إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من صلاة الجمعة في حسينية انصار لامام المهدي ع في الكاظمية المقدسة بتاريخ 30محرم الحرام 1437 هجري قمري تحت عنوان لماذا أخذ الإمام الحسين ع النساء والأطفا

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • شيخ نعيم الشمري
    عضو جديد
    • 05-03-2013
    • 94

    جانب من صلاة الجمعة في حسينية انصار لامام المهدي ع في الكاظمية المقدسة بتاريخ 30محرم الحرام 1437 هجري قمري تحت عنوان لماذا أخذ الإمام الحسين ع النساء والأطفا

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين وصلى اللهم على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا


    السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين ع السلام عليك يا ابا عبدالله ابدا ما بقيت وبقي الليل والنهار .

    سؤال يطرح نفسه لماذا أخذ الإمام الحسين (عليه السلام) النساء والأطفال معه إلى كربلاء ؟

    ورد عن الإمام الحسين(عليه السلام) أنّه قال ـ حينما سُـئل عن أخذه العيال ـ : " شاء الله أن يراني قتيلاً ويراهنّ سبايا " .
    السبب الاول :
    حسب فهمي القاصر ان الامام الحسين ع اراد ان يبين لكل من اقر على نفسيه بالعبوديه لله ولكل سائر الى الله ان الله يمتحن العبد باحب الاشياء اليه هل يقدمها لله تبارك وتعالى اذا ما طلبها ام يحرص على الحفاظ عليها.
    بمعنى هل يضحي باهله وعيالى وماله وما يملك من اجل دين الله واعلاء كلمة لا اله الا الله هل يقدم الزوجه والولد والمال قربانا الى الله هل يرجع الامانة الى اهلها ام لا فالامام الحسين ع وكما لا يخفى حمل معه ودائع رسول الله ص وبناته وابنائه حتى الرضيع قدمهم قربانا لله سبحانه ضحى بكل شئ من اجل دين الله وهذه رسالة لكل مؤمن سائر الى الله هل يستطيع ان يضحي باولاده من اجل دين الله هل يقبل ان تتعرض حرمه للتشريد والتطريد والغربة من اجل دين الله كما فعل الامام الحسين ع ؟؟

    ام انه لا يطيق فراقهم ولا يستطيع ان يراهم مشردين مطردين فان كان لا يطيق ذلك عليه ان يسال نفسه هل ابنائه اغلى من ابناء الامام الحسين ؟؟؟ وهل نسائه اغلى من بنات رسول الله ص ؟؟؟ اذا كان كذلك فهو لم يفقه من ثورة الامام الحسين ع شيئا .

    وبنفس الوقت اراد ان يفضح مدعي الاسلام على رؤوس الاشهاد ويبين حرصهم على انفسهم فضلا عما يملكون فلوا كانوا يعلمون ان كل ما يملكون ابتداء بانفسهم وانتهاء بما يملكون هو امانة وصاحبها هو خليفة الله لانه اولا بهم من انفسهم لما تاخروا عن نصرته لكنهم خانوا الامانة ونقضوا عهد الله وميثاقه .

    اما السبب الثاني :
    فالمتأمّل في مجريات ثورة الامام الحسين (عليه السلام) والمواقف الخالدة للسيدة زينب (عليها السلام) وما قامت به من إكمال لمسيرة الحسين (عليه السلام) في ثورته ـ والتي نحسّ بآثارها ليومنا هذا ـ يعلم حكمة المشيئة الإلهيّة في أخذ الحسين (عليه السلام) عياله إلى كربلاء ،
    فحمل الامام الحسين ع عياله الى العراق مع علمه بما يقدم عليه ومن معه على القتل هو أنه(عليه السلام) لمّا علم بأن قتلته سوف تذهب ضياعاً لو لم يتعقبها لسان ذرب وجنان ثابت يعرِّفان الامة ضلال ابن ميسون وطغيان ابن مرجانة باعتدائهما على الذرية الطاهرة الثائرة في وجه المنكر ودحض ما ابتدعوه في الشريعة المقدسة لذا حمل معه حرائر الرسالة ليكن اللسان الناطق بالحق والفاضح للباطل
    وعرف سيد الشهداء من حرائر الرسالة الصبر على المكاره وملاقاة الخطوب والدواهي بقلوب أرسى من الجبال، فلا يفوتهن تعريف الملأ المغمور بالترهات والاضاليل نتائج اعمال هؤلاء المضلين وما يقصدونه من هدم الدين، وان الشهداء ارادوا بنهضتهم إحياء شريعة جده(صلى الله عليه وآله)



    ولو قتل الامام الحسين ع هو وولده، ولم يتعقبه قيام تلك الحرائر في تلك المقامات بتلك التحديات لما تحقق غرضه وبلغ غايته في قلب الدولة على يزيد
    فكان الإمام(عليه السلام) عالماً منذ البدء بضرورة هذه المسيرة الإعلامية التبليغية الكبرى من بعده، والتي ينهض بأعبائها الإمام السجّاد(عليه السلام) وودائع النبوة في أيّام السبي والترحيل من بلد إلى بلد، إذ لولا هذه المسيرة الإعلاميّة التبليغية لما كان يمكن للثورة الحسينية أن تحقّق كامل أهدافها في عصرها وفي مابعده من العصور إلى قيام الساعة
    لذا نستطيع ان نقول ان حمل الامام الحسين ع لبنات الرسالة كان من اسبابه خلود الثورة الحسينية وماساتها وهو من اهم الأسباب في استمرار خلود ماساة الإمام الحسين (عليه السلام) واستمرارها هو حمله ودائع الرسالة وعقائل الوحي ، فقد قمْنَ بدور مشرّف في بلورة الرأي العام، فحملنَ راية الإيمان راية حاكمية الله التي حملها الإمام العظيم، ونشرنَ مبادئه العُليا التي استشهد من أجلها

    فالإمام أخذ معه نساء واعيات مؤمنات بثورته وهن أيضا مبلغات يمتلكن أدوات التبليغ السليم ليُعَرِّفْنَ الناس بالقضية والثورة وأهدافها وأسبابها ويكشفن النقاب عن الوجه الأموي الأسود وليكنَّ سبباً لهزّ الوضع العام وتحريكه وضخ القيم الجديدة وتخليد النهضة الحسينية في الوجدان الشعبي كل هذه القرون.

    ولقد استوقفه كثيرون وحاولوا ثني الإمام عن اخذ النساء معه لكنه أصرَّ على أن تكون النساء ضمن قافلته
    في السحر الذي أرتحل فيه الإمام الحسين(عليه السلام) خارجاً عن مكّة الى العراق كان أخوه محمد بن الحنفية(رض) قد هرع إليه، حتى إذا أتاه أخذ زمام ناقته التي ركبها «فقال له: يا أخي، ألم تعدني النظر فيما سألتك!؟
    قال(عليه السلام): بلى!
    قال: فما حداك على الخروج عاجلاً؟
    فقال(عليه السلام): أتاني رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) بعدما فارقتك فقال: يا حسين، أخرج فإنّ اللّه شاء أن يراك قتيلا!
    فقال له ابن الحنفية: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، فما معنى حملك هؤلاء النساء معك وأنت تخرج على مثل هذه الحال!؟
    فقال له(عليه السلام): قد قال لي: إنّ الله قد شاء أن يراهنّ سبايا!
    وسلّم عليه ومضى».(
    وفي محاورته(عليه السلام) مع أمّ سلمة(رض) في المدينة

    كان(عليه السلام) قد قال لها: «يا أمّاه، قد شاء الله عزّ وجلّ أن يراني مقتولاً مذبوحاً ظلماً وعدواناً، وقد شاء أن يرى حرمي ورهطي ونسائي مشرّدين، وأطفالي مذبوحين مظلومين مأسورين مقيّدين وهم يستغيثون فلا يجدون ناصراً ولامعيناً».(
    وفي إحدى محاوراته(عليه السلام) مع ابن عباس():
    قال له ابن عبّاس: «جُعلتُ فداك يا حسين، إن كان لابدّ من المسير إلى الكوفة فلا تَسِر بأهلك ونسائك، فوالله إنّي لخائف أن تُقتل...

    فقال(عليه السلام): يا ابن العمّ، إني رأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) في منامي وقد أمرني بأمر لا أقدر على خلافه، وإنه أمرني بأخذهم معي، إنهنّ ودائع رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ولا آمن عليهنّ أحداً، وهنّ أيضاً لايفارقنني...»


    لقد علّل الإمام(عليه السلام) حمله لأهله ونسائه معه ـ في محاوراته مع من اشار عليه بعدم حمل النساء معه قال ع ـ أنّ ذلك تحقيق لمشيئة الله سبحانه، وامتثال لأمر رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وأنه(عليه السلام) يخاف أن تتعرض ودائع رسول الله(صلى الله عليه وآله) للأذى والمكروه من بعده إذا فارقنه و بقين في المدينة أو في مكّة! كما علّل ذلك بإصرارهن على الخروج معه
    فبعدما أنهى الإمام(عليه السلام) قوله لابن عبّاس«... وإنهن ودائع رسول الله(صلى الله عليه وآله) ولا آمن عليهن أحداً وهنّ ايضاً لايفارقنني.» سمع ابن عبّاس بكاءً من ورائه وقائلة تقول: «يا ابن عباس، تشير على سيدنا بأن يخلفنا ها هنا، ويمضي وحده لا والله بل نحيا معه، أو نموت.. وهل أبقى الزمان لنا غيره.. لا نفارقه أبداً حتى يقضي الله ما هو كائن»
    .نفهم من كلام مولاتنا زينب ع مع ابن عباس انها كانت عارفا بما ينتظرها من عناء ومشقة وبلاء كانت
    تعرف ما ينتظرها من ظروف قاسية ومهام ثقيلة فاصرارهن على السفر معه وملازمته في رحلة الفتح بالشهادة، فيمكن أن يُفسّر بأنّ الودائع النبوية (خصوصاً بنات أمير المومنين(عليه السلام) وعلى رأسهن زينب الكبرى(عليها السلام)) كنّ قد أصررن على ملازمة الإمام(عليه السلام) في نهضته واكمال
    الدور الإعلامي والتبليغي الذي بإمكانهن القيام به في مسار النهضة خصوصاً بعد استشهاد الإمام(عليه السلام)، إذ من المحتمل جدّاً أنّ الإمام(عليه السلام) كان قد أطلعهنّ على تفاصيل ما يجري عليه وعلى من معه، وكشف لهنّ عن أهميّة الدور الذي يمكنهنّ القيام به من بعده، وإن كان من الثابت عندنا أنّ العقيلة زينب(عليها السلام) كانت تعلم كلّ ذلك لانها عالمة غير معلمة، فقد وصفها الإمام السجّاد(عليه السلام) ذات مرّة بأنها:

    «عالمة غير معلّمة )ولقد كشفت هي(عليها السلام) عن علمها حتى بما يجري على جثمان أخيها(عليه السلام) الى قيام الساعة وحينما رأت الإمام السجّاد(عليه السلام) يجود بنفسه حزناً وهو ينظر الى مصارع شهداء الطفّ،


    فقالت: «مالي أراك تجود بنفسك يا بقيّة جدّي وأبي وإخوتي؟ فوالله إنّ هذا لعهدٌ من الله إلى جدّك وأبيك، ولقد أخذ الله ميثاق أُناس لاتعرفهم فراعنة هذه الارض، وهم معروفون في أهل السماوات أنهم يجمعون هذه الأعضاء المقطّعة والجسوم المضرّجة، فيوارونها وينصبون بهذا الطفّ عَلَماً لقبر أبيك سيّد الشهداء، لايُدرس أثره ولايمحى رسمه على كرور الليالي والأيام، وليجتهدنّ أئمة الكفر وأشياع الضلال في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلاّ علوّاً!

    اما دور بنات الرسالة وبالخصوص السيدة زينب ع في واقعة الطف وبالخصوص في ليلة الحادي عشر من المحرم
    فبعد شهادة الامام الحسين ع هجم القوم على المخيم وارتفع صياح النساء فصاح ابن سعد اكبسا عليهن الخباء، واضرموها نارا فأحرقوها ومن فيها. فنادى علي بمشعل من نار لأحرق بيوت الظالمين، فجاءوا إليه بمشعل، فأضرم النار في المخيم، ففررن بنات رسول الله وأطفاله والتجئوا إلى عمتهم زينب.
    قال الراوي: لما هجم القوم على خيام الحسين وانتهبوا ما فيه ثم أضرموا النار فيها فرت النساء، واليتامى من النار، إلا زينب الكبرى، فإنما كانت واقفة تنظر إلى زين العابدين (ع) لأنه لا يتمكن من النهوض والقيام. قال بعض من شهد المعركة:
    رأيت امرأة جليلة واقفة بباب الخيمة، والنار تشتعل في جوانبها، وهي تارة تنظر يمنة ويسرة، وأخرى تنظر إلى السماء، وتصفق بيديها، وتارة تدخل في تلك الخيمة، وتخرج فأسرعت إليها، وقلت يا هذه ما وقوفك هاهنا والنار تشتعل من جوانبك، وهؤلاء النسوة قد فررن، وتفرقن،
    ولم تلحقي بهن؟ وماشأنك؟ فبكت، وقالت: يا شيخ إن لنا عليلا في داخل الخيمة، وهو لا يتمكن من الجلوس والنهوض، فكيف أفارقه، وقد أحاطت به النار وفي تلك الحال نادت زينب (ع) بصوت يقرح القلوب مخاطبة جدها رسول الله (ص): يا محمداه بناتك سبايا وذريتك مقتلة تسفي عليهم ريح الصبا وهذا الحسين محزوز الرأس من القفا مسلوب العمامة والردى بأبي من أضحى عسكره في يوم الاثنين نهبا بأبي من فسطاطه مقطع العرى... بأبي العطشان حتى قضى بأبي من شيبته تقطر بالدماء...
    فكانت زينب ع هي الراعي، وملجأ الأيتام.... كانت طوداً شامخاً، واجهت المصائب ولم يرمش لها جفن. رغم ثقل المصائب ومرارتها
    تولت حراسة الأسرى، تولت جمع النساء والأطفال، تولت تجميع الهائمين على وجوههم في الصحراء، كانت تمضي مسرعةً من هذه الجهة إلى تلك.. تبحث عمن افتقدت حتى جمعت اليتامى والارامل ولما بقيت عائلة الحسين (ع) بلا خيمة بعد حرقها يوم عاشوراء وقد جنهم الليل وإن الأطفال والنساء ليس لهم مأوى وقد شتتوا، أرسلت زينب (ع) إلى عمر بن سعد قائلة له: يا ابن سعد أيرضيك أن بنات رسول الله (ص) بلا خيمة ولا خباء مشتتون في العراء يا ابن سعد أريد خيمة أجمع فيها أيتام الحسين ونسائه. فأمر لهم بخيمة كبيرة فنصب وقامت زينب وأم كلثوم بجمع تلك العائلة المفجوعة من أيتام وأرامل فيها ثم وقفت كل واحدة على باب من أبواب الخيمة لحراسة العائلة.
    و كان لمولاتنا زينب ع وباقي بنات الرسالة دورا في المرحلة التي تلت المعركة الأثر الكبير في حفظ الثورة الحسينية وحمايتها وإيصال صوتها إلى مختلف أرجاء العالم الإسلامي الذي إستفاق على صوت زينب ع وهي تحاول إيقاظه من سباته العميق وأبرز هذه المواقف كانت في أرض كربلاء ومن ثمّ الكوفة وفي مجلس ابن زياد وفي قصر يزيد بن معاوية في الشام إلى حين رجوعها إلى المدينة.
    اما موقفها بالكوفة فقد تجسدت بطولتها بوقوفها أمام الطاغية عبيد الله ابن زياد، حيث جعلت من خطبها تتمة لخط الثورة الحسينية فلولاها لما تمت المسيرة ولولاها لخمدت حرارة ثورة الطف.
    فوقفت أمام ابن مرجانة ذلك الفاجر، وهي امرأة عزلاء ليس معها من حماتها حمي ولا من رجالها ولي، غير الامام الذي أنهكته العلّة لكن «ابنة حيدرة» كانت على جانب عظيم من الثبات والطمأنينة، فأفرغت عن لسان أبيها بكلام أنفذ من الرمح ، الى قلب ابن مرجانة
    وقد حاول الطاغية التهجّم على أهل بيت النبوة الأطهار، والشماتة بما حصل لهم في كربلاء، فكان ردّها قاسياً وعنيفاً ولم تأبه بحالة الأسر والمعاناة التي كانت تلاقيها في ذلك المجلس الذي دخلت إليه وهي متنكرة رغم جلال النبوة وبهاء الإمامة المنسدل عليها. وكان في ضمن ردّها على شماتة ابن زياد حينما قال لها:
    (كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك ؟ قالت: ما رأيت إلا جميلا، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل، فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم، فتحاج وتخاصم، فانظر لمن الفلج، ثكلتك أمك يابن مرجانة). وهو تعبير عن حالة الرضا والتسليم المطلق للّه عزّ وجلّ.
    فنزل جواب زينب على ابن زياد كالصاعقة فأخرس نطقه وشلّت شجاعة زينب قوى ابن زياد فحقرته حيث مركز قوته، وكيف لاتكون كذلك وهي بنت علي ؟
    وأوضحت للملأ المتغافل خبثه ولؤمه كما انها أدهشت العقول وحيّرت الفكر في خطبتها بكناسة الكوفة والناس يومئذ حيارى يبكون لايدورن ما يصنعون وبعد أن فرغت من خطابها
    فهل يا ترى يمكنك الجزم بأن أحداً يستطيع في ذلك الموقف الرهيب الذي تحفّه سيوف الجور أن يتكلم بكلمة واحدة مهما بلغ من المنعة في عشيرته؟ وهل يقدر احد أن يعلن بموبقات ابن هند وابن مرجانة غير بنات أمير المؤمنين(عليه السلام)؟...

    وما اكتفت زينب ع بتقريع ابن زياد بل استمرت ثورتها عليها السلام حتى أمام الطاغية يزيد بن معاوية الذي كان في أوج نشوته بهذا النصروكان يتمثّل بأبيات من الشعر وفيها:
    ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا
    لأهلّوا واستهلوا فرحاً
    جزع الخزرج من وقع الأسل‏
    ثم قالوا يا يزيد لا تشل‏
    فدخلت عليه زينب ع وخاطبته بلسان حق حيدري فقالت له:
    الحمد للّه رب العالمين، وصلى اللّه على رسوله وآله أجمعين صدق سبحانه حيث يقول: "( ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَىٰ أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ )..." أمن العدل يا ابن الطلقاء، تخديرك حرائرك وإماءك، وسوقك بنات رسول اللّه سبايا، قد هتكت ستورهن، وأبديت وجوههن، تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد...
    (أظننت يا يزيد حين أخذت علينا أقطار الأرض، وآفاق السماء، فأصبحنا نساق كما تساق الأسرى أنّ بنا على الله هواناً وبك عليه كرامة، فَشَمَخْتَ بأنفك ونظرت في عطفك جذلان مسروراً أنسيتَ قول الله تعالى: ولا يحسبنّ الذين كفروا إنما نُملي لهم خيراً لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين.
    يا يزيد فكد كيدك واسع سعيك فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا، فهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين).
    وهذه الكلمات بيّنت من خلالها للناس الغافلين عن حادثة كربلاء وعن السبايا حيث كان اعتقاد أهل الشام أنهنّ من المارقين عن الدين، بيّنت لهم الحقائق، وأجلت لهم المواقف وفضحت أفعال يزيد وجرائمه التي ارتكبها بحق أهل البيت ع.

    عندما نراقب مجريات الأحداث بعد شهادة الإمام الحسين ع ونلقي نظرةً على ما حدث في هذه الأماكن الثلاثة، وبالتحديد مواقف وكلمات مولاتنا زينب ع نكتشف مدى الصدى الواسع الذي ألقته في ذلك المجتمع المهزوم حيث تحوَّل ذلك إلى مجتمع ملتهب ضدّ الحكّام الظالمين المتمثّلين ببني أميّة.
    هذا مع الأخذ بعين الاعتبار الحالة التي كانت عليها، والمصيبة التي حلّت بها وبالهاشميات من آل بيت النبي صلّى الله عليه وآله، فهي التي شاركت الإمام الحسين ع في مصائبه، وانفردت عنه بالمصائب التي رأتها بعد شهادته والنهب والسلب والضرب وحرقِ الخيام والأسر إن لذكر زينب سلام الله عليها عبق خاص يذوب فيه طلاب الحق ولذكر مصائبها أثر عظيم على صاحب كل مصيبة فسلام عليك يا جبل الصبر .
    والحمد لله وحده
    الشيخ نعيم الشمري



Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎