إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

المهدي ؛ فكرة أو عقيدة؟الاستاذ زكي الصبيحاوي

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • وا احمداه
    مشرف
    • 22-09-2008
    • 833

    المهدي ؛ فكرة أو عقيدة؟الاستاذ زكي الصبيحاوي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا.

    السلام عليكم أخوتي مرتادي هذه الصفحة، وأبارك لكم حلول شهر شعبان الخير سائلا المولى سبحانه أن يوفقنا فيه جميعا إلى مراضيه بنصرة وليه المظلوم المهدي(ع)، ويجنبنا معاصيه بخذلانه، والانشغال بسواه عنه.

    المهدي ؛ فكرة أو عقيدة؟

    راح يشيع في الأوساط الإسلامية المعاصرة منطق يفصح عن توجه البشرية ـ ولو شئنا الدقة في التعبيرـ يفصح عن ضياعها وتيهها، هذا المنطق يقول: إن المهدي فكرة!!! وليت شعري من سيتهم الناس في زرع هذه الفكرة؟؟!! هل سيتهمون الله سبحانه وأنبياءه ورسله(ع)؟؟ لأن (فكرة) المهدي شرعة إلهية، وليست انتاجاً بشرياً، والدليل على ذلك سهل بسيط: القاعدة المنطقية تقول: (فاقد الشيء لا يعطيه)، والبشر ـ خلا الأنبياء والأوصياء ـ هم فاقدون للعدالة والرحمة والصدق، ولو كان لديهم عدالة ورحمة وصدق، لما كان هناك من داعٍ لبعث الأنبياء والمرسلين لدعوة الناس إليها، ودفعهم لأرواحهم ثمنا لتلك الدعوة! واستنادا إلى هذا الاستدلال البسيط تثبت حاجة الناس الضرورية إلى وجود (منقذ) لهم أو مهدي يخلصهم من مستنقع الظلم والجور الذي غاصوا به إلى آذانهم حتى أشرفوا على الهلاك!!

    ولذا يعد صوتاً غريباً أن يطلع على الناس في هذه الظروف الملحة التي يشتد فيها طلب الناس للمهدي، من يشكك في حقيقته وحقيقة وجوده، والعمل على وصف هذه الحقيقة بالفكرة!!

    ومن تلك الأصوات الغريبة صوت الباحث عدنان إبراهيم الذي يرى أن المهدي ليس أكثر من فكرة لا سبيل لإثباتها مستنداً بذلك إلى خلو صحيحي البخاري ومسلم من حديث واحد في المهدي المنتظر، بينما يوردان أحاديث عن السفياني والقحطاني!!! أليس هذا من المفارقات التي تدعو الباحث المنصف إلى النظر في عدالة الرجلين فضلا عن علمهما؟!

    ويستدل على نفي طول عمر الإمام المهدي(ع)، وبالمقابل يثبت الخلود لإبليس بقوله تعالى{وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ}(الأنبياء/34)، حيث يقول إن البشر لا يخلدون، ولذلك الآية لم تقل (وما جعلنا لخلق أو لأحد) فالخلود يمكن لإبليس(لع)، وغير ممكن للأنبياء والأوصياء(ع) لأنهم بشر!!! هذا بنظر باحث يزعم العلمية والإنصاف!!

    ولو سألنا الباحث: من الأعلى مقاماً في الخلق؛ البشر (الأنبياء والأوصياء) أو الملائكة أو الجن الذين منهم إبليس(لع)؟!

    لا أظن أن الباحث سيتورط ويفضل أحد من تلك المخلوقات على البشر بعد سجود الملائكة وعصيان إبليس(لع)، فالبشر (الأنبياء والأوصياء) هم الأعلى مقاما، والأكرم خلقاً على الله سبحانه، هكذا شاء الله، وهكذا جرت مشيئته.

    ولذا فعندما يخاطبهم الله سبحانه بعدم الخلود فهذا الخطاب جارٍ على من دونهم، فإذا كان الأولى بالخلود لا يخلد، فمن باب أولى أن مَنْ دونه لا يخلد، وبذلك تصور الباحث أن إبليس(لع) أعطي الخلد إلى يوم القيامة هو تصور خاطئ تماما، وليس هناك ولو احتمال يمكن من خلاله حمله على مقاربة الصحة.

    لماذا أفتى الباحث تلك الفتوى بامتناع الخلود ـ أي طول العمر ـ للبشر، وأباحه لإبليس استنادا إلى فهمه للآية الكريمة؟! ليدفع القول بطول حياة الإمام المهدي(ع) كل هذه القرون، ومن ثم فالمهدي بذلك ليس حقيقة، وليس واقعاً، وإنما فكرة هكذا سابحة في فضاء الفكر البشري.

    هنا ملحظ ينبغي الإلتفات إليه: الخلود يعني عدم الموت، وليس طول العمر، فنوح(ع) بشر وتنطبق عليه الآية، على الرغم من عمره الطويل، ولم يقل أحد إن المهدي لا يموت، ولا يتنافى طول العمر مع حدوث الموت، فكلا من الموت والحياة آيتان إلهيتان لا دخل لطول العمر أو قصره فيهما.

    لعل قائل يقول: لماذا وضعت ثلاث روابط للباحث، مع أن حديثه هو في رابط واحد، والرابطان الآخران يتحدثان عن أمرين مختلفين؟؟!!

    أقول: من تدبر في الرابطين الآخرين ونظر في حديث الباحث فيهما عن معاناة أهل البيت(ع) وسبب تسميتهم بـ(الثقل)، وقضية عاشوراء وما جرى فيها وعليها، وكيف أن البخاري ومسلم اللذين احتفلا بذكر السفياني والقحطاني ولم يذكرا شيئا عن المهدي(ع)، كيف غفلا عن ذكر مأساة عاشوراء، وكيف أن صحيحيهما خلو تماماً من ذكر حديث لأهل البيت(ع)، خلا حديث الثقلين، سوف يتبين له كيف أن الباحث ينسى، أو أنه لا يربط كلامه بكلام سابق له، وبذلك تضطرب الرؤية عنده وعند من يستمع إليه؟؟!!

    يعلم الباحث تماما كما يعلم كل من البخاري ومسلم أنهما لو ذكرا في صحيحيهما حديثا لآل محمد(ص) لما عاد لكتابيهما زمر ولا طبل، ولما وصفا بالصحيحين، بدليل قول الباحث عند حديثه عن معنى تسمية أهل البيت(ع) بـ(الثقل)، وبدليل حديثه عن معاناة من والى أهل البيت وشايعهم وكان لهم تبعا.

    استنادا إلى هذا المنطق الذي تحدث به الباحث في الرابطين الآخرين، سوف يجتهد البخاري ومسلم على إبعاد ذكر المهدي وما ورد فيه من مرويات صحيحة من رسول الله(ص) ومن أهل بيته(ع)، لأن ذكر المهدي سيعصف بالصحيحين، وتبور بذلك بضاعتهما في سوق السلاطين.

    المهدي سنة إلهية، وعقيدة ثابتة بالبرهان، ولننتبه على أن البرهان لا يكون بحسب مبتنيات العالم البراغماتي وليم جيمس، فالفكر البراغماتي يستند إلى أن ما ليس محسوساً ليس معقولا، وما ليس معقولا لا وجود له، أي ما ليس محسوسا لا وجود له، ولذا فالحديث عن فكرة الغيب لدى هذا الفكر ومعتنقيه هي ضرب من الخيال والوهم، فهل يصح للباحث أن يتعكز على فكر يصادر دينه جملة وتفصيلا؟؟!!

    لذا فالاستشهاد بعالم غربي براغماتي على نفي فكرة المهدي ـ كما يزعم الباحث ـ هو لعمري من المضحكات المبكيات، لأن هذا العالم الغربي البراغماتي بحسب قواعده وبراهينه التي يستند إليها: عنده (الله سبحانه) فكرة غير قابلة للإثبات والبرهنة عليها، فهل يريدنا الباحث عدنان إبراهيم أن نذهب خلف هذا الفكر الإلحادي؟؟؟!!!

    أما سؤاله: أ نحن نبدأ بالاعتقاد ثم نبرهن، أو نبرهن ثم نعتقد

    لا يوجد باحث يعتقد ثم يبرهن، وهذه سمة البحث والمنهج العلمي، أما فكرة الاعتقاد ثم البرهنة هي فكرة الذين يستندون إلى التقليد، وهذا الأمر ليس مقصوراً على المسلمين، بل هو جارٍ في واقع البشر كلهم على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، نعم قلة هم الباحثون، وكثير هم المقلدون.

    وللبرهنة على وجود المهدي، ينبغي أن ننطلق من: الحكمة من الوجود والخلق، فإذا اكتشفنا أن الخلق والوجود يسيران بنظام ووتيرة قانونية نحو التطور والارتقاء، فهذا يعني أن هناك هدفاً يسير له الخلق، ويكون خالقهم هادفاً مقنناً، واستنادا إلى ذلك فلابد من وجود مخلوق هو صورة لذلك الخالق الهادف المقنن، وهذه الصورة الخلقية يتجسد فيها صدق الخالق ورحمته وعدله، أي لابد من وجود منقذ للبشرية من السقوط في هاوية الظلم والجور، وبعكس هذا البرهان لا يكون للخلق غاية ويكون الخلق سائراً نحو العبثية بلا هدف ولا قانون للارتقاء، وهذا خلاف ما أثبتته الأبحاث العلمية في (الجين) الساعي إلى هدف تحصيل الذكاء وفق نظام تطوري ، وكذلك الكون الساعي إلى التوسع.

    ولذا ينبغي أن نكون منصفين مع أنفسنا عند البحث في أمر ما، ولا نجتهد كما اجتهد الباحث عدنان إبراهيم في تلفيق خطاب لا ينطلي إلا على من أغلق عليهم هذا اللون من الخطاب أبواب البحث والنظر والتدقيق، فلو كان المهدي فكرة بشرية لماتت كما مات ملايين الأفكار التي لا واقع لها إلا في وهم صانعيها، مثل الأساطير، وكذلك هناك أمر مهم ينبغي الالتفات إليه وهو: المهدي مستقبل، والأفكار في ما يُستقبل تكون باحثة ولا تكون صانعة، فالأساطير دائما تتحدث بالأفعال: (كان يا ما كان)، ولم يسمع أحد أن الأساطير تتحدث فيما سيكون، (فاقد الشيء لا يعطيه).
    رابط الحديث عن المهدي:

    https://www.youtube.com/watch?v=jhWt3LxRiF0

    الرابطان الآخران:

    https://www.youtube.com/watch?v=4FSvHd6dYns

    https://www.youtube.com/watch?v=Hb7s_rndQyY
    والحمد لله وحده وحده وحده
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎