إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة بتاريخ 3 ربيع الاول 1436، 26 12 2014 (قانون معرفة الحجة بالدليل العقلي والقرأني والروائي - الوهابيين والشرك)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • hmdq8
    عضو نشيط
    • 10-08-2011
    • 450

    جانب من خطبة الجمعة بتاريخ 3 ربيع الاول 1436، 26 12 2014 (قانون معرفة الحجة بالدليل العقلي والقرأني والروائي - الوهابيين والشرك)

    الخطبة الاولى
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمدلله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
    رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله
    باذن الله سوف تكون الخطبه الاولى في قانون معرفة الحجة والثانية تحت عنوان الوهابيين والشرك
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.

    خطبة الجمعه الموحده للامام أحمد الحسن [ فصل الخطاب في بيان حق علي (ع) والائمة والمهديين من ولده (ع) وباختصار شديد
    لو كان انسان يملك سفينة او مصنع او اي شيء يعمل فيه مجموعة من الناس
    اليس من المفروض ان يعين رباناً للسفينة او مديراً للمصنع او قائداً لهؤلاء الناس ثم ان ترك هذا وغرقت السفينة او تلف المصنع او حدث ضرر ما الا يوصف عمله هذا بالسفه او عدم الحكمة
    ثم ان عين رباناً للسفينة او مديراً للمصنع او قائداً لهؤلاء الناس ولكنه لم يكن اعلمهم في قيادة السفينة او ادارة المصنع او قيادة هؤلاء الناس وحصل نقص في انتاج المصنع اوحدث طارئ ما تسبب في ضرر معين كغرق السفينة بسبب جهل هذا القائد بقانون تشغيل المصنع او معالجة الطارئ الا يوصف عمله هذا بالسفه او مجانبة الحكمة اليس من المفروض ومقتضى الحكمة اختيار اعلم الموجودين او تزويد المختار بالعلم اللازم ليكون الاكفأ والاقدر على قيادة السفينة وايصالها الى بر الامان وادارة المصنع وتحقيق افضل انتاج .
    ولو فرضنا ان هذا الانسان عين رباناً للسفينة او مديراً للمصنع او قائداً لهؤلاء الناس وكان اعلمهم واقدرهم على قيادة السفينة وادارة المصنع ولكنه لم يأمر الناس بطاعة هذا الربان او المدير او القائد وتصرف الناس كل بحسب هواه ورغبته لانهم غير مأمورين بطاعة القائد المعين وحصلت فوضى او اضرار بسبب عدم أمره للناس بطاعة الربان او القائد الا يوصف بانه جانب الحكمة الى السفه ثم ما فائدة تعيينه للقائد الاقدر ان لم يأمر الناس بطاعته
    لا اظن ان عاقلاً حكيماً سيقول غير هذا ( يجب تعيين قائد ويجب ان يكون لديه او ان يزود بكل ما يحتاج من العلم ويجب ان يُأمر الذين يقودهم بطاعته )
    وهذا موجود في القرآن فمع اول خليفة لله سبحانه في ارضه وضع هذا القانون وهو قانون معرفة خليفة الله وحجته على عباده بل هو قانون معرفة الله لان بمعرفة خليفة الله يعرف الله
    فتعيين الامام والقائد وخليفة الله في قوله تعالى :
    (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:30)
    وكون هذا الخليفة هو الاعلم في قوله تعالى: (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:31)
    والامر بطاعة هذا الخليفة في قوله تعالى : (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) (الحجر:29)
    بل ومن يرجع للتوراة والانجيل سيجد نصوصاً كثيرة تنطبق تماما مع النص القرآني في بيان ان قانون معرفة خليفة الله او قانون معرفة الله هو هذه الامور الثلاثة التي بينتها .
    فمن هو وصي رسول الله ومن هو اعلم الناس بعد رسول الله ومن الذي أمرَ رسول الله بأمرِ الله الناس بطاعته ، يجب ان يكون هناك شخصاً فيه هذه الامور الثلاثة والا فمن يقول بعدمه يتهم الله سبحانه وتعالى بمجانبة الحكمة
    اقول مَنْ ؟ وادع الجواب لمن أسألهم وعسى ان ينصف الناس انفسهم بالجواب الحق ]

    1.النص (الوصية)...
    سُأل أبو عبد الله عليه السلام بأي شيء يُعرف الإمام قال: ( بالوصية الظاهرة وبالفضل، إن الإمام لا يستطيع أحد أن يطعن عليه في فم ولا بطن ولا فرج فيقال: كذاب ويأكل أموال الناس وما أشبه هذا ) . الكافي ج1 ص284
    عن عبدالأعلى قال : قلت لأبي عبدالله (ع) : ( المتوثب على هذا الأمر المدعي له ، ما الحجة عليه ؟ قال :يُسأل عن الحلال والحرام ، قال : ثم أقبل عليَّ فقال : ثلاثة من الحجة لم تجتمع في أحد إلا كان صاحب هذا الأمر : أن يكون أولى الناس بمن كان قبله ، ويكون عنده السلاح ، ويكون صاحب الوصية الظاهرة...) . الكافي ج1 ص284
    عن الحارث بن المغيرة النضري ، قال : ( قلنا لأبي عبدالله (ع) : بما يعرف صاحب هذا الأمر؟ قال: بالسكينة والوقار والعلم والوصية ) . بصائر الدرجات ص509
    عن ابي جعفر ع : ( ...وإياك وشذاذ من آل محمد عليهم السلام فان لآل محمد وعلي راية ولغيرهم رايات فألزم الأرض ولا تتبع منهم رجلا أبدا حتى ترى رجلا من ولد الحسين، معه عهد نبي الله ورايته وسلاحه، فان عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين ثم صار عند محمد بن علي، ويفعل الله ما يشاء )بحارالانوار ج52 ص224

    و العهد هو الوصية...
    وقال الإمام الصادق (ع) بعد أن ذكر قول الرسول (ص) بوجوب الوصية عند الموت قال (ع) : ( وتصديق هذا في سورة مريم قول الله تبارك وتعالى { لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهداً } وهذا هو العهد ) بحار الأنوار ج100 ص194
    عن عمرو بن الأشعث قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أترون الموصي منا يوصي إلى من يريد؟! لا والله ولكن عهد من الله ورسوله صلى الله عليه وآله لرجل فرجل حتى ينتهي الامر إلى صاحبه. الكافي ج1 ص278
    عن الإمام السجاد علي بن الحسين عليهم السلام ، قال : الامام منا لا يكون إلا معصوما وليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها ولذلك لا يكون إلا منصوصا ... (معاني الأخبار - الشيخ الصدوق - ص 132 ).

    2.العلم...
    عن عبد الله بن أبي يعفور، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إنما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل، حيثما دار التابوت دار الملك، فأينما دار السلاح فينا دار العلم. الكافي ج1 ص238
    عن المفضل بن عمر، قال: " سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين: يرجع في أحدهما إلى أهله، والأخرى يقال: هلك في أي واد سلك، قلت: كيف نصنع إذا كان ذلك؟ قال: إن ادعى مدع فاسألوه عن تلك العظائم التي يجيب فيها مثله ". الغيبة للنعماني ص178
    عن أبي الجارود،قال: " قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إذا مضى الإمام القائم من أهل البيت فبأي شئ يعرف من يجيء بعده؟ قال: بالهدى والإطراق، وإقرار آل محمد له بالفضل، ولا يسأل عن شئ بين صدفيها إلا أجاب ". الغيبة للطوسي ص249

    3.الراية (راية البيعة لله أو الحاكمية لله)...
    (مائتان و خمسون علامة- ص15) راية الإمام عليه السلام: في الحديث عنه ع (ابي عبدالله) إنّ لنا أهل البيت راية من تقدّمها مرق ومن تأخر عنها زهق ومن تبعها لحق يكون مكتوباً فيها البيعة لله.
    والحمد لله ربِّ العالمين. ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ( 1 ) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ( 2 ) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ( 3 ).[

    ***

    الخطبة الثانية:
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمدلله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله

    التوحيد ص73 – 76 ] توحيد الوهابيين وإلغاء وساطة وشفاعة الأنبياء والأوصياء
    قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً﴾.
    إن مسألة إلغاء دور ومكانة الأنبياء والأوصياء ليست جديدة بل هي ولدت مع أول نبي خلقه الله سبحانه وتعالى وهو آدم (ع)، فقد أنكر ورفض وكفر إبليس (لعنه الله) بدور آدم (ع) ورفض السجود لآدم ولم يقبل أن يكون آدم (ع) قبلته إلى الله.
    لم يكفر إبليس بالله ولم يرفض عبادة الله ولكنه رفض أن يسجد لآدم، رفض الاعتراف بفضل آدم وأنه قبلة وشفيع وواسطة إلى الله، وربما يصح أن نقول إن إبليس توصل إلى توحيد الوهابيين قبلهم، وربما الأصح إنه عداهم بدائه واستفزهم بندائه، فوجدهم نعم المجيبون وأفضل من تابع خطاه في التنكر لأولياء الله .
    وقد بيّن الله سبحانه وتعالى حال إبليس في القرآن بأوضح بيان، ولا يجد عاقل إن تدبر القرآن فرقاً بينه وبين الوهابيين، بل لم يكتف الوهابيون بإنكار مقام الأنبياء والأوصياء وشفاعتهم وكونهم قبلة الله ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً﴾، حتى زادوا على إبليس في كفره وتنكره لحجج الله، فقاموا بهدم البقع الطاهرة المقدسة لحجج الله آل محمد ، وهي مواضع رحمة وبركة الله سبحانه وتعالى فتبين حقدهم وبغضهم لآل محمد وتبين مدى الشبه بين الوهابيين وبين إبليس، قال تعالى: ﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾.
    فما أبين حقدهم على آل محمد بهدم أضرحتهم، وما أبعدهم عن المودة التي أمر الله بها المسلمين، ولو لم يكن إلا قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً﴾، لكفى في بيان متابعتهم لإبليس في الكفر بأولياء الله سبحانه وتعالى.
    فإبليس (لعنه الله) لم يرض أن يكون شفيعه إلى الله، والواسطة بينه وبين الله، وقبلته إلى الله نبي الله آدم (ع)، وهؤلاء الضالون المضلون أتباع إبليس في التنكر لأولياء الله لا يقبلون أن يكون النبي محمد شفيعهم إلى الله، والواسطة بينهم وبين الله، وقبلتهم إلى الله، بل ولا يقبلون حتى أن رحمة وبركة الله تنزل على من يزور أضرحة آل محمد الذين سأل الله المسلمين مودتهم في القرآن الكريم ﴿وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
    ولكل عاقل أن يتدبر: هل يوجد أوضح وأبين من متابعة الوهابيين لإبليس في الكفر وإنكار دور حجة الله وخليفته سبحانه من الأنبياء والأوصياء ؟ وهم يتعللون لتغطية بغضهم لحجج الله وخلفائه في أرضه بعلل واهية:
    - بأن الاعتقاد بشفاعة مخلوق بين يدي الله شرك.
    - بأن الاعتقاد بمخلوق يقضي الحوائج بإذن الله شرك.
    وباختصار: هم يعتقدون إن الاعتقاد بوجود الواسطة بين العباد والمعبود شرك، ويرفضون هذا الاعتقاد أو العمل به، وأتصور أنهم لو راجعوا موقف إبليس مع آدم لما وجدوه يختلف قيد أنملة عن موقفهم في رفض الوسيط والقبلة إلى الله سبحانه ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً﴾، ﴿وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
    وهذه بعض النقاط للتوضيح أكثر ولرفع الشبهة عن المشتبه الذي يطلب الحق، ولعلهم يلتفتون أن الله تَعَبَّدَ الخلق أول ما تَعَبَّدَهم بالسجود لخليفته والواسطة بينه وبينهم، ولعلهم لا يرفضون السجود والاعتراف بدور خليفة الله في أرضه باعتباره واسطة إلى الله وشفيعاً بين يدي الله بحقيقته التي لا تموت ولا تفنى بموت جسده أو فنائه، فما دامت حقائقهم باقية فإن شفاعتهم ووساطتهم باقية، ولعلهم يتركون متابعة إبليس في إنكار الوساطة والتنكر للوسيط (خليفة الله).
    ومتوكلاً على الله أقول:
    1- الذهاب إلى الطبيب واستعمال الدواء لا يمثل شركاً بالله، كما إنهما لا ينفعان الإنسان إذا لم يشأ الله ويجعل بإمكان الطبيب والدواء أن ينفعا الإنسان، كذا الحال إذا كان الأمر بالنسبة للروح، ولكن الطبيب هذه المرة أرواح الأنبياء والدواء الكمال الذي يفيضونه على من يواليهم، فالتوجه لهم ليس شركاً بالله؛ لأنهم لا ينفعون الإنسان إلا بإذن الله، كما أن الإعراض عنهم هو غاية الجهل والكفر؛ لأنهم أسباب شفاء الأرواح وهذا مقام جعله الله لهم عندما جعلهم خلفاءه الذين يواجه بهم بقية خلقه في أرضه، وليس لأحد أن يسلبهم إياه ومن يعترض يكون كإبليس الذي رفض السجود لأولهم (آدم (ع)).
    2- وأيضاً هم لا ينفعون شيئاً إذا لم يشأ الله كالطبيب والدواء، ولذا فلابد من التوجه إلى الله بالدعاء لينفع الطبيب والدواء وينتفع المريض، فهم لا ينفعون ولا يشفعون إلا بإذن الله وإرادته.
    3- من يتوجه إلى أطباء الأرواح الأنبياء والأوصياء ويترك التوجه إلى الله بالدعاء ويعتقد أنهم ينفعون دون التوجه إلى الله ودون أن يأذن الله لهم فهو مشرك، ولن ينفعونه شيئاً ولن ينتفع منهم شيئاً ﴿يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً﴾.
    ﴿وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾.
    4- ومن يعرض عنهم ويدعي أنه يتوجه إلى الله مباشرة لكي لا يكون مشركاً، فهو في الحقيقة موقفه تماماً كموقف إبليس لا يفرق قيد أنملة، فهو كافر بمقامهم الذي جعله الله لهم، وكافر بأمر الله وهذا مطرود من رحمة الله وعبادته كعبادة إبليس (لعنه الله).
    قال الصادق (ع): (..... فأول من قاس إبليس واستكبر، والاستكبار هو أول معصية عصي الله بها، قال: فقال إبليس: يا رب اعفني من السجود لآدم وأنا أعبدك عبادة لم يعبدكها ملك مقرب ولا نبي مرسل، فقال الله: لا حاجة لي إلى عبادتك، إنما أريد أن أعبد من حيث أريد لا من حيث تريد، فأبى أن يسجد فقال الله تبارك وتعالى: اخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين .....).
    5- ثم إن من يفهم ما بينته في أكثر من كتاب ومن خلال القرآن الكريم عن ملكوت السموات يعرف أنّ كون هؤلاء الأولياء من الأنبياء والأوصياء واسطة بين المعبود والعباد هي مسألة قهرية وحتمية وليست اختيارية للعباد، حيث إنّ مقام ومرتبة هؤلاء الأولياء فوق العباد، فلابد للعبد من المرور بهم ليصل إلى المعبود. [

    المتشابهات ج2 س27 ] الشرك أنواع منها - الشرك الظاهر: وهو أيضاً أقسام، منها: الشرك الصريح في العقيدة كعبادة الأصنام والأوثان، وعبادة العلماء غير العاملين الضالين. وهم الأصنام التي لها لسان، كما ورد في القرآن الكريم وعن الرسول وعن الأئمة في ذم اليهود الذين أطاعوا علماءهم في معصية الله فعبدوهم بذلك. 2- الشرك الخفي: ومنه الرياء بكل أقسامه. وليس منه التوجه إلى الخلق في قضاء الحوائج دون التوجه إلى الله سبحانه قاضي الحاجات (الذي يعطي من سأله ومن لم يسأله تحنناً منه ورحمة) بل إن هذا - أي التوجه إلى الخلق دون الله سبحانه - هو كفر بالله، ومع الأسف هذا هو الحال السائد بين الناس. ومنه التوجه إلى الناس في قضاء الحاجات مع التوجه إلى الله، وهذا هو الشرك الخفي، قال تعالى: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾. والحق أن يتوجه العبد في كل حوائجه إلى الله سبحانه، ويعتبر العباد مجرد وسيلة وآلة بيد الله يسيرها سبحانه كيف يشاء، وحيث يشاء لقضاء حاجته، فإذا توجه إلى الله لا يضره التعامل مع الخلق. [

    واستغفر الله لي ولكم والحمدلله رب العالمين
    (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎