إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

ما معنى قول الحسـين (ع): (من لحقني استشهد ومن لم يلحقني لم يدرك الفتح)؟!!

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • زينب الياسين
    عضو نشيط
    • 21-07-2015
    • 153

    ما معنى قول الحسـين (ع): (من لحقني استشهد ومن لم يلحقني لم يدرك الفتح)؟!!

    ســـؤال ما معنى قول الحسـين (ع): (من لحقني استشهد ومن لم يلحقني لم يدرك الفتح)؟!!
    مختصر بصائر الدرجات : ص6
    ...


    الجــــواب:
    لدينا أولاً ثلاث كلمات، نتحرى معناها هي:
    اللحوق، والشهادة، والفتح،


    فإذا عرفناها عرفنا ما أراد الحسين (ع) من قوله الكريم.


    اللحـــوق: وهو الالتصاق بالشيء، أو الوصول إليه ومسايرته، إذا كان الملحوق أو المتبوع إنساناً. وفي هذه الحالة يكون هذا الإنسان المتبوع إمام هدى أو ضلالة، والذي يسبق أو يتأخر عن الإمام
    لا يعتبر لاحقاً بالإمام (ع)، والذي يساير الإمام لاحق ولكن بحسب دقة مسايرته، فالذي
    يتحرى أن يوافق الإمام في كل التفاصيل، ليس كمن يساير الإمام إجمالاً.


    الشهــادة: المتعارف عنها بين الناس هي القتل في سبيل الله،
    والأصل في معناها هو الإخبار عن الحقيقة بالقول أو الفعل، ومنه الإخبار عن أنه لا إله إلا الله، وهذا الإخبار هو ما يفعله الشهيد الذي يقتل في ساحة المعركة في سبيل إعلاء كلمة الله، فهو ممن شهدوا أنه لا إله إلا الله، ولكن تَميَّز أنه شهد بدمه: أن لا إله إلا الله،
    وهي أعظم شهادة بأكرم طريق، ولذا انصرف هذا اللفظ -
    أي الشهيد - لهذا المصداق - أي الذي يقتل في ساحة المعركة لإعلاء كلمة الله - بشكل كلّي تقريباً.


    مع أنّ كل من له موقف يوم القيامة يشهد فيه على أمة أو جماعة فهو من الشهداء، كالأئمة ، والأنبياء والمرسلين (ع)، والزهراء (ع)، وزينب (ع)، ومريم (ع)، ونرجس (ع)، ووهب النصراني، وخالد بن سعيد بن العاص الأموي، وكلٌ بحسبه.


    في المحاسن عن أبان بن تغلب، قال: كان أبو عبد الله (ع) إذا ذكر هؤلاء الذين يقتلون في الثغور يقول: (ويلهم ما يصنعون بهذا فيعجلون قتلة الدنيا وقتلة الآخرة، والله ما الشهداء إلا شيعتنا وإن ماتوا على فراشهم) المحاسن للبرقي : ج1 ص164


    وفي العياشي: عن منهال القصاب، قال: قلت لأبي عبد الله (ع): ادع الله أن يرزقني الشهادة، فقال: (المؤمن شهيد، ثم تلا قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ﴾ بحار الأنوار : ج24 ص38 ،


    وعن الباقر (ع)، قال: (العارف منكم هذا الأمر المنتظر الخير كمن جاهد والله مع قائم آل محمد (ع) بسيفه، ثم قال: بل والله كمن جاهد مع رسول الله بسيفه، ثم قال: بل والله كمن استشهد مع رسول الله وفي فسطاطه، وفيكم قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾ ، ثم قال: صرتم والله صادقين شهداء عند ربكم) بحار الأنوار : ج24 ص39.




    الفتــــح: هو إزالة المانع عند الولوج في الشيء، أو النظر إليه أو فيه، سواء بالبصر ورؤيته بالعين أو بالبصيرة وانكشافه للقلب.


    وفي القمي عن الصادق (ع) في قوله تعالى: ﴿نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ﴾ ، قال: (يعني في الدنيا بفتح القائم (ع) ...) تفسير القمي : ج2 ص366.


    ولا شك أن فتح القائم (ع) يكون بفتح البلاد كلها، وإقامة الدين الخالص فيها، وإعلاء كلمة: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله).
    وكذلك بفتح عوالم الملكوت وانكشافها لكثير من المؤمنين مع القائم (ع).


    إذن، فالحسين (ع) أراد بـ (من لحقه): أي سار على نهج الحسين، وبمبدأ الحسين. كما أن لكل زمان حسين، فمن لحق حسين زمانه لحق الحسين (ع)، ومن تخلف عن إمام زمانه تخلف عن الحسين (ع). وكذلك فإن اللحوق بالحسين (ع) على درجات أعلاها هو لزوم مبدأ الحسين ونهج الحسين والالتصاق بحسين الزمان الذي يعيش فيه المؤمن، وفي الصلاة الشعبانية:
    (المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق)


    وأراد بالشهادة: القتل في سبيل الله، سواء كان قتل البدن، أو قتل الشخصية وهو أعظم من قتل البدن، فدائماً الذين يقفون مع الحق يتعرضون لتسقيط شخصياتهم في المجتمع بقول الزور والافتراء والكذب والبهتان من قبل أعداء الأنبـياء والمرسلين ، كالعلماء غير العاملين وأتباعهم الذين ينعقون بما لا يفقهون، بل وكل متضرر من الدعوة إلى الحق والعدل والصدق وإقامة حدود الله وكلماته.


    والذي يُقتل في سبيل الله يكون شاهداً على الأمة التي قامت بقتله، أو رضيت بقتله وتصفية شخصه أو بدنه المقدس.


    وأراد بالفتح: أي الفتح في العوالم العلوية، وبالتالي معرفة الحقائق، وفي النهاية الفتح المبين، ومعرفة الله سبحانه وتعالى، كلٌ بحسبه.


    فمن لم يلحق بالحسين وينهج نهج الحسين، ويتبع حسين زمانه لا يستشهد، أي: لا يُقتل في سبيل الله، ولا يكون شاهداً بالحق، ثم إنّه لا يدرك الفتح، أي: لا يعرف الفتح، ولا يفقه الفتح ولا يُحصِّل شيئاً من الفتح. ومن أين له معرفة النور، وهو جرذ لا يعرف إلا الظلمة والجحور التي يعيش فيها.


    ومن لحق الحسين (ع) استشهد قطعاً، وأدرك شيئاً من الفتح بحسب مقامه ولزومه للحسين (ع)، أي: أدرك الفتح مع القائم (ع).


    وأخيراً: الحسين حق، وكلمة، وسيف، ومبدأ باقٍ ما بقيت السماوات والأرض، وكل من خالف الحق الذي دعا له الحسين (ع)، وأعرض عن كلمة الحسين (ع):
    (هل من ناصر ينصرنا)، ولم يحمل السيف مع الحسين (ع)، ولم يبنِ أفكاره على مبدأ الحسين (ع)، فقد خذل الحسين وإن أظهر البكاء على الحسين،

    فقد قاتل الحسـين قوماً يدَّعون أنهم يحبون رسول الله محمداً ويسيرون على نهجه ،
    وسيقاتل القائم (ع) قوماً يدّعون أنهم يحبون الحسين ويبكون على مصابه، فلعنة الله على القوم الظالمين، وهؤلاء لم يدركوا شيئاً من الفتح؛
    لأنهم لم يلحقوا الحسين (ع) في يوم من الأيام.



    -------------------------------------------
    Ahmed Alhasan احمد الحسن​
    المصدر : كتاب المتشابهات ج2
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎