إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

حاكمية الله - بقلم الأخ الأنصاري مصطفى حميد

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • مستجير
    مشرفة
    • 21-08-2010
    • 1034

    حاكمية الله - بقلم الأخ الأنصاري مصطفى حميد

    بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليمآ كثيرا

    الحلقة الاولى :

    1- حاكمية الله



    ربما هذا المصطلح غريب على الكثير وربما لم يسمع به الا القليل فنبين ما معنى حاكمية الله اولا



    حاكمية الله هي بمعنى الدستور من الله والمنفذ منصب من الله



    وحاكمية الله تعني ان الحكم لله تشريعا وتنفيذا فالله هو من يضع الشريعة وهو من ينصب المنفذ لهذه الشريعة سواء كان نبيا ام وصيا ام اماما ام حتى ملكا كطالوت ع (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً) البقرة 247.. ...

    والسؤال ماهي عقيدتنا في حاكمية الله؟



    حاكمية الله في ارضه بشقيها التشريع والتنفيذ، التشريع الذي هو الشريعة الالهية والتنفيذ الذي يكون من خلال الحاكم الواجب الطاعة او الشخص الواجب الطاعه او الخليفه الواجب الطاعه الذي تكون طاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله لانه من ينصبه

    فنحن نقول ان المنفذ لابد ان يكون منصب من الله تبارك وتعالى

    وهذا هو دين الله أي الايمان ان الدستور الهي والمنفد الهي والاختيار لله وحده. والقران واضح في ان هناك حكام واجبي الطاعة من الله

    النبي +الرسول + الامام + الملك + خليفة الله .....كلها عناوين وصفات لهذا الحاكم الواجب الطاعة وهذه العقيده واضحه في كتاب الله لان الله مالك الملك ونحن عبيد له نعيش في مملكته

    قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم

    {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }آل عمران26


    {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }الملك1


    فتنصيب الخليفه بيد الله ولا دخل للخلق بتنصيب المنفذ لشريعة الله وهذا واضح في كتاب الله فنجد اول خليفه لله في ارضه نصبه الله واختاره


    قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم


    وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {30}البقرة



    يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ) سورة ص 26



    {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ



    وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }البقرة124



    فالايات صريحة تبين ان من اختارهم الله واوجب طاعتهم هم الذين اختارهم هو سبحان بل حتى الملائكه المطهرون لم يجعل لهم الاختيار لذلك الخليفه فبعد اعتراضهم بكتهم الله بقوله (قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {30} البقرة


    فالله هو من يضع الشريعة وهو من ينصب المنفذ لهذه الشريعة سواء كان نبيا ام وصيا ام اماما ام حتى ملكا كطالوت ع (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً) البقرة 247



    ولهذا فالكل متفق على الشق الاول من الحاكمية أي التشريع وانه الهي ولايجوز تدخل البشر فيه اوالتشريع باهوائهم، ولكن الاختلاف في التنفيذ او المنفذ بالخصوص

    فالاصل في وجوب الطاعة هو لله سبحانه

    وللرسل والانبياء بالتبعية لانهم بامر الله سبحانه وتعالى ولا يامرون بغير ما يريد الله سبحانه... فالانبياء الرسل والملوك المختارين من الله سبحانه واجبي الطاعة :بامر الله سبحانه قال تعالى



    وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً



    فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ



    ({شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ }الشورى13



    2- الآن لنعرف ما هي مهمة المصلح المنتظر ؟


    وهذا قبس من كلام الامام احمد الحسن ع من كتاب حاكمية الله قال:


    قال تعالى ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) (الذريات:56)


    وفي الرواية عنهم (ع) أي ليعرفون فأهم مهمة للمصلح المنتظر (ع) هي أن يعّرف الناس بالله سبحانه وتعالى ويسلك بهم إلى الله فهو دليل الله سبحانه وحجته على عباده



    المهمة الثالثة للمصلح المنتظر (ع) هي أن يعرف الناس بالرسالات السماوية والشرائع الإلهية وينفي عنها التحريف والباطل ويظهر ألحق والعقيدة التي يرضاها الله سبحانه وتعالى والشريعة التي يرضاها الله سبحانه .

    وبالنتيجة فإن أهم ما يأتي به المصلح المنتظر (ع) لإصلاح الدين هو العلم والمعرفة والحكمة (ويعلمهم الكتاب والحكمة

    تابعونا...

    .....................................

    الحلقة الثانية :


    3-لنعرف الآن من ادم ع الى النبي محمد ص من الذي يختار الخليفه الله ام الناس ؟


    كل المسلمين يؤمنون بأن القرآن تبيان لكل شيء، قال تعالى: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَـؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }، النحل / 89.


    وإنه لم يفرط بشيء، قال تعالى: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ }، الأنعام / 38.


    ولكنهم ويا للغرابة منشغلون عنه أشد الانشغال، وبعيدون عنه كل البعد.


    فـ( يوشك الاسلام أن يدرس فلا يبقي إلا اسمه ، ويدرس القرآن فلا يبقى إلا رسمه . ( الديلمي - عن أبي هريرة ) ) - كنز العمال المتقي الهندي - ج 11 - ص 181.


    --------------------------------------------------------------------------------

    إذن علينا أن نعود إلى القرآن، ونجعله عيوننا التي نبصر بها، فنعرض عليه كل ما اختلفنا فيه، ونترك له أن يقول كلمة الفصل، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر


    فالقران يصرخ بمسامعنا ان الاختيار والاصطفاء بيد الله ولا دخل للخلق باختيار خليفة الله


    قال تعالى : ( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ). ال عمران 33، وهو صريح في اصطفاء آل إبراهيم عليهم السلام

    ومن الآيات التي صرحت في اختيار الله الأنبياء من ذرية إبراهيم (ع) قوله تعالى عن إبراهيم (ع) : ( ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين ).العنكبوت 27

    فهذا كتاب الله بين ايدينا تصفحناه ولم نجد دخل للناس باختيار خليفه لله سواء كان نبي ام رسول ام امام ام ملك بل الذي يختار هو الله تبارك وتعالى لانها مملكته سبحانه



    {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً }النساء53



    {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }القصص68



    {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى }طه134


    ولو تدبرنا كتاب الله جيدا لوجدنا ان الله هو الذي يختار ويعطي من اختاره الكتاب والحكم والنبوة



    قال تعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرائيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) (الجاثـية:16(

    ...................


    (يوسف: 22( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)



    - والآن لنعرف بعد رسول الله ص من الذي يختار الخليفه الله ام الناس ؟


    بعد ان بينا اختيار الله تبارك وتعالى للشخص الواجب الطاعه من ادم ع الى النبي محمد ص وان الاختيار لله وحده لانه هو المشرع وهو الذي يختار المنفذ لتلك الشريعه نعرج الان الى ما بعد رسول الله ص هل يوجد اشخاص واجبوا الطاعه منصبون من الله بعد النبي محمد ص ام لا؟


    فنقول ان سنة الله تبارك وتعالى في اول الخلق هي سنة الله في اخر الخلق وان سنة الله لا تتبدل ولا تتحول


    قال تعالى(فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً }فاطر43


    {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً }الأحزاب62



    {سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً }الفتح23


    مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً [الأحزاب 38



    اكيد ان سنة الله لا تتبدل ولم تتبدل فالملك لله والاختيار بيده سبحانه والدليل على وجود واجبي الطاعه بعد النبي ص واضح في قوله تعالى



    قال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ


    ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾ النساء:59.



    4—وهذا بيان اولي الامر من قول الامام احمد الحسن ع


    (السؤال/ 75:بسم الله الرحمن الرحيم، السيد أحمد الحسن u السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لي صديقة سنيّة وقد طرحت عليَّ بعض الإشكالات التي حيّرتني، وهي في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾، لماذا لم يأمر بالردّ إلى أولي الأمر إن كانوا هنا معصومين ؟ المرسل: شيماء حسن علي

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.

    1- بعد هذه الآية بآيات في نفس السورة قال تعالى:﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً ﴾ النساء: 83.


    وفي هذه الآية أمر الله بالرد إلى أُولي الأمر وفي هذا كفاية لمن ألقى السمع وهو شهيد.

    2- الرد إلى الرسول من بعده يعني الردّ إليهم ؛ لأنّهم الامتداد لدعوته الإلهية وإلاّ لماتت هذه الآية:﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾(- النساء: من الآية 59.

    بموت رسول الله ولم يكن هناك حاكم يحكم بأمر الله يرد إليه عند التنازع، فينتفي عندها الردّ إلى الرسول وإلى الله سبحانه.


    3- حاشاه سبحانه وتعالى من أن يُضيع عباده، فلماذا يضع لهم من يرجعون إليه عند تنازعهم في زمن ثم يهملهم في آخر، وهل هذا هو العدل الإلهي في نظرهم ؟!! وإن قالوا نرجع إلى القرآن وسنّة الرسول من بعده، فقد لجّوا في العناد والمكابرة، أولم يكن قبل نزول هذه الآية قرآن منزل وسنّة للرسول ، فلماذا لم يأمر سبحانه بالاكتفاء بها، بل إنّ لكل حادث حديثاً، ولكل مستجد حكماً من الله يعلمه رسول الله وأُولو الأمر آل محمد الأئمة والمهديون الذين أمر الله بطاعتهم ؟ وإن قالوا إنّ بعد محمد تم الدين بالقرآن والسنّة النبوية التي عندهم ولا تنازع بعده .



    فأنّا لا أنقلهم إلى تنازعهم في الأحكام منذ مئات السنين، فهذا يحلل وذاك يحرّم نفس الشيء، بل كفّر أئمتهم بعضهم بعضاً في مسألة خلق القرآن المعروفة. لكن أريد طرح مصيبة اليوم التي هم فيها مختلفون، وهي مصيبة تحليل إرضاع الكبير الذي افترت عائشة على رسول الله أنّه جوزه، وحاشاه صلوات الله عليه وعلى آله من هذا الفساد الذي افترته عائشة بنت أبي بكر ولم تعمل به معها إلاّ حفصة بنت عمر، ولم يرتدعا عندما ضرب الله لهما مثلاً امرأتي نوحu ولوط u، ولم يزدهما هذا المثل إلاّ طغياناً ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴾( - التحريم:10.



    عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ، قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ u عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَ إِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ﴾. قَالَ: ( إِيَّانَا عَنَى أَنْ يُؤَدِّيَ الْأَوَّلُ إِلَى الْإِمَامِ الَّذِي بَعْدَهُ الْكُتُبَ وَالْعِلْمَ وَالسِّلَاحَ. وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ، الَّذِي فِي أَيْدِيكُمْ. ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ، إِيَّانَا عَنَى خَاصَّةً أَمَرَ جَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ بِطَاعَتِنَا، فَإِنْ خِفْتُمْ تَنَازُعاً فِي أَمْرٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ، كَذَا نَزَلَتْ وَكَيْفَ يَأْمُرُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِطَاعَةِ وُلَاةِ الْأَمْرِ وَيُرَخِّصُ فِي مُنَازَعَتِهِمْ، إِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ لِلْمَأْمُورِينَ الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)(- الكافي: ج1 ص276.

    .... تابعونا



    ............................

    الحلقة الثالثة :



    5-وخلافة الله في ارضه من قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } - البقرة30


    تنص الآية الشريفة على أن منصب الخلافة أو الإمامة جعل أو تنصيب وتعيين من الله تعالى، فآدم (ع) مجعول من الله تعالى خليفة في الأرض. والذي يدل على أن المراد هو الإمامة وليس الاستخلاف العام للبشر الذي نطقت به آيات أخرى، هو أن الخليفة في الآية المباركة زُود بعلم لا تملكه حتى الملائكة، قال تعالى:



    { وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }- البقرة31



    ومعلوم أن بني آدم ليسوا جميعهم يملكون هذا العلم، وكيف وفيهم من هو كالأنعام بل أضل سبيلاً، قال تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً }- الفرقان44







    كما أن الأمر بالسجود للخليفة، وهو سجود طاعة لا سجود عبادة كما هو واضح، يدل على أن طاعته مفترضة، حتى بالنسبة للملائكة، قال تعالى:



    {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ }.[1] - الحجر29





    --------------------------------------------------------------------------------



    ويدل عليه كذلك إن الملائكة حين قالوا: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء) بكّتهم الله عز وجل بقوله: (قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ )، ومعلوم أن بني آدم يفسدون ويسفكون الدماء، بخلاف الإمام أو الخليفة، فلو كان كل البشر هم المقصودون لم يكن موجِب لتبكيت الملائكة.



    إن التعبير القرآني الذي جاء بصيغة اسم الفاعل: ( جَاعِلٌ )، الذي وقع خبراً لـ ( إن ) يدل على أن الخليفة موجود في كل زمان فلا يخلو منه زمان، ذلك أن صيغة الفاعل ( جَاعِلٌ ) بمنزلة الفعل المضارع الذي يفيد الدوام والإستمرار، وهذا الجعل يناظر ما ورد في القرآن الكريم من قبيل قوله تعالى : ( جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِـلَـلاً ) و( وَ جَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا ) ونحوهما، وهي تفيد معنى السنة الإلهية الثابتة.


    --------------------------------------------------------------------------------

    والحق إن دوام الخلافة واستمرار وجود الخليفة وحده يجعل اعتراض الملائكة غير ذي موضوع. إذ لو افترضنا عدم وجود الخليفة أو الإمام في زمن معين فلن يكون المعنى من الخليفة هو الإمام وإنما مطلق الناس، وهؤلاء ثبت أنهم يفسدون فلماذا تم تبكيت الملائكة إذن؟ إن تبكيت الملائكة يكون له وجه فيما لو كان المراد وجود من لا يفسد في الأرض وهو الإمام



    وأيضآ قول الله سبحانه : {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ }. - ص26.

    الخلافة هنا كما هو واضح بمعنى الحكم، والخليفة هو الحاكم والإمام، ويدل عليه قوله تعالى: ﴿فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ﴾، والخلافة هنا إنها جعل وتنصيب من الله تعالى، ويلاحظ أنها لم تنسب إلى الناس جميعاً أو إلى البشريّة، وإنّما نُسبت إلى شخص داود الذي هو معيّن من قبل الله تبارك وتعالى، ولم يكن للناس أيّ دخل في تعيينه.



    6- ومن قوله تعالى

    4-{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } - البقرة124

    هذه الآية الكريمة تنص على أن الإمامة جعل من الله تعالى، ففيها ( إني جاعلك للناس إماما )، كما أن قوله تعالى: ( لا ينال عهدي الظالمين ) جواباً على طلب إبراهيم الإمامة لذريته دليل على أن إمامة الظالم ليست من الله تعالى وهي بالنتيجة إمامة باطلة وغير شرعية.



    والآية علاوة على ما تقدم تدل على أن الإمامة أمر آخر غير النبوة، فإبراهيم (ع) قد استحق الإمامة بعد أن رزقه الله بالذرية وهو شيخ، قال تعالى:



    {قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ}- هود72



    وإبراهيم (ع) كان نبياً قبل أن يرزق بالذرية كما هو معلوم.



    وفي الآية كذلك دليل على أن مقام الإمامة أعظم شأناً من مقام النبوة، فقد استحقها إبراهيم النبي (ع) بعد أن اجتاز بنجاح جملة من الابتلاءات أوضحها امتحانه بذبح ولده إسماعيل (ع)، قال تعالى: ( {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ }[1] - الصافات102



    إلى قوله تعالى:{إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ} - الصافات106

    .......تابعونا

    .............................

    الحلقة الرابعة :



    7- وكما ان الأرض لاتخلو من حجة وهذه بعض اقوال علماء السنه بان الارض لا تخلوا من حجة


    قال ابن تيمية: قال تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ولا تزال فيه طائفة قائمة ظاهرة على الحق فلم ينله ما نال غيره من الاديان من تحريف كتبها وتغيير

    شرائعها مطلقا لما ينطق الله به القائمين بحجة الله وبيناته الذين يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنوره اهل العمى فإن الارض لن تخلو من قائم لله بحجة لكيلا تبطل حجج الله وبيناته )مجموع الفتاوى الجزء 25 صفحة 130

    و قال ابن حجر: وفي صلاة عيسى خلف رجل من هذه الأمة مع كونه في آخر الزمان وقرب قيام الساعة دلالة للصحيح من الأقوال أن الأرض لا تخلو عن قائم لله

    بحجة والله أعلم فتح الباري - ابن حجر الجزء 6 صفحة 494



    وقال العيني: وفي صلاة عيسى خلف رجل من هذه الأمة مع كونه في آخر الزمان وقرب قيام الساعة دلالة للصحيح من الأقوال أنه الأرض لا تخلو عن قائم لله

    بحجة عمدة القاري الجزء 16 صفحة 40



    عن أبي أسماء عن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم ثم تطلع الرايات

    السود قبل المشرق فيقاتلونكم قتالا لم يقاتله قوم ثم ذكر شيئا فقال : إذا رأيتموه فبايعوه و لو حبوا على الثلج فإنه خليفة الله المهدي

    هذا حديث صحيح على شرط الشيخين



    (وقال الذهبي): على شرط البخاري ومسلم



    المستدرك الجزء 4 صفحة 510



    سنن ابن ماجه الجزء 2 صفحة 1367



    وفي النهاية نسأل الله لكم التوفيق لمعرفة الحق وهو اوضح من الشمس في رابعة النهار ويقول لكم الامام أحمد الحسن (ع)

    (اقرؤوا ابحثوا دققوا وتعلمو واعرفوا الحقيقة بأنفسكم لا تتكلوا على احد ليقرر لكم آخرتكم فتندموا غدآ حيث لاينفعكم الندم ( وقالو ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ) هذه نصيحتي لكم ووالله انها نصيحة مشفق عليكم رحيم بكم فتدبروها وتبينوا الراعي من الذئاب).

    =======================
    بقلم الأخ الأنصاري مصطفى حميد


    قال الامام أحمد الحسن ع:
    [ والحق أقول لكم ، إن في في التوراة مكتوب:
    "توكل علي بكل قلبك ولا تعتمد على فهمك ، في كل طريق اعرفني ،
    وأنا أقوم سبيلك ، لا تحسب نفسك حكيماً ، أكرمني وأدب نفسك بقولي."
    ]

    "اللهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ، وَإِنِّي خَائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، فَأَجِرْنِيْ مِنْ نَفْسِيْ يَا مُجِيرَ"
  • ansari
    مشرف
    • 22-01-2011
    • 9069

    #2
    رد: حاكمية الله - بقلم الأخ الأنصاري مصطفى حميد

    احسنتم جزاكم الله كل خير

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎