إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

الربيع العربي يحلق لحى السلفية : من صفحة الشيخ ناظم العقيلي على الفيس

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • وا احمداه
    مشرف
    • 22-09-2008
    • 833

    الربيع العربي يحلق لحى السلفية : من صفحة الشيخ ناظم العقيلي على الفيس

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليماً

    قد لا أكون معتاداً على الكتابة بالطريقة الآتية، ولكن أحياناً يفرض الحال على الكاتب أنْ يكتب بطريقة معينة، كما أنَّ بعض الأمراض تفرض على الطبيب ترك عقاقيره ومراهمه جانباً ويلجأ الى حديدة محماة ليكوي بها موضع الداء، وكما يقال: لكل مقام مقال. وآخر العلاج الكي.
    وهنا أردت الكلام عن ذوي اللحى من السلفية الوهابية ومن روجوا له بشراهة قل نظيرها، سواء اتحد معهم بالعنوان أم اختلف، فإنما كلامي بخصوص من اتخذ الارهاب المقيت ديناً لا يحسن غيره، ومن لم نرَ من سياسته وتدبيره غير الهوس والبلادة، فمن كان كذلك فهو ضالة الأسطر الآتية، وبُغية المعاني التالية، فقد تمخض الشر والجهل فولد مسخاً ميت الضمير والأخلاق، لم يتخذ ديناً غير الاجرام والتلذذ بحز النحور وعويل الثكالى، دين لا نجد له أباً في سجلات التاريخ غير المغول والتتر، ولا أماً غير هند آكلة الأكباد، فلا عجب أن يكون المولود خفاشاً من فصيلة مصاصي الدماء، استوطن الكهوف المظلمة، مقلوباً رأساً على عقب، فلا يرى الحقائق إلا مقلوبة !
    فقد نشأ الدين السلفي الوهابي في أحضان من شعارهم: (من قال لنا برأسه هكذا قلنا له بالسيف هكذا)، وترعرع ولداً باراً لأولياء نعمته، منهمكاً دون جدوى في تجميل وجوه كالحة يمتعض حتى إبليس عند النظر لها، وجوه خرقة لا يندى لها جبين، أطع الأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك ! طاعة الأمير طاعة الله، ومعصيته معصية الله ! وغير هذه النصوص طبقوها على أوغاد سودوا صفحات التاريخ بالعار والشنار، وسلطوهم على رقاب الناس باسم الدين.
    ومن باب شبيه الشيء منجذب إليه، وافق شنٌ طبقة، فاتفق الطواغيت وفقهاء السوء على نحر الدين والأخلاق والفضيلة على عتبة بلاط هيرودس وبيلاطس ! لينعم الأقزام المنحطون بمقدرات الشعوب من جهة، وليكترش وعاظ السلاطين وتتفتق خواصرهم من جهة أخرى، فراعنة يستهترون ويلعبون بدماء الناس وأرزاقهم وأعراضهم بانحطاط تأباه حتى القرود، وأصحاب اللحى يرتقون المنابر لتندلع ألسنتهم بمدح الفراعنة والدعاء لهم وحث الناس على ولائهم ! وكأن دين محمد (ص) ما هو إلا خلافة الفساق بمباركة وتشريع من لا يرى أبعد من أرنبة أنفه !
    وهكذا تستمر السيرة العفنة للدين السلفي الوهابي، بمولاة ملوكٍ ورؤساء يسمونهم بـ [ولاة الأمر]، خاضعين لهم خضوع العبد الذليل لسيده، وهم يعلمون جيداً أنهم أفسق وأعتى من فرعون وهامان، فإن بادر القوم للخروج على العتاة، بادر وعاظ السلاطين لرفع البطاقة الحمراء في وجوههم؛ [من نزع يداً من طاعة وفارق الجماعة مات ميتة جاهلية]، وطبعاً لا توجد عندهم جماعةٌ غير الجماعة المخدرة بأفيون بعيد الأمد، التي تم ترويضها عبر القرون على القناعة بفتات موائد الملوك والرؤساء، تلك الموائد التي طالما تنادم عليها فقهاء السوء مع ولاة أمرهم، ولسان حالهم يقول: لتكن لنا الفتيا والوجاهة، وليكن لكم الحكم والسلطة، ولا بأس أن تُنحر الشعوب بين هاتين الغايتين، فلتهتك الأعراض ولتموت الناس جوعاً، فما دام الرأس سالماً فالأمة بخير، وطبعاً الرأس عندهم هم الملوك والفقهاء، رأسٌ بعينين طافيتين لم تبصرا نور الرأفة والعدل والانصاف أبداً !
    وبعد أن شاء القدر تحرير بعض المجتمع من براثن الملوك والفقهاء ولو نسبياً - وخصوصاً الشباب -، وتجاهلوا تشدق وتفيهق وعاظ السلاطين وولاتهم، وبعد أن بدأ إسقاط بعض العتاة والفراعنة، آن الأوان للحرباء – الفقهاء – أن تغير لونها، لتتمثل بأنشودة الثوار الفاتحين ! وكأن شيئاً لم يكن ! فطفتْ على السطح الجديد اللحى الغير منتظمة، والسيقان التي انحسر عنها الثوب بصورة ملفتة تثير السخرية، وثياب تستغيث مما فيها من أبدان متشحمة من موائد ولاة الأمر السابقين، هكذا ظهروا بوجوه لم يطرق الحياءُ لها باباً ولو بالخطأ، ليؤسسوا دكاكين جديدة تتاجر بكرامة المسحوقين وأرزاقهم، بعد أن أُغلقت دكاكينهم القديمة التي كانت عامرة تحت ظل ولاة الأمر المقبورين !
    نعم .. ظهر دعاة السلفية الوهابية، مع رتوش بسيطة بأحزاب ومؤسسات مهما تعددت أسماؤها فمردها الى نهج واحد، ظهروا ليخطفوا ثورة الشباب والمعدمين، فهم كالمنشار يأكل ذهاباً ومجيئاً، ولكن الفرق بين المُشبَّه والمُشبَّه به؛ أن المنشار يأكل لغيره وأولئك لا يأكلون إلا لملء مقابر بطونهم المتعفنة، مقابرٌ لا ترد ميتاً وإن كانت ممتلئة الى حد التخمة، فلم ترَ واحداً قصير الثوب منفوش اللحية قد تَصدَّر الثورة أو ناله سوط أو عصا من أزلام المتغطرسين الخونة، ولكن ما إن نجحت الثورة زحفوا زحف الأفاعي ليلتووا من جديد على رقاب الناس، لينهشوا لحومهم بنهم منقطع النظير، فارتقوا المنابر وملأت وجوههم المقززة شاشات التلفاز، ولكن هذه المرة ليس ليمتدحوا ولاة الأمر ويثقفوا لحرمة الخروج عليهم ولا للتغطية على دماميل وجوههم المتقيحة، بل هذه المرة ليعلنوا – وبكل صفاقة – عن إجرام وظلم وفسق الطواغيت الذين تم إسقاطهم، لينتحلوا الثورة ويتصدروها بعد أن لان الحديد وهدأ الوطيس !
    فأظهروا أنفسهم على أنهم المارد المكبل الذي فُك قيده للتو فحطم عروش الظالمين، وسيبدأ ببناء صرح العدالة والمساواة، وبدأ الرهان على أنهم السياسة المحنكة، والقيادة الحكيمة، التي لم يتمخض الزمان بمثلها، وصدقهم كثير من الناس للأسف الشديد وانخدعوا بهم، فكان لهم ملك مصر، وجلس دميتهم على سدة الحكم، ولكن لسوء طالعهم ما أن تطأ أقدامهم أرضاً خضراء إلا استحالت رماداً، وما أن يدخلوا سوقاً رائجة إلا استحالت كاسدة بائرة، وكأن مسيلمة الكذاب بُعث من جديد ليتفل في بئر فيغور ماؤها، وليمسح على رأس صبي مريض فيتساقط شعره !
    ولكن رب ضارة نافعة، والضربة إن لم تقصم الظهر تقويه - كما يقال -، فحميدان قد صدَّع رؤوس سامعيه بشجاعته وبسالته، فكان حرياً بهم أن يقولوا له: (هذا الميدان يا حميدان)، وكما يقول الشاعر: (لا تحمدنَّ فتىً حتى تُجرِّبه ** ولا تذمنَّهُ من غير تجريبِ)، فنزل حميدان الى الميدان، بعد ارتجاز طويل، ولكنه عثر في أول خطوة له، وانغمس أنفه في التراب مخزياً !
    وحميدان مصر لم تكتمل سنته الأولى حتى أمسى قرين الأغلال في السجون، سنة واحدة أحرق فيها الأخضر واليابس، وكأنه صاعقة عاد وثمود، فعلِم القاصي والداني أن حميدان هذا رعيش رعديد طائش، وكان حقاً لهم أن يتمثلوا بقول الشاعر: (هكذا يفعل الجبان شجاع * حين يخلو وفي الوغى رعديد)، وتبين أن سياسة السلفية ومن دار في فلكهم ما هي إلا خليط من الرعونة والبلادة والسفه، فكانت بحق قاصمة الظهر وحالقة اللحى، ولو أنهم سكتوا وجلسوا في بيوتهم لكان خيراً لهم، ولتجنبوا الفضيحة المجلجلة.
    ولكن أبى الله إلا أن يكشف غطاءهم لتنبعث رائحتهم التي تزكم الأنوف، ولتعلم الشعوب أن أولئك ما هم إلا غربان شؤم يحل الويل والثبور أين ما نعقوا، ويحل الخراب حيث ما حلوا، وكما يقال: (العاقل لا يلدغ من جحر مرتين)، فحذار أن يُخدع بهم شعب مرة أخرى، فهم هم مهما بدلوا أقنعتهم، والحصان هو نفس الحصان إلا أن كسوته قد بُدلت، كما يقول المثل الشعبي.
    ولا يخفى على أحد ناعقهم بالشام، ومدى وضوح الهوس الإجرامي الذي انطوت أنفسهم عليه، ففعالهم تترفع عنها حتى الوحوش الكاسرة، وتصاغر أمام إجرامهم حتى هتلر وستالين، فلا نرى في الشام إلا أوباشَ خسةٍ قد تجسد الشر والشؤم فيهم، فهم غيلان قد أدمنت شرب الدماء، وأكل لحوم البشر بطريقة تعتبرها السباع تدنياً في الحضارة وانحطاطاً في السلوك، وحقيقة قد أعياني البحث في قاموس المعاني عن إيجاد مفردة تصف حالهم، وكأن كل مفردة مهما كانت جامعة للشر والفساد تستجير من شرهم وتترفع عن الانتساب اليهم، ومن قحط المعاني أن نصفهم بدببة أو ضباع يتناعقون بالتكبير عند ذبح أو حرق البشر، لا لشيء إلا لأنهم يخالفونهم في العقيدة أو الفكر !
    وقبل مصر والشام كانوا وما زالوا في العراق كأسلافهم لا يعرفون غير ذبح وتفجير آلاف الأطفال والنساء والشيوخ بدون أي ذنب يذكر، ولم توجد عندهم وخزة ضمير عندما يرون مئات وآلاف الأطفال والنساء والأبرياء في مذابح دموية تُقطِّع القلوب، فلا أدري في أي مستنقع نمت هذه التماسيح وترعرعت حتى أصبحت لا تقتات إلا على لحوم البشر ودمائهم؟!
    إذن فقد اتضح لكل ذي عينين؛ أن أولئك فاشلون تجسد فيهم الاجرام حتى أمسوا اجراماً يمشي على الأرض، لا يمكنهم أبداً أن يعيشوا في مجتمع إنساني، وكأنهم فعلاً قوم يأجوج ومأجوج انهالوا على البشر من كل حدب وصوب، حتى أنك عندما تسمع باسم أحدهم أو تسمع صوته أو ترى صورته ينتقل ذهنك رأساً الى مشاهد اراقة الدماء وذبح البشر، فتعساً لهكذا لحى نبتت منبتَ سوءٍ، وسقيت بدماء الأبرياء، لحى اصفرت من لهيب جهنم في الدنيا قبل الآخرة، ووجوه تشمئز منها النفوس، وأصوات ترفضها الاذان قبل القلوب.
    وأخيراً .. إن كانت الثورات العربية ربيعاً .. فهي بالنسبة للسلفية الوهابية خريفٌ حلق لحاهم.

    الشيخ ناظم العقيليClick image for larger version

Name:	nadim.jpg
Views:	1
Size:	5.1 كيلوبايت
ID:	170964
  • ثورة اليماني
    مشرف
    • 07-10-2009
    • 1068

    #2
    رد: الربيع العربي يحلق لحى السلفية : من صفحة الشيخ ناظم العقيلي على الفيس

    جزاكم الله خير الجزاء
    قال الامام أحمد الحسن (ع) : أيها الناس لا يخدعكم فقهاء الضلال وأعوانهم ، إقرؤوا ، إبحثوا ، دققوا ، تعلموا ، واعرفوا الحقيقة بأنفسكم ، لا تتكلوا على أحد ليقرر لكم آخرتكم فتندموا غداً حيث لا ينفعكم الندم ، وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ، هذه نصيحتي لكم ، ووالله إنها نصيحة مشفق عليكم ، رحيم بكم ، فتدبروها وتبينوا الراعي من الذئاب .

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎