إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

ماذا بعد الإيمان بالدعوة؟

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • أنصاري 313
    مشرف
    • 04-01-2013
    • 99

    ماذا بعد الإيمان بالدعوة؟

    ماذا بعد الإيمان بالدعوة؟ الجزء الأول

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

    يكتسب اصحاب الامام المهدي (عليه السلام ) اهمية كبيرة عند الله وعند جميع سكان السموات والارض كونهم ناجحين في التمحيص الالهي الصعب الذي تعرضوا له خلال الغيبة الكبرى فقد اثبتوا من خلال ما مروا به من امتحانات وفتن كبيرة اثبتوا جدارتهم واخلاصهم وقدرتهم على التضحية في سبيل الاهداف الاسلامية العليا مهما كلف الامر وهذه هي الميزة الرئسية التي يميز بها المسلم الحقيقي وكلما كان الهدف اوسع واكبر احتاج الى تركيز في الايمان والاخلاص بشكل اعمق فكيف اذا كان الهدف تحقيق حلم الانبياء وهو بسط العدل وتقويض الظلم وتحقيق الدولة العالمية الالهيه. وهنا يجب الاشارة الى امر مهم ان اصحاب الامام عليه السلام لم يصلوا الى هذه المنزلة وهذه الصفات نتيجة خلق الله تعالى لهم هكذا بل هم من وصل الى هذه النتيجة وهذا المستوى نتيجة التكاملات لكي يكون الباب مفتوح للجميع وليس احتكارا، بل من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. والامر الاخر انهم بشر وليسوا ملائكة او من غير الجنس البشري فاذن من الممكن الوصول الى صفاتهم. وقد وصفت الروايات قلوبهم مثل الحديد لو هموا بازالة الجبال الرواسي ازالوها حتى لو براس ابره. هم الذين وحدوا الله حق توحيده نعم عرفوا الله وعرفوا النبي حق معرفته وعرفوا الامام حق معرفته وعرفوا النصرة حق معرفتها ووحدوا الله حق توحيده. لهم في الليل اصوات كاصوات الثواكل من خشية الله تعالى، التزموا بصلاة الليل والدعاء وقراة القران وقيامهم بالليل وصيامهم بالنهار. بنيان مرصوص جسد واحد، اشارة الرواية التي تصف اصحاب الامام وهذه جدا مهمه كانهم من اب واحد وام واحده قلوبهم مجتمعه على المحبة والتضحية. فاذا أردنا النصرة والناصر لاوجود للبغضاء والمكر فينا والتناحر والغيبة فهذه ليس صفاتنا وليست اهدافنا واهداف مولانا الامام ع. نتحدث الآن عن أهمية هذه الصفوة من أصحاب القائم ع من خلال الروايات الشريفة
    أولا: الروايات التي تحث على نصرة القائم ع
    1. الروايات الدالة على فضل الصلاة على محمد وآل محمد
    عن عبد السلام بن نعيم قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام "أني دخلت البيت فلم يحضرني شيء من الدعاء إلا الصلاة على النبي و آله " فقال :عليه السلام " و لم يخرج أحد بأفضل مما خرجت "
    روي أن أثقل ما يوضع في الميزان من الأعمال هو الصلاة على محمد و آله فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : " أنا عند الميزان يوم القيامة فمن ثقلت سيئاته على حسناته جئت بالصلاة على حتى أُثقل بها حسناته "
    سؤال/ 116: ما معنى الصلاة على محمد وآل محمد؟
    الجواب:
    الصلاة معناها الدعاء والتضرع والتوسل إلى الله بطلب شيء منه سبحانه وتعالى، أو التقرب إليه وهو أيضاً طلب، فعندما نقول:
    اللهم صلِّ على محمد، يعني نطلب من الله سبحانه وتعالى أن يرفع شأن محمد (ص) ويعلي مقامه، ومن المؤكد أنّ مقام محمد (ص) هو المقام الأقرب الذي ما بعده مقام، فمقامه ثابت وهو صاحب مقام ألقاب قوسين صلوات الله عليه وآله، فيكون الطلب من الله بالصلاة على محمد هو أن يرفع شأن محمد ويعلي مقام محمد (ص) عند الناس، أي أن يعرّف الناس بعظيم شأن محمد (ص) ، وهذا يحصل عند ظهور الإمام المهدي (ع)؛ لأنه ينشر خمسة وعشرين حرفاً من العلم، فيعرّف الناس بالتوحيد، ويعرّفهم بالرسل، ويعرّفهم بالكتب، ويعرّفهم بالملائكة ، ويعرّفهم بخلق الله سبحانه وتعالى، ويعرفهم بمحمد (ص) ، فعندما نقول: اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، أي إننا نقول: يا الله أظهر حق محمد وآل محمد، وأظهر عظيم مقام محمد وآل محمد، أي كأننا نقول: يا الله عجّل فرج محمد وآل محمد ، وكأننا نقول: يا الله أظهر العدل والحق والقسط وأمت الجور والفساد والظلم، ولهذا كان هذا الذكر أي: (اللهم صلِّ على محمد وآل محمد) هو أفضل الذكر وثوابه عظيم، وما علمته من الإمام المهدي (ع) أنّ أفضل الذكر هو قول: (بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وسلم تسليماً).ومن قالها خمسين مرة لم يكتب من الغافلين في ذلك اليوم، وإن قالها مائة مرة كتب من الذاكرين في ذلك اليوم، وإن قالها ألف مرة كان من الفائزين عند الله وعند الإمام المهدي (ع).
    قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ ، أي أن يطلب المؤمنون من الله أن يصلي على محمد، فيقولوا: (اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وسلّم تسليماً)، ومعنى وسلّم تسليماً: أي أعطهم الأمن والأمان، والأمن هو بيعة القائم (ع)، والأمان يكون في دولة القائم ، قال تعالى: ﴿وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً﴾، وقال تعالى: ﴿سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ﴾.
    المتشابهات ج3 سؤال 116
    فمن خلال الروايات الواردة في فضل الصلاة على محمد وآل محمد ومن خلال كلام السيد ع في أن معنى الصلاة هو الطلب من الله بتعجيل الفرج نستنتج بأن انتظار الفرج هو من أفضل الأعمال، وهذا ما تؤيده الروايات الشريفة قال رسول الله ص : أفضل العبادة انتظار الفرج. عن رسول اللّه عليه السلام : «أفضل أعمال اُمّتي انتظار الفرج من اللّه عز و جل»
    فإذا كان أفضل الأعمال قبل ظهور القائم هو انتظار الفرج فما بالك بالعمل بين يدي القائم ع وقت ظهوره.
    2. (روى الشيخ النعماني) بسنده عن الباقر عليه السلام: (كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه ثم يطلبونه فلا يعطونه فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يقوموا ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم قتلاهم شهداء أما إني لو أدركت ذلك لاستبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر)
    في هذه الرواية يقول الصادق ع بأنه لو أدرك زمن القائم ع لاستبقى نفسه للقائم ع، وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على عظم الأجر الذي يناله أصحاب القائم ع العاملين بين يديه.
    3. عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: اذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها ولو حبو على الثلج فإن فيها نصرة لخليفة الله المهدي.
    ومن هذا الحديث يبين ان على كل مؤمن نصرته ولو أتاهم حبواً على الثلج وذلك تأكيد على النصرة ولو في اصعب الظروف.
    4. عن عبد الله بن عجلان عن أبي عبد الله قال : من عرف هذا الامر ثم مات قبل أن يقوم القائم كان له مثل أجر من قتل معه .

    ثانيا: أجر العمل بين يدي القائم ع

    عن أبي عبد الله قال : قال رسول الله : طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو مقتد به قبل قيامه ، يتولى وليه ، ويتبرأ من عدوه ، ويتولى الأئمة الهادية من قبله ، أولئك رفقائي وذوو ودي ومودتي ، و أكرم أمتي علي قال رفاعة : وأكرم خلق الله علي .
    من كلام ليماني آل محمد (ع) :أعملوا ليلا ونهارا وسرا وعلانية واعلموا أن أجر المؤمن الذي يعمل لتهيئة الأساس لدولة صاحب الزمان(ع) في هذ الوقت عظيم.
    لماذا هذه الأجر والأهمية لأصحاب القائم ع:
    1. ايمانهم بالغيب
    عن الإمام الصادق «عليه السلام» في وصية النبي«صلى الله عليه وآله» قال: «يا علي، أعجب الناس إيماناً وأعظمهم يقيناً قوم يكونون في آخر الزمان، لم يلحقوا النبي، وحجب عنهم الحجة، فآمنوا بسواد على بياض»
    إكمال الدين: الدقاق، عن الأسدي، عن النخعي، عن النوفلي، عن علي ابن أبي حمزة، عن يحيى بن أبي القاسم قال: سألت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام عن قول الله عز وجل " ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب " فقال: المتقون شيعة علي عليه السلام، والغيب فهو الحجة الغائب وشاهد ذلك قول الله عز وجل: " ويقولون لولا انزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين "
    عن ابن عباس: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قال: يا أيها الناس، من أعجب إيماناً؟! قالوا: الملائكة. قال: وكيف لا تؤمن الملائكة وهم يعاينون الأمر؟! قالوا: فالنبيون يا رسول الله! قال: وكيف لا يؤمن النبيون والوحي ينزل عليهم من السماء؟! قالوا: فأصحابك يا رسول الله! قال: وكيف لا يؤمن أصحابي وهم يرون ما يرون؟! ولكن أعجب الناس إيماناً قوم يجيئون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني، ويصدقوني ولم يروني أولئك إخواني
    2. تحملهم للشدائد
    عن أبي عبد الله قال : قال رسول الله : سيأتي قوم من بعدكم الرجل الواحد منهم له أجر خمسين منكم ، قالوا : يا رسول الله نحن كنا معك ببدر واحد وحنين ، و نزل فينا القرآن ، فقال : إنكم لو تحملوا لما حملوا لم تصبروا صبرهم.
    3. أصحاب القائم ع حلم الأنبياء ع
    هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ
    وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ
    قال رسول الله (ص): لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت‏‏ جورا
    قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب:والذي نفسي بيده حتى لاتبقى قرية إلا نودي فيها بشهادة أن لا اله إلا الله، وأن محمد رسول الله، بكرة وعشية.(إلزام الناصب 2/254)
    حاول الأنبياء السابقون بأن يرسخوا ويطبقوا عقيدة حاكمية الله ولكنهم جوبهوا من قبل أقوامهم فلم يشأ الله بأن يكون الفتح على يديهم. ولكن القائم وأصحابه هم الذين سيحققون هذا الحلم في آخر الزمان. فلقد أبت القوانين الدنيوية إلاّ أن تضع بإزاء كل حق باطلاً ينازعه ويناوئه, فتكالب أعداء الحقيقة من كل حدب وصوب ليوجّهوا نبال التشويه والتشكيك, وكل أنواع المحاربة لهذه العقيدة التي هي من مسلّمات العقل الإسلامي, الذي تعامل مع هذه الفكرة منذ أعماق تأريخه على أنّها أمر لا يمكن الغفلة عنه أو التنكّر له.
    إن المآل الذي تؤول إليه أو الثمرة التي تنتجها ثورة القائم ع فيها تحقيق حلم الأنبياء وهدفهم الذي سعوا لأجله على مرّ العصور, والأمنية التي رافقت العقل البشري منذ اليوم الأوّل لترعرعه, لأنّ هذا القائد المؤمّل هو الذي سينزع عن البشرية قيود الظلم والعبودية, وهو الذي سيخلع عليها حلّة العدل والإنصاف, فإنّه سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً.
    إنّ أهل البيت ع وهم يرسّخون في أذهان أتباعهم فكرة المهدي ، إنّما يهدفون إلى القضاء على مارد اليأس وسدّ الطريق أمام التخاذل ، والهزيمة أمام الانحراف والفساد والظلم ، فالجولة الأخيرة للإسلام ، لا بدّ لراية التوحيد أن تخفق فوق ربوع العالم بأسره. وإنّ النصر سيكون حليف الرجال الذين سيؤمنون بالمهدي المنتظر الحجّة الثاني عشر (عليه السلام) وبأهدافه المقدّسة الإلهية ، ويدافعون عنه وعنها، ويبذلون النفس والنفيس ببصيرة من أمرهم وإيماناً بنصر الله الذي يهبه عباده المؤمنين ، ومتى وجد القائد والقائم المعصوم والاُمّة المؤمنة والرعيّة المخلصة ، فإنّ نصر الله سيتحقّق ويتحقّق حلم البشرية والإنسانية المضطهدة في إقامة حكومة العدل الإلهي والإسلام المحمّدي الأصيل.

    ماذا بعد الإيمان بالدعوة؟
    بعد كل هذا الفضل وهذه المهمة المنوطة بأصحاب القائم ع، هل يهنأ لهم بال أو راحة وعلى كاهلهم هذه المهمة العظيمة؟
    نستعرض الأن بعض من أقوال الإمام أحمد الحسن ع في العمل من أجل نشر دين الله ونشر عقيدة التوحيد الصحيحة وهداية الناس إلى ما فيه خير الدنيا والآخرة.
    سؤال/ 75: ما معنى: ﴿إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً﴾ ؟
    الجواب: أي إنّ لك في النهار عملاً كثيراً في نشر دعوة التوحيد وإعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى، والتسليم له سبحانه ، فاستعن على هذا العمل والجهاد في سبيل الله بقيام الليل لا بالنوم كما يتوهم الغافلون.
    لماذا نعمل؟
    قال تعالى : { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً } (الأحزاب:72) .
    عن الفضل ابن قرة عن أبي عبد الله (ع) قال ( أوحى الله إلى إبراهيم (ع) انه سيولد لكَ فقال لساره فقالت : ألد وأنا عجوز فأوحى الله إليه أنها ستلد ويعذب أولادها أربعمائة سنة بردها الكلام عليّ. قال فلما طال على بني إسرائيل العذاب ضجوا وبكوا إلى الله أربعين صباحاً فأوحى الله إلى موسى وهارون يخلصهم من فرعون فحط عنهم سبعين ومائة سنة . قال : فقال أبو عبد الله (ع) ( هكذا انتم لو فعلتم لفرج الله عنا فأما إذ لم تكونوا فان الأمر ينتهي إلى منتهاه ) .
    وهذا العمل مسؤولية الجميع ، علماء الدين والشعوب الإسلامية المستضعفة ، فعلماء الدين قدموا أنفسهم في موضع قيادة الأمة سواء صرحوا بذلك أم لا ، لأنهم تصدوا أمام الله سبحانه وتعالى ووقفوا في باب ملكوته ، متمثلين بالأنبياء والمرسلين . فعليهم إن يسيروا بسيرتهم ويعملوا ، فمن لم يكن منهم أهلا لذلك كان عليه إن لا يضع نفسه في هذا الموضع الخطير ، فيكون من قطَّاع طريق الله سبحانه وتعالى ، فيؤول به الأمر إلى خسران الدنيا والآخرة ، وذلك هو الخسران المبين ، إذن فعالم الدين قائد للأمة ، ومصلح الأمة {وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ} وهو سائر في طريق الله سبحانه ، وداع ٍ إلى الله بأذنه فلا يطلب الدعة والراحة في هذا الطريق ، وإذا وجدها في يوم من الأيام قبل دولة الحق ، فليتهم نفسه وليراجع مسيرته .
    قال الإمام علي (ع) ( لو أحبني جبل لتهافت ) ، فعالم الدين يجب إن يفكر ويعمل ليلاً ونهاراً للتهيئة لإقامة دولة الحق ، وللنصح لقائد هذه الدولة الوصي الخاتم (ع) .
    أما الشعوب الإسلامية المستضعفة فعليها العودة إلى الإسلام والقرآن ، بعد أن انسلخت منه ولم يبقَ فيها من الإسلام إلا اسمه ، ومن القرآن إلا رسمه . فهي مكلفة بعملية التهيئة لدولة الحق ، أفراداً وجماعات وخصوصاً النخبة المؤمنة المثقفة فيها ، حيث يقع على عاتقهم جزء كبير من عملية إصلاح الأمة ، وتهيئتها لنصرة الحق وأهله ، ومقارعة الباطل ورموزه الشيطانية من الأنس والجن .
    والحمد لله الذي منَّ علينا بمحمد وآل محمد (ع) ، قادة نقتفي أثرهم . فهم (ع) نصروا الحق وقارعوا الباطل ، وكانوا يعملون ليلا ونهارا لنشر كلمة لا اله إلا الله ، مرة بالإعلام وبسيوف من الكلام . كان لها أثرها الواضح في القضاء على دولتي بني أمية وبني العباس ، ولا تزال إلى اليوم تأخذ أثرها في النفوس ، كسلاح قوي لهدم دولة الطاغوت والقضاء عليه ، كما فعل الإمام الحسن (ع) .
    ومرة أخرى عندما تتوفر الظروف الملائمة ، يجاهد آل محمد (ع) بالثورة المسلحة وبالسيف وإراقة الدماء في سبيل الدين ، كما فعل الإمام الحسين (ع) . وهكذا كانوا (ع) أعلاماً للجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقتدي بهم الثائرون فلم يهنوا ولم ينكلوا في مقارعة الطواغيت حتى قضوا بين مسموم ومقطّع بالسيوف، فعلينا جميعا اليوم إن نقتفي أثرهم (ع) في نشر الدين ومقارعة الظالمين والقضاء عليهم والتهيئة لدولة الحق وإعلاء كلمة لا اله إلا الله في الأرض ، ونشر عبادة العباد لخالقهم ، والقضاء على عبادة العباد للعباد ، وما يرافقها من الفساد . كما يجب فضح أئمة الفساد الذين يسمون أنفسهم علماء ، الذين يحاولون فصل الحسن عن الحسين ، ويقولون إن الإمام الحسن (ع) صامت ، ويدعون أنهم يتابعون سيرته ؛ فتعسا لهم . ولو كان آل محمد (ع) صامتين لما قطعت السموم أحشاءهم ، إن آل محمد (ع) قوم القتل لهم عادة ، وكرامتهم من الله الشهادة ، وما منهم إلا مقتول ، كما ورد عنهم (ع) فلا ألفين خسيساً يحمل جبنه عليهم ، ليعتذر عن خذلانه للحق . ووالله أني لأستعظم تقريع الجبناء.
    قال الامام أحمد الحسن المهدي الأول عليه السلام : ( فأنتم انتصاركم بهداية الناس، هدايتهم وليس فقط إقامة الحجة عليهم. اعملوا كل ما يمكنكم لهدايتهم، فقط أوصيكم أن تجاهدوا إبليس بكل ما يمكنكم، أخزوه وأخزوا جنده من الإنس والجن )
  • أنصاري 313
    مشرف
    • 04-01-2013
    • 99

    #2
    رد: ماذا بعد الإيمان بالدعوة؟

    ماذا بعد الإيمان بالدعوة؟ الجزء الثاني

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

    ما الذي يجعل أنصاري يعمل أكثر من الآخر؟
    ورد في كتاب مع العبد الصالح .. نصيحة وجهها الأمام أحمد الحسن (ع) فقال :
    (( بينوا للناس طريق الإسلام الصحيح ، لا تتركوا وسيلة يمكن أن تعملوا بها فإن في ذلك فرجكم ، إن ابليس لعنه االله لما كان يعرف أنّ نهايته في اليوم المعلوم ، ولما كان يعرف أن لليوم المعلوم بناء لابد أن يكتمل ليأتي هذا اليوم المعلوم ، فإنه يعمل ومنذ يومه الأول الذي خرج فيه عن طاعة االله على أن لا يكتمل هذا البناء .
    ألم تسمع قوله : ﴿ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ فهذا عدوكم لم يدخر جهداً لإضلال الناس ، فكيف ندخر جهداً لهدايتهم ؟! وهل تسمع ما يقول لعنه االله إنه سوف يأتي من كل جهة لإضلال الناس فإن لم ينفع من بين أيديهم لن يتراجع ولن يقبل بخسارة المعركة بل سيحاول مرة أخرى من خلفهم وإن لم تنفع لإضلالهم أيضاً لن يتراجع ولن يقبل بخسارة المعركة بل يأتيهم عن أيمانهم وهكذا عدوكم مع أنه الباطل والمدافع عن الباطل ولكنه يقاتل بشراسة ليضل الناس ويمنعهم من السير إلى االله لأنه يعلم أن هذا سيمنع اكتمال البناء ويؤخر اليوم المعلوم الذي تكون فيه نهايته ) ..
    ان تكون هناك دعوة حق وانت مؤمن بها، فهذا اثنينية يجب التخلص منها وتجاوزها. بل يجب ان تذوب في دعوة الحق وتفنى بها، فتكون هى انت وانت هى فلا وجود لك بدونها، بل تكون هى الروح بالنسبة الى بدنك وما قيمة البدن بلا روح!! -الشيخ ناظم العقيلي-
    ما سنذكره الآن من أسباب ممكنة في كثرة عمل أنصاري عن آخر تسثني الأسباب القهرية التي يمر بها بعض الأنصار والتي تمنعهم فعلا من العمل بكثرة في خدمة الدعوة المباركة
    1. اليقين بإمامة وحجية القائم ع
    كثير ممن عايشوا الأنبياء والرسل والأئمة ع كانوا في شك من أمرهم في كون أن حجة زمانهم الذي يؤمنون به هو فعلا المبشر به من قبل الحجة السابق. وما يثبت ذلك هو خذلان الذين يدعون الإيمان لحجج زمانهم، فهم كانوا معهم في أوقات الرخاء ولكن عند وقت الشدة والعمل خذل الناس حججهم وتركوهم لوحدهم مع قلة مؤمنة في وجه العدو وربما تكالبوا عليهم مع العدو.
    فإذا كان الأتباع لديهم شك في إمامة المعصوم أو حجة زمانهم فمن الأكيد أنهم لن يعملوا ما بوسعهم في العمل بين يديه. فنجد بأن بعض الأنصار يتعاملون مع القائم ع على أنه مرجع نرجع له في الأمور الفقهية وأمور الحلال والحرام وفي نفس الوقت ينتظرون ظهوره ليقوموه معه. فحالهم كحال بقية الشيعة الذين يقلدون مراجعهم ويمارسون حياتهم الدنيوية بشكل طبيعي وهم يظنون بأنهم هم المنتظرون الحقيقيون للإمام المهدي ع. وهذا النوع من الأنصار هو في الحقيقة ممن لديه شك في أحقية دعوة القائم ع وفي كونه معصوم واجب الطاعة ولو لم يقولوا ذلك بلسانهم.
    قال الإمام أحمد الحسن ع : فإن تنكروني فأنا ابن الحسن سبط النبي المرتهن الويل لمن ناواني واللعنة على من عاداني أنصاري خير أنصار تفتخر الأرض بسيرهم عليها وتحفهم الملائكة وأول فوج يدخل الجنة يوم القيامة هم والله العلي العظيم وأقسم ب يس وطه والمحكمات وبكهيعص وحمعسق وبالقسم العظيم آلــم
    2. الإيمان بهدف دعوة القائم ع ومدى استيعابها
    بعض الأخوة الأنصار لديه اليقين بأحقية دعوة القائم ع وإمامته وأنه إمام منصب من قبل الله عزوجل ومفترض الطاعة حاله حال آبائه الطاهرين. ولكنهم ليسوا مدركين لأهداف قيام القائم ع ولا مستوعبين لهذه الأهداف. فعلى هؤلاء الأخوة أن يعلموا بأن دعوة القائم ع دعوة عالمية ليس فقط على مستوى الكرة الأرضية بل على مستوى الكون أجمع. فهي لا تخص الإنس فقط بل تخص أيضا عالم الجن والعوالم الأخرى التي لا يعلمها إلا الله وأهل بيته الأطهار ع. وعالميتها أيضا ليست فقط على مستوى عالم الملك والشهادة بل تتعدى إلى عالم الملكوت أيضا. إن المآل الذي تؤول إليه أو الثمرة التي تنتجها ثورة القائم ع فيها تحقيق حلم الأنبياء وهدفهم الذي سعوا لأجله على مرّ العصور, والأمنية التي رافقت العقل البشري منذ اليوم الأوّل لترعرعه, لأنّ هذا القائد المؤمّل هو الذي سينزع عن البشرية قيود الظلم والعبودية, وهو الذي سيخلع عليها حلّة العدل والإنصاف, فإنّه سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً.
    ويجب أن يعلم الأنصار بأنهم يعيشون الآن تحت دولة القائم وهي المرحلة التي يكون في القائم في أمس الحاجة للعمل من أجل نشر دعوة الحق، وليس كما يظن البعض بأن العمل الحقيقي يأتي بعد قيام القائم. فهذه هي مرحلة التأسيس التي يكون فيها الأجر أعظم بكثير من أجر العمل بعد الفتح.
    أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ لَا يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
    3. اللامبالاة والميل إلى الراحة
    بعض الأنصار موقنين تمام اليقين بأن الإمام أحمد الحسن ع هو المخلص المذكور في كتب الديانات وأيضا مستوعبين لعظم المسؤولية الملقاة على عاتق هذا الإمام العظيم وأنصاره الأطهار. ولكن بسبب اللامبالاة والإنشغال بملهيات الدنيا أكثر من المطلوب وأكثر من الدعوة تجدهم لا يضحون من أجل هذه الدعوة المباركة وأهدافها السامية. فتجد من يفضل النوم الزائد أو العائلة أو العمل أو المجتمع أو غيرها على قضاء الوقت في خدمة دعوة السيد أحمد ع التي هي في حقيقتها دعوة رسل الله وأنبيائه وأولياءه الذين ضحوا من أجل ايصال التوحيد الخالص ومنهج حاكمية الله إلى جميع الناس في زمانهم. وفي حقيقة الأمر أن هذه الدعوة هي دعوة الله سبحانه الذي إليه المآل والحساب يوم الحساب.
    قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ.
    فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ
    طبعا هناك من سيقول بأن ظروف عملي او ظروف عائلتي أو مجتمعي أو مكانتي في المجتمع لا تسمح لي بأن أخدم الدعوة بالشكل المطلوب. نقول لهذا الشخص راجع نفسك وستجد بأنك من الممكن أن تعطي أكثر مما تعطي الآن، هناك الكثير من الأعمال التي يستطيع كل واحد منا أن يعملها من خلف الكواليس وبدون أن يظهر أمام الشاشة مثلا. الأجر دائما على قدر الإخلاص والجهد والله سبحانه وتعالى وقائم آل محمد ع يروا أعمالنا في عالم الملكوت، بمعنى أنهم يروا جميع الأنصار ويعلمون مقدار وإخلاص كل شخص يعمل. وعلى كل واحد منا أن لا يعبأ كثيرا بكلام الناس لأن الناس لن ترضى عنك مهما فعلت لهم بعد أن يعلموا أنك من أنصار دعوة الحق.
    إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِّن وَلَايَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا ۚ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
    الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ
    أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ
    سؤل السيد أحمد الحسن ع هذا السؤال:
    هل أستخدم التقيّة مع الناس وهم ينظرون لنا بريبة ؟
    ج/ التقية عند الضرورة فقط لحفظ الدماء والأموال والأعراض، أو للحفاظ على النفس لنصرة دين الله سبحانه في وقت لاحق. أسأل الله أن لا يحوجكم لتقية وينصركم نصراً عزيزاً بمنِّه سبحانه.
    السؤال:
    في قوله تعالى: (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ) جاء عن الطاهرين (ع) أنها في القائم (ع) ، والسؤال:
    أ‌- ما هي الآيات التي لا ينفع الإيمان بعدها ؟
    ب‌- وهل عدم النفع يعني أن التوبة في ذلك الوقت لا تقبل؟
    ت‌- النفس المؤمنة من قبل أو التي كسبت في إيمانها خيراً وصف إيمانها في الآية بأنه النافع:* آمنت من قبل.. أيُّ "قبل" تقصد الآية؟ * وهل الإيمان بلا كسب خير ينفع كالإيمان مع كسب الخير؟
    الجواب: [ متى لا ينفع إيمان الإنسان مع كونه في هذه الحياة الدنيا فقد بينته فيما سبق. وأما هل ينفع الإيمان دون كسب فنعم ينفع ولكن (وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) [الأنعام:132]، (وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) [الاحقاف:19]. واعلم أن العمل ملازم للإيمان فمن أين لمؤمن موقن أن يهدأ له بال أو يقر له حال دون عمل دائم لا ينقطع ومع هذا تراه يحاسب نفسه ويعتبر نفسه مقصرا دائما. ]
    من خطاب إلى طلبة الحوزة - للامام أحمد الحسن ع
    يامن تتخاذلون عن نصرة الإمام المهدي (ع) هل تنتظرون إلا الاصطفاف مع السفياني (لع) وارث يزيد ابن معاوية (لع) بعد اصطفافكم مع الدجال الأكبر ( أمريكا ) إذاً فابشروا بنار وقودها (النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) ماذا ستقولون : بكينا ولطمنا الصدور على الحسين (ع) ، سيأتيكم جواب الحسين (ع) ( انتم ممن أُشرك في دمي فقد قاتلتم ولدي المهدي ) ، ماذا بعد ، هل ستقولون إننا نقف على الحياد . إذاً جوابكم ( لعن الله أمة سمعت بذلك ورضيت به ) فليراجع كل عاقل نفسه فان الفرص تمر مر السحاب ( إذا كنتم تطلبون الحق ) انصروا الحسين (ع) في هذا الزمان ولا تخافوا (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران:139) لا تخافوا من يقتل الجسد ، ولكن خافوا من يستطيع أن يهلك الجسد والروح معاً في جهنم . وإذا كان قراركم هو خذلان الحسين في هذا الزمان ، وإذا اخترتم ظلم أنفسكم فإني أحذركم وأنذركم عذاب الله سبحانه وتعالى في الدنيا والآخرة ، ولا عذر لكم ولا عاذر . ]
    قال الإمام احمد الحسن ع :أما انتم ، فان أردتم أن تشهدوا للحق فاشهدوا ، ولكن إن وجدتم مرارته وثقله فاحمدوا الله على ما انعم عليكم ، فإن الحق ثقيل مر ، والباطل خفيف حلو
    قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن (ع) وأوصيكم أن توصلوا الحق لطلابه برفق ورحمة وعطف فانتم تحملون لهم طعام السماء فلا تتبعوا صدقاتكم بالمن والأذى ( يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى) (البقرة : 264) فإن لم يكن لكم في هدايتهم حاجة فلتكن لكم في أن تكونوا عونا لنا في عرصات القيامة حاجة كونوا ممن يفاخر بهم الجليل ملائكته.
    قال الله عز وجل في كتابه الحكيم في سورة السجدة الآية 29 : ﴿ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ﴾. عن ابن درّاج قال: سمعتُ جعفر الصادق(ع) يقول: في هذه الآية يوم الفتح يوم تفتح الدُّنيا على القائم(ع) ولا ينفع أحداً تقرّباً بالإيمان ما لم يكن قبل ذلك مؤمناً، وأما مَنْ كان قبل هذا الفتح موقِناً بإمامته ومنتظراً بخروجه فذلك الّذي ينفعه إيمانه، ويعظم الله عزّ وجلّ عنده قدره وشأنه، وهذا أجر الموالين لأهل البيت(ع) ..
    قال يماني ال محمد (ع): يجب على المؤمن تبليغ كل من يمكن تبليغه، ولكن لا يجب التفصيل، بل يكفي الإجمال كقول: أنّ الإمام المهدي ( ع) قد بعث رسولاً اسمه فلان.
    المؤمن مظلوم مقهور غريب في كل زمان ما دام نور الايمان بالله عز وجل وباولياء الله يتوقد في قلبه فكلما زاد ايمان المؤمن كلما ازداد بلاءه قانون الهي لا يختلف ولا يتخلف .
    نحن نقرأ في احاديث الطاهرين ان الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء.
    فما جرى على المسلمين في بداية البعثة النبوية يجري على انصار القائم من معاناة وتعذيب وتطريد وتخويف وتشريد وتهديد ووعيد. والسنة جارية اليوم مع انصار القائم ع. (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ( البقرة 214)
    ان القائم يلاقي اشد مما لاقى رسول الله ص كما اخبر بذلك صادق العترة ع . فعلى يد القائم تكون نهاية الظلم والظالمين ونهاية ابليس اللعين ، فابليس يعلم ان يوم الوقت المعلوم الذي يقضى عليه فيه هو يوم قيام القائم ع لذلك وكي يؤخر نهايته جيش جيوشه واستنفذ كل قواه ووسائله وجنده من الانس والجن لحرب القائم ع وانصاره أملا منه ان يطول بقاءه ليغوي اكبر عدد من الناس ويدخلهم جهنم، والقائم ع يريد هداية اكبر عدد ممكن لينالو رضوان الله والدار الاخرة، فمعركة القائم ع هي في الحقيقة مع الشيطان بمختلف مصاديقه.
    عن اسحق بن عمار قال: سألته - أي الإمام - عليه السلام - عن إنظار الله تعالى إبليس وقتا معلوماً ذكره في كتابه، فقال: {قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} قال - عليه السلام -: (الوقت المعلوم يوم قيام القائم ع ، فإذا بعثه الله كان في مسجد الكوفة، وجاء إبليس حتى يجثو على ركبتيه فيقول ويلاه من هذا اليوم، فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه، فذلك يوم الوقت المعلوم منتهى أجله) منتخب الأنوار المضيئة: ص357، بحار الأنوار: ج52 ص376.
    وكذا اصحاب القائم يلاقون اشد مما لاقى اصحاب رسول الله ص ، فعن الإمام الباقر ، قال: (قال رسول الله ذات يوم وعنده جماعة من أصحابه: اللهم لقني إخواني مرتين. فقال من حوله من أصحابه: أما نحن إخوانك يا رسول الله؟ فقال: لا، إنّكم أصحابي، وأخواني قوم في آخر الزمان، آمنوا ولم يروني، لقد عرفنيهم الله بأسمائهم وأسماء آبائهم من قبل أن يخرجهم من أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم، لأحدهم أشد بقية على دينه من خرط القتاد - أي الشوك - في الليلة الظلماء، أو كالقابض على جمر الغضا [ شجرة جمرها شديد الحرارة ويبقى فترة طويلة لا ينطفئ.]] أولئك مصابيح الدجى ينجيهم الله من كل فتنة غبراء مظلمة) بصائر الدرجات: ص104، بحار الأنوار: ج52 ص124، مكيال المكارم : ج1 ص346.
    اخوتي الاحبة الدعوة الالهية التي بين ايدينا اليوم هي ثمرة الدعوات الالهية ونتاجها والقائم وانصاره هم الامة الموعودة ان تثمر في اخر الزمان ان شاء الله تعالى ، عن الامام الصادق - عليه السلام - عن آبائه، عن رسول الله، قال: (ابشروا ثم ابشروا ثم ابشروا - ثلاث مرّات - إنما مثل أمتي كمثل غيث لا يدرى أوله خير أم آخره، إنما مثل أمتي كمثل حديقة أطعم منها فوجاً ما لعل آخرها فوجاً يكون أعرضها بحراً وأعمقها طولاً وأطولها فرعاً وأحسنها جنى...) الخصال: ص476، عيون أخبار الرضا - عليه السلام -: ج2 ص56، كمال الدين: ص269.
    هذه هي الايام التي وعدنا الله تعالى بان يظهر فيها دينه على الدين كله ولو كره الكافرون، انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا. فاصبرو على الاذى وصابروا ورابطوا على ولاية القائم ع ، ما هي الا ايام قلائل وسيسود العالم باسره عدل ال محمد ع ويدخل جوف بيوتهم وتنتهي معاناة الفقراء والمظلومين وهم يعيشون في أءمن وطن والحاكم احمد الحسن ع
    أخلاقيات التبليغ
    قال يماني آل محمد(ع) ..أيها الأحبة تحملوا المشقة واقبلوا القليل من الحلال واقلوا العرجة على الدنيا ولا تداهنوا الطواغيت وأعوانهم فان فرج آل محمد وفرجكم قريب إن شاء الله إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا
    قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن ( ع ): كونوا كالماء يطهر النجاسة و يتخللها ويسير معها حتى يزيلها عن البدن برقة وبدون اذى للبدن لاتكونوا كسكين تقطع اللحم مع النجاسة فتسببوا الالم للبدن وربما يجعله يختار النجاسة على طهارتكم من شدة الالم
    قال السيد احمد الحسن (ع) "لا تقابلوا الإساءة بالإساءة ، احسنوا إلى المسيء ألا تحبون أن يقابل الله إساءتكم بالإحسان كذلك كونوا مع الناس. وأخيرا أحب أن أنوه للأخوة الأنصار بأن يفعلوا ما بوسعهم في سبيل نشر دعوة الحق كل بحسب قدرته. إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. التوبة 39
    هَا أَنْتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ ۖ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ.. محمد 38
    القضية هي ليست الإيمان باليماني وانتهت، وإنما الإيمان بالدعوة هو أول الطريق وهو - مع أهميته - ليس كافيا حيث أن هناك مهاما أخرى يجب علينا القيام بها. ولا ينبغي للمؤمن بأن يستصغر أي عمل من قبيل كتابة شعر أو حفظ أبيات لإلقاءها في محضر الأنصار أو طبخ الطعام لزوار الله في عرشه وهم المتزاورون في الله لإحياء أمر أهل البيت ع. وفي المقابل أيضا لا ينبغي للأخوة الأنصار بأن يركزوا ويركنوا للأعمال البسيطة ويتركوا أمر تطوير أنفسهم لعمل أعمال هم قادرون عليها بإذن الله حتى تنتشر هذه الدعوة المباركة في كل أرجاء المعمورة، فمن شاء يؤمن ومن شاء يكفر وما على الرسول إلا البلاغ.
    وليعلم الجميع بأنه مثلما سيتحسر الكافر عندما يرى دركته في النار ودرجة المؤمن في الجنة، فكذلك سيتحسر المؤمن يوم القيامة عندما يرى منزلة أخيه العامل قد سبقه بدرجات جعلته أقرب وأقرب من محمد وآل محمد. فالبدار البدار يا أخوة العقيدة في نصرة قائم آل محمد ع قبل فوات الأوان من خلال العمل الدؤوب والمستمر والمنظم.
    حال انصار الله انصار الامام المهدي ع اليوم وهم يدعون الناس الى اعلاء كلمة الله ،كحال من سبقهم من اصحاب الانبياء والاوصياء صلوات الله عليهم اجمعين. لنتدبر ايات الله التي تحكي لنا قصص الانبياء والمرسلين وكيف انهم عانوا ما عانوا ليوصلوا الحق الى اهله ويعلو الدين القيم . لاحظو حال نوح وابراهيم وموسى وعيسى والخاتم صلوات الله عليهم اجمعين (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
    وأكثر من عانى في هذه الدنيا من قومه وأمته فيه وفي أهل بيته هو النبي محمد ص.
    ذكر السيد أحمد ع في مقدمة كتاب العجل: في قصص الأنبياء السابقين وأممهم التي اتبعتهم تارة , واتبعت السامريين تارة أخرى . ونصرت الأنبياء مرة , وخذلتهم ونصرت الطواغيت مرات , عبرة لمعتبر وذكر لمدّكر . فالبحث فيها ضروري , والمرور من خلالها إلى ما حصل بعد وفاة النبي ( ص ) من تنحية الوصي والأستيلاء على السلطة. وما جرّه هذا الحدث على الأمة من مآسي , لا نزال نعاني منها إلى اليوم أشدّ العناء , يساعد على فهم ما حدث بعد وفاة النبي ( ص ) سواء مع أمير المؤمنين ( ع ) , أم مع ولده المعصومين ( ع) الذين عانوا من الطواغيت المتسلطين على دفة الحكم بالقوة الغاشمة , كما عانوا الأمرين من السامريين أئمة الضلال , الذين حاولوا دائماً حرف الشريعة واستخفاف المسلمين .
    كما أن النظر إلى حالنا اليوم من خلال قصص الأنبياء السابقين , وأممهم يساعد على قراءة المستقبل المرتقب فيه ظهور خاتم الأوصياء المهدي ( ع ) , وما سيلاقيه , سواء من الطواغيت الذين سيستخفون المسلمين ويقاتلونهم كالسفياني , أم من السامريين ( علماء السوء غير عاملين ) .

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎