إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة بتاريخ 1 جمادى الاول 1436، 20 2 2015 (قانون معرفة الحجة في التوراة والانجيل 2 - أولياء الله 2)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • hmdq8
    عضو نشيط
    • 10-08-2011
    • 450

    جانب من خطبة الجمعة بتاريخ 1 جمادى الاول 1436، 20 2 2015 (قانون معرفة الحجة في التوراة والانجيل 2 - أولياء الله 2)

    الخطبة الاولى:
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمدلله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
    رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله
    باذن الله سوف تكون الخطبه الاولى في قانون معرفة الحجة من التوراة والانجيل والثانية تحت عنوان أولياء الله
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.

    الحواري الثالث عشر ص26 ] إذن، المسألة محسومة لكل عاقل يطلب الحق، وهي لا تتعدى القانون الذي بيَّناه واستدللنا عليه من العقل والنقل من الأديان الإلهية الثلاثة.
    ومحمد جاء بالوصية والنص من الذين قبله كما في التوراة والانجيل، وجاء بالعلم والحكمة، وبراية البيعة لله أو حاكمية الله التي طالب بها وشاء الله له أن يطبقها في بقعة من هذه الأرض.
    وهذا مثال من النص على رسول الله محمد في العهد القديم:
    التكوين - الأصحاح الحادي والعشرون:
    «فبكر إبراهيم صباحاً وأخذ خبزاً وقربة ماء وأعطاهما لهاجر واضعاً إياهما على كتفها والولد وصرفها. فمضت وتاهت في برية بئر سبع. 15 ولما فرغ الماء من القربة طرحت الولد تحت إحدى الأشجار. 16 ومضت وجلست مقابله بعيداً نحو رمية قوس. لأنها قالت لا أنظر موت الولد. فجلست مقابله ورفعت صوتها وبكت. 17 فسمع الله صوت الغلام. ونادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها مالك يا هاجر. لا تخافي لأن الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو. 18 قومي احملي الغلام وشدي يدك به. لأني سأجعله أمة عظيمة. 19 وفتح الله عينيها فأبصرت بئر ماء. فذهبت وملأت القربة ماء وسقت الغلام. 20 وكان الله مع الغلام فكبر. وسكن في البرية وكان ينمو رامي قوس. 21 وسكن في برية فاران».
    ولا أعتقد أنّ عاقلاً يقول إنّ عند الله كفاراً ومشركين وعبدة أصنام أمة عظيمة، أو أنّ الله يعتبر كثرة العدد أمة عظيمة، فالمراد من الأمة العظيمة - والعظمة لله سبحانه - هم الأنبياء والأوصياء ، أي المقصود بالأمة العظيمة من إسماعيل (ع) هم أنبياء وأوصياء من ذريته، وهؤلاء هم محمد وآل محمد بالخصوص خلفاء الله في أرضه ([10]).
    [10]. وليس بوسع أحد أن يصور أنّ كل بني إسرائيل هم المقصودون بالأمة العظيمة، إذ ورد في سفر العدد - الأصحاح 14: «11 وقال الرب لموسى حتى متى يهينني هذا الشعب وحتى متى لا يصدقونني بجميع الآيات التي عملت في وسطهم 12 إني أضربهم بالوبا وأبيدهم وأصيرك شعباً أبر وأعظم منهم». ومن الإنجيل نذكر مثالاً لمصداق العظمة عند الله سبحانه وتعالى: «30 فقال لها الملاك: لا تخافي يا مريم، لأنك قد وجدت نعمة عند الله 31 وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع 32 هذا يكون عظيماً، وابن العلي يدعى، ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه» إنجيل لوقا - الأصحاح1. ومثل هذه العظمة ذكرت ليوحنا المعمدان (يحيى (ع)) أيضاً، فهما عظيمان لأنهما خليفتان لله. فالأمة العظيمة من ذرية اسماعيل (ع) هم محمد وآل محمد ، قال تعالى: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً﴾ النساء: 54.
    وهذا مثال من النص على رسول الله محمد من العهدين القديم والجديد (التوراة والإنجيل):
    حبقوق - الأصحاح الثالث:
    «1 صلوة لحبقوق النبي على الشجوية 2 يا رب قد سمعت خبرك فجزعت. يا رب عملك في وسط السنين أحيه. في وسط السنين عرف. في الغضب أذكر الرحمة 3 الله جاء من تيمان والقدوس من جبل فاران. سلاه. جلاله غطى السموات والأرض امتلأت من تسبيحه. 4 وكان لمعان كالنور. له من يده شعاع وهناك استتار قدرته. 5 قدامه ذهب الوبأ وعند رجليه خرجت الحمى».
    المعنى:
    (الله جاء من تيمان): أي الله جاء من اليمن.
    و(القدوس من جبل فاران): أي القدوس جاء من مكة ([11]).
    [11]. ورد في سفر التكوين (21: 21) عن سكن إسماعيل (ع): «سكن في البرية وكان ينمو رامي قوس وسكن في برية فاران وأخذت له أمه زوجة من أرض مصر». وفي (25: 18) منه ورد: «وسكنوا من حويلة إلى شور التي أمام مصر». وحويلة كما في قاموس الكتاب المقدس: (مقاطعة في بلاد العرب .. والصلة بين حويلة وحضرموت وأماكن أخرى تشير إلى موقع في وسط البلاد العربية أو جنوبها). وكون حضرموت في اليمن لا شك فيه، وأما شور فهي جنوب فلسطين بمحاذاة مصر. فالمنطقة اذن محصورة بين حدود دولة اليمن الحالية وجنوب فلسطين. وهو ما كان يعرفه اليهود جيداً، لذا نجدهم استوطنوا تلك المنطقة وبنوا خيبر في المدينة المنورة شمال مكة التابعة يومذاك لليمن جغرافياً استقبالاً منهم للنبي المنتظر الموصوف بأنه يماني.
    تعلّق الترجمة اليسوعية الكاثوليكية للكتاب المقدس على سفر التكوين (25: 18) قائلة: (أحفاد إسماعيل هم عرب الصحراء وحياتهم حياة الترحال والاستقلال وهذا يذكرنا بالعصر الجاهلي وشعره) هامش صفحة 91 - الطبعة السادسة. وهذا هو حال شبه الجزيرة العربية التي منها ظهر وجاء الرسول الأكرم محمد وتلألأ نوره. ...
    قال السيد اليماني أحمد الحسن (ع): (إنّ مسألة اليماني ليست جديدة، بل محمد أيضاً كان معروفاً عند أهل الكتاب ومبشراً به على أنه اليماني، لهذا ترك اليهود أرض الميعاد المهمة جداً عندهم واستوطن كثير منهم أرض اليمن، أي المسماة باليمن تاريخياً وليس حالياً فقط، والمدينة أيضاً من اليمن. ولا يزال اليهود في اليمن مستوطنين إلى اليوم؛ لأنهم أيضاً مبشرون باليماني وينتظرونه، أي بمحمد وباليماني من ذريته، تماماً كالبشارة بأحمد وأنها تنطبق على أكثر من مصداق في أزمان مختلفة. فاليماني الأول محمد بُعث في اليمن أي في مكة لأنها من اليمن، واليماني الثاني من ذرية اليماني الأول يُبعث في المشرق في مسيرة عودة الإبراهيمية إلى موطنها الأصلي العراق. ولذا كان أكثر قبور الأئمة في العراق مع أنهم لم يولدوا في العراق، هذه مشيئة الله، ليثبتوا عودة الدين الإبراهيمي إلى العراق باليماني الموعود به في الديانات الثلاث..) رسالة في إثبات وحدة شخصية المهدي الأول والقائم واليماني - علاء السالم.
    وتعالى الله أن يوصف بالمجيء من السماء فكيف من الأرض ؟! لأنّ الإتيان والمجي تستلزم الحركة، وبالتالي الحدوث، وبالتالي نفي الألوهية المطلقة. فلا يمكن أن يعتبر أنّ الذي يجيء من تيمان أو اليمن هو الله سبحانه وتعالى، ولا الذي يجيء من فاران هو القدوس سبحانه وتعالى. هذا فضلاً عن الأوصاف الأخرى كاليد تعالى الله عنها علواً كبيراً «وكان لمعان كالنور. له من يده شعاع وهناك استتار قدرته. 5 قدامه ذهب الوبأ وعند رجليه خرجت الحمى».
    بل الذي يجيء هو عبد الله محمد ، وآله من بعده حيث إنهم من مكة ومحمد وآل محمد يمانيون أيضاً. فمجيء محمد هو مجيء الله؛ لأنّ محمداً هو الله في الخلق، ومحمد هو ظهور الله في فاران كما بيَّنته سابقاً في أكثر من موضع.
    وكون تيمان هي اليمن قد ورد حتى في الإنجيل على لسان عيسى (ع) عندما وصف ملكة اليمن بملكة التيمن (أو تيمان).
    إنجيل متى - الأصحاح الثاني عشر:
    «ملكة التيمن ستقوم في الدين مع هذا الجيل وتدينه. لأنها أتت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان. وهوذا أعظم من سليمان ههنا».
    إنجيل لوقا - الأصحاح الحادي عشر:
    «ملكة التيمن ستقوم في الدين مع رجال هذا الجيل وتدينهم. لأنها أتت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان».
    والعلم والحكمة التي جاء بها محمد في القرآن لا يزال كل منصف يقول إنه حكمة بالغة لا يمكن أن تكون إلا منه سبحانه.
    وأيضاً محمد طالب بحاكمية الله، بل ولما سنحت له الفرصة طبّق حاكمية الله وبيَّن بوضوح أنّ الحق في حاكمية الله، وأنّ كلَّ فرق المسلمين التي ستخرج عن حاكمية الله هي فرق ضالة. وحديث الفرقة الناجية أشهر من نار على علم، ومشهور في كتب السنة (تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة قيل يا رسول الله ! ما هذه الفرقة ؟ قال: من كان على ما أنا عليه اليوم وأصحابي).
    إذن، صفة الفرقة الناجية هي أنها عبارة عن قائد منصّب من الله كما كان رسول الله ، ومؤمنين بهذه القيادة الإلهية كما كان أصحاب رسول الله .
    تبقى مسألة الإشكال والجدال، فهذا يقول لماذا محمد فعل كذا، ولماذا قال كذا، ولو كان رسول لما قال هذا ولما فعل ذاك، والقرآن مخالف لقواعد العربية، وإشكالات يمكن أن توجه نفسها إلى أيِّ رسول أو كتاب أو دين إلهي آخر، وهي مردودة.
    في حين أننا لابد أن نلتفت إلى أنّ من ينتقل إلى الإشكال قبل أن يرد الدليل وينقضه ويبيِّن أنه ليس دليلاً، فهو في الحقيقة قد أقرَّ الدليل والعقيدة التي يشكل عليها وأنفذها، وإنما هو بإشكاله في طور تجليتها وإظهارها؛ لأنّ الإشكالات لا تعدوا كونها إشكالات ترد ولا قيمة لها في الحقيقة، غير أنها أداة استخفاف طاغوتية يستعملها علماء الضلال والطواغيت لاستخفاف أتباعهم وإبقائهم على اتّباعهم وتقليدهم الأعمى ليحتفظوا بمناصبهم ودنياهم. وهم بعد أن تهدم عقيدتهم الباطلة وتسقط كل إشكالاتهم يعودون إلى أتفه إشكال هدفهم منه إثارة عواطف أتباعهم تجاه آبائهم وسلفهم، وهو إشكال فرعون على نبي الله موسى (ع) حيث كان قول فرعون: ﴿... فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى﴾ [طه: 51]، فكان جواب موسى (ع): ﴿...عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى﴾ [طه: 52].
    والحمدلله رب العالمين
    بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر (1) فصل لربك وانحر (2) إن شانئك هو الابتر(3)

    ***

    الخطبة الثانية:
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمدلله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله

    المتشابهات ج3 [ سؤال/ 78: في دعاء كميل: (إلهي ومولاي أجريت عليَّ حُكماً اتبعت فيه هوى نفسي ولم أحترس فيه من تزيين عدوي، فغرني بما أهوى، وأسعده على ذلك القضاء، فتجاوزت بما جرى عليَّ من ذلك بعض حدودك، وخالفت بعض أوامرك، فلك الحجة عليَّ في جميع ذلك ولا حجة لي فيما جرى عليَّ فيه قضاءك، وألزمني حكمك وبلاءك. وقد أتيتك يا ألهي بعد تقصيري وإسرافي على نفسي، معتذراً نادماً منكسراً مستقيلا ًمستغفراً، منيباً مقراً مذعناً معترفاً، لا أجد مفراً مما كان مني، ولا مفزعاً أتوجه إليه في أمري ، غير قبولك عذري، وإدخالك إياي في سعة من رحمتك).
    1- ما معنى هذه الكلمات من الدعاء؟ 2- إن القائل هو أمير المؤمنين علي (ع) فكيف يصح منه التجاوز والمخالفة لله سبحانه، وهو سيد الأوصياء وقسيم الجنة والنار ، والمعصوم من التجاوز والمخالفة لأمر الله؟
    الجواب: أجريت: مأخوذة من جريان الماء، فإذا جرى الماء باتجاهك لابد أن يغمرك.
    وحكماً: أي قضاء وإمضاء بعد قدر وتقدير سبقه.
    وهوى النفس والعدو: هو القرين، وهو النكتة السوداء الموجودة في فطرة الإنسان، أو تشوّب الإنسان بالظلمة.
    والحكم المجرى: هو قبول الإنسان لهذه النكتة السوداء وتشوّبه بالظلمة، أي رضا الإنسان بوجوده أو قبوله لهذا الوجود المفترض.
    فتجاوزت ... حدودك، وخالفت ... أوامرك: أي بسبب قبولي لوجودي والمتحقق بتشوّبي بالظلمة ، فأنا متجاوز لحدودك ومخالف لأوامرك، مع أنّ هذا التجاوز وهذه المخالفة هي الذنب الذي لا يفارق إنسانية الإنسان، وبدونها لا يبقى إلا الله الواحد القهار، وهذا التجاوز وهذه المخالفة؛ لأني لم أسعَ سعي محمد (ص) لإزالة شائبة العدم.
    فعلي صلوات الله عليه دون رسول الله محمد (ص)، ومحمد (ص) كشف له حجاب اللاهوت وخاطبه تعالى: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾، وهذا الذنب هو شائبة الظلمة والعدم وهو المخالفة والتجاوز الأول.
    أما أمير المؤمنين علي (ع) فقد قال: (لو كشف لي الغطاء ..) ، فلم يكشف له غطاء اللاهوت إلا بمحمد (ص)، فعلي يعرف الله بمحمد (ص)، أي: إنّ علياً يعرف الله سبحانـه بالله في الخلق (محمد (ص)).
    فَلَك الحجّة: لأني مقصر عن اللحاق بمحمد (ص) ومرافقته في كل أحواله، فكان لرسول الله محمد (ص) حالةً مع ربه سبحانه وتعالى لم يكن لأمير المؤمنين علي (ع) ولا لغيره من الأنبياء والمرسلين نصيب فيها. ورسول الله (ص) خُصّ بأنّ قرينه أسلم ؛ لأنه في آنات كشف الحجاب والفتح المبين لا تبقى شائبة الظلمة والعدم ولا يبقى محمد (ص)، بل لا يبقى إلا الله الواحد القهار، نور لا ظلمة فيه سبحانه وتعالى عما يشركون.
    ولا حجة لي فيما جرى عليَّ فيه قضاؤك، وألزمني حكمك وبلاؤك: فالحجة لك عليّ، وليس لعبد من عبادك حجة عليك سبحانك، فحكمك وقضاؤك وبلاؤك يجري على عبادك بتقصيرهم في النظر إلى أنفسهم والالتفات لها، قال سيد الموحدين علي (ع): (إلهي قد جرت على نفسي في النظر لها فلها الويل إن لم تغفر لها)، أي : قد أتيتك يا إلهي بعد تقصيري وإسرافي على نفسي، ونظري لها والالتفات إليها، معتذراً ... .
    قبولك عذري وإدخالك إياي في سعةٍ من رحمتك: أي إن لم أكن أهلاً أن أكون الله في الخلق فاجعلني الرحمن في الخلق، وإن لم أكن أهلاً أن أكون المدينة فاجعلني بابها، ﴿ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾.
    وقد كان لعلي (ع) ما طلب فهو باب الله في الخلق، وهو الرحمن في الخلق: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً﴾. ]

    من كتاب التوحيد صفحة(23-24) [...وكيف ببقية الخلق إذا كان محمد (ص) خير خلق الله سبحانه وتعالى إحتاج في مواجهة الله سبحانه وتعالى الرحمة، فقدم له سبحانه وتعالى بقوله: (سبوح قدوس أنا رب الملائكة والروح سبقت رحمتي غضبي) فقال الرسول : (اللهم عفوك عفوك).
    فقد سأل أبو بصير أبا عبد الله (ع)، فقال: (جعلت فداك كم عرج برسول الله ؟ فقال (ع): مرتين، فأوقفه جبرئيل موقفاً فقال له: مكانك يا محمد، فلقد وقفت موقفاً ما وقفه ملك قط ولا نبي، إن ربك يصلي، فقال: يا جبرئيل وكيف يصلي ؟ قال: يقول: سبوح قدوس أنا رب الملائكة و الروح ، سبقت رحمتي غضبي ، فقال: اللهم عفوك عفوك، قال: وكان كما قال الله " قاب قوسين أو أدنى "، فقال له أبو بصير: جعلت فداك ما قاب قوسين أو أدنى ؟ قال: ما بين سيتها إلى رأسها، فقال: كان بينهما حجاب يتلألأ يخفق، ولا أعلمه إلا وقد قال: زبرجد، فنظر في مثل سم الإبرة إلى ما شاء الله من نور العظمة، ...).
    ومما طلب العفو صلوات الله عليه، أمن تقصير ؟ أم أن كلامه صلوات الله عليه لغو لا طائل من ورائه ؟ حاشاه وهو النبي الكريم الحكيم خير ولد آدم صلوات الله عليه، ولما قدم الله سبحانه وتعالى الرحمة وبين أنها سبقت غضبه، ولما واجه نبيه الكريم بهذا الكلام الذي يستشعر منه أنه موجه إلى مستحق لمواجهة الغضب ولكن الله يريد أن يواجهه بالرحمة، ثم إنه سبحانه وتعالى فتح له الفتح المبين، وغفر له ذنبه الذي استحق به الغضب وهو الأنا، والذي بدونه لا يبقى إلا الله الواحد القهار، ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً﴾. ...]

    تفسير شيء من سورة الفاتحة [ ومن هنا نعرف مقام الرسول السيد الكريم محمد (ص) لما اعتبر بقاءه ذنباً، ووجوده خطيئة استغفر منها وطلب العفو منه سبحانه، فجاءه الجواب من أكرم الكرماء سبحانه برفع شيء من الحجاب، فظل يخفق حتى اشتبه على السادة الكرام ملائكة الله نوره (ص) بنور الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً، ففي حديث المعراج عن الصادق (ع)، قال: (إنّ الله عرج بنبيه (ص) إلى سمائه سبعاً؛ أمّا أُولهن: فبارك عليه، والثانية ... إلى أن قال: ثم عرج إلى السماء الدنيا، فنفرت الملائكة إلى أطرف السماء، ثم خرّت سجداً، فقالت: سُبّوح قدّوس ربنا ورب الملائكة والروح، ما أشبه هذا النور بنور ربنا، فقال جبرائيل (ع): الله أكبر، الله أكبر، فسكنت الملائكة، وفتحت أبواب السماء، واجتمعت الملائكة، ثم جاءت فسلمت على النبي (ص) أفواجاً، ثم قالت: يا محمد كيف أخوك؟ قال: بخير. قالت: فإن أدركته فاقرأ له منّا السلام. فقال النبي: أتعرفونه؟ فقالوا: كيف لم نعرفه وقد أخذ الله عزّ وجل ميثاقك وميثاقه منّا، وإنّا لنصلي عليك وعليه .... ثم عرج به إلى السماء الثانية، فلما قرب من باب السماء تنافرت الملائكة إلى أطراف السماء وخرت سجداً، وقالت: سُبّوح قدّوس رب الملائكة والروح، ما أشبه هذا النور بنور ربنا، فقال جبرائيل (ع): أشهد أن لا إله إلاّ الله. أشهد أن لا إله إلاّ الله .... إلى آخر الحديث ). ]

    ( سبقت سبقا بعيدا وأتعبت من يأتي بعدك تعبا شديداً )

    [إلهي إن عظيم ذنبي كف يدي عن انبساطها إليك، وكثرة ودوام تقصيري سوّدا وجهي عندك، فاغفر ذنبي وبيض وجهي فإنه لا سبيل لذلك إلا فضلك ومنك، وعطاؤك الابتداء، وأنت تعلم أني لا أريد بذلك إلا أن أكون أهلاً أن أقف بين يديك وأحـمدك وحدك لا شريك لك على كل نعمة أنعمت وتنعم بها عليَّ وعلى والديَّ وعلى كل أحد من خلقك.
    إلهي وعزتك وجلالك وعظمتك، لو أني منذ بدعت فطرتي من أول الدهر عبدتك دوام خلود ربوبيتك بكل شعرة وكل طرفة عين سرمد الأبد بحمد الخلائق وشكرهم أجمعين، لكنت مقصراً في بلوغ أداء شكر أخفى نعمة من نعمك عليَّ، ولو أني كربت معادن حديد الدنيا بأنيابي، وحرثت أرضها بأشفار عيني، وبكيت من خشيتك مثل بحور السماوات والأرضين دماً وصديداً، لكان ذلك قليلاً في كثير ما يجب من حقك عليَّ، ولو أنك إلهي عذبتني بعد ذلك بعذاب الخلائق أجمعين، وعظمت للنار خلقي وجسمي، وملئت جهنم وأطباقها مني حتى لا يكون في النار معذب غيري، ولا يكون لجهنم حطب سواي، لكان ذلك بعدلك عليَّ قليلاً في كثير ما استوجبته من عقوبتك.
    إلهي فمع عظيم ما استحق من عقوبتك بعدلك، تفضلت عليَّ وجعلتني انطق بحمدك وأذكر أسماءك وأسماء سادتي من الأوصياء أنبياءك ورسلك الذين أتشرف أن أكون حفنة تراب تحت أقدامهم المباركة، إلهي فاغفر لي وأقل عثرتي واجعلهم يغفرون لي ويقيلون عثرتي.]
    والحمدلله رب العالمين واستغفر الله لي ولكم
    (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [سورة الناس : 6-1[
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎