إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة 17 ربيع الاول 1436 هجري ( محمد سيد الكائنات )

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • ابو شهاب 313
    عضو جديد
    • 30-12-2013
    • 27

    جانب من خطبة الجمعة 17 ربيع الاول 1436 هجري ( محمد سيد الكائنات )

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد و آل محمد الائمة و المهديين و سلم تسليما كثيرا
    الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها.اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق. الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون. ولا يحصي نعماءه العادون. ولا يؤدي حقه المجتهدون، الذي لا يدركه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن. الذي ليس لصفته حد محدود ولا نعت موجود. ولا وقت معدود ولا أجل ممدود.
    نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام صاحب العصر والزمان المنتظر الامام المهدي(عج) والى ابنه ووصية احمد الحسن عليه السلام مكن الله لهما في الارض والى جميع انصاره بمناسبة ولادة خير البرية وحفيده الامام الصادق جعلنا الله واياكم من الثابتين على نهجمهم والسائرين على خطاهم وكل عام وانتم بخير...

    بعض من سيرة النبي (ص)

    هو أبو قاسم محمد {صلى الله عليه وآله وسلم}،بن عبد الله بن {واسمه شَيْبَة} ـ بن هاشم ـ واسمه عمرو ـ بن عبد مناف {واسمه المغيرة} ـ بن قصي {واسمه زيد} ـ بن كِلاب بن مُرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فِهْر{(وهو الملقب بقريش وإليه تنتسب القبيلة} ـ بن مالك بن النَّضْر ـ واسمه قيس ـ بن كِنَانة بن خُزَيْمَة بن مُدْرِكة {واسمه عامـر} ـ بن إلياس بن مُضَر بن نِزَار بن مَعَدّ بن اذا بلغ نسبي الى عدنان فأمسكوا*



    مــولــده ونشـأته: {صلى الله عليه وآله وسلم}،ولما أتمت آمنة حملها على خير ما ينبغي ولدت محمد {صلى الله عليه وآله وسلم}، وكان حملها وميلاده طبيعيين ليس فيها ما يروى من أقاصيص تدور حول ما رأت في الحمل وليلة الميلاد , وخلت المصادر التاريخية الصحيحة كابن هاشم والطبري والمسعودي وأبن الأثير من مثل هذه الأقاصيص , لما ذكر ابن هشام واحدة منها لم يكن مصدقا لها وقال {ويزعمون فيما يتحدث الناس والله أعلم}، وتتأرجح روايات المؤرخين في تحديد مولده النبي محمد {صلى الله عليه وآله وسلم}، وهل ولد يوم الثاني أو الثامن أو الثاني عشر وهل كان في شهر صفرأو ربيع الأول وهل ولد ليلا أو نهارا , وصيفا أم ربيعا وهل كان في عام الفيل أم قبله أم بعده والمشهور أنة ولد في فجر يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول عام الفيل ويرى الباحثون أن عام الفيل غير معروف على وجه التحديد هل كان في عام 522م أو 563م أو570 أو 571م فبحثوا عن تاريخ ثابت محقق يمكن على أساسه تحديد مولد الرسول صلى الله عليه و سلم فوجدوا أن أول تاريخ تحقيقه هو تاريخ الهجرة في سنة 622م وعلى هذا يمكن التوفيق بين رأي المؤرخين و رأي الباحثين بأن رسول الله {صلى الله عليه وآله وسلم}، ولد يوم الاثنين التاسع من ربيع الأول في العام الثالث والخمسين قبل هجرته كانت ولادة النبي في عام الفيل يوم {17} ربيع الأول .. الموافق{13} نيسان سنة {570}،{17} هجري ربيع الاول...وذالك فيمكة المكرمة .في شعب بني هاشم {بطن من قريش}


    النبي الأعظم ( صل الله عليه وآله وسلم )، في ســــطــــور
    هو نبي الرحمة , وإمام الأمة , وقائد مسيرة السلام والإسلام , وحامل لواء القرآن , الذي تحدى به العالم على مدى الزمان..
    هو المعصوم المسدد من الله تعالى {لا ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى{
    هو المبشر والنذير , والسراج المنير, والشاهد على الأمة, والداعي لهم بإذن ربهم القدير { إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله بإذنه وسراجا منيرا{
    هو صاحب الخلق العظيم , التي لم يصف الله نبيا بمثل ما وصفه به { وإنك لعلى خلق عظيم{
    هو الغليظ على الكفار, الرحيم بالمؤمنين {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم}..
    هو الذي وصل الى منزلة لم يصل إليها أحد من الأولين, ولن يصل إليها أحد من الآخرين{فدنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى}
    هو صاحب المقام المحمود, الذي يغبطه عليه جميع المخلوقات من الأولين والآخرين{وعسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}
    هو الذي طهره الله مع أهل بيته من كل رجس ودنس { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}
    هو الذي قرن الله اسمه باسمه , ورفع ذكره مع ذكره , وجعل الشهادة بنبوته مقرونة بالشهادة له بربوبيته {ورفعنا لك ذكرك} هو الذي سيعطيه ربه حتى يرضى {ولسوف يعطيك ربك فترضى}

    هو الذي يعز عليه عنت قومه وأمته , وآلامهم, النبي الذي هو بالمؤمنين رءوف رحيم { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم}



    كان ميلاد النبي "محمد" {صلى الله عليه وسلم}. أهم حدث في تاريخ البشرية على الإطلاق منذ أن خلق الله الكون، وسخر كل ما فيه لخدمة بني البشر، ومنهم للأنبياء والمرسلين وخاتمهم محمد النبي الأعظم (صل الله عليه وآله وسلم)،



    وكانت ولادته قبل وفاة أبيه بشهرين , فاستقبله جده عبد المطلب بن هاشم بالغبطة والسرور ,و اختار له جده عبد المطلب اسم محمد (وكان الاسم غير متداول بين العرب آنذاك) فقد كان أبوه عبد الله ذاهبا إلى الشام فى سفره لغرض التجارة والمقايضة , وتوفى ابوه { رضوان الله عليه}، بعد رجوعه من الشام إلى يثرب .


    قضى النبي أيام طفولته يتيماً وربته أمه ورعاه جده عبد المطلب وكان على عاده قريش اذا ولد لهم مولود بحثوا عن مرضعة له فكان أول لبن تناوله من المرضعات بعد رضاعه أمه آمنه هو لبن ثويبه المرضعة: ثويبة عتيقة أبي لهب، ثم حليمة السعدية(18).مولاه جاريه مملوكه عند عمه أبي لهب . ثم راح جده يبحث عن المرضعات بني سعد بن بكر، ويجد في إرساله الى البادية ليتربى في أحضانها فينشأ فصيح اللسان .., قوي المراس.وكانت المرضعات كلما سمعن أنه يتيم أعرضن عن رضاعته ولم يقبلن به ورفضنه ليتمه وخوفا من قلة ما يعود عليهم من أهله، فقد كن يرغبن في المال الوافر والعطاء , فأخذته حليمة السعدية كونها لم تجد غيره، و شاء الله تعالى أن تكون المربية التي تحظى بشرف احتضانه ورعايته هي حليمة بنت أبي تذويب السعدي .. زوجة الحارث بن عبد العزيز بن رفاعة السعدي . تسلمه الحارث من جده عبد المطلب وسلمه إلي حليمة السعدية ليقيم في أحضانها ويدرج بين إنائها عبد الله الحارث وأنيسة بنت الحارث وحذاقة بنت الحارث التي عرفت باسم الشيماء . هذه الشيماء التي كانت تحنو على رسول الله {صلى الله عليه وآله وسلم}،في طفولته وتحتضنه وتعتني به اعتناء المربية والحاضنة الرؤوم وقد عاش في بني سعد سنتين وعادت به حليمة إلى أمه لتقنعها بتمديد حضانته. وهو ما حدث إلا أنه بلغ الرابعة من عمره الشريف عادت به حليمة إلى أمه وجده صبياً لا كالصبيان وحين ناشئاً لا كالناشئة .., وفي هذه ألسنه حدث له بما يعرف بـحادثة شق الصدر فخشيت عليه حليمة بعد هذه الواقعة فردته إلى أمه التي طمأنتها بألا تخاف عليه، ويروى أن حليمة أضاعته في نفر في مكة وهي في طريقها إلى أهله ووجده ورقة بن نوفل وأعاده. فقد نشأ وعاش طفولته في ظلال تلك المربية الحنونة ثم في رعاية أمه وجده , عاش لا كما يعيش الصغار من أصحابه وأترابه ورعاية الله ورحمته ولطفه تحوطه . كان المربي الرءوف يغمر جوانب حياته وهو يعد ويربي إعداداً وتربية إلهية خاصة , لذلك قال نبينا محمد عليه وآله أفضل {صلى الله عليه وآله وسلم}، أدبني ربي فأحسن تأديبي لقد ولد ونشأ وشب مطهراً مبرأ من الذنب والمعاصي وعادات الجاهلية وعقائدها وسلوكها فقد عرف عنه النفور من الأوثان , والتأمل في ملكوت السماوات والأرض ثم الخلوة والانفراد والتعبد في مرحلة الشباب وهذا الصبي اليتيم كان هو الأمل وباب الغيب المفتوح على عالم الشهادة .


    كانت حياته مليئة بالمعاناة والفقد والفراق فحين أبصر النور في مكة لم يبصر أباه عبد الله , وحين عاد صبياً يمرح في ظلال أمه الحنون شاء الله سبحانه أن يعوضه بحنان الأمومة حنانه ورعايته المنفردة {سبحانه وتعالى}، توفت أمه آمنة والنبي لم يتجاوز السادسة من عمره الشريف وذلك حينما كان يصاحبها في سفر إلى المدينة المنورة لزيارة أخواله بني عدي بن النجار ليتعرف عليهم , فقد مرضت وتوفيت في طريق العودة إلى مكة في قرية تدعى {الأبواء} بين مكة والمدينة فاحتضنته أم أيمن }بركة الحبشية } وهي الخادمة التي صحبتهم عن محبة في رحلة الوداع هذه، وبعدها سلمته إلى جده وانتقل محمد {صلى الله عليه وآله وسلم}،ليعيش مع جده عبد المطلب، ليفيض عليه العناية والرعاية والكفالة الحسنة ولم يفارقه حتى حال الموت بينهما وتوفى جده عبد المطلب بمكة ورأى قبل وفاته أن يعهد بكفالة حفيده إلى عمه أبو طالب شقيق أبيه [7]. والنبي لم يتجاوز الثامنة من عمره الشريف ,, فكفله عمه أبو طالب الذي رافقه في صباه وشبابه وفي دعوته ومحنته وصراعه من أجل الحق ونشر دعوة الإسلام وتثبيت معالم الشريعة . لقد نما وترعرع محمد {صلى الله عليه وآله وسلم}، في بيت عمه أبو طالب حتى كبر وبلغ اثني عشر عاماً قضاها في ورع وتقي واجتهاد..


    يوم ولادة النبي محمد {صلى الله عليه وآله وسلم}،


    1-أَصْبَحَتِ الْأَصْنَامُ كُلُّهَا صَبِيحَةَ وُلِدَ النَّبِيُّ { صلى الله عليه و آله }، لَيْسَ مِنْهَا صَنَمٌ إِلَّا وَ هُوَ مُنْكَبٌّ عَلَى وَجْهِهِ.


    2 ـــــ وَ ارْتَجَسَ { 2 } فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ إِيْوَانُ كِسْرَى وَ سَقَطَتْ مِنْهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ شُرْفَةً .
    3 ــــ وغَاضَتْ { 3 } بُحَيْرَةُ ساوه.
    4 ــــ وَفَاضَ وَادِي السَّمَاوَةِ .
    5 ـــ وَ خَمَدَتْ نِيرَانُ فَارِسَ ، وَ لَمْ تَخْمُدْ قَبْلَ ذَلِكَ بِأَلْفِ عَامٍ .
    6 ـــ وَ رَأَى الْمُؤْبَذَانُ { 4 } فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ فِي الْمَنَامِ إِبِلًا صِعَاباً تَقُودُ خَيْلًا أعرابا قَدْ قُطِعَتْ دِجْلَةُ وَ انس ربت فِي بِلَادِهِمْ .
    7 ـــــ وَ انْقَصَمَ طَاقُ الْمَلِكِ كِسْرَى مِنْ وَسَطِهِ .
    8 الْمَشْرِقَ .
    10 ـــ و َلَمْ يَبْقَ سَرِيرٌ لِمَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا إِلَّا أَصْبَحَ مكوسا، وَ الْمَلِكُ ُخْرِساً لَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَهُ ذَلِكَم.
    11 ـــ وَانْتُزِعَ عِلْمُ الْكَهَنَةِ .
    12 ـــ وَبَطَلَ سِحْرُ السَّحَرَةِ .
    13 ـــ وَلَمْ تَبْقَ كَاهِنَةٌ فِي الْعَرَبِ إِلَّا حُجِبَتْ عَنْ صَاحِبِهَا .
    14 ـــ وعَظُمَتْ قُرَيْشٌ فِي الْعَرَبِ ، وَ سُمُّوا آلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ .
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقُ {عليه السلام}: إِنَّمَا سُمُّوا آلَ اللَّهِ لِأَنَّهُمْ فِي بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ.
    وَ قَالَتْ آمِنَةُ : إِنَّ ابْنِي وَ اللَّهِ سَقَطَ فَاتَّقَى الْأَرْضَ بِيَدِهِ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَنَظَرَ إِلَيْهَا ، ثُمَّ خَرَجَ مِنِّي نُورٌ أَضَاءَ لَهُ كُلُّ شَيْ‏ءٍ ، وَ سَمِعْتُ فِي الضَّوْءِ قَائِلًا يَقُولُ : إِنَّكِ قَدْ وَلَدْتِ سَيِّدَ النَّاسِ فَسَمِّيهِ مُحَمَّداً .
    وَ أُتِيَ بِهِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ لِيَنْظُرَ إِلَيْهِ وَ قَدْ بَلَغَهُ مَا قَالَتْ أُمُّهُ ، فَأَخَذَهُ فَوَضَعَهُ فِي حَجْرِهِ ، ثُمَّ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَعْطَانِي هَذَا الْغُلَامَ الطَّيِّبَ الْأَرْدَانِ


    { 6 } ، قَدْ سَادَ فِي الْمَهْدِ عَلَى الْغِلْمَانِ .
    ثُمَّ عَوَّذَهُ بِأَرْكَانِ الْكَعْبَةِ وَ قَالَ فِيهِ أَشْعَاراً .
    قَالَ : وَ صَاحَ إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللَّهُ فِي أَبَالِسَتِهِ فَاجْتَمَعُوا إِلَيهِ .
    فَقَالُوا: مَا الَّذِي أَفْزَعَكَ يَا سَيِّدَنَا ؟
    فَقَالَ لَهُمْ : وَيْلَكُمْ ، لَقَدْ أَنْكَرْتُ السَّمَاءَ وَ الْأَرْضَ مُنْذُ اللَّيْلَةِ ، لَقَدْ حَدَثَ فِي الْأَرْضِ حَدَثٌ عَظِيمٌ مَا حَدَثَ مِثْلُهُ مُنْذُ رُفِعَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ{عليه السلام {، فَاخْرُجُوا وَ انْظُرُوا مَا هَذَا الْحَدَثُ الَّذِي قَدْ حَدَثَ .
    فَافْتَرَقُوا ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا إِلَيْهِ فَقَالُوا : مَا وَجَدْنَا شَيْئاً .
    فَقَالَ إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللَّهُ : أَنَا لِهَذَا الْأَمْرِ ثُمَّ انْغَمَسَ فِي الدُّنْيَا فَجَالَهَا حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْحَرَمِ فَوَجَدَ الْحَرَمَ مَحْفُوظاً بِالْمَلَائِكَةِ ، فَذَهَبَ لِيَدْخُلَ فَصَاحُوا بِهِ ، فَرَجَعَ ثُمَّ صَارَ مِثْلَ الصِّرِّ ـ وَ هُوَ الْعُصْفُورُ ـ فَدَخَلَ مِنْ قِبَلِ حَرَى .
    فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ : وَرَاكَ لَعَنَكَ اللَّهُ .
    فَقَالَ لَهُ : حَرْفٌ أَسْأَلُكَ عَنْهُ يَا جَبْرَئِيلُ ، مَا هَذَا الْحَدَثُ الَّذِي حَدَثَ مُنْذُ اللَّيْلَةِ فِي الْأَرْضِ ؟
    فَقَالَ لَهُ : وُلِدَ مُحَمَّدٌ {صلى الله عليه و اله}
    فَقَالَ لَهُ : هَلْ لِي فِيهِ نَصِيبٌ ؟
    قَالَ : لَا .
    12ـــ قَالَ: فَفِي أُمَّتِهِ ؟
    قَالَ : نَعَمْ .
    قَالَ : رَضِيتُ ، { بحار الأنوار : 15 / 258 } .



    عن جابر بن عبد الله، قال: قلت لرسول الله : أول شئ خلق الله تعالى ما هو؟
    فقال: نور نبيك يا جابر خلقه الله ثم خلق منه كل خير ثم أقامه بين يديه في مقام القرب ما شاء الله ثم جعله أقساماً، فخلق العرش من قسم والكرسي من قسم، وحملة العرش وخزنة الكرسي من قسم، وأقام القسم الرابع في مقام الحب ما شاء الله، ثم جعله أقساما فخلق القلم من قسم ، واللوح من قسم والجنة من قسم. وأقام القسم الرابع في مقام الخوف ما شاء الله ثم جعله أجراء فخلق الملائكة من جزء والشمس من جزء والقمر والكواكب من جزء، وأقام القسم الرابع في مقام الرجاء ما شاء الله، ثم جعله أجزاء فخلق العقل من جزء والعلم والحلم من جزء والعصمة والتوفيق من جزء، وأقام القسم الرابع في مقام الحياء ما شاء الله، ثم نظر إليه بعين الهيبة فرشح ذلك النور وقطرت منه مائة ألف وأربعة وعشرون ألف قطرة فخلق الله من كل قطرة روح نبي ورسول، ثم تنفست أرواح الأنبياء فخلق الله من أنفاسها أرواح الأولياء والشهداء والصالحين ) بحار الأنوار: ج25 ص21.
    قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله العزيز الجبار عرج بنبيه صلى الله عليه وآله إلى سمائه سبعا اما أولهن فبارك عليه والثانية علمه فيها فرضه فأنزل الله العزيز الجبار عليه محملا من نور فيه أربعون نوعا من أنواع النور كانت محدقة حول العرش عرشه تبارك وتعالى تغشى أبصار الناظرين أما واحد منها فاصفر فمن أجل ذلك اصفرت الصفرة، وواحد منها أحمر فمن أجل ذلك احمرت الحمرة، وواحد منها أبيض فمن أجل ذلك ابيض البياض، والباقي على عدد سائر ما خلق من الأنوار والألوان في ذلك المحمل حلق وسلاسل من فضة فجلس عليه، ثم عرج إلى السماء الدنيا فنفرت الملائكة إلى أطراف السماء ثم خرت سجدا فقالت:
    سبوح قدوس ربنا ورب الملائكة والروح ما أشبه هذا النور بنور ربنا فقال جبرئيل عليه السلام الله أكبر الله أكبر فسكتت الملائكة وفتحت أبواب السماء واجتمعت الملائكة ثم جاءت فسلمت على النبي صلى الله عليه وآله أفواجا ثم قالت يا محمد كيف أخوك؟
    قال بخير قالت: فان أدركته فاقرأه منا السلام فقال النبي صلى الله عليه وآله أتعرفونه؟
    فقالوا: كيف لم نعرفه وقد أخذ الله عز وجل ميثاقك وميثاقه منا وانا لنصلي عليك وعليه ثم زاده أربعين نوعا من أنواع النور لا يشبه شئ منه ذلك النور الأول وزاده في محمله حلقا وسلاسل ثم عرج به إلى السماء الثانية فلما قرب من باب السماء تنافرت الملائكة إلى أطراف السماء وخرت سجدا وقالت سبوح قدوس رب الملائكة والروح ما أشبه هذا النور بنور ربنا فقال جبرئيل عليه السلام أشهد أن لا إله إلا الله،أشهد أن لا إله إلا الله فاجتمعت الملائكة وفتحت أبواب السماء وقالت: يا جبرئيل من هذا الذي معك؟ فقال هذا محمد صلى الله عليه وآله قالوا وقد بعث؟ قال نعم قال رسول الله صلى الله عليه وآله فخرجوا إلى شبه المعانيق فسلموا علي وقالوا:

    إقرأ أخاك السلام فقلت هل تعرفونه؟ قالوا: نعم وكيف لا نعرفه وقد أخذ الله ميثاقك وميثاقه وميثاق شيعته إلى يوم القيامة علينا وانا لنتصفح وجوه شيعته في كل يوم خمسا يعنون في كل وقت صلاة قال رسول الله صلى الله عليه وآله ثم زادني ربي تعالى أربعين نوعا من أنواع النور لا تشبه الأنوار الأول وزادني حلقا وسلاسل ثم عرج به إلى السماء الثالثة فنفرت الملائكة إلى أطراف السماء خرجت سجدا وقالت سبوح قدوس رب الملائكة والروح ما هذا النور الذي يشبه نور ربنا، فقال جبرئيل عليه السلام: اشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله فاجتمعت الملائكة وفتحت أبواب السماء وقالت: مرحبا بالأول ومرحبا بالآخر ومرحبا بالحاشر ومرحبا بالناشر، محمد خاتم النبيين وعلى خير الوصيين، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله سلموا علي وسألوني عن علي أخي فقلت هو في الأرض خليفتي أو تعرفونه؟
    قالوا: نعم وكيف لا نعرفه وقد نحج البيت المعمور في كل سنة مرة وعليه رق أبيض فيه اسم محمد صلى الله عليه وآله وعلي والحسن والحسين والأئمة وشيعتهم إلى يوم القيامة وإنا لنبارك على رؤسهم بأيدينا، ثم زادني ربى تعالى أربعين نوعا من أنواع النور لا تشبه شيئا من تلك الأنوار الأول وزادني حلقا وسلاسل ثم عرج بي إلى السماء الرابعة فلم تقل الملائكة شيئا وسمعت دويا كأنه في الصدور واجتمعت الملائكة ففتحت أبواب السماء وخرجت إلى معانيق فقال جبرئيل (ع) حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح فقالت الملائكة صوتين مقرونين بمحمد تقوم الصلاة وبعلي الفلاح فقال جبرئيل قد قامتالصلاة قد قامت الصلاة، فقالت الملائكة هي لشيعته أقاموها إلى يوم القيامة، ثم اجتمعت الملائكة فقالوا للنبي أين تركت أخاك وكيف هو؟ فقال لهم:
    أتعرفونه؟ فقالوا نعم نعرفه وشيعته وهو نور حول عرش الله وان في البيت المعمور لرقا من نور فيه كتاب من نور فيه اسم محمد وعلى الحسن والحسين والأئمة وشيعتهم لا يزيد فيهم رجل ولا ينقص منهم رجل انه لميثاقنا الذي أخذ علينا وانه ليقرء علينا في كل يوم جمعة، فسجدت لله شكرا فقال يا محمد ارفع رأسك فرفعت رأسي فإذا أطناب السماء قد خرقت والحجب قد رفعت ثم قال لي طأطئ رأسك وانظر ما ذا ترى فطأطأت رأسي فنظرت (١) إلى بيتكم هذا وحرمكم هذا فإذا هو مثل حرم ذلك البيت يتقابل لو ألقيت شيئا من يدي لم يقع إلا عليه فقال لي يا محمد هذا الحرم وأنت الحرام لكل مثل مثال، ثم قال لي ربي تعالى يا محمد مد يدك فيتلقاك ماء يسيل من ساق العرش الأيمن، فنزل الماء فتلقيته باليمين فمن أجل ذلك صار أول الوضوء اليمنى، ثم قال يا محمد خذ ذلك الماء فاغسل به وجهك وعلمه غسل الوجه فإنك تريد أن تنظر إلى عظمتي وأنت طاهر ثم اغسل ذراعيك اليمين واليسار وعلمه ذلك فإنك تريد أن تتلقى بيديك كلامي وامسح بفضل ما في يديك من الماء رأسك ورجليك إلى كعبيك وعلمه المسح برأسه ورجليه، وقال:

    اني أريد ان أمسح رأسك وأبارك عليك فاما المسح على رجليك فاني أريد ان أوطئك موطئا لم يطأه أحد من قبلك ولا يطأه أحد غيرك فهذا علة الوضوء والاذان، ثم قال يا محمد استقبل الحجر الأسود وهو بحيالي وكبرني بعدد حجبي فمن أجل ذلك صار التكبير سبعا لان الحجب سبعة وافتتح القراءة عند انقطاع الحجب، فمن أجل ذلك صار الافتتاح سنة والحجب مطابقة ثلاثا بعدد النور الذي أنزل على محمد ثلاث مرات فلذلك كان الافتتاح ثلاث مرات فمن أجل ذلك كان التكبير سبعا والافتتاح ثلاثا فلما فرغ من التكبير والافتتاح قال الله عز وجل الان وصلت إلى فسم باسمي فقال:

    (بسم الله الرحمن الرحيم) فمن أجل ذلك جعل بسم الله الرحمن الرحيم في أول كل سورة، ثم قال له احمدني فقال الحمد الله رب العالمين. وقال النبي صلى الله عليه وآلهفي نفسه شكرا فقال الله يا محمد قطعت حمدي فسم باسمي فمن أجل ذلك جعل في الحمد الرحمان الرحيم مرتين فلما بلغ ولا الضالين قال النبي صلى الله عليه وآله الحمد الله رب العالمين شكرا فقال الله العزيز الجبار قطعت ذكرى فسم باسمي
    فقال: (بسم الله الرحمن الرحيم) فمن أجل ذلك جعل بسم الله الرحمن الرحيم بعد الحمد في استقبال السورة الأخرى فقال له إقرأ (قل هو الله أحد) كما أنزلت فإنها نسبتي ونعتي ثم طأطئ يديك واجعلها على ركبتيك فانظر إلى عرشي قال رسول الله صلى الله عليه وآلهفنظرت إلى عظمة ذهبت لها نفسي وغشي علي فألهمت ان قلت سبحان ربي العظيم وبحمده لعظم ما رأيت فلما قلت ذلك تجلى الغشى عنى حتى قلنها سبعا الهم ذلك، فرجعت إلى نفسي كما كانت فمن أجل ذلك صار في الركوع سبحان ربى العظيم وبحمده فقال ارفع رأسك فرفعت رأسي فنظرت إلى شئ ذهب منه عقلي فاستقبلت الأرض بوجهي ويدي فألهمت ان قلت (سبحان ربي الأعلى وبحمده) لعلو ما رأيت فقلتها سبعا فرجعت إلى نفسي كلما قلت واحدة منها تجلى عنى الغشى فعقدت فصار السجود فيه سبحان ربي الأعلى وبحمده وصارت القعدة بين السجدتين استراحة من الشغى وعلو ما رأيت فألهمني ربي عز وجل وطالبتني نفسي ان أرفع رأسي فرفعت فنظرت إلى ذلك العلو فغشى علي فخررت لوجهي واستقبلت الأرض بوجهي ويدي وقلت (سبحان ربي الأعلى وبحمده) فقلتها سبعا ثم رفعت رأسي فقعدت قبل القيام لأثني النظر في العلو فمن أجل ذلك صارت سجدتين وركعة ومن أجل ذلك صار القعود قبل القيام قعدة خفيفة .... الخ


    الخطبة الثانية

    الحمد الله رب العالمين والحمد حقه كما يستحقه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ,الحمد لله الذى يخلق ولم يخلق ويرزق ولا يرزق ويطعم ولا يطعم ويميت الاحياء ويحيى الموتى وهو حى لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير ,الحمد لله الذى لم يشهد احدا حين فطر السماوات والارض ولا اتخذ معينا حين برأ النسمات ,الحمد لله الذى جعل الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا, الحمد لله الذى اذهب الليل مظلما بقدرته وجاء بالنهار مبصرا برحمته , وكسانى ضياءه وانا فى نعمته , الحمد لله الاول قبل الانشاء والاحياء ,والآخر بعد فناء الاشياء, اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين الائمة والمهديين , اللهم صل على محمد المصطفى وعلى علي المرتضى وعلى البتول فاطمة الزهراء وعلى السبطين الامامين الهاديين الذكيين الحسن والحسين وعلى السجاد علي بن الحسين وعلى الباقر محمد بن علي وعلى الصادق جعفر بن محمد وعلى الكاظم موسى بن جعفر وعلى الرضا علي بن موسى وعلى الجواد محمد بن علي وعلى الهادى علي بن محمد وعلى العسكرى الحسن بن علي وعلى الخلف الهادى المهدى الحجة ابن الحسن العسكرى محمد بن الحسن ابن العسكرى صاحب الزمان وشريك القرآن وامام الانس والجان وعلى وصيه ووليه وابنه وحبيبه ويمانيه احمد الحسن وعلى اولاده المهدين الاحد عشر مهدى مهدى الى قيام الساعة.

    ومن خطبـــة رســـول الله صلــى الله عليــه وآلــه يــوم غديـــر قال فيها :
    مَعَاشِرَ النَّاسِ، إنّي أَدَعُهَا إمَامَةً وَوِرَاثَةً في عَقِبِـي إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَقَدْ بَلَّغْتُ مَا أُمِرْتُ بِتَبْليغِهِ حُجَّةً عَلَى كُلِّ حَاضِرٍ وَغَائِبٍ وَعَلَى كُلِّ أَحَدٍ مِمَّنْ شَهِدَ أَوْ لَمْ يَشْهَدْ، وُلِدَ أَوْ لَمْ يُولَدْ، فَلْيُبَلِّغِ الْحَاضِرُ الْغَائِبَ وَالْوَالِدُ الْوَلَدَ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
    وَسَيَجْعَلُونَ الإمَامَةَ بَعْدي مُلْكاً وَاغْتِصَاباً، أَلاَ لَعَنَ اللّهُ الغَاصِبينَ الْمُغْتَصِبينَ، وَعِنْدَهَا ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثِّقَلاَنِ﴾، وَ ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شوَاظٌ مِنْ نَار وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنْتَصِرَانِ﴾.
    مَعَاشِرَ النَّاسِ، إنَّ اللّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَكُنْ لِيَذَرَكُمْ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتّى يَميزَ الْخَبيثَ مِنَ الطَّيِّبِ، وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ.
    مَعَاشِرَ النَّاسِ، إنَّهُ مَا مِنْ قَرْيَة إلاَّ وَاللّهُ مُهْلِكُهَا بِتَكْذيبِهَا وَكَذَلِكَ يُهْلِكُ القُرى وَهُيَ ظَالِمَةٌ، وَهَذَا عَليٌّ إمَامُكُم وَوَلِيُّكُم وَهُوَ مَوَاعيدُ اللهِ، وَاللهُ مُصَدِّقٌ وَعْدَهُ.
    مَعَاشِرَ النَّاسِ، قَدْ ظَلَّ قَبْلَكُمْ أَكْثَرُ الأَوَّلينَ، وَاللّهُ لَقَدْ أَهْلَكَ الأَوَّلينَ، وَهُوَ مُهْلِكُ الآخِرينَ. قَالَ اللّهُ تَعَالَى: ﴿أَلَمْ نُهْلِكِ الأَوَّلينَ • ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الآخِرينَ • كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمينَ • وَيْلٌ يَوْمَئِذ لِلْمُكَذِّبينَ﴾.
    مَعَاشِرَ النَّاسِ، إنَّ اللّهَ قَدْ أَمَرَني وَنَهَاني، وَقَدْ أَمَرْتُ عَلِيّاً وَنَهَيْتُهُ. فَعِلْمُ الأَمْرِ وَالنَّهْيِ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَاسْمَعُوا لأَمْرِهِ تَسْلَمُوا، وَأَطيعُوهُ تَهْتَدُوا، وَانْتَهُوا لِنَهْيِهِ تَرْشُدُوا، وَصِيرُوا إلَى مُرَادِهِ وَلاَ تَتَفَرَّقَ بِكُمُ السُّبُلُ عَنْ سَبيلِهِ.
    مَعَاشِرَ النَّاسِ، أَنَا صِرَاطُ اللّهِ الْمُسْتَقيمُ الَّذي أَمَرَكُمْ بِاتِّبَاعِهِ، ثُمَّ عَلِيٌّ مِنْ بَعْدي، ثُمَّ وُلْدي مِنْ صُلْبِهِ أَئِمَّةٌ يَهْدونَ إلَى الْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ.
    ثُمَّ قَرَأَ: ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ • الْحُمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمينَ...﴾ إلَى آخرهَا، وَقَال: فِيَّ نَزَلَتْ وَفيهِمْ نَزَلَتْ، وَلَهُمْ عَمَّتْ وَإيَّاهُمْ خَصَّتْ، أُولئِكَ أَوْلِيَاءُ اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ، أَلاَ إنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُون.
    أَلاَ إنَّ أَعْدَاءَ عَليٍّ هُمْ أَهلُ الشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ وَالحَادُّونَ وَهُمُ العَادُونَ وَإخْوَانُ الشَّيَاطينِ الّذينَ يُوحي بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُروراً.
    أَلاَ إنَّ أَوْلِيَاءَهُمُ الَّذينَ ذَكَرَهُمُ اللّهُ في كِتَابِهِ، فَقَالَ عَزَّ وجَلَّ: ﴿لاَ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إخْوَانَهُمْ أَوْ عَشيرَتَهُمْ، أُولئِكَ كَتَبَ في قُلوبِهِمُ الإيمَانَ...﴾.
    أَلاَ إنَّ أَوْلِيَاءَهُمُ الَّذينَ وَصَفُهُمُ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: ﴿الَّذينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا ايمَانَهُمْ بِظُلْم أُولئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾.
    أَلاَ إنَّ أَوْلِيَاءَهُمُ الَّذينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ آمِنينَ، تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ بِالتَّسْليمِ يَقولُونَ: سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدينَ.
    أَلاَ إنَّ أَوْلِيَاءَهُمْ الَّذين قَالَ لَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ﴿يَدْخُلُونَ الْجَنَّةُ يُرْزَقُونَ فيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾.
    أَلاَ إنَّ أَعْدَاءَهُمُ الَّذينَ يَصْلَوْنَ سَعيراً.
    أَلاَ إنَّ أَعْدَاءَهُمُ الَّذينَ يَسْمَعُونَ لِجَهَنَّمَ شَهيقاً وَهِيَ تَفورُ وَلَهَا زَفير. أَلاَ إنَّ أَعْدَاءَهُمُ الَّذينَ قَالَ اللّهُ فيهِمْ: ﴿كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا﴾.
    أَلاَ إنَّ أَعْدَاءَهُمُ الَّذينَ قَالَ اللّهُ عَزَّوَجَلَّ: ﴿كُلَّمَا أُلْقِيَ فيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَاْتِكُمْ نذيرٌ قَالوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللّهُ مِنْ شَيْءٍ، إنْ أَنْتُمْ إلاَّ في ضَلاَل كَبير﴾.
    أَلاَ إنَّ أَوْلِيَاءَهُمُ الَّذينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ، لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبيرٌ.
    مَعَاشِرَ النَّاسِ، شَتَّانَ مَا بَيْنَ السَّعيرِ وَالجَنَّةِ.
    عَدُوُّنَا مَنْ ذَمَّهُ اللّهُ وَلَعَنَهُ، وَوَلِيُّنَا مَنْ مَدَحَهُ اللّهُ وَأَحَبَّهُ.
    مَعَاشِرَ النَّاسِ، أَلاَ وَإنّي مُنْذِرٌ وَعَلِيٌّ هَاد.
    مَعَاشِرَ النَّاسِ، إنّي نَبِيٌّ وَعِليٌّ وَصِيّي.
    أَلاَ إنَّ خَاتَمَ الأَئِمَّةِ مِنَّا الْقَائِمُ الْمَهْدِيَّ. أَلاَ إنَّهُ الظَّاهِرُ عَلَى الدّينِ. أَلاَ إنَّهُ الْمُنْتَقِمُ مِنَ الظَّالِمينَ. أَلاَ إنَّهُ فَاتِحُ الْحُصُونِ وَهَادِمُهَا. أَلاَ إنَّهُ قَاتِلُ كُلِّ قَبيلَةٍ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ.
    أَلاَ إنَّهُ الْمُدْرِكُ بِكُلِّ ثَارٍ لأَوْليَاءِ اللّهِ. أَلاَ إنَّهُ النَّاصِرُ لِدينِ اللّهِ.
    أَلاَ إنَّهُ الْغَرَّافُ في بَحْرٍ عَميق. أَلاَ إنَّهُ يَسِمُ كُلَّ ذي فَضْل بِفَضْلِهِ وَكُلَّ ذي جَهْل بِجَهْلِهِ. أَلاَ إنَّهُ خِيَرَةُ اللّهِ وَمُخْتَارُهُ. أَلاَ إنَّهُ وَارِثُ كُلِّ عِلْمٍ وَالمحيطُ بِكُلِّ فَهْم.
    أَلاَ إنَّهُ المُخْبِرُ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالمُنَبِّهُ بِأَمْرِ إيمَانِهِ، أَلاَ إنَّهُ الرَّشيدُ السَّديدُ. أَلاَ إنَّهُ الْمُفَوَّضُ إلَيْهِ.
    أَلاَ إنَّهُ قَدْ بَشَّرَ بِهِ مَنْ سَلَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ.
    أَلاَ إنَّهُ الْبَاقي حُجَّةً وَلاَ حُجَّةَ بَعْدَهُ، وَلاَ حَقَّ إلاَّ مَعَهُ، وَلاَ نُورَ إلاَّ عِنْدَهُ.
    أَلاَ إنَّهُ لاَ غَالِبَ لَهُ وَلاَ مَنْصُورَ عَلَيْهِ. أَلاَ وَإنَّهُ وَلِيُّ اللّهِ في أَرْضِهِ، وَحَكَمُهُ في خَلْقِهِ، وَأَمينُهُ في سِرِّهِ وَعَلاَنِيَتِهِ.
    مَعَاشِرَ النَّاسِ، قَدْ بَيَّنْتُ لَكُمْ وَأَفْهَمْتُكُمْ، وَهَذَا عَلِيٌّ يُفْهِمُكُمْ بَعْدي. أَلاَ وَإنّي عِنْدَ انْقِضَاءِ خُطْبَتِي أَدْعوكُمْ إلى مُصَافَقَتِي عَلَى بَيْعَتِهِ وَالأِقْرَارِ بِهِ، ثُمَّ مُصَافَقَتِهِ بَعْدي.
    أَلاَ وَإنّي قَدْ بَايَعْتُ اللّهَ وَعَلِيٌّ قَدْ بَايَعَنِي، وَأَنَا آخِذُكُمْ بِالْبَيْعَةِ لَهُ عَنِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ. ﴿إنَّ الَّذينَ يُبَايِعُونَكَ إنَّمَا يُبَايِعونَ اللّهَ، يَدُ اللّهِ فَوْقَ أَيْديهِمْ. فَمَنْ نَكَثَ فَاِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ، وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللّهَ فَسَيُؤْتيهِ أَجْراً عَظيماً﴾.
    مَعَاشِرَ النَّاسِ، إنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللّهِ، ﴿فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَجُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا﴾.
    مَعَاشِرَ النَّاسِ، حِجُّوا الْبَيْتَ، فَمَا وَرَدَهُ أَهْلُ بَيْتٍ إلاَّ اسْتَغْنَوْا، وَلاَ تَخَلَّفوا عَنْهُ إلاَّ افْتَقَرُوا.
    مَعَاشِرَ النَّاسِ، مَا وَقَفَ بِالْمَوْقِفِ مُؤْمِنٌ إلاَّ غَفَرَ اللّهُ لَهُ مَا سَلَفَ مِنْ ذَنْبِهِ إلى وَقْتِهِ ذلِكَ، فَاِذَا انْقَضَتْ حَجَّتُهُ اسْتَأْنَفَ عَمَلَهُ.
    مَعَاشِرَ النَّاسِ، الْحُجَّاجُ مُعَانُونَ وَنَفَقَاتُهُمْ مُخَلَّفَةٌ عَلَيْهِمْ، وَاللّهُ لاَ يُضيعُ أَجْرَ الْمحْسِنينَ. مَعَاشِرَ النَّاسِ، حِجُّوا الْبَيْتَ بِكَمَالِ الدّينِ وَالتَّفَقُّهِ، ولاَ تَنْصَرِفُوا عَنِ الْمَشَاهِدِ إلاَّ بِتَوْبَةٍ وَإقْلاَعٍ.
    مَعَاشِرَ النَّاسِ، أَقيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ كَمَا أَمَرَكُمُ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَإنْ طَالَ عَلَيْكُمُ الأَمَدُ فَقَصَّرْتُمْ أَوْ نَسيتُمْ فَعَلِيٌّ وَلِيُّكُمْ وَمُبَيِّنٌ لَكُمْ. الَّذي نَصَبَهُ اللّهُ عزَّ وَجلَّ لَكُمْ بَعْدي وَمَنْ خَلَّفَهُ اللهُ مِنِّي وَمِنْهُ يُخْبِرُونَكُمْ بِمَا تَسأَلُونَ عَنْهُ وَيُبَيِّنُونَ لَكُمْ مَا لاَ تَعْلَمُونَ.
    أَلاَ إنَّ الْحَلاَلَ وَالْحَرَامَ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ أُحْصِيَهُمَا وَأُعَرِّفَهُمَا فَآمُرَ بِالْحَلاَلِ وَأَنْهى عَنِ الْحَرَامِ في مَقَامٍ وَاحد، فَأُمِرْتُ أَنْ آخُذَ الْبَيْعَةَ مِنْكُمْ وَالصَّفْقَةَ لَكُمْ بِقَبولِ مَا جِئْتُ بِهِ عَنِ اللّهِ عزَّ وَجلَّ في عَلِيٍّ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَالأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ الَّذينَ هُمْ مِنّي وَمِنْهُ إمَامَةً فيهِمْ قَائِمَةً، خَاتِمُهَا الْمَهْدِيُّ إلى يَوْمِ يَلْقَى اللّهَ الَّذي يَقْضي بالحَقِّ.
    مَعَاشِرَ النَّاسِ، وَكُلُّ حَلاَلٍ دَلَلْتُكُمْ عَلَيْهِ، وَكُلُّ حَرَامٍ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ؛ فَإِنّي لَمْ أَرْجِعْ عَنْ ذلِكَ وَلَمْ أُبَدِّلْ. أَلاَ فَاذْكُرُوا ذَلِكَ وَاحْفَظُوهُ وَتَوَاصَوْا بِهِ، وَلاَ تُبَدِّلُوهُ وَلاَ تُغَيِّرُوهُ. أَلاَ وَإنّي أُجَدِّدُ الْقَوْلَ: أَلاَ فَأَقيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأْمُروا بِالْمَعْروفِ وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ.
    أَلاَ وَإنَّ رَأْسَ الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهيِ عَنِ المُنْكَرِ أَنْ تَنْتَهُوا إلى قَوْلي وَتُبَلِّغوهُ مَنْ لَمْ يَحْضُرْ، وَتَأْمُرُوهُ بِقَبُولِهِ عَنّي، وَتَنْهَوْهُ عَنْ مُخَالَفَتِهِ فَإنَّهُ أَمْرٌ مِنَ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمِنّي. وَلاَ أَمْرَ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ نَهْيَ عَنْ مُنْكَرٍ إلاَّ مَعَ إمَامٍ مَعْصُوم.
    مَعَاشِرَ النَّاسِ، الْقُرآنُ يُعَرِّفُكُمْ أَنَّ الأَئِمَّةَ مِنْ بَعْدِهِ وُلْدُهُ، وَعَرَّفْتُكُمْ أَنَّهُمْ مِنّي وَأَنَا مِنْهُ، حَيْثُ يَقُولُ اللّهُ في كِتَابِهِ: ﴿وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً في عَقِبِهِ﴾، وَقُلْتُ: ﴿لَنْ تَضِلُّوا مَا إنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا﴾.
    مَعَاشِرَ النَّاسِ، التَّقْوَى، التَّقْوَى، وَاحْذَرُوا السَّاعَةَ كَمَا قَالَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿إنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظيمٌ﴾.
    اُذْكُرُوا الْمَمَاتَ وَالْمَعادَ وَالْحِسَابَ وَالْمَوَازينَ وَالمحَاسَبَةَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعَالَمينَ وَالثَّوَابَ وَالْعِقَابَ. فَمَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ أُثيبَ عَلَيْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَيْسَ لَهُ فِي الْجِنَانِ نَصيبٌ.
    مَعَاشِرَ النَّاسِ، إنَّكُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُصَافِقُوني بِكَفٍّ وَاحِدٍ، وَقَدْ أَمَرَنيَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ آخُذَ مِنْ أَلْسِنَتِكُمُ الإقْرَارَ بِمَا عَقَدْتُ لَعَلِيٍّ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَلِمَنْ جَاءَ بَعْدَهُ مِنَ الأَئِمَّةِ مِنّي وَمِنْهُ، عَلَى مَا أَعْلَمْتُكُمْ أَنَّ ذُرِّيَّتِي مِنْ صُلْبِهِ.
    فَقُولُوا بِأَجْمَعِكُمْ: «إنَّا سَامِعُونَ مُطيعُونَ رَاضُونَ مُنْقَادُونَ لِمَا بَلَّغْتَ عَنْ رَبِّنَا وَرَبِّكَ في أَمْرِ إمَامِنَا عَلِيٍّ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَأَمْرِ وُلدِهِ مِنْ صُلْبِهِ مِنَ الأَئِمَّةِ. نُبَايِعُكَ عَلَى ذلِكَ بِقُلُوبِنَا وَأَنْفُسِنَا وَأَلْسِنَتِنَا وَأَيْدينَا. عَلَى ذَلِكَ نَحْيى وَعَلَيْهِ نَمُوتُ وَعَلَيْهِ نُبْعَثُ. وَلاَ نُغَيِّرُ وَلاَ نُبَدِّلُ، وَلاَ نَشُكُّ وَلاَ نَجْحَدُ وَلاَ نَرْتَابُ، وَلاَ نَرْجِعُ عَنِ الْعَهْدِ وَلاَ نَنْقُضُ الْميثَاقَ.
    نُطيعُ اللهَ وَنُطيعُكَ وَعَليّاً أَميرَِ الْمُؤْمِنينَ وَالأَئِمَّةَ الَّذينَ ذَكَرْتَهُم مِنْ ذُرِّيَّتِكَ مِنْ وُلْدِهِ بَعْدَهُ، الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ.
    ... فَالْعَهْدُ وَالْميثَاقُ لَهُمْ مَأْخُوذٌ مِنَّا، مِنْ قُلُوبِنَا وَأَنْفُسِنَا وَأَلْسِنَتِنَا وَضَمَايِرِنَا وَمُصَافَقةِ أَيدينَا. مَن أَدرَكهَا بِيَدِه وَإلاَّ فَقَد أَقَرَّ بِلِسَانِهِ وَلاَ يَبغي بِذلِكَ بَدَلاً وَلاَ يَرَى اللّهُ مِنْ أَنْفُسِنَا عَنْهُ حِوَلاً أَبداً. نَحْنُ نُؤَدّي ذلِكَ عَنْكَ، الدَّاني وَالْقَاصي مِنْ أَوْلاَدِنَا وَأَهَالينَا، وَنُشْهِدُ اللّهَ بِذلِكَ وَكَفى بِاللّهِ شَهيداً وَأَنْتَ عَلَيْنَا بِهِ شَهيدٌ».
    ... مَعَاشِرَ النَّاسِ، مَا تَقُولُونَ؟ فَاِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ كُلَّ صَوْت وَخَافِيَةَ كُلِّ نَفْس، ﴿فَمَنِ اهْتَدى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا﴾، وَمَنْ بَايَعَ فَإنَّمَا يُبَايِعُ اللّهَ، ﴿يَدُ اللّهِ فَوْقَ أَيْديهِمْ﴾.
    مَعَاشِرَ النَّاسِ، فَاتّقُوا الله وَبَايِعُوا عَلِيّاً أَميرَ الْمُؤْمِنينَ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَالأَئِمَّةَ كَلِمَةً طيّبةً بَاقِيَة; يُهْلِكُ اللّهُ مَنْ غَدَرَ وَيَرْحَمُ مَنْ وَفى. ﴿فَمَنْ نَكَثَ فَاِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللّهُ فَسَيُؤْتيهِ أَجْراً عَظيماً﴾.
    مَعَاشِرَ النَّاسِ، قُولُوا الَّذي قُلْتُ لَكُمْ وَسَلِّمُوا عَلَى عَلِيٍّ بِاِمْرَةِ الْمُؤْمِنينَ، وَقُولُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإلَيْكَ الْمَصيرُ، وَقُولُوا: الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدانَا اللّهُ.
    مَعَاشِرَ النَّاسِ، إنَّ فَضَائِلَ عَلِيِّ بْنَ أَبي طَالِب عِنْدَ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَقَدْ أَنْزَلَهَا فِي الْقُرآنِ ـ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ أُحْصِيَهَا في مَقَامٍ وَاحِد، فَمَنْ أَنْبَأَكُمْ بِهَا وَعَرَّفَهَا فَصَدِّقُوهُ.
    مَعَاشِرَ النَّاسِ، مَنْ يُطِعِ اللّهَ وَرَسولَهُ وَعَلِيّاً وَالأَئِمَّةَ الَّذينَ ذَكَرْتُهُمْ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظيماً.
    مَعَاشِرَ النَّاسِ، السَّابِقُونَ إلى مُبَايَعَتِهِ وَمُوَالاَتِهِ وَالتَّسْليمِ عَلَيْهِ بِإمْرَةِ الْمُؤْمِنينَ أُولئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ في جَنَّاتِ النَّعيمِ.
    مَعَاشِرَ النَّاسِ، قُولُوا ما يَرْضَى اللّهُ بِهِ عَنْكُمْ مِنَ الْقَوْلِ، فإنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَميعاً فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً.
    اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنينَ وَاغْضَبْ عَلَى الْكَافِرينَ، وَالْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمينَ(1).
    الاحتجاج: ج1، ص59

    إن نبينا خاتم المرسلين (ص) وقرآننا الكريم وإسلامنا العظيم وأهل بيت المصطفى يدعوننا – كمسلمين – أن ننصر ديننا بخليفته ع في هذا الزمان الذي يعيد دين جده الرسول الاعظم غظا طريا ونكون كالبنيان المرصوص يشدبعضنا بعضنا , ونحن – في هذا الزمن العصيب – بأمس الحاجة لأن نوحد كلمتنا ونجمع صفوفنا وقلوبنا في مواجهة الجهل وجنده المتمثل بدول الطواغيت و دول الإستكبار في العالم والتي لا تريد الخير لا للإسلام وللمسلمين وثبتنا الله وأياكم لنصرة دين الله مع قائم ال محمد ع والاستشهاد بين يديهم اعلاء لرايه البيعةلله راية رسول الله ص وكل عام وانتم بخيرانصار الله الكرام.

    اللهم انا نسالك بحق من اصطفيتهم من خلقك ولم تجعل في خلقك مثلهم احد الائمة والمهديين صلواتك عليهم اجمعين ان تمكن لقائم ال محمد ص وان تنجز لمحمد وال محمد الائمة والمهديين صلواتك عليهم اجمعين ما وعدتهم من النصر والتمكين انك نعم المولى ونعم النصير اللهم ونسالك بحق احب الخلق اليك محمد وال محمد الائمة والمهديين صلواتك عليهم اجمعين ان تؤلف بين قلوب الانصار وتوفقهم للعمل بين يدي قائم ال محمد ص وان تختم لهم بالحسنى وان تمن على مرضاهم بالشفاء والصحة وعلى موتاهم بالرحمة والمغفرة وعلى مسافريهم بالوصول الى مقاصدهم سالمين غانمين وان تمن على احياءهم باللطف والكرامة وعلى فقرائهم بالغنى والثروة انك نعم المجيب واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
  • وائل شيتوس
    عضو جديد
    • 12-02-2015
    • 1

    #2
    رد: جانب من خطبة الجمعة 17 ربيع الاول 1436 هجري ( محمد سيد الكائنات )

    كانت خطبه رائعة جدا

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎