إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة بتاريخ 10 ربيع الاول 1436، 2 1 2015 (الشورى - آلام الموت والشفاعة)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • hmdq8
    عضو نشيط
    • 10-08-2011
    • 450

    جانب من خطبة الجمعة بتاريخ 10 ربيع الاول 1436، 2 1 2015 (الشورى - آلام الموت والشفاعة)

    الخطبة الاولى:
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمدلله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
    رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله
    باذن الله سوف تكون الخطبه الاولى في الشورى والثانية في آلام الموت والشفاعة
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.

    في المنتدى والموقع الرئيسي ] س/ بناء على قوله تعالى (((وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)) (الشورى : 38)) هل يمكن ان يعين الناس الحاكم المنفذ شريعة الله في ارضه بالشورى في وقت ما بمعنى ان الحاكم او خليفة الله في ارضه يمكن ان يعينه الله في وقت ويمكن ان يعينه الناس بالشورى في وقت اخر
    ج/ بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
    حاكمية الله تعني ان الحكم لله تشريعا وتنفيذا فالله هو من يضع الشريعة وهو من ينصب المنفذ لهذه الشريعة سواء كان نبيا ام وصيا ام اماما ام حتى ملكا كطالوت ع (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً) البقرة 247.. ... وحاكمية الله في ارضه بشقيها التشريع والتنفيذ، التشريع الذي هو الشريعة الالهية والتنفيذ الذي يكون من خلال الحاكم، لابد ان تكون معصومة من الخطأ والا فالخطأ في الحاكمية سينسب الى الله لانها حاكميته هو سبحانه، ولهذا فالكل متفق على الشق الاول من الحاكمية أي التشريع وانه الهي ولايجوز تدخل البشر فيه اوالتشريع باهوائهم، ولكن الاختلاف في التنفيذ او المنفذ بالخصوص ولولا استيلاء ابو بكر وعمر على كرسي التنفيذ لما حصل الاختلاف بين المسلمين حول هذا الشق لان القرآن واضح في بيان ان الله هو من يعين خليفته في ارضه (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)،والذين قالوا بأن التنفيذ او المنفذ يمكن ان يختاره الناس ولايشترط عصمته اضطروا الى اضافة شرط ثان لهذا الشق وهي ان المنفذ يطاع في طاعة الله ويعصى ان عصى الله وهذا استخفاف بالعقول لانه من الذي سيحدد ان الحاكم (المنفذ ) خالف الشريعة او لم يخالفها ليعصى ويطاع؟ هل كل انسان من حقه ان يحدد ويعصي ويطيع بحسب محدداته هو؟ ام يرجع الناس للفقهاء مثلا؟ مع ان لكل فقيه قول يخالف الاخرين فيه فمنهم من يحرم ومنهم من يحلل وخير دليل رضاع الكبير وزواج المسيار والغناء في الوقت الحاضر؟ فلو شرع في السعودية مثلا رضاع الكبير بناء على فتوى المستشار الملكي العبيكان وفي نفس الوقت افتى اخر ان رضاع الكبير حرام فهل سيعتبر المسلمون في السعودية ان الحاكم مطيع لله في قانون رضاع الكبير فيطيعونه ام عاصي لله فيعصونه؟ (ومسألة رضاع الكبير متعلقة بقانون الاحوال الشخصية وبأمور يعاقب عليها القانون السعودي كالخلوة)
    ثم ان الذي يحدد هذه الشريعة للناس وان هذه طاعة وهذه معصية وهنا يقبل قول الحاكم لانه طاعة وهنا لايقبل لانه معصية اليس هذا الشخص هو الاولى ان يكون الحاكم لانه الاعرف بالشريعة والحاكم هو منفذ للشريعة؟اذن في الحقيقة لايوجد غير حل واحد وهو ان الشريعة (القانون) ومنفذها ( الحاكم) كلاهما يعينهما الله
    اما قوله تعالى: ((وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)) (الشورى : 38) : فالسؤال هنا هل خلافة الله في ارضه هي امرهم ام امر الله ؟ وللتوضيح اكثر نضرب هذا المثل: هل خلافة زيد في بيته هي امر زيد ام امر عمر اكيد انها امر زيد، وزيد هو من يضع من يخلفه في بيته وتدخل عمر لاقيمة له بل هو تدخل فضولي وغير شرعي وغير اخلاقي وغير مقبول في كل الاعراف والقوانين ولايقبله العقل ايضا............اذن اكيد ان خلافة الله في ارضه هي امر الله وليست امر الناس فالله هو من ينصب خليفته في ارضه وليس الناس تنصب خليفة الله فلو نصب الناس كان تنصيبهم لاقيمة له وفضولي وغير شرعي ولااخلاقي ومرفوض في كل الاعراف والقوانين
    والله نصب اول خليفة له في ارضه آدم ع ولم يسمح للملائكة ان يختاروا منهم او من غيرهم خليفة لله في ارضه فإذا كان الله لم يسمح ان يختار الملائكة الاطهار المعصومون خليفته في ارضه فكيف يسمح ان يختار خليفته سبحانه أناس غير معصومين يخطئون ويصيبون في ابسط الامور ((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ )) (البقرة : 30).
    خلافة الله في ارضه هي امر الله وليس لاحد ان يقول انها امر الناس الا ان اراد العناد والا ان يقول عنزة ولو طارت.
    قال تعالى ((إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً )) والذي يقول ان هذه الاية تعني ان كل الناس خلفاء الله في ارضه بمعنى انهم يخلفون الله في عمارة الارض ويبنون ويزرعون فنقول لهم وهل الله فلاح ام عامل بناء ام ان الله خالق الخلق ومالكهم وملكهم الحقيقي فمن يخلفه في ارضه يقوم بمقامه باعتباره مالك الملك فخليفة الله يكون هو الملك والحاكم في الارض
    وايضا في القرآن قوله تعالى ((يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ))(صـ : 26)
    فلو كانت خلافة الله في ارضه لكل الناس فداود من الناس ايضا فلاداعي لان يخاطبه الله مرة اخرى ويقول له ((يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ)) ثم ان الاية بينت ان هذه الخلافة تشمل الملك والحكم بين الناس فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ. فهذه الاية بينة وواضحة ان خلفاء الله في ارضه هم الذين يحكمون [
    والحمد لله ربِّ العالمين. ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ( 1 ) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ( 2 ) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ( 3 ).[

    الخطبة الثانية:
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمدلله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله

    المتشابهات ج2 [سؤال/ 26: ما معنى الآية: ﴿وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾ ؟ وقوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾. وهل هذه الآيات تنفي الشفاعة؟
    الجواب: هذه الآيات لا تنفي الشفاعة مطلقاً.
    ﴿وَاتَّقُوا يَوْماً﴾: أي خافوا يوماً، وهذا اليوم هو يوم الموت، أي ساعة الموت أو لحظات الموت. ومع أنّ شفاعة من له شفاعة تنفع كل ساعة في الدنيا وبعد الموت في القبر والبرزخ والقيامة ولكن لا شفاعة عند الموت لأحد، بل ولا يقبل عند الموت عدل ولا عمل صالح.
    وهذا بسبب أنّ الموت هو نزع الروح عن الجسد، وهذا النزع أو الأخذ أو الاستيفاء لابد أن يرافقه تقطيع علائق الروح مع الدنيا، وهذه العلائق بحسب كثافتها وكثرتها يكون اشتباك الروح مع الجسد كثيفاً، فلابد أن يرافق تقطيع هذه العلائق آلام ولا تنفع شفاعة الشافعين لمنعها أو إزالتها، بل ولا ينفع عمل الإنسان في رفع أو إزالة هذه الآلام.
    ﴿لا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ﴾: وذلك لأن تعلق الإنسان بالدنيا (البيت والزوجة والأولاد والمال وغيرها من المتعلقات الدنيوية) هو عبارة عن حبال عقدها الإنسان بنفسه ولا خروج للروح من الدنيا ولا انفصال له عن الجسد دون قطع هذه الحبال والعلائق، ولا ينجو من آلام الموت إلا من رافق الدنيا بجسده وروحه معلقة بالملأ الأعلى، وهؤلاء هم المقربون، قال أمير المؤمنين (ع) ما معناه: (إنما كنت جاراً لكم، جاوركم بدني أياماً)، وقال تعالى: ﴿فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ﴾.
    ولا تنفع الشفاعة ولا ينفع العمل الصالح في لحظات الموت، إلا في حالة واحدة وهي حالة خرق القانون التكويني، وذلك بأن يصبح تقطيع هذه الحبال غير مؤلم، كما أصبحت نار إبراهيم (ع) غير محرقة، أو أنها لم تؤثر فيه لمانع ما شاء الله أن يجعله فيه (ع). وهذا الخرق للقانون التكويني لا نرى أنه من الأمور المعتادة، بل لا يحصل إلا في حالات تتعلق بوجود الله سبحانه أو علاقته سبحانه وتعالى بأمر أو شخص ما، وتأييده بهذا الخرق للقوانين التكوينية.
    ولذا فإنّ أصحاب اليمين - وهم دون المقربين - ومع أنهم من أصحاب الجنة لا ينجون من عذاب الموت، فقد سكت عن حالهم سبحانه وتعالى في حال الموت، قال تعالى: ﴿وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلامٌ لكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ﴾، أي لم يعرض لحالة الشخص عند الموت إن كان من أصحاب اليمين، مع أن الآيات من آخر (سورة الواقعة) كانت لبيان حالة الموت ، ولكنه عرض لحالهم بعد الموت، فقال للنبي سلام لك من أصحاب اليمين.
    ومن أعظم الأمثلة التي تتجلى فيها صورة هذه الأصناف الثلاثة أي: (المقربين، وأصحاب اليمين، والمكذبين الضالين) هي امتحان طالوت للجنود الذين معه، فلما مرَّ بأرض قفر وعطشوا ثم عرض لهم النهر في الطريق، قال لهم طالوت: ﴿إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ﴾، أي من لم يطعمه فإنه من المقربين، ومن اغترف غرفة هو من أصحاب اليمين، ومن شرب فهو من المكذبين الضالين، فلو كان مصدقاً أن طالوت ملكٌ معينٌ من الله سبحانه وتعالى لأتمر بأمره ولم يشرب من الماء.
    وهذا التكذيب هو تكذيب لله سبحانه وتعالى لا لطالوت فقط، وهذا النهر هو: الحياة الدنيا فمن لم يطعمها من المقربين الذين قطعوا علائقهم بها فلا يحتاج أخذ أرواحهم إلى قطع أي علائق أو حبال، ومن اغترف منها فهو يحتاج عند استيفاء روحه إلى قطع حباله التي عقدها بنفسه، وكلما زادت زاد ألمه. أما من شرب منها حتى أسكرته وأمسى لا يعي ما يقول، فهذا عند موته يرى أنه كان يعيش على شفا جرف هارٍ، وموته هو : انهيار هذا الجرف به في نار جهنم.
    ويبقى السبيل لأنْ يكون الإنسان من المقربين مع أن له زوجة ومال وولد ودار وما لأهل الدنيا هو أن ينهج بماله منهج الأئمة (ع) عندما أنفقوا على الفقراء والمساكين وخصوصاً اليتامى بلا حدود. وأما الأولاد فينذرهم لوجه الله سبحانه مجاهدين يجاهدون لإعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى، لعلَّ الله يتقبلهم بقبول حسن وينبتهم نباتاً حسناً. وأما الزوجة فيجعل صداقها هو السعي بها إلى الله سبحانه وتعالى، ويتحرى أن يوصلها إلى مقامات عالية في طاعة الله سبحانه وتعالى ومعرفة الله سبحانه وتعالى ما أمكنه ذلك.]

    شيء من تفسير سورة الفاتحة [ الاستعانة، على العبد أن لا يستعين بغير الله سبحانه وتعالى في جميع أموره الدنيوية والأخروية، في أعماله وعبادته، في نومه ويقظته، في مرضه وصحته.
    ولكن كيف يتحقّق هذا الأمر، ونحن نستعين بالعامل والفلاح والمهندس والطبيب وعالم الدين وبالملائكة وبأرواح الصالحين، من الأنبياء والأوصياء والشهداء والأولياء؟
    إن هذا الإخلاص في الاستعانة بالله وحده لا يتحقق إلاّ إذا عرف العبد أنّ كل شيء قائم به، وإنّه سبحانه حقيقة الوجود، وإنّ أزمّة الأمور بيده، فلا حول ولا قوّة، ولا موجود ولا مؤثر ولا علة ولا معلول، إلاّ بالله الواحد القهار.
    ولا أقصد بمعرفة العبد المعرفة السطحية الخالية من اليقين الذي يظهر في أفعاله وأقواله، فإذا عرف العبد أنّ الشافي الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى، وإنّه لا دواء ولا طبيب إلاّ بالله،كما أنّه لا تأثير لهما إلاّ إذا شاء الله، فليذهب إلى الطبيب وليستعمل الدواء، فإنّ استعانته بهما في هذه الحال ستكون استعانة بالله؛ لأنّ هذا العبد لا يرى إلاّ الله كما ورد عنهم (ع): (ما رأيت شيئاً إلاّ رأيت الله قبله وبعده ومعه).
    مع أنّ مثل هذا العبد يستغني في كثير من الأحيان عن الدواء أو الطبيب، ويستعين بالدعاء أو بقراءة سورة من القرآن، فقد ورد ما معناه: (إنّ الفاتحة شفاء من كل داء إلاّ الموت).
    ويجب الالتفات إلى أنّ الاستعانة بالأنبياء والأوصياء والملائكة في قضاء الحوائج عند الله سبحانه لا ينافي الإخلاص له سبحانه، بل إنّ شفاعتهم للعباد كرامة أكرمهم الله بها، وجعلهم أبواباً لنزول فضله، وأسباباً لإفاضة رحمته، قال تعالى: ﴿بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ﴾.
    وشفاعتهم في حياتهم ثابتة قطعاً، قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً﴾.
    وشفاعتهم يوم القيامة ثابتة بالآيات والروايات، وإجماع المسلمين على أنّ رسول الله (ص) شافع مشفّع يوم القيامة.
    أمّا شفاعتهم (ع) بعد موتهم، سواء للأحياء في الدنيا أو للأمـوات في البرزخ، فهي أيضاً ثابتة في القرآن، قال تعـالى: ﴿اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم﴾.
    وفي الآية ذِكر الشفاعة جاء بعد ذِكر الأرض والسماوات، أي: الدنيا والآخرة. فالأرض تعبّر عن الحياة المادية الدنيوية، والسماوات تعبّر عن الحياة الأخروية، فالآية تثبت الشفاعة بأذن الله لمن يشاء من نبي أو وصي أو ولي لعباده المؤمنين في الدنيا والآخرة، بل وعلى التنزيل،كما ورد في قراءة الأئمة (ع) لآية الكرسي: ﴿لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُما وَمَا تَحْتَ الثَّرَى عَاِلمُ الغَيْبِ وَالشَهَادَةِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْم مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ...﴾.
    تكون الشفاعة ثابتة في البرزخ (وما بينهما)، بل وفي العوالم السفلية (الأرضين السبع)، أي: للجن المؤمنين (ما تحت الثرى)، والله أعلم.
    ثم إنّ الشفاعة المثبَتة في الآية مطلقة غير مقيدة بوقت دون وقت، ولا حال دون حال، بل إنّ القوم الذين نفوا الشفاعة اشتبه عليهم الأمر؛ لما ظنوا أنّ الموت عدم.
    والحق أنّه انتقال النفس الإنسانية من دار إلى دار، والحق أنّ الموت تكامل في الإحساس والشعور ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾، بل إنّ القرآن أنكر هذا الفهم السقيم للموت.
    قال تعالى: ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾.
    فإذا كان رسول الله (ص)حي عند الله سبحانه وتعالى، والقرآن أثبت الشفاعة العامّة المطلقة غير المقيدة إلاّ بإذن الله سبحانه، فما الوجه لنفي شفاعة النبي (ص)بإذن الله - وهو حي عند الله - لمن شاء الله من الأحياء أو الأموات؟ بلى هناك شفاعة واحدة نفاها القرآن، وهي الشفاعة عند الموت.
    قال تعالى: ﴿وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾.
    والآية تحذّر الإنسان وتدعوه إلى الخشية من يوم سيأتي عليه لن يشفع له فيه أحد، وهذا اليوم الآتي، أمّا يوم الموت، أو يوم القيامة، وبما أنّ الشفاعة ثابتة في يوم القيامة، يبقى يوم الموت فقط. وهذا ما ورد عن أئمة أهل البيت (ع) إنّ الشفاعة المنفية هي عند الموت فقط، راجع تفسير الصافي وغيره عن هذه الآية للإطلاع على الروايات.
    وأوّلَ بعض المفسرين الشفاعة في الآية، أنّها الشفاعة الباطلة التي ادعاها المشركون بأصنامهم وأوليائهم أعداء الله لعنهم الله.
    وهذا التأويل غير دقيق؛ لأنّ الآية تنفي الشفاعة في وقت معين، بل إنّ الآية تنفي شفاعة من له شفاعة في هذا اليوم، وهو يوم الموت، فسكرات الموت والآلام العظيمة عند خروج الروح من البدن لا ينجو منها إلاّ من صاحبوا الناس بأبدانهم، وأرواحهم معلّقة بالملأ الأعلى، فالإنسان إذا أقحم روحه في الدنيا والمادة إقحاماً شديداً أو كثيفاً وتعلّق بها بعلائق كثيرة، أمسى إخراجه منها يحتاج إلى قطع كل تلك العلائق، أمسى إخراج روحه من بدنه كإخراج الحسكة من الصوف، وهذه الحالة إذا تدبّرناها جيداً علمنا أنّه أصلاً لا تتصور الشفاعة فيها؛ لأنّها تتطلب خرق للنظم الكونية والقوانين الإلهية والتي لم نرَ إنّها خُرقت على طول المسيرة الإنسانية في هذه الأرض، إلاّ في حالات نادرة؛ لإثبات وجود الله ،كعدم إحراق النار لإبراهيم (ع)، مع أنّ هذه الحالة نفسها لو تعمّقنا فيها لم نجدها خرقاً لقانون كوني، فربما كانت نار إبراهيم محرقة، وبدن إبراهيم قابل للاحتراق، ولكنّه عُزل عنها بعازل، وفُصل منها بفاصل، والله أعلم. ]

    ]اللهم لك الحمد والمنة اللهم إني لم أكن أدري ما الكتاب ولا الأيمان فعرفتني , اللهم إني كنت ضالاً فهديتني , اللهم إني كنت ضائعاً فأرشدتني , اللهم إني كنت مريضاً فشفيتني , اللهم إني كنت عُرياناً فكسوتني , اللهم إني كنت جائعاً فأطعمتني , اللهم إني كنت عُطشاناً فرويتني , اللهم إني كنت عائلاً فأغنيتني , اللهم إني كنت يتيماً فآويتني , فلا طاقة لي على شكرك , لأني لم أصب خيراً قط إلا منك , ولم يدفع عني أحدٌ سوءاً قط إلا أنت, فلك الحمد كما ينبغي لكرم وجهك , وعز جلالك , اللهم صل على محمد وآل محمد وأفتح مسامع قلبي لذكرك , حتى أعي وحيك , وأتبع أمرك , وأجتنب نهيك , اللهم صل على محمد وآل محمد ولا تصرف عني وجهك , ولا تمنعني فضلك ولا تحرمني عفوك وأجعلني أوالي أوليائك وأعادي أعدائك , أرزقني الرهبة منك و الرغبة إليك والتسليم لأمرك والتصديق بكتابك وأتباع سنة نبيك ص , اللهم أجعل مسيري عبرا , وصمتي تفكرا , وكلامي ذكرى , وأغفر لي الذنب العظيم وألحقني بآبائي الصالحين ولك الحمد أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً, اللهم وأبلغ سلامي الى رسولك المؤيد المنصور المسدد الحاشر الناشر محمد ص وأعتذر وأستغفر واتوب إليك وأليه من تقصيري في تبليغ الرسالة عن وليك وولده المظلوم محمد بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه الطاهرين , والسلام على المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها ورحمة الله وبركاته . [

    واستغفر الله لي ولكم والحمدلله رب العالمين
    (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎