إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

ايكم زادته هذه ايمانا..بقلم الاستاذ زكي الصبيحاوي

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • ايمان الانصارية
    عضو جديد
    • 14-07-2015
    • 97

    ايكم زادته هذه ايمانا..بقلم الاستاذ زكي الصبيحاوي

    الاستاذ زكي الصبيحاوي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أيكم زادته هذه إيمانا؟
    الكلمات التي سطرتها الأنامل الطاهرة للإمام أحمد الحسن(ع) صبيحة يوم الجمعة الموافق التاسع والعشرين من ذي الحجة المبارك شهر الولاية والإمامة وشهر حاكمية الله، وشهر خلافة الله لهي آية جديدة من الايات التي أفاضها الله سبحانه على عباده بلسان حجة من حججه الكرام(ع)، قال تعالى {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}(التوبة/124)، ـ الاستشهاد بالآية على سبيل التمثيل ـ إن هذه الحقيقة التي تتحدث عنها الاية القرآنية منطبقة على ما يصدر من حجج الله وخلفائه، وبالفعل تجد هناك من يقول: أيكم زادته هذه إيمانا؟؟
    وهنا ينقسم الناس حيالها فسطاطين:
    الأول: الذين آمنوا زادتهم إيمانا وهم يستبشرون.
    الثاني: الذين في قلوبهم مرض زادتهم رجساً إلى رجسهم ...
    الان لنلحظ الذين آمنوا كيف يستبشرون؟ بمعنى ما الاثار الواقعية التي تظهر عليهم تصبغهم بالاستبشار؟
    الذين آمنوا قلوبهم خزائن رحمة ونعمة، وهم ينتظرون مفاتيح حجة الله تفتح لهم وللناس تلك الخزائن الإلهية، والمفتاح هو تلك الكلمات النورانية التي تنساب إلى القلوب انسياب الماء المصبوب لتنبت القلوب المكتنزة ببذور الخير ويخرج زرعها ويرى الزراع فيها ما يغيظ الكفار,
    الذين آمنوا تنقلهم تلك الكلمات النورانية من حال إلى حال لم يكونوا بالغيه إلا بتلك الإفاضة الربانية ...
    الذين آمنوا ازدادت الحرارة في قلوبهم بل عرفوا معنى الحرارة ومعنى ازديادها واقترانها بتجدد ذكرى الحسين(ص) ، عرفوا أن الحرارة المتصاعدة لا تطفئها الدموع المنسابة على الوجنات، بل يطفئ تلك الحرارة اللاهبة عشق جون للحسين(ص)، وقرار الحر لما ضرب بفرسه نحو فسطاط الحسين(ص) وهو يقول لنفسه: لا والله لا أختار على الجنة بدلا، ويطفئها إفاضات الأصحاب الذين لكل واحد منهم قصة التحاق بالحسين(ص) ترجمت الكيفية التي تنطفئ بها تلك الحرارة ليحل محلها برد أبدي لا زوال له.
    الذين آمنوا عرفوا الان بفضل تلك المفاتيح الالهية أن علاج مشاكلهم وأمراضهم النفسية الدنيوية هو بالعمل في ساحة الله سبحانه، مع الانتباه إلى أن العمل في ساحة الله خال تماما من الخلاف والتنازع والتناحر، بل مبرئ تماما من كل الامراض الدنيوية ويجد العاملون فيه حلاوة العمل، وهذا الامر من عجائب العمل في ساحة الله سبحانه، فقد اعتاد الناس أن العمل بذاته لا حلاوة فيه بل ربما يستشعرون المشقة والأذى فيه، ولكنهم يتحملون ويصبرون لأن أعينهم على الأجر الذي ينتظرونه عقبى العمل، بينما في ساحة الله العامل يستشعر حلاوة عمله إلى درجة أن تلك الحلاوة تنسيه التفكير بالأجر، فيجد أن العمل، مجرد العمل في ساحة الله سبحانه من دون أجر هو جائزة عظيمة، وفيه حلاوة عز نظيرها!!
    الذين آمنوا يهرعون ويفزعون إلى بعضهم كي يعملوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، ولا يجدون في العمل الفردي الحلاوة التي يجدونها في العمل الجماعي، فهم بالعمل الجماعي يتعافون من الأنا (أس البلاء والمرض)، وتكون ساحة العمل الجماعي ساحة جهاد حقيقي يتفضل عليهم ربهم سبحانه ومربيهم بالخلاص من تلك الآفة بأيسر الجهد، على خلاف العمل الفردي الذي قد تتسلل فيه الأنا كتسلل النملة السوداء في الليلة الظلماء على صخرة صماء.
    الذين آمنوا بشراهم أن حبيبهم عليه السلام مع كل كلمة فهو يفيض حبا ومودة ورأفة بهم، بل هو بتلك الكلمات يزيد الدَين دَيْنا عليهم فيشعرون بعظم المسؤولية، فيزدادون خشوعا، وتلين قلوبهم وجلوده إلى ذكر الله ...
    نعم كلماتك سيدي تطفئ عطشنا، وتبدل منا جديب الضمير بآخر معشوشب ممرع (كما ذكر الجواهري الشاعر في رائعته في الحسين(ص))، ما أحلى كلماتكم يا آل محمد(ص)، وحلاوتها أنها تأتي جوابا على سؤال يتلجلج في الصدور، وتأتي دواء لمرض عشعش في النفوس، وتأتي بشرى لقلوب أظمأها وأشقاها هجير البعد عن العيون، فمن عادة المحب أن يشتاق إلى حبيبه بكله.
    واعتذر بدءاً ومنتهى عن تقصيري فضلا على قصوري في التعبير، وعزائي أنكم سادتي قدمتم لنا العذر بقول الحبيب الحسين(ص) في دعاء عرفة: إلهي أنا الجاهل في علمي فكيف لا أكون جهولا في جهلي ....
    ولعل قائل يقول: لماذا لم تتحدث عمن في قلوبهم مرض، ولو بأقل مما تحدثت عن الذين آمنوا؟! جوابي للقائل: المريض يهفوا إلى شفاء، والمعافى يأنف من مقاربة المرضى، ومن هذا وذاك وجدت أن الحديث عن ساحة العافية والمعافاة أجدى وأنفع حتى لمرضى القلوب، نسأل الله سبحانه أن يرزقنا العفو والمعافاة في الدنيا والآخرة ويختم لنا بخير أنه سميع الدعاء.
    والحمد لله وحده وحده وحده.
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎