﴿إِذْ قَالَ يُوسُفُ لَأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾

[noor-ahmed-10313]

===================================

سؤال/ 89: ما معنى الآية: ﴿إِذْ قَالَ يُوسُفُ لَأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾ ([1]) ؟

.

الجواب: هذه رؤيا رآها يوسف (علیه السلام) و قد تحققت، و معناها: الشمس و القمر، يعقوب (علیه السلام) و راحيل أم يوسف، و الأحد عشر كوكباً إخوة يوسف، و سجودهم ليوسف (علیه السلام) أي إنّ يوسف قبلة لهم. و القبلة تقصد و يحجّ إليها ([2])، و قد تحقق هذا فقد قصدوا في النهاية يوسف (علیه السلام)، و حجوا إليه و استقروا معه في مصر، و بقيت ذرية يعقوب (علیه السلام) في مصر إلى أن بعث موسى (علیه السلام) و أخرجهم من مصر، هذا فيما مضى و خبر من كان قبلكم. أما فيما بقى، فالشمس: رسول الله محمد (صلی الله علیه و اله و سلم)، و القمر: علي (علیه السلام)، و الأحد عشر كوكباً هم: فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي (علیه السلام)، أما يوسف فهو الإمام المهدي (علیه السلام).

و سجودهم له: أي إنه يُقصد إليه و قبلتهم التي يرومون الوصول إليها صلوات الله عليهم فهو خاتمهم، و الإمام المهدي (علیه السلام) هو المنفذ لشريعة الله في أرضه، و الرسول محمد (صلی الله علیه و اله و سلم) جاء بالشريعة الإسلامية ليطبقها و ينفذها في النهاية الإمام المهدي (علیه السلام)، فالرسول (صلی الله علیه و اله و سلم) و الإمام علي (علیه السلام) و فاطمة (علیها السلام) و الأئمة (علیهم السلام) جميعهم ممهدون لدولة لا إله إلا الله التي سيقيمها الإمام المهدي (علیه السلام) على الأرض، بل إنه صلوات الله عليه قبلة جميع الأنبياء و المرسلين (علیهم السلام)، فجميعهم مهدوا و يمهدون لإعلاء كلمة الله، و الإمام المهدي (علیه السلام) هو من سيعلي كلمة الله، فهو قبلة لهم من حيث إنه منفذ شريعة الله.

و لا تتوهم أنّ القبلة أفضل ممن يستقبلها على الدوام، فرسول الله محمد (صلی الله علیه و اله و سلم) يستقبل الكعبة و هو أفضل منها قطعاً. و قد رآه رسول الله (صلی الله علیه و اله و سلم) في المعراج هو و الأئمة (علیهم السلام) و قد ميزه رسول الله (صلی الله علیه و اله و سلم) عنهم، فقال ما معناه: و قائمهم في أوسطهم و كأنه كوكب دري ([3])؛ و ذلك لأن نوره سيشرق على كل بقعة في الأرض و سلطانه سيهيمن على كل الأرض ، قال تعالى : ﴿ وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا ﴾ ([4])، و رب الأرض : هو الإمام المهدي (علیه السلام) كما ورد عنهم (علیهم السلام) ([5]).

.

.

.

بقية آل محمد علیهم السلام الركن الشديد أحمد الحسن وصي و رسول الإمام المهدي (علیه السلام) إلى الناس کافه المؤيد بجبرائيل المسدد بميكائيل المنصور بإسرافيل ذرية بعضها من بعض و الله سميع عليم ـ کتاب المتشابهات ـ السوال 89

================

[1]- يوسف : 4.

[2]- مر علينا في الجزء الثاني من المتشابهات / سؤال (87) معنى القبلة و حقيقتها و ما السبب وراء وجودها، فراجع.

[3]- عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال: (قال رسول الله (صلی الله علیه و اله و سلم) : لما اسري بي إلى السماء أوحى إلي ربي عز و جل ..... إلى أن قال: فقال (عليه السلام) : ارفع رأسك فرفعت رأسي و إذا أنا بأنوار علي و فاطمة و الحسن و الحسين، و علي بن الحسين، و محمد بن علي، و جعفر بن محمد، و موسى بن جعفر، و علي بن موسى، و محمد بن علي، و علي بن محمد؟ و الحسن بن علي، و "م ح م د" بن الحسن القائم في وسطهم كأنه كوكب دري، قلت: يا رب و من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الأئمة و هذا القائم الذي يحلل حلالي و يحرم حرامي و به أنتقم من أعدائي، و هو راحة لأوليائي، و هو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين و الجاحدين و الكافرين .... ) كمال الدين و تمام النعمة : ص252.

[4]- الزمر : 69.

[5]- عن أبي عبد الله (علیه السلام)، قال: (إذا قام قائمنا أشرقت الأرض بنور ربها، و استغنى العباد عن ضوء الشمس و نور القمر و ذهبت الظلمة) الإرشاد للشيخ المفيد : ص363.

و عن المفضل بن عمر أنه سمع أبا عبد الله (علیه السلام) يقول في قوله: " و أشرقت الأرض بنور ربها " قال: (رب الأرض يعني إمام الأرض، فقلت: فإذا خرج يكون ماذا ؟ قال: إذاً يستغني الناس عن ضوء الشمس و نور القمر، و يجتزون بنور الامام ) تفسير القمي :ج2 ص253


کتاب المتشابهات ـ الإمام احمد الحسن علیه السلام ـ ج3 – س89