إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

كيف يُعتمد على نص متشابه وغير واضح الدلالة في العقيدة؟!!!

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • eham13
    عضو نشيط
    • 30-06-2015
    • 647

    كيف يُعتمد على نص متشابه وغير واضح الدلالة في العقيدة؟!!!

    كيف يُعتمد على نص متشابه وغير واضح الدلالة في العقيدة؟!!!
    (الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن)(1).
    هذه العبارة يفهمها بعض الكتاب المسيحيين على أنها تعادل عبارة (أنا الله) أو (أنا الرب) أو (أنا يهوه) الذي هو اسم الجلالة بحسب التوراة العبرية.
    وعلى الرغم من إمكانية حسم الجدال بشأن هذه المسألة بكلمة واحدة هي القول بأن عبارة (أنا الله) أو (أنا الرب) لا تعني سوى أن المسيح ع تجلٍ لله في الأرض ولاهوته ليس لاهوتاً مطلقاً، غير أننا يمكن أن نفهم من العبارة التي يستدلون بها دلالات كثيرة لا علاقة لها على الإطلاق بما يذهب إليه المسيحيون. وسنكتفي هنا بدلالة واحدة محتملة ليسقط استدلالهم؛ لأنه طالما كان يوجد احتمال لفهم آخر غير الفهم الذي قرروه يكون هذا كافٍ لسقوط فهمهم؛ لأن بقائه والركون إليه يعتمد بالضرورة على ركيزة كونه الدلالة الوحيدة التي يمكن أن نفهم كلام عيسى ع على وفقها، ومع ورود احتمال آخر يستحيل كلام عيسى متشابهاً أو متعدد الدلالات، وبالتالي لا يمكن القطع بدلالة معينة حتى لو وجدنا الكثير الكثير مما يقويها، لاحتمال أن يكون المتكلم قصد غيرها، ولاحتمال أن تكون هناك قرائن ترجح فهماً آخر ولكن هذه القرائن غائبة عنا. إذن يمكن أن نفهم كلام عيسى ع - على سبيل المثال المحتمل - بأنه أراد أن يُفهم مستمعيه أن روحه وحقيقته مخلوقة قبل زمان إبراهيم ع، أو قبل وجود إبراهيم في هذا العالم المادي، فالأرواح مخلوقة قبل هذا العالم المادي.
    ويمكن أن نقوي هذه الدلالة بملاحظة السياق الذي وردت فيه هذه الكلمة، فعيسى ع كان يخاطب اليهود ويسعى للفت أذهانهم إلى الحقائق الملكوتية البعيدة عن الحس والمادة، فالحياة الحقيقية والموت الحقيقي ليسا حياة وموت الجسد بقدر ما هما حياة وموت الروح، وهذا ما لم يكونوا يفهمونه، فاعترضوا عليه بأن نبي الله إبراهيم ع والأنبياء جميعاً قد ماتوا، فكيف تقول إن من يحفظ كلامك لا يموت، هل أنت أعظم من إبراهيم والأنبياء، (مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ ؟) أي إنك - بزعمهم - تخالف الأنبياء وتمنح نفسك مجداً، فقال لهم: الله هو مجدني ولم أمجد نفسي، وطريقي هو طريق الأنبياء السابقين، ولكنه هنا استخدم تعبيراً يكشف من خلاله عن حقيقة غفلوا عنها، وهي أن الحياة بالمعنى المادي ليست هي كل الحياة، بل الحياة الحقيقية هي حياة الأرواح، فالموت الجسدي ليس نهاية المطاف، والأرواح تشهد ما يجري كما تشهدون أنتم: (أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ). لم يفهم اليهود هذا الكلام فاعترضوا قائلين: (لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ، أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ ؟)، وهنا قال لهم: (الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ). أي إن روحي مخلوقة قبل زمن إبراهيم ووجوده على هذه الأرض، بل قبل خلق هذا العالم المادي: (5 وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ)(2).
    (24 أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ) (3)
    وهذا هو سياق العبارة التي يستدلون بها:
    (51 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كَلاَمِي فَلَنْ يَرَى الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ. 52 فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ:الآنَ عَلِمْنَا أَنَّ بِكَ شَيْطَاناً. قَدْ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ وَالأَنْبِيَاءُ، وَأَنْتَ تَقُولُ:إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كَلاَمِي فَلَنْ يَذُوقَ الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ. 53 أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي مَاتَ ؟ وَالأَنْبِيَاءُ مَاتُوا. مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ ؟ 54 أَجَابَ يَسُوعُ: إِنْ كُنْتُ أُمَجِّدُ نَفْسِي فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئاً. أَبِي هُوَ الَّذِي يُمَجِّدُنِي، الَّذِي تَقُولُونَ أَنْتُمْ إِنَّهُ إِلهُكُمْ، 55 وَلَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ. وَأَمَّا أَنَا فَأَعْرِفُهُ. وَإِنْ قُلْتُ إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُهُ أَكُونُ مِثْلَكُمْ كَاذِباً، لكِنِّي أَعْرِفُهُ وَأَحْفَظُ قَوْلَهُ. 56 أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ». 57 فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ، أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ ؟ 58 قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ. 59 فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازاً فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هكَذَا)(4).
    وورد في أرميا: (فكانت كلمة الرب إليّ قائلاً: قبلما صورتكَ في البطن عرفتُك، وقبلما خرجتَ من الرحم قدستُك، جعلتك نبياً للشعوب) (5) .
    وورد في سفر الأمثال: (اَلرَّبُّ قَنَانِي أَوَّلَ طَرِيقِهِ، مِنْ قَبْلِ أَعْمَالِهِ، مُنْذُ الْقِدَمِ. 23 مُنْذُ الأَزَلِ مُسِحْتُ، مُنْذُ الْبَدْءِ، مُنْذُ أَوَائِلِ الأَرْضِ. 24 إِذْ لَمْ يَكُنْ غَمْرٌ أُبْدِئْتُ. إِذْ لَمْ تَكُنْ يَنَابِيعُ كَثِيرَةُ الْمِيَاهِ. 25 مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقَرَّرَتِ الْجِبَالُ، قَبْلَ التِّلاَلِ أُبْدِئْتُ. 26 إِذْ لَمْ يَكُنْ قَدْ صَنَعَ الأَرْضَ بَعْدُ وَلاَ الْبَرَارِيَّ وَلاَ أَوَّلَ أَعْفَارِ الْمَسْكُونَةِ. 27 لَمَّا ثَبَّتَ السَّمَاوَاتِ كُنْتُ هُنَاكَ أَنَا. لَمَّا رَسَمَ دَائِرَةً عَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ. 28 لَمَّا أَثْبَتَ السُّحُبَ مِنْ فَوْقُ. لَمَّا تَشَدَّدَتْ يَنَابِيعُ الْغَمْرِ. 29 لَمَّا وَضَعَ لِلْبَحْرِ حَدَّهُ فَلاَ تَتَعَدَّى الْمِيَاهُ تُخْمَهُ، لَمَّا رَسَمَ أُسُسَ الأَرْضِ، 30 كُنْتُ عِنْدَهُ صَانِعاً، وَكُنْتُ كُلَّ يَوْمٍ لَذَّتَهُ، فَرِحَةً دَائِمًا قُدَّامَهُ. 31 فَرِحَةً فِي مَسْكُونَةِ أَرْضِهِ، وَلَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمَ)(6).
    وكل هذه تدل على حقيقة واحدة، هي: أن الأرواح والملائكة مخلوقة قبل خلق العالم المادي، ولا يعني ذلك إنها آلهة، بل إن الحوادث أيضاً حاضرة في علم الله تعالى قبل وقوعها، فمن يقرأ رؤيا يوحنا على سبيل المثال يجد هناك حديثاً عن حوادث ستقع على هذه الأرض، أي إنها لم تقع بعد، ومع ذلك يتم تصويرها وكأنها وقعت فعلاً إشارة إلى حتمية وقوعها؛ لأنها قد تم تقديرها مسبقاً في علم الله.
    وأتساءل: إذا كان المسيحيون يفهمون الإلوهية من النص أعلاه، فلماذا لم يفهموها من النص التالي:
    (1 لأَنَّ مَلْكِي صَادَقَ هذَا، مَلِكَ سَالِيمَ، كَاهِنَ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِي اسْتَقْبَلَ إِبْرَاهِيمَ رَاجِعاً مِنْ كَسْرَةِ الْمُلُوكِ وَبَارَكَهُ، 2 الَّذِي قَسَمَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عُشْراً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. الْمُتَرْجَمَ أَوَّلاً «مَلِكَ الْبِرِّ» ثُمَّ أَيْضاً (مَلِكَ سَالِيمَ) أَيْ (مَلِكَ السَّلاَمِ) 3 بِلاَ أَبٍ، بِلاَ أُمٍّ، بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ)(7) ؟
    #من كتاب شبيه عيسى أو من هو المصلوب

    1- يوحنا 8: 58.
    2- يوحنا: 17.
    3- يوحنا: 17.
    4- يوحنا: 8.
    5- أرميا: 1 /4 – 5.
    6- أمثال: 8.
    7- الرسالة إلى العبرانيين 7.
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎