إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

قراءة في: أحلاس بيوتكم

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • Daawat E Ishq
    مشرف
    • 14-08-2015
    • 142

    قراءة في: أحلاس بيوتكم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قراءة في: أحلاس بيوتكم

    معنى مفردة (حِلْس) بكسر الحاء وسكون اللام هي كما أورده ابن منظور: (وحِلْس البيت ما يُبْسَطُ تحت حُرِّ المتاع من مِسْح ونحوه والجمع أحلاس. ابن الأعرابي: يقال لبِساط البيت الحِلْسُ ... وفلانٌ حِلْسُ بيته إذا لم يبرحه.)(لسان العرب: 7/355/مادة: حلس).

    بحسب المعنى اللغوي؛ حلس البيت هو الذي لا يبارح البيت، أي؛ لا يخرج منه لأي أمر، فإذا خرج منه لا يسمى حلس البيت، لأنه بارحه وخرج منه، فالحلس هو الشيء الملازم لما يضاف له، فإذا أضيف إلى البيت، وجب أن يكون ملازماً البيت لا يفارقه ولا يخرج منه إلى أي أمرٍ كان.

    ورد عن العامة في حديث أبي موسى عن التصرف في حال الفتنة، قالوا: يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال: كونوا أحلاس بيوتكم، أي؛ الزموها.

    في كتاب الغيبة للنعماني رحمه الله، يذكر رواية عن الصادق(ع) يرويها عن أبيه الباقر(ع) متحدثاً عن نار تبدأ من آذربيجان لا يقوم لها شيء، فقال(ع): فإذا كان ذلك فكونوا أحلاس بيوتكم، وألبدوا ما ألبدنا، فإذا تحرك متحرك فاسعوا إليه ولو حبواً ...(ينظر بشارة الاسلام للسيد مصطفى الكاظمي؛ ط1- سنة 1410هـ - مؤسسة البعثة – طهران: ص142-143).

    اليوم هناك من ترك دعوة الحق بزعم أنه من (أحلاس بيوتكم)، فجلس في داره خاذلاً لدعوة الحق، وهو قبل أن يدخل في هذه الفتنة كان عاملا في دعوة الحق ويبشر الناس بظهور اليماني ويذكر لهم أدلة الدعوة ويحتج لها بالحجج الإلهية التي تعلمناها من آل محمد(ص) كهفنا وحصننا وبيوتنا التي أمرنا الله سبحانه أن نأتيها من أبوابها، ولا نأتيها من ظهورها.

    قبل مناقشة الفكرة التي يتوهمها البعض أود تذكرتهم أن العامة يروون عن النبي(ص) في حديث الفتن فتنة سماها؛ فتنة الأحلاس!!!

    الناظر في الرواية التي يذكرها النعماني رحمه الله يلحظ: إن أمر الإمام الباقر(ع) مقترن بحدث يحدث وهو: (نار تبدأ من آذربيجان لا يقوم لها شيء)!! وهنا نسأل المتحلّسين: هل تأكد عندكم حدوث مثل تلك العلامة الحدث فتحلّستم؟؟؟!!

    وهناك أيضاً سؤال ينبغي أن يطرحه المؤمن على نفسه ـ خاصة إذا كان معنى الحلس كما تبين في المعجم ـ أليس المؤمن مأموراً بالتسليم لآل محمد(ص) فهم كهفه وبيته وملاذه الذي لا يبرحه؟؟

    ألسنا مأمورين عند حدوث الفتن بالرجوع إليهم صلوات الله وسلامه عليهم؟؟

    ألا يعني قول الإمام الباقر(ع): كونوا أحلاس بيوتكم، هو كناية عن الكيفية التي على المؤمنين أن يكونوا بها عند وقوع الفتن؟ وهو أن يتمسكوا بآل محمد(ص) وعدم مبارحتهم ومغادرتهم لأنهم الحصن والأمن والأمان؟؟

    وأريد أن أسأل مَنْ يدعون التحلُّس: هل أنتم اليوم لا تخرجون من بيوتكم لعمل أو سفر أو لقضاء أي أمر خارج البيت المادي الذي تزعمون أن الرواية ذكرته؟؟؟!!

    الجواب الأكيد: لا

    فأنتم تذهبون إلى أعمالكم وتسافرون وتغادرون بيوتكم ربما لأيام، فأين أصبحت : (أحلاس بيوتكم)؟؟؟

    إذا شئتم النصيحة والتفكر والتدبر فحالكم اليوم حال طلحة والزبير عندما بايعا أمير المؤمنين(ع) وعاهداه ثم قالا له: نريد العمرة!!

    فأجابهما ـ بما معناه ـ : ما العمرة أردتم إنما تريدون الغدرة!! ولذلك طلب منهما تجديد العهد والميثاق، وعلى الرغم من تجديدهما للعهد والميثاق نكثا لأن النفاق أكل قلبيهما فلم يبق لنور الإيمان والنصح فيهما ولو بصيص أمل!!

    فاحذروا أن يكون حالكم حال من سبقكم، وصدق أمير الحكمة القائل: ما أكثر العبر وأقل المعتبرين.

    فأحلاس البيوت هم المتمسكون بآل محمد(ص) فهم صلوات الله عليهم البيوت التي أمرنا الله سبحانه التزامها والتمسك والاعتصام بها، لأنها بيوت الحق والأمن والأمان، أما الذين يريدون أن يحرفوا الكلم من بعد مواضعه فحالهم حال من سبقهم، فهم مفتونون حد النخاع وغارقون بالفتنة من أخمص القدم إلى قمة الرأس!!
    والباقر(ع) لم يأمرنا بالتحلّس حسب، بل قال كذلك: فإذا تحرك متحرك فاسعوا إليه ولو حبواً.
    فمن هذا الذي أمرنا أهل البيت(ع) أن ننهض إليه ونأتيه ولو حبواً على الثلج؟؟!! (كناية عن عظم الأمر وضرورة الالتحاق به). أليس هو اليماني(ع) الذي ادعيتم الإيمان به واليوم تخذلونه بهذا الزعم المضحك المبكي؟؟

    بالله عليكم؛ ما الفرق بينكم وبين الوهابية عندما يقفون عند حدود اللفظ ودلالته العرفية المادية فعندهم العبارة القرآنية (وجه الله) يعني أنه سبحانه له وجه على الحقيقة؟؟ وها أنتم اليوم تقفون عند حدود اللفظ ودلالته العرفية المادية (بيوتكم) يعني بيوتكم المادية التي تسكنون!!!!

    هذا الذي أنتم فيه فتنة لا منجى لكم منها إلا بالعودة إلى البيت الذي فارقتموه فهو البيت الذي علينا أن نكون به كالبُسُط فيه لآل محمد(ص)، وهذا معنى عالٍ من معاني التسليم الذي هو أعلى درجات الإيمان.

    وانظروا إلى حالكم وتفكروا: هل أنتم اليوم بحال أحسن من الحال الذي كنتم عليه عندما كنتم في ساحة القائم(ع)؟؟

    لاشك ولا ريب أنتم على غير تلك الحال، فما خرج أحد من ساحة آل محمد(ص) إلا تقاذفته الأهواء والآراء وكان نهبة لنفسه الأمارة بالسوء ... ألا هل بلغنا عن المظلوم المهتضم أحمد الحسن(ع)؟ اللهم فاشهد.

    الاستاذ زكي الصبيحاوي


    والحمد لله وحده وحده وحده.
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎