إشكالهم (الذي يشبه اشكال اتباع المراجع) :
في كتاب العجل يذكر السيد نصا من
انجيل برنابا ..
[
أما عيسى (ع) فلم يرضَ عنه معظم علماء بني إسرائيل وكبراؤهم؛ لأنّ وجوده (ع) بينهم كان توبيخاً لهم، وزهده فضيحة أخزتهم.
ورد في الإنجيل: (وحينئذٍ وبخ يسوع الشعب بأشد عنف؛ لأنهم نسوا كلمة الله، واسلموا أنفسهم للغرور فقط، ووبخ الكهنة لإهمالهم خدمة الله ولجشعهم، ووبخ الكتبة لأنهم علموا تعاليم فاسدة وتركوا شريعة الله، ووبخ العلماء لأنهم أبطلوا شريعة الله بواسطة تقاليدهم. وأثر كلام يسوع في الشعب حتى إنهم بكوا جميعهم من صغيرهم إلى كبيرهم يستصرخون رحمته ويضرعون إلى يسوع لكي يصلي لأجلهم ما خلا كهنتهم ورؤسائهم، الذين أضمروا في ذلك اليوم العداء ليسوع؛ لأنه تكلم ضد الكهنة والكتبة والعلماء فصمموا على قتله، ولكنهم لم ينبسوا بكلمة خوفاً من الشعب، الذي قبله نبياً من الله. ورفع يسوع يديه إلى الرب الإله وصلى، فبكى الشعب وقالوا ليكن كذلك يا رب ليكن كذلك، ولما انتهت الصلاة نزل يسوع من الهيكل وسافر ذلك اليوم من أورشليم مع كثيرين من الذين اتبعوه وتكلم الكهنة فيما بينهم بالسوء في يسوع) [انجيل برنابا : الفصل 12].
وسيلاقي المهدي (ع) ما لاقاه أسلافه من الأنبياء والأوصياء من علماء الدين والطواغيت، ولعل مصيبته ستكون أكبر كما تدل عليه بعض الروايات. وسيأتي البحث في رواية تأول علماء الدين للقرآن واحتجاجهم على المهدي (ع) بآيات القرآن الكريم، بعد أن يفسروها بعقولهم الناقصة وأهوائهم الشخصية ([122]). ]
وأيضا قال:
[
.....أمّا في إنجيل برنابا فهناك تصريح من عيسى (ع) أنّه جاء ليبشر بمحمد (ص) ورجل آخر رمز له بالمختار، أو واحد من المختارين والذي سيظهر دين محمد (ص)، كما قال (ع) أنّه جاء ليمهد الطريق لمحمد (ص)، ولشريعته التي ستكون في زمن نزول عيسى (ع) شريعة أهل الأرض جميعاً. ]
فكيف يحتج بنص من انجيل برنابا طالما تقولون انه (ع) يقول في كتاب مع العبد الصالح ج2 انه غير صالح للاحتجاج على النصارى؟
الجواب:
1/ الكلام في كتاب العجل لا يحمل اي حكم على المضمون هل هو صحيح او غير صحيح بل هو نقل لما موجود في انجيل برنابا ولم يعقب الامام احمد الحسن (ع) على محتواه ان كان صحيحا او مكذوبا.
((اما في انجيل برنابا فهناك تصريح....)) يعني نقل لما موجود دون اي حكم.
عندما يقال : ان في التوراة موجود تصريح بكذا وكذا وكذا... ثم يصمت عن الحكم فهذا لا يعني انه اقرار ان ما فيه صحيح؟!
والذي يشكل عليه ان يأتي بالدليل القطعي على انه قال انه صحيح، وهذا مفقود عند جماعة الشيطان الغريفي.
وهذا كافي ومع ذلك نكمل.
2/ القول بالتناقض بين قولين لمعصوم يعني عدم وجود اي امكانية للجمع بين القولين بأي حال من الاحوال. وهناك الكثير من امثلة لاقوال آل محمد ع التي يتصور الجهال انها متناقضة مثل القول بوجود 12 امام والجهال يعتقدون انها فقط 12 لانه حدد العدد وبالتالي تناقض روايات المهديين ع. وآل محمد (ع) حذرونا من ان نحكم :
مختصر بصائر الدرجات – للحسن بن سليمان الحلي ص76،البحار ج2 ص211 :
حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد و محمد بن خالد البرقي ، عن عبد الله بن جندب ، عن سفيان بن المسلط ، قال : ( قلت لأبي عبد الله ع جعلت فداك ، يأتينا الرجل من قبلكم يعرف بالكذب فنستبشعه . فقال أبو عبد الله ع : يقول اني قلت الليل نهار والنهار ليل ؟ قلت : لا ، قال : فان قال لك هذا اني قلته فلا تكذب به فانك انما تكذبني ) .
فلا بد لهم من يقين حتى ينكروا كلاما منسوبا لآل محمد ع او لليماني اليوم وهذا مفقود عند جماعة الشيطان الغريفي.
3/شبهة : انه احتج بنص من انجيل برنابا. وهذا يعني انه يقر به.
جواب الشبهة : لا توجد اي عبارة محكمة تدل على انه احتج به. فضلا عن ان الاحتجاج لا يكون بالضرورة بما نعتقد به فصاحب القول يحج بقوله وصاحب العقيدة يحج بعقيدته ويلزم بها ولا علاقة لذلك باقرار المحتج من عدمه.
فكتاب العجل اصلا ليس موجها للاحتجاج على المسيحيين! بل هو موجه للمسلمين وبالخصوص الذين يدافعون عن انجيل برنابا ويحتجون به.
فالامام (ع) ذكر إنجيل برنابا، بعد أن ذكر باقي الاناجيل التي وصفها انها مقبولة لدى النصارى :
[ التوراة والأناجيل الأربعة الموجودة اليوم والمقبولة لدى النصارى توجد بعض الإشارات إلى النبي محمد (ص) وعلي (ع)، وكثير من الإشارات إلى المهدي (ع) من ولده.
أمّا في إنجيل برنابا فهناك تصريح من عيسى (ع) (ع) أنّه جاء ليبشر بمحمد (ص) ورجل آخر رمز له بالمختار، أو واحد من المختارين والذي سيظهر دين محمد (ص)، كما قال (ع) أنّه جاء ليمهد الطريق لمحمد (ص)، ولشريعته التي ستكون في زمن نزول عيسى (ع) شريعة أهل الأرض جميعاً.......] فنقل كلام انجيل برنابا كان بعد ان فصله عن باقي الاناجيل المقبولة لدى النصارى.
فانجيل برنابا لمن يقر ويدافع عنه فيه إلزام له بذكر المختار وبمحاربة الفقهاء لعيسى (ع) (الذين كان المفروض ان يدلوا الناس عليه).
4/ الكلام كما هو واضح متشابه.
والمتشابه من فوائده كما بين الامام احمد الحسن (ع) في كتاب المتشابهات الجزء 1 : ((وفي المتشابهات حِكَم:
......
ومنها: الامتحان والتمحيص.))
لكي يسقط من اراد السقوط. فالمفتتن ملقى حجته حتى تلقيه في النار.....
فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِه.
وبذلك يكون انتهى رد شبهة جماعة الشيطان الغريفي.
علما انهم لحد الان لم يستطيعوا ان ياتوا بدليل واحد على اتصالهم بالامام احمد الحسن (ع) ولم ياتوا بتسجيل صوتي علمي للامام احمد الحسن (ع).
والحمد لله وحده.