إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة بتاريخ 8 جمادى الاول 1436، 27 2 2015 (الرؤيا وحجيتها 1 - الشرائع في زمن القائم ع 1)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • hmdq8
    عضو نشيط
    • 10-08-2011
    • 450

    جانب من خطبة الجمعة بتاريخ 8 جمادى الاول 1436، 27 2 2015 (الرؤيا وحجيتها 1 - الشرائع في زمن القائم ع 1)

    الخطبة الاولى:
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمدلله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
    رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله
    باذن الله سوف تكون الخطبه الاولى في الرؤى والثانية تحت عنوان الشرائع في زمن القائم ع
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.

    من أدلة الامام أحمد الحسن ع الرؤيا... لكن كيف احتج الامام عليه السلام فيها... هذا ما سنبينه في هذه الخطبه...
    المنتدى وفصل الخطاب ج2 ص62 ] السؤال/5 بسم الله الرحمن الرحيم ماتفسير الاية الكريمة؟ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.. ...
    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.
    (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [التوبة : 115]
    ((وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ )) : الله هدى خلقه منذ اول يوم بأن عين خليفة له في ارضه واوحى لهم تعيين خليفته في ارضه وشخصه لهم ليتقوا الله بطاعة خليفته في ارضه، فما كان الله ليضيع الناس بعد ان هداهم منذ اليوم الاول بل في كل زمان يبين لهم سبيل التقوى ((حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ)) فيبعث الله فيهم خليفة له في ارضه وينص عليه من خلال وصية الخليفة السابق وايضا يوحي الله لعباده المكلفين ويشخص لهم خليفته في ارضه (قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً [الإسراء : 96]) اي يشهد عند المكلفين لخليفته ويعرفهم به بالوحي بالرؤيا في النوم واليقضة ((حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ)). أحمد الحسن ربيع الثاني / 1433 هـ [

    لكن هل تكفي الرؤيا وحدها لمعرفة خليفة الله من دون النص ؟ هذا ما سنعرفه...

    في الفيسبوك 11 3 2013 [ أما أدلة الدعوة فهي كل الأدلة على تشخيص خليفة الله مجتمعة وقد جئت بها جميعا وسأبين لك ماهي وكيف باختصار يليق بهذا المقام:
    النص التشخيصي : وهو النص الذي يشخص خليفة الله ومنه
    النص من الله: كنص الله على آدم عند الملائكة ومثله الرؤى المتواترة والتي يحصل أطمئنان بأمتناع تواطئ مدعي رؤيتها على الكذب ولابد ان تكون الرؤى مطابقة للنص التشخيصي.
    النص من خليفة الله : وهو على نوعين
    المباشر : وهو نص خليفة الله على وصيه المباشر كما هو نص رسول الله ص على علي وبالنسبة للأمام المهدي ع مرفوع وغائب وسبل تواصله مع من يؤمنون به الكشف والرؤى واللقاء وبها قد شهد لعدد يمتنع تواطئهم على الكذب بأن احمد الحسن أبنه ووصيه ومن ال محمد ع ،
    غير المباشر: وهو نص خليفة الله على وصيه غير المباشر كما هو نص رسول الله ص على علي ابن موسى الرضا ع وهكذا نص ليكون نصا تشخيصيا لابد ان يكون هناك ضمانا الهيا بأنه محفوظ من ان يدعيه المبطلون وبالتالي فمن يدعيه فهو صاحبه ومثاله وصية رسول الله محمد ص التي وصفها الله على لسان نبيه محمد ص بانها كتاب عاصم من الضلال لمن تمسك به وقد فصلت كيفية الاحتجاج بها وانها نص يشخص مدعيه على انه خليفة الله في أكثر من جواب وبينت كيف ان مجرد ادعائي لها يشخص كوني من خلفاء الله لان الله قد وصفها بانها لوحدها عاصمة لمن تمسك بها من الضلال فلابد ان يحفظ سبحانه وهو العالم القادر الصادق الحكيم المطلق النص الذي وصفه بانه عاصم من الضلال لمن تمسك به من ادعاء المبطلين له حتى يدعيه صاحبه ويتحقق الغرض منه وإلا لكان جاهلا أو عاجزا أوكاذبا مخادعا ومغريا للمتمسكين بقوله باتباع الباطل. ومحال ان يكون جاهلا أو عاجزا لانه عالم وقادر مطلق ويستحيل ان يصدر من الحق سبحانه وتعالى الكذب لانه صادق وحكيم ولايمكن وصفه بالكذب والا لما امكن الركون الى قوله في شيء ولإنتقض الدين وقد جمع الاجوبة الشيخ علاء السالم حفظه الله في كتاب الوصية المقدسة وقد طلبت من الفقهاء ان يتقدموا لمناظرتي والرد على ما قلته ولكنهم عجزوا وثبت حقنا والحمد لله ...]

    موضع أخر الامام ع يبين ما هو النص التشخيصي أو النص الالهي الذي لا يدعيه الا صاحبه...

    [أهم طريق لمعرفة خليفة الله في أرضه هو:
    الطريق الأول: الذي عرفت به الملائكة آدم ع وهو النص، فقد نص الله سبحانه وتعالى على آدم ع، وإنّه خليفته في أرضه: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾([104]).
    وبعد آدم ع كان أيضاً النص هو الطريق لمعرفة خليفة الله في أرضه، ولكن هذه المرّة النص الإلهي يعرف عن طريق الخليفة السابق، فهو ينص بوصية لأمته على الخليفة الذي بعده بأمر الله سبحانه وتعالى فليس هو الذي يعين الذي بعده بل الله سبحانه وتعالى هو الذي يعين خليفته في أرضه في كل زمان، فقط يكون دور الخليفة السابق هو إيصال هذا النص الإلهي بالوصية؛ ولذا سمي خلفاء الله في أرضه من الأنبياء والمرسلين بالأوصياء؛ لأنّ السابق يوصي باللاحق. ولا يوجد نبي من الأنبياء أو الأئمة إلاّ وقد نص عليه الذي قبله، فإبراهيم ع وإسحاق ويعقوب (عليهما السلام) والأنبياء من بني إسرائيل نصّوا على موسى وأوصوا به وموسى والأنبياء أوصوا بعيسى ع. وعيسى أوصى بمحمد ومحمد أوصى بعلي ع والأئمة والمهديين من ولده فلا يوجد فراغ ليملأه غيرهم ، ولكن الأمم انحرفت عنهم فظهر فيها علماء عاملون يرشدون الناس إلى الرجوع إلى طريق الأوصياء وضرورة إتباعهم والأخذ عنهم فقط وظهر أيضاً علماء غير عاملين يحاولون تقمص دور الأوصياء ، كما تقمصها ابن أبي قحافة. ...] الجهاد باب الجنة ص44

    بين الامام ع أن النص الالهي أو التشخيصي هو الوصية، وكل من يدعي إدعاء بخلاف الوصية فهو كاذب ،سواء كان مستند على ادعاء مقام أو حتى رؤيا...

    مع العبد الصالح ج٢ ص(٦٦-٦٧) [... وهذا يكشف كذبتهم ومحاولتهم للفرار من إلزامهم بآلاف الرؤى التي رآها الناس والواضحة في تشخيص خليفة الله، والذين يمتنع تواطئهم على الكذب، ورؤاهم موافقة لنص خليفة الله السابق.
    وأيضا: هم عندما يكذبون ويؤلفون رؤى لا يلتفتون أن هذا الأمر أصبح كشفه بسيطا جدا بعد آدم ع؛ حيث إن هناك نصا من خليفة سابق وهو نص إلهي، فنص الله على خليفته بالرؤيا حتما مطابق له ولا يخالفه، وبالتالي فكل من يؤلف رؤيا كذبا وزورا مخالفة لنص الخليفة السابق يتبين أنه كاذب على الله.]

    مع العبد الصالح ج٢ ص٦٨ [...فهناك إذن صادق وهناك كاذب، والأمر في تمييزهما واضح، وهو أن من رأى رؤيا موافقة لوصية الرسول فهو الصادق، ومن يكذب ويقص رؤيا ضد وصية الرسول فهو كذاب].

    اذ المحك في معرفة الخليفة هو ادعاء النص أو الوصية الكتاب العاصم من الضلال.
    وبين ع في أكثر من موضع ان هناك فرق بين ادعاء المقام وادعاء النص التشخيصي (الوصية أو الكتاب العاصم من الضلال) هنا الامام ع سيبين لماذا يترك الله المدعين للمقام أي (الكاذبين) ولا يهلكهم مباشرتا...

    الوصية المقدسة الكتاب العاصم من الضلال ص(20،22،23) [﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ﴾ [الحاقة: 44 - 46].
    ومطلق التقوّل على الله موجود دائماً ولم يحصل أن منعه الله، وليس ضرورياً أن يُهلك الله المتقولين مباشرة، بل أنه سبحانه أمهلهم حتى حين، وهذا يعرفه كل من تتبع الدعوات الظاهرة البطلان كدعوة مسيلمة، فأكيد ليس المراد في الآية مطلق التقول على الله، بل المراد التقول على الله بادعاء القول الإلهي الذي تقام به الحجة، عندها يتحتم أن يتدخل الله ليدافع عن القول الإلهي الذي تقام به الحجة، وهو النص الإلهي الذي يوصله خليفة الله لتشخيص من بعده والموصوف بأنه عاصم من الضلال؛ حيث إنّ عدم تدخله سبحانه مخالف للحكمة، ومثال هذا القول أو النص: وصية عيسى (ع) بالرسول محمد (ص)، ووصية الرسول محمد (ص) بالأئمة والمهديين (ع)...
    وللتوضيح والتفصيل أكثر أقول:
    إنّ مدعي المنصب الإلهي:
    • إما أن يكون مدعياً للنص التشخيصي الموصوف بأنه عاصم من الضلال لمن تمسك به، فهذا المدع محق ولا يمكن أن يكون كاذباً أو مبطلاً؛ لأن هذا النص لابد من حفظه من ادعاء الكاذبين والمبطلين، وإلا فسيكون الله قد أمر الناس بالتمسك بما يمكن أن يضلهم، ورغم هذا قال عنه بأنه عاصم من الضلال أبداً، وهذا كذب يستحيل أن يصدر من الله.
    • وإما أن يكون مدعياً للمنصب الإلهي ولكنه غير مدعٍ للنص التشخيصي الموصوف بأنه عاصم من الضلال لمن تمسك به، وهكذا مدعي: إما أن يكون ادعاؤه فيه شبهة على بعض المكلفين لجهلهم ببعض الأمور، وهذا ربما يمضي الله به الآية ويهلكه رحمة بالعباد وإن كان بعد ادعائه بفترة من الزمن رغم أنه لا حجة ولا عذر لمن يتبعه. وإما أنه لا يحتمل أن يشتبه به أحد إلا إن كان طالباً للباطل فيتبع شخصاً بدون نص تشخيصي كما بينت، ومع هذا تصدر منه سفاهات كثيرة ويجعل الله باطله واضحاً وبيّناً للناس، وهذا لا داعي أن تطبّق عليه الآية بل ربما أمهل فترة طويلة من الزمن فهو يترك لمن يطلبون الباطل بسفاهة...
    فلابد إذن من الانتباه إلى أنّ كلامنا في منع ادعاء النص التشخيصي الموصوف بأنه عاصم من الضلال وليس في ادعاء المنصب الإلهي عموماً، فادعاء المنصب الإلهي أو النبوة أو خلافة الله في أرضه باطلاً بسفاهة ودون الاحتجاج بالوصية (النص التشخيصي) حصل كثيراً وربما بقي حياً من ادعى باطلاً فترة من الزمن، ومثال لهؤلاء مسيلمة الكذاب ادعى أنه نبي في حياة رسول الله محمد وبقي مسيلمة حياً بعد موت رسول الله محمد (ص) ، فالادعاء بدون شهادة الله ونص الله وبدون الوصية لا قيمة له وهو ادعاء سفيه، فمن يصدق هكذا مدعٍ مبطل لا عذر له أمام الله.
    إذن، فالمقصود ليس منع أهل الباطل من الادعاء مطلقاً، بل منعهم من ادعاء النص التشخيصي الموصوف بأنه عاصم لمن تمسك به من الضلال وهو وصية خليفة الله للناس...]

    صفحة حسينية انصار الامام المهدي (ع) في النجف الاشرف الجمعة / 5/ صفر / 1436 ](ورود كلمات جديده لقائم ال محمد (ع) في شبهة جديدة وفتنة بسبب بعض الرؤى ... اذ ان هناك بعض من يرى بالملكوت ان فلان او ( فلانة ) من الناس بمقام كذا ..؟؟ وكان مضمون جواب الامام (ع) هو : (( وفقكم الله كل من ادعى او (تدعي) بان له او (لها) مقام الهي وتنصيب فهو كذاب مفتري او متوهم وعليه بالرجوع الى التوبة ولا يوجد من يتكلم باسمي او يمثلني سوى المكتب المبارك في النجف الاشرف او من يعينهم في البلدان )) وهذا مضمون كلام الامام (ع) حسب ما بينه السيد واثق في الخطبة الثانية وليس نصه وسياتي بيان فيه من قبل المكتب ان شاء الله [

    والحمدلله رب العالمين
    بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر (1) فصل لربك وانحر (2) إن شانئك هو الابتر(3)

    ***

    الخطبة الثانية:
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمدلله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله

    المتشابهات ج3 س120 [ سؤال/ 120: ما هي الحكمة في أن يرسل الإمام المعصوم (ع) للبت في العقائد وعدم البت في الفقه ، مع العلم أن حاجة الأمة إلى الأحكام الواقعية في الفقه أشد؟
    الجواب: الإمام المهدي (ع) يسير بسيرة جده رسول الله (ص) وبسيرة الأنبياء والمرسلين (ع) ولا يعدوها إلى غيرها من سيرة أهل الباطل من العلماء غير العاملين، فإذا رجعت إلى سيرة رسول الله (ص) وسيرة الأنبياء والمرسلين (ع) تجد أنهم في بداية رسالاتهم يبدؤون بالعقائد والتوحيد بالخصوص، ثم ينتقلون إلى التشريع أو الفقه، فمثل العقائد والتوحيد نسبة إلى التشريع والفقه كمثل الأساس والجدران إلى السقف، فلا يبنى السقف إلا بعد بناء الأساس والجدران.
    والآن إذا رجعنا إلى إرسال موسى (ع) نجده دعا في بداية رسالته إلى العقائد والتوحيد حتى قضى (ع) أربعين عاماً في مصر يدعو في العقيدة، وحتى بعد مصر أي بعد عبور البحر قضى مدة طويلة يدعو إلى التوحيد وإصلاح العقيدة عند بني إسرائيل، ولم يأتِ بالشريعة إلا بعد مدة طويلة عندما ذهب إلى ميقات ربه في التيه، والآيات القرآنية صريحة بأنه لما عاد من ميقات ربه كان يحمل ألواح التشريع، فماذا كان يعمل قبل أن يأتي بالتشريع؟ إلا إنه كان ينشر التوحيد والعقيدة الصحيحة، قال تعالى: ﴿وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْـدَاءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ ([258]).
    أما محمد (ص) فقد دعا ثلاث عشر سنة في مكة جلها كانت في إصلاح العقيدة والتوحيد ولم يتوسع في إصلاح الشريعة إلا بعد ثلاث عشر سنة من الدعوة، والإمام المهدي (ع) لا يخرج عن سنة رسول الله وسنة الأنبياء والمرسلين، بل هي سنة الله من قبل ومن بعد ولن تجد لسنة الله تبديلاً.
    ثم لاحظ يا أخي العزيز بدقة وتدبر فإن الشريعة في كل ديانة على قدر التوحيد في تلك الديانة، فالشريعة الإسلامية أكمل من الشرائع السابقة؛ لأن التوحيد في القرآن والذي بُيّن من قبل رسول الله والأئمة السابقين عليهم الصلاة والسلام أكمل من التوحيد الذي جاء به الأنبياء والمرسلون السابقون، فإذا عرفت يا أخي العزيز من أهل البيت (ع) أنّ جميع ما جاء به الأنبياء والمرسلون من التوحيد هو جزءان، ولم يبث بين الناس إلا الجزءان، وأنّ الإمام المهدي (ع) يأتي بخمسة وعشرين جزءاً ([259]) من التوحيد والمعرفة بطرق السماوات وما فيها والعقائد الحقة التي يرضاها الله، ويبث بين الناس سبعة وعشرين حرفاً هي تمام التوحيد الإلهي الذي أرسل الله به محمداً (ص)، ولكنه لم يبث في حينها منه إلا جزءان عرفت أنّ الشريعة التي يأتي بها الإمام المهدي (ع) أوسع بكثير مما موجود بين أيدينا الآن؛ لأن الشريعة الإسلامية الآن على قدر الجزأين فقط، فهل يمكن أن يبث الإمام المهدي (ع) شريعة السبعة وعشرين جزءاً قبل أن يبث توحيد السبعة وعشرين جزءاً، والذي تبنى عليه هذه الشريعة؟
    من المؤكد أنّ الجواب سيكون لا؛ وذلك لأسباب كثيرة أوضحها وأبينها أن الناس لا يتحملون شريعة السبعة وعشرين جزءاً إلا إذا وحدوا الله بالسبعة وعشرين جزءاً التي كلف الإمام المهدي (ع) بنشرها وبثها بين الناس، والحمد لله وحده. ]

    مقدمة كتاب شرائع الاسلام [هذا الكتاب: هو (شرائع الإسلام) في مسائل الحلال والحرام، للعالم الفاضل والولي الناصح لآل محمد (ع) أبي القاسم نجم الدين جعفر بن الحسن (رحمه الله) وقد بذل ما بوسعه لمعرفة أحكام شريعة الإسلام من روايات الرسول والأئمة (ع)، ولكنه اخطأ في مقام وتردد في آخر لا عن تقصير بل عن قصور لا سبيل له على دفعه.
    وقد قمت بتصحيحه وبيان أحكام شريعـة الإسلام بما عرفته من الإمام المهدي (ع)، وبحسب ما أمرني الإمام المهدي (ع) أن أُبين ما يقال وحضر أهله وحان وقته وان أحيل ما لم يحن وقته إلى وقته، ومن يخالف هذه الأحكام فهو يخالف الإمام المهدي (ع):
    ﴿قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾ الأنبياء:112.
    وأعتذر إلى الله ورسوله والإمام المهدي (ع) من التقصير، واسأل الله أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر.
    يا عظيم إغفر لي الذنب العظيم إنه لا يغفر الذنب العظيم إلا العظيم:
    ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً﴾ الفتح:1-2. المذنب المقصر أحمد الحسن 15 / شعبان / 1426هـ ق ]

    اللهم وأحي بوليك القرآن، وأرنا نوره سرمدا لا ظلمة فيه، وأحي به القلوب الميتة، واشف به الصدور الوغرة، واجمع به الأهواء المختلفة على الحق وأقم به الحدود المعطلة، والأحكام المهملة، حتى لا يبقى حق إلا ظهر، ولا عدل إلا زهر، واجعلنا يا رب من أعوانه، وممن يقوي سلطانه، والمؤتمرين لأمره والراضين بفعله، والمسلمين لأحكامه، وممن لا حاجة به إلى التقية من خلقك. أنت يا رب الذي تكشف السوء، وتجيب المضطر إذا دعاك، وتنجي من الكرب العظيم، فاكشف الضر عن وليك، واجعله خليفتك في أرضك كما ضمنت له. اللهم ولا تجعلنا من خصماء آل محمد، ولا تجعلنا من أعداء آل محمد، ولا تجعلني من أهل الحنق والغيظ على آل محمد، فاني أعوذ بك من ذلك، فأعذني وأستجير بك فأجرني. اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعلني بهم فائزا عندك في الدنيا والآخرة ومن المقربين.

    والحمدلله رب العالمين واستغفر الله لي ولكم
    (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [سورة الناس : 6-1[
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎