنا
    فتقدم ابو موسى , فحمد الله واثنى عليه ثم قال : ايها الناس ... اجتمع رأيي وراي صاحي على خلع علي ومعاوية وان يستقبل هذا الامر فيكون شورى بين المسلمين يولون امورهم من احبوه واني قد خلعت عليا ومعاوية فاستقبلو اموركم وولوا من رايتموه لهذا الامر اهلا ثم تنحى. فقام عمرو بن العاص فقال ان هذا قد قال ماسمعتم وخلع صاحبه وانا اخلع صاحبه كما خلعه واثبت صاحبي معاوية في الخلافة
    فقال له ابو موسى: مالك لا وفقك الله قد غدرت وفجرت , إنما مثلك كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث.
    فقال له عمرو : إنما مثلك كمثل الحمار يحمل أسفارا
    وكان علي عليه السلام يقنت على ابي موسى وغيره , فيقول
    اللهم العن معاوية اولا , وعمرا ثانيا وابا الأعور السلمي ثالثا واباموسى الأشعري رابعا.

    نتائج المعركة

    قُتل من الطرفين خلال المعركة (70) ألف رجلاً، فمن أصحاب معاوية من أهل الشام (45) ألف رجلاً، ومن أصحاب الإمام علي(عليه السلام) من أهل العراق (25) ألف شهيداً.
    Last edited by راية اليماني; 24-11-2015, 11:42.
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎