إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من صلاة الجمعة في حسينية انصار لامام المهدي ع في الكاظمية المقدسة بتاريخ 7 من صفر 1437 هجري قمري تحت عنوان شهادة الامام الحسن ع

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • شيخ نعيم الشمري
    عضو جديد
    • 05-03-2013
    • 94

    جانب من صلاة الجمعة في حسينية انصار لامام المهدي ع في الكاظمية المقدسة بتاريخ 7 من صفر 1437 هجري قمري تحت عنوان شهادة الامام الحسن ع

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين وصلى اللهم على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
    عظم الله لكم الاجر سادتي ال محمد بذكرى شهادة مولانا الامام الحسن المجتبى ع سالين الله العلي القدير ان يمكن لقائم ال محمد ع ونساله سبحانه ان يجعلنا وجميع المؤمنين سببا في تمكينه انه حميد مجيد.

    نبذة عن جياة الامام الحسن ع
    الامام الحسنُ المجتبى (ع) جدُّه رسول الله (ص) وأبوهُ علي بن أبي طالب وصِيُّ رسول الله (ص) وأمُّه فاطمة سيِّدة نساء العالمين وأخوه الحسين الشهيد، وهما كما أفاد الرسول الكريم (ص) "سيِّدا شباب أهل الجنَّة"، "وهما خير أهل الأرض"
    وُلِدَ الحسن المجتبى في الخامس عشر من شهر رمضان المبارك في السَّنة الثالثة من الهجرة النبوية في مدينة الرسول (ص) المنوَّرة،
    وهو أحد مَن نزلت فيهم آية التَّطهير وآية المباهلة وآية المودَّة وسورة الدهر وهو مِن الثَّقلين اللَّذين خلَّفهما رسول الله (ص) في أمَّته وأمر بالتَّمسُّك بهما وأخبر أنَّهما لن يفترقا حتَّى يَرِدا عليه الحوض،
    وهو من قال فيه رسول الله ص الحسن إمامٌ قام أو قعد
    امتدَّ عمره الشريف ثمانية وأربعين سنةً قضى سبعًا منها أو تزيد مع جدِّه رسول الله (ص) وقضى ثلاثينَ مِنها مع أبيه أمير المؤمنين (ع) واطَّلع بدور الإمامة بعده فكانت سِنينُها عشرًا

    اما اخلاقه ع فهي نارا على علم كيف لا وهو ابن من بعث ليتمم مكارم الاخلاق

    قال ابن شهر آشوب: « روى المبرد وابن عائشة أن شامياً رآه راكباً فجعل يلعنه والحسن لا يرد، فلما فرغ أقبل الحسن عليه السّلام عليه فسلم عليه وضحك

    وقال: أيها الشيخ أظنك غريباً ولعلك شبهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا حملناك، وإن كنت جائعاً أشبعناك، وان كنت عرياناً كسوناك،
    وان كنت محتاجاً أغنيناك، وان كنت طريداً آويناك، وان كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حركت رحلك الينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك، لأن لنا موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالا كبيراً، فلما سمع الرجل كلامه بكى

    ثم قال: أشهد أنك خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالته، وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إلي، والآن أنت أحب خلق الله إلي، وحول رحله إليه وكان ضيفه إلى أن ارتحل وصار معتقداً لمحبتهم) المناقب ج4 ص19.

    وروى عن كتاب الفنون عن أحمد بن المؤدب، «أنه مر الحسن بن علي عليه السّلام على فقراء، وقد وضعوا كسيرات على الأرض، وهم قعود يلتقطونها ويأكلونها فقالوا له: هلم يا ابن بنت رسول الله إلى الغداء قال: فنزل وقال: ان الله لا يحب المستكبرين، وجعل يأكل معهم حتى إكتفوا والزاد على حاله ببركته ثم دعاهم إلى ضيافته، وأطعمهم وكساهم»( المناقب ج4 ص23).


    استلامه للخلافة الالهية
    عقب شهادة امير المؤمنين ع استلم الخلافة الامام الحسن ع بعد ان بايعه بعض شيعة الامام علي ع وكان اولهم قيس بن سعد بن عبادة وقال للامام الحسن ع : ابسط يدك ابايعك على كتاب الله وسنة نبيه وقتال الضالين
    فقال له الامام الحسن ع (على كتاب الله وسنة رسوله فانهما ياتيان على كل شرط لأنّ فيهما تبيان كل شيء، وهما يأمران بقتال المحلـّين والباغين والمفسدين كما يأمران بالصلاة والصيام والزكاة وغيرها من الفرائض)
    فبايعه الناس بعد ان اشترط عليهم الامام ع (انكم مطيعون ,, تسالمون من سالمت ,, وتحاربون من حاربت) فارتابوا بذلك وقالوا ما هذا لكم بصاحب وما يريد هذا الا القتال . وهذا اول الريب في موقف اهل الكوفة مع الامام الحسن ع بالرغم انه لم يصرح ارادته بالقتال بل طلب منهم البيعة , والبيعة كما تعلمون هو الطاعة العمياء للامام ع لا ياخذون موقفا معاكسا لموقف الامام بل متماسكا معه وتابعا له حسب ما يراه الامام من المصلحة
    بعد ان بايع الامام الحسن ع من كان مع امير المؤمنين من الخلص وباقي الشيعة في البصرة والكوفة
    و رأى معاوية استتباب الأمر للحسن عليه السلام أرسل رجلين أحدهما إلى الكوفة والآخر إلى البصرة لتخريب الأمر على الحسن عليه السلام وإثارة الفتن والنزاعات، فا ُخذا وقتلا، وأرسل الإمام الحسن عليه السلام الرسالة التالية الى معاوية:

    "أمّا بعد فإنّك دسست إليّ الرجال كأنّك تحبّ اللقاء لا أشكّ في ذلك فتوقّعه إن شاء الله...".
    وقد بادر الإمام الحسن عليه السلام إلى تبادل الرسائل مع معاوية إعذاراً له وإتماماً للحجّة قبل إعلانه الحرب عليه، منها الرسالة التالية التي سلّطت الاضواء على مجريات الأحداث السياسية بعد وفاة رسول الله (ص) إلى تولّيه الخلافة.

    "من الحسن بن علي إلى معاوية بن أبي سفيان. سلام عليك.

    فإنّي أحمد الله الذي لا إله غيره، أمّا بعد فإنّ الله جلّ جلاله بعث محمداً رحمة للعالمين ومنّة للمؤمنين وكافة الناس أجمعين (لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ) ، فبلّغ رسالات الله، وقام بأمر الله حتى توفاه الله غير مقصّر ولا وان، وبعد أن أظهر الله به الحقّ،
    ومحق به الشرك, وخصّ قريشاً به خاصة فقال له:{ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ }، فلمّا توفـّي تنازعت سلطانه العرب، فقالت قريش: نحن قبيلته وأ ُسرته وأولياؤه ولا يحلّ لكم أن تنازعونا سلطان محمد وحقّه،

    فرأت العرب أنّ القول ما قالت قريش، وأنّ الحجة لهم في ذلك على مَن نازعهم أمر محمد،
    فأنعمت لهم وسلّمت إليهم. ثم حاججنا نحن قريشاً بمثل ما حاججت به العرب فلم تنصفنا قريش إنصاف العرب لها، انّهم أخذوا هذا الأمر دون العرب بالإنصاف والاحتجاج، فلمّا صرنا آل بيت محمد واولياءه إلى محاجّتهم وطلب النصف منهم باعدونا واستولوا على الخلافة بالاجتماع على ظلمنا ومراغمتنا والعنت منهم لنا، فالموعد الله وهو الوليّ النصير.

    لقد كنّا تعجبنا لتوثّب المتوثبين علينا في حقّنا وسلطان نبيّنا وإن كانوا ذوي فضيلة وسابقة في الإسلام، وأمسكنا عن منازعتهم مخافة أن يجد المنافقون والأحزاب في ذلك مغمزاً يثلمونه به أو يكون لهم بذلك سبب إلى ما أرادوا من إفساده، واليوم فليتعجب المتعجّب من توثبك يا معاوية على أمرٍ لست من أهله، لا بفضل في الدين ولا أثر في الإسلام محمود، وأنت ابن حزب من الأحزاب وابن أعدى قريش لرسول الله (ص) ولكتابه الكريم، والله حسيبك فستردّ وتعلم لمن عقبى الدار، وبالله لتلقين عن قليل ربّك، ثم ليجزينّك بما قدّمت يداك، وما الله بظلّامٍ للعبيد.

    إنّ علياً لمّا مضى لسبيله، رحمة الله عليه يوم قبض ويوم مَنّ الله عليه بالإسلام ويوم يبعث حيّاً ولّانـي المسلمون الأمر من بعده، فاسأل الله أن لا يؤتينا في هذه الدنيا الزائلة شيئاً ينقصناه في الآخرة بما عنده من كرامة،
    وإنّما حملني على الكتابة إليك الإعذار فيما بيني وبين الله عزّوجلّ في أمرك، ولك في ذلك إن فعلته الحظ الجسيم والصلاح للمسلمين، فدع التمادي في الباطل، وادخل فيما دخل فيه الناس من بيعتي فإنّك تعلم انّي أحقّ بهذا الأمر منك عند الله وعند كلّ أوّاب حفيظ ومَن له قلب منيب، واتق الله، ودع البغي، واحقن دماء المسلمين، وادخل في السلم والطاعة، ولا تنازع الأمر أهله ومن هو أحقّ به منك ليطفئ الله النائرة ويجمع الكلمة ويصلح ذات البين، وإن أنت أبيت إلاّ التمادي في غيّك سرت إليك بالمسلمين فحاكمتك حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين".

    وأجابه معاوية على الرسالة يعرض عليه التنازل عن الخلافة مقابل أموال طائلة وأن يكون له الأمر من بعده. ثم جيّش معاوية الجيوش وسار نحو العراق.


    فلم يبقى الامام الحسن ع ساكتا بل اراد ان يغير ما موجود من فساد في الشام وغيره من المناطق فبداء يستنهض اهل الكوفة للجهاد فبعث حجر بن عدي يامر الناس والعمال بالتهيؤ للمسير ونادى المنادي الصلاة جامعة فاقبل الناس يتوثبون , فخرج الامام الحسن ع فصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال :
    اما بعد : فان الله كتب الجهاد على خلقه وسماه كرها ثم فال لاهل الجهاد من المؤمنين اصبروا ان الله مع الصابرين فلستم ايها الناس نائلين ما تحبون الا بالصبر على ما تكرهون انه بلغني ان معاوية بلغه انا كنا ازمعنا المسير فتحرك لذلك فاخرجوا رحمكم الله الى معسكركم بالنخيلة . فسكتوا ,,, ولم يجيبوه بحرف
    فقام عدي بن حاتم خطيبا بالناس فقال :
    انا ابن حاتم , سبحان الله ما أقبح هذا المقام الا تجيبون امامكم وابن بنت نبيكم اين خطباء المصر الذين السنتهم كالمخاريق في الدعة فاذا جد الجد فرواغون كالثعالب اما تخافون مقت الله ولا عيبها وعارها ,,,
    ثم استقبل الامام الحسن ع بوجهه فقال :
    اصاب الله بك المراشد وجنبك المكاره ووفقك لما تحمد ورده وصدره قد سمعنا مقالتك وانتهينا الى امرك وسمعنا لك واطعناك فيما قلت وما رايت وهذا وجهي الى معسكري فمن احب ان يوافيني فليواف . وكان اول الناس عسكرا.
    واتبعته الثلة المؤمنة الخيرة والصفوة الامينة بينما اكثرية الناس لا تزال عيونهم حولاء من الهلع والخذلان , فقام قيس بن سعد بن عبادة الانصاري ومعقل بن قيس الرياحي وزياد بن صعصعة التيمي فانبوا الناس ولاموهم وحرضوهم وكلموا الامام ع بمثل كلام عدي بالاجابة والقبول , فقال لهم الحسن ع :
    صدقتم رحمكم الله ما زلت اعرفكم بصدق النية والوفاء والقبول والمودة الصحيحة فجزاكم الله خيرا . فخرج الامام ع الى المعسكر واستخلف على الكوفة المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب وامره باستحثاث الناس

    بعد ان خرج الامام ع الى المعسكر واستخلف على الكوفة المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب وامره باستحثاث الناس ليلحقوا بالامام ع الى معسكر النخيلة
    فلم يذهب إلى النُّخيلةِ إلا عددٌ محدود بالنسبة إلى جيش معاوية ورغم ذلك كان الإمام والمخلصون من قوادِه يستحثون النَّاس ويستنهضون عزائمهم إلاّ أنَّ الوَهن قد تمكَّن من قلوبهم.
    ولقد شعر الامام ع بذلك الموقف الخطير من هبوط همة الناس وتثاقلهم لامر امامهم فقام فيهم خطيبا حيث قال ع :
    وكنتم في مسيركم الى صفين ودينكم امام دنياكم واصبحتم اليوم ودنياكم امام دينكم , وانتم بين قتيلين قتيل بصفين تبكون عليه , وقتيل بالنهروان تطلبون منا بثأره , واما الباقي فخاذل واما الباكي فثائر.
    ورغم محدودية مَن خرج إلى النُّخيلة بالقياس إلى جيش الشَّام ظلَّ الإمام متمسِّكا بخيار المواجهة
    إلى أن دبَّ الوهن في صفوف معسكره نتيجة الخيانات التي صدرت من بعض قواد جيشه، لذلك أخذت قطاعاتٌ من جيشه تنسحب في جنح الظلام إمَّا رغبةً في العافية أو للعطايا التي كان يمنيِّهم بها عملاء الجهاز الأموي. فكان جيشه مهلهلاً متهرِّءً،
    هذا بالإضافة إلى أن رؤساء العشائر قد مُلئت غَرَارهم ذهبًا وفِضة، فلذلك أبدَوا لمعاويةَ استعدادهم في أن يغتالوا الإمام أو يحملوه مصفَّدًا إلى الشام. فلم يكن الإمام يأمن على نفسه حتى أنَّه كان يخرج للصلاة متدرِّعًا، وقد تجاسر جمعٌ منهم على اقتحام خيمته وسلب متاعها، وتمادى بعضهم فطعن الإمام خلسة في فخذه وكان يقصد قتله.
    بعدها توالت الخيانات في معسكر الإمام الحسن (ع) فبعد أن انسلّ احد قادة جيشه ليلاً ودخل في معسكر الشام ومعه ثمانية آلاف التحق بمعسكر معاوية قائد من كندة كان قد بعثه الإمام الحسن (ع) في أربعة آلاف على جبهة الانبار وبعده التحق بمعاوية قائد من (مراد) في أربعة آلاف.

    بعدئذٍ وبعد أن انهارت معنويات البقية الباقية من جيش الإمام (ع) نتيجة الخيانات المتوالية والإشاعات التي كان يبثها عملاء الجهاز الأموي عرض معاوية بواسطة وفوده على الإمام (ع) الصلح بعد أن حملوا إليه كتب رؤساء العشائر والتي عبّروا فيها عن ولائهم لمعاوية واستعدادهم لاغتيال الإمام الحسن (ع) أو تسليمه.
    وجاؤا له بصحيفة بيضاء مختوم على أسفلها بخط معاوية وختمه(ان اشترط في هذه الصحيفة التي ختمت أسفلها ما شئت فهو لك).
    رفض الإمام الاستجابة لعروض الوفد الأموي وتوجه إلى ما بقي من جيشه وخطب فيهم قائلاً:
    (إنّ أردتم الموت رددناه عليه وحاكمناه إلى الله عز وجل بظبى السيوف وإن أردتم الحياة قبلنا الصلح وأخذنا لكم الرضا) فناداه الناس من كل جانب (البقية البقية).

    وهنا وجد الإمام نفسه بين خيارين إمّا الاستمرار في خيار الحرب والمواجهة وإمّا القبول بعقد الصلح.
    أما الخيار الأول فنتيجته العسكرية محسومة لصالح معاوية بلا ريب ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل من المحتمل قوياً أن يتم اغتيال الإمام (ع) من قبل المندسين في معسكره وحينئذٍ يتنصل معاوية من قتله فلا يكون لشهادته من صدىً أو أن يتم تسليمه لمعاوية أسيراً
    فيعفو عنه وهو ما يوجب دخول الوهن الشديد على الخط الرسالي الذي كان يُمثِّله الإمام (ع) ويظهر معاوية في مظهر الحليم فيكون أكثر قدرة على التضليل ويكون سلطانه أكثر استحكاماً بعد أن لم يكن للإمام حينذاك فرض شروطه على معاوية لأنه في موقع المنهزم الذي منَّ عليه معاوية بالحياة.
    وهكذا لو انهزم جيش الإمام، وأما الخيار الثاني فيحتفظ للإمام بحقه في العودة للمواجهة لو نقض معاوية بنود الصلح كما يُظهره في مظهر المخادع الناقض لعهود الله عز وجل فحتى لو لم يتمكن الإمام (ع) من تعبئة جيش لمواجهته فإن التأريخ سوف يدينه وسوف يحتفظ الخط الرسالي بقداسته، ولو التزم معاوية ببنود الصلح فإنّ الأمر سيعود إلى نصابه بعد وفاة معاوية، فإن الصلح نصَّ على أن الأمر بعده يكون للإمام الحسن (ع) وإلا فللحسين (ع).
    فقد رأى الإمام الحسن (ع) أن جميع الطرق مسدودة إلا طريق الصلح ، للأمور التالية: :
    أولاً : إن أصحاب الإمام الحسن (ع) الذين كانوا بالأمس أصحاب أبيه أمير المؤمنين (ع) والذين واجهوا الحروب وحملوا السلاح يوماً بعد يوم هؤلاء الأصحاب قد أصابهم نوع من التعب والملل من الحرب ، ومن الطبيعي أن لا يستطيع مثل هذا الجيش أن يكون فاتحاً منتصراً .
    ثانياً : كان جيش الإمام (ع) غير منظّم وغير منسجم ، إذ كان يتكون من عناصر متضادة ، كل عنصر وفئة تسعى لأهدافها الخاصة ، هذه الأقسام هي:
    اولا أصحاب الإمام علي (ع) وأصحاب الإمام المجتبى (ع) كانوا على استعداد لخوض الحرب والتضحية من اجل امامهم .
    ثانيا الخوارج ، وهم شاركوا جيش الإمام عداءً لمعاوية وليس حباً بالإمام الحسن (ع) . وفي الحقيقة كانوا مخالفين للإمام الحسن (ع) ومعاوية لكن عداوتهم لمعاوية أشد فانضموا إلى جيش الحسن (ع) .
    ثالثا أصحاب المكاسب والمصالح وطلّاب الدنيا ، شاركوا طلباً للربح والمنفعة ، وإذا رأوا أن مصالحهم مع الطرف الآخر مالوا إليه وحاربوا الإمام (ع) .
    رابعا شارك بعض الناس بسبب مشاركة رئيس عشيرتهم وقبيلتهم ، فإذا غيّر رئيسهم موقفه بسبب الطمع أو التهديد فإن هؤلاء أيضاً يغيّرون موقفهم .
    فهل يستطيع مثل هذا الجيش غير المنسجم أن يحقق نصراً ويصل إلى أهدافه ؟ بالطبع لا . بل إن مثل هذه الحرب لا تعود إلا بقتل أصحاب الإمام الخلّص ليس إلا فاضطر الامام ع لمصالحة معاوية يقول
    زيد بن وهب الجهني (قال: لما طعن الحسن بن علي عليه السلام بالمدائن اتيته وهو متوجع، فقلت: ما ترى يا بن رسول الله فان الناس متحيرون ؟ فقال: ارى والله ان معاوية خير لي من هؤلاء، يزعمون انهم لي شيعة، ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي، وأخذوا مالي، والله لئن آخذ من معاوية عهدا احقن به دمي، واومن به في اهلي، خير من ان يقتلوني فتضيع اهل بيتي واهلي، والله لو قاتلت معاوية لاخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلما، والله لئن اسالمه وانا عزيز خير من ان يقتلني وانا اسير، أو يمن علي فيكون سنة على بني هاشم آخر الدهر ولمعاوية لا يزال يمن بها وعقبه علي الحي منا والميت.) كتاب الاحتجاج ج1 ص12
    وقد صرّح الامام عليه السلام بانه لو لم يصالح معاوية لما بقي على وجه الارض شيعي إلا وقتل
    كما جاء في رواية الصدوق في علل الشرائع عن ابي سعيد قال : قلت للحسن عليه السلام : يا ابن رسول الله .. لِمَ داهنتَ معاوية وصالحته وقد عَلِمتَ ان الحقّ لك دونه، وأنّ معاوية ضالٌّ باغ ؟
    فقال : يا أبا سعيد ألست حجة الله تعالى ذكره على خلقه ؟ وإماماً عليهم بعد ابي عليه السلام ؟
    قلت : بلى. قال : الست الذي قال رسول الله (ص) لي ولأخي : الحسن والحسين امامان قاما او قعدا ؟
    قلت : بلى. قال : فانا اذاً امام لو قمت وانا امام لو قعدت.
    يا ابا سعيد، علّة مصالحتي لمعاوية علّة مصالحة رسول الله (ص) لبني ضمرة وبني اشجع واهل مكة حين انصرف من الحديبيّة، اولئك كفّار بالتنزيل ومعاوية واصحابه كفّار بالتأويل.
    يا ابا سعيد، اذا كنت اماماً من قبل الله تعالى ذكره لم يجب أن يُسَفَّه رأيي فيما اتيته من مهادنةٍ أو محاربةٍ، وان كان وجه الحكم ملتبساً، ألا ترى الخضر لما خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار سخط موسى فعله لاشتباه وجه الحكمة عليه حتى أخبروه فرضي، وهكذا انا سخطتم عليّ بجهلكم بوجه الحكمة فيه، ولولا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الارض أحد إلا قتل.

    وعن الاعمش عن سالم بن أبي الجعد (قال: حدثنى رجل منا قال: أتيت الحسن بن علي عليه السلام فقلت: يابن رسول الله اذللت رقابنا، وجعلتنا معشر الشيعة عبيدا، ما بقي معك رجل قال: ومم ذاك ؟ قال: قلت: بتسليمك الامر لهذا الطاغية. قال: والله ما سلمت الامر إليه الا اني لم أجد أنصارا، ولو وجدت أنصارا لقاتلته ليلي ونهاري حتى يحكم الله بيني وبينه، ولكني عرفت أهل الكوفة، وبلوتهم، ولا يصلح لي منهم من كان فاسدا، انهم لا وفاء لهم. ولا ذمة في قول ولا فعل، انهم لمختلفون، ويقولون لنا: ان قلوبهم معنا، وان سيوفهم لمشهورة علينا، كتاب الاحتجاج ج1 ص13

    وجاء بعض من الشيعة إلى الإمام (عليه السلام) فابتدروا بالقول: يا مذل المؤمنين، ويا مسود الوجوه،.

    وفي جوابه لاحدهم ؛ (لا تقل ذلك يا ابا عامر , لم اذل المؤمنين ولكن كرهت ان اقتلهم على الملك) (وقال لاخر (اضرب هؤلاء بعضهم ببعض في ملك الدنيا لا حاجة لي به)
    جاء عدي بن حاتم أحد شيعة الإمام الحسن (عليه السلام) وقال: (يا ابن رسول الله لوددت إني مت قبل ما رأيت أخرجتنا من العدل، فتركنا الحق الذي كنا عليه، ودخلنا في الباطل الذي كنا نهرب منه، وأعطينا الدنية من أنفسنا، وقبلنا الخسيس التي لم تلق بنا.
    فرد الإمام (عليه السلام) قائلاً: (يا عدي: إني رأيت هوى معظم الناس في الصلح، وكرهوا الحرب، فلم أحب أن أحملهم على ما يكرهون، فرأيت دفع هذه الحروب إلى يوم ما، فإن الله كلّ يوم هو في شأن).


    ولقد عاش الإمام الحسن (عليه السلام) محنة شديدة، في مجتمع طاعته الهوى، ويخشى حرّ السيف، يرغب في السلم مع الذل، ويكره الحرب مع العز... وأمة هكذا حالها لا يمكن أن تستفيد من قائد يدعوها إلى غير الهوى التي هي عليه... وقائد مثل الإمام الحسن (عليه السلام) لم ير من الناس سوى الدعة واللهث وراء شهوات الدنيا وحب الذات،

    ولكن ماذا يمكن للإمام (عليه السلام) صنعه مع أناس استحبوا الضلالة على الهدى واستهووا الظلام على النور...، فالامة كانت تفتش عن قائد ينمي فيها غريزة الهوى وحب الدنيا، والانصياع للنظام الحاكم سواء عن طريق نشر الثقافة الجامدة والفكر المنحدر، أو ترويج وسائل الترف الفكري، أو إشاعة الفساد بألوانه وأشكاله، وعن طريق إطلاق الدعوات الماكرة لترويض الجماهير وإبعادها عن ساحة الصراع،

    فإنّ هذه الأمة صعب منها أن تنبعث لتحمل مسؤولية التغيير الجذري في واقعها الذاتية وقدراتها المتاحة، وتطيع قياداتها وتسندها بكل إمكانياتها فإن مثل هذه الأمة تنتصر وتتغير، لأنها غيّرت ما في داخلها ونبذت كل ضلالات الثقافة الجاهلية

    والله سبحانه وتعالى يقول: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ).
    وحديث الإمام الحسن (عليه السلام) لعدي بن حاتم لا يخرج عن إطار تلك الأمة المتقاعسة والمخالفة لأمر إمامها وقائدها، فمصداقية القائد هي في طاعة الجماهير له، فإذا انتفت الطاعة، انتفى القائد أيّاً كان هذا القائد لانه لا امر لمن لا يطاع .

    الخلاصة:
    قال امير المؤمنين (ما اكثر العبر واقل المعتبرين ) البحار: ٧٨

    والعبرة قد تمر، ولكن لا يلتفت إليها إلا العاقل الذي يمحص الأشياء، أما الذي يمر عليها مرور الكرام؛ فهو لا يستفيد منها فاخذ العبرة من امتحان الامم السالفة لابد منه لمن اراد الثبات والسير على الصراط المستقيم وبالتالي الوصول الى مرضاة فما جرى على مولانا الامام الحسن ع ليس ببعيد لذا علينا ان نتعض بما جرى عليه ع ولا نشك بفعل او قول صدر من امام منصب من الله والا تكون النتيجة واضحة خسران الدنيا والاخرة وذلك هو الخسران المبين .
    والحمد لله وحده
  • ansari
    مشرف
    • 22-01-2011
    • 9069

    #2
    رد: جانب من صلاة الجمعة في حسينية انصار لامام المهدي ع في الكاظمية المقدسة بتاريخ 7 من صفر 1437 هجري قمري تحت عنوان شهادة الامام الحسن ع

    مظلومية الامام الحسن ع عظيمة ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

    عظم الله اجوركم انصار الله والمعزى مولانا الامام المهدي ع ووصيه القائم اليماني الامام احمد الحسن ع

    وجزاكم الله كل خير شيخنا الفاضل

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎