إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة بتاريخ 19 صفر 1436، 12 12 2014 (قانون معرفة الحجة والمعجزة 3 - خطبة موحدة من كتب النجف الاشرف)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • hmdq8
    عضو نشيط
    • 10-08-2011
    • 450

    جانب من خطبة الجمعة بتاريخ 19 صفر 1436، 12 12 2014 (قانون معرفة الحجة والمعجزة 3 - خطبة موحدة من كتب النجف الاشرف)

    الخطبة الاولى
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمدلله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
    رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله
    باذن الله سوف تكون الخطبه الاولى في قانون معرفة الحجة والمعجزة والثانية خطبة موحدة من كتب النجف الاشرف
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.

    11 3 2013 [ أما أدلة الدعوة فهي كل الأدلة على تشخيص خليفة الله مجتمعة وقد جئت بها جميعا وسأبين لك ماهي وكيف باختصار يليق بهذا المقام:
    النص التشخيصي : وهو النص الذي يشخص خليفة الله ومنه
    النص من الله: كنص الله على آدم عند الملائكة ومثله الرؤى المتواترة والتي يحصل أطمئنان بأمتناع تواطئ مدعي رؤيتها على الكذب ولابد ان تكون الرؤى مطابقة للنص التشخيصي.
    النص من خليفة الله : وهو على نوعين
    المباشر : وهو نص خليفة الله على وصيه المباشر كما هو نص رسول الله ص على علي وبالنسبة للأمام المهدي ع مرفوع وغائب وسبل تواصله مع من يؤمنون به الكشف والرؤى واللقاء وبها قد شهد لعدد يمتنع تواطئهم على الكذب بأن احمد الحسن أبنه ووصيه ومن ال محمد ع ،
    غير المباشر: وهو نص خليفة الله على وصيه غير المباشر كما هو نص رسول الله ص على علي ابن موسى الرضا ع وهكذا نص ليكون نصا تشخيصيا لابد ان يكون هناك ضمانا الهيا بأنه محفوظ من ان يدعيه المبطلون وبالتالي فمن يدعيه فهو صاحبه ومثاله وصية رسول الله محمد ص التي وصفها الله على لسان نبيه محمد ص بانها كتاب عاصم من الضلال لمن تمسك به وقد فصلت كيفية الاحتجاج بها وانها نص يشخص مدعيه على انه خليفة الله في أكثر من جواب وبينت كيف ان مجرد ادعائي لها يشخص كوني من خلفاء الله لان الله قد وصفها بانها لوحدها عاصمة لمن تمسك بها من الضلال فلابد ان يحفظ سبحانه وهو العالم القادر الصادق الحكيم المطلق النص الذي وصفه بانه عاصم من الضلال لمن تمسك به من ادعاء المبطلين له حتى يدعيه صاحبه ويتحقق الغرض منه وإلا لكان جاهلا أو عاجزا أوكاذبا مخادعا ومغريا للمتمسكين بقوله باتباع الباطل. ومحال ان يكون جاهلا أو عاجزا لانه عالم وقادر مطلق ويستحيل ان يصدر من الحق سبحانه وتعالى الكذب لانه صادق وحكيم ولايمكن وصفه بالكذب والا لما امكن الركون الى قوله في شيء ولإنتقض الدين وقد جمع الاجوبة الشيخ علاء السالم حفظه الله في كتاب الوصية المقدسة وقد طلبت من الفقهاء ان يتقدموا لمناظرتي والرد على ما قلته ولكنهم عجزوا وثبت حقنا والحمد لله
    أما المعجزة:
    فقد حصلت آيات ومعاجز في هذه الدعوة منها هلاك الخطيب علي الشكري وهذا الشخص بعد ان سب وتجاوز على احمد الحسن أشهد الله على قوله وفعله من على المنبر أمام الاف الناس فشاء الله ان لايمهله وأهلكه خلال أيام قليلة جدا وجعله آية للعالمين فمن لا يتعظ به لن تنفعه معجزة أخرى فما الفرق بين اهلاك هذا الظالم وبين اهلاك من سأل العذاب وتحدى رسول الله ص ومالفرق بين اهلاك هذا الظالم وبين اهلاك من سب الحسين ع وتحداه بأن مصيره للنار في يوم عاشوراء فشاء الله ان لا يمهله ويجعله اية وكانت عاقبته ان سقط في النار واحترق أظن كلها ايات تبين ان الله يدافع عن اولياءه ليقول بتلك الايات ان هؤلاء اوليائي وانا الله الواحد الاحد اشهد لهم والحمد لله فقد طلب الشيخ علي الشكري الذي نعاه مراجعكم شهادة الله وأشهد الله من على المنبر فلم يمهله الله وقد شهد الله لي بآية معجزة بينة ظاهرة رغم أنوف المنافقين وحصل معي كما حصل مع جدي رسول الله ومع جدي الحسين صلوات الله عليهم وكفى بالله شهيدا بيني وبينكم وهذه الاية موثقة ومصورة ويمكنك الاطلاع عليها ،
    فإن قال منافق فلما لايهلك الله كل من يسبونك ويتعرضون لك؟
    أقول : لان الحكمة من المعجزة هي اثبات اتصالي بالله وقد تحققت بهلاك واحد فالله لم يهلك كل من قاتلوا الحسين في كربلاء في يوم عاشوراء بالمعاجز بل اهلك من اهلك ليكون آية بل الله لم يهلك الشمر او حرملة رغم ان وقع مافعلوه كان أعظم على الحسين صلوات الله عليه من سبه واتهامه بانه من اهل النار.
    أما طلبك آية خاصة بك انت فأعلم وفقك الله وسدد خطاك وزينك بزينة العقل ان خلفاء الله ليسوا مهرجين ولاممثلين في سيرك ولابهلوانيين يدورون على الناس في الشوارع والطرقات ليعملوا لهم حركات واعمال تبهرهم بل غاية مافي المعجزة انها آية من الله تثبت ان من تحصل له ولي من أولياء الله وان الله يدافع عنه ويؤيده وقد تحقق هذا الامر في هذه الدعوة الحقة في اكثر من موضع ومنها ما حصل لشيخ علي الشكري وهو شخص معروف لدى حوزتي النجف وقم وقد نعاه بعض الفقهاء لما اهلكه الله.
    وفقك الله وسدد خطاك انتبه ان الله صرح في القرآن انه يريد الايمان بالغيب ولهذا حتى عندما يقيم معاجز يترك مساحة فيها للايمان بالغيب ولايجعلها معاجز قهرية لاتترك مساحة للغيب ولو انه فعل اية قاهرة لاتترك مساحة للغيب فإنه لايقبل ايمان من يؤمن بسببها، وقصة فرعون في القرآن معروفة ولايوجد سبب لعدم قبول الله ايمان فرعون غير كون الاية قاهرة ولم تترك مساحة للغيب وهذا امر بينته بالتفصيل في تفسير اية من سورة يونس فراجعه.
    ولو كان الله يريد ايمان الناس بمعجزات فردية قاهرة لاتترك للايمان بالغيب مساحة لجعل رسوله محمدا ص يرسل رسله الى الحكام في زمانه بمعجزات فردية، فمثلا كل رسول يقف بين يدي الحاكم ويتحول حصانه الى قطعة ذهب أو حديد ويطلب من الحاكم الاحتفاظ بهذه المعجزة عنده ولو انه فعل هذا لآمنوا به وآمن بقية الناس في ايران أو اوربا دفعة واحدة وانتهى الامر او على الأقل كان ارسل رسائله لهم بلغاتهم ولم يرسلها بالعربية أو كان الله أنزل القرآن بكل اللغات العالمية أو مئة لغة على الأقل اليس هذا أقوم للحجة على الناس ولو انه فعلها لكانت هذه اية معجزة ظاهرة لمحمد ص وانه متصل بالله او على الأقل لو انه ص قام بترجمة القرآن لكل اللغات بدل ان يتركه هكذا للاجتهادات الشخصية فتكون لدينا عدة ترجمات إنجليزية للقرآن وهي ترجمات مختلفة ومتضاربة، وخصوصا ان بعض هؤلاء الكذابين يقولون لكم على المنابر ان محمدا والائمة كانوا يتكلمون كل اللغات فلماذا لم يترجم الرسول والائمة ص القرآن، هل ان محمدا والائمة ص بخلاء مثلا وحاشاهم؟!، أم ان ترجمة القرآن التي كان غير العرب بأمس الحاجة لها لاتوافق الحكمة؟!، أم ان مايقارب مئتين وخمسين عاما لم تكفي الرسول والائمة للترجمة؟!، ام ان إتقان شخص لمئات اللغات ليست معجزة ظاهرة وحجة تامة وقائمة مدى الزمان؟!!!
    أنا أؤكد لك ان كثيرا من الملحدين صادقين في قولهم تماما عندما يقولون لماذا لايعمل لنا الله ان كان موجودا معجزة صغيرة يثبت بها وجوده كي نؤمن به وانا هنا أقدم لك طلبا من البروفسور ريتشارد دوكنز للمعجزة نيابة عنه فهو يقول لماذا لايجعل الله يد انسان متدين مقطوعة تنمو من جديد كالبرمائيات عندما تقطع بعض أطرافها لكي نصدق بوجوده؟! هل يمكنك ان تبين له لماذا لايستجيب الله لطلبه باعتبارك مؤمنا بوجود الله فطلبه موجه لجميع المؤمنين وخصوصا الذين يؤمنون بالمعجزات المجانية والتي تترامى يمينا وشمالا لمجرد أن يؤمن الناس حتى وان كان إيمانا خاليا من أي مساحة غيبية.
    من يقولون ان على احمد الحسن ان ياتيهم بمعجزة عند الطلب والا فهو ليس على حق ملزمون بأن يأتوا بروفسور دوكنز بمعجزة من ربهم الذي يؤمنون به واعتقد ان الرب أقدر من العبد وإذا لم ياتوه بالمعجزة فبحسب قانونهم سيكون دوكنز محقا مئة بالمئة ويكون الالحاد صحيحا بناءا على قاعدتهم التي اقروها بأنفسهم فهل يقبلون بهذه النتيجة ام ان قانونهم الشيطاني هذا يعمل فقط في مواجهة أحمد الحسن. ]
    والحمد لله ربِّ العالمين. ] { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ( 1 ) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ( 2 ) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ( 3 )}

    ***

    الخطبة الثانية:
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمدلله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله

    30 10 2014 مكتب السيد احمد الحسن ع في النجف الاشرف [ خطبة الجمعة الموحدة
    لأنصار الامام المهدي(مكن الله له)
    6/محرم الحرام/1436
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليماً
    السلام على الحسين بن علي ذبيح الله، السلام على زينب ابنة علي رمز التضحية والصبر، السلام على العباس بن علي رمز الايثار والوفاء، السلام على علي بن الحسين، السلام على عبد الله الرضيع، السلام على آل أبي طالب المقتّلين، السلام على أصحاب الحسين المضرّجين بدمائهم على رمضاء كربلاء.
    عظم الله أجوركم أيها المؤمنون بذكرى فاجعة الطف الأليمة والمصيبة الكبرى التي ألّمت بخط حاكمية الله والساجدين لله، وناح لأجلها محمد وعلي وفاطمة وآلهم الطيبون والأنبياء والمرسلون (صلوات الله عليهم أجمعين) وشيعتهم جيلاً بعد جيل، فعلى مثل الحسين (ع) فليبكي الباكون، وإياه فليندب النادبون، وعلى مصيبته فلتذرف الدموع، ولتلهب قلوب المؤمنين حرارة وحسرة على ما دهاه وحلّ به وبأهل بيته وصحبه الطيبين.
    أيها المؤمنون الكرام ..
    إنّ قصة الامتحان الإلهي للإنسان كلها تكاد تختزلها قضية واحدة فقط، نعم واحدة لا غير، تلك هي التي ذكرها الله سبحانه في كتابه الكريم فقال: (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) البقرة: 30، فما كان الخلق إلا أن انقسمت مواقفهم إلى مشهدين، مثّل الأول منهما موقف الملائكة الكرام الذين انصاعوا لمراد ربهم فسجدوا واعترفوا بتقصيرهم بين يدي خليفته سبحانه، بينما تمرد إبليس اللعين (عدو بني آدم القديم) ورفض السجود والانصياع لذلك المختار، وهو المشهد الثاني في يوم الخليقة الأول.
    وهكذا، اختارت البشرية تكرار هذين المشهدين دائماً منذ ذلك اليوم وحتى يوم الناس هذا، بل حتى آخر لحظة قُدّر لها أن تختم دار الامتحان الثاني التي نحن فيها، وبالرغم من أنّ رحمته سبحانه اقتضت أن يوفد إلى عباده آلاف الرسل والأنبياء بل لم يخلُ زمان قط من واحد منهم، لكن أغلب الناس - وللأسف – اختار أن يكرر ذات الموقف الذي كرّره أسلافهم مع الرسل السابقين، قال تعالى: (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون) يس: 30.
    وتبقى الثلة القليلة من الناس (التي لا تكاد تذكر من حيث العدد إذا ما قيست ببقية الناس) هي من تقف مع الرسول الإلهي وتؤمن به وتنصره وتشهد لحاكمية الله، وكانت غالباً لا تستطيع دفع الاذى عنه فيكون مصيره مردداً على الدوام بين القتل والصلب والسجن والتشريد بعد السب والشتم والاستهزاء والتسقيط والتكذيب ... إلخ من سبل نهج الاعتراض على خلفاء الله مما ذكره القرآن وبقية الكتب السماوية.
    أيها المؤمنون ..
    إنّ ما جرى في يوم عاشوراء ما هو إلا تكرار للمشهدين المتقدمين والخطين اللذين لازما ولد آدم منذ يومهم الأول، خط حاكمية الله الذي جسّده الحسين (ع) وأهل بيته وصحبه الذين آثروا نصرة خليفة الله في زمانهم على الدنيا وما فيها من زخرف وملذات، وخط المعترضين الذي مثلته الفئة الفاسدة التي جاهدت الحسين وخرجت لقتاله وحربه، وما هدأ لها بال إلا وريحانة رسول الله (ص) منحور مذبوح، ورأسه ورؤوس شيعته من آل أبي طالب وبقية صحبه مرفوعة على القنا، بل ما قرّ لحزب ابليس (لعنهم الله) قرار إلا وبقية الحسين (ع) أعني الامام زين العابدين (ع) وعماته وأخواته ويتامى آل محمد (ع) أسرى مقيدين بالسلاسل يُطاف بهم من بلد إلى بلد !!
    "لا يوم كيومك يا أبا عبد الله" إذ ازدلف إليك ثلاثون ألفاً لقتلك وهتك حرمتك وانتهاب رحلك وسبي ذراريك، فإنا لله وإنا اليه راجعون.
    إننا إذ نقف مذهولين منكوبين معزين إزاء هذه المصيبة العظمى التي آلمت قلوب جميع الأنبياء والمرسلين والصالحين ، يمكننا في الوقت نفسه أن نقف على بعض مشاهد ذلك اليوم الخالد:
    إنّ الحسين (ع) ما كان ليجري عليه ما جرى لو اختار مداهنة حاكمية الناس والسكوت عليها، لكنه اختار الدفاع عن نهج حاكمية الله ونذر نفسه قرباناً لها، حاكمية الله التي تعني أنّ الله سبحانه هو من يختار خليفته وينصبه ويزوده بعلم يهدي به خلقه ثم يأمر الخلق بطاعته ليأخذ بأيديهم الى حيث مراده سبحانه مما فيه نجاتهم وسعادتهم في الدارين.
    لذا، فإنّ من يريد أن يكون حقاً حسيني المنهج، فعليه التزام مثل هذا النهج الإلهي، وليعلم في ذات الوقت أنّ تنصّله عنه واعتقاده بمناهج أخرى وضعها الناس (ولو كانت بعناوين براقة) يعني بالقطع التنصّل عن الحسين (ع) ونهجه حتى لو زعم حبّه واتباعه والبكاء عليه.
    وحيث "إنّ لكلّ زمانٍ حسين" يمثل رمزاً لخط الساجدين لله، يقابله في الطرف الآخر رمز يمثل خط الاعتراض والتكبر، ليتجسد بعد هذا مشهدا الخليقة المتقدمين، فإنّ الناس - والحال هذه - مطالبون بالبحث عن الداعي للنهج الإلهي، النهج الحسيني، والالتحاق بركبه، ولا خيار آخر أمامهم أبداً.
    ثم إننا اذا ما قررنا حبّ الحسين (ع) واخترناه نهجاً ودرباً نلقى به ربنا، فلنعلم يقيناً أنّ ضريبة ذلك – بعد كون الحق مر ثقيل - أن يصيبنا شيء مما جرى في كربلاء، طبعاً كلٌّ بحسب التحاقه بالحسين (ع) والتصاقه به وبنهجه، وليس آخر تلك الضرائب قتل الشخصية،
    أما إذا ما عرفنا ان الحسين (ع) سمح لمخلوقات، هي انجس ما خلق الله، ان تعتلي صدره الشريف، بل سمح لحوافر الخيل ان تطأ اضلاع صدره ليسمع تكسرها من تحت سنابك خيل الطغاة، كل ذلك من اجل هداية الخلق، فهل سألنا أنفسنا هذا السؤال: هل بوسعنا تحمل قطرة من بحر هذا العطاء الالهي من أجل هداية خلقه ؟
    وإذا كان حال بعضنا أو الكثير منّا الثأر للنفس والقتال لإبراز (الأنا) المقيتة حتى مع الأخ المؤمن فضلاً عن بقية الناس، فليكن يوم عاشوراء إذن محطة مراجعة لتصحيح المسير ومحاسبة النفس، وإن كانت محطة مصبوغة بالدم والدموع والحسرة في وقت واحد.
    إنّ فاجعة الطف الأليمة تمثّل حقيقة مذبحة الانسانية بقيمها الحقيقية، وإذا كانت البشرية اليوم تخصص يوماً من أيامها للطفل والمرأة وما شابه، فهي مدعوة الى اعتبار يوم عاشوراء "يوم الانسانية المذبوح" كواحدة من أكبر المجازر التي ما عرف لها التاريخ البشري من نظير.
    في كربلاء .. تجد إنساناً كريماً رحيما ًعطوفاً يقرر هداية الخلق واصلاح ما فسد من حالهم، فيقرروا قتله واهل بيته وكل من آمن بخطه، فيخرجوا بخيلهم لاعتراضه لكنهم عطشوا فسقاهم وخيولهم الماء، ولكن ما هي الا ايام واذا بهم حاصروه واهل بيته وصحبه في الحر الشديد فقتلوه ضمئاناً وهو يطلب منهم شربة وما سقوه قطرة، انه الحسين (ع).
    في كربلاء .. تجد اختاً ما فارقت اخاها وإمامها لحظة، تتكابر على عاطفتها وتقدم له جواد منيته وتتعهد بحفظ وصاياه ويتاماه من اجل تحقيق مشروعه الالهي، بل تهيئ نفسها للسبي والأسر، وهي التي ما خطر على بال بشر ان يفكر برؤية شخصها، انها زينب (ع).
    في كربلاء .. تجد اخاً خرج مع اخيه وإمامه ليعينه على أداء مهمته الرسالية، يُقدّر لذلك الاخ ان يقتحم شريعة الماء وكان قلبه كصالية الجمر من العطش، فيغترف بيده غرفة وما ان يدنيها من فمه الا ويتذكر عطش اخيه وعياله ونسائه فيرمي الماء ويحرّمه على نفسه ويختار ان يموت عطشا، انها الطعنة الحقيقية التي يقدمها العباس ابن علي لأنانية الجينات التي اخجلت الايثار نفسه، وإذا كان الايثار الحقيقي الفيصل بين بقاء الانسان إنساناً على رجوعه الى ما كان ينتمي إليه إذن فهي مَدينة لمثل هذه المواقف التي يجف القلم عن اكمال تدوينها.
    في كربلاء .. تجد طفلا لا يكاد يلتقط انفاسه من ألم العطش بعد جفاف صدر امه من اللبن، يطلب أبوه من القوم قطرات من الماء تعيد اليه أنفاسه، فيرموه بسهم ويقتلوه وهو في حضن أبيه، انها الطفولة المذبوحة في كربلاء والتي تجسدت بعبد الله الرضيع.
    في كربلاء .. تجد ملائكة طهر تسير على الارض شاركوا أباهم وعمهم الحسين (ع) همّه وألمه وقرروا أن يكونوا قرابين فداء لمشروعه الاصلاحي الانساني، يفقدون حياتهم في أبشع صور أليمه يتفتت لها القلب عند سماعها.
    في كربلاء .. تجد صوت حرة مثكولة بفقد اخيها وسيدها واهل بيته، فترفع صوتها نادبة:
    " يا محمداه بناتك سبايا، وذريتك مقتلة، تسفي عليهم ريح الصبا، وهذا حسين محزوز الرأس من القفا، مسلوب العمامة والرداء، بأبي من عسكره في يوم الاثنين نهبا، بأبي من فسطاطه مقطع العرى، بأبي من لا هو غائب فيرتجى، ولا جريح فيداوى، بأبي من نفسي له الفداء، بأبي المهموم حتى قضى، بأبي العطشان حتى مضى، بأبي من شيبته تقطر بالدماء ".
    وهكذا، فانّ الانسانية جمعاء يمكنها أن تجد في كربلاء كل ما هي فاقدة له اليوم، ومن الذبيح الساقط على شاطئ الفرات يمكنها ان تستلهم كل شيء.
    إذن، حقّ لك يا قائم آل محمد أن تبكي أباك الحسين (ع) بدل الدموع دماً، ويورثك مقتله الهم والحزن الى وقت الانقضاء.
    يا أنصار آل محمد الطيبين ..
    إننا وفي مثل هذه الايام الخطيرة، مدعوون أكثر من أي وقت مضى الى غليان الهمم في نصرة صاحب راية الهدى والحق الحسيني في السعي لإنقاذ الناس والسعي لهدايتهم، كما اننا ملزمين - وأنتم أهل الشرف والفضل - الى تذكّر جميل الحسين (ع) وعظيم عطائه واهل بيته وصحبه الطاهرين ليكون سبيلًا لسمو انفسنا على الجراح والمشكلات فوالله إنّ ما نتصوره معاناة ومشاكل في الطريق لا يعدله أنّة من أنّات زينب وأخوتها.
    إذن، ليكن عاشوراء هذا العام عهداً نقطعه مع أنفسنا في أن نكون رغم كثرتنا كرجل واحد، نعم واحد لا ثاني له ولو كان ظلاً، فو الله انه السبيل لفرج صاحب راية الحق والهدى، وهذا ما تؤكده كلمات آبائه وملكوت ربه.
    أعتقد أنّ الحسين وزينب (عليهما السلام) وأهل بيتهم يستحقون منا الأكثر من هذا بكثير، فهل إلى ذلك من سبيل، هل الى وحدتنا من سبيل، هل الى زيادة همتنا من سبيل، هل الى فوران غيرتنا من سبيل، هل الى دويّنا بذكر الله من سبيل، كدويّ أنصار الحسين (ع) وهمتهم وغيرتهم في نصرة إمامهم، ليفتح لنا الله سبحانه كما فتح لهم، حينذاك ليخطر على بالنا أننا أنصار قائم آل محمد (ع) ..
    السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الارواح التي حلت بفنائك واناخت برحلك، عليكم جميعا سلام الله ابداً، ما بقينا وبقي الليل والنهار.
    السلام على شيعة الحسين (ع) في كل وقت وحين.
    السلام على شهداء حاكمية الله
    السلام على أسرى حاكمية الله
    السلام على أنصار حاكمية الله
    السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
    بسم الله الرحمن الرحيم
    (( قل هو الله احد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً احد )).
    مكتب السيد أحمد الحسن/النجف الاشرف
    5/محرم الحرام/1436 ]
    واستغفر الله لي ولكم والحمدلله رب العالمين
    (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎