إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة 30 محرم 1436، 13 11 2015 (الجهاد باب الجنة – الآنية)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • hmdq8
    عضو نشيط
    • 10-08-2011
    • 450

    جانب من خطبة الجمعة 30 محرم 1436، 13 11 2015 (الجهاد باب الجنة – الآنية)

    الخطبة الاولى:
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله، الحمدلله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
    رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله

    ان شاء الله اليوم الخطبة ستكون مقتطفات من كتاب الجهاد باب الجنة...
    قال الامام ع في الاهداء [ إلى من خَطَّوا حبهم لله بدمائهم .. إلى من خَطَّوا شهادة ( لا إله إلاّ الله ) بدمائهم .. إلى من عرَّفوا أهل الأرض وضاعة هذه الدنيا وخسَّتها .. إلى كل من لبّى دعوات الأنبياء والمرسلين والأئمة وهاجر إلى الله شهيداً صابراً محتسباً .. أيها السادة الأبرار .. تقبلوا هذه البضاعة المزجاة مني أنا الجاهل المسكين وإن لم أكن أهلاً لذلك ]

    الكتاب الذي أقرأه عليكم اسمه الجهاد باب الجنة، لكن هل تعلمون لماذا الجهاد هو باب الجنة ؟ ...
    [ الجهاد ينقسم إلى: جهاد الأرواح وجهاد الأجساد، أو الجهاد الأكبر والجهاد الأصغر([روى الشيخ الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (ع) أن النبي بعث بسرية فلما رجعوا، قال: مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي الجهاد الأكبر، قيل: يا رسول الله، وما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد النفس ) الكافي: ج5 ص12.]).
    وبما أنّ النتيجة الأولى للجهاد الأكبر هي إتباع خليفة الله في أرضه والانصياع لأوامره، أي السجود له كما سجدت الملائكة لآدم (ع) ، وبما أنّ خليفة الله في أرضه هو الجنة الحقيقية، بل إنّ الجنان الملكوتية خُلقت من أنوارهم، فإنّه يكون الجهاد الأكبر - والحال هذه - باب الجنة؛ لأنّه الباب الموصل إلى معرفة خليفة الله في أرضه وإتباعه، وخليفة الله هو باب معرفة الله سبحانه وتعالى.
    أمّا الجهاد الأصغر؛ فإنّه بذل المال والنفس في سبيل الله دون إرادة أيّ عوض سوى رضا الله سبحانه وتعالى، والجود بالنفس ما بعده جود، فكيف لا يكون الجهاد الأصغر باباً من أبواب الجنة، بل وأوسع أبواب الجنة بعد أن كان سعياً من الإنسان ليشهد أن ( لا إله إلاّ الله ) بدمه. ]

    يعني لاحظوا حتى اسم الكتاب بعضنا لم يكن يعرف معناه !، فأي ظلامة نحن ظالمين إمامنا ع ؟ اسأل الله سبحانه ان يغفر لنا و يرحمنا برحمته.

    [ ولعل بعضهم توهم أنّ الجهاد الأصغر مقدم من حديث رسول الله (ص) عندما استقبل المجاهدين العائدين من أرض المعركة فرحب بهم على أنهم قوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر أي جهاد النفس، ولكن الحقيقة التي كان يريد أن يبينها رسول الله (ص) في حديثه هي أنّ جهاد الأجساد (الجهاد الأصغر) ربما ينقضي، أمّا جهاد الأرواح (الجهاد الأكبر) فلا ينقضي ما دام الإنسان في هذه الحياة الدنيا، كما أنّ جهاد الأجساد ما هو إلاّ استجابة لجهاد الأرواح، حيث إنّ الأجساد تابعة للأرواح مستجيبة لإرادتها، فلم يكن أولئك العائدون إلاّ قوماً خاضوا في غمار الجهاد الأكبر ثم انتقلوا إلى الجهاد الأصغر ثم عادوا فذكرهم رسول الله أنهم ما داموا في هذه الحياة الدنيا فعليهم أن يجاهدوا أنفسهم لئلا يقعوا فيما وقع فيه إبليس لعنه الله فينكرون خليفة الله في أرضه ، فتكون النتيجة هي الخسران المبين.
    ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾. ]

    [ وأمير المؤمنين (ع) قال: (الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه)، أي إنّ الأولياء هم المجاهدون الحقيقيون، لا أنّ كل من يقاتل فهو مجاهد وهو ولي من أولياء الله كما يفهم بعضهم، فالأولياء هم الذين جاهدوا أنفسهم وخاضوا في غمار الجهاد الأكبر وتابعوا ولي الله وخليفته في أرضه فكانوا بذلك أولياء الله حقاً ومستحقين لأن يكون الجهاد باباً فتحه الله لهم. ]

    [ العدّة والعدد: لا شك أنّ هذا شرط لكل مواجهة قتالية فإذا لم تكن هناك عدّة وعدد كافٍ للمواجهة العسكرية فستكون هذه المواجهة صعبة وربما غير ممكنة، ولكن يبقى أنّ شروط المواجهة الهجومية بحسب المعادلة العسكرية الحديثة تتطلب أن يكون عدد المهاجمين ضعف عدد المدافعين، وطبعاً كلما رجحت عدّة المهاجمين القتالية أمكن تقليل هذه النسبة لصالح المهاجمين، هذا بحسب القياسات المادية البحتة.
    أمّا بالنسبة للمؤمنين فالأمر يأخذ منحنى آخر والمعادلة العسكرية لدى المؤمنين يدخل فيها الغيب لأنهم يؤمنون بالغيب ﴿إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةُ مُسَوِّمِينَ﴾.
    ولدى المؤمنين سلاح عظيم لا يملكه الجانب الآخر هو الدعاء، والاستغاثة بالله القوي العزيز: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾، والله الذي يستغيث به ويؤمن به المؤمنون خالق القلوب وبيده القلوب فهو الذي يملؤها قوّة وثباتاً وهو الذي يجعلها خاوية خليَّة إلاّ من الرعب والانكسار:
    ﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ﴾.
    ولذلك فإنّ المعادلة العسكرية للمواجهة تنقلب رأساً على عقب هنا، فيكفي للهجوم أن يكون عدد المهاجمين نصف عدد المدافعين الكفار، بل في بداية الإسلام كان يكفي أن يكون عدد المهاجمين المؤمنين عُشر عدد المدافعين:
    ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ * الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾.
    والله سبحانه وتعالى يمد المؤمنين بالملائكة، ويقذف في قلوب أعدائهم الرعب حتى قبل أن يدعوه ويستغيثوا به سبحانه؛ لأنهم خرجوا في سبيله وابتغاء مرضاته ونصراً لدينه وأنبيائه ورسله، وهو أولى أن ينصر دينه وانبياءه ورسله، وإنما ابتلى الخلق بطاعتهم ونصرتهم ليعلم من يطيعه وينصره بالغيب:
    ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾.
    وهكذا يرافق ﴿مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ﴾ الثبات والملائكة وأيضاً الرعب في قلوب الذين كفروا، وكلها أسلحة غيبية يؤمن بها المؤمنون وتدركها بصائرهم:
    ﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ﴾.
    ﴿سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ﴾.
    ﴿وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً﴾.
    ﴿هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾.
    وكما قدمت فإنّ عدد وعدّة المؤمنين الذين قاتلوا مع يوشع بن نون كانت أقل بكثير من الشعوب الكافرة التي واجهوها، وكذلك الحال بالنسبة لطالوت والجماعة المؤمنة الذين معه، بل إنّ في قصة طالوت وجماعته آية من الله سبحانه وتعالى، فداود الشاب وأصغر القوم سنّاً والذي تخلو يده من السلاح - فلم يكن معه إلاّ مقلاع وأحجار - يحقق الضربة القاضية على جيش جالوت ويقتل جالوت ويكون السبب الرئيسي في هزيمة جيش جالوت: ﴿فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ ﴾.
    لم تكن في هذه القصة فقط الفئة المؤمنة القليلة العدد الضعيفة العدّة غلبت الفئة الكافرة الكثيرة العدد القوية العدّة، بل إنّ أضعف عدد وأقل عدّة - داود (ع) وأحجاره - حققت النصر في هذه المعركة، لم يكن أحد من الناس حتى المؤمنون يحسب لداود - صغير السن - وأحجاره حساباً في هذه المعركة لكن الله تكلم بداود وبأحجار داود ، أراد الله أن يقول بهذه الآية أن لا قوّة إلاّ بالله.
    روي عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: (القليل الذين لم يشربوا ولم يغترفوا ثلاث مائة و ثلاثة عشر رجلاً، فلما جاوزوا النهر ونظروا إلى جنود جالوت قال الذين شربوا منه:
    ﴿ لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَ جُنُودِهِ و قال الذين لم يشربوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ﴾.
    فجاء داود (ع) حتى وقف بحذاء جالوت، وكان جالوت على الفيل وعلى رأسه التاج وفيه ياقوت يلمع نوره وجنوده بين يديه، فأخذ داود من تلك الأحجار حجراً فرمى به في ميمنة جالوت ، فمر في الهواء و وقع عليهم فانهزموا، وأخذ حجراً آخر فرمى به في ميسرة جالوت فوقع عليهم فانهزموا، ورمى جالوت بحجر ثالث فصك الياقوتة في جبهته ووصل إلى دماغه ووقع إلى الأرض ميتاً فهو قوله:
    ﴿فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ قَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَ الْحِكْمَةَ﴾ ).
    فينبغي أن تأخذ معادلة العدّة والعدد منحنى آخر إذا كان القتال في سبيل الله فيكون النظر إليها محدوداً، لا إنها تمثل عائقاً دائماً عن الجهاد والقتال في سبيل الله، فالمطلوب أعدوا لهم ما استطعتم والباقي على الله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ﴾.
    وآمنوا وتيقنوا أنه ما النصر إلا من عند الله: ﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾.
    فيأبى الله سبحانه وتعالى إلاّ أن يبيّن أحقية الرسل وأتباعهم وذلك عندما يكونون قلّة مستضعفة فينصرهم الله على عدوه وعدوهم مع أنهم كثرة متعالية مستكبرة.
    وهكذا دائماً فإنّ الله سبحانه وتعالى يجرّد دينه والدعوة إليه من أي مغريات دنيوية أو سلطوية ليدخل في دينه ويجاهد في سبيله من يدخل ويجاهد، وهو لا يريد إلاّ الله ووجه الله، هكذا دائماً حُفت الجنة بالمكاره وحُفت النار بالشهوات، فدين الله الحق لا يُحف بالشهوات بل بالمكاره فالتفتوا يا أولي الألباب.
    قال رسول الله (ص): (حُفت الجنة بالمكاره، وحُفت النار بالشهوات). وقال رسول الله (ص): (الحق ثقيل مر، والباطل خفيف حلو). ]

    [ ثم جاءت معركة أحد وفيها ما فيها، هزيمة للمسلمين كان سببها الدنيا وزخرفها لما طلب جماعة من المسلمين الغنائم وتركوا مواقعهم، وفيها كسرت رباعية رسول الله (ص) وتركه المسلمون في ساحة المعركة وفروا إلا قلة منهم وقوه بأنفسهم، وفيها نصر من الله للمسلمين لما قذف في قلوب المشركين الرعب بعد أن قرروا استئصال المسلمين، حيث سمع المشركون أن رسول الله والمسلمين قرروا مواجهتهم مستميتين ، فانكسرت شوكة المشركين ، وامتلأت قلوبهم رعباً وعادوا خائبين.
    ثم كانت معركة الخندق وفيها برز الإسلام كله للكفر كله، لما قتل أمير المؤمنين علي (ع) عمرو بن ود العامري، وفيها جنود الله سبحانه وتعالى من الملائكة هم الذين يوقعون الهزيمة في صفوف المشركين بعد أن أوقعوا الوهن في نفوسهم لما ملؤوها رعباً، قال تعالى:
    ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً ﴾.
    أمّا معركة حنين فهي خير دليل على أن الكثرة لا تغني شيئاً، إنما النصر من عند الله، فسبحانه وتعالى نصر المؤمنين في بدر وهم قلة ولم تغن كثرتهم عنهم شيئاً في حنين حتى أيدهم الله بنصره
    ﴿ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ﴾. ]

    والكتاب جدا قيم لكن أردت فقط اضع بعض المقتطفات من هذا الكتاب العظيم، وفي أخر الكتاب هناك أيات وروايات ختم الامام ع بها الكتاب، وعلق الامام ع قبلها وقال:

    [ استغفر الله ورسوله وأعتذر إلى المؤمنين عن التعليق على الآيات لضيق الوقت الذي هو أولاً وآخراً بسبب تقصيري والكرام يلتمسون العذر للمقصرين، فأرجو أن لا ينساني المؤمنون من الدعاء والاستغفار لي عند رب رحيم، وأترك للمؤمنين تدبر معانيها والارتواء من الحكمة الإلهية التي وردت فيها. ]

    اللهم مكن لقائم آل محمد ص في الارض وهيء له أنصاره بالقريب العاجل يا الله وايدهم بالسكينة والملائكة واقذف في قلوب اعدائهم الرعب حتى يعودوا خائبين
    هذا والحمدلله رب العالمين
    (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)

    ***

    الخطبة الثانية:
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمدلله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله

    في الخطب السابقة بينا النجسات وهي 10 وبعض ما يخصها من أسئلة ، وبينا بعض الاحكام المتعلقة بها ،وقرئنا أسئلة من كتاب الاجوبة الفقهية بما يخصها، واليوم سنتطرق لأحكام الآنية كما بينها الامام ع...

    شرائع الاسلام [ القول في الآنية: ولا يجوز الأكل والشرب في آنية من ذهب أو فضة، ولا استعمالها في غير ذلك. ويكره المفضض، ويجوز اتخاذها لغير الاستعمال. ولا يحرم استعمال غير الذهب والفضة من أنواع المعادن والجواهر ولو تضاعفت أثمانها. وأواني المشركين طاهرة حتى تعلم نجاستها.
    ولا يجوز استعمال شيء من الجلود إلا ما كان طاهراً في حال الحياة ذكياً. ويستحب اجتناب ما لا يؤكل لحمه حتى يدبغ بعد ذكاته. ويستعمل من أواني الخمر ما كان مقيراً أو مدهوناً بعد غسله. ويكره: ما كان خشباً أو قرعاً أو خزفاً غير مدهون.
    ويغسل الإناء من ولوغ الكلب ثلاثاً أولاهن بالتراب، ومن الخمر والجرذ إذا مات فيه ثلاثاً بالماء، والسبع أفضل. ومن غير ذلك مرة واحدة غير غسلة الإزالة (1)، والثلاث أفضل. ]
    (1) أي غسلة أولى لإزالة عين النجاسة ثم غسلة للتطهير، والثلاث أفضل.

    الاجوبة الفقهية الطهارة
    س164/ ما حكم ما صنع من جلود أجنبية كالجنط والساعات والأحذية وغيرها ولا يعلم بتذكية الحيوان ودبغ جلده ؟
    ج/ لا يحكم بذكاتها.
    س165/ الجلد المستورد من بلاد أجنبية (غير مسلمة) ويعمل منه ألبسة من جاكيت (قمصلة) أو غيرها كالأحذية والأحزمة، ما حكم لبسها في الصلاة، وغيرها ؟ حيث لا نعلم بتذكيتها، وطهارتها.
    ج/ لا يحكم بتذكيتها ولا طهارتها إلا إذا حصل العلم بتذكيتها تذكية شرعية.
    س166/ توضع في بعض البيوت "قنفات" مغلفة بجلود لا يعلم أصلها، فما حكم الجلوس عليها والاستفادة منها أو ملامستها برطوبة ؟
    ج/ بالنسبة لجلود الميتة نجسة ولكن يجوز الاستفادة منها والجلوس عليها ولبسها ولا إشكال في ذلك، أما عند ملامستها برطوبة فيتنجس ملامسها.

    نختم بهذا الدعاء ان شاء الله...
    [ الحمد لله الذي منّ علينا بنعمة الهداية بعافية منه ورحمة، والحمد لله الذي تفضل علينا وعاملنا بالإحسان، والحمد لله على كل نعمة أنعم الله بها عليّ وعلى والدي وولدي والمؤمنين والمؤمنات وعلى كل أحد من خلقه إلى أن تقوم الساعة.
    اللهم صلّ على محمد حبيبك وصفيك وخليفتك حقاً، وصل اللهم على آل محمد الطيبين الطاهرين، اللهم وإن رفعتني عند الناس فحطني عند نفسي ولا تبتليني بالكبر فأكون من الخاسرين، وطهرني من الشك والشرك واصطنعني بصنعك وخلصني لنفسك وخلصني مما أنا فيه ومما أخاف وأحذر بلطفك الخفي يا الله يا رب يا أرحم الراحمين. [ من كتاب التوحيد للإمام ع ]

    هذا والحمدلله رب العالمين واستغفر الله لي ولكم
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (1) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3).
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎