إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة المهدوية المباركة في قضاء بلد 9 ربيع الثاني 1436

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • مفيد المؤمن
    عضو جديد
    • 25-02-2013
    • 20

    جانب من خطبة الجمعة المهدوية المباركة في قضاء بلد 9 ربيع الثاني 1436

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً احد
    أشهد أن لا اله الا الله
    واشهد ان محمداً عبده ورسوله
    واشهد ان علياً والأئمة من ولده حجج الله
    واشهد ان المهدي والمهديين من ولده حجج الله
    السلام عليكم اخوتي انصار الله ورحمة الله وبركاته


    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين وصلي اللهم على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
    ولعنة الله على من خالفهم وانحرف عن صراطهم المستقيم والحمد لله الذي شرفنا بهم ونسأله تعالى ان يمن علينا باتباعهم وان يرزقنا عادتهم القتل في سبيله وان يكرمنا بكرامتهم الشهادة بعد ان يقتل بنا اعداء الدين ويذيقهم بايدينا عذاب الاولين والآخرين ويفرج عنا بالبقية محمد ابن الحسن وولده احمد الحسن عليهما السلام
    اخواني انصار الله اعلموا ان الله سبحانه انزل كتابه الكريم على صدر محمد ص وفيه من العبر والقصص والحكم ما لا نهاية لها وعلى كل مؤمن سائر الى الله ان يتدبر في قصص الامم السالفة وياخذ منها العبرة كي لا يكون ممن يقرا القرءان للتغني فقط ومن تلك القصص الكثيرة ناخذ قصة طالوت ع والسبب في ذلك هو ان انصار القائم ع سيبتليهم الله بنهر كما ابتلى جيش طالوت ع وهذا ما بينه صادق العترة ع عندما قال: (إنّ أصحاب طالوت ابتلوا بالنهر الذي قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَر﴾(، وإنّ أصحاب القائم يبتلون بمثل ذلك)

    ومن هنا علينا ان نعرف قصة طالوت ع بالتفصيل .
    اولا : ما هو سبب طلبهم للملك؟
    سبب طلبهم للملك هو ما بينه مولاي احمد الحسن ع
    بعد موسى بمدّة ليست بقصيرة تسلط جالوت الكافر وجنوده على بني إسرائيل، واستضعفوهم وأخرجوهم من ديارهم، ولم يكن هذا التسلط الطاغوتي على بني إسرائيل إلاّ بسبب ضعف الأيمان والتقوى، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والركون إلى الحياة الدنيا، وترك الجهاد والتمرد على الأنبياء والأوامر الإلهية. وعوامل كثيرة أدّت ببني إسرائيل إلى الرجوع لحالة شبيهة بحالتهم قبل بعث موسى ، وهي حالة الخضوع والتسليم للطاغوت التي كان علاجها التيه في صحراء سيناء. فشاء الله سبحانه أن يتسلط على بني إسرائيل جالوت وجنوده، لعل بعضهم يثوب إلى رشده ويتوب إلى ربه، وتحصل حالة إصلاح في جماعة بني إسرائيل، كالتي حدثت في صحراء سيناء في سنين التيه الأربعين عندما نشأ جيل في تلك الصحراء، وحمل كلمة لا إله إلاّ الله إلى أهل الأرض، وبالفعل فقد نشأ هذه المرّة في بني إسرائيل جيل صالح، وأمة ربانية مجاهدة، وهم الثلاثمائة والثلاث عشر رجلاً الذين عبروا مع طالوت النهر،
    ثانيا : من هو النبي الذي قال له بني اسرائيل ابعث لنا ملك نقاتل في سبيل الله
    النبي هو صموئيل او كما بالعبرية شمويل او اشمول كما في العهد القديم وكان شيخا كبيرا لا يقوى على القتال
    (ان لما شاخ صموئيل أنه جعل بنيه قضاة لإسرائيل وكان اسم ابنه البكر يوئيل، واسم ثانيه أبيا. كانا قاضيين في بئر سبع ولم يسلك ابناه في طريقه، بل مالا وراء المكسب، وأخذا رشوة وعوجا القضاء
    فاجتمع كل شيوخ إسرائيل و جاؤوا إلى صموئيل إلى الرامة وقالوا له: هوذا أنت قد شخت وابناك لم يسيرا في طريقك فالآن اجعل لنا ملكا يقضي لنا كسائر الشعوب. فساء الأمر في عيني صموئيل إذ قالوا أعطنا ملكا يقضي لنا و صلى صموئيل إلى الرب. فقال الرب لصموئيل:
    اسمع لصوت الشعب في كل ما يقولون لك لأنهم لم يرفضوك أنت بل إياي رفضوا حتى لا أملك عليهم حسب كل أعمالهم التي عملوا من يوم أصعدتهم من مصر إلى هذا اليوم وتركوني وعبدوا آلهة أخرى، هكذا هم عاملون بك أيضا فالآن اسمع لصوتهم. ولكن أشهدن عليهم وأخبرهم بقضاء الملك الذي يملك عليهم :
    فكلم صموئيل الشعب الذين طلبوا منه ملكا بجميع كلام الرب وقال: هذا يكون قضاء الملك الذي يملك عليكم:
    يأخذ بنيكم ويجعلهم لنفسه، لمراكبه وفرسانه، فيركضون أمام مراكبه ويجعل لنفسه رؤساء ألوف ورؤساء خماسين، فيحرثون حراثته ويحصدون حصاده، ويعملون عدة حربه وأدوات مراكبه .

    وقفات مع كلام صموئيل ع الى بني اسرائيل


    (يأخذ بنيكم ويجعلهم لنفسه، لمراكبه وفرسانه، فيركضون أمام مراكبه ويجعل لنفسه رؤساء ألوف ورؤساء خماسين، فيحرثون حراثته ويحصدون حصاده، ويعملون عدة حربه وأدوات مراكبه )
    اخبرهم صموئيل النبي ع بقضاء الملك الذي سوف يختاره الله لهم واعلمهم انه يكون اولى بهم من انفسهم ومن اموالهم ومن ازواجهم ومن ابنائهم ومن املاكهم وقال لهم هل انتم مستعدون لطاعة مثل هكذا قائد )
    كما قال مولاي احمد الحسن ع لانصاره انظروا هل أنتم على استعداد لأنْ تعرضوا أنفسكم وأموالكم للتلف مع الحسيـن بن علي اليوم، أم أنتم مترددون في غياهب ظلمات الدنيا الدنية من حب الحياة والجاه والمال والولد.
    فكان جواب بني اسرائيل نعم وهذا بين من بداية القصة لانهم هم من طلب الملك من نبيهم ليقاتلوا في سبيل الله فسال النبي صموئيل الله سبحانه ان يختار لهم ملك فختار لهم طالوت ع
    ثالثا : من هو طالوت ع وما هي قصة جماعته
    طالوت هو شاب من بني اسرائيل اختاره الله ليحكم بني اسرائيل ويخلصهم من المصريين والفلسطينين ويقال له ابن قيس من ذرية بنيامين ويسمى شاول وهو شاب حسن الوجه لم يكن في بني اسرائيل احسن منه وكان اطول من كل الشعب الاسرائيلي ) كما جاء في سفر صموئيل الاول في العهد القديم الاصحاح التاسع
    اما جماعة طالوت من هم وكيف امنوا وما هي قصتهم اترك الكلام لمولاي قائم ال محمد الامام احمد الحسن ع ليجينا على هذه الاسئلة
    إضاءة من جهاد بني إسرائيل
    جماعة طالوت هم جماعة مؤمنة من بني إسرائيل حبسوا أنفسهم على أمر الله سبحانه وتعالى، وحاشا لله سبحانه وتعالى أن يترك من حبسوا أنفسهم على أمره دون أن يفرّج عنهم، فلم يقبلوا حاكمية الناس
    والانتخابات لاختيار ملك لهم، بل طلبوا من الله سبحانه وتعالى أن يعيـّن لهم ملكاً؛ لأنهم مؤمنون بحاكمية الله سبحانه وتعالى ولا يرضون بالبديل الشيطاني عنها، وهو حاكمية الناس: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلأِ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِب عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾(البقرة: 246. انتهى كلام الامام احمد الحسن ع
    الخطاب موجه لمن في هذه الايات المباركات ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلأِ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) موجه لي ولك ولكل امة رسول الله ص اي ان الله يخبرنا بقصة تلك الثلة المؤمنة التي لم ترضى بحكم غير حكم الله سبحانه ولن ترضى الا بقائد من الله سبحانه لانهم عبيدا لله حقا وصدقا فمن اراد ان يكون عبدا لله عليه ان يسلم الامر لصاحب الامر لا ان يكون شريك له في ملكة ومملكته ومن اختار غير الذي عينه الله فهو يقولها بفعله ان لم يقلها بلسانه انا شريك لك في ملكك فليس لك الحق ان تعين من دون استشارتي والعياذ بالله من هذا القول اما الملا من بني اسرائيل ولانهم عباد الله فوضوا امرهم لسيدهم ليختار لهم قائدا ربانيا لانه علم بالسرائر وما تكن الانفس .انتهى كلام الامام ع


    (فَلَمَّا كُتِب عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ)

    من هم الذين تولوا؟ الثلة المؤمنه المخلصة ام من دخل معهم من المنافقين؟ يقينا المنافقون هم من تولوا وانهزموا لانهم ليس مسلمين ولا عارفين ولم يدخل الايمان قلوبهم بل كان دخولهم مع تلك الثلة المؤمنه لهدف كان في نفوسهم المريضة وهو اما ان يكون طلب لرئاسة او لمنصب او لطمع ما فلما راوا ان الامر ليس بالهين بل فيه دماء تسيل وابدان تقتل اعترضوا واظهروا ما في داخلهم من نفاق ولا تخلوا دعوة من المنافقين وهم من يعترض دائما على امر الله سبحانه

    قال الامام احمد الحسن ع (ولكن هل تخلو جماعة مؤمنة من المنافقين ؟ وهكذا اعترض المنافقون على أمر الله سبحانه وتعالى: ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾(البقرة: 247. انتهى كلام الامام احمد ع .انظروا اخواني انصار الله لسبب الاعتراض، لم يؤت سعة من المال اي انه فقير وربما يكون افقرنا وانه لا يملك عقارات وليس له قطع اراضي مثلنا وليس له ما لنا وكل هذا بسبب النفاق الذي انطوت عليه نفوسهم المريضة وحسبوا انفسهم انهم شركاء لله في ملكه والله يقول
    أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا - أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا - النساء -
    {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }القصص68
    فمنهم من اظهر ما في داخله لمجرد سماعه خبر الملك المنصب من الله وهو طالوت ع اما البعض الاخر من المنافقين فساروا مع طالوت ع ومن معه من الثلة المخلصة الطاهرة الناصرة وعند اختبارهم الثاني بالنهر خرج ما في داخلهم من نفاق وفضحهم الله وسقطوا في الامتحان ولم يثبت مع طالوت ع الا من كانت دواخله طاهرة نقيه من كل رجس ودنس وكان موقنا ان لا قوة الا بالله
    قال الامام احمد الحسن ع (والنتيجة سار طالوت بالمجاهدين ليقاتلوا في سبيل الله ولإعلاء كلمة الله:
    ﴿فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾(البقرة: 249.

    وجاء الامتحان الإلهي ليميز الطيب من الخبيث، وليبين فضل أهل الفضل من هذه الجماعة المؤمنة:
    ﴿.. إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ..﴾.
    لم تكن مسألة عطش وشرب ماء، بل كانت مسألة إيمان هذه الجماعة بالله وبولي الله وخليفته في أرضه والتسليم له وطاعته، ومسألة اليقين بنصر الله وبفتح الله للمؤمنين به وبخليفته في أرضه، فظهرت تلك الفئات في ساحة المعركة، فئة استيقنت أمر الله فلا يبالي أفرادها إن وقعوا على الموت أو وقع الموت عليهم: ﴿قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾.
    وفئة ارتجفت أقدامهم لما رأوا ضخامة جيش جالوت ولكنهم حاربوا هذه النكسة في نفوسهم، أمّا الفئة الثالثة فقد خسروا المعركة في نفوسهم ولم يجدوا إلاّ الهزيمة يتحدثون عنها؛ لأنهم مهزومون من الداخل:﴿قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ﴾. انتهى كلام الامام احمد الحسن ع
    مما تقدم عرفنا شئ يسير من قصة طالوت ع الان على كل مؤمن ان يسال نفسه ما هي العبرة التي تعلمتها من قصة طالوت ع ؟؟؟؟
    اخواني انصار الله الكل يعلم ان انصار القائم يبتليهم الله بنفس النهر الذي ابتلى به جيش طالوت ع وكما قال مولاي الصادق : (إنّ أصحاب طالوت ابتلوا بالنهر الذي قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَر﴾(، وإنّ أصحاب القائم يبتلون بمثل ذلك)
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎