إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

كيف يؤثرون المفهوم ويُسَفِّهون مصداق تحققها؟!

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • eham13
    عضو نشيط
    • 30-06-2015
    • 647

    كيف يؤثرون المفهوم ويُسَفِّهون مصداق تحققها؟!

    الصيحة مفهوم والرؤيا من مصاديقها
    كيف يؤثرون المفهوم ويُسَفِّهون مصداق تحققها؟!
    على الرغم من أن الأصوات المنتفعة راحت تتعالى اليوم مع علو صوت قضية الإمام المهدي(ص) بأن العلامة الفيصل في مسألة الظهور المقدس هي علامة (الصيحة) وذهبت تلك الأصوات بعيداً عندما راحت تلبس هذه العلامة لبوس الإعجاز القهري بناء على الفهم المتعسف في دفع هذه العلامة خارج سياقها القانوني في بيان قضية الظهور المقدس، إذ صرحوا أن الصيحة يسمعها كل الناس، وفي وقت واحد وهي تدل الناس على صاحب الأمر!! من دون أن تصرح هذه الأصوات أن صيحة الحق في أول النهار تعقبها صيحة أخرى تلبس على الناس الأمر وهي صيحة آخر النهار، ولذا السؤال يتوجه لأولئك الذين يزعمون أن الصيحة أمر إعجازي قهري، لماذا يلتبس على الناس أمر الصيحة عندما يسمعون بعد صيحة الصباح صيحة في المساء تدلهم على مسمى آخر غير صاحب الحق الإلهي؟؟!!
    لعل من النافع التنبيه على أن الخطاب الديني اليوم لبس رداء السياسة النفعية المادية المستندة إلى فكرة؛ أن لا وجود لحق مطلق، ولا وجود لعدل مطلق، فراح يجتهد في تلوين الخطاب الديني بنهج تلك السياسة العابثة في قضية الظهور المقدس من خلال جملة من الطروحات التي تتوازر لتسفيه قضية الظهور، أو لا أقل تعمل على جعل رؤية هذا الأمر العظيم من الأمور الضبابية التي تدفع الجمهور إلى تركها للزمن وإهمالها بدلا عن التعامل معها وهي بتلك الضبابية العجيبة!!!
    أتساءل مثل الكثيرين: لماذا تتمسك تلك الأصوات بأن (الصيحة) هي العلامة الوحيدة الفيصل في قضية الظهور المقدس؟! خاصة ومن لديه أدنى اطلاع على روايات أهل البيت(ع) التي ذكرت هذه العلامة تبين بأنها مفهوم مشكك يتحقق بوقوع أي مصداق من مصاديقه المتعددة، مثل (النور) هو مفهوم مشكك يتحقق بإضاءة شمعه فيصدق على ضوئها مفهوم النور، وكذلك يتحقق بإضاءة مصباح وهكذا وصولا إلى ضوء الشمس، فالصيحة كذلك مفهوم مشكك يتحقق بكل وسيلة ملكوتية، بما أنها صيحة من الملكوت، وهذه الصيحة تتحقق بالرؤى الكثيرة المتعددة التي تشهد لصاحب الحق، وتلك الرؤى رآها أشخاص كثيرون في مشارق الارض ومغاربها في أزمنة متقاربة بصورة يستحيل معها تواطئهم على الكذب، وبتحقق الرؤى الشاهدة بأحقية ذلك الرجل تتحقق الصيحة، وهنا نسأل تلك الأصوات: لماذا تعوِّلون على الصيحة وتعلنون أنها العلامة الفيصل، ومن جهة أخرى تعلنون بوقاحة عجيبة أن الرؤيا أمر لا يُعَوَّلُ عليه في معرفة صاحب الحق؟؟ أليست الرؤيا مصداقاً من مصاديق الصيحة الواضحة؟؟
    ورد في كتاب الملاحم والفتن للسيد ابن طاووس ما نصه: (حدثنا نعيم، قال الوليد، وأخبرني جراح عن أرطأة، قال: فيجتمعون وينظرون لمن يبايعونه فبيناهم كذلك إذ سمعوا صوتاً ما قاله إنس ولا جان؛ بايعوا فلانا باسمه ليس من ذي ولا ذه ولكنه خليفة يماني.)(الملاحم والفتن: 72)، من المعلوم أن الخلق القائلين إما إنس أو جان أو ملائكة، والخبر قال: ما قاله إنس ولا جان، فلم يبق قائل له إلا الملائكة، والملائكة لا يقولون في عالم الملك، إنما يقولون في عالم الملكوت، ويسمع الناس صوتهم في الرؤى أو الكشوفات أو النقر أو القرع، وتلك الطرق من مصاديق الصيحة، وقادت نادت الملائكة في الملكوت باسم المبايَع له وهو أحمد(ع) الذي احتج على الناس وقال لهم: اسألوا الله عني، وجاء جواب الله سبحانه بلسان ملائكته.
    فلماذا تنكرون أن الرؤى من مصاديق الصيحة التي قلتم عنها أنها العلامة الفيصل في بيان زمن الظهور المقدس؟ أليس حالكم هذا هو حال من وصفها الله سبحانه بقوله{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}(النحل/92).
    والحمد لله وحده وحده وحده.
    (الاستاذ زكي الصبيحاوي)
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎